صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 94

الموضوع: من يثبت لي نبوة محمد ؟ -حوار الدكتور حاتم مع القلم الحر

  1. #1

    افتراضي من يثبت لي نبوة محمد ؟ -حوار الدكتور حاتم مع القلم الحر

    من يتقدم من الكتاب المسلمين للحوار فى هذه المسالة ؟
    التعديل الأخير تم 12-02-2004 الساعة 02:39 AM

  2. #2

    افتراضي

    الزميل الفاضل القلم الحر
    أشكرك على تقديرك لي باختياري محاورا لك في هذا الموضوع الذي لا يخفى عليك أنه على قدر بالغ من الأهمية. وأهميته تستلزم منا إعطاءه ما يستحق من جهد وإمعان بحث وتفكير. ومن خلال قولك بكونك تؤمن بوجود الله ، أحدس أنك فعلا شخص يبحث عن الحق.
    فاعلم أيها العزيز أن طرق موضوعنا يحتاج إبتداء إلى تجزئته إلى سلسلة موضوعات منتظمة ستخلص بي وبك في النهاية إلى إيضاح مسألة النبوة وإدراك أدلتها ، ،، وموضوع كهذا يستحق أن نعطيه وقته ،وإذا كنا صادقين في بحثه بجميع تفصيلاته فقد يمتد الحوار فيه شهور ا وليس مجرد أياما ، وسيكون إن شاء الله مفيدا لنا جميعا.

    لذا أرى أن تقترح ما يناسبك في الحوار هل يكون حوارا ثنائيا فقط بيني وبينك.
    أم حوارا مفتوحا يمكن أن يشارك فيه من الزملاء الدينيين واللادينيين؟
    هل يكون عبارة عن مداخلات مطولة يعرض فيها كل منا وجهة نظره.(أنظر مثلا الصيغة التي اعتمدناها أنا والزميل القبطان في حوار الألحاد والأيمان).؟ أم حوارات حرة يتم فيها التحادث والتجادل بفقرات متبادلة تترى متناولة جزئيات الموضوع واحدة تلو أخرى؟
    هل تقترح مباحث معينة في مسألة النبوة ليصار إلى بحثها.؟
    أم أقترح أنا ؟
    أرجو أن تحدد الأسلوب الذي يناسبك .
    وإن شاء الله نصل إلى نظم حوارنا بشكل مثمر.

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم3
    الزميل الفاضل القلم الحر
    أشكرك على تقديرك لي باختياري محاورا لك في هذا الموضوع الذي لا يخفى عليك أنه على قدر بالغ من الأهمية. وأهميته تستلزم منا إعطاءه ما يستحق من جهد وإمعان بحث وتفكير. ومن خلال قولك بكونك تؤمن بوجود الله ، أحدس أنك فعلا شخص يبحث عن الحق.
    فاعلم أيها العزيز أن طرق موضوعنا يحتاج إبتداء إلى تجزئته إلى سلسلة موضوعات منتظمة ستخلص بي وبك في النهاية إلى إيضاح مسألة النبوة وإدراك أدلتها ، ،، وموضوع كهذا يستحق أن نعطيه وقته ،وإذا كنا صادقين في بحثه بجميع تفصيلاته فقد يمتد الحوار فيه شهور ا وليس مجرد أياما ، وسيكون إن شاء الله مفيدا لنا جميعا.

    لذا أرى أن تقترح ما يناسبك في الحوار هل يكون حوارا ثنائيا فقط بيني وبينك.
    أم حوارا مفتوحا يمكن أن يشارك فيه من الزملاء الدينيين واللادينيين؟
    هل يكون عبارة عن مداخلات مطولة يعرض فيها كل منا وجهة نظره.(أنظر مثلا الصيغة التي اعتمدناها أنا والزميل القبطان في حوار الألحاد والأيمان).؟ أم حوارات حرة يتم فيها التحادث والتجادل بفقرات متبادلة تترى متناولة جزئيات الموضوع واحدة تلو أخرى؟
    هل تقترح مباحث معينة في مسألة النبوة ليصار إلى بحثها.؟
    أم أقترح أنا ؟
    أرجو أن تحدد الأسلوب الذي يناسبك .
    وإن شاء الله نصل إلى نظم حوارنا بشكل مثمر.
    مرحبا بك اخى حاتم

    اقترح ان يكون الحوار ثنائيا بينى و بينك

    كما اقترح ان تكون الردود مركزة و غير مطولة .

    و اترك لك اقتراح المباحث التى ترى ان نبحثها .

    و قد كنت افكر فى نقل الحوار الى شبكة اللادينيين فهم هناك احوج الى مثل هذا الحوار المهم , فما رايك مع تقديرى التام لهذا المنتدى الطيب

    و تحياتى لك و لسائر الاخوة الكرام .

  4. #4

    افتراضي

    الأخ الفاضل القلم الحر
    تحية طيبة وبعد

    قلتم
    قد كنت افكر فى نقل الحوار الى شبكة اللادينيين فهم هناك احوج الى مثل هذا الحوار المهم , فما رايك مع تقديرى التام لهذا المنتدى الطيب
    في الحقيقة إن منتدى التوحيد له علي دين ، فقد تسجلت فيه منذ أزيد من شهر وليس لدي فيه أي مداخلة معرفية ، إنما مجرد كلمات تبادلتها مع الأخوة الأفاضل في غرفته الأجتماعية وملحوظة عابرة في موضوع موريس بوكاي ،بينما لدي في منتدى اللادينيين ما يقارب 200 مداخلة.
    لذا أنا شخصيا أريد أن أضع بعض أفكاري ومداخلاتي في منتدانا المفيد هذا.
    ثم ثانيا إن منتدى التوحيد هو منتدى ناشئ يحتاج منا جميعا مؤمنين وملحدين ، دينيين ولادينيين إلى دعمه ، حتى يكون موقعا حواريا ناجحا وإضافة نوعية إلى عالم المنتديات الحوارية.
    لذا أفضل أن نتحاور هنا ، هذا بطبيعة الحال إذا لم يكن لديك مانع.
    ----------------
    عندي بعض المشاغل هذا اليوم ، ولكن سأعود إلى البيت حوالي منتصف الليل ، فإذا أجبت دعوتي للحوار ،سأضع أولى مداخلاتي في الموضوع صباح غذ إن شاء الله.
    وسأحرص على أن تكون مداخلتي موجزة ومركزة ، لأن المداخلات الطويلة هي بالفعل متعبة لكاتبها ولقارئها على حد سواء ، كما أن المعارض لها يصعب عليه تدقيق نقده لها في جميع تفصيلاتها.
    إذن مداخلتي في موضوع نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ستكون موجزة بالقدر الذي سيسمح لك بتتبع مختلف استدلالاتي وتمحيصها بالنقد.
    --------------
    و لك وافر التحية والتقدير

  5. #5

    افتراضي

    حسنا عزيزى حاتم لنتحاور هنا

    و انتظر مداخلتك الاولى

  6. #6

    افتراضي

    عزيزي القلم الحر
    إتفقنا إذن
    فإلى غد إن شاء الله.
    وشكرا لك.

  7. #7

    افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين.
    عزيزي القلم الحر ،لم يسبق بيننا حوار حتى أعرف تصوراتك واجتهاداتك ، لذا فبحثي في مفهوم النبوة ودلائلها له أكثر من مدخل منهجي ،يتناسب مع طبيعة المخاطب.
    وقد قرأت لك بعض المداخلات في هذا المنتدى فلاحظت أنك تؤمن بالله.
    لذا يصبح موضوع الاستدلال على وجود الله مستثنى من موضوعنا. لكن إن أردت أن نناقش فيه أمرا ما يمكن أن تقترحه في موضوع منفصل.
    لذا سأنتقل إلى مبحث النبوة.

    الحاصل باحصاء واستقصاء الديانات ،أن الديانات المدعاة سماوية والتي لها رسائل من الله / الخالق ثلاثة هي :
    الرسالة اليهودية والرسالة الأنجيلية والرسالة القرآنية.
    وهنا يمكن أن نسلك سبيلا في البحث نتتبع فيه كل رسالة على حدة بادئين بالتوراة ثم الأنجيل فالقرآن.

    لكن إذا لم يكن لديك أي رغبة في سلوك هذا السبيل وتريد حصر البحث في نبوة محمد - وهذا ما فهمته من سؤالك- يبقى محل الخلاف والنقاش بيننا محصورا في نبوة محمد.
    ومن ثم يتم استثناء موضوع بحث الرسالتين التوراتية والأنجيلية.
    لكن إذا كان ثمة جزئيات بحثية أو استفهامات في موضوع هذين الديانتين يمكنك طرحها في موضوع مستقل ، ومعنا في هذا المنتدى إخوة أفاضل لهم سابق اهتمام وبحث في موضوع الديانات من بينهم الأخ الفاضل الدكتور هشام عزمي حفظه الله.
    إذن يبقى موضوعنا هو نبوة محمد بالتحديد.



    لكن مبحث الاستدلال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، هو أيضا موضوع شاسع نحتاج فيه إلى ترتيب القول على نحو مجزأ نتباحث في كل جزئية على حدة.
    وهذا ما سأفعل حالا ،حيث سأخصص مداخلتي التالية لبحث نبوة محمد مبتدئا من حيث يكون البدء أي من تحديد المفاهيم والمعايير.فأقول وبالله التوفيق :

  8. #8

    افتراضي

    ما هو المسلك المنهجي لبحث موضوع النبوة؟

    إن بحث موضوع النبوة يفترض مسبقا أن محاوري يؤمن بوجود الله. وإلا لا معنى للنبوة – بمدلولها الأصطلاحي لا اللغوي - بدون وجود إله . ومن هنا نقول :
    إن الثابت بالاستقراء أن الكون حادث ، ومنتظم على نحو يثبت وجود خالق قادر عالم .
    ومما هو ملحوظ أيضا أن الكائن الإنساني ينفرد عن غيره من الكائنات الملحوظة بخاصية التفكير العقلي ، بكل ما يعنيه من وجود قدرة على الحكم المعرفي والتمييز القيمي.
    ثم إن السؤال الذي لابد من طرحه ماذا يريد هذا الخالق من خلقه للكون والانسان؟
    الجواب على هذا السؤال يستمد من مجموعة من الأشخاص ثبت أن لديهم إتصالا بهذا الخالق وجاؤوا منه برسائل تنبئنا بما يريده منا.
    لكن ما هو الدليل الذي يحتاجه العقل لكي يقتنع بأن مدعي النبوة صادق لا كاذب ؟
    إن مدعي النبوة هو مخبر عن الله الخالق ،لذا كان لابد له من دليل يقنع به.
    والدليل كان لابد أن يكون معجزة. أي سلوكا يخرق العادة على نحو يعجز عنه الكائن الإنساني. فتتم نسبة القدرة على هذا السلوك إلى غير الإنسان ، ومن ثم يتم تصديق الرسول .

    لذا يقول الأمام الجويني رحمه الله " لا دليل على صدق النبى غير المعجزة . فإن قيل : هل فى المقدور نصب دليل على صدق النبى غير المعجزة ؟ قلنا : ذلك غير ممكن ! فإن ما يقدر دليلا على الصدق لا يخلو إما أن يكون معتادا ، و إما أن يكون خارقا للعادة : فإن كان معتادا يستوى فيه البر و الفاجر ، فيستحيل كونه دليلا ، و إن كان خارقا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداء من فعل الله تعالى ، فإذا لم يكن بد من تعلقه بالدعوى ، فهو المعجزة بعينها " . الارشاد ص 331.

    لذا نلاحظ أن الديانات السماوية كلها كانت معززة عند أنبيائها بمعجزات كأدلة قابلة للتصور والتصديق.
    فالمعجزة إذن هي الدليل على صدق النبي. ومن ثم فبحث نبوة محمد يستلزم النظر في معجزته ، للخلوص إلى تصديقها أو تكذيبها.
    هذا هو إذن المسلك المنهجي الذي ينبغي سلوكه.



    بعد تحقيق ما سبق ننتقل إلى مسألة أخرى متقدمة في البحث. وهي ما معنى المعجزة ؟ ما هي شروطها ؟
    قد عرضنا سابقا إلى شرط خرق العادة ، ونستمر في تدقيق مدلول المعجزة :
    يمكن أن نقول مع الأمام السيوطي إن المعجزة :
    "" أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدى ، سالم عن المعارضة " . ( الأتقان فى علوم القرآن 2 : 116) .
    صحيح قد تجد اختلافا في تحديد مدلول المعجزة عند العلماء بحسب اختلاف وجهات نظرهم واتجاهاتهم في التفكير وأساليبهم المنهجية في المعالجة والتحقيق ، لكن أقول رغم التباينات الدلالية المعطاة لمصطلح المعجزة في كتب أصول الدين ،فإن ثمة مدلولا مشتركا يجمع بينها ، بوصف المعجزة ما به يتحقق صدق الرسول.
    أما من حيث الشروط الواجب توفرها في هذا الذي يتحقق به صدق الرسول يمكن أن نتفق على خرق العادة ، وإعلان التحدي ، وعجز المخاطبين عن المعارضة (أي الأتيان بمثل ما أتى به الرسول).

    إذا اتفقنا على ما سبق يمكن بعد ذلك بحث حقيقة معجزة محمد ، ونختبرها وفق المعايير الشرطية الثلاثة:
    - شرط خرق العادة.
    - شرط إعلان التحدي.
    - شرط عجز المخاطبين عن المعارضة.


    لكن قبل هذا الأختبار نحتاج إبتداء إلى الأنتقال لمعالجة مسألة أخرى هي :
    ما طبيعة معجزة محمد ص وما وجه تمييزها عن باقي معجزات الأنبياء ؟
    يميز علماء أصول الدين بين نوعين من المعجزات : حسية ومعنوية.
    فالمعجزات الحسية كمعجزات موسى ( العصا- اليد---) ، ومعجزة عيسى (إحياء الموتى ، وإشفاء الأبرص ...) ،لكن هذا النوع من المعجزة يبقى محصورا عند من شاهدها أو عند من تناقل إليه الخبر بطريق متواتر يجزم بعدم إمكان الشك فيه.
    ثم ثمة معجزة معنوية لا حسية ، وهي ما يؤكد علماء الأصول أنها المعجزة التي اختص بها سيدنا محمد ، ألا وهي معجزة القرآن.
    وهنا يطرح السؤال ما السبب في كون أكثر معجزات بني إسرائيل حسية ، بينما معجزة النبي ص معنوية؟؟؟
    يقول الأمام السيوطي رحمه الله مصنفا المعجزة هي "إما حسية و إما عقلية . و أكثر معجزات بنى إسرائيل كانت حسية لبلادتهم و قلة بصيرتهم . و أكثر معجزات هذه الإمة عقلية لفرط ذكائهم و كمال افهامهم ، و لأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذوو البصائر ".
    وأرى شخصيا أن التفسير الصحيح ليس قضية بلادة أو ذكاء. بل يمكن أن تتناول من وجهة أخرى حيث أنه يمكن القول أن الطبيعة السيكولوجية لليهود – وللشعوب والجماعات طبائع مشتركة تماما كما للأفراد- طبيعة حسية ، لذا كانت المعجزات التي تم تعزيز أنبياء بني إسرائيل بها حسية مادية.كما أن البشرية في زمن نزول التوراة والأنجيل كانت في عمومها تنهج منهجا حسيا في التفكير ، ولم تكن قد ترقت في مراتب التفكير إلى مستوى ما يقتضيه حس التجريد.
    لكن الاسلام مع محمد كان موضوعا ليكون ديانة خاتمة ، ومن ثم ينبغي أن تكون المعجزة مستمرة ، وهذا مما لا يتحقق بمعجزة حسية تخرق عادة كونية ،فلا يراها إلا المشاهد الحاضر ،بل لابد من معجزة معنوية تخاطب الأنسان في مختلف لحظات تطوره.
    وتلك المعجزة هي القرآن.
    كما أن طبيعة المعجزة الأسلامية تفيد ضمنيا انتقال البشرية إلى طور جديد ، طور إقرأ ، طور الرشد والتفكير العقلي.
    أجل ثمة معجزات من قبيل الطبيعة الحسية تم تعزيز النبي ص بها ، لكن معجزته الأساسية تبقى هي القرآن.
    لكن ما الدليل على صحة كون المعجزة المحمدية هي القرآن؟هل قال محمد بذلك ، أم أن هذا مجرد استنتاج من قبلنا أو من قبل العلماء؟
    إن الدليل على ذلك نجده صريحا في القرآن نفسه حيث يقول مجيبا مشركي قريش الذين طالبوا بآيات / معجزات مادية حسية :"وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه، قل إنما الآيات عند الله و إنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم} (50 ،51- العنكبوت).
    كما أن النبي ص يؤكد نوعية المعجزة التي اختص بها حيث يقول :
    "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً" رواه البخاري .

    نأتي الآن إلى المعايير الثلاثة التي يجب اختبار المعجزة بها:
    قلنا إن المعجزة لابد أن تقرن بشرط التحدي.وإلا لم تسم معجزة تصديقية.
    فهل تحقق هذا الشرط لمحمد؟
    أجل . فقد جاء التنزيل القرآني بتحد سافر يتلو بعضه بعضا :
    ففي البداية جاء بخطاب يتحداهم بنبرة أشعرتهم بقوة مصدر التحدي ،حيث لم يتحد قبيلته فقط ، ولا حتى جميع قبائل العرب بل جاء بخطاب أوسع في لغة التحدي ،حيث قال :
    {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} (88 -الإسراء).
    ولم تأت استجابة للتحدي .
    فجاء بتحد آخر فيه اقتدار على مزيد من إظهار عجز المتحدى – بفتح الدال وتشديدها- حيث قال :
    {أم يقولون افتراه، قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله} (13، 14- هود).
    وهنا إظهار للعجز على نحو أكثر سفورا ،فهو لم يطالبهم بأن يأتوا بالقرآن بل فقط بعشر سور مثله.
    ولم يأت الرد!!!!!
    وإمعانا في إظهار إعجاز المتحدى ، جاءت آية أخرى بأقسى مما سبق :
    {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} (23- البقرة).

    ما دلالة هذا التحدي ؟
    لكي ندرك دلالته جيدا. يجب أن نستحضر شيئا من تاريخ العرب ، وخاصة تاريخهم الثقافي ،فقد كانت القبائل تتبارى في سوق عكاظ بمعارضة القصائد ، وكانت تعقد محاكمات للتفاضل بين الشعراء . ولم يقل شاعر بأن قصيده لا يمكن أن يؤتى بمثله أو بأفضل منه.
    لكن محمد الذي لم يسبق أن سجل التاريخ أنه كان لديه إلمام أو تجربة شعرية ، بل لم يسجل التاريخ أنه تبارى يوما في عكاظ أو غيرها بنص شعري ، هذا الرجل يأتي بنمط من القول جديد في سبكه وصياغته . ثم لا يتحدى بلغاء وشعراء قبيلته فقط ، ولا يذهب إلى مجلس معارضة شعرية ليبز من حضر فيها فقط ،بل يعلن التحدي سافرا جامعا مانعا للجميع قائلا فأتوا بسورة من مثله.
    من هنا ندرك أن هذا التحدي كان جارحا لكبرياء قريش ولكبرياء العرب.بل أسقطها في الحيرة من أمر هذا القول الفريد في أي جنس من أجناس القول ينبغي تصنيفه ، أجل إنهم عجزوا عن تصنيفه بله الأقتدار على الرد عليه. وهنا أورد لك الحادثة المشهورة للوليد مع الرد القرآني عليها :
    جاء في الروض الأنف :
    "ثم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش - وكان ذا سن فيهم وقد حضر الموسم فقال لهم يا معشر قريش ، إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ، ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا رأيا نقول به قال بل أنتم فقولوا أسمع قالوا : نقول كاهن قال لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه قالوا : فنقول مجنون قال ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته قالوا : فنقول شاعر قال ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر قالوا : فنقول ساحر قال ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
    قال والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناة .. وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا : ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته . "
    ويصور القرآن هذه الحيرة تصويرا غاية في البلاغة ، وكأنك تلمس حسا هذه الأختلاجات النفسية القلقة التي انتابت الوليد إزاء تصنيف القرأن ، ثم جحوده بعد علمه بكون آيات القرأن ما هي من قول شاعر ولا مجنون :
    " ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ، سأرهقه صعودا ، إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر " .

    وعود إلى التحدي . فأقول :
    لقد تحقق في المعجزة إذن شرط التحدي و العجز عن الرد!!
    وهكذا اجتمع في المعجزة القرآنية شرط التحدي والسلامة من المعارضة.
    لكن تلاحظ مما سبق أنني لم أختبر المعجزة القرآنية إلا بالشرط الثاني والثالث:
    أي شرط التحدي.والسلامة من المعارضة.
    وقد نجحت المعجزة القرآنية في الأختبار ،إذ ثبت وجود التحدي. كما ثبتت سلامتها من المعارضة .
    ستقول لي قد قفزت عن الشرط الأول وهو خرق العادة. اللهم إلا من مثال حيرة قريش في تصنيف القرآني حيث خرق عوائدها وأنماطها في الكلام.
    لذا قد تسألني هل تكتفي بخرق العادة بما سبق؟
    أقول لا
    بل إن بحث موضوع خرق العادة مبحث أعمق وأوسع مما سبق ،بل عليه يستند كل موضوعنا ، وهو إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.لذا فبحث ما في القرآن من معطيات أسلوبية ومعرفية هو ما يجب أن يكون موضوع
    ما نستقبل من محادثات بيننا . إذا اتفقنا على مفهوم المعجزة ومعاييرها.
    لذا أنتظر رأيك فيما سبق . لننتقل معا إلى ما يتلوه.
    لكن لا أريد أن أفرض نظام تفكيري عليك . بل يمكن أن تقترح ما تراه أنسب .
    وأسأل الله لي ولك التوفيق.

  9. #9

    افتراضي

    الاخ حاتم

    اتفق معك فى ان المطلوب لاثبات صدق مدعى النبوة هو ان ياتى بمعجزة
    و القرآن يبين ضرورة المعجزة لصحة النبوة .

    فالقرآن يسمى المعجزة " سنة الأولين " التى لا تبديل لها و لا تحويل
    " فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا " ( فاطر 43 ) .
    و القرآن يسمى المعجزة أيضا " السلطان المبين " من الله لتأييد أنبيائه : " و لقد أرسلنا موسى بآياتنا و سلطان مبين إلى فرعون و ملئه " ( هود 96 – 97 ) ،
    فالمعجزة هى السلطان المبين من الله لصحة النبوة . و الناس فى كل زمان لا تؤمن بنبوة إلا بسلطان المعجزة المبين :
    " قالت رسلهم : أفى الله شك ، فاطر السماوات و الأرض ، يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجل مسمى قالوا : إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا : فأتونا بسلطان مبين " ( ابراهيم 10 ) .

    بعد تحقيق ما سبق ننتقل إلى مسألة أخرى متقدمة في البحث. وهي ما معنى المعجزة ؟ ما هي شروطها ؟
    قد عرضنا سابقا إلى شرط خرق العادة ، ونستمر في تدقيق مدلول المعجزة :
    يمكن أن نقول مع الأمام السيوطي إن المعجزة :
    "" أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدى ، سالم عن المعارضة " . ( الأتقان فى علوم القرآن 2 : 116) .
    صحيح قد تجد اختلافا في تحديد مدلول المعجزة عند العلماء بحسب اختلاف وجهات نظرهم واتجاهاتهم في التفكير وأساليبهم المنهجية في المعالجة والتحقيق ، لكن أقول رغم التباينات الدلالية المعطاة لمصطلح المعجزة في كتب أصول الدين ،فإن ثمة مدلولا مشتركا يجمع بينها ، بوصف المعجزة ما به يتحقق صدق الرسول.
    أما من حيث الشروط الواجب توفرها في هذا الذي يتحقق به صدق الرسول يمكن أن نتفق على خرق العادة ، وإعلان التحدي ، وعجز المخاطبين عن المعارضة (أي الأتيان بمثل ما أتى به الرسول).

    إذا اتفقنا على ما سبق يمكن بعد ذلك بحث حقيقة معجزة محمد ، ونختبرها وفق المعايير الشرطية الثلاثة:
    - شرط خرق العادة.
    - شرط إعلان التحدي.
    - شرط عجز المخاطبين عن المعارضة.
    اتفق معك فى ان شرط المعجزة ان تكون خارقة للعادة او بعبارة ادق : خارقة لنواميس الطبيعة .كاحياء الميت و تحويل العصا الى ثعبان ..
    اما شرط التحدى بها و عجز المخاطبين عن المعارضة فلا اعتقد انه شرط للمعجزة , فالمعجزة الحقيقية لا يحتاج ادراك اعجازها الى انتظار ان يتم التحدى بها ثم عجز المخاطبين بها عن قبول التحدى
    المعجزة الحقيقية يدرك اعجازها بالبديهة و بمجرد النظر اليها .
    و على اى حال لنمضى فى البحث دون اطالة فى هذه المسالة فالمهم ان يتحقق شرط خرق العادة و هذا كاف باتفاقنا لاثبات المعجزة .

    نأتي الآن إلى المعايير الثلاثة التي يجب اختبار المعجزة بها:
    قلنا إن المعجزة لابد أن تقرن بشرط التحدي.وإلا لم تسم معجزة تصديقية.
    فهل تحقق هذا الشرط لمحمد؟
    أجل . فقد جاء التنزيل القرآني بتحد سافر يتلو بعضه بعضا :
    ففي البداية جاء بخطاب يتحداهم بنبرة أشعرتهم بقوة مصدر التحدي ،حيث لم يتحد قبيلته فقط ، ولا حتى جميع قبائل العرب بل جاء بخطاب أوسع في لغة التحدي ،حيث قال :
    {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً} (88 -الإسراء).
    ولم تأت استجابة للتحدي .
    فجاء بتحد آخر فيه اقتدار على مزيد من إظهار عجز المتحدى – بفتح الدال وتشديدها- حيث قال :
    {أم يقولون افتراه، قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله} (13، 14- هود).
    وهنا إظهار للعجز على نحو أكثر سفورا ،فهو لم يطالبهم بأن يأتوا بالقرآن بل فقط بعشر سور مثله.
    ولم يأت الرد!!!!!
    وإمعانا في إظهار إعجاز المتحدى ، جاءت آية أخرى بأقسى مما سبق :
    {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} (23- البقرة).

    ما دلالة هذا التحدي ؟
    اتفق معك فى تحقق شرط التحدى . فقط !
    اما شرط خرق العادة و خرق النواميس الطبيعية فانتظر ان توضح لنا كيف يكون القران خارقا للنواميس الطبيعية ؟
    هل الكلام الفائق بلاغيا يكون خرقا لنواميس الطبيعة ؟
    اى لو فرضنا ان القران فى قمة البلاغة و انه لا يوجد اى كلام يضارع بلاغته فهل هذا حجة على انه خارق لنواميس الطبيعة ؟ ام يدل فحسب على نبوغ مؤلفه ؟.

    و هناك اشكال هام و هو : ان المعجزة يجب ان يكون اعجازها واضح لكل الناس المطالبين بالايمان بنبوة النبى
    و الذين يمكنهم ادراك الاعجاز البلاغى - على فرض انه موجود - هم بعض العرب
    فماذا عن سائر العرب غير المتخصصين فى البلاغة ؟
    و ماذا عن غير العرب ؟!!




    و اما عجز العرب عن معارضة القران , فلدينا اشكالان :

    1- ما الدليل على ان هذا التحدى قد بلغ كافة بلغاء العرب فى زمن محمد ؟
    ان ايات القران فى تلك الفترة لم تكن كلها مشهورة و منشورة بحيث تبلغ كافة بلغاء العرب المعنيين بالتحدى .

    2- لا يوجد دليل قاطع على ان العرب لم يعارضوا القران فى زمن محمد بل يحتمل ان يكونوا عارضوا القران لكن لم ينقل رواة المسلمين ذلك .


    و الذى يدعو للشك فى الامرين السابقين ان هناك من عارضوا القران بالفعل فى زمننا من المسيحيين و غيرهم و الفوا العديد من المعارضات للقران .

    فكيف عجز بلغاء العرب انذاك عن المعارضة بينما تمكن من ذلك من هم ادنى فى البلاغة كنصارى هذا الزمان ؟!!

    و من معارضاتهم :
    سورة الإيمان
    واذكر في الكتاب الحواريين إذ عصفت الريح بهم ليلاً وهم يبحرون (1) إذ تراءى لهم على المياه طيف المسيح يمشي فقالوا أهو ربنا يهزأ بنا أم مسنا ضرب من جنون (2) فجاءهم صوت المعلم ألا تخافوا إني أنا هو أفلا تبصرون (3) فقال قائل منهم ربي مرني إن كنت حقاً هو آتي على المياه إليك عسى أن يُبدل الله شكي بيقين (4) قال فاسع إلي ولتكن للناس آية لعلهم يتذكرون (5) وإذ طفق الحواري يمشي رأى شدة الريح فصاح بربه يستعين (6) فمد بيمينه له فأخذه بها وقال هذا جزاء الممترين (7) وإذ ركب السفينة معه سكنت الريح لتوها فسبح الحواريون بحمده وهتفوا له قائلين (8) أنت هو ابن الله حقاً بك نحن آمنا ولك نخر ساجدين (9) قال طوبى للذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بريب فأولئك هم المفلحون (10

    و تقبل تحياتى .
    التعديل الأخير تم 12-04-2004 الساعة 05:08 AM

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    1,955
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تم فتح موضوع لتعقيبات الاخوة على هذا الموضوع

    http://eltwhed.com/vb/showthread.php?p=2125#post2125

    وسيكون هذا الحوار مقتصراً على الزميلين حاتم3 والقلم الحر .

  11. #11

    افتراضي

    الزميل القلم الحر

    قبل أن أستمر في عرض الاستدلال على نبوة محمدصلى الله عليه وسلم ، عندي رأي واستفسار فيما تفضلتم به.
    قلت :


    اتفق معك فى ان شرط المعجزة ان تكون خارقة للعادة او بعبارة ادق : خارقة لنواميس الطبيعة .كاحياء الميت و تحويل العصا الى ثعبان ..
    هنا نحتاج إلى التوقف قليلا لمناقشة مدلول المعجزة ،وقد توقعت أن ينزلق حوارنا في مسالك فننغمس في نقاش أمور ونحن لم نتفق بعد على مدلول المفاهيم. لذا ستلاحظ أنني حرصت في أول مداخلتي على تحديد المفاهيم والمعايير.

    لماذا أتوقف عند قولك السابق وما وجه الأختلاف بيني وبينك ؟
    دعني أوضح :

    إن "قولك " في تعرييف المعجزة بكونها :

    خارقة لنواميس الطبيعة .كاحياء الميت و تحويل العصا الى ثعبان
    هو تعريف يعبر عن موقف يشبه موقفا قرأته ليوسف درة حداد ، وهو قس مسيحي كتب كتابا ضخما يقارب بجزئيه 900صفحة في نقد نبوة محمد.

    فإذا كنت تتبنى موقفه فلا اعتراض لي ، وأنا مستعد لمناقشته ، لكن دعني أوضح لك المرمى البعيد الذي يريده يوسف حداد بتنصيصه على كون المعجزة يجب أن تكون حسية مثل إحياء الموتى ... إنه يريد بذلك أن يصل إلى كون المعجزة ليست معنوية وبالتالي يجب على المسلم أن يترك الأحتجاج بالقرآن واعتباره معجزة ، ويبحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن معجزات حسية .
    لقد وضع حداد هذه الدلالة للمعجزة ، وصدق نفسه بنفسه ثم انطلق ليتعقب بعض الروايات المتحدثة عن بعض معجزات النبي الحسية ، ليشكك فيها.ويخلص في النهاية إلى المقارنة بين معجزات عيسى عليه السلام والمعجزات الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم.

    وهنا لا أدري ما هو موقفك بالضبط ، هل تعتقد أن المعجزة هي المعجزة الخارقة لعوائد الطبيعة تحديدا؟
    إذا كان الأمر كذلك .
    عندي سؤال :
    ما حقيقة خرق العادة؟

    أليست المعجزة المعنوية في نص كتاب إذا تحقق فيها خرق عوائد البشر في القول ، وعوائد البشر في النبوغ والعبقرية ،فجاء النص بمعطيات يستحيل على طبيعة قدرة البشر في التفكير والصياغة الأتيان بمثلها يكون النص خارقا للعادة.أي خارقا لعادات البشر في التفكير ؟
    فلماذا تحصر خرق الطبيعة في خرق العادة الجارية في الطبيعة المادية ، وتستبعد خرق العادة الجارية في طبيعة التفكير البشري ومحدوديته؟


    نحن كمسلمين نعتقد أن نبي الاسلام له معجزة معنوية أساسية هي القرآن. وله معجزات حسية .
    فاختر لنفسك أي مسلك تريد أن نسلكه في بحث نبوة محمد.
    هل نبحث معجزاته الحسية؟
    إذا اخترت هذا المسلك ،سنحتاج عندئذ إلى الاتفاق على أمور منهجية تتعلق بنقد الخبر ومفهوم قطعية الثبوت.
    إذا اخترت المعجزة المعنوية ،سنحتاج إلى بحث القرآن الكريم لنتحقق هل هو كلام الله أم مجرد إبداع بشري؟

    هذه مسألة تتعلق بتحقيق مفهوم المعجزة هل هي خرق للعادة بإطلاق ، أم هي خرق لعادة حسية مادية بالتحديد والتخصيص.
    أنتظر موقفك منها بوضوح .

    ثم في باقي مداخلتك أعلنت الإتفاق مع ما قلته أنا ، لكن حصل تناقض في قولك أريد الاستضياح منك ،فلعله سهو - وكلنا معرض للسهو والخطأ - حيث قلت :


    اما شرط التحدى بها و عجز المخاطبين عن المعارضة فلا اعتقد انه شرط للمعجزة , فالمعجزة الحقيقية لا يحتاج ادراك اعجازها الى انتظار ان يتم التحدى بها ثم عجز المخاطبين بها عن قبول التحدى
    لكنك بعد هذ الرفض لشرط التحدي رجعت عنه في نهاية مداخلتك حيث قلت :

    اتفق معك فى تحقق شرط التحدى . فقط !
    اما شرط خرق العادة ...
    حقيقة لم أفهم سبب هذ التناقض في التعبير . هل تقصد به أن القرآن الكريم حقق شرط التحدي فقط بالنسبة لمخاطبيه ، وأنه ليس خارقا للعادة .
    أرجو منكم التوضيح
    ولك وافر التحية والتقدير
    التعديل الأخير تم 12-04-2004 الساعة 10:25 PM

  12. #12

    افتراضي

    مرحبا بك اخى حاتم

    إن "قولك " في تعرييف المعجزة بكونها :



    هو تعريف يعبر عن موقف يشبه موقفا قرأته ليوسف درة حداد ، وهو قس مسيحي كتب كتابا ضخما يقارب بجزئيه 900صفحة في نقد نبوة محمد.

    فإذا كنت تتبنى موقفه فلا اعتراض لي ، وأنا مستعد لمناقشته ،
    يوسف الحداد من الكتاب الذين تاثرت بهم و طبيعى ان يظهر هذا الاثر فى كتاباتى فى هذه المسالة , لكن الواقع ان هذا التعريف لم اخذه من الحداد فهناك علماء مسلمين عرفوا المعجزة بانها" خرق لنواميس الطبيعة" و منهم على سبيل المثال العلامة الشيعى ابو القاسم الخوئى الذى اخذت هذا التعريف من كتابه " البيان "
    اما قولى " كاحياء الميت و تحويل العصا الى ثعبا ن" فهى مجرد امثلة ذكرتها و لم اقصد بها ان المعجزة يجب ان تكون حسية
    و لا ادرى لماذا فهمت من كلامى هذا مع اننى لم اعترض مطلقا على تقريرك ان المعجزة قد تكون معنوية او عقلية ؟!
    و قد سرنى انك اطلعت على كتاب الحداد ,لكن لا يعنى ذلك اننى اتبنى كل ارائه بل كنت قد كتبت قبل ترك الاسلام دراسة مطولة فى الرد على بعض ارائه لكن لم اتمها ..

    لكن دعني أوضح لك المرمى البعيد الذي يريده يوسف حداد بتنصيصه على كون المعجزة يجب أن تكون حسية مثل إحياء الموتى ... إنه يريد بذلك أن يصل إلى كون المعجزة ليست معنوية وبالتالي يجب على المسلم أن يترك الأحتجاج بالقرآن واعتباره معجزة ، ويبحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن معجزات حسية .
    لقد وضع حداد هذه الدلالة للمعجزة ، وصدق نفسه بنفسه ثم انطلق ليتعقب بعض الروايات المتحدثة عن بعض معجزات النبي الحسية ، ليشكك فيها.ويخلص في النهاية إلى المقارنة بين معجزات عيسى عليه السلام والمعجزات الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم.

    وهنا لا أدري ما هو موقفك بالضبط ، هل تعتقد أن المعجزة هي المعجزة الخارقة لعوائد الطبيعة تحديدا؟
    إذا كان الأمر كذلك .
    لم افهم من كلامه هذا المرمى البعيد بل هو يقر بان المعجزة قد تكون معنوية كان تكون نبوءة غيبية مثلا .
    و على اى حال انا لا اتبنى كل ارائه و المعجزة فى نظرى ليست حسية فقط و لم اعترض مطلقا على قولك بوجود معجزة عقلية او معنوية المهم ان تكون خارقة لناموس طبيعى كاستحالة ان يعلم انسان الغيب مثلا .

    عندي سؤال :
    ما حقيقة خرق العادة؟

    أليست المعجزة المعنوية في نص كتاب إذا تحقق فيها خرق عوائد البشر في القول ، وعوائد البشر في النبوغ والعبقرية ،فجاء النص بمعطيات يستحيل على طبيعة قدرة البشر في التفكير والصياغة الأتيان بمثلها يكون النص خارقا للعادة.أي خارقا لعادات البشر في التفكير ؟
    فلماذا تحصر خرق الطبيعة في خرق العادة الجارية في الطبيعة المادية ، وتستبعد خرق العادة الجارية في طبيعة التفكير البشري ومحدوديته؟
    اذا ثبت ان هناك نص " يستحيل " ان ياتى بشر بمثله فهو معجز .لكن كيف نثبت هذه الاستحالة هذا ما ينبغى ان نبحثه .
    و لم يرد فى كلامى اى حصر لخرق الطبيعة فى خرق العادة الجارية فى " الطبيعة المادية "

    اين قلت انا ذلك ؟!


    نحن كمسلمين نعتقد أن نبي الاسلام له معجزة معنوية أساسية هي القرآن. وله معجزات حسية .
    فاختر لنفسك أي مسلك تريد أن نسلكه في بحث نبوة محمد.
    هل نبحث معجزاته الحسية؟
    إذا اخترت هذا المسلك ،سنحتاج عندئذ إلى الاتفاق على أمور منهجية تتعلق بنقد الخبر ومفهوم قطعية الثبوت.
    إذا اخترت المعجزة المعنوية ،سنحتاج إلى بحث القرآن الكريم لنتحقق هل هو كلام الله أم مجرد إبداع بشري؟
    هذه مسألة تتعلق بتحقيق مفهوم المعجزة هل هي خرق للعادة بإطلاق ، أم هي خرق لعادة حسية مادية بالتحديد والتخصيص.
    أنتظر موقفك منها بوضوح .
    لنبدا ببحث اعجاز القران ثم نتناول بعد الانتهاء من بحثه مسالة المعجزات الاخرى .

    و المعجزة هى خرق للناموس الطبيعى باطلاق سواء كان ناموسا ماديا او معنويا .


    ثم في باقي مداخلتك أعلنت الإتفاق مع ما قلته أنا ، لكن حصل تناقض في قولك أريد الاستضياح منك ،فلعله سهو - وكلنا معرض للسهو والخطأ - حيث قلت :



    لكنك بعد هذ الرفض لشرط التحدي رجعت عنه في نهاية مداخلتك حيث قلت :


    حقيقة لم أفهم سبب هذ التناقض في التعبير . هل تقصد به أن القرآن الكريم حقق شرط التحدي فقط بالنسبة لمخاطبيه ، وأنه ليس خارقا للعادة .
    أرجو منكم التوضيح
    لم ارجع عن رفضى لشرط التحدى ,و غاية ما هنالك انك ذكرت ان القران تحقق فيه الشروط الثلاثة التى ذكرتها للمعجزة , فقلت بانه لم يتحقق منها غير شرط التحدى الذى ليس شرطا للمعجزة فى اعتقادى ,فلا تناقض فى كلامى .

    و دمتم سالمين .
    التعديل الأخير تم 12-04-2004 الساعة 11:29 PM

  13. #13

    افتراضي

    كتب الزميل القلم الحر

    و المعجزة هى خرق للناموس الطبيعى باطلاق سواء كان ناموسا ماديا او معنويا .
    وقال أيضا
    لنبدا ببحث اعجاز القران ثم نتناول بعد الانتهاء من بحثه مسالة المعجزات الاخرى .
    إذن لنبدأ ببحث إعجاز القرآن الكريم.
    وأبدأ بالتساؤال التالي ما حقيقة الأعجاز القرآني ؟
    ماذا نجد في نص القرآن من معطيات يستحيل على بشر بلوغها مهما سمت عبقريته في التفكير؟
    هذا هو السؤال الذي أحتاج أنا إلى الأجابة عليه مع تقديم الاستدلالات والبراهين.
    وتحتاج أنت عزيزي القلم الحر إلى تمحيص أدلتي ونقدها وردها بالأدلة والحجج أو الأقتناع بها وأخذها.
    لأن بلوغ معطى معرفي جديد ليس دليل إعجاز ،فالفكر البشري في ترقيه وتطوره شهد ميلاد الكثير من العباقرة والمبدعين وهم باقتداراته البشرية وحدها استطاعوا الأتيان بما لم تأت به الأوائل ، فهل ما جاء به محمد هو من نتاج عبقرية بشرية أم فيها شيء آخر يدل على مصدريته الربانية؟

    استفهامات سأحاول الأجابة عليها .
    نظرا لظروف وأعمال أؤجل كتابة مداخلتي إلى يوم الأثنين - بعد غد - بإذن الله.

  14. #14

    افتراضي

    اضافة فى انتظار رد الاخ حاتم ,,

    رايى فى اعجاز القران :

    لم اجد فى القران اى اعجاز لا بيانى و لا علمى .
    و هو موقف اتخذته حتى من قبل ان اترك الاسلام مع اننى كنت احاور المخالفين للاسلام وقتها و احتج عليهم بكلام علماء المسلمين عن اعجاز القران البيانى و عجز العرب عن معارضته ..الخ و كنت اقنع نفسى وقتها بان نبوة محمد تثبتها نصوص الكتاب المقدس التى كنت اظنها تقصده ,اما اعجاز القران فحقيقة لم اجد فيه اى اعجاز حتى اننى كنت افسر النصوص التى يتحدى فيها القران الناس ان ياتوا بمثله بتفسير عجيب لم اجد بدا منه , و هو ان المقصود بهاليس ان ياتوا بحديث مثله يؤلفونه من عندهم ,بل المقصود ان ياتوا بكتاب مثله من عند الله و هو تحدى عجيب لكن قد تحداهم القران بذلك بالفعل فى قوله :""قلْ : فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتّبعْه ، إن كنتم صادقين" (القصص 49)
    اما ان يطالبهم بان يؤلفوا من عندهم حديث مثله فلا شك عندى انهم قادرون على ذلك ,بل فى نصوص الادب العربى نصوص اراها ابلغ و اروع من كثير من ايات القران .
    و هذا ما اقر به علماء المسلمين الذين فسروا اعجاز القران بانه يتمثل فى الصرفة ليس اكثر
    و اقر هؤلاء بان الناس قادرة على الاتيان بمثل القران لو ان الله لم يمنعهم من ذلك جبرا

    قال ابن سنان الخفاجي: «إذا عدنا إلى التحقيق وجدنا إعجاز القرآن، صرف العرب عن معارضته، بأن سلبوا العلوم الّتي بها كانوا يتمكنون من المعارضة في وقت مرامهم ذلك».ثم قال: «إنّ الصحيح أنّ إعجاز القرآن هو صرف العرب عن معارضته، وأنّ فصاحته كانت في مقدورهم لولا الصرف».

    وقال في موضع آخر:
    «متى رجع الإنسان إلى نفسه، وكان معه أدنى معرفة بالتأليف المختار، وجد في كلام العرب ما يضاهي القرآن في تأليفه».
    سرّ الفصاحة، ص 89، وص 217.
    التعديل الأخير تم 12-06-2004 الساعة 09:17 PM

  15. #15

    افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم
    أخي الفاضل القلم الحر
    دخلت يومه اٌلاثنين فوجدت في علبة رسائلي رسالتكم الكريمة التي تقول فيها


    ا
    خى الكريم حاتم

    سعيد بالحوار معك

    و انا بالمناسبة " عبد الله " الذى كان يكتب فى منتدى اللادينيين
    ثم ذهبت إلى منتدى اللادينيين ، فوجدتك فتحت موضوعا تعلن فيه تركك للأسلام حيث قلت :
    قررت بعد معاناة فكرية ان اترك الاسلام

    الامر قد يكون مفاجاة لبعض من عرفونى فى هذا المنتدى مدافعا متحمسا عن الاسلام , و انا شخصيا لا اصدق كيف انتهى بى الامر لذلك ؟!
    وبما أنني كنت من الذين تابعوا مداخلاتك في ذلك المنتدى ، فقد حقق لي الخبر أيضا مفاجأة أنا أيضا ، ليس لأن الارتداد عن الاسلام أمر مستحيل ،بل هو أمر وارد جدا ،،، كما أنني لست من الذين يهتز إيمانهم بكون فلان أو ألف من فلان تركوا الاسلام.. فالأيمان بالاسلام أخي الفاضل مسألة اقتناع وهداية.لكنني حزين لارتدادك نتيجة سابق معرفتي بك. فالأمر هنا فيه بعد وجداني شخصي نتيجة سابق معرفتنا.
    أسأل الله عز وجل لي ولك بحسن الخاتمة.
    وقد كنت أريد وضع مداخلتي هنا استمرارا لحوارنا المثمر إن شاء الله. لكنني أمسك عن ذلك ،لأنني سأخصص نصف يومي غذا أن شاء الله لأراجع كل مداخلاتك في منتدى اللادينيين ، وكذا مداخلاتك في نادي الفكر العربي.
    لأنني أريد أن أعرفك أكثر.
    ولا تظن أنني بهذا أشك في إخلاصك ، أو أنني أزعم أنك قمت بتمثيلية علينا في ذلك المنتدى بانتحال صفة المؤمن ،ثم انقلبت إلى اللادينية.
    ليس هذا هو سبب توقفي عن الاستمرار في الحوار ،بل لأنني كما أسلفت القول ،أريد أن أعرفك أكثر ،لنتمكن من نظم حوارنا في مسلك صحيح.
    وختاما أتمنى لي ولك الهداية وحسن الخاتمة.

صفحة 1 من 7 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من يثبت لى نبوة محمد ؟
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 09:14 PM
  2. إعجاز يثبت نبوة محمد + الرد على مناقضيها
    بواسطة عبدالله العتيبـي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:04 PM
  3. وثائقي يثبت نبوة محمد The absolute truth
    بواسطة The Lord في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-12-2010, 12:57 AM
  4. ((((مشكلة الزميل القلم الحر))))
    بواسطة ومضة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 01:47 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء