صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 94

الموضوع: من يثبت لي نبوة محمد ؟ -حوار الدكتور حاتم مع القلم الحر

  1. #16

    افتراضي

    اخى حاتم

    لا احبذ ان يتحول الحوار و التعليقات عليه الى بحث فى شخصى و نقد له فلا اهمية لذلك .


    و دمتم سالمين .
    التعديل الأخير تم 12-07-2004 الساعة 09:15 PM

  2. #17

    افتراضي

    الأخ الكريم القلم الحر
    إن الدافع إلى عدم طرح مداخلتي التي وعدتك بها راجع كما قلت لك إلى أنني أريد أن أقرأ مداخلاتك السابقة التي كتبتها تحت إسم عبد الله، والقصد من ذلك أنني أريد أن أفهمك أولا وليس لشخصنة الموضوع. فحوارنا هنا هو كما تعلم حوار ثنائي .والمحاورة الثنائية تحتاج إلى أن نفهم بعضنا بعضا أولا .

    لكنك اليوم تقول لي لا داعي لكي أقرأ مداخلاتك في منتدى اللادينيين ، وتلمح إلى أنني إذا أردت ذلك فعلي أن أقرأ مشاركاتك تحت أربعة أسماء ، حيث تقول إنك لم تكن مشتركا في منتدى اللادينيين باسم عبد الله فقط بل لك ثلاث أسماء أخرى شاركت بها هي " القاسم " و " باحث مسلم " و " الحنيف ". وتعلم ولا شك أن هذا مخالف لقانون ذلك المنتدى الذي يوجب على كل عضو أن يتسجل فيه باسم واحد فقط.
    وتعلم ولا شك أن من قام بالتسجيل بأكثر من إسم كانت الأدارة تعاقب فورا بإيقافه. وقد كانت إدارة المنتدى صارمة جدا في تطبيق هذا .
    وحسب معرفتي المتواضعة فالتسجيل بأكثر من إسم من السهل كشفه من قبل إدارة المنتدى . وبالتالي فالشخص الذي يتسجل بأربعة أسماء لابد إما أن يكون من إدارة المنتدى ، وإما أن يدخل من أربعة أماكن أنترنت / مقاهي الأنترنت مثلا ، وإذا فعل هذا فعليه أن يتذكر لكل مقهى الأسم الذي يدخل به المنتدى وإلا سقط في أن يكشف.
    والفرضية الثالثة هي أن يستعمل برنامجا لأخفاء الأيبي ، ومعلوم أن مثل هذه البرامج نسبة الأخفاء فيها ليس مئة في المئة ،فضلا عن سلبيتها الواضحة المتمثلة في إبطاء الأتصال ...

    لا أقول هذا لكي أشكك فيك ،أو لكي أقول إنك من جملة إدارة منتدى اللادينيين ،إنما أعتبرك صادقا ،ولكن أقول ما سبق للأشارة إلى جانب نفسي فيك ينبغي أن تعيه ، وهو انجذاب نفسي نحو التغيير ، وعدم الارتياح إلى الانتظام في فكرة وتوجه واحد . ولعل هذا ما جعلك لا ترتاح إلى الانتظام تحت مسمى واحد في ذلك المنتدى ، ولعلك في منتدانا هذا بأكثر من اسم أيضا.
    ثم قلت بأنك تقلبت في جميع المذاهب الاسلامية من التسنن والأباضية إلى التشيع ،،،فالقضية قد لا تكون قضية عقلية تعالج بمحاورة فكرية بقدر ما قد تكون قضية سيكولوجية ينبغي أن تبحث لها عن معالجة نفسية .
    لذا دعني أراجع مداخلاتك ... وعندي فكرة ستكون جيدة بالنسبة لمحاورتنا ،سأقترحها عليك قريبا.
    وتقبل وافر التحية والتقدير
    التعديل الأخير تم 12-07-2004 الساعة 11:06 PM

  3. #18

    افتراضي

    اخى الكريم

    مسالة التحول من مذهب لاخر لا يمكن ان تحكم عليها حكما عادلا الا اذا عرفت شخصى عن كثب و الاسباب الموضوعية التى كانت تضطرنى لذلك

    و الحديث ذو شجون لكن لا ارى اى اهمية للحديث عن شخصى
    المهم ما ساطرحه من افكار فى الحوار .

    ملحوظة : اغلب مشاركاتى فى اللادينيين كانت باسم " عبد الله " اما الاسماء الاخرى فمشاركاتى بها قليلة جدا , و لم اكتب ابدا باكثر من اسم فى وقت واحد .
    التعديل الأخير تم 12-07-2004 الساعة 11:31 PM

  4. #19

    افتراضي

    قلت في مداخلتي السابقة
    لذا دعني أراجع مداخلاتك ... وعندي فكرة ستكون جيدة بالنسبة لمحاورتنا ،سأقترحها عليك قريبا.
    بالنسبة للقارئ الذي يتابع حوارنا هذا فإنني كنت أقصد بما سبق أنه نظرا لمعرفتي بالزميل الفاضل القلم الحر في منتديات أخرى تحت مسمى عبد الله ، فقد قمت قبل ساعات باقتراح نقل حوارنا هذا إلى مراسلات خاصة عبر الأيميل ، وذلك لأن الحوار المعلن يجعل المرء يشعر بكونه في حلبة نزال أمام جمهور يترقب من ينهزم ومن ينتصر ، الأمر الذي يجعل طرفي الحوار متشبثين بمواقفهما حتى ولو بدت لهما أنها خاطئة..
    لكن الزميل القلم الحر لم ير ضرورة هذا المقترح واستحسن الاستمرار في حوارنا هذا علنا حتى تعم الفائدة.
    فله ذلك ..
    إنما نتيجة قراءاتي هذا اليوم لمداخلات الزميل القلم الحر تبين لي أنه لا يحتاج في موضوع النبوة إلى كلام مسترسل يوضح المبادئ الأولية وما يتأسس عليها من مفاهيم وأفكار ، فالمعطيات المعرفية لا تنقصه ،إنما هو عنده شكوك ومطلب واضح هو الأتيان له بدليل يثبت له نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
    وسأفعل ...إنما نتيجة بعض المشاغل سأحاول أن أكتب مداخلتي غدا.

  5. #20

    افتراضي

    دعوة للتفكير في نبوة محمد

    "وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ 23 فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ ...َ "

    في البدء أرى أن موضوع نبوة محمد هو أوسع وأعمق من أن يختزل في مداخلة أو أكثر ، كما أن الأدلة على نبوته هي أكثر من تستعرض ،اللهم إلا بواسطة تصنيفها إجمالا. وهذا ما نجد كتبنا الأسلامية سواء القديمة أو الحديثة تسلكه ،وذلك لوعي أصحابها بأن حصر الأدلة بالعدد أمر صعب.
    لكن في نقاش استدلالي لرد شبهات ،لا يصلح التصنيف ولا يفيد ،لأن محاوري يريد أدلة يلمسها ويحسها، بل إن منكر نبوة محمد لن تصلح له كثير من هذه الكتب الاسلامية المتحدثة عن أدلة ةالنبوة بالأجمال والتصنيف ، لأن هذا النوع من المنهج لم يطرح لمنكر النبوة بل للمقتنع بها إبتداء ،بينما منكر النبوة يحتاج إلى أن يسلك معه بمنهجية أخرى وهي عرض الأدلة وإيضاحها والتمثيل لها بأمثلة حتى يحس بها شعوريا وعقليا.
    لأن الشك هو أساسا شعور عقلي ووجداني يتم تشكله في وجدان الفرد على نحو يملك كينونته ، وفي هذا السياق يحتاح المحاور إلى أن يجعل منكر النبوة يفكر في الدليل ويستشعره بعمق ، ويحسه بوجدانه. ثم يجعله يشك في شكه في نبوة محمد.

    كيف يتم ذلك ،لعل أنسب طريقة هي استفزاز عقل الشاك في نبوة المصطفى بواسطة الأسفهام والتساؤل ودعوته للتفكير.



    لذا لابد من استحضاري لبعض الأدلة ،أقول بعضها فقط ،لأنها من حيث العدد كثيرة. ويعرف الزميل الفاضل القلم الحر ،بل حتى من الكتاب الذي تأثر به ، ان الأمام أبا بكر ابن العربى بلغ بتعدادها إلى ألف معجزة عدا ، مع الاستدراك بكونه في تعداده هذا حرص على التلخيص والأيجاز ولم يقصد الأتيان عليها بالعد والأحصاء . كما أن الأمام ابن تيمية ، فى كتابه " الجواب الصحيح " قد بلغ بعدد الأدلة إلى عشرات الألوف ...




    والأخ القلم الحر هو خريج كلية الشريعة ،حسب ما أخبرني به، ثم إنه متأثر بكتابات يوسف حداد..
    ومن خلال تتبعي لبعض كتابات الزميل القلم الحر تبين لي أنه على دراية بالعلوم الشرعية فهو لا تنقصه الأدلة ،
    لكن المشكلة تكمن في كونه غير مقتنع بكون هذه الأدلة هي بالفعل أدلة.

    فما هو المسلك الصحيح للمناقشة ؟
    كنت طيلة اليوم الماضي أفكر وأقلب احتمالات شتى ،فخلصت إلى أن أنسب وسيلة لأثراء هذا الحوار هو أن لا أقف موقف المعلم ، فزميلي يعرف ما سأقوله له . أجل عندي بعض الأفكار الشخصية التي بلورتها من خلال قراءاتي ،لكن ليس هذا هو ما ينبغي أن يحسم النقاش. بل الذي يستطيع حسمه هو الأفكار الشخصية للزميل القلم الحر
    كيف ذلك ؟؟
    إن الشك هو نتاج ذاتي ، والآلية العقلية لأنتاج الشك أسهل بكثير من آليات إنتاج اليقين. ونتيجة ذاتية الشك يحتاج صاحبه إلى أن يفكر هو بنفسه ليغالب الشك ، لأنه إذا لم يفكر فإن بذرة الشك تبقى وتستمر..
    لذا فقبل أن نأتي إلى أدلة نبوة محمد يجب أن نتأمل في أدلة الشك في نبوته.
    هذه الآلية يسمونه في المنطق بالبرهان بالخلف.
    ومن ثم فكل ما سأفعل هو أنني لن أنطلق من كون محمد نبيا ، ولا من كون القرآن من عند الله. بل سأنطلق من منطلق معكوس تماما ،أي من الفرضية التي يتبناها زميلي ،بمعنى أن القرآن ليس من عند الله ، وأن محمدا هو مؤلفه ، وبالتالي فهو نبي كاذب لا نبي صادق مرسل.
    ثم أقدم ضد هذه الفرضية بمجموعة من الانتقادات والتساؤلات المعترضة عليها ، وأطلب من زميلي أن يفسرها لي ما دام هو يقول أن محمدا ليس نبيا ، وأن القرآن من تأليفه.


