لا يمكن بحال أن تدعو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى ما نحن عليه من حرب دينية طائفية ومن قتل على الهوية إلا أن يكون من تحريف وكذب على رسول الله أو من فهم خاطئ منحرف لكلامه , ما يحدث في العالم الإسلامي عامة وفي العراق خاصة من قتل على الهوية يتحمل مسئوليته كل المسلمون بدرجات متفاوتة , و لا شك و لا ريب بأنه يوجد أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون لهم دورهم البارز في وئد الفتنة والإصلاح بين الناس وفي الحد مما نراه من رجس الحرب الطائفية والقتل على الهوية , ولكن يكاد يكون دور هؤلاء مدفون تحت ركام من التحريض الطائفي والخلاف المذهبي والنغز الشيطاني البشري , لا أحكم بما لا أعلم ولكن هذا ما نشهده في وسائل الإعلام , فمسئولية هؤلاء المشايخ عظيمة أمام الله يوم القيامة إما أن يوصفوا بأئمة المتقين ودعاة الهدى وإما أن يوصفوا بأئمة يدعون إلى النار وشياطين الإنس , لقد انشغل أكثر الوجوه البارزة بالحرب الفكرية المذهبية وليس خوضها بالمذموم دائما بل هو فرض أحيانا بالتي هي أحسن لتبيان الحق , ولكن لا نرى من أكثرهم إلا تقصيرا وتفريطا وتقاعصا عن الإصلاح وعن قول كلمة الحق بكل شجاعة , فالتعاطف للمذهب يمنع البعض من العدل وقول كلمة الحق , هل من عاقل يقول بأن قتل الطفل والشيخ والمرأة والرجل العامي المدني الذي لا علاقة له بالسياسة ولا بالحرب الطائفية مباح شرعا فقط لأنه شيعي أو سني ؟ قل الشيعي مبتدع أو قل الشيعي فلان كافر بقوله كذا ولكن لا تستطيع القول بقتله لمجرد رأيه أو عقيدته إلا أن يكون قاتلا بغير حق أو محرض على القتل بغير الحق أو مساهم فيه , وكذلك الأمر بالنسبة للسني , من يمسك قنبلة أو حزام ناسف ويفجر نفسه في موكب أو مراسم حفل ديني أو في سوق أو في حفل زفاف أو في مدرسة أو في مستشفى أو في فندق أو في مسجد أو في أي مكان يتواجد به أبرياء فهل يظن نفسه مجاهدا مصيره الجنة ؟ أم منافقا ضالا جاهلا مصيره جهنم إن لم يرحمه الله ؟ ما أحوجنا إلى برامج ودعوات وخطب مكثفة في هذا الأمر ولا أظننا بحاجة إلى المزيد من الجدل الفقهي والعقدي الذي لا يجب أن يكون إلا بالتي هي أحسن , و لا أظن أن الأمر فيه خلاف بين العلماء ؟؟!! أن هل قتل الطفل والمرأة والشيخ والرجل الشيعي مباح شرعا فقط لأنه شيعي ؟ وبالعكس مع السني ؟ أظن أن الحكم واضح فأين هذه الأبواق والدعوات العريضة والتيارات الجارفة من العمل والتحدث والتحريض بناءا على هذا الحكم الذي يعرفه أي طفل مسلم بأنه محرم شرعا قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق , ألم يرتوي أهل العصبية والغلو من دماء الأبرياء بل ألم تنتفخ بطونهم منه بعد حتى يكفوا ؟ أيعجبهم أن يكونوا دمى بأيدي الشياطين في الغرب والشرق من المسلمين ومن غير المسلمين ومن أهل الأديان ومن الملحدين ؟ ألم يشبع عبدة المال من أكل هذا السحت على جماجم العباد ؟ و لا يمكن بحال أن تدعو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من الصحابة ومن آل البيت من بعده إلى ما نحن عليه من حرب دينية طائفية ومن قتل على الهوية إلا أن يكون من تحريف وكذب على رسول الله وعلى المؤمنين أو من فهم خاطئ منحرف لكلامهم .
Bookmarks