صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: الى الاخوة المسلمين

  1. #1

    افتراضي الى الاخوة المسلمين

    تحية طيبة للجميع و بعد
    نرى ان هناك قبائل في افريقيا لم تصل لها اية ديانة و مازالو يعبدون الاشسجار و غ ير ذلك
    اين عدل الديانات السماوية هنا و هل هاته القبائل ارسل اليهم رسل مثلا
    يكون يؤمنون بالدين الاسلامي مثلا و هم لا يعلمون شيآ عنه
    ارجو من الاخوة توضيح لي هاته النقطة و شكرا لكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    لتوضيح هاته النقطة المتعلقة بـهاته القبائل... يُرجى الإطلاع على هذه الآية الكريمة:
    {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
    مُفاد الآية أن الله تعالى لا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل ووصول الدعوة إليه.
    فإذا كانت هاته القبائل لم تُبَلّغ برسالة أى من الأنبياء والرسل... فإن الله تعالى لن يعذبهم لعدم إقامة الحجّة...
    وهذا هو نفس حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الأنبياء، وقد وردت الأحاديث أنهم يمتحنون يوم القيامة.
    ولكنى أتسائل حقاً...
    هل اطمئن اللاأدرى على مصيره هو إلى درجة أنه بدأ فى القلق على مصير الآخرين؟
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maro مشاهدة المشاركة
    لتوضيح هاته النقطة المتعلقة بـهاته القبائل... يُرجى الإطلاع على هذه الآية الكريمة:
    {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
    مُفاد الآية أن الله تعالى لا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل ووصول الدعوة إليه.
    فإذا كانت هاته القبائل لم تُبَلّغ برسالة أى من الأنبياء والرسل... فإن الله تعالى لن يعذبهم لعدم إقامة الحجّة...
    وهذا هو نفس حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الأنبياء، وقد وردت الأحاديث أنهم يمتحنون يوم القيامة.
    ولكنى أتسائل حقاً...
    هل اطمئن اللاأدرى على مصيره هو إلى درجة أنه بدأ فى القلق على مصير الآخرين؟
    شكرا لردك اخي المحترم
    عندي تساؤلات عديدة تخص الديانة الاسلامية و من بينهم هذا السؤال و الرد شافي ووافي و فقط كيف يمتحنون يوم القيامة اي يوم القيامة المفروض كل شيء و كل حقيقة تظهر فما الفائدة في امتحانهم يوم القيامة و شكرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    مصرى مقيم بالخارج
    المشاركات
    2,815
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    8

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monsof مشاهدة المشاركة
    فما الفائدة في امتحانهم يوم القيامة و شكرا
    إذاً أنت تسأل عن: لماذا يُمتحن الإنسان ويُختبر ؟
    ليس عن: ما ذنب هذه القبائل !
    مَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ
    فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ !

  5. #5

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maro مشاهدة المشاركة
    إذاً أنت تسأل عن: لماذا يُمتحن الإنسان ويُختبر ؟
    ليس عن: ما ذنب هذه القبائل !
    نعم لمذا تمتحن مادام لم يصلهم رسل يوم القيامة و ما هي طبيعة الامتحان يوم القيامة و شكرا

  6. #6

    افتراضي

    نعم لمذا تمتحن مادام لم يصلهم رسل يوم القيامة و ما هي طبيعة الامتحان يوم القيامة و شكرا
    هل تؤمن بعدل الله المُطلق أخي كصفة ذاتيّة للمولى عزّ وجل ..؟؟
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المفروض كل شيء و كل حقيقة تظهر فما الفائدة في امتحانهم يوم القيامة و شكرا
    حتى في يوم القيامة الكفار يكذبون على الله جهرة حتى يشهد عليهم جلودهم و أيديهم و أرجلهم ..
    يوم القيامة المنافقين يحاولون جهلا و سفاهة خداع الله عز وجل حيث يحاولون السجود الذي كان يحتقرونه فتتخشب ظهروهم..
    فالإمتحان يوم القيامة هو إمتحان مناسب لذلك اليوم و الله يعلم كيف يختبر عباده و يرى الصادق منهم من الكاذب.
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  8. #8

    افتراضي

    [quote=اخت مسلمة;268328]هل تؤمن بعدل الله المُطلق أخي كصفة ذاتيّة للمولى عزّ وجل ..؟؟[/quote
    نعم اكيد

  9. افتراضي

    نعم اكيد
    ممتاز جداً ,
    يُحاسب الناس يوم القيامة على الملأ , يتناظرون ويتعذورن وكلٍّ يعرض معذرته ولا معذرة للظالمين ,
    يرى هذا المشهد أيضاً أهل الفترة كما قلتَ يا زميل :
    يوم القيامة المفروض كل شيء و كل حقيقة تظهر
    ماقلته صحيح قال ابن القيّم رحمه الله " لا يعذَّب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه ، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا ، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم ، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة : يوم يقوم الأشهاد ، وتُسمع الدعاوى ، وتُقام البينات ، ويَختصم الناس بين يدي الرب ، وينطق كلُّ أحدٍ بحجته ومعذرته ، فلا تنفع الظالمين معذرتهم ، وتنفع غيرهم " , فهذا من عدلِ الله ورحمته وفضله أن يجعل الحقيقة والحق تظهر أمام هؤولاء القوْم ثُمَّ يمتحنهم ,
    ما هي طبيعة الامتحان يوم القيامة
    يأمرهم الله سبحانه وتعالى بدخول نار فمن أطاع الله كان من أهل الجنّة ومن عصاه وَجَبَ عليه الهلاك , ولا يُقصد من أمرهم بدخول النار تعذيبهم بها بل إختبارهم أي إختبار " تسليهم لله " , فالله أمر خليله إبراهيم أن يذبح ابنه اسماعيل ولم يُحقق هذا الذبح بل افتداه بكبشٍ عظيم وعاش اسماعيل ولم يُذبح فالغرض إذاً كان إختباراً أيُسلِّم لأمر الله! وكان من شأنِ إبراهيم وابنه التسليم وكذا من يُسلّم من أهل الفترة أو من يكون في حكمهم فإن النار تكون عليه برداً وسلاماً ويكون قد فاز برضى الله والجنّة وخصوصاً بعدما قامت عليه الحجّة ورأى الشهود وقيام الساعةِ والحسابِ عياناً .

