صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 78

الموضوع: حول ماهية السنة و حُجيتها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    86
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي حول ماهية السنة و حُجيتها

    الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون..
    اختلفت الأمة و تشرذمت حتى أصبح بعضها يكفر بعضا بل و يقتل بعضها بعضا.. الكل يدعي الحق المطلق و انه و طائفته هم الناجون يوم الدين.. أما غيرهم من الطوائف و الملل فقد حقت عليهم كلمة العذاب فهم من أصحاب السعير.. و لقد حق علينا قوله تعالى "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (آل عمران 105), هذا كله رغم أن الرب واحد و الكتاب واحد فأين الخلل..

    بعد موسى عليه السلام أحدثت طائفة من قومه في دين الله تعالى فبدلوا و غيروا في التوراة كتاب الله تعالى المنزل من السماء.. و لان مجال التبديل في الكتاب محدود.. لم يكتفوا بهذا.. بل و كتبوا كتبا موازية لكتاب الله تعالى التوراة أسموها التلموذ.. فرفعوا فيها من قدرهم حتى ادعوا أنهم أبناء الله تعالى و أحبائه.. وجعلوا الجنة حكرا عليهم.. و ادعوا أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات ثم مصيرهم الجنة لا محال.. و ذموا و أحطوا من قدر غيرهم من الأمم و جهلوهم و كفروهم و حكموا عليهم بالسعير.. والتوراة من هذا كله براء..

    ولإن طباع البشر و أهواءهم لا تتغير.. أعيدت القصة نفسها تقريبا من بعد محمد عليه السلام مع طوائف من أمته.. رغم أنهم لم يبدلوا حرفا من القران العظيم المحفوظ من الله تعالى إلا أنهم أحدثوا في دين الله تعالى ما احدث أهل الكتاب من قبلهم.. فكتبوا كتبا موازية لكتاب الله تعالى ادعوا أنها وحيا ثاني أسموها السنة.. فرفعوا فيها من قدرهم حتى ادعوا أنهم خير امة و أحبها إلى الله تعالى.. وجعلوا فيها الجنة حكرا عليهم.. و ادعوا أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات ثم يُشفع حتى لأهل الكبائر منهم.. و ذموا و أحطوا من قدر غيرهم من الأمم حتى أهل الكتاب منهم و جهلوهم و كفروهم و حكموا عليهم بالسعير.. والقران العظيم من هذا كله براء.. و العجيب أن كتاب الله تعالى قد رد على كل هذا الافتراء و هذا الهراء دعوة بدعوة و مع هذا مازلنا ندعي ما نفاه الله تعالى و أنكره على غيرنا من الأمم..

    فما هي السنة..!!؟, و هل هي حجة كلها أم بعضها أم ماذا..!!؟, للإجابة على هذين السؤالين لابد علينا حتما أن نفرق بين ما هو بشري بطبيعته و لا علاقة له بالرسالة أبدا و بين ما هو منزل من السماء من وحي للعالم كله

    • محمد عليه السلام البشر: مثلنا تماما يأكل و يشرب و يمرض و يتزوج و يغضب و يحزن و يفرح و له شؤونه الخاصة فيتعامل مع محيطه من أزواج و أصحاب و أعداء و عامة الناس.. يلبس لباس قومه و يأكل مأكلهم و يركب مركبهم و يسكن مساكنهم و يعيش عيشتهم.. و يحتكم لعرفهم.. فهو ابن بيئته و ابن زمانه.. و هذا كله يمثل الجانب الإنساني منه عليه السلام.. فيخطئ و يصيب بآرائه و اجتهاداته الخاصةكغيره من الناس.. هو في هذا ليس بمعصوم.. لا قبل البعثة و لا بعدها.. و هذا كله لا علاقة له أبدا بدين الله تعالى لا من قريب و لا من بعيد.. فلا الملبس سنة بوحي من السماء.. و لا المأكل سنة.. و لا المركب سنة.. و لا المسكن سنة.. و لا البيئة سنة.. و لا الكلام الخاص به و بعلاقاته الانسانية مع المحيطين به سنة.. فلن نُحاسبَ يوم الدين أبدا عن شيء من هذا فهو وحده من سيحاسب عليه السلام على أقواله و افعاله مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنعام "مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ".. هذا الجانب ارتبط بصفة النبوة بعد البعثة.. و يدخل فيه أيضا كونه إماما للناس و واعضا و مذكرا..


    • محمد عليه السلام الرسول: على كونه بشر مثلنا فهو مكلف بتبليغ الرسالة من ربه للناس جميعا.. و هو عليه السلام في هذا معصوم من ربه فلا يخطيء و لا ينسى حرفا كُلف بتبليغه و لا ينطق عن الهوى.. إن كلامه في هذا إلا وحيا يوحي.. فكلامه القرآن العظيم.. و فعله عليه السلام هو تطبيق مناسك الكتاب و عباداته و تبيان طرائقها.. فالقرآن بيّنٌ و ميسر بذاته لمن أراد أن يتذكر و يتدبر.. و طرائق تطبيق مناسكه كالصلاة و غيرها بينها الرسول عليه السلام.. فالقران منهج نظري كامل متكامل تام و السنة تطبيقه العملي.. و هذا كله متواتر أبا عن جد ابتداءا من الصحابة الكرام بعشرات الألوف كانوا كلهم شهودا يستحيل تبديل أو تغير شيئا من هذا أو ذاك.. هذا ما يفسر إجماع الأمة كلها بكل مذاهبها و نحلها على قرآن واحد و طريقة صلاة و حج واحدة..

    وعليه.. فلا يمكن أبدا تبرير أخطاء النبي عليه السلام و التي عاتبه عليها ربه عز و جل في أكثر من موضع في الكتاب إلا بالفصل بين كونه بشرا و كونه رسولا.. فان كان معصوما بالمطلق فكيف يخطيء..!!؟, وان اخطأ هنا فمن الذي يجزم انه لم يخطيء هناك في الوحي إن لم نفصل بين هذا و ذاك..!!؟, و هذا ما يؤكده تماما كتاب رب العالمين :
    - يقول تعالى "قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (إبراهيم 11), فالرسل كلهم بشر تحكمهم الطبيعة البشرية بكل جوانبها من مشاعر و رغبات و حاجيات و حتى الخطأ و النسيان فيما لا علاقة له بالرسالة.. و على كونهم بشرا فهم رسل قد منّ الله تعالى عليهم بتبليغ رسالاته كاملة تامة بعصمته لهم في هذا الجانب..
    - و يقول تعالى لنبيه الكريم "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" (الكهف 110), و لكي لا نستثني رسولنا الكريم و نغالي في كما نفعل دائما جاء هذا البيان الواضح الجلي.. فالرسول بشر مثلنا و مثل غبره من الرسل.. يخضع للطبيعة البشرية بكل ما فيها.. و الفارق انه يوحى إليه من ربه و هو في هذا معصوم فلا يضل و لا ينسى..
    و للتأكيد أيضا على وجوب الفصل بين كونه بشرا يعيش كغيره من الناس في زمانه و بيئته و كون هذا لا علاقة له أبدا بوحي السماء الخالد المنزل لكل الناس في كل مكان و كل زمان و بين كونه رسولا يبلغ عن ربه فلا يخطيء في هذا أبدا جاءت كل آيات العتاب له عليه السلام بصفته نبي "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ..", "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ..","مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ.."," مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ..","يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ..", وأيضا الآيات التي تخاطب نساءه جاءت كلها منسوبة لصفة النبي "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ..","يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ..","يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا..","وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا..", و في علاقاته العامة مع محيطه من الناس "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ..","يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ..","النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْوَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْوَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ..", أما فيما يخص الطاعة المطلقة في كل زمان و مكان فجاءت كل الآيات مرتبطة بصفة الرسول : "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ.."," وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ","وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ","يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..","وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ","يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ","قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ","وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ","يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ", و غيرها الكثير من الآيات.. فالرسول جاء بالقرآن العظيم.. و لان الطاعة واجبة إلى يوم الدين و الرسول محمد عليه السلام قد قُبض إلى ربه عز و جل فالرسول بعد محمد عليه السلام هو القرآن العظيم.. فهو أزلي باق و وجوب طاعته تستمر إلى يوم الدين..
    و خلاصة هذا كله أن السنة المطهرة الحق هي ما طبقه و بيّنه عليه السلام من مناسك الكتاب و هي متواترة معه و محفوظة فيه فهي حجة ملزمة و مقدسة مع الكتاب لأنها وحي من السماء.. أما ما كتبت أيدي الناس من روايات جُمعت هنا و هناك على أفواه هذا و ذاك بعد قرابة الثلاثة قرون من الهجرة النبوية هي كلها أحاد إلا ما لا يكاد يُذكر.. و السؤال هنا.. إن كانت من الرسالة فلماذا لم تدون..!!؟, بل و لماذا لم تتواتر..!!؟, لماذا لم يبلغها الرسول الكريم لكل الناس كما بلغ كتاب الله تعالى..!!؟, بل الأدهى من هذا.. كيف يجهل غالبية الصحابة و من جاء من بعدهم أمورا تتعلق بدينهم و عقيدتهم فلم يسمع بها إلا فلان و فلان..!!؟, و صدق الله تعالى في كتابه العظيم "فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ" (المرسلات 50)
    سنرد على من يدلوا بدلوه على ما سبق حين تسمح الظروف و مشاغل الحياة.. ربما أياما أو أسابيع.. ولهذا أردنا أن نحيط بالموضوع بأكبر قدر ممكن اختصارا للوقت..
    ربي اغفر و ارحم وانت خير الراحمين


  2. #2

    افتراضي

    بعد قرابة الثلاثة قرون من الهجرة النبوية
    1-هذا كذب أو جهل
    2- ثم ما الدليل أن من لزوم حفظ السنة أن تكون مكتوبة ؟ يقول الله تعالى "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" ,وقد تواتر أهل العلم على حجية الكتاب والسنة والعمل بهما معا مصدرين للتشريع ..إن قلت كيف نعرف التواتر ,قلت افتح أي كتاب لعلماء الإسلام من أيامنا وصولا إلى البخاري ومسلم في الشرق والغرب ,ثم ارتفع طيقة إلى أحمد ويحيى بن معين ,ثم ارتفع طبقة إلى الشافعي وسفيان ,ثم ارتفع طبقة إلى مالك والأوزاعي,ثم ارتفع طبقة إلى الزهري ونافع ثم ارتفع طبقة تجد نفسك مع الصحابة! ,كل طبقة من هؤلاء فيها مئات من الأئمة الأعلام وأسماؤهم معروفة وسيرهم مشهودة مدونة وكثير منهم لهم كتب فيها السنة الشريفة وإنما ذكرت أمثلة للتصور فحسب , وما الدليل بعد ذلك أن الآحاد "كخة" أو باطل أو ليس محفوظا إلخ؟ هذا على فرض صحة كلامك وكيف عرفت أنه آحاد إلا بأن أخبرك من ضللت بسببه؟ فهذا واحد؟ وما حد الآحاد ؟ وما الدليل؟ ...وأترك الحديث لإخوتي لأني مشغول ولكن استثارتني المغالطات ,لاسيما وأنت صاحب مشاركات طويلة مملة
    التعديل الأخير تم 01-17-2012 الساعة 04:07 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    محمد عليه السلام البشر: مثلنا تماما يأكل و يشرب و يمرض و يتزوج و يغضب و يحزن و يفرح و له شؤونه الخاصة فيتعامل مع محيطه من أزواج و أصحاب و أعداء و عامة الناس.. يلبس لباس قومه و يأكل مأكلهم و يركب مركبهم و يسكن مساكنهم و يعيش عيشتهم.. و يحتكم لعرفهم.. فهو ابن بيئته و ابن زمانه.. و هذا كله يمثل الجانب الإنساني منه عليه السلام.. فيخطئ و يصيب بآرائه و اجتهاداته الخاصةكغيره من الناس.. هو في هذا ليس بمعصوم.. لا قبل البعثة و لا بعدها.. و هذا كله لا علاقة له أبدا بدين الله تعالى لا من قريب و لا من بعيد.. فلا الملبس سنة بوحي من السماء.. و لا المأكل سنة.. و لا المركب سنة.. و لا المسكن سنة.. و لا البيئة سنة.. و لا الكلام الخاص به و بعلاقاته الانسانية مع المحيطين به سنة.. فلن نُحاسبَ يوم الدين أبدا عن شيء من هذا فهو وحده من سيحاسب عليه السلام على أقواله و افعاله مصداقا لقوله تعالى في سورة الأنعام "مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ".. هذا الجانب ارتبط بصفة النبوة بعد البعثة.. و يدخل فيه أيضا كونه إماما للناس و واعضا و مذكرا..
    محمد عليه السلام الرسول: على كونه بشر مثلنا فهو مكلف بتبليغ الرسالة من ربه للناس جميعا.. و هو عليه السلام في هذا معصوم من ربه فلا يخطيء و لا ينسى حرفا كُلف بتبليغه و لا ينطق عن الهوى.. إن كلامه في هذا إلا وحيا يوحي.. فكلامه القرآن العظيم.. و فعله عليه السلام هو تطبيق مناسك الكتاب و عباداته و تبيان طرائقها.. فالقرآن بيّنٌ و ميسر بذاته لمن أراد أن يتذكر و يتدبر.. و طرائق تطبيق مناسكه كالصلاة و غيرها بينها الرسول عليه السلام.. فالقران منهج نظري كامل متكامل تام و السنة تطبيقه العملي.. و هذا كله متواتر أبا عن جد ابتداءا من الصحابة الكرام بعشرات الألوف كانوا كلهم شهودا يستحيل تبديل أو تغير شيئا من هذا أو ذاك.. هذا ما يفسر إجماع الأمة كلها بكل مذاهبها و نحلها على قرآن واحد و طريقة صلاة و حج واحدة..
    إن السنة النبوية ضرورةٌ دينية وحجتها ثابتة لكل من عقل ومن لم يعقل ، وما أسخفَ من يدعي على نفسهِ الإسلام فيأتِ منكراً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولُ عن نفسه بأنهُ من المسلمين ، والأدلةُ على حجية سنة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من موطن وبالأدلة العلمية التي يعقلها العقلاء وبهذا فإن الأدلة التي يمكنُ أن نجملها في اثبات الحجية لسنة النبي صلى الله عليه وسلم { العصمة } فعصمة النبي من الأدلة التي تسقطُ القول بعدم حجية سنته صلوات ربي وسلامه عليه .
    فإنهُ من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم معصومٌ من الوقوع في ما يتعمدُ التبليغ من الإخلال ، بدلالة المعجزة الإلهية بل ولنكونَ بشكلٍ أدق من السهو والخطأ فيه على الشكل الصحيح ، وإن الذاهبين إلي تجويز ذلك عليه ، يجمعون إشتراط التنبيه من الله تبارك وتعالى فوراً ، وعدم التقرير عليه صلى الله عليه وسلم .
    وبهذا يمكنُ الإجمال : { بأن كل تقرير وخبر بلاغي من النبي صلى الله عليه وسلم - لقي صفة التقرير عليه من الله تبارك وتعالى - صادقٌ مطابقٌ للوحي الإلهي وما عند الله تبارك وتعالى بالإجماع ، وبذلك يجبُ التمسكِ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفقاً للدليل الثابت } ، ويثبتُ من ذلك حجية قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم { هذا كلام الله } ، وصفة القول في الأحاديث القدسية أن كان يقول صلى الله عليه وسلم { قال ربُ العزة } ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : { حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أنبا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانُ ، أنبا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ ، أَلا لا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الأَهْلِيِّ وَلا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ " } .

    ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : { وروى أبو داود (4605) والترمذي (2663) وابن ماجة (13) عن أَبِي رَافِعٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ : لَا نَدْرِي ، مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ ، وإلا فَلاَ ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره } وقوله صلى الله عليه وسلم : { وروى الترمذي (2664) وابن ماجة (12) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي فَيَقُولُ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ . أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ) } فهذه الأخبار في إثبات صحة العصمة في التبليغ ، وإلا لما وجدت السنة توافق القرآن الكريم وهذا واقعٌ بحمد الله تبارك وتعالى .
    1- فهذه كلها أخبارُ معصومٍ عن الكذب ، وبعصمتهِ صلى الله عليه وسلم في التبليغ إتسمت سنتهُ بالتوافق الكامل مع القرآن الكريم .
    2- فهذه الأخبار حجةُ تدلل على أن الوحي الإلهي قسمين ، وبهِ ينتهي إشكالُ الزاعمِ بأن سنة خير البشرية ليست بحجةٍ بنفسها وبالقرآن والإجماع وعصمتهُ دليلُ حجيتها .
    * الوحيُ المُعجزْ المُتَعبدُ بتلاوتهِ ، وغيرهُ ماليس كذلك .
    * الحديثُ القُدسي وَهو ما نَزلَ لفظهُ .
    * وحديثٌ نبوي وهو ما نزل معناهُ ، وعبر عنهُ النبي صلى الله عليه وسلم بلفظٍ من عندهِ .
    وثبتُ عصمتهُ عن الكذب وحجيتهُ في التبليغ قوله صلى الله عليه وسلم : { البينةُ على المدعي ، واليمينُ على من أنكر } ، وحديث { بني الإسلام على خمس } وبالجملة هذه كلها أخبارُ معصومٍ عن الكذب فقد عصمهُ الله تبارك وتعالى في تبليغ الرسالة ، والوحي من الكذب إذاً فيما تعلق بالأحكام الشرعية النبي صلى الله عليه وسلم معصومٌ عن الكذب وفي التبليغ كذلك فهو { الصادقُ الأمين } وهو الذي صدق بالحقِ وجاء بهِ صلى الله عليه وسلم ، وبهذا فإن السنة حجةٌ بعصمتهِ صلى اله عليه وسلم في تبليغ الرسالة وإعلم أن القول بإنكار السنة لهو عينُ التكذيب لهُ بأبي هو وأمي وحاشاهُ من كل هذا ، فما نفعُ العقل إن خرج من رأس صاحبهِ يركضُ لا يعرف أين يستقر . والله المستعان .
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة caxine مشاهدة المشاركة
    الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون..


    بعد موسى عليه السلام أحدثت طائفة من قومه في دين الله تعالى فبدلوا و غيروا في التوراة كتاب الله تعالى المنزل من السماء.. و لان مجال التبديل في الكتاب محدود.. لم يكتفوا بهذا.. بل و كتبوا كتبا موازية لكتاب الله تعالى التوراة أسموها التلموذ.. فرفعوا فيها من قدرهم حتى ادعوا أنهم أبناء الله تعالى و أحبائه.. وجعلوا الجنة حكرا عليهم.. و ادعوا أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات ثم مصيرهم الجنة لا محال.. و ذموا و أحطوا من قدر غيرهم من الأمم و جهلوهم و كفروهم و حكموا عليهم بالسعير.. والتوراة من هذا كله براء..
    بودي لو أن أحداً يوضح .. ما هو التلمود؟ .... ومن كتبه؟ ... ولماذا؟ .... وما تفكير اليهود حالياً به؟... وهل هو المقصود بالتحريف أم التوراة؟
    وشكراً لكم
    بعد الإنقطاع الذي طال للمهندس عدنان بدون تقديم مبرر
    لا يسعني سوى الإفصاح عما حدث وهو
    كل الذين تحدثوا في الإعجاز العددي للقرآن الكريم احتسبوا الهمزة كحرف مرسوم والمهندس عدنان أقل من احتسبها
    والهمزة ليست حرفاً مرسوماً بل أضيفت كعلامة تشكيل على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي
    وهذا ينسف علم الإعجاز العددي القديم كله
    لذا يرجى ممن يقرأ مواضيعي الإنتباه لذلك

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ولإن طباع البشر و أهواءهم لا تتغير.. أعيدت القصة نفسها تقريبا من بعد محمد عليه السلام مع طوائف من أمته.. رغم أنهم لم يبدلوا حرفا من القران العظيم المحفوظ من الله تعالى إلا أنهم أحدثوا في دين الله تعالى ما احدث أهل الكتاب من قبلهم.. فكتبوا كتبا موازية لكتاب الله تعالى ادعوا أنها وحيا ثاني أسموها السنة.. فرفعوا فيها من قدرهم حتى ادعوا أنهم خير امة و أحبها إلى الله تعالى.. وجعلوا فيها الجنة حكرا عليهم.. و ادعوا أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودات ثم يُشفع حتى لأهل الكبائر منهم.. و ذموا و أحطوا من قدر غيرهم من الأمم حتى أهل الكتاب منهم و جهلوهم و كفروهم و حكموا عليهم بالسعير.. والقران العظيم من هذا كله براء.. و العجيب أن كتاب الله تعالى قد رد على كل هذا الافتراء و هذا الهراء دعوة بدعوة و مع هذا مازلنا ندعي ما نفاه الله تعالى و أنكره على غيرنا من الأمم..
    سبحان الله
    لو كان ما تقول صحيحا .. فلماذا لا نجد اختلافا بين "ما احدثته اهل السنة بزعمك في دين الله" وبين كتاب الله؟؟
    ثم الادهى في كلامك ان الامة التي ادعت لنفسها انها خير امة واحبها الى الله تعالى ادعت ذلك بنص كتاب الله تعالى "اي من المصدر الذي لم يتغير" فما هذا التناقض؟

    و هذا كله لا علاقة له أبدا بدين الله تعالى لا من قريب و لا من بعيد
    فرق كبير بين عادات النبي صلى الله عليه وسلم واموره البشرية التي يشترك فيها مع جميع الناس وبين ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم كتشريع ...

    و خلاصة هذا كله أن السنة المطهرة الحق هي ما طبقه و بيّنه عليه السلام من مناسك الكتاب و هي متواترة معه و محفوظة فيه فهي حجة ملزمة و مقدسة مع الكتاب لأنها وحي من السماء.. أما ما كتبت أيدي الناس من روايات جُمعت هنا و هناك على أفواه هذا و ذاك بعد قرابة الثلاثة قرون من الهجرة النبوية هي كلها أحاد إلا ما لا يكاد يُذكر
    ما كتبته أيدي الناس أيها الفصيح هو ما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم فعلا وبينه من مناسك الكتاب .. فما هذا التناقض أيضا؟؟
    التعديل الأخير تم 01-18-2012 الساعة 09:10 PM

  6. #6

    افتراضي

    المسألة ليست فقط في قبول المتواتر ..
    بل ينبغي لنا أن نقبل كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يتواتر ..
    فقد تواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرسل الرسل لتبليغ الأحكام وتفصيل الحلال والحرام ..
    وكان نقلهم أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الآحاد ..
    فلولا أن أخبار الآحاد حجة لما أفادت التبليغ بل تصير تضليلاً ..!!
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  7. #7

    افتراضي

    ثم إن تصديق الخبر مبنيٌ على تصديق قائله ، لهذا اعتنى علماء المسلمين بنقلة الأخبار والروايات ولاسيما أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهذا هو المنهج العلمي السليم ، فإن صدر القول عن من نثق في صدقه وأمانته وكان ضابطًا للرواية عدلاً ، قبلناه بلا تردد إلا أن يكون له معارضٌ قويٌ ، أما إن صدر القول عن من هو دون ذلك في الصدق أو الأمانة أو العدالة أو الضبط ، رددناه عليه ، فإن هذا الأمر دينٌ ، والمصير إما إلى جنةٍ أو نارٍ ، فلا تهاون أو تزوير .
    قال ابن المبارك رحمه الله تعالى : (( الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء )) مقدمة صحيح مسلم ج1 ص10 . وقال سفيان الثوري : (( الإسناد سلاح المؤمن ، فإذا لم يكن معه سلاحٌ فبأي شيء يقاتل ؟ )) الخطيب البغدادي ، شرف أصحاب الحديث ص88 . وقال الإمام الشافعي : (( مثل الذي يطلب الحديث بلا سند كمثل حاطب ليل )) المناوي ، فيض القدير ج1 ص433 .

    ومهما يكن من شيء فقد عنى علماء السند وأطباؤه بنقد السند عناية فائقة ، فوضعوا شروطًا للراوي من جهة الضبط والعدالة بأن يكون مسلمًا بالغًا عاقلاً ، خاليًَا من أسباب الفسق وخوارم المروءة ، ضابطًا غير مغفل ، حافظًا إن حدث من حفظ ، ضابطًا لكتابة من التغيير والتبديل إن حدث منه ، عالمًا بما يحيل المعاني إن حدث بالمعنى .
    وتتبعوا مواطن الدخل والضعف في حلقات السند من انقطاعٍ أو تدليسٍ أو إرسالٍ خفيٍ أو عنعنةٍ إلا بشروطها ، كما نقبوا عن مواطن الضعف من الجهة النفسية كوهم الراوي وغفلته ونسيانه واشتباه الأمر عليه وعصبيته وميوله إلى غير ذلك مما يكون له أثر في التزيد والكذب في المروي أو الغلط أو القلب أو الإدراج أو رفع الموقوف أو وصل المرسل ؛ فردوا رواية الفاسق والمغفل الذي كثر غلطه وفحش خطؤه ، ولم يقبلوا رواية المبتدع من أهل الأهواء إذا كان داعية إلى بدعته ، وبعضهم قال : إلا إذا روى ما يخالف بدعته لانتفاء التهمة حينئذ . كما قبلوا غير الدعاة للبدعة إلا إذا رووا ما يؤيد بدعتهم لأن بدعة الراوي تدعوه إلى تزيين القول والتزيد فيه على حسب ما يوافقها .
    ذكر الحافظ الذهبي في تذكرته قال المسيب بن واضح : سمعت ابن المبارك وسئل عمن نأخذ ؟ قال : من طلب العلم لله ، وكان في إسناده أشد ، قد تلقى الرجل ثقة وهو يحدث عن غير ثقة ، وتلقى الرجل غير ثقة وهو يحدث عن ثقة ، ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن ثقة .
    وذكر الذهبي أيضًا في طبقات الحفاظ أن الرشيد أخذ زنديقًا ليقتله فقال : أين أنت من ألف حديث وضعتها ؟ فقال الرشيد : أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك يتخللانها فيخرجانها حرفًا بحرف ؟
    وقيل لابن المبارك : هذه الأحاديث الموضوعة ؟ فقال : تعيش لها الجهابذة .
    فانظر - رعاك الله - إلى مبلغ الدقة والحيطة والحذر وبعد النظر ، وإلى هذه الأصول التي تعد أدق وأرقى ما وصلت إليه علوم النقد للرواية ، وقد وفق إليها علماؤنا أيام كانت عقول غير المسلمين تقبل الخرافات وتعتنقها ، وتأخذ بكل ما روي ولو كان باطلاً .
    قال العلامة ابن حزم : (( نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الاتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل ، أما مع الإرسال والإعضال والنقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول الحال فكثير من نقل اليهود والنصارى )) ابن حزم ، الفصل في الملل والنحل ج1 ص81-84 باختصار وتصرف .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    مقالك هذا لا جديد فيه، اللهم بعض التلوين فقط، اما محتواه فنوقش ضمنا وإفرادا في هذا المنتدى وتجد طرفا منه في مشاركاتي المنثورة على صفحات هذا المنتدى. فالسنة عندنا قولية وفعلية وتقريرية، ولا نخص الفعل فقط، ونأخذ بكل ما صح سندا ومتنا سواء كان متواترا أو آحادا أو مشهورا، وزعمك بعدم القدرة على التفريق بين الوحي وغير الوحي في أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم مندفع ساقط، لأن الأفعال الجبلية التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مما يحتاجه البشر عادة لا يتعلق بأمر أو نهي كما بين العلماء، فعاداته من أكل وشرب وتزوجه لأكثر من أربعة وقيامه الخاص في الليل وما صدر عنه بحسب تجربته في أمور الحياة والتجارة وتنظيم الجيش لا يدخل بالضرورة في باب التشريع، فالسنة لا تكون مصدرا للتشريع إلا إذا قصد بها ذلك . وللعلماء مصنفات في ذلك لكن قلَّ من يقرأ.

    وإن نقل إلينا القرآن الكريم رواية وقولا فلم يستحيل نقل السنة القولية أيضا ؟ أم أن القرآن عندك نقل فعلا ؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    مِنْ أَرْضِ الرِّمَـال !
    المشاركات
    1,300
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    انا عتبي على هذا الحشو الزائد عن الحاجة !
    يا كاكس هل لك ان تغير هذا النمط المتعب في تقريراتك دوماً
    انا اطلعت على الموضوع اول ما كتب , فلمّا الفيته غثيثاً طويلاً محشوّاً تركته
    خير الكلام ما قلّ ودل , افلا تعقل وتتبع
    ثم ان موضوعك هذا بنقاطه ومحاوره افردت فيه اكثر من مناظرة وفرّ اصحابك منها وراجع مواضيعي لترى بأم عينك
    فلا داعي لهذا التكرار للافكار وماهو الا تحريك لماء راكد عفن ليخرج ريحه !
    وبعد ان رد عليك الأكبار فليس لي الا المتابعة والانصات , بارك الله فيهم وجعلهم اسباب هدايتك .. آمين .
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
    في إنتظار "ملحد حقيقي" ليعطي تفسيرات لهذه الكُبرَيات بالمنظور الإلحادي
    " الإنسانُ ليسَ مُفصّلاً على طرازِ دارون , كما أنّ الكونَ ليسَ مفصّلاً على طرازِ نيوتن " بيجوفتش

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير وهبه مشاهدة المشاركة
    بودي لو أن أحداً يوضح .. ما هو التلمود؟ .... ومن كتبه؟ ... ولماذا؟ .... وما تفكير اليهود حالياً به؟... وهل هو المقصود بالتحريف أم التوراة؟
    التلمود هو كتاب فقه اليهود
    ويتكون من مجموعة من التعاليم التي قررها احبار اليهود شرحاً للتوراة
    واستنباطا من أصولها وقد يخالف بعض نصوص التوراة
    وهو مقسم إلى كتابين من القرن الحادي عشر((م)) وهما:
    تلمود أورشليم و تلمود بابل
    (الاديان والفرق والمذاهب المعاصرة تاليف عبدالقادر شيبة الحمد)(ص23)

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزه مشاهدة المشاركة
    التلمود هو كتاب فقه اليهود
    وهو مقسم إلى كتابين من القرن الحادي عشر((م)) وهما:
    مشكور الأخ حمزة
    كنت قد بحثت بعد السؤال ووجدت التالي في الموسوعة الحرة
    يدعي اليهود أن موسى عليه السلام ألقى التلمود على بني إسرائيل فوق طور سيناء ،وحفظه عند هارون، ثم تلقاه من هارون يوشع بن نون ثم إليعازر وهلم جرا … حتى وصل الحاخام يهوذا حيث وضع التلمود بصورته الحالية في القرن الثاني قبل الميلاد. ويعطي اليهود التلمود أهمية كبرى لدرجة أنهم يعتبرونه الكتاب الثاني، والمصدر الثاني للتشريع، حتي أنهم يقولون "أنه من يقرأ التوراة بدون المشنا والجمارة فليس له إله‍‍‍‍‍" والمشناة والجمارة هما جزءا التلمود.

    تعتقد اليهودية الأرثوذكسية بأن كتب التـناخ نقلت بشكل متطابق من التقليد الشفوي المتواتر. وهكذا فإن التوراة هي الشريعة المكتوبة أما الشريعة الشفوية فوظيفتها التعامل مع تطبيقات وتطويرات معاني المكتوبة. التلمود إذا وبشكل نهائي يؤلف الإنشاء المكتوب والموثوق لهذا التقليد وبهذا يكون التلمود العامل والمؤثر الرئيسي في الإيمان والمعتقد اليهودي. وعلاوة على ذلك بالرغم من انه ليس شريعة قانونية رسمية. فهو القاعدة الأساسية لجميع التشريعات القانونية اليهودية اللاحقة. وهكذا نراه يتابع بذل الجهد كمؤثر رئيسي في الهالاخا הלכה halakha والممارسات الدينية اليهودية. فالتلمود هو تنظيم محتوى الحكمة بين الوصية والتطبيق.
    وعليه يكون التاريخ هو القرن الحادي عشر قبل الميلاد
    والله تعالى أعلم
    بعد الإنقطاع الذي طال للمهندس عدنان بدون تقديم مبرر
    لا يسعني سوى الإفصاح عما حدث وهو
    كل الذين تحدثوا في الإعجاز العددي للقرآن الكريم احتسبوا الهمزة كحرف مرسوم والمهندس عدنان أقل من احتسبها
    والهمزة ليست حرفاً مرسوماً بل أضيفت كعلامة تشكيل على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي
    وهذا ينسف علم الإعجاز العددي القديم كله
    لذا يرجى ممن يقرأ مواضيعي الإنتباه لذلك

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فلسطين - المُباركةَ -
    المشاركات
    951
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أيكتبون المواضيع ثم يهجرونها ، فلا عجب ...
    يقول عبد الرحمن بن مهدي : ((لان أعرف علة حديث واحد أحب الي من أن أستفيد عشرة أحاديث)) .
    و يزيد هذا العلم أهمية أنه من أشد العلوم غموضا ، فلا يدركه الا من رزق سعة الرواية ، و كان مع ذلك حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر ، واسع المران .
    قال أحمد بن صالح المصري : ((معرفة الحديث بمنزلة الذهب و الشبه فان الجوهر انما يعرفه أهله ، و ليس للبصير فيه حجة اذا قيل له: كيف قلت: ان هذا الجيد و الرديء))

  13. افتراضي

    بارك الله فيك اخي الكريم caxine على اني اختلف معك في بعض الامور
    ولكن ابتعدوا عن كتاب الله


    لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)" النساء

    هذة الاية الكريمة تنسف كل ادعاء بالخلاص ويبين الله سبحانه وتعالى ان المعيار هو العمل
    والله لو فقط تدبروا هذة الاية (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ )
    لعرفوا الحق والله هذة تكفي عن كل شئ
    اخي الكريم وصل بهم الامر الى اعلى تقسيم وتصنيف وجدنا شئ يسمى السلفية
    بارك الله فيك كل قول لك من كتاب الله وهو يصرخون ومازالوا عباد اصنام التاريخ

  14. #14

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي الكريم caxine على اني اختلف معك في بعض الامور
    ولكن ابتعدوا عن كتاب الله


    لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)" النساء

    هذة الاية الكريمة تنسف كل ادعاء بالخلاص ويبين الله سبحانه وتعالى ان المعيار هو العمل
    والله لو فقط تدبروا هذة الاية (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ )
    لعرفوا الحق والله هذة تكفي عن كل شئ
    اخي الكريم وصل بهم الامر الى اعلى تقسيم وتصنيف وجدنا شئ يسمى السلفية
    بارك الله فيك كل قول لك من كتاب الله وهو يصرخون ومازالوا عباد اصنام التاريخ
    كلام فاضي عدا الآية من كلام ربّي التي إستشهدت فيها بدون فهم !
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    86
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين و سلام على المرسلين لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون..

    لفت انتباهي شيئا وددت لو انه يعُم المنتدى.. تجنب الزملاء الشتم و الإهانة و تحليهم بالهدوء و حسن الجدال.. فلكم مني زملائي كل التقدير و الاحترام..
    ارتأيت أن أرد على كل مشاركة على حدا.. فاقتبس من ردود الزملاء ثم أُعلق عليها..

    الزميل أبو القاسم المقدسي :

    -"هذا كذب أو جهل" : كان هذا ردك زميلي على قولنا أن كتب الروايات دونت بعد قرابة الثلاثة قرون من الهجرة النبوية.. يُقال أن البخاري و هو صاحب اصح كتب الروايات كما يقولون -و ليس لنا مشكل في هذا- ولد عام 194 للهجري و توفي عام 256 و قد قلنا "قرابة" الثلاثة قرون.. فأين الكذب و أين الجهل.. !!؟, ثم انك ذكرت لنا زميلي المقدسي 5 طبقات من الإسناد وصولا إلى الصحابة.. فلو أن كل واحد من أسمائك التي ذكرتها في كل طبقة من الطبقات قضى من العمر فقط 40 سنة ليتعلم من غيره ثم يُعلم غيره لاستلزم الأمر 200 سنة وصولا إلى الصحابة.. على كلٍ.. هذا لا يغير من الأمر شيئا.. فمن كتبوا الروايات لم يروا النبي عليه السلام أبدا و لا حتى صحابته الكرام و لا تابعيهم.. هذا وحده يكفي..
    -"ثم ما الدليل أن من لزوم حفظ السنة أن تكون مكتوبة ؟" : إذا فلماذا كُتبت.. !!؟, ثم اجزم يقينا انه لو لم يكتب البخاري و غيره من المحدثين كتبهم لاندثر اغلب ما فيها عدا ما توارثه الناس أبا عن جد مما تواتر من أفعال النبي عليه السلام تخص أمور عباداتهم.. ثم من هذا الذي يجزم أنهم كتبوا كل ما ثبت عن النبي عليه السلام و لم يفتهم شيء من قول أو فعل.. !!؟, فمصيبة عظمى هي لو انه فاتهم شيء من هذا الذي يقال انه يتمم و يكمل كتاب الله تعالى.. !!, أما قوله تعالى "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" فهذا لا يشير بالضرورة إلى الحفظ.. بل يشير أكثر منه الى أن آيات الله تعالى بينات واضحات للذين جحدوا و كفروا بها من الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب على الأرجح وفق السياق.. فهم يعلمون بأنه الحق ولكنهم يجحدون.. و حتى مع تركيز انشغال و اهتمام الرسول عليه السلام و من معه من الصحابة الكرام على القران العظيم تدبرا و عناية و حفظا أمر الله تعالى أن يُكتب.. بل وسماه كتابا حتى من قبل ان تجمع الصحائف بل و قبل أن يُختم.. ألم يكن أولى من هذا أن يأمر الله تعالى رسوله الكريم أن يكتب ما كان أدنى من هذا انشغالا و اهتماما و عناية إن كان فعلا هذا من الدين..!!؟
    زميلي المحترم.. يقول تعالى "قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (109)" (يونس), فالحق قد جاء من عند الله تعالى و حده.. أما أسمائك زميلي من البخاري و مسلم و أحمد و يحيى بن معين و الشافعي و سفيان و مالك و الأوزاعي و الزهري و نافع إلى الصحابة الكرام ما عليهم إلا أن يتبعوا الحق المنزل من رب العالمين.. ولم يكلفهم أحد أن يزيدوا في دين الله تعالى شيئا أو أن يُنقصوا.. ولم يكلفهم أحد أن يعدلوا الرجال أو أن يجرحوا.. فمن اهتدى منهم فلنفسه وحدها و من ضل فعليها و لا احد وكيل على احد.. أما عن روايات الآحاد و حجيتها زميلي فسوف يأتيك من أنبائها بعد حين..
    -"لاسيما وأنت صاحب مشاركات طويلة مملة" : بل نحن الذين مللنا من هذه الادعاء.. فكم قيل هذا و كم جُعل منه مطية لتجاوز الردود .. فان كنا نكتب كثيرا فهذا لأننا لا نشارك إلا قليلا.. فنحرص على الإلمام بالموضوع بأكبر قدر من البيان.. فلا تستكثروا علينا ما نكتب زميلي العزيز..

    الزميل أهل الحديث :
    يبدو لي زميلي انك لم تقرا الموضوع أصلا أو ربما قرأته و لكنك جئت تهاجمنا بأفكارك المسبقة على أننا ننكر ما اصطُلح عليه بسنة النبي.. ثم انك تسترسل في الكلام عن السنة بغير طائل و كان من المفروض أن ترد و تعقب على ما جاء في الموضوع..
    -"وما أسخفَ من يدعي على نفسهِ الإسلام فيأتِ منكراً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويقولُ عن نفسه بأنهُ من المسلمين" : "قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ "(البقرة 136), ألا و إني أقول هذا.. ألا يحق لي أن ادعي أني من المسلمين.. "فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا.. " (البقرة 137)", ألا و إني قد أمنت بهذا.. ألا يحق لي أن ادعي أني من المهتدين.. فلماذا تُسخفنا و تحكم علينا بالباطل بل و تخرجنا من دين الله تعالى بغير علم و لا هدى و سلطان مبين ..
    -"والأدلةُ على حجية سنة خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من موطن وبالأدلة العلمية التي يعقلها العقلاء وبهذا فإن الأدلة التي يمكنُ أن نجملها في اثبات الحجية لسنة النبي صلى الله عليه وسلم (العصمة)" : قد قلنا انك ربما لم تقرا الموضوع من أساسه.. و لكي لا نتعبك زميلي لتقرأ الموضوع كله نقتبس لك هذه الجملة منه "و خلاصة هذا كله أن السنة المطهرة الحق هي ما طبقه و بيّنه عليه السلام من مناسك الكتاب و هي متواترة معه و محفوظة فيه فهي حجة ملزمة و مقدسة مع الكتاب لأنها وحي من السماء..", ألا ترى معي أني أقدس السنة و أنت لا تقدسها فلا أظن و الله مسلما يقدس البخاري أو مسلم أو غيرهما مع أن هذه هي السنة عندكم.. ألا ترى معي أني اعتقد بأنها حجة ملزمة كلها كالقران و لا أظن انك تعتقد بهذا في البخاري أو مسلم أو غيرهما.. و يبقى الخلاف في ماهيتها.. هذا لا املك لك إلا أن أقول عد إلى الموضوع زميلي فأقراه و لا تتسرع فترمينا ظلما بلا علم..
    -"ويثبتُ من ذلك حجية قوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم (هذا كلام الله)" : أتجاوز بلاغة القران العظيم و إعجازه اللغوي البياني الغيبي و العلمي و العددي فلا يكفيني هذا كل لأتيقن انه كلام الله تعالى حتى أقرأ رواية من الروايات تؤكد أن هذا كلام الله تعالى فتكون لي حجة.. !!, أما الحجة نفسها فلا تُقنع و لا تسمن من جوع.. !!, عجيب هذا المنطق.. !!
    -"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ.. " : عجيب و الله هذا الادعاء.. !!, ضُخم و ضُخم من أمر الروايات حتى وصل الأمر إلى الادعاء أنها مثيل للقران العظيم.. بربك.. أين هذا المثيل في كتاب الله تعالى.. لماذا لم يُذكر و لو بكلمة و لم يُشر إليه بحرف.. ألا يستوعب كتاب الله تعالى و فيه أكثر من ستة ألاف أية جملة واحدة تقول بهذا.. بل و ينفي كتاب الله تعالى هذا جملة و تفصيلا في آيات و آيات و لو شئت لذكرناها لك.. فيا زميلي.. ليس كمثل الله تعالى شيء و ليس كمثل كتابه كتاب.. "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" (الانعام 93), فالذي أُنزل هو الآيات و لا أظن أبدا أنها في غير كتاب الله تعالى..
    -"وصححه الألباني في صحيح أبي داود وغيره.." : غريب والله.. !!, فقبل التصحيح لمن يكن هذا من أقواله عليه السلام و بعد التصحيح أصبح من أقواله.. !!؟, قبل هذا لم يكن من يقين الدين فلا يعول عليه و بعده أصبح من يقينه يعول عليه و يُحتج به..!!؟ أي منطق هذا بربك و دين الله تعالى قد خُتم بالتمام و الكمال في العهد النبوي.. هذا و ربي ما أظنه إلا عبث بدين الله تعالى..
    -"فهذه الأخبار في إثبات صحة العصمة في التبليغ ، وإلا لما وجدت السنة توافق القرآن الكريم وهذا واقعٌ بحمد الله تبارك وتعالى ." : هذا كمن يوافق بين المشرق و المغرب.. و لو اقتصر الخلاف على فهم النصوص و ما حملته من دلالات لا تمس بالمنهج العام لكتاب الله تعالى لهان الأمر.. و لكنه يمسُ جوهر العقيدة و يمس الشريعة التي انزلها الرحمن رحمة و هدى للعالمين.. سنأتيك ببعض هذا الخلاف فيما يلي من ردود..
    -"أيكتبون المواضيع ثم يهجرونها ، فلا عجب ..." : هذا دليل أخر على انك لم تقرأ الموضوع أصلا.. فلو انك قرأته لقرأت فيه "سنرد على من يدلوا بدلوه على ما سبق حين تسمح الظروف و مشاغل الحياة.. ربما أياما أو أسابيع.. " ثم لاتخذت لنا بعد ذلك عُذرا..

    الزميل سمير وهبه
    و بالإضافة إلى ما جئت به زميلي سمير اختصر لك ما يلي.. فالتلمود هو تدوين ما تناقل من روايات و اجتهادات حاخامات اليهود و أحبارهم عبر أجيال و أجيال.. دونت على يد يهوذا بعد مئات السنين من تناقلها و هذا ما يسمونه "الميشناه", وقد خضعت روايات "الميشناه" للتحليل و الدراسة لاستنباط الأصول و الأحكام بما يماثل الفقه عندنا.. فأما هذا فأسموه "الجمارا", و الاثنان يكونان التلمود و هو عندهم المصدر الثاني للتشريع بعد التوراة.. فهو من الأهمية عندهم بمكان حتى أنهم جعلوا من التوراة و التلمود مصدران متكاملان لا ينفصلان في شريعتهم.. و السؤال هنا.. ماذا إذا خرج عليهم أحدهم في زماننا هذا و قال لهم أن التلمود ليس وحيا من عند الله تعالى بل إكتتبه بشر مثلهم.. ألا يُكفر و يُجهل من خاصة الناس و عامتهم.. !!؟, ألا يحتجون عليه و يستشهدون بالملايين من الأسلاف و فيهم من الأحبار و الحاخامات و كبار العلماء ما فيهم.. !!؟, ألا يقولون له انك مبتدع و انك تخالف إجماع شعب الله المختار.. !!؟, ألا يقولون و يقولون و يقولون..

    الزميل أبو علي الفلسطيني
    -"لو كان ما تقول صحيحا.. فلماذا لا نجد اختلافا بين ما احدثته اهل السنة بزعمك في دين الله وبين كتاب الله؟؟ " : من أين أبدا لك زميلي العزيز.. من أين أبدا و من أين أُنهي لترى و تتيقن أن من يُنكر الخلاف كمن ينُكر الوجود.. أمن الحدود كالردة و الزنا اللذان قُتل و يُقتل بسببهما الألوف من الناس ظلما و عدوانا باسم السنة.. أم من أحكام المواريث و تعطيل آيات الوصية للوارث باسم السنة.. أم من الزواج و تحريم ما لم يحرمه رب العالمين من النساء في كتابه باسم السنة.. أم من تجويز الزواج من الصبيات و إطلاقه بلا تحديد لسن و لا لعُمر باسم السنة.. أم من منع و تحريم الاختلاط و تفاعل الناس بعضهم ببعض رجالا و نساء بالضوابط المتعارف عليها و تجريم هذا باسم السنة.. أم من نسخ آيات كتاب رب العالمين و تعطيلها خاصة تلك التي تدعوا لحسن الجدال وقول الحسنى للناس و الدعوة باللتي هي أحسن بل و الخوض في المقدس من الدين باسم السنة.. أم من تكفير عامة الناس من أهل الكتاب و غيرهم من الأمم و قتالهم إن أمكن ذلك لفرض دين الله تعالى عليهم كُرها و عدوانا باسم السنة.. أم من الجهاد الذي جعله الله تعالى دفاعا عن المستضعفين في الأرض من النساء و الشيوخ و الولدان و رد العدوان و جعلوا منه عدوانا على الناس و إكراه على الدين بل و استباحوا به النفس و المال و العرض باسم السنة.. أم من العقائد الفاسدة التي تدعوا إلى الاتكال و الاغترار بالشفاعة و الخروج من النار باسم السنة.. ام تلك العقائد التي ملأت فكر الناس من المهدي و المسيح إلى الدجال بمعجزاته التي تضاهي معجزات الأنبياء إلى عذاب القبر و ثعبانه الأقرع المخيف باسم السنة.. من أين أبدا لك زميلي العزيز و من أين أُنهي.. !!؟, كل هذا مردود بكتاب الله تعالى و لو شئت زميلي لجئناك بالتفصيل و البيان على كل ما سبق و لزدناك عليها..
    - "ثم الادهى في كلامك ان الامة التي ادعت لنفسها انها خير امة واحبها الى الله تعالى ادعت ذلك بنص كتاب الله تعالى "اي من المصدر الذي لم يتغير" فما هذا التناقض؟" : ولك هذا السؤال زميلي.. هل الخيرية التي ذكرها الله تعالى في قوله "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.." تُجيز لهته الأمة أن تدعي ما يُنكره و يذمه كتابها المقدس الذي لم يتغير و لم يتبدل على غيرها من الأمم.. فهل يجوز لها أن تدعي :
    * أن الجنة حكرا عليهم.. و قد قال هذا أهل الكتاب من قبلهم و أنكره كتاب الله تعالى..
    * أن ليس منهم من يخلد في النار و سيُشفع لهم وحدهم مهما بلغت أعمالهم سوءا.. و قد قال هذا أهل الكتاب من قبلهم و أنكره كتاب الله تعالى..
    * أن غيرهم من الأمم كُفار وجبت عليهم الجحيم خالدين فيها.. و قد قال هذا أهل الكتاب من قبلهم و أنكره كتاب الله تعالى..
    هل يجوز أن نفهم هذه الخيرية بهذا المنطق من المحاباة و العنصرية و تعظيم الذات و الغلو في الدين الذي و قع فيه أهل الكتاب من قبلنا و أنكره عليهم كتاب الله تعالى المصدر الذي لم يتبدل.. أم أن الخيرية التي يجب أن نفهمها بكل فطرة سوية و سلاسة و بساطة و عدل هو ما جاء في الآية نفسها "..تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.." فتكون بهذا مرتبطة بالإيمان و العمل و حدهما في كل الملل و النحل و نفهمها على أنها أوامر من ربنا عز وجل "تَأْمُرُونَ" و "تَنْهَوْنَ" و "تُؤْمِنُونَ" ليبلغ بنا المطاف إلى خير امة ان نحن طبقنا تلك الأوامر.. و هذا ما أكده كتاب رب العالمين "لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)" (النساء)
    -"فرق كبير بين عادات النبي صلى الله عليه وسلم وأموره البشرية التي يشترك فيها مع جميع الناس وبين ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم كتشريع ..." : جميل.. و نحن نقول هذا أيضا.. و لكن.. سؤال بسيط أخر قد نختلف على جوابه.. هل يملك النبي الكريم أن يُشرع من تلقاء نفسه.. و إن شرّع فهل بوحي من السماء أم اجتهادا منه عليه السلام بصفته قائدا و حاكما و إماما على قومه في بيئته و زمانه ولا ينسحب هذا على دين الله تعالى الخالد لكل زمان و مكان.. و إن ملك التشريع بوحي السماء فلماذا لم تُدون على الأقل الشرائع التي لم تأتي في الكتاب.. ألم ينزل الكتاب تبيانا لكل شيء يهم الناس في دينهم شريعة و عقيدة يلزمهما البيان.. "..وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ", فأين بيان هذه الشرائع و العقائد في الكتاب.. لماذا نجعل من دين الله تعالى شطرين.. شطر بعقائده و شرائعه محفوظ في كتاب الله تعالى الذي لا ريب فيه و شطر في كتب البشر بمذاهبهم و ميولهم وظنونهم و أمانيهم نختلف حتى على ثبوته..!!؟, ثم هل يملك فعلا رسولنا الكريم أن يُشرّع إن كان لا يستطيع عليه السلام حتى التشريع لنفسه في دين الله تعالى.. !!؟ "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (التحريم 1).
    -"ما كتبته أيدي الناس أيها الفصيح هو ما طبقه النبي صلى الله عليه وسلم فعلا وبينه من مناسك الكتاب .. فما هذا التناقض أيضا؟؟" : عذرا زميلي العزيز.. ربما أخطأتَ في هذا.. فلو كان ما كتبته أيدي الناس هو ما طبقه الرسول عليه السلام وبينه من مناسك الكتاب لما اختلفنا أبدا.. فهذه هي السنة التي نؤمن بها نحن و لا ننكرها.. و لكنكم زميلي تقولون ما كان أكبر و أعظم من هذا.. إنكم لتقولون أن القران أحوج للسنة من السنة للقران.. فأضحى القران فرعا هو أحوج إلى الأصل الذي كتبته أيدي الناس.. وتقولون أن السنة مكملة للقران.. فأضحى القران ناقصا يحتاج لإكماله و تمامه لما كتبته أيدي الناس.. و تقولون أن القران مُبهم غير مبين.. فأضحى القران غامضا لا يكاد يُبين يحتاج لشرحه و بيانه لما كتبته أيدي الناس.. و تقولون و تقولون..

    الزميل د. هشام عزمي
    -"المسألة ليست فقط في قبول المتواتر ..بل ينبغي لنا أن نقبل كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يتواتر.. " : المسألة الحق زميلي المحترم ليست في القبول من عدمه.. و إنما هل ثبت هذا عن النبي عليه السلام أم لا.. و قبل هذا و الأهم منه.. هل هذا من وحي السماء أم لا.. فلا يمكن أن نجعل من اجتهاده عليه السلام في عصره وحي من السماء لكل العصور..
    -"فقد تواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرسل الرسل لتبليغ الأحكام وتفصيل الحلال والحرام ..وكان نقلهم أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الآحاد ..فلولا أن أخبار الآحاد حجة لما أفادت التبليغ بل تصير تضليلاً ..!!" : زميلي العزيز.. هل الذين أرسلهم النبي عليه السلام قد بلّغوا عنه أفرادا قلائل أم أنهم حرصوا على تبليغ اكبر قدرٍ من الناس.. هل سيكونون قد بلغوا ما كُلفوا به على أتم وجه لو أنهم ما بلغوا إلا فلان و فلان و تركوا العامة من الناس و قد لزمَ تبليغهم.. هل مسألة الحرام و الحلال لا تهم إلا فلان و فلان أمّا العامة من الناس فليس لهم إلا أن ينتظروا حتى يسمعوا من هذا او ذاك أو ربما لا يسمعوا أبدا.. والله لن نظن هذا برُسل محمد عليه السلام إلى أقوامهم و ما نحسبهم إلا أنهم بلغوا الخاصة و العامة من الناس فكيف نظن هذا برسول الله تعالى و قد بلغ على أكمل وجه اكبر قدر من الناس قد استطاع إليهم سبيلا.. كيف يخُص عليه السلام فلان أو فلان ببعض ما جاءه من الوحي كُلف بتبليغه من ربه للناس جميعا.. !!؟, هذا وربي لتقصير يُتهم به عليه السلام ربما عن غير قصد و لا نظن نحن برسولنا الكريم إلا خيرا..
    ثم يا زميلي المحترم.. حجة السفراء الذين أرسلهم النبي الكريم إلى أقوام في عهده عليه السلام و اتخاذها دليلا و برهانا على جواز قبول خبر الآحاد مردودة جملة و تفصيلا و مرفوضة عقلا و منطقا.. فالقول أن أخبار هؤلاء السفراء كانت آحاد حجة اوهن من بيت العنكبوت.. فكيف نقول زميلي العزيز عن خبر لقوم جاء به احدهم انه آحاد و الخبر نفسه معلوم و معروف لدى الألوف من الناس عند أقوام أخرى.. بل و أن مصدر الخبر ذاته و مرجعه و هو الرسول عليه السلام لا يزال قائما بينهم يرجعون إليه إن أرادوا الاستبيان.. المسالة نسبية و لا يجوز أبدا إطلاقها على الدين كله زميلي.. فالخبر أحاد بالنسبة إلى قوم و لكنه ليس كذلك أبدا بالنسبة إلى أقوام أخرى وهنا مربط الفرس.. فلا يجوز أبدا أن نعمم و نقول بعد ذلك بأنه خبر أحاد.. وبهذا يكون القياس باطلا من أساسه.. فالآحاد في دين الله تعالى (و هو الوحي) لا تُقبل إلا من رسوله الكريم فهو مصدر الدين الأول و الأخير و إلا لأصبح الأمر عبثا و لأصبح الكل يدعي بما شاء فتُخلق المذاهب والطوائف و الملل بهذا و تتعدد مصادر الدين لتنقسم بين رسل الله تعالى و بين غيرهم من الناس باسم الآحاد.. فنساوي بهذا بين ما جاءت به رسل الله تعالى من شرائع و بين شرائع البشر.. و لنا في تاريخ النصرانية و تحولها من التوحيد إلى الثالوث في قصة المدعي بولس الرسول خير دليل..
    أما ما جاء في أخر كلامك عن الإسناد و طرائقه زميلي فلا نختلف على أن من وضعوا هذه الأسس قد اجتهدوا في زمانهم بما قدروا عليه.. ولكن.. ليس هذا صلب الخلاف زميلي مع أن لنا مآخذ كثيرة على هذا.. يكفي أنهم لم يتفقوا حتى على تعديل و تجريح الرجال.. فالمعدلُ عند بعضهم مجروحا عند بعضهم الأخر و لك أن تعكس المعادلة زميلي لتجدها صحيحة.. لب الخلاف زميلي في هذا السؤال : هل ترك الله تعالى بعضا من شرعه للناس يختلفون حول ثبوته متخذين في هذا علما يختص به وحده عز وجل.. !!؟, أليس الله تعالى هو الذي يعلم و حده ما في الأنفس و ما تخفي الصدور.. !!؟, ألم ينهنا ربنا عن تزكية بعضنا بعضا فهو وحده الأعلم بحال العباد الذين أنشأهم و هو اعلم بمن اتقى "..هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى".. فكيف زميلي العزيز ينهى ربنا عز و جل عن تزكية الأنفس التي لا يعلم حالها إلا هو سبحانه ثم يُتخذ من هذا علما يُزعم انه السبيل الحق لإكمال كتاب الله تعالى.. نخالف كتاب رب العالمين لنُكمّله.. أليس هذا عجيب.. !!؟

    الزميل ابن عبد البر
    -"مقالك هذا لا جديد فيه، اللهم بعض التلوين فقط" : و هل ادعينا زميلي المحترم أننا جئنا بجديد.. و حتى التلوين لا جديد فيه.. لسنا ندعوا إلا لإعادة التدبر و التفكر في كتاب الله تعالى بعيدا عن ما سواه..
    -"اما محتواه فنوقش ضمنا وإفرادا في هذا المنتدى وتجد طرفا منه في مشاركاتي المنثورة على صفحات هذا المنتدى" : و لهذا زميلي أردنا أن نختصر الجهد و الوقت بالبحث فيما تناثر هنا و هناك من الموضوع نفسه و إعادة طرحه بكل جوانبه..
    -"فالسنة عندنا قولية وفعلية وتقريرية، ولا نخص الفعل فقط، ونأخذ بكل ما صح سندا ومتنا سواء كان متواترا أو آحادا أو مشهورا" : وهذا هو الخلاف بيننا.. فالسنة القولية عندكم تكمل القران و القران عندنا كامل تام لا يحتاج لمن يكمله ناهيك عن الاختلاف بينهما..
    -"..وما صدر عنه بحسب تجربته في أمور الحياة والتجارة وتنظيم الجيش لا يدخل بالضرورة في باب التشريع، فالسنة لا تكون مصدرا للتشريع إلا إذا قصد بها ذلك" : هذا في علم الأصول زميلي الذي يبحث عن الأحكام و تأصيلها من الروايات.. أما المحدثون فلا يفرقون بين هذا و ذاك في تعريفهم للسنة.. فهي كل ما ثبت عن رسول الله تعالى قولا و فعلا و تقريرا..
    -"وإن نقل إلينا القرآن الكريم رواية وقولا فلم يستحيل نقل السنة القولية أيضا ؟ أم أن القرآن عندك نقل فعلا ؟", زميلي العزيز.. الأمر ليس كما تصوره أنت.. الأمر ليس مسالة استحالة نقل السنة من عدمها.. ألم يكن من المفروض زميلي أن نجد لهذه السنة القولية بشريعتها و عقيدتها أصلا لها في كتاب الله تعالى.. مجرد جملة في أية.. أو ربما تلميح.. هل يجوز أن نفهم قوله تعالى "و أطيعوا الرسول" أو ذكره تعالى لكلمة "الحكمة" أو "الذكر" في كتابه على أن المراد من هذا شريعة و عقيدة تكاد تشكل دينا جديدا ليست من الكتاب.. !!؟, هل يجوز أن ندعي مالم يأتي به كتاب رب العالمين.. أليس الدين لله تعالى وحده.. فكيف نساوي في دينه تعالى بين كلامه و بين كلام نبيه الكريم و إن ثبت خارج وحي القران العظيم.. !!؟, كيف نساوي بين كلام الله تعالى الأزلي العليم الخبير بما كان و ما سيكون من أحوال عباده في كل مكان و زمان إلى يوم و الدين و بين كلام نبيه الكريم الذي لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا إلا ما شاء الله و لا يعلم من حال العباد و لا البلاد من بعده و لا من الغيب شيئا.. !!؟, أيجوز بعد هذا أن ندعي أن كلام النبي عليه السلام خارج وحي القران هو كمثل كلام الله تعالى شريعة و عقيدة.. !!؟, أليس الأمر عظيما.. !!؟, فهو يتعلق بالتوحيد الخالص لله رب العالمين... هذا ما فهمه الصحابة الكرام و تابعيهم زميلي و هذا ما جعلهم لا يهتمون بتدوين الروايات في زمانهم بعد ما نهى الرسول الكريم نفسه عن هذا.. ولكن هذا الأمر لم يدم على الحال فاحدث من جاء من بعدهم في عهد العباسيين..

    الزميل حفيد
    –"انا عتبي على هذا الحشو الزائد عن الحاجة"! : كم قيل هذا قبلك زميلي و كم اتُخذ منه ذريعة لتجاوز ُاغلب ما يُقال.. !!
    -"يا كاكس هل لك ان تغير هذا النمط المتعب في تقريراتك دوماً" : هذا نمطي و لك نمطك.. وليس لك أن تجعل من الأنماط كلها نسخة حسب هواك..
    -"انا اطلعت على الموضوع اول ما كتب , فلمّا الفيته غثيثاً طويلاً محشوّاً تركته, خير الكلام ما قلّ ودل , افلا تعقل وتتبع" : لا اخفي عليك زميلي العزيز أن هذه المناظرة كانت تقصدك أنت بعدما استفزني أسلوبك في محاورة الزملاء ممن يشاركونني نفس المنهاج تقريبا.. وحسبُهم أنهم أيقنوا ما أيقنا أن كتاب الله تعالى لا يعلوا عليه شيء لا قول و لا فعل و لا رواية و علموا ما علمنا أن القران كامل متكامل تام لا تناقض فيه و لا تضارب و لا ناسخ و لا منسوخ..
    -"ثم ان موضوعك هذا بنقاطه ومحاوره افردت فيه اكثر من مناظرة وفرّ أصحابك منها وراجع مواضيعي لترى بأم عينك" : فهلا تكرمت زميلي العزيز و خُضت فيه كما خاض الزملاء بنقاطه و محاوره..
    -"فلا داعي لهذا التكرار للافكار وماهو الا تحريك لماء راكد عفن ليخرج ريحه! " : فلماذا كررت إذا نفس الموضوع في مناظراتك.. !!؟, وقد صدقت زميلي.. فهو فعلا محاولة بسيطة لتحريك ماءا راكدا عبر قرون و قرون حتى امتلأ شوائبا و عوالقا.. ربما سوف يعود في يوم من الأيام إلى نقاوته و صفاوته و طهارته كما كان في العصر النبوة..
    "وبعد ان رد عليك الأكبار فليس لي الا المتابعة والانصات , بارك الله فيهم وجعلهم أسباب هدايتك .. آمين " شكر الله تعالى سعي الزملاء و هدانا كلنا إلى الحق الذي يريد.. آمين..

    الزميل فهد الثقفي
    -"بارك الله فيك اخي الكريم caxine على اني اختلف معك في بعض الامور" : مشكور أخي العزيز فهد.. فالخلاف لا يفسد للود قضية.. فلربنا نخطيء هنا و نصيب هناك و لكننا على الأقل لم نربط دين الله تعالى بتاريخ أو أقوال أو اجتهاد أو أراء أو خلافات البشر.. البشر يخطئون و يصيبون فنأخذ من هذا أو ذاك ما وافق كتاب الله تعالى و العقل.. فيبقى دين الله تعالى و هو الحق المنزل من الحق سامي فوق العباد..
    -"هذة الاية الكريمة تنسف كل ادعاء بالخلاص ويبين الله سبحانه وتعالى ان المعيار هو العمل" : صدقت زميلي.. بل و كتاب الله تعالى كله يؤكد هذا المعنى.. فلا انساب يوم الدين و لا محاباة و لا أماني و لا ظنون و لا هم يحزنون.. ولكنه العمل بعد الإيمان و ما كسبت الأنفس.. هذا هو عدل الرحمن مع خلقه كلهم فالحمد لله رب العالمين..

    ربي اغفر و ارحم وأنت خير الراحمين

صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: ماهية السنة النبوية و مكانتها من القرآن
    بواسطة ابن سلامة في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 04-07-2014, 07:40 PM
  2. خبر: ماهية الدين
    بواسطة عقل في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-28-2013, 10:22 PM
  3. ماهية العقل ومحله
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-13-2008, 11:33 AM
  4. ماهية العقل ومحله
    بواسطة أبو مريم في المنتدى أبو مريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-05-2008, 06:45 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء