صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 75 من 94

الموضوع: من يثبت لي نبوة محمد ؟ -حوار الدكتور حاتم مع القلم الحر

  1. #61

    افتراضي

    يبدو أنني لم أفهم مقصود كلامك من إدخال موضوع الألفاظ الأجنبية ردا على فكرة وجود ثراء لغوي .. والسبب ربما ضعف إدراك مني أو غموض في تعبيرك..

    خاصة وأنك في مداخلتك وقبل أن تأتي بجرد للألفاظ أجنبية قلت بالحرف :


    لدى اضافة فى انتظار تعقيبك حول مسالة الثراء اللغوى الذى اشرت الى وجوده فى القران ,فهناك ما قد يعكر على ذلك و هو استعمال القران لالفاظ اعجمية كثيرة .

    و للفائدة هذا سرد الألفاظ الواردة فى القرآن من ذلك، مرتبة على حروف المعجم :
    ذاك نص قولك في تعقيب على كلامي عن الثراء اللغوي الذي تحدثت عنه ..
    لكن المسألة ليست بذي أهمية..فجائز أ ن يقع في الحوار سوء فهم لأفكار طرفيه..

    لكن دعنا نقف لنحقق الأمر في مسألة وجود ألفاظ أجنبية في القرآن..
    يتبع
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  2. #62

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم3
    يبدو أنني لم أفهم مقصود كلامك من إدخال موضوع الألفاظ الأجنبية ردا على فكرة وجود ثراء لغوي .. والسبب ربما ضعف إدراك مني أو غموض في تعبيرك..
    بل هو غموض فى عبارتى و غلط ايضا فقد ورد فى مداخلة لى القول بتنافى استخدام الالفاظ الاعجمية مع الثراء اللغوى , و هى زلة منى و انما مرادى كما اوضحت بعد ذلك تنافى استخدام تلك الالفاظ مع الاعجاز اللغوى , و هناك اشكالات اخرى اهم و اقوى على دعوى الاعجاز اللغوى و البيانى فى القران , لكن الواقع ان المسالة غير مهمة فلا اهمية للرد على دعوى الاعجاز البيانى فى القران بعد ان بين الاخ حاتم ان حقيقة الاعجاز القرانى فى هديه و معانيه لا لغته و الفاظه .
    التعديل الأخير تم 01-14-2005 الساعة 07:03 PM

  3. #63

    افتراضي

    قلت أريد أن أتوقف عند مسألة لغة القرآن لنحقق في الأمر هل بالفعل في نص القرآن ألفاظ أعجمية ؟؟
    لا أعتقد بذلك ..أو على الأقل لست معتقدا بكون القول بوجد ألفاظ أجنبية في القرآن قول مؤكد . هذا وإن قال به السيوطي وغيره.
    ودليلي على ذلك أوضحه بما يلي :


    معلوم عند دارسي اللغات أن الشعوب التي تتعالق ببعضها سواء بروابط تجارية أو تواصل أو حتى احتكاك عسكري تكون من حيث لغاتها شاهدة على هذا التواصل والتماس ، فنجد في ألسنتها ألفاظا دخيلة من لغات غيرها . والشعوب التي تنحصر في وجودها وتتسيج خلف حواجز تضاريسية تمنعها من الاتصال بغيرها تجدها محدودة في لسانها اللغوي . ومن بين الملحوظات التي أكدتها الأبحاث أن الشعوب الأصلية في أستراليا لم تكن لغتها تزيد على مئة كلمة ! وكان هذا الانغلاق الجغرافي سببا في فقر ومحدودية معجمهم اللغوي .
    ومن المعلوم أن الجزيرة العربية لم تكن منطقة معزولة عن العالم ، بل هي بحكم تضاريسها الصحراوية كانت تضطر العرب إلى الارتحال التجاري فكانت لهم رحلتان أساسيتان ، رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام، وكان من البدهي خلال هذه الرحلات أن يحدث تواصل وتفاعل ثقافي ولسني ،فتتناقل ألفاظ وترتحل مع البضائع ،إذ من الثابت في التاريخ الإنساني، أن التبادل التجاري بين الشعوب يتم فيه تناقل السلع المادية والفكرية أيضا .ومن ثم ليس من المستغرب أن نجد في لغة العرب ألفاظا لها مثيلها في اللغات الأجنبية المحيطة والقريبة جغرافيا من الجزيرة العربية .

    في هذا السياق نأتي إلى النص القرآني حيث لابد من قول في شأن نزول القرآن على لغة قريش ،حيث نعلم أن مكة كانت أكثر مدن الجزيرة وقراها من حيث الاتصال والامتزاج بغيرها ، فهي بحكم مركزها الديني كانت محل استقطاب سنوي لمختلف قبائل العرب في موسم الحج . ومن الطبيعي أن هذا الاجتماع السنوي كان لابد أن يستقدم معه إلى لهجة قريش ألفاظا من لهجات العرب الأخرى. وهي لهجات متعددة ومتباينة ، وإن كانت كلها عربية. فقد كشفت الحفريات المعاصرة في الجزيرة وجود تباين ملحوظ في لهجات العرب ما بين لهجات الشمال ولهجات الجنوب ، ومما يورده الأستاذ جويدي نصوص من اللغة العربية الحميرية يؤكد اختلافها عن اللغة الحجازية القر شية ، ونأخذ كمثال على ذلك هذه العبارة : "وهيم وأخهو بنو كلبت هقنيو ال مقه ذهرن ذن فرندن حجن وقههمو بمسالهو لو فيهمو وسعد همو نعمتم ". وهو قول رغم كونه ينتمي إلى اللغة العربية في لفظه وبنائه ،إلا أنه لهجة مختلفة عن لهجة قريش اختلافا ملحوظا . وترجمة تلك العبارة الآنف ذكرها " وهاب (إسم رجل ) وأخوه بنو كلب أعطوا المقه ( إسم إله في هران ) هذا اللوح لأنه أجابهم عن سؤالهم وسلمهم وساعدهم بنعمته " .
    وبالفعل تنبه علماؤنا منذ القديم ومنهم السيوطي إلى اختلاف اللهجة العربية الحميرية عن لهجة الشمال الحجازية.

    وعد على بدء :
    إذن ثمة تباين في لهجات العرب ، وبما أن مكة لم تكن معزولة فمن الطبيعي أن تكون لغتها محملة بألفاظ ومفردات استخلصتها حركة الاتصال والتلاقي بينها وبين غيرها من القبائل والشعوب. ومن ثم من الطبيعي أن يجد العلماء في القرآن الكريم – وهو المنزل بلغة قريش – ألفاظا لها ما يشبهها أو يطابقها مطابقة تامة في لغات أجنبية عديدة ، وذلك مثل "سجل" ،أي الكتاب باللسان الفارسي ، و"قسوره" الذي يعني الأسد بالحبشية ، و "هيت لك " – هلم بالقبطية – و"سندس" بالفارسية والهندية ... وغيرها . بل إن هذه الألفاظ الأجنبية على لغة قريش هو ما وعاه بعض المفسرين فاستحضروه لتفسير بعض آيات من القرآن الكريم ، ومثال ذلك تفسير السيوطي لقوله عز وجل "لو أردنا أن نتخذ لهوا "، حيث نقل أن لفظ "لهو" يعني امرأة بلسان أهل اليمن. ومثله تفسير بن كثير للفظ "افتح" في قوله عز وجل "افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين" حيث فسر كلمة "افتح" بمعنى "أُحكم" ، مؤكدا أن لفظ "افتح" في الآية لم يرد بمعناها عند لغة قريش، بل ورد هنا بمدلوله عند لغة أهل اليمن. ويورد القرطبي حادثة عمر بن الخطاب الذي قال إنه لم يعرف معنى هذه الآية إلا عندما جاءه رجلان من اليمن متنازعين قائلين له "يا أمير المؤمنين ،بالله عليك افتح بيننا !!" فوقف عمر مشدوها لا يدري ماذا يفتح ، حتى أوضحوا له بأن " افتح " معناها عند أهل اليمن "أحكم". ففهم المراد من قولهما ، وفهم المراد من الآية أيضا.
    ووجود ألفاظ في القرآن لها مثيلها في اللغات الأجنبية هو ما سيطرح في الدراسات القرآنية القديمة سؤال لغة القرآن ، هل هي عربية خالصة في جميع ألفاظها ، أم في النص القرآني ألفاظ غير عربية؟
    ومن المعلوم أن العلماء انقسموا في شأن هذا السؤال إلى موقفين متعارضين بينهما موقف توفيقي ، فبعضهم ينكر أن يكون في القرآن لفظ غير عربي، والبعض الآخر يرد هذ1 الموقف وينتقده.
    فلنعرض لأدلة الفريقين المتعارضين ،قبل بيان وجهة نظرنا في الموضوع:
    يذهب العديد من علمائنا إلى نفي وجود ألفاظ أعجمية في نص القرآن. ونجد هذا الموقف معبرا عنه من قبل علماء العربية مثل أبي عبيدة فيما يحكيه عن أبي الحسن بن فارس الذي قال :" إنما أُنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول " . كما ذهب هذا المذهب فقهاء ومفسرون ، فمن أشهر من شدد النقد على القائلين بورود ألفاظ غير عربية في القرآن الأمام الشافعي في كتابه الأشهر "الرسالة" ،حيث يقول : " ومن جماع علم كتاب الله‏:‏ العلمُ بأن جميع كتاب الله إنما نزل بلسان العرب‏." وبن جرير الطبري حيث خصص للموضوع جزءا من مقدمة تفسيره. والعلامة أبو بكر الباقلاني صاحب كتاب "إعجاز القرآن" ، والإمام الزركشي في كتاب "البرهان في علوم القرآن " .
    ومن بين أدلة هذا الفريق استحضار نصوص وآيات القرآن الدالة على عربيته مثل : قوله سبحانه: "إِنَّا أنزلناه قرآنا عربِيا" ، وقوله "وكذلك أنزلناه حكماً عربيّا" ،و "وكذلك أنزلناه قرآناً عربيّاً وصَرَّفنا فيه من الوعيد"، و "قرآنا عربيّا غير ذي عوج لعلهم يتقون"
    ...
    وغير هذه وتلك من الآيات . فالإمام الشافعي يعد ما سبق دليلا واضحا على عربية لغة القرآن ، إذ يقول :" والقُرَآن يدل على أنْ ليس من كتاب الله شيء إلا بلسان العرب‏.‏" ومن هذه الاستدلالات النقلية الدالة التي يحرص صاحب "الرسالة" على نقلها بوصفها نفيا لإمكان وجود ألفاظ غير عربية، قوله سبحانه "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين"، وقوله تعالى: "ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصّلت آيَاته أأعجمي وعربي قل هو لِلَّذِينَ آمنوا هدى وشفاءٌ".
    ففي آيات القرآن – حسب الشافعي - نفي قاطع لعجمة ألفاظه.
    ومما استدلوا به على موقفهم هذا بالإضافة إلى الاستدلالات النقلية التي عرضنا نموذجا منها ، أن قريش ما كانت لتفوت على النبي صلى الله عليه وسلم التشنيع عليه لو استعمل ألفاظا حبشية ويونانية وسريانية وفارسية... فلو فعل ذلك لاتخذوها حجة للشغب عليه ،إذ كيف يخاطبهم بألفاظ ليست من لغتهم.

    هذه خلاصة دليل من قال بأن كل لفظ في القرآن عربي . لكن إلى جانب هذا الموقف هناك ،كما أسلفنا القول، موقف ثان معارض لما سبق . فهناك من العلماء من قال بوجود ألفاظ غير عربية في القرآن ، ومن هؤلاء الأمام السيوطي الذي خص هذه الموضوع بكتاب مستقل عنونه ب " "المهذب في ما في القرآن من المعرب"وإذا كان نص هذا الكتاب مفقود ،فإن خلاصة موقف السيوطي نجدها مسطورة في كتابه الشهير "الأتقان".. ويقف السيوطي بعض الالفاظ مشيرا إلى وجودها في لغات أجنبية ...حتى أنه أحصى في كتابه الأتقان ما يزيد على مئة لفظ.

    لكن بعد تطور الدراسات اللغوية المعاصرة وبعد أن تأكد الأصل المشترك لكثير من اللغات (العربية والحبشية الكنعانية ....) تأكد أن القرآن لم يأت بلفظ من غير العربية ،بل إن كل ألفاظه عربي قح ، صحيح إن بعضها ليس بلغة قريش ،لكنه عربي من حيث الأصل ، حيث تجده دارج في ألسنة قبائل عربية أخرى. أو شعوب تنتمي إلى الأصل السامي ،أي تشترك في أصولها اللغوية البعيدة مع اللغة العربية.
    وعندما نقول إن القرآن نزل بلغة قريش فليس معناه أنه أخذ لغتهم واقتصر عليها ، بل أعاد بناءها ووسع المعجم العربي القرشي ، ورفده بمجموعة من الألفاظ وترقى به وبلهجة قريش إلى أن أصبحت لغة سائغة متكاملة ذات ثراء ملفت للأنتباه في معجمها وصيغها الأشتقاقية.
    لكن ما العمل مع ألفاظ أخرى من لغات غير اللغات السامية ،كألفاظ من اللغة الفارسية وأخرى من الهندية.. إن القول في هذا قد بحث وتم التوكيد على أن هذه الألفاظ عربية الأصل ، ولذا جاز أن تكون قد تناقلت عبر التواصل التجاري وغيره من العربية إلى تلك اللغات.

    لكن سبق أن قلنا أن الشعوب تتلاقى وتتواصل وتتبادل مع السلع المادية سلعا فكرية ومن ضمنها ألفاظ اللغة. فم الاذي يمنع القول بأن قبائل العرب استعارت ألفاظا من لغات شعوب تواصلت معها ؟

    أجل ليس ثمة مانع وهذا ما يفتح الباب أمام رأي ثالث وجيه في تفسير الأشكال وهو :
    أن القرآن لم يستعمل لفظا أجنبيا ، إنما استعمل من الألفاظ ما كان قد دخل إلى العربية وجرى على ألسنة أهلها وقبائلها.
    فيصبح من ثم القرآن عربي في ألفاظه وصيغه التعبيرية.
    ما الدليل على ذلك ؟
    الدليل أن الألفاظ الملحوظة في النص القرآني هي غير مناشزة صوتيا وتركيبيا مع بنية اللغة العربية.
    ثم ثانيا :لو كان القرآن أخذ ألفاظا لم تكن مستعملة عند العرب فإن قريش كان لها بذلك مدخل سهل للتشنيع عليه وعلى فصاحته.ولكننا لا نجد في نصوص السيرة استهجانا واستثقالا للغة القرآن بل اعجابا بها وانبهارا بفصاحتها حتى من قبل المشركين.
    التعديل الأخير تم 01-14-2005 الساعة 07:31 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  4. #64

    افتراضي

    وبعد أن كتبت هذه السطور قرأت مداخلة زميلي القلم الحر في الشريط الموضوع للتعليق على حوارنا الثنائي