    وهذا قولٌ من الأقوال وهو أرجَحَها وبه قال جمهور السلف(1) , وهنا أقوالٌ أُخَر أضعها لكَ فقط من باب زيادة العلم بالشيء :
    - أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجياً، قال السيوطيرحمه الله : (وقد أطبقت أئمتنا الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجياً ..) (2) ,ونص بعض الأئمة على دخول أطفال المشركين الجنة- دون غيرهم من أهل الفترة كالإمام ابن حزم حين قال: (وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة وبه نقول) وخصَّ الأطفال دون البالغين (3)
    - أن من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار، قال الإمام ابن القيم رحمه الله (وهو قول جماعة من المتكلمين، وأهل التفسير، وأحد الوجهين لأصحاب أحمد وحكاه القاضي نصا عن أحمد، وغلطه شيخنا ..) (4) , وهو أيضاً قول جماعة من أصحابِ أبي حنيفة .
    - الوقف في أمرهم، وقد يعبر عنه بأنهم تحت المشيئة ( وهو منقول عن الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه، وقال ابن عبد البر : وهو مقتضى صنيع مالك وليس عنده في المسألة شيء منصوص ..) (5) .

    لماذا نرجّح القوْل الأوّل وهو الإختبار ؟
    1- لقوله تعالى { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } .
    2- وقوله سبحانه { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } .
    3- في السلسلة الصحيحة للألباني : مارواه الأسود بن سريع أنّ رسولُ اللهِ قال : " يكون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً " قال الألباني إسناده صحيح .

    لماذا اختلفت الأقوال إذاً ؟
    كمثال : احتجّ ابن عبد البر بأنّ الآخرة دار جزاء وليْست دار تكليف , قال شيخ الإسلام : " والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ .... " (6) .. وهذا ردٌ مقنعٌ موفّق .

    طيّب .. بعد هذا العرض والتوضيح , ومادمتَ ( أنتَ ) وأنا ومعاشر المسلمين وجمهور العقلاء نؤمن أنّ العدل هي صفةٌ في الله مطلقة كفانا أن نتلوا قوله تعالى { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } .


    والحمدُ لله رب العالمين ..

    __________________________________
    (1) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام لابن تيمية 24/373 , وأحكام أهل الذمّة لابن القيّم 2/694 , والإنابة للأشعري ص33
    (2) - الحاوي للفتاوي للسيوطي 2/202
    (3) - الفصل لابن حزم 4/73
    (4) - أحكام أهل الذمة 2/623
    (5) - التمهيد لابن عبد البر 18/111 وَ 18/112 .
    (6) - مجموع الفتاوى 24/373 , وفتح الباري 3/246 , وتفسير ابن كثير 3/31 .

    للمزيد يُنظَر " هنا " وَ " هنا " .

    نسأل الله أن يهدي الزميل وثبت قلبه على الإيمان والطاعة والتقوى .
    التعديل الأخير تم 01-07-2012 الساعة 12:56 AM
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أختي عربيــة.
    وقال ابن تيمية رحمه الله وجميع موتى المسلمين : ((فالدنيا درا تكليف بلا خلاف ، وكذلك البرزخ ، وعرصة القيامة ، وإنما ينقطع التكليف بدخول دار الجزاء، وهي الجنة أو النار ، كما صرح بذلك بعض من صرح من أصحابنا وغيرهم ، مستدلين بامتحان منكر ونكير للناس في قبورهم وفتنتهم إياهم ، وبأن الناس يوم القيامة يدعون إلى السجود ، فمنهم من يستطيع ومنهم من لا يستطيع ، وبأن من لم يكلف في الدنيا يكلف في عرصات القيامة. وهذا ظاهر المناسبة ، فإن دار الجزاء لا امتحان فيها ، واما الامتحان قبل دار الجزاء فممكن لا محذور فيه)). [1]
    = = = = = = = = = = = = =
    [1] الدرر المضية (مختصر الفتاوى) ، بدر الدين البعلي ، ص 629.
    قال: لم خلق الله الشر إن كنت (صادقاً) ؟
    قلت: لو أن الله لم يخلق الشر، هل كان سيعنيك ما إذا كنت (صادقاً) !