    وأنا مستعد لأن أستمر مع أخي القلم الحر ولو شهورا في هذا الحوار ، وسنختبر كل دليل على حدة ،ولو أدى بي الأمر إلى إنزال ألف دليل واحدا تلو آخر...
    لكن أرجو منه أن يقبل مني أحيانا بعض التأخر نتيجة مشاغل مثلما أقبل منه ذلك ،فحوارنا هو ثنائي ولن يهرب منا ، ففي الوقت سعة ،وفي القلب أيضا...
    فلنبدأ إذن ...

    لنفترض أن محمدا ليس نبيا رسولا ، وأن القرآن من نسج تأليفه .
    أمام هذه الفرضية موانع قوية صلبة تحتاج لكي تصبح حقيقة علمية وتنتقل من مستوى الأفتراض أن تتخطاها ، ،، وأنبه القارئ أولا إلى أن ما سيقرأه ليس أدلة إنما هي فقط دعوة للتفكير في ظاهرة محمد ، سنطرح فيها كل مرة فرضيات ونختبرها فأقول مستعينا بالله:

    عندما بلغ محمد أربعين عاما قال بكونه نبيا رسولا .ثم أخذ في عرض قرأن يقول إنه من عند الله.


    لنفترض أن القرآن هذا من عند نفسه ،أي من تأليفه . فالمطلب الأول هو أن نجد في النص القرآني حضورا لشخصية محمد ومشاعره . فالقرآن ليس نص فزياء ولا نص رياضيات يغرق في الرموز بل هو نص يتحدث عن مشاعرواعتقادات وحوادث ونظم مجتمعية . ومثل هذا النوع من النصوص لابد أن نجد فيها ملامح مؤلفها.
    وعود إلى القول :
    لنفترض أن القرآن هذا من عند محمد
    فما هو الأعتراض الأول على هذه الفرضية ؟
    أولا :

    من بين الأسباب المشككة في هذه الفرضية أننا لا نجد في القرآن شخصية محمد. فنص القرآن الذي ينقل لنا حوادث واقعية عاشها محمد أو عاشها المحيطون به "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ..." نجده وياللغرابة ! تغيب منه الحوادث المفروض أن تحضر بقوة فيه إذا كان محمد هو مؤلف القرآن ، وذلك مثل :
    اللحظات الصعبة التي مر بها في حياته كلحظة موت زوجته خديجة. حيث لا نجد أي ذكر لهذا الحدث في القرآن ، ولا حتى بضع كلمات يبث فيها محمد حزنه عليها ، وهوالذي كان مرهف الحس ، وهو الذي حتى بعد سنوات طوال بعد موتها كان يذكرها فتدمع عيناه!!!

    هل يستطيع شاعر أو أديب أ ن يتجاهل ذاتيته ؟؟؟
    كيف استطاع محمد أ ن يتجاهل ذاتيته ولم يعبر عن مكنون وجدانه في حق خديجة في نص قرآني ؟؟؟؟

    كيف لا نجد ولو ذكرا واحدا لحوادث أخرى كان لابد أن تحضر لأنها أثرت فيه واستدرت الدمع من عينه مثل موت أبنائه الذكور واحدا تلو آخر. وخاصة إبنه إبراهيم الذي احتضر بين يديه ، وتوفي وهو بين ذراعيه ينظر إليه ؟؟
    كيف تغيب مثل هذه اللحظات العصيبة من نص القرآن ،ونحن نعلم أن محمد لم يكن رجلا جلفا يخفي شعوره ومشاعره بل كان يفخر بإظهار هذه المشاعر والتعبيرعنها ؟؟؟

    محمد كان يحب زورجته خديجة وزوجته عائشة ، ،لكننا لا نجد في القرأن سورة باسميهما ،في حين نجد اسم مريم يتكرر في القرآن 44 مرة ،بل ثمة سورة كاملة باسم مريم!!! كما لانجد ذكرا لأسم فاطمة ولا الحسن والحسين مع شديد حبه لهم؟؟
    لماذا؟!!!!!!

    بماذا تفسر أخي القلم الحر مثل هذا الغياب لوجدانية محمد إذا كان القرآن من تأليفه؟؟؟؟؟؟؟
    هنا تهتز عندي الفرضية الأولى وهي أن القرآن من كتابة محمد.

    ولا أسقطها بالتأمل السابق فقط بل أسقطها به وبكثير غيره من التأملات والأدلة والبراهين. لكن يكفيني في هذا المقام أن أقول بناء على ماسبق إن الفرضية منذ أولى لحظات امتحانها العلمي تهتز.

    وأنتظر منك إسنادها بتفسير ما سبق وتعليله.


    ثم نتابع...

    ودائما مع اختبار فرضية أن القرآن من تأليف محمد وليس وحيا !!

    ثانيا :هناك معطى آخر يشكك في هذه الفرضية ، يتمثل في حادثة الإفك :
    لو تأملت أخي الكريم هذا الحدث ستجد أنه يكفي دليلا على كون القرآن ليس من تأليف محمد ،بل يستحيل عليه أن يكون من تأليفه.
    وأنا كلما قرأت آيات الأفك أحسست بنبوة الحبيب المصطفى. وأذكر أنني كنت في مجلس كان أحد الأخوة يشرح لنا آيات الأفك ويستخلص منها الدلالات والضوابط الواجب توفرها داخل الجماعة المسلمة ،بينما كان تفكيري كله ملتفتا إلى شيء آخر ، إلى استحالة كون القرآن من تأليفه. فلو كان من تأليفه لأنزل آيات تبرئة سيدتنا عائشة في ذات اليوم ، ولم يكن ليترك الأشاعة الخسيسية تنتشر وتفعل فعلها في النفوس ، ويتأذى بها رسول الله نفسيا أشذ الأذاية.
    وتعلم أن أقسى ما يمكن أن يمس الرجل هو التشكيك في عرضه.
    فكيف يصبر محمد كل تلك الأيام الطوال ينتظر نزول الوحي بالحق في شأن حادث الأفك ، ألم يكن سهلا عليه – والقرآن من تأليفه – أن يسارع إلى تبرئتها ؟!!!
    فكيف تفسر هذا مع القول أن القرآن من تأليفه؟!!!

    ثالثا :

    ثم نأتي الآن إلى شخصية محمد ذاتها ،لماذا هذا الغياب الملحوظ لأسمه في القرآن بالمقارنة مع غيره من أسماء الأنبياء ،فمحمد رغم أن سورة موسومة باسمه فهو لم يذكر في القرآن إلا خمس مرات ،بينما ذكر موسى 55 مرة ،وذكر عيسى عليه السلام باسمه 25 مرة .
    فكيف يتم هذا التغييب لأسم محمد وتحضر أسماء نبيي الديانتين اللتين لمحمد خصومة واضحة مع أتباعهما؟!!!



    دعنا نتابع وننتقل إلى غيره :

    رابعا:
    من يفترض أن القرآن من كتابة محمد يحتاج أيضا بالأضافة إلى ما سبق أن يتأمل فيما يلي ويعطينا تفسيرا مقنعا له :
    إن بنية النص القرآني تثير غرابة من حيث الثراء اللغوي .كتاب القرآن معدود الصفحات ، وهو لا يتجاوز في القطع المتوسط خمسمئة صفحة. فهو إذن أقل بكثير من حيث الحجم بكتاب التوراة مثلا . لكن رغم صغر حجمه يمتاز بكونه أثرى كتاب من حيث اللغة.
    وهنا أستحضر إحصاء معجميا لألفاظ القرآن للدكتور علي حلمي موسى حيث قام بتجربة حسابية رقمية على جذور الألفاظ القرآنية.وقارن من الجذور للألفاظ الواردة في نص القرآن مع جذور الكلمات الواردة في أكبر وأوسع معاجم اللغة العربية الثلاثة: أي "تاج العروس" للزبيدي و"لسان العرب" لابن منظور و"الصحاح" للجوهري ..فلننظر إلى نتيجة المقارنة:
    1. كلمات القرآن التي لها جذور بلغت كأسماء وأفعال ( 51899 ( كلمة
    2. كلمات القرآن التي استمدت من جذر غير ثلاثي ( بعض منها مُعرّب ) مثل برزخ وخردل وسلسبيل عددها ( 167 ) لفظا.
    فانتهى إلى أن نسبة الكلمات القرآنية التي لها جذر ثلاثي = 98 %.

    3- عدد الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية التي بدأت بالهمزة هو ( 76 ) جذرا وعددها في الصحاح للجوهري (187). بمعنى أن النص القرآن على وجازته استخدم 40% من جذور الألفاظ المبدوءة بالهمزة.
    5. مجموع الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية هو ( 1640 ) وبالمقارنة نجد أن مجموع الجذور الثلاثية في الصحاح للجوهري هو (4814). بمعنى أن القرآن استخدم 34%.
    وتأسيسا على ما سبق يتبين أن القرآن الكريم استعمل أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية .

    (أنظر إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ص332 ، دار عمار – الأردن طبعة: 2004م.

    على ماذا يدل هذا الثراء اللغوي؟؟؟
    نعلم جميعا أن كل كاتب له معجم حاضر ذهنيا ، ويتمظهر في تعبيراته المكتوبة والملفوظة. وكل كاتب حتى ولو كان يعرف جميع دلالات ألفاظ العربية لن يستطيع بشكل تلقائي استعمالها كلها ولو كتب ألف مجلد.بل حتى ولو كتب مليون مجلد . وهذه آلية سيكولوجية معروفة في ما يسمى عند تشومسكي بنظرية "الكفاءة اللغوية".
    فأي أديب مهما بلغ ثراؤه اللغوي واقتداره في التعبير لن يستخدم في الغالب أكثر من 5% من أصول كلمات اللغة ولو كتب كما سبق أن قلت آلاف المجلدات، فما معنى أن يستعمل النص القرآني أكثر من ثلث الكلمات العربية ؟

    ولو تأملت كتابات العقاد مثلا ستجد كلمات تتكرر كثيرا ،ولو تأملت كتابات أي كاتب آخر ستجد نفس الشيء ،بمعنى أن اللغة غير قابلة للأمتلاك كلها على مستوى الأستعمال حتى ولو امتلكتها كلها على مستوى دراية مدلولات ألفاظها.
    بناء على ذلك يشكل القرآن استثناء بين الكتب !!!
    فكيف ينفرد محمد بأن يتفوق على غيره من الكتاب فينسج نصا يحتمل بين دفتيه كل هذا الثراء اللغوي ؟؟؟؟؟
    بل العجيب في الأمر أن هذا الثراء غير موجود حتى في أحاديثه التي صدرت منه رغم أن حجم وعدد أحاديثه أكبر من حجم القرآن !!
    ألا يدل هذا على أن هذا النص الفريد الموجود بين دفتين لم يأت من محمد ؟!!!

    خامسا:

    وفي سياق القراءة اللغوية للنص القرآني ثمة أمر آخر إضافة إلى ما سبق وهو :
    اختلاف الأسلوب بين الحديث والقرآن.
    فلو راجعنا أساليب الكتاب والشعراء سنلاحظ أ ن لكل شاعر أو كاتب أسلوب محدد في الصياغة والتركيب . لكن نجد محمد يمتاز عن غيره بنمطين أسلوبيين متباينين على نحو يقطع باختلاف وتباين مصدريهما.
    فأسلوبه في قول الحديث مخالف لأسلوبه في نظم القرآن.هذا مع أنه في أحاديثه لم يكن مجرد متكلم عادي بل بلغ الفصاحة في الخطاب ،فكيف يقتدر محمد على ما لم يقتدر غيره من الكتاب والشعراء؟

    سادسا :

    عندما نطق محمد بالقرآن تبين للعرب بوضوح أمران اثنان :
    1- أنه خارق لمعهودهم في الخطاب . فلا هو شعر ولا هو نثر مسبوك فيما اعتادوه من أسليب الخطابة وصياغة الأمثال والحكم. بل هو متفرد في أسلوبه.لذا احتاروا في تصنيفه.وهذه الحيرة سجلها لنا القرآن في حديثه عن الوليد...

    2- أنه بليغ في أسلوبه. لذا كانوا ينصحون غالبا بعضهم بعضا بأن لا يسمعوا للقرآن.
    قد لا يحس القارئ المعاصر بجمالية البلاغة القرآنية . وهذا متوقع لأن نظامنا التعليمي لم يستطع تكوين ذائقة لغوية سليمة لها آلياته العلمية التي تمكنها من فهم بلاغة الكلام والأحساس بها.
    مثلما أن المبتدئ في اللغة الأنجليزية لن يحس بجمالية لغة مسرحيات شكسبير ، وهذا ليس عيبا في لغة شكسبير بقدر ما هو نقص في قارئها المبتدئ.

    سابعا :
    ثم إن محمد عندما قرأ القرآن على قريش قرنه بالتحدي ، ونحن نعلم أن قريش قد جمعت قبائل العرب كلها ضد محمد في غزوة الأحزاب لمقاتلة محمد ، لذا أتساءل ألم يكن من السهل عليها أن تجمع فصحاء العرب وشعرائها لمعارضته؟؟!!!
    لماذا لم تفعل مع أن الجزيرة العربية كانت معتادة في مجالس الشعر على التباري في المعارضة بين الشعراء ؟ لماذا لم تفعل مع أن محمد كرر التحدي مرة تلو مرة ؟؟
    أليس الأمر مستغرب حقا ؟ ألا يدعو هذا إلى التفكير والتأمل ؟
    قد تقول لقد حاولوا ولكن التاريخ لم يسجل محاولاتهم ؟
    نحن نعلم أنه حتى المؤرخين القائلين بأن التاريخ يكتبه المنتصرون ، يقولون إنه يتبقى دائما بين تلافيف التاريخ ما يؤكد خلاف رواية المنتصرين.ويكفي في نظرية التاريخ الصامت والتاريخ الصائت للمؤرخ الفرنسي الكبير بروديل إشارة إلى إمكان إعادة كتابة التاريخ الخفي ،باستنطاق الشروط المجتمعية في شموليتها وتنوعها .ومن ثم أقول ليست مقولة أن التاريخ يكتبه المنتصرون دالة على أن المعطى التاريخي يكون دائما محفوظا من أي تأثير لغير المنتصر.
    ودارس التاريخ ونظرياته يعرف بالتأكيد ما سبق.
    لكن التاريخ سجل لنا محاولات عرب الجزيرة للرد على تحدي القرآن ، مثل محاولة مسيلمة مثلا ، وقد كانت هذه المحاولة بتخلخلها وسوئها وانحطاطها بلاغيا ودلاليا حجة على العجز عن معارضة القرآن.
    لكن قد يقال بأن المؤرخين المسلمين قصدوا تسجيل هذه المحاولات الضعيفة التي قام بها مسليمة وغضوا النظر عن غيرها.
    لكن هذا الاعتراض هو رجم بالغيب . نقابله بطلب هذه المحاولات ، ونعلم يقينا أنها غير موجودة.
    لكن يكفينا هنا التأمل في محاولة معاصرة التي حاول القيام بها " مجموعة أورشليم " من المسيحيين المتخصصين في اللغة العربية ،فقد عكفوا على مشروعهم طيلة ستة عشر سنة من أجل معرضة القرآن بإعادة كتابة أفكار الأنجيل بأسلوب قرآني .
    ومن بين أجمل نصوصهم التي استحقت من القس شروش أن ينقلها عنهم ويستدل بها على تحقق معارضة القرآن هذا النص الذي أضعه للتأمل ودون تعليق مني ،لأن في إيراده غناء عن الرد عليه:

    " بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا أيها الذين آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً. فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً " والنص كما هو ملحوظ مصاغ بناء على إنجيل يوحنا (14/1-6 ) .

    ثامنا :

    ومن خلال تتبعي ليوسف حداد ،الذي أرى أن الأخ القلم الحر متأثر به ، كثيرا ما يكرر أن نبوة محمد تحتاج إلى دليل والدليل هو مثلا قوله بالغيب. ولذا حاول الحداد تعقب كل روايات الغيب ليشكك فيها.. وقد تأتي مناسبة لننتقد ونفضح بعض سقطاته.
    لكن في هذا السياق دعنا لنتأمل ما يلي:

    نجد في القرآن مرات عديدة إشارات غيبية تحققت ، ولم يتم تكذيبه ولو في واحدة . وهذا أمر مستغرب حقيقة . لأن الكهنة والمتنبئين يصيبون في واحدة ويكذبون في عشرات، بينما محمد لم يسجل قط له أن كذب في نبوءة وردت في القرأن أو في حديث من أحاديثه.
    دعنا نأخذ أمثلة :

    نجد في القرأن الكريم أن آيات كثيرة تعلن عن أن دين الأسلام سوف يظهر على غيره من الأديان وسوف يكون له الريادة والسيادة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون)..
    وقد تحقق هذا .
    هذا رغم كون القرآن ومحمد كانا يقولان بهذا في لحظات استضعاف كماهوالحال في مكة ، وكما هو الحال في تلك الليالي العصيبة في المدينةوهم يحفرون الخندق ليحتموا من قبائل العرب التي جيشت كل قواها لإفنائهم ،في تلك اللحظات العصيبة جدا قال محمد بانتصار المسلمين على كسرى وقيصر .
    وقد تحققت نبوءته.


    ،قد يقال إن هذه نبوءات أطلقها محمد بذكائه لتشجيع أتباعه ، وهو يعلم أن أمرها متروك إلى سنوات مقبلة ،فإذا حدثت تم تصديقه وإذا لم تحدث لن يقع شيء لن يكذبه أحد لأنه يكون قد مات.
    لكن هذا مردود عندما نجد أن محمد يعلن عن أمر غيبي سيتحقق في حياته كما هو الحال في فتح مكة.

    بل أغرب من هذا إن محمد يعلن عن أمر غيبي في حق كافر يسمع ذلك الأمر ولا يستطيع ذلك الكافر المشرك أن يخالفه .فسورة "تبت يد أبي لهب " كما تعلم جاءت بأمر غيبي وهو أن أبا لهب سيموت هو وامرأته على الكفر.
    والغريب أن مكة كلها بكل أذكيائها لم تخطر لهم على البال فكرة كانت ستكون مدمرة ومقلقلة لمحمد . وهو أن يمثل أبا لهب دور المؤمن بالآسلام.

    من بين النبوءات التي قالها القرآن انتصار الروم على الفرس ؟،"غلبت الروم في أدنى الأرض ... الخ "
    وتحققت النبوءة.
    ثمة هنا احتمالات ثلاثة :
    إما أن تكون سورة "تبت يد أبي لهب" و"سورة الروم " والآيات المخبرة بفتح مكة "قيلت قبل وبالتالي فهي تنبؤ غيبي تحقق.
    وإما أن يكون محمد قد أضافها بعد انتصار الروم فعلا ، و بعد تحقق موت أبي لهب ،وفتح مكة .
    والاحتمال الثالث: أن يكون جامعوا القرآن قد أضافوها ليثبتوا القدرة التبؤية بالغيب في القرآن.
    ثلاثة احتمالات ،لو اختبرناها سنجد أن الاحتمال الوحيد المؤكد هو أن السور قيلت قبل تحقق ما تخبر به وجوديا ولم تضف بعديا .
    لأنه :
    إذا كان محمد قد أضافها بعديا ،فإنه بذلك سيفضح نفسه بين أتباعه ،حيث سيعلمون أنه يكذب عليهم ،فقد عاشوا في مكة ولم تكن سورة أبي لهب قد تنزلت.وحدث انتصار الروم ، ثم ابتدع محمد نص الأخبار به ، وحدث فتح مكة ثم أخبر به..ومن ثم ستكون فعلته هذه دليلا على عدم نبوته لا العكس. ومن ثم يستحيل عليه أن يقدم دليلا على كذبه بهذا الشكل الفاضح.
    يبقى احتمال أن يكون الصحابة الذين جمعوا القرآن أضافوها .
    لكن هذا الأحتمال الثاني هو نفسه مستبعد ،فلا أحد كان قادرا على أن يغامر بنفسه ليضيف سورة بأكملها . ولماذا يضيفها ؟ هل ليوجد للأسلام مسلمون مؤمنون به وبنبوة محمد ؟؟
    لقد حصل ذلك بالفعل ،ولم يكن الأمر محتاج إلى اختراع نبوءات وإضافتها إلى القرآن.


    ثمة أفكار أخرى ،لكن نظرا لضيق الوقت ، ونظرا لما قطعته من عهد على زميلي القلم الحر أن لا تكون مداخلاتي إلا موجزة ، حتى يتم اختبار كل فكرة والتعمق في بحثها أقتصر على ما سبق.
    وما سبق هو مجرد تأمل في ظاهرة النص القرآني ومقاربتها بإمعان التفكير في الفرضية القائلة بكونه من تأليف محمد.
    التعديل الأخير تم 12-09-2004 الساعة 03:54 AM

  6. #21

    افتراضي

    ملحوظة : لقد راجعت مداخلتي السابقة فوجدت كثيرا من الأخطاء الأملائية والنحوية الناتجة عن السرعة في كتابتها. لذا وجب التنويه.وشكرا

  7. #22

    افتراضي

    طرح الاخ الكريم حاتم مجموعة من الانتقادات والتساؤلات المعترضة على فرضية ان محمدا ليس نبيا رسولا ، وأن القرآن من نسج تأليفه ، و طلب منى ان افسرها
    و ساناقش بموضوعية هذه المسائل التى تفضل بطرحها


    كتب الاخ الفاضل :
    لنفترض أن القرآن هذا من عند نفسه ،أي من تأليفه . فالمطلب الأول هو أن نجد في النص القرآني حضورا لشخصية محمد ومشاعره . فالقرآن ليس نص فزياء ولا نص رياضيات يغرق في الرموز بل هو نص يتحدث عن مشاعرواعتقادات وحوادث ونظم مجتمعية . ومثل هذا النوع من النصوص لابد أن نجد فيها ملامح مؤلفها
    من بين الأسباب المشككة في هذه الفرضية أننا لا نجد في القرآن شخصية محمد. فنص القرآن الذي ينقل لنا حوادث واقعية عاشها محمد أو عاشها المحيطون به "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ..." نجده وياللغرابة ! تغيب منه الحوادث المفروض أن تحضر بقوة فيه إذا كان محمد هو مؤلف القرآن ، وذلك مثل :
    اللحظات الصعبة التي مر بها في حياته كلحظة موت زوجته خديجة. حيث لا نجد أي ذكر لهذا الحدث في القرآن ، ولا حتى بضع كلمات يبث فيها محمد حزنه عليها ، وهوالذي كان مرهف الحس ، وهو الذي حتى بعد سنوات طوال بعد موتها كان يذكرها فتدمع عيناه!!![/color]
    هل يستطيع شاعر أو أديب أ ن يتجاهل ذاتيته ؟؟؟
    كيف استطاع محمد أ ن يتجاهل ذاتيته ولم يعبر عن مكنون وجدانه في حق خديجة في نص قرآني ؟؟؟؟

    كيف لا نجد ولو ذكرا واحدا لحوادث أخرى كان لابد أن تحضر لأنها أثرت فيه واستدرت الدمع من عينه مثل موت أبنائه الذكور واحدا تلو آخر. وخاصة إبنه إبراهيم الذي احتضر بين يديه ، وتوفي وهو بين ذراعيه ينظر إليه ؟؟
    كيف تغيب مثل هذه اللحظات العصيبة من نص القرآن ،ونحن نعلم أن محمد لم يكن رجلا جلفا يخفي شعوره ومشاعره بل كان يفخر بإظهار هذه المشاعر والتعبيرعنها ؟؟؟

    محمد كان يحب زورجته خديجة وزوجته عائشة ، ،لكننا لا نجد في القرأن سورة باسميهما ،في حين نجد اسم مريم يتكرر في القرآن 44 مرة ،بل ثمة سورة كاملة باسم مريم!!! كما لانجد ذكرا لأسم فاطمة ولا الحسن والحسين مع شديد حبه لهم؟؟
    لماذا؟!!!!!!
    اعتقد انه على وفق فرضية ان محمدا هو مؤلف القران فلا شك ان محمدا يدرك انه لا يؤلف خواطر شخصية بل كتاب يقدمه للناس على انه خطاب الله لهم لهدايتهم ., و لا شك انه اذكى من ان يضع فى كتاب كهذا نصوصا تتناول مشاعره الخاصة نحو زوجاته و ابنائه .
    و لا يجب ان يعبر عن مشاعره تلك فى هذا الكتاب بل يكفى ان يعبر عنها فى احاديثه التى اعطاها القران قدسية و حجية و فى الاحاديث المنسوبة اليه ما تتجلى فيه : مشاعر حبه لخديجة حتى انه بشرها بالجنة , و حبه لفاطمة حتى انه جعلها سيدة نساء اهل الجنة , و حبه لعائشة , و حبه لسبطيه اللذين جعلهما سيدا شياب اهل الجنة .

    و على اى حال اعتقد ان الاخ الكريم يوافقنى فى ان هذه النقطة لا ترقى الى ان تكون برهانا نقنع او نفحم به من يرتاب فى نبوة محمد .

    "يتبع"
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 12:29 AM

  8. #23

    افتراضي

    ثانيا :هناك معطى آخر يشكك في هذه الفرضية ، يتمثل في حادثة الإفك :
    لو تأملت أخي الكريم هذا الحدث ستجد أنه يكفي دليلا على كون القرآن ليس من تأليف محمد ،بل يستحيل عليه أن يكون من تأليفه.
    وأنا كلما قرأت آيات الأفك أحسست بنبوة الحبيب المصطفى. وأذكر أنني كنت في مجلس كان أحد الأخوة يشرح لنا آيات الأفك ويستخلص منها الدلالات والضوابط الواجب توفرها داخل الجماعة المسلمة ،بينما كان تفكيري كله ملتفتا إلى شيء آخر ، إلى استحالة كون القرآن من تأليفه. فلو كان من تأليفه لأنزل آيات تبرئة سيدتنا عائشة في ذات اليوم ، ولم يكن ليترك الأشاعة الخسيسية تنتشر وتفعل فعلها في النفوس ، ويتأذى بها رسول الله نفسيا أشذ الأذاية.
    وتعلم أن أقسى ما يمكن أن يمس الرجل هو التشكيك في عرضه.
    فكيف يصبر محمد كل تلك الأيام الطوال ينتظر نزول الوحي بالحق في شأن حادث الأفك ، ألم يكن سهلا عليه – والقرآن من تأليفه – أن يسارع إلى تبرئتها ؟!!!
    فكيف تفسر هذا مع القول أن القرآن من تأليفه؟!!!
    اذا كان ما لفت انتباه الاخ العزيز مسالة انه لو كان القران من تاليف محمد فلماذا لم ينزل برائتها فى ذات اليوم
    فما حيرنى هو : اذا كان القران من عند الله و محمد نبيه فلماذا لم يبين الله براءة السيدة عائشة فى ذات اليوم ؟!الم يكن يعلم براءتها لماذا اذن لم يظهر براءتها و تاخر ذلك ؟
    و لم يكن معتادا ان تتناول ايات القران الفصل فى مسائل زوجية خاصة كهذه حتى يقال لو كان من تاليفه لانزل ايات تبرئها فى ذات اليوم .
    و مرة اخرى هذه ليست براهين مقنعة و مفحمة بل لا تعدو ان تكون شواهد يستانس بها المؤمن بنبوة محمد ليزداد ايمانا لكنها غير كافية لتاسيس هذا الايمان عند من يرتاب فى نبوة محمد .


    ثالثا :

    ثم نأتي الآن إلى شخصية محمد ذاتها ،لماذا هذا الغياب الملحوظ لأسمه في القرآن بالمقارنة مع غيره من أسماء الأنبياء ،فمحمد رغم أن سورة موسومة باسمه فهو لم يذكر في القرآن إلا خمس مرات ،بينما ذكر موسى 55 مرة ،وذكر عيسى عليه السلام باسمه 25 مرة .
    فكيف يتم هذا التغييب لأسم محمد وتحضر أسماء نبيي الديانتين اللتين لمحمد خصومة واضحة مع أتباعهما؟!!!
    ان غاب اسمه فلم يغب شخصه , بل القران مشحون بالايات التى تذكره بلفظ النبى او الرسول ,
    و الايات التى تعظم شخصه ,و تفرض على الناس طاعته طاعة مطلقة , و تامرهم بالصلاة عليه ,و تحرم رفع الصوت فوق صوته او دعائه كدعاء بعضهم بعضا او حتى الزواج بزوجاته بعد وفاته ..الخ
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 01:35 AM

  9. #24

    افتراضي

    رابعا:
    من يفترض أن القرآن من كتابة محمد يحتاج أيضا بالأضافة إلى ما سبق أن يتأمل فيما يلي ويعطينا تفسيرا مقنعا له :
    إن بنية النص القرآني تثير غرابة من حيث الثراء اللغوي .كتاب القرآن معدود الصفحات ، وهو لا يتجاوز في القطع المتوسط خمسمئة صفحة. فهو إذن أقل بكثير من حيث الحجم بكتاب التوراة مثلا . لكن رغم صغر حجمه يمتاز بكونه أثرى كتاب من حيث اللغة.
    وهنا أستحضر إحصاء معجميا لألفاظ القرآن للدكتور علي حلمي موسى حيث قام بتجربة حسابية رقمية على جذور الألفاظ القرآنية.وقارن من الجذور للألفاظ الواردة في نص القرآن مع جذور الكلمات الواردة في أكبر وأوسع معاجم اللغة العربية الثلاثة: أي "تاج العروس" للزبيدي و"لسان العرب" لابن منظور و"الصحاح" للجوهري ..فلننظر إلى نتيجة المقارنة:
    1. كلمات القرآن التي لها جذور بلغت كأسماء وأفعال ( 51899 ( كلمة
    2. كلمات القرآن التي استمدت من جذر غير ثلاثي ( بعض منها مُعرّب ) مثل برزخ وخردل وسلسبيل عددها ( 167 ) لفظا.
    فانتهى إلى أن نسبة الكلمات القرآنية التي لها جذر ثلاثي = 98 %.

    3- عدد الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية التي بدأت بالهمزة هو ( 76 ) جذرا وعددها في الصحاح للجوهري (187). بمعنى أن النص القرآن على وجازته استخدم 40% من جذور الألفاظ المبدوءة بالهمزة.
    5. مجموع الجذور الثلاثية للألفاظ القرآنية هو ( 1640 ) وبالمقارنة نجد أن مجموع الجذور الثلاثية في الصحاح للجوهري هو (4814). بمعنى أن القرآن استخدم 34%.
    وتأسيسا على ما سبق يتبين أن القرآن الكريم استعمل أكثر من ثلث الجذور الثلاثية للألفاظ العربية .

    (أنظر إعجاز القرآن البياني ودلائل مصدره الرباني للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ص332 ، دار عمار – الأردن طبعة: 2004م.

    على ماذا يدل هذا الثراء اللغوي؟؟؟
    نعلم جميعا أن كل كاتب له معجم حاضر ذهنيا ، ويتمظهر في تعبيراته المكتوبة والملفوظة. وكل كاتب حتى ولو كان يعرف جميع دلالات ألفاظ العربية لن يستطيع بشكل تلقائي استعمالها كلها ولو كتب ألف مجلد.بل حتى ولو كتب مليون مجلد . وهذه آلية سيكولوجية معروفة في ما يسمى عند تشومسكي بنظرية "الكفاءة اللغوية".
    فأي أديب مهما بلغ ثراؤه اللغوي واقتداره في التعبير لن يستخدم في الغالب أكثر من 5% من أصول كلمات اللغة ولو كتب كما سبق أن قلت آلاف المجلدات، فما معنى أن يستعمل النص القرآني أكثر من ثلث الكلمات العربية ؟
    ولو تأملت كتابات العقاد مثلا ستجد كلمات تتكرر كثيرا ،ولو تأملت كتابات أي كاتب آخر ستجد نفس الشيء ،بمعنى أن اللغة غير قابلة للأمتلاك كلها على مستوى الأستعمال حتى ولو امتلكتها كلها على مستوى دراية مدلولات ألفاظها.
    بناء على ذلك يشكل القرآن استثناء بين الكتب !!!
    فكيف ينفرد محمد بأن يتفوق على غيره من الكتاب فينسج نصا يحتمل بين دفتيه كل هذا الثراء اللغوي ؟؟؟؟؟
    بل العجيب في الأمر أن هذا الثراء غير موجود حتى في أحاديثه التي صدرت منه رغم أن حجم وعدد أحاديثه أكبر من حجم القرآن !!
    ألا يدل هذا على أن هذا النص الفريد الموجود بين دفتين لم يأت من محمد ؟!!!
    بل يدل فحسب على نبوغ محمد البلاغى , و كافة المسلمين يعتقدون انه افصح من نطق بالضاد .
    و ربما حصل نحو هذا الثراء اللغوى فى كلام غيره , و لعل هناك من يجد فى كتاب " نهج البلاغة " مثلا ثراءا لغوى مشابه ..
    لكن ماذا عن الثراء فى المضمون و المعلومات ؟

    ان من الظواهر الملفته فى القران ذلك التكرار المفرط العجيب , مع ان المفترض فى كتاب الهى ان يتناول معانى لا تحصى كثرة تعبر عن علم رب العالمين و ان يقدم معلومات اكثر بكثير من تلك المعلومات المحدودة التى يقدمها القران و التى يكرر للاسف بعضها بشكل عجيب منفر كأنه لا يجد اهم منها يضيفه

    حتى بالغ البعض و قالوا : انه لو حذف هذا التكرار لما بقى من المصحف الا كراسة !

    و كما يقول الاستاذ يوسف الحداد :
    "تعليم التوحيد الخالص، للايمان باللّه واليوم الآخر، فهو تعليم واحد : " قلْ : إنما أعظكم بواحدة : أن تقوموا للّه مثنى وفرادى " (سبأ 46)؛ " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ ن وحي اليه أنه لا إله الاّ أنا فاعبدون " (الأنبياء 25)؛ " قلْ : إنما أنا بشر مثلكم، يُ و حى إليَّ أنما الهكم إله واحد " (الكهف 110)؛ " قلْ: انما أنا بشر مثلكم، يوحى اليَّ أنما الهكم إله واحد " (فصلت 6). وهذا التعليم الواحد في التوحيد تصريح واحد، ببعض فروق لفظية في التعبير.
    فهل تكرار ذلك مراراً في السورة الواحدة، وعلى الدوام في سورة كلها، من الاعجاز في التنزيل والتعليم، والاعجاز في البلاغة والبيان ؟


    والتكرار المكشوف هو في براهين التوحيد :
    فقد جمعها في قوله " والهكم إله واحد، لا أله إلأّ هو، الرحمن الرحيم. إن في 1) خلق السماوات والأرض 2) واختلاف الليل والنهار 3) والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس 4) وما أنزل اللّه من السماء من ماء، فاحيا به الأرض بعد موتها 5) وبثّ فيها من كل دابة 6) وتصريف الرياح 7) والسحاب المسخّر بين السماء والأرض – لآيات لقوم يعقلون " (البقرة 163: 164).

    نلاحظ أنها براهين الحس والوجدان الديني، لا براهين العقل والمنطق : فالعقل والعلم يفسّران هذه المشاهد الكونية بدون لجوء الى اللّه سبحانه تعالى، وان كان العلة الأولى وراءَ ها جميعا. لكنها بحدّ ذاتها لا برهان فيها على وجود اللّه أو على توحيده. وليس في القرآن من براهين العقل والمنطق سوى قوله : " لو كان فيهما آلهة الأّ اللّه لفسدتا " (الانبياء 22) ويسمى برهان التمانع؛ وقوله : " ما اتخذ اللّه من ولد، وما كان معه من إله : إذن لذهب كل اله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض " (المؤمنون 91). ويسمى برهان التسليم والامتناع وقوله أيضاً : " قل لو كان معه آلهة، كما يقولون، أذاً لا بتغوا الى ذي العرش سبيلاً " (الأسراء 42). لذلك " زعم الجاحظ ان المذهب الكلامي لا يوجد منه شيء في القرآن " .
    وتلك البراهين الوجدانية القائمة على مشاهد الكون، في آي القرآن، هي البراهين السبعة التي يكررها في كل سورة، وفي سور القرآن كله :

    1) خلق السماوات والأرض، هذا برهان متواتر تقريباً في كل سورة وبلفظ واحد : " وهو الذي خلق السماوات والأرض " (6: 73؛ 11: 7؛ 57: 4) ؛ " واللّه الذي خلق السماوات والأرض " (7: 54؛ 10: 3؛ 14: 32؛ 32: 4)؛ " خلق اللّه السماوات والأرض بالحق " (14: 19؛ 16: 3؛ 39: 5؛ 64: 3)؛ " خلق اللّه السماوات والأرض بالحق " (29: 44 ؛ 45 : 22 )؛ "من خلق السماوات والأرض"؟ (29 : 61 ؛ 31: 25 ؛ 39: 38 ؛ 43 : 9 ) " وما خلقنا السماوات والأرض … .. " (15: 85؛ 44: 38؛ 46: 3)؛ " خلقنا السماء والأرض " (21: 16؛ 38: 27). إنه اعلان متواتر بلفظ واحد ومعنى واحد، ولكن لا يستغله جدلاً. فهل هذا التكرار من الاعجاز ؟

    2) اختلاف الليل والنهار (2: 164؛ 3: 190؛ 45: 5)؛ " وله اختلاف الليل والنهار (23: 80)؛ (إن في اختلاف الليل والنهار " (10: 6). وهذا برهان أيضاً متواتر بحرفه الواحد، فما النكتة البيانية في تكراره بالحرف الواحد ؟

    3 ) والفلك تجري في البحر " هو أيضاً برهان متواتر : " ولتجري الفلك بأمره " (30: 46)؛ " لتجري الفلك فيه " (45: 12)؛ " وعلى الفلك تُحملون " (23: 22؛ 40: 80)؛ " حملنا ذريتهم في الفلك " (36: 41) "وجعل لكم من الفلك" (43: 12) "وسخر لكم الفلك" (14: 32)؛ " وترى الفلك مواخر فيه " (16: 14)؛ " الذي يُزجي لكم الفلك " (17: 66)؛ " والفلك تجري في البحر " (22؛ 65) "إن الفلك تجرى فى البحر" (31: 31) "وترى الفلك فيه مواخر" (35: 12). هذا برهان بدائي لقوم بدائيين، يدهشون من جري الخشب على الماء. فكيف بهم اذ يرون الطائرات تمشي في الهواء، والصواريخ تغزو الفضاء ؟ لكن كيف يصح أن يكون برهانا على التوحيد لقوم يعقلون ؟

    4 ) أنزل من السماء ماء (2: 22؛ 41: 11؛ 6: 99؛ 13: 17؛ 14: 32؛ 16: 10 و 65 ؛ 20 : 53؛ 22: 63؛ 35: 27؛ 39: 21؛ 10: 24؛ 18: 45؛
    15: 22؛ 23: 18؛ 25: 48؛ 31 : 10؛ 29: 63؛ 30: 24؛ 15: 22؛ 23: 18) – هذا غيض من فيض. وهل تنزيل المطر من السماء معجزة الهية تدل على وجود اللّه وعلى توحيده ؟

    5 ) " وبث فيها من كل دابة " (2: 164؛ 31: 10) ؛ " وما بث فيهما من دابة " (42: 29 )؛ " و ما يبث من دابة " (45: 4). برهان متواتر بالحرف الواحد والمعنى الواحد. وهل في خلق الدواب والشجر من برهان على توحيد اللّه ؟

    6 ) " وتصريف الرياح " : " اللّه الذي يرسل الرياح " (30: 48)؛ " واللّه الذي ارسل الرياح " (35: 9)؛ " ومن آياته ان يرسل الرياح " ( 30: 46)؛ " ومَن يرسل الرياح " (27: 63)؛ " وهو الذي أرسل الرياح " ( 25: 48)؛ " وهو الذي يرسل الرياح " (7: 56)؛ " وتصريف الرياح آيات " (45: 40). هذا أيضاً برهان متواتر بالحرف الواحد على توحيد اللّه. وهل فيه برهان لقوم يعلمون ؟

    7 ) " والسحاب المسّخر بين السماء والأرض " (2: 164) ؛ " وينشىء السحاب " (13: 12)؛ " ارسل الرياح فتثير سحاباً " (35: 9)؛ (يرسل الرياح فتثير سحاباً " (30: 48)؛ " إن اللّه يُزجي سحاباً " (24: 43). هذا أيضاً برهان متواتر على توحيد اللّه. فهل اللّه هو الذي يخلق السحاب بمعجزة ؟ وهل في ذلك برهان لقوم يعقلون ؟

    تلك هي براهين التوحيد في القرآن. إنها أقرب الى الشعر منه الى البرهنة. وهي تملأ سور القرآن. فهل في تكرارها بالحرف الواحد والمعنى الواحد، تقريباً، اعجاز في البلاغة والبيان ؟


    ----------------------------

    التكرار في القصص القرآني

    جاءَ في (الاتقان 2: 68 ): " قال بعضهم : ذكر اللّه موسى في مائة وعشرين موضعاً من كتابه؛ وقال ابن العربي : ذكر اللّه قصة نوح في خمس وعشرين آية؛ وقصة موسى في تسعين آية " .

    وفي كتاب (تفصيل موضوعات القرآن، في الآيات المتوافقة) للسيد محمد عبد اللّه الجزار، باب قيم يذكر فيه " آ ي ات النظائر " في القصص القرآني :

    1 ) " آدم – ذكر في عشر سور. وذكر في ثلاث سور منها بآيات ليست لها نظائر … . أما آ ي ات النظائر فهي : البقرة 34 – 39؛ الاعراف 11- 24؛ الحجر 28- 44؛ الاسراء 61- 65؛ الكهف 50؛ طه 116 – 124؛ ص 71 – 85 " – فتلك آيات النظائر في سبع سور.

    2 ) " آيات النظائر في نوح : باب دعوته ومجادلته لقومه : الاعراف 59 – 64؛ هود 25 – 34؛ ثم آيات صنع الفلك والطوفان : المؤمنون 27 الى آخره؛ الشعراء 105 – 120 – ثم ذكرت قصة نوح مع قومه باختصار وايجاز في سورتي الصافات (75 – 82)والقمر (9- 16) وغيرهما . وبعد ذلك سورة نوح كلها.

    3 ) " آيات النظائر في هود مع قومه عاد : الاعراف 65 – 72؛ هود 50 – 60؛ الشعراء 123 – 140؛ الاحقاف 21 – 25 " – فتلك آيات النظائر في أربع سور.

    4 ) " آيات النظائر في صالح وقومه ثمود : الاعراف 73 – 79؛ هود 61 – 68؛ الحجر 80 – 84؛ الشعراء 141 – 159؛ النمل 45 – 53 " – فتلك آيات النظائر في خمس سور.

    5 ) " ابراهيم – آيات النظائر فيه. باب دعوته ومجادلته لأبيه و ل قومه : الانعام 74 – 81؛ الأنبياء 51 – 70؛ مريم 41 – 48؛ العنكبوت 16 – 25؛ الصافات 83 – 98؛ الزخرف 26 - 28؛ الممتحنة 4- 5؛ البقرة 258 – باب ابراهيم و ضيوفه : هود 69 – 76 ؛ الحجر 51 – 60 ؛ الذاريات 24 – 37 – باب ابراهيم والبيت: البقرة 125 و 127 ؛ ابراهيم 37؛ الحج 26 – 29 " . فتلك آيات النظائر في ابراهيم في ثماني سور، ثم في ثلاث، ثم في ثلاث.

    6) " لوط – آيات النظائر فيه : الاعراف 80 – 84؛ هود 77 – 83؛ الحجر 61 – 74؛ الشعراء 160 – 175؛ النمل 54 – 58؛ العنكبوت 28 – 34؛ القمر 33 – 39 " – تلك آيات النظائر في سبع سور.

    7) " موسى – وفيه أبواب : باب القائه في اليم : طه 37 – 40؛ القصص 7 – 13؛ الشعراء 18 – 19. فتلك ثلاث نظائر – باب بعثته : مريم 52؛ طه 9 – 23؛ القصص

    29 – 32؛ النمل 7 – 12؛ الشعراء 32 – 33؛ النازعات 15 – 16. فتلك ست نظائر – باب دعوته بمصر :الاعراف 103 – 126؛ يونس 75 – 82؛ الاسراء 101 – 102؛ طه 42 – 47 و 56 – 73؛ الشعراء 16 – 17 و 23 – 51؛ النمل 12 – 13؛ القصص 36 – 37؛ غافر 23 – 24؛ الدخان 17 – 21؛ النازعات 17 – 26. فتلك عشر نظائر – باب نجاته بقومه وغرق فرعون : البقرة 49 – 50، يونس 90 – 92؛ طه 77 – 79؛ الشعراء 52 – 66؛ القصص 39 - 40 ؛ الزخرف 55 – 56؛ الدخان 23 – 24 و 30 – 31؛ النازعات 25 – 26؛ الاسراء 103 – 104. فتلك تسع نظائر – باب ارسال موسى بالآيات : الاعراف 103؛ يونس 75؛ هود 96 – 97؛ ابراهيم 5؛ طه 42؛ المؤمنون 45 - 46؛ الفرقان 36؛ الشعراء 15؛ القصص 35؛ غافر 23 - 24. فتلك عشر نظائر - باب اتخاذ قومه العجل : البقرة 51؛ و 54 و 92؛ الاعراف 148 - 150؛ النساء 153؛ طه 85 - 94. فتلك اربع نظائر - باب الاستسقاء وانفجار الاعين: البقرة 60؛ الاعراف 160 - فذلكما موضعان من النظائر - باب ايذاء موسى : الاحزاب 69؛ الصف 5 " – فذلكما موضعان من النظائر " .

    فإذا جمعت النظائر في قصة موسى، رأيت انها تشغل جزءاً كبيراً من القرآن بالمعنى الواحد، ويكاد يكون بالحرف الواحد مع بعض التفنن في التعبير والاسلوب.

    8 ) " شعيب – آيات النظائر فيه : الأعراف 85 – 93؛ هود 84 – 95؛ الشعراء 176- 189؛ العنكبوت 36 – 37 " – فتلك آيات النظائر في شعيب في اربع سور.

    9 ) " داود وسليمان – باب داود والزبور : البقرة 251؛ النساء 163؛ الاسراء 55؛ الأنبياء 105. فتلك اربع نظائر – باب داود وسليمان : الانعام 84؛ الانبياء 78 – 82؛ النمل 15 – 19 – تلك ثلاث – باب سليمان والهدهد : النمل 20 – 22 و 27 – 44.

    10 ) " عيسى و يحيى. التبشير بيحيى آل عمران 38 – 41؛ مريم 2 – 15؛ الانبياء

    89 – 90 – فتلك ثلاث نظائر في مولد يحيى. " باب تأييد عيسى بروح القدس : البقرة 87 و 253. باب تكليم عيسى الناس في المهد، والمجيء بالآيات : آل عمران 45 – 51؛ المائدة 110؛ مريم 29 – 33 – فتلك ثلاث نظائر في مولد عيسى. باب آخرة عيسى : مريم 32؛ آل عمران 55؛ النساء 157 – 158؛ المائدة 116 – 118. باب

    قول عيسى : " إن اللّه ربي وربكم " :مريم 36؛ آل عمران 51؛ المائدة 72؛ الزخرف 64. فتلك أربع نظائر ترد بالحرف الواحد. باب قول الحواريين : " نحن انصار اللّه " : آل عمران 52؛ الصف 14 – موضعان من النظائر. "


    و بالمناسبة ليتك تقدم لدينا المزيد من كتاب صلاح الخالدى"اعجاز القران البيانى " فقد بحثت عنه كثيرا لكن لم اجده للاسف و له بحوث قرانية اخرى ممتازة .
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 01:08 AM

  10. #25

    افتراضي

    خامسا:

    وفي سياق القراءة اللغوية للنص القرآني ثمة أمر آخر إضافة إلى ما سبق وهو :
    اختلاف الأسلوب بين الحديث والقرآن.
    فلو راجعنا أساليب الكتاب والشعراء سنلاحظ أ ن لكل شاعر أو كاتب أسلوب محدد في الصياغة والتركيب . لكن نجد محمد يمتاز عن غيره بنمطين أسلوبيين متباينين على نحو يقطع باختلاف وتباين مصدريهما.
    فأسلوبه في قول الحديث مخالف لأسلوبه في نظم القرآن.هذا مع أنه في أحاديثه لم يكن مجرد متكلم عادي بل بلغ الفصاحة في الخطاب ،فكيف يقتدر محمد على ما لم يقتدر غيره من الكتاب والشعراء؟
    اى اديب يكون له نمطان مختلفان من الكلام , الشاعر مثلا يقول شعر و يقول ايضا كلام اخر غير موزون او مقفى

    و هناك مثلا ادباء يكتبون شعرا و يكتبون ايضا نثرا بليغا ,و تجد فرقا واضحا بين شعرهم و نثرهم

    و الاختلاف بين هذين النوعين من الكلام لا يدل بحال على اختلاف مصدريهما

  11. #26

    افتراضي

    سادسا :

    عندما نطق محمد بالقرآن تبين للعرب بوضوح أمران اثنان :
    1- أنه خارق لمعهودهم في الخطاب . فلا هو شعر ولا هو نثر مسبوك فيما اعتادوه من أسليب الخطابة وصياغة الأمثال والحكم. بل هو متفرد في أسلوبه.لذا احتاروا في تصنيفه.وهذه الحيرة سجلها لنا القرآن في حديثه عن الوليد...

    2- أنه بليغ في أسلوبه. لذا كانوا ينصحون غالبا بعضهم بعضا بأن لا يسمعوا للقرآن.
    قد لا يحس القارئ المعاصر بجمالية البلاغة القرآنية . وهذا متوقع لأن نظامنا التعليمي لم يستطع تكوين ذائقة لغوية سليمة لها آلياته العلمية التي تمكنها من فهم بلاغة الكلام والأحساس بها.
    مثلما أن المبتدئ في اللغة الأنجليزية لن يحس بجمالية لغة مسرحيات شكسبير ، وهذا ليس عيبا في لغة شكسبير بقدر ما هو نقص في قارئها المبتدئ.
    على فرض ان محمد جاء باسلوب جديد لم تعهده العرب فهذا يدل على نبوغه و عبقريته فحسب و لا يدل على انه نبى
    على اننا قد نجد ما يشبه النظم القرانى فى كلام سابق لمحمد :
    كهذا النص المنسوب لقس بن ساعدة :" ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وأرض مدحاة ، وانها مجردة ، ان في السماء لخبرا، وان في الارض لعبرا ".
    و نص اخر منسوب له:
    "أين من بغى وطغى وجمع فأوعى,وقال: أنا ربكم الأعلى. ألم يكونوا أكثر منكم أموالاً,وأطول منكم آجالاً.

    طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاوله.فتلك عظامهم بالية. وبيوتهم خاوية. عمّرتها الذئاب العاوية"

    و يرى يوسف الحداد ان نظم القران تقليد لنظم كتاب اهل الكتاب فى مواضع منه :
    يقول :"ان نظم الأنبياء فى الكتاب شعر عبرانى؛ وهذا الشعر العبرانى لا يقوم على التفاعيل المحكمة، وعلى القافية، مثل الشعر العربى. إنما هو موزون على نظم متقارب، ينتهى بقوافٍ متقاربة. إنه قائم على الوزن المرسل والفاصلة، مثل القرآن"


    و لا شك ان القران نص بليغ لكن لا ارى حقيقة ان بلاغته لا تضاهى فضلا ان تكون معجزة , و اعتقد ان فى كتاب كنهج البلاغة مثلا- المنسوب لعلى بن ابى طالب - نصوص لا تقل بلاغة عن كثير من نصوص القران , و فى " الصحيفة السجادية " المنسوبة لعلى زين العابدين ادعية لا تقل بلاغة عن الادعية القرانية .

    و انا عاشق من صغرى للادب و البلاغة فى النهاية احساس و تذوق فما اراه ابلغ و اروع قد لا يراه كذلك غيرى , و ليست كل ايات القران فى منتهى البلاغة فهناك ايات بليغة جدا لذا تجد المسلمين يركزون عليها عند حديثهم عن اعجاز القران البيانى , بينما هناك نصوص لا يقول منصف انها فى قمة البلاغة كسورة الكافرون مثلا .

    "يتبع"
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 01:37 AM

  12. #27

    افتراضي

    سابعا :
    ثم إن محمد عندما قرأ القرآن على قريش قرنه بالتحدي ، ونحن نعلم أن قريش قد جمعت قبائل العرب كلها ضد محمد في غزوة الأحزاب لمقاتلة محمد ، لذا أتساءل ألم يكن من السهل عليها أن تجمع فصحاء العرب وشعرائها لمعارضته؟؟!!!
    لماذا لم تفعل مع أن الجزيرة العربية كانت معتادة في مجالس الشعر على التباري في المعارضة بين الشعراء ؟ لماذا لم تفعل مع أن محمد كرر التحدي مرة تلو مرة ؟؟
    أليس الأمر مستغرب حقا ؟ ألا يدعو هذا إلى التفكير والتأمل ؟
    قد تقول لقد حاولوا ولكن التاريخ لم يسجل محاولاتهم ؟
    نحن نعلم أنه حتى المؤرخين القائلين بأن التاريخ يكتبه المنتصرون ، يقولون إنه يتبقى دائما بين تلافيف التاريخ ما يؤكد خلاف رواية المنتصرين.ويكفي في نظرية التاريخ الصامت والتاريخ الصائت للمؤرخ الفرنسي الكبير بروديل إشارة إلى إمكان إعادة كتابة التاريخ الخفي ،باستنطاق الشروط المجتمعية في شموليتها وتنوعها .ومن ثم أقول ليست مقولة أن التاريخ يكتبه المنتصرون دالة على أن المعطى التاريخي يكون دائما محفوظا من أي تأثير لغير المنتصر.
    ودارس التاريخ ونظرياته يعرف بالتأكيد ما سبق.
    لكن التاريخ سجل لنا محاولات عرب الجزيرة للرد على تحدي القرآن ، مثل محاولة مسيلمة مثلا ، وقد كانت هذه المحاولة بتخلخلها وسوئها وانحطاطها بلاغيا ودلاليا حجة على العجز عن معارضة القرآن.
    لكن قد يقال بأن المؤرخين المسلمين قصدوا تسجيل هذه المحاولات الضعيفة التي قام بها مسليمة وغضوا النظر عن غيرها.
    لكن هذا الاعتراض هو رجم بالغيب . نقابله بطلب هذه المحاولات ، ونعلم يقينا أنها غير موجودة.
    اخى الكريم هناك اشكالات و تساؤلات :
    1- هل بلغ هذا التحدى قريشا حقا ؟
    كنت اتحاور فى مسالة نبوة محمد قبل فترة مع الاخ راسل فى منتدى اللادينيين و طرح هو هذا التشكيك و صراحة احترت كيف ارد عليه و اخذت افكر طويلا و انقب فى الكتب عن جواب قاله عالم عن مثل هذا الاشكال فلم اجد الا ان الباقلانى طرحه فى كتابه عن الاعجاز و كذلك القاضى عبد الجبار فى شرح الاصول الخمسة و لم يقدما للاسف اى جواب يذكر
    ما المانع حقا من ان تكون ايات التحدى اضيفت للقران بعد انتهاء الصراع بين محمد و قريش ؟
    اجبت راسل بان محمد كان اعقل من ان يفضح نفسه باضافة ايات تتحدث عن تحديه لقريش بينما الناس تعلم ان هذا التحدى لم يحدث قط , لكنى لم اكن مقتنع تماما فى داخلى بهذه الاجابة لانى اعلم ان القران لم يكن هناك نسخة كاملة منشرة منه حتى يقال ان كل الناس او اغلبهم كانوا سيتعجبون لو وجدوا اية كهذه فى القران بل كانوا سيفترضون انها نزلت حقا فى الفترة المكية و لم تبلغهم و لا عجب فى ذلك فالذين كانوا يحفظون القران كاملا قلة قليلة جدا و اغلب الناس لم تكن ملمة بكل ايات القران .

    2-هل فهمت قريش ان المطلوب معارضة نظم القران ام ان المطلوب امرا اخر ؟ ان اول ايات التحدى بالقران هى قوله فى سورة القصص :"قل : فأتوا بكتاب من عند الله هوأهدى منهما أتّبعْه ، إن كنتم صادقين ! فإن لم يستجيبوا لك ، فاعلمْ أنّما يتّبعون أهواءَهم "
    فالتحدى هنا بالهدى لا بالنظم فيحتمل انهم فهموا ان المطلوب ان ياتوا بسورة او عشر سور مثل القران فى الهدى لا النظم .

    3-قلتم ان محاولات المعارضة نعلم يقينا انها غير موجودة . ما الدليل الذى يفيد هذا اليقين ؟
    ما المانع من ان يكونوا قد عارضوا القران و لم ينقل المسلمون هذه المعارضة لقوتها بينما نقلوا ما كان هزيلا منها كالمنسوب لمسيلمة فيحتمل انهم وجدوا حرمة فى نقلها كما انهم لم ينقلوا اغلب الاشعار التى هجى بها النبى .


    4- السؤال الاهم :

    على فرض عجزهم عن المعارضة ,
    هل هذا دليل على ان القران معجزة ؟
    ام انه مجرد دليل على نبوغ محمد و تفوقه فى البلاغة على اهل عصره ؟
    و كما سبق البلاغة الفائقة ليست خرقا لاى ناموس طبيعى لا معنوى و لا مادى .

    لكن يكفينا هنا التأمل في محاولة معاصرة التي حاول القيام بها " مجموعة أورشليم " من المسيحيين المتخصصين في اللغة العربية ،فقد عكفوا على مشروعهم طيلة ستة عشر سنة من أجل معرضة القرآن بإعادة كتابة أفكار الأنجيل بأسلوب قرآني .
    ومن بين أجمل نصوصهم التي استحقت من القس شروش أن ينقلها عنهم ويستدل بها على تحقق معارضة القرآن هذا النص الذي أضعه للتأمل ودون تعليق مني ،لأن في إيراده غناء عن الرد عليه:

    " بسم الله الرحمن الرحيم. قل يا أيها الذين آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً. فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً " والنص كما هو ملحوظ مصاغ بناء على إنجيل يوحنا (14/1-6 ) .


    هذه المحاولة اقوى من المحاولة التى نقلتها من قبل و المشكلة ان الذين يؤلفون هذه المحاولات ليسوا بلغاء او موهوبين اصلا حتى يكون لمحاولاتهم قيمة , فقلما تجد اديب بليغ غير مسلم
    السؤال الذى يطرح نفسه :
    ما هو المعيار الموضوعى الذى يحدد مماثلة اى محاولة لمعارضة للقران او عدم مماثلتها له فى البلاغة؟
    سيقال مثلا ان المرجع فى معرفة ذلك الى المتخصصين فى البلاغة .
    حسنا هل هؤلاء المتخصصون مسلمون ام لا ؟
    اذا كانوا مسلمين فهم متهمون بالطبع بالانحياز للقران , و اذا كانوا غير مسلمين فهم متهمون بالعكس
    فكيف تقوم معرفة الاعجاز على هذا الاساس الهش ؟!
    و كما سبق ان المعجزة يجب ان يكون اعجازها واضحا لكل المطالبين بالايمان بنبوة النبى
    و معرفة الاعجاز البلاغى قاصرة على بعض العرب و هم المتخصصون فى البلاغة

    فماذا عن سائر العرب ؟

    و ماذا عن غير العرب ؟!!
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 02:12 AM

  13. #28

    افتراضي

    محمد لم يسجل قط له أن كذب في نبوءة وردت في القرأن أو في حديث من أحاديثه.
    دعنا نأخذ أمثلة :

    نجد في القرأن الكريم أن آيات كثيرة تعلن عن أن دين الأسلام سوف يظهر على غيره من الأديان وسوف يكون له الريادة والسيادة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون)..
    وقد تحقق هذا .
    هذا رغم كون القرآن ومحمد كانا يقولان بهذا في لحظات استضعاف كماهوالحال في مكة ، وكما هو الحال في تلك الليالي العصيبة في المدينةوهم يحفرون الخندق ليحتموا من قبائل العرب التي جيشت كل قواها لإفنائهم ،في تلك اللحظات العصيبة جدا قال محمد بانتصار المسلمين على كسرى وقيصر .
    وقد تحققت نبوءته.
    حسنا انتظر تفنيدك لما قاله الحداد فى ذلك :
    "جاء الوعد بظهور الاسلام " على الدين كله و لو كره المشركون " فى ( الفتح 18 ، الصف 9 ، التوبة 34 ) . فهل فى هذا الوعد نبوءة من علم الغيب ، أم انه اسلوب بيانى ؟

    من يرى فى هذا الوعد نبوءة من علم الغيب يصطدم بالتاريخ و بواقع حال العرب و المسلمين . إنى عربى و يؤلمنى ما أقول ، لكن الحقيقة أن يعرف الانسان نفسه . فإلى اليوم لم يتغلب الاسلام على المسيحية ، و لا على الهندوكية ، و لا على البوذية . إن الواقع البشرى فى الاديان مائل للعيان : فليس فى وعد القرآن من نبوءة ! و من أصر على أنها نبوءة جعل الواقع يكذبها .

    و ليس فى قوله " ليظهره على الدين كله " وعدا للمستقبل . بل هو أسلوب بيانى من باب التعميم فى معرض التخصيص . و هذا التخصيص ظاهر من قرينة " و لو كره المشركون " ، هو اصطلاح فيه للعرب الذين يخاطبهم .

    و نعرف من ( اسباب النزول ) ان حقيقة الوعد تسجيل لواقع يتحقق فى الجزيرة العربية . و جاء هذا التسجيل بعد انتصار جماعة محمد على اليهودية فى شمال الحجاز ( الفتح 18 ) ، و على المشركين فى مكة ( الصف 9 ) ، و على المسيحية العربية فى مشارف الشام ( التوبة 33 ) . و لا ننس ابدا أن الآيات القرآنية كانت تنزل بعد الاحداث لتسجيلها و استخلاص عبرها .

    فالوعد بظهور الاسلام " على الدين كله " مقصور على الجزيرة العربية . و هو حادث مشهود ، لا غيب موعود .

    و ليس فيه من عناصر النبوءة المعجزة شىء : فليس خارقا للعادة فى نشأة الاديان و انتشارها ، و لا تحدى فيه لغير العرب المشركين ، و لا هو سالم عن المعارضة بسيطرة غيره من الأديان على العالم .

    فالوعد تسجيل واقع مشهود فى الجزيرة العربية ."

    اما نبوءة النصر على كسرى و قيصر فهى خبر احاد لا يفيد اليقين و لا يحتج به فى اثبات اصل الدين .


    ،قد يقال إن هذه نبوءات أطلقها محمد بذكائه لتشجيع أتباعه ، وهو يعلم أن أمرها متروك إلى سنوات مقبلة ،فإذا حدثت تم تصديقه وإذا لم تحدث لن يقع شيء لن يكذبه أحد لأنه يكون قد مات.
    لكن هذا مردود عندما نجد أن محمد يعلن عن أمر غيبي سيتحقق في حياته كما هو الحال في فتح مكة.
    قال الحداد :"النبوءة بفتح مكة

    جاء بعد فتح الحديبية : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق : لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين ، محلقين رؤوسكم و مقصرين ، لا تخافون . فعلم ما لم تعلموا ، فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " ( الفتح 27 ) هو معاهدة الحديبية .

    التفسير الصحيح ، و ( أسباب النزول ) تمنع أن يكون فى الآية نبوءة غيبية . قال الجلالان : " رأى رسول الله صلعم فى النوم ، عام الحديبية ، قبل خروجه ، أنه يدخل مكة هو و أصحابه و يحلقون و يقصرون . فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا . فلما خرجوا معه ، و صدهم الكفار بالحديبية و رجعوا ، و شق عليهم ذلك ، و راب بعض المنافقين ، نزلت " . و يقول السيوطى فى ( أسباب النزول ) : " أخرج الغريابى و عبد بن حميد و البيهقى ، أنه يدخل مكة و أصحابه آمنين محلقين رؤوسهم و مقصرين . فلما نحر الهدى بالحديبية ، قال أصحابه : أين رؤياك ، يا رسول الله ؟ فنزلت " .

    فأصحاب محمد يشهدون بأن الوعد لم يتم . فليس فيه من نبوءة غيبية . قيل : لقد تحقق الوعد فى العام القابل . و لكن فى العام القابل ، دخلوا مكة بناء على معاهدة الحديبية ، لا بناء على وعد نبوى . و قد تخاذل صناديد قريش أمام قوة المسلمين الزاحفة . فليس فى الوعد معنى كشف الغيب ، إنما هو بنص القرآن القاطع " رؤيا " فى منام . و النبوءة الغيبية ، الخارقة للعادة ، السالمة عن المعارضة ، التى يتحدى بها كمعجزة له ، لا تكون " رؤيا " فى منام ! .

    و ظروف الحال تمنع الاعجاز ، فزمن النبوءة مجهول : فهو تارة قبل الخروج إلى الحديبية ، و تارة فى الحديبية ، و السورة التى تذكره من بعد الحديبية . و النبوءة المعجزة لا

    تكون مجهولة الزمان و المكان ، مجهولة المصير ، يجرى التاريخ بخلافها . فقد " قال أصحابه : أين رؤياك ، يا رسول الله " ؟

    فكل القرائن القرآنية و التاريخية تمنع من أن نرى فى " رؤيا " المنام نبوءة غيبية "
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 02:26 AM

  14. #29

    افتراضي

    بل أغرب من هذا إن محمد يعلن عن أمر غيبي في حق كافر يسمع ذلك الأمر ولا يستطيع ذلك الكافر المشرك أن يخالفه .فسورة "تبت يد أبي لهب " كما تعلم جاءت بأمر غيبي وهو أن أبا لهب سيموت هو وامرأته على الكفر.
    والغريب أن مكة كلها بكل أذكيائها لم تخطر لهم على البال فكرة كانت ستكون مدمرة ومقلقلة لمحمد . وهو أن يمثل أبا لهب دور المؤمن بالآسلام.
    وعيد القران لابى لهب ليس بالضرورة نبوءة غيبية , بل ان ذلك - كما ذكر ابن الوزير فى الايثار /335- خارج مخرج الوعيد لا مخرج الاخبار المحض , و الفرق بينهما واضح فان الوعيد مشروط بعدم التوبة مثل وعيد جميع الكافرين .
    و على فرض انه خبر محض فلو اعلن ابو لهب اسلامه لما وجد محمد مشكلة بل كان سيتهم ابا لهب بانه اسلم نفاقا و كذبا ! هكذا سيقول اى منكر لنبوة محمد
    فلا يجب ان يدمر اسلامه دين محمد !
    لكن هذا التفسير يثير مشكلة فالقول بان الاية تخبر خبرا محضا عن دخول ابولهب النار يثير سؤالا :
    هل ابو لهب مع ذلك مكلف بالايمان ام لا ؟ لا شك انه مكلف
    فكيف يكون مكلفا بان يؤمن بانه من اهل النار ؟!
    و كيف يكلفه الله بالايمان مع اخباره بان مصيره الى النار ؟ ان هذا تكليف بما لا يطاق و هو باطل .

  15. #30

    افتراضي

    من بين النبوءات التي قالها القرآن انتصار الروم على الفرس ؟،"غلبت الروم في أدنى الأرض ... الخ "
    وتحققت النبوءة.
    ثمة هنا احتمالات ثلاثة :
    إما أن تكون سورة "تبت يد أبي لهب" و"سورة الروم " والآيات المخبرة بفتح مكة "قيلت قبل وبالتالي فهي تنبؤ غيبي تحقق.
    وإما أن يكون محمد قد أضافها بعد انتصار الروم فعلا ، و بعد تحقق موت أبي لهب ،وفتح مكة .
    والاحتمال الثالث: أن يكون جامعوا القرآن قد أضافوها ليثبتوا القدرة التبؤية بالغيب في القرآن.
    ثلاثة احتمالات ،لو اختبرناها سنجد أن الاحتمال الوحيد المؤكد هو أن السور قيلت قبل تحقق ما تخبر به وجوديا ولم تضف بعديا .
    لأنه :
    إذا كان محمد قد أضافها بعديا ،فإنه بذلك سيفضح نفسه بين أتباعه ،حيث سيعلمون أنه يكذب عليهم ،فقد عاشوا في مكة ولم تكن سورة أبي لهب قد تنزلت.وحدث انتصار الروم ، ثم ابتدع محمد نص الأخبار به ، وحدث فتح مكة ثم أخبر به..ومن ثم ستكون فعلته هذه دليلا على عدم نبوته لا العكس. ومن ثم يستحيل عليه أن يقدم دليلا على كذبه بهذا الشكل الفاضح.
    يبقى احتمال أن يكون الصحابة الذين جمعوا القرآن أضافوها .
    لكن هذا الأحتمال الثاني هو نفسه مستبعد ،فلا أحد كان قادرا على أن يغامر بنفسه ليضيف سورة بأكملها . ولماذا يضيفها ؟ هل ليوجد للأسلام مسلمون مؤمنون به وبنبوة محمد ؟؟
    لقد حصل ذلك بالفعل ،ولم يكن الأمر محتاج إلى اختراع نبوءات وإضافتها إلى القرآن.

    نبوءة القران عن الروم مهمة جدا و قد فاتنى ان اشير الى انها كانت من اهم الامور التى كنت اقنع بها نفسى بنبوة محمد الى جانب البشارات به .و كنت احاول تفسير اعجاز القران بان المقصود به انه يتضمن نبوءات غيبية و انه لاجل ذلك يعجز الناس عن الاتيان بمثله لان الناس لا تعلم الغيب , لكنه راى متهافت و هو راى النظام ,فالقران ليس كله نبوءات غيبية ,كما انه لو اراد الله ان ياتى الناس بنبوءة غيبية لكفى ان يطالبهم بالاتيان باية واحدة تتضمن نبوءة واحدة و لا معنى لمطالبتهم بسورة بل و عشر سور ..
    على اى حال الاستاذ الحداد له رد على هذه النبوءة احب ان ارى رد الاخ حاتم عليه :

    "يرون نبوءة تاريخية كبرى فى قوله : " غلبت الروم فى أدنى الأرض ، و هم من بعد غلبهم سيغلبون فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل و من بعد ، و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم ، وعد الله ، لا يخلف اله وعده ، و لكن أكثر الناس لا يعلمون " ( الروم 2 – 6 ) .

    قصة الروم هذه لا تمت الى السورة التى تستفتحها بصلة . فلا يعرف زمانها . ثم ان لها قراءتين على المعلوم ( غلبت ) و على المجهول ( غلبت ) . و بحسب اختلاف القراءة قد تعنى الروم و الفرس ، أو الروم و العرب . و آية مجهولة المعنى لا تكون نبأ غيبيا .

    و ( أسباب النزول ) تؤيد ذلك ، قال السيوطى : " أخرج الترمذى عن أبى سعيد قال : لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين ، فنزلت ( آلم غلبت الروم ) الى قوله ( بنصر الله ) يعنى بفتح العين . و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه " – فعلى القراءة بالمعلوم ان الآية تسجيل واقع تاريخى مشهود ، يتوسم فيه المسلمون خيرا لهم تجاه المشركين . " و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شهاب قال : بلغنا ان المشركين كانوا يجادلون المسلمين و هم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلعم فيقولون : الروم يشهدون أنهم أهل كتاب ، و قد غلبتهم المجوس ، و أنتم تزعمون أنكم ستغلبونا بالكتاب الذى أنزل على نبيكم .

    فكيف غلبت المجوس الروم و هم أهل كتاب ، فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم . فأنزل الله ( آلم غلبت الروم ) . و أخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة و يحيى بن يعمر " – واقع الحال قبل الهجرة لا يسمح بمثل هذا الحوار ، فقد ظل المسلمون مغلوبين على أمرهم فى مكة حتى اضطروا إلى الهجرة الى يثرب . مع ذلك يستنتج السيوطى : " و قتادة فى الرواية الأولى على قراءة ( غلبت ) بالفتح لأنها نزلت يوم غلبهم يوم بدر . و الثانية على قراءة الضم ( غلبت ) فيكون معناه ، و هم من بعد غلبتهم فارس سيغلبهم المسلمون ، حتى يصح معنى الكلام ، و إلا لم يكن له كبير معنى " – فكبير المعنى عنده ان المسلمين سيغلبون الروم بعد انتصارهم على الفرس . و هذه نظرية ثالثة فى معنى الآية .

    و نبأ له ثلاثة معان ليس بنبوءة غيبية .

    و قد تكون القراءة على المجهول ، أى انتصار الروم على الفرس بعد هزيمة الروم ، هى الفضلى ، فى شبه اجماع . لكن على هذه الحال ، ليس فى الخبرمعنى النبوءة الغيبية ، " لأنها نزلت يوم غلبهم ، يوم بدر " ، انها تسجيل حدث مشهود عام 624 م فرح به المسلمون لنصر الإيمان ، كما فرحوا بنص بدر على مشركى العرب . و التاريخ خير شاهد : فقد بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م ، و فلسطين 614 م و مصر 618 م . و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م ، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا ، يوم نصر بدر . و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس ، و استرجع منها ذخيرة الصليب . فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود ."

    و دمتم سالمين ,,
    التعديل الأخير تم 12-10-2004 الساعة 02:44 AM

صفحة 2 من 7 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من يثبت لى نبوة محمد ؟
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 09:14 PM
  2. إعجاز يثبت نبوة محمد + الرد على مناقضيها
    بواسطة عبدالله العتيبـي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:04 PM
  3. وثائقي يثبت نبوة محمد The absolute truth
    بواسطة The Lord في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-12-2010, 12:57 AM
  4. ((((مشكلة الزميل القلم الحر))))
    بواسطة ومضة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 01:47 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء