جاء في ثنايا كلام زميل لنا في معرض انكاره لمسألة تشكل الانس بصور البشر او غيره ذلك من الصور كصور الحيوانات مثلاً فقال
علما أن القرآن الكريم ينفي من غير لي لمعاني الكلمات أن من الممكن للجن أن يتمثل بشرا أو أي شكل آخر بحيث يمكن رؤيته من قبل الإنس
ومن غير لي معاني القرآن نقول كما قال الله "
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب "
فالاية تشير الى انه كان معهم متشكلاً وتحدث معهم وقال لهم وقالوا له , وبدليل الترائي , والنقوص على الاعقاب !
بل بأصرح من ذلك قوله لهم "
اني ارى ما لا ترون .." ففي ذلك دليل كاشف لكونه كان يخاطب من يرونه ويراهم ولكنهم لا يرون ما يرى ! والا لما كان لقوله "
اني ارى ما لا ترون " معنىً , فدلت الاية على كونه كان مرئياً . فتأمل !
وهنالك ادلة اخرى نضرب عنها لئلا يطول المقام .. كحديث أبي هريرة رضي الله عنه وصاحبه وحثيه من الصدقات
واما مقصود الكاتب بما مضى من استشهاده من انعدامية الرؤية استشهاداً بقوله تعالى "
إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"
وهي مسألة اعتزالية قديمة
وقد رد عليهم اهل السنة
فقد قال الصديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن " وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشيطان غير ممكنة ، وليس في الآية ما يدل على ذلك ، وغاية ما فيها أنه يرانا من حيث لا نراه وليس فيها أنا لا نراه أبدا ، فإن انتفاء الرؤية منا له ، وفي وقت رؤيته لنا ، لا يستلزم انتفاءها مطلقا . والحق جواز رؤيتهم كما هو ظاهر الأحاديث الصحيحة ، وتكون الآية مخصوصة بها ، فيكونون مرئيين في بعض الأحيان لبعض الناس دون بعض "
وقلت وقد يشترك في صفة الجِنة والاستتار وانعدامية الرؤية الملائكة كما قال الله "
وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا"
من إطلاق الجن على الملائكة عند من يقول: بأن المراد بذلك قولهم الملائكة بنات الله , -تعالى الله عن ذلك- فقد حدث ان تمثل هذا المخلوق الخفي بصورة بشر لغير الانبياء كما قال الله عن مريم "
واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك"
فتبين بوضوح قوله "
فتمثل لها بشراً سوياً " انه لا مانع من تمثل هذه المخلوقات بصورة الانس , فالحاصل ان رؤية الشياطين ممكنة , ولكنها ليست لكل احد كما وانها ليس في كل وقت !
والله الهادي
Bookmarks