  11. #11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عَرَبِيّة مشاهدة المشاركة

    ممتاز جداً ,
    يُحاسب الناس يوم القيامة على الملأ , يتناظرون ويتعذورن وكلٍّ يعرض معذرته ولا معذرة للظالمين ,
    يرى هذا المشهد أيضاً أهل الفترة كما قلتَ يا زميل :

    ماقلته صحيح قال ابن القيّم رحمه الله " لا يعذَّب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه ، وهؤلاء لم تُقَم عليهم حجة الله في الدنيا ، فلا بُدَّ أن يقيم حجته عليهم ، وأحق المواطن أن تُقام فيه الحجة : يوم يقوم الأشهاد ، وتُسمع الدعاوى ، وتُقام البينات ، ويَختصم الناس بين يدي الرب ، وينطق كلُّ أحدٍ بحجته ومعذرته ، فلا تنفع الظالمين معذرتهم ، وتنفع غيرهم " , فهذا من عدلِ الله ورحمته وفضله أن يجعل الحقيقة والحق تظهر أمام هؤولاء القوْم ثُمَّ يمتحنهم ,

    يأمرهم الله سبحانه وتعالى بدخول نار فمن أطاع الله كان من أهل الجنّة ومن عصاه وَجَبَ عليه الهلاك , ولا يُقصد من أمرهم بدخول النار تعذيبهم بها بل إختبارهم أي إختبار " تسليهم لله " , فالله أمر خليله إبراهيم أن يذبح ابنه اسماعيل ولم يُحقق هذا الذبح بل افتداه بكبشٍ عظيم وعاش اسماعيل ولم يُذبح فالغرض إذاً كان إختباراً أيُسلِّم لأمر الله! وكان من شأنِ إبراهيم وابنه التسليم وكذا من يُسلّم من أهل الفترة أو من يكون في حكمهم فإن النار تكون عليه برداً وسلاماً ويكون قد فاز برضى الله والجنّة وخصوصاً بعدما قامت عليه الحجّة ورأى الشهود وقيام الساعةِ والحسابِ عياناً .

    وهذا قولٌ من الأقوال وهو أرجَحَها وبه قال جمهور السلف(1) , وهنا أقوالٌ أُخَر أضعها لكَ فقط من باب زيادة العلم بالشيء :
    - أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجياً، قال السيوطيرحمه الله : (وقد أطبقت أئمتنا الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجياً ..) (2) ,ونص بعض الأئمة على دخول أطفال المشركين الجنة- دون غيرهم من أهل الفترة كالإمام ابن حزم حين قال: (وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة وبه نقول) وخصَّ الأطفال دون البالغين (3)
    - أن من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار، قال الإمام ابن القيم رحمه الله (وهو قول جماعة من المتكلمين، وأهل التفسير، وأحد الوجهين لأصحاب أحمد وحكاه القاضي نصا عن أحمد، وغلطه شيخنا ..) (4) , وهو أيضاً قول جماعة من أصحابِ أبي حنيفة .
    - الوقف في أمرهم، وقد يعبر عنه بأنهم تحت المشيئة ( وهو منقول عن الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه، وقال ابن عبد البر : وهو مقتضى صنيع مالك وليس عنده في المسألة شيء منصوص ..) (5) .

    لماذا نرجّح القوْل الأوّل وهو الإختبار ؟
    1- لقوله تعالى { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } .
    2- وقوله سبحانه { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } .
    3- في السلسلة الصحيحة للألباني : مارواه الأسود بن سريع أنّ رسولُ اللهِ قال : " يكون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً " قال الألباني إسناده صحيح .

    لماذا اختلفت الأقوال إذاً ؟
    كمثال : احتجّ ابن عبد البر بأنّ الآخرة دار جزاء وليْست دار تكليف , قال شيخ الإسلام : " والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ .... " (6) .. وهذا ردٌ مقنعٌ موفّق .

    طيّب .. بعد هذا العرض والتوضيح , ومادمتَ ( أنتَ ) وأنا ومعاشر المسلمين وجمهور العقلاء نؤمن أنّ العدل هي صفةٌ في الله مطلقة كفانا أن نتلوا قوله تعالى { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } .


    والحمدُ لله رب العالمين ..

    __________________________________
    (1) - مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام لابن تيمية 24/373 , وأحكام أهل الذمّة لابن القيّم 2/694 , والإنابة للأشعري ص33
    (2) - الحاوي للفتاوي للسيوطي 2/202
    (3) - الفصل لابن حزم 4/73
    (4) - أحكام أهل الذمة 2/623
    (5) - التمهيد لابن عبد البر 18/111 وَ 18/112 .
    (6) - مجموع الفتاوى 24/373 , وفتح الباري 3/246 , وتفسير ابن كثير 3/31 .

    للمزيد يُنظَر " هنا " وَ " هنا " .

    نسأل الله أن يهدي الزميل وثبت قلبه على الإيمان والطاعة والتقوى .
    شكرا لردك وشرح الممتاز الحقيقة و السهل وتبقى نقطة مهمة اختي المحترمة هل من العدل ان يخلد الكافر في النار و هو ارتكب ذنب في الدنيا التي الحياة بالنسبة لها تعتبر قصيرة جدا ?

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monsof مشاهدة المشاركة
    شكرا لردك وشرح الممتاز الحقيقة و السهل وتبقى نقطة مهمة اختي المحترمة هل من العدل ان يخلد الكافر في النار و هو ارتكب ذنب في الدنيا التي الحياة بالنسبة لها تعتبر قصيرة جدا ?
    أرجو أن تجد ما يفيد هنا:

    الكفر بالمطلق (أي الله المطلق في جلاله وعظمته)، كفر مطلق، وجزاء الكفر المطلق ما يوازيه وهو العذاب المطلق، ويكفي للكفر كي يكون مطلقاً أن يُقدح في المطلق (أي مطلقية جلال الله وقدره) بأدنى قادح.
    أما الإيمان بالمطلق (أي الله مطلق الجلال)، فلا يلزم منه أن يكون إيماناً مطلقاً، ولكنه مُطلق إيمان، ولذلك الثواب المطلق هنا - أي الخلود في الجنة - ليس مقابل الإيمان فقط لأنه لا يمكن أن يكافيء لا تناهي الله في قدره وجلاله، ولذلك استحقاق المؤمنين للخلود في النعيم إنما هو فضل من الله عليهم، والسبب مطلق الإيمان، لا الإيمان المطلق، أما جزاء الكافر فعدل (جزاء سيئة بمثلها) لأن الإساءة مع الله لا تقاس بالإساءة مع غيره، لأن القدح في قدر الأول (الله) ليس كالقدح في قدر الثاني (غيره)...(وما قدروا الله حق قدره)، فالأول (أي الخالق) مطلق - أي مطلق الكمال والجلال - والثاني (أي كل ما سواه) ناقص. من هنا كان القدح في الأول بأدنى قادح يسلب الخالق كماله بخلاف من دونه فإن القدح بأعظم قادح في الناقص أهون من القدح في الكامل بأدنى قادح، ومن هنا استوجب القدح في الكامل المطلق أثراً وجزاءً يوازي القدح القبيح، فمن سلب الله كماله استوجب عكس ما يجب لله، سواء بسواء، أي استوجب كمال العذاب ممثلاً بالخلود في أقسى أنواع الألم (لا يموت فيها ولا يحيا)، لأن الخلود في العذاب ومطلقية جلال الله مشتركان من جهة لانهائيتهما، وهذا التقابل مقتضى العدل.


    إذاً مطلقية العذاب ليست راجعة إلى "فترة" الكفر بالشيء وإنما إلى موضوع أو حقيقة الشيء الذي كفرت به !
    وللجواب وجوه أخرى لمن أعمل فكره، ولكن هذا ما عندي.
    قال: لم خلق الله الشر إن كنت (صادقاً) ؟
    قلت: لو أن الله لم يخلق الشر، هل كان سيعنيك ما إذا كنت (صادقاً) !


  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الشهري مشاهدة المشاركة
    أرجو أن تجد ما يفيد هنا:

    الكفر بالمطلق (أي الله المطلق في جلاله وعظمته)، كفر مطلق، وجزاء الكفر المطلق ما يوازيه وهو العذاب المطلق، ويكفي للكفر كي يكون مطلقاً أن يُقدح في المطلق (أي مطلقية جلال الله وقدره) بأدنى قادح.
    أما الإيمان بالمطلق (أي الله مطلق الجلال)، فلا يلزم منه أن يكون إيماناً مطلقاً، ولكنه مُطلق إيمان، ولذلك الثواب المطلق هنا - أي الخلود في الجنة - ليس مقابل الإيمان فقط لأنه لا يمكن أن يكافيء لا تناهي الله في قدره وجلاله، ولذلك استحقاق المؤمنين للخلود في النعيم إنما هو فضل من الله عليهم، والسبب مطلق الإيمان، لا الإيمان المطلق، أما جزاء الكافر فعدل (جزاء سيئة بمثلها) لأن الإساءة مع الله لا تقاس بالإساءة مع غيره، لأن القدح في قدر الأول (الله) ليس كالقدح في قدر الثاني (غيره)...(وما قدروا الله حق قدره)، فالأول (أي الخالق) مطلق - أي مطلق الكمال والجلال - والثاني (أي كل ما سواه) ناقص. من هنا كان القدح في الأول بأدنى قادح يسلب الخالق كماله بخلاف من دونه فإن القدح بأعظم قادح في الناقص أهون من القدح في الكامل بأدنى قادح، ومن هنا استوجب القدح في الكامل المطلق أثراً وجزاءً يوازي القدح القبيح، فمن سلب الله كماله استوجب عكس ما يجب لله، سواء بسواء، أي استوجب كمال العذاب ممثلاً بالخلود في أقسى أنواع الألم (لا يموت فيها ولا يحيا)، لأن الخلود في العذاب ومطلقية جلال الله مشتركان من جهة لانهائيتهما، وهذا التقابل مقتضى العدل.


    إذاً مطلقية العذاب ليست راجعة إلى "فترة" الكفر بالشيء وإنما إلى موضوع أو حقيقة الشيء الذي كفرت به !
    وللجواب وجوه أخرى لمن أعمل فكره، ولكن هذا ما عندي.
    شكرا لك اخي عبد الله و الشرح جميل تبقى نقطة واحدة هل من العدل ان انسان كان مؤمن بالله و يفعل الخير و بعد ذلك في اخر يوم من حياته كفر بالله مجرد شك او راودته شكوك و مات على تلك الشكوك هل من العدل ان يخلد في النار
    و هل المسيحيين الان يعتبرون كفار و هل يخلدون في النار و شكرااا

  14. #14

    افتراضي

    الذى لا يوفق لحسن الخاتمة هو بالاصل لا يستحق النجاة ولذلك يعاقبه الله بعدم التوفيق الى شهادة التوحيد فى لحظات الموت وكذلك فى القبر لا يوفق الى الجواب الصحيح على أسئلة الملائكة
    من ربك؟
    ما دينك؟
    ماذا تقول فى الرجل الذى بعث فيكم؟
    أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا قدر من الله وليس أن الموت أتى فى لحظة غير مناسبة ولو تقدم قليلا لوجد الرجل بكامل ايمانه
    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
    أما النصارى فهم كفار لأنهم يسبون الله بأن يدعون له ولد فهذا تمثيل الله بخلقه وهذا لا يليق به سبحانه
    وهم يشركون بالله المسيح عليه السلام
    قال تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. [المائدة:73].
    قال تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    اخي الحبيب كنت قد كتبت موضوعا عن العدل الالهي والخلود في النار...انقله لك هنا حتى يكتمل الموضوع.

    لاحظت ان هذا السؤال قد تكرر كثيرا فأحببت ان اجمع خلاصة ما كتب من ردود في انحاء المنتدى وخارجه حول هذه الشبهة بطريقة مختصرة (وأقول الأفضل هو قراءة المداخلات المطولة للزملاء والتي فيها رد تفصيلي على هذه الشبه...لكن فتحت هذا الموضوع لمن يريد ان يذكر نفسه بالردود المختصرة).

    وجه الشبهة: يقول الملحد أو صاحب الشبهة: لماذا يخلد الكافر في النار رغم انه ارتكب جريمة في الدنيا تعتبر محدودة في الزمن. ثم ما ذنب الذين لا يعرفون عن الاسلام او غرتهم الاماني لمدة يسيرة ولم يؤمنوا بالله...لماذا هذا العقاب العظيم امام الجرم الصغير (في نظرهم). كذلك ماذا لو عاش الانسان حياته كله على الطاعة ثم كفر في آخر لحظة والعكس بالعكس؟

    وجوه الرد باختصار:

    1- علاقة العقاب بالعمل ليست علاقة تساوي زمني بالضرورة, بل هي علاقة سبب بالنتيجة. مثلا في الدنيا رجل يدخن فتتلف رئته باقي عمره...هل نقول دخن خمس سنوات اذا تتلف رئته خمسة سنوات من باب العدل؟ لاحظ بأننا لا نرى هذه الاعتراضات في حياتنا. مثال آخر: رجل سرق خلال ساعتين: هل ترانا نقول يسجن لمدة ساعتين عقابا؟ لا لأن العلاقة ليست زمنية بين الخطأ والنتيجة المترتبة وانما هي علاقة سبب بنتيجة. مثال ثالث: رجل شرب سما فمات...لا نقول هو شرب السم في مدة 10 ثواني...لماذا ذهب ولم يعد ابدا! جاء في تفسير ابن كثير في قوله: "ليبلوكم ايكم احسن عملا" : وقوله : ( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي : خير عملا كما قال محمد بن عجلان : ولم يقل أكثر عملا . يعني حتى على مستوى الحسنات والسيئات ليست العبرة مقتصرة على الكثرة...والقلة. وتعرف احاديث من يدخل الجنة في كلب وتدخل النار في هرة. والله يقول: "فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون" مع الاخذ بعين الاعتبار بأن هذه تشبيهات مع الفارق...لان عقاب الاخرة ليس كعقاب الدنيا...ولكنها للتقريب فقط. وكما يقال: لا تنظر الى صغر المعصية...ولكن انظر الى عظم من عصيت!

    2- الانسان الكافر يكفر بأزلي أبدي أنعم عليه نعما لا تعد ولا تحصى. فكيف يقابل من انكر وجحد بالأزلي الأبدي صاحب النعم اللامحدودة بعقاب محدود من باب العدل...الا ان يرحمه الله؟

    3- عند الحديث عن الزمن والخلود في الآخرة...ما هو تعريف الزمن في ذلك الوقت؟ يعني اذا كنت تعرف ان لحظة واحدة جزء من الثانية في جهنم تنسي افضل اهل الدنيا النعيم كله. هل هذا وذالك متناسب زمنيا؟ كذلك لحظة واحدة في الجنة تنسي اشقى اهل الارض كل شقاوة وجدها؟ هل هذه وتلك متناسبة في الزمن؟ اذا كنت لا تدرك معنى الزمن اصلا في الآخرة (فضلا عن الفهم المحدود لمعناه في الدنيا) فكيف تستدل به على ما تدعي؟ ذكر الامام مسلم في صحيحه: حدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط

    4- ولو ردوا لعادو: جريمة الكفر بالله ليست بالهينة...وقد ذكرنا بأن لا ننظر في صغر المعصية بل في عظم من عصينا...فما بالك بالكفر بالله...فهو لعمري اكبر المعاصي والجرائم...وان هان في نظر البعض. رغم ذلك قد يقال لكنها لا تستحق العقاب الأبدي: الجواب بل تستحقه لأن ملازمتهم للكفر ليست محدودا في الدنيا كما قد يظن. يقول الله: وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ يعترض البعض على هذا الرد بأن يقولوا: يستحيل لمن رأى العذاب ثم رجع ان يرجع الى المعصية...فقد أيقن بوجود العذاب اذ عاينه. والرد على هذا أقول: بل معظم الناس اذا اتعظ بالموت وزار المقابر وايقن الموت علم أنه يجب ان يجهز لما بعده ويقلع عن الذنوب, لكنه سرعان ما ينسى ويعود! ذكر صاحب تفسير المنار (الشيخ محمد رشيد رضا) قصة واعرف انها تحصل مع الكثير وخلاصتها: أن رجل اصيب بنوبة قلبية بسبب التدخين فأيقن الموت...ثم اسعف وعزم عزما اكيدا انه لن يعود ابدا الى التدخين...ثم بعد فترة تراه يرجه اليه (اقول وهذا حصل مع خالي تماما وهو ما زال حي يرزق نسأل الله ان ان يعافيه وجميع المسلمين). ونحن نرى هذا في حياتنا فكم من خطأ وقعنا فيه وعزمنا ان لا نرجع فعدنا. والخلاصة في هذه النقطة وهي متعلقة اعمال القلب: ان الكافر لا يعاقب فقط على الخطأ. وانما على العزم والاصرار عليه. والقلب قد يصر على معصية حتى لو عمر صاحبها ملايين السنة للزمها ولم يغيرها..والله اعلم بذلك. والله سبحانه يقول: قل كل يعمل على شاكلته...جاء في التفاسير ان معنى شاكلته: نيته. وتأمل في النيات كيف يترتب عليها الثواب والعقاب حتى من غير العمل! اذا المسألة اكبر من ان نحكم نحن في الظواهر!!

    5- هذا رد للملحد لا صاحب الشبهة: ما هو التعريف التي يستند عليه الملحد للعدل اصلا؟ فوضع مجموعة ذرات في نار هي المكان المناسب لها! ولا يوجد تعريف مطلق للعدل والظلم في عالم مادي بحت...وقطع السكين لرأس المقتول هو من العدل المتوافق مع جميع قواعد الفيزياء. فهلا وضع الملحد المادي تعريفا للعدل قبل الاعتراض؟!

    6- يقال للملحد كذلك: لماذا يزعجك الأمر...حياتك محدودة فاستمتع بها اذا كنت تؤمن بأن الموت هو النهاية...وان كان لديك شك في ايمانك, فالأولى الانضمام الى ركب الناجين بدل التأسف على الهالكين! وحياتك ووقتك اهم بكثير من ان تضيعه في "كشف الحقيقة" للمؤمنين.

    7- نحن نعلم الظواهر من الناس...ولا يعلم البواطن الا الله. فلا حجة فيمن يسأل: رجل على خير وتقى ودين وفي آخر لحظة يكفر (فما ادراك انه على خير وتقى ودين؟) لا ندري. والعكس بالعكس. نحن صحيح نحكم بالظاهر ونتعامل معه لأنه لا خيرا آخر لدينا. يعني لو انت تتعامل ظاهرا كانسان صادق وجيد...سوف اتعامل معك. ولو عرفت بين الناس بالكذب...لن اتعامل معك...هذا على مستوى الدنيا...اتعامل معك بحسب ما يظهر لي. لكن اذا عجزنا عن معرفة الباطن...فلا مجال عقلا للسؤال عن العدل فنحن اقل علما من ان نحكم بالظلم او العدل على أحد. مثال توضيحي: منافق اخفى نفاقه كل حياته وفي سكرات الموت مع الألم اعلن كفره. هل نقول: لماذا يدخل النار وهذا ليس بعدل؟ الجواب: بالطبع لا لأن علمنا اقتصر على الظاهر...والله يعلم سريرته. اذا لا وجه للعاقل على ان يعترض اذا عرف جهله! اما المتكبر فهو يعترض على كل شيء على اية حال..والله يعلم سريرته فيعاقبه على تكبره...ولا يظلم ربك احدا. مثال آخر: مؤمن اخفى ايمانه خوفا (النجاشي مثلا). هل اذا مات قلنا ذهب النار. لعلنا نقول ذلك حسب حكم الظاهر..ولكن هل نقول: ليس من العدل ان يكون في الجنة اذا وجدناه هناك؟ لا لاننا لم نعرف باطنه!

    8- آثرت ان اجعل هذا الرد الاخير لانه خلاصة تأصيلية لا لقلة أهميته: على سبيل الاجمال, فان الرد على جل هذه الشبه المتعلقة بالعدل يكون بمعرفة أن من لا يملك العلم المطلق والحكمة المطلقة, لا يمكنه ان يحدد معايير العدل بصحة مطلقة. وهذه حقيقة نعرفها حتى في حياتنا...فوخز ابرة اللقاح في نظر الطفل الجاهل "ظلم" له, وهي قمة الرحمة من قبل الوالدين الذين طلبوها من الطبيب...وتأديب الأب الحازم لابنه (الذي هو ظلم في كثير من الاحيان في نظر الابن) انما فيه مصلحته وهكذا. هذا الفارق في العلم والحكمة غير في معيار العدل عند البشر...فما بالك بخالق البشر صاحب العلم المطلق والحكمة المطلقة. اذا كل من يطعن في عدل أي مسألة متعلقة بالله وشرائعه يرد عليه بهذه النقطة. وسأنقل كلام الاخ ابو الفداء بطوله لفائدته ولتعلقه بهذا الموضوع

    وهل من أحد أعلم بموضع الشيء من خالق الشيء؟؟؟ إلى كل قارئ عاقل يعي ما يقرأ: إعلم أنك يقينا لا تملك معيارا - بوصفك من بني البشر - صحيحا سالما من النقص والجهل، لتشرع به العقوبة الدقيقة التي تناسب كل جريمة مناسبة تامة بلا زيادة ولا نقص.. فأقل مقدار من الزيادة أو النقص في تحديد العقوبة مؤداه وقوع الظلم!! لهذا لا يفتأ الناس يشبهون العدالة بالميزان، والله في القرءان يسميه بالقسطاس والميزان والقسط، فهو والله كالميزان الحساس تماما! لو لم تكن العقوبة على قدر الجريمة، لم يكن عدلا إنزال تلك العقوبة ولم يقم به الميزان!! فبأي معيار يمكن للانسان (مثلا) أن يقرر أن عقوبة جريمة الزنا ينبغي أن تكون أكثر أو أقل من عقوبة جريمة القتل، وما معيار ذلك عنده، وكيف يعلم أن هذه العقوبة التي وضعها من رأسه هي العدل التام وهي أزجر وأشد ردعا من غيرها، دونما غلو ولا إفراط في ذلك؟؟ ألا ترى البشر لا يزالون يتخبطون أشد التخبط في وضع قوانين العقوبات من رؤوسهم وعقولهم دونما معيار صحيح يثق الإنسان في أن العدل والميزان يقوم به، فتراهم في عصر من الأعصار يبالغون أشد المبالغة في عقوبة جرائم قد تكون صغيرة، وفي عصر آخر يتساهلون تساهلا واضحا حتى أن الذي يقتل نفسا بغير حق، لا يستحق عندهم أن يُقتل جزاءا وفاقا ؟؟؟ لا يزالون يغيرون قوانينهم كل يوم كما يغير المرء رداءه!! وما المقياس؟ يكتشفون بعد عقود من تطبيق قانون من القوانين أنه كان مجحفا لأنه أتى بفساد على المجتمع لم يكونوا يتوقعونه!! فما بال كل هؤلاء "ألضحايأ" الذين ظلمهم هؤلاء بتطبيق ذلك الظلم والجور عليهم؟؟؟ هل هؤلاء "فئران تجارب" تجرب فيهم القوانين والشرائع الوضعية ليرى المشرع البشري هل كانت من العدل أم لم تكن؟؟؟؟ ومتى يعرف أنها هي العدل وما المعيار وما الضابط؟؟ إن قلت لي الضابط استقراء أثر الجريمة على المجتمع وتقييم الجرائم تقييما مقارنا بالنسبة إلى بعضها البعض، للوصول إلى قدر العقوبة الصحيح، قلنا لك الاستقراء عند البشر عمل ناقص مهما كمل، والواقع يشهد على ذلك خير شهادة.. فما ذنب الذين تطبق عليهم قوانين ظالمة جائرة يعلم واضعوها أنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة حتى يتبين ما إذا كانت هي العدل أم لا؟؟ وإن قيل هناك عامل آخر يؤثر في تقرير العقوبات وهو أثر العقوبة نفسها على المجتمع، بالنسبة إلى طبيعة الجريمة، قبنل لك فهذا باب أوسع لا قبل لابن آدم به، ولو أنه رصد بعض الأثر الظاهر فما يدريه بالأثر النفسي الباطن في عموم المتعرضين لتلك العقوبات والمقربين منهم وما إلى ذلك؟؟ تأمل أيها القارئ العاقل في كل قانون يتم تعديله ... نقول إن كان القانون القديم هو العدل المحكم، والجديد أبعد عن ذلك الميزان الدقيق، فقد ظلم كل من حكم عليهم بذلك القانون الجديد، أو العكس، فلا ينفك عن مظلمة كبرى بحال من الأحوال، وهو لا يدري! فلا سبيل للإنسان إلى السلامة من ذلك إلا أن يأتي بتلك الشرائع منصوصا عليها من العليم الخبير سبحانه وتعالى لا من غيره .. فهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض والسماء وهو العليم الخبير.. وإن كانوا يعلمون أن ما تضعه عقول البشر في محل تشريع العقوبة للناس لا يخلو أبدا من نقص وعوج، فلماذا إذا يحذرون من إنتاج دواء في الأسواق ليتداوى به الناس حتى يستكمل الباحثون البحث فيه ويصلوا إلى قدر من اليقين في أن مصالحه أغلب وأرجح بكثير من آثاره الجانبية، بينما في عبثهم ولعبهم في ميزان العدالة لا يمتنعون عن تطبيق القوانين التي بين أيديهم وهم يعلمون أنها لا تزال محل بحث ودراسة ناقصة عندهم لم تكتمل ولا يتصور لها أن تكتمل؟؟ أليس من الأوجب أن يمتنعوا عن تطبيق أي قانون حتى يتبين لهم أنه العدل التام لا غيره؟؟ بلى! فلم لا يفعلون ذلك؟؟ السبب بكل بساطة أنهم لن يصلوا أبدا إلى معرفة العدل التام المطلق من ذوات نفوسهم وعقولهم مهما بحثوا! ثم إنهم لا يسعهم الامتناع عن تطبيق العقوبات وتعطيل القضاء في مظالم الناس، لأن مطلب إقامة العقوبات في الأرض مطلب فطري لا غنى عنه لابن آدم بحال من الأحوال! فلما كان الحال كذلك، وعلم أن الإنسان لا يمكنه الوصول إلى العدل المحكم التام ولا يمكنه الجزم أبدا بأن ما يتصوره في شأنه هو الحق وهو الميزان الحساس الذي لا ينخرم، وجب عقلا ألا يتلقى البشر ذلك الميزان إلا من الخالق الحكيم جل وعلا.. ولهذا نقول بأن الذي يدعي أن شريعة من شرائع الإسلام فيها ظلم أو إجحاف أو كذا، هذا جاهل جهلا مركبا، يعميه الكبر الأجوف! لأنه بكل وضوح لا يستند في حكمه على تلك الشرائع إلا إلى الهوى والظن الذي لا يعلم إلى إثباته سبيلا!! لا يستند في ذلك إلا إلى آخر ما انتهت إليه عقول البشر المتهافتة في جعله هو العدل، بلا معيار ثابت للموازنة أو التقييم أصلا!!! ولهذا رتب المولى جل وعلا قبول تلك الشرائع والتسليم بصحتها على اليقين في أن الله هو الخالق الحق، العليم الخبير الحكيم .. فقال تعالى: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [المائدة : 50] فوصف كل حكم بخلاف حكمه جل وعلا بأنه حكم جاهلية، وهو كذلك ولا شك .. ولكن تأمل كيف أنه قال ((لقوم يوقنون)) بمعنى أنه من كان على يقين من أن الله هو الخالق الحق الحكم العدل تبارك وتعالى، فإنه لن يرى في الأرض حكما أحسن من حكمه جل وعلا، حتى وإن كان في بعض ما شرع وحكم به الرب ما لا يسعه بعقله القاصر أن يسبر أغواره أو أن يخرج بالحكمة من كونه على هذا النحو بالذات لا على غيره! فيكون النظر الصحيح في هذه المسألة أن يقال لأصحاب الشبهات المثارة حول تشريعات الإسلام أن أقصروا وأغلقوا الباب أمام هذه الأوهام والظنون المتهافتة عندكم، وانظروا أولا في أدلة صحة نسبة هذا الدين إلى رب العالمين.. فإن تبين لكم أنه الحق، وقد علمتم أن عقولكم لا يستقيم فيها معيار يقيني أيدا لتقدير أي الجرائم أشد فسادا وأشد استحقاقا لتغليظ العقوبة عليها من غيرها، سلمتم بأنه لا عدل ولا ميزان إلا ما جاء به الرحمن فيما شرع للعباد.. وكان في تسليمكم لشرائع رب العالمين وخضوعكم لها الخير كل الخير والرحمة كل الرحمة، لأن رقابكم حينئذ ستعلمون أنها قد تحررت من يد رجل أعمى يضع الشرائع بعقله بلا هداية ولا بصيرة، فهو يظلم مهما قصد إلى العدل، لتكون في يد الخالق الحكيم الذي عنده منتهى العلم كله، فلا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)). ذلك أنه لا يمكنكم إن كنتم صادقين في إرادة الوصول إلى الحق، أن تبدأوا للبحث في صحة دين الإسلام، بوضع شرائعه في ميزان أنتم من صنعه، كما صنع غيركم غيره، ولا تتفقون على شيء منه أصلا، فهو لا يقوم عندكم وعند غيركم إلا على ظنون بشرية قاصرة مهما كملت! فلا تكون البداءة لمن أراد الحق حقا بالنظر في تلك الشرائع والأحكام، وإنما بالنظر في أدلة صدق الإسلام وصحة نسبته إلى الملك العلام، فلإن تبين ذلك لكم، سلمتم وقبلتم تلك الشرائع وفهمتم الحكمة من كل منها فهما صحيحا بإذن الله ولا إشكال، لأنكم حينئذ تتحررون من مرجعيتكم الفاسدة ويثبت لكم بطلانها، فيزول أصل ومنبع ذلك الصنف من الشبهات من أصوله وجذوره بحول الله وفضله. واستدراكا نقول أن علمنا وتسليمنا ويقيننا في هذا المعنى، لا يعني أننا لا يمكننا إبطال دعاوى كل خراص أفاك يزعم أنه قد رأى بعقله المسكين نقيصة في شريعة من شرائع الإسلام تحملها من صفة العدل المطلق إلى ما دون ذلك! بل ننقضه وننسفه نسفا بكل سهولة ولله الحمد.. وما خرج أي منهم بكذبة في هذا الشأن إلا ووجد من يهدمها له بأقل قدر من العقل وبصيرة العلم .. فاعتراضاتهم كلها تهافت وتضارب ومبناها جهل بين، لا يستند إلا إلى أوهامهم التي جعلوها لأنفسهم ضابطا للأخلاق والعلاقات فيما بينهم ولإقامة العدل في الأرض.. فمهما كان كلامهم فلا يصعب على العقلاء إبطاله، وإقامة الحجة عليهم بما يعانون منه في بلادهم من جراء رمي شرائع السماء وراء ظهورهم، والأمر أظهر من أن يستدل له على أي حال.. ولكن القصد من هذه المشاركة أن نبين للناس أنهم في الحقيقة أجهل وأعجز بكثير من أن يكون لهم أي مستند من عقل أو حجة أو دليل، ليعترضوا على شرائع رب العالمين، وأنهم لو تبين لهم بالدليل الواضح أن هذا الدين لا يمكن إلا أن يكون من عنده سبحانه، فسيكفيهم الله شر تلك الأمراض والأوبئة التي جعلوا منها حكما على الحق وعلى شرعة السماء المحكمة.. والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة.
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من المسلمين الأمازيغ للعرب المسلمين إخواننا ..
    بواسطة طالبة علم و تقوى في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 04-06-2013, 11:53 PM
  2. تنبيه: الاخوة
    بواسطة حسني في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-28-2010, 10:57 AM
  3. إعلان: منتدى رابطة المسلمين العرب (ساحة للحوار بين المسلمين وغيرهم)
    بواسطة Averroès في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-03-2010, 06:19 PM
  4. ملاحظات على بعض الأعضاء المسلمين وغير المسلمين
    بواسطة الصادقة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-07-2009, 01:15 PM
  5. الى الاخوة المسلمين هل الانسان مخير ام مسير
    بواسطة zazay في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-03-2007, 11:26 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء