النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: متعلٌّق صفة القدرة لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي متعلٌّق صفة القدرة لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

    قال الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله في شرح الواسطية ، الشريط الثالث عشر ، ابتداءً من الدقيقة 45:

    - وأما القدرة فهي الصّفة التي تتعلق بالممكنات إيجاداً وإعداماً ؛ لعلّ هذا الأسلوب قد يكون جديدا على صغار الطلبة.
    قدرة الله تعالى لها تعلق؛ بم تتعلق القدرة ؟

    - الأشياء تنقسم إلى ثلاثة: واجبات، ومستحيلات، وجائزات، والجائز يقال له: ممكن ، الجائز والممكن بمعنى واحد، ما يقبل الوجود والعدم، أو ما وجد بعد أن كان معدوماً ثم يؤول أمره إلى العدم ، هذا يقال له: جائز، ويقال له: ممكن، الكون كله جائز وممكن.

    - أما الواجبات فذاتُ الله سبحانه وتعالى وصفاته وأسماؤه ، أي: الثابت ، الذي لم يسبق بعدمٍ ولا يلحقه عدم ، لذلك يقال في حق الله تعالى: واجب الوجود ؛ لأنه وجوده لم يسبق بعدم، وجود أزلي ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في تفسير بعض أسماء الله تعالى: " أنت الأوّل فليس قبلك شيء ، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء"، هذا هو الواجب ، واجب الوجود الدائم الباقي ، الآخر الذي ليس بعده شيء. (أما الجائز، عفوا الجائز قد عرفناه).

    - المستحيل: المستحيل ما لا وجود له، ما يستحيل وجوده ولا يليق بالله أن يوجد ذلك المستحيل لا عجزا ؛ بل لأن قدرته لا تتعلق بالمستحيل، ولا يليق بالله تعالى إيجاد المستحيل ، هذه النقطة مهمة جدا، قد يأتي سؤال المتعنّتين من علماء الكلام إذا ناقشك لإثبات الصفات ووُفّقت وأفهمته منها سؤال ؛ هذا السؤال ورد هذه الأيام : هل الله قادر على أن يخلق له شريكا أو صاحبة أو ولداً ؟ هكذا يسألك ، كما قيل: "لكل سؤال جواب" ، يجب أن تهيِّأ الإجابة لأنك تعيش في وقت اختلط فيه الصّالح بالطّالح وكثُرت الملل وإن كانت تنتَسِب إلى الإسلام فهي ملل، ملل غير إسلامية منتسبة للإسلام تعيش بين المسلمين.
    من يجرؤون على مثل هذا السؤال للتشكيك إما إنهم كفار أو يقربون من الكفر وقد خرج من قلوبهم تعظيم الله ؛ وعلى كلٍّ لا بد من جواب.

    - الجواب أن يقال: إن قدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيلات ، أما الله سبحانه فهو على كل شيء قدير .
    إن حققنا المسألة على أصول أهل الكلام لفظة: "شيء" لا تطلق على المستحيل ، والله على كل شيء قدير، المعدوم والمستحيل ليس بشيء ، أي: إن قدرة الله لا تتعلق بذلك لأن الله عليم حكيم لا يليق بالله سبحانه وتعالى أن تتعلّق قدرته بتلك المستحيلات فيوجدَها، لا لأنه عاجز عن إيجادها؛ تُثبت لله القدرة وتنفي عنه سبحانه وتعالى ما لا يليق به ، فإنه لا يفعل ذلك لأنها من الأمور التي لا تليق بالله تعالى وهي المعروفة عند علماء الكلام بالمستحيلات ؛ إذن قدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيلات، ولا تتعلق بالواجبات ولكنها تتعلق بالممكنات فقط أو بالجائزات.
    أما الواجبات، لماذا لا تتعلّق بالواجبات ؟ لأن الواجب لا يوصف بالإيجاد والإعدام ؛ ذات الله وصفات الله الذّاتية القديمة لا توصف لا بالإيجاد ولا بالإعدام ، إذن قدرة الله لا تتعلّق بالواجبات أي: لا تتعلق بذات الله تعالى وأسمائه وصفاته لأنها ليست بمخلوقة ، ولا تتعلق بالمستحيلات.
    إذن بما تتعلق قدرة الله تعالى ؟ بالممكنات أو بالجائزات ؛ هذا معنى كلام الشيخ: "فهي الصفة التي تتعلق بالممكنات إيجاداً وإعداما" (1)
    - ما لا يقبل ولا يخضع للإيجاد والإعدام كالواجبات لا تتعلق بها القدرة ، ما لا يقبل الإيجاد لكونه مستحيلا لا تتعلق به القدرة ، مفهوم؟ فرقوا بين الأمور هذه، ما لا يخضع للإيجاد والإعدام، لكونه واجباً أزليّاً كذات الله تعالى وأسمائه وصفاته لا تتعلق بها القدرة ، وما لا يخضع أو لا يصلح أو لا يليق إيجاده كالمستحيلات أو وهو المستحيلات لا تتعلق بها القدرة ، إذن قدرة الله تعالى تتعلّق بالممكنات أو بالجائزات.

    - لعل هذا البحث حيث إنه بحث اصطلاحيّ من اصطلاح علماء الكلام ولكنه دخل على السلف المتأخر الذين ناقشوا الخلف ؛ ممكن الاستفادة من بعض كتب الأشاعرة في مثل هذه المسألة، بالنسبة للناضج، الطالب الناضج يمكن يرجع إلى حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد أو حاشية البيجوري على السّنوسية ليبحث متعلّق قدرة الله تعالى ؛ متعلق الصفات كلها، هم يبحثون عن متعلق الصفات كلها، ممكن البحث وما فهمت فهمت وما لم تفهم تسأل وتكون على علم لأنك قد تُفاجأ في مناقشة ومناظرة من هذا الباب من القوم ، إذا كنت غافلا ولست على علم أو اطلاع قد تفاجأ بأن تنكر الحقّ وأنت لا تدري ، لذلك ينبغي الاطلاع على هذه الكتب وهي في متناول أيديكم فتطالعوا فتسألوا ما أشكل عليكم.


    ------
    (1) الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله

    الملف الصوتي .
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وذكر الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه على الواسطية تنبيهاً ؛ قال:

    ذكر في "تفسير الجلالين" ـ عفا الله عنا وعنه ـ في آخر سورة المائدة ما نصه : "وخص العقل ذاته، فليس عليها بقادر"!

    ونحن نناقش هذا الكلام من وجهين:

    الوجه الأول: أنه لا حكم للعقل فيما يتعلق بذات الله وصفاته، بل لا حكم له في جميع الأمور الغيبية، ووظيفة العقل فيها التسليم التام، وأن نعلم أن ما ذكره الله من هذه الأمور ليس محالاً، ولهذا يقال: إن النصوص لا تأتي بمحال، وإنما تأتي بمحار، أي: بما يحير العقول، لأنها تسمع ما لا تدركه ولا تتصوره.

    والوجه الثاني: قوله: "فليس عليها بقادر": هذا خطأ عظيم، كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره، فكلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يفعل شيئاً أبداً وهذا خطير جداً!!

    لكن لو قال قائل: لعله يريد: "خص العقل ذاته، فليس عليها بقادر"، يعني: لا يقدر على أن يلحق نفسه نقصاً قلنا: إن هذا لم يدخل في العموم حتى يحتاج إلى إخراج وتخصيص ، لأن القدرة إنما تتعلق بالأشياء الممكنة، لأن غير الممكن ليس بشيء، لا في الخارج ولا في الذهن" فالقدرة لا تتعلق بالمستحيل، بخلاف العلم.

    فينبغي للإنسان أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية ، لأن المقام مقام عظيم، والواجب على المرء نحوه أن يستسلم ويسلم.
    إذاً، نحن نطلق ما أطلقه الله، ونقول إن الله على كل شيء قدير، بدون استثناء.

    وفي هذه الآيات من صفات الله تعالى: إثبات عموم علم الله على وجه التفصيل، وإثبات عموم قدرة الله تعالى.
    والفائدة المسلكية من الإيمان بالعلم والقدرة: قوة مراقبة الله والخوف منه.
    إهـ كلامه رحمه الله .
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    بارك الله فيك.
    أشكل علي فهم عبارة...لأننا قررنا ان القدرة تتعلق بالممكن و لا تتعلق بالمستحيل ولا الواجب...لكنه في هذه العبارة اثبت قدرة تتعلق بالواجب...فهلا أعانني احد الافاضل بارك الله فيكم؟
    "فليس عليها بقادر": هذا خطأ عظيم، كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره، فكلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يفعل شيئاً أبداً وهذا خطير جداً!!
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عبارة السيوطي السابقة مبنيّة على اعتقاد الأشاعرة بأن الله عز وجل متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة ، فمتعلق القدرة عندهم هو الممكنات لكن باستثناء صفات الله تعالى ، ولفظة (كل ) في الآية تفيد العموم ، والعموم هنا يقتضي أن الله تعالى قادر على ذاته سبحانه وهو باطل على قولهم في الصفات ولذا خصصوه ومعتمدهم في ذلك هو العقل .
    لكن عقيدة أهل السنة أن الله قادر على أن يستوي على العرش و أن يتكلم وأن ينزل إلى السماء الدنيا ليس في إثباتها لله تعالى نقص بوجه من الوجوه بل من كماله أن يكون فاعلاً لما يريد ، أما ما كان من قبيل إلحاق النقص وما لا يليق بالله تعالى فهو مستحيل وليس بواجب وليس ممكناً ؛ فإذن ليس متعلّقاً لقدرته كما تقرر ، لأنّه ينافي الحكمة ولأن المستحيل ليس بشيء ، إنكار الشيخ العثيمين رحمه الله ينصبّ على تعميم عدم تعلق القدرة بذات الله سبحانه لأن ذلك يستلزم نفي الصفات الفعلية الثابتة بالنصوص ، بل يجب تقييدها بالممكنات..
    لكنه في هذه العبارة اثبت قدرة تتعلق بالواجب...فهلا أعانني احد الافاضل بارك الله فيكم؟
    فالجواب لعله يكون إن شاء الله أن الشيخ نفى أن تتعلق القدرة بالمستحيلات على ذاته سبحانه وأثبت ما تعلق بالممكنات على ذاته مما دلت عليه النصوص وجوّزه العقل كالاستواء والنزول ..والله أعلم

    وإليكم مزيد تفصيل للشيخ في الشرح الممتع قال : وقول صاحب تفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [المائدة] .
    قال: «خصّ العقل ذاته فليس عليها بقادر»، فهذا القول منكر، وذلك؛ لأن قوله: «خص العقل ذاته» نقول: أين العقل الذي خصّ ذاته بأنَّهُ ليس قادراً عليها، أليس الله يفعل ما يريد؟!
    والفاعل لما يريد يفعل بنفسه؛ فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء.
    نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله لا يمكن أن يكون متعلق القدرة؛ لأن أصل القدرة لا تتعلق به.
    كما لو قال قائل: هل يقدر الله على أن يخلق مثله؟
    نقول: هذا مستحيل؛ لأن المثلية ممتنعة، فلو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثاني مخلوق والأول خالق.
    والأول: واجب الوجود والثاني: ممكن الوجود ..إهـ
    التعديل الأخير تم 01-11-2012 الساعة 09:23 PM
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2010, 08:22 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-10-2010, 12:29 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-24-2010, 10:50 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-20-2010, 06:04 PM
  5. سيرة عطرة من إمام الأمة الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
    بواسطة الفجر القادم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-20-2005, 06:53 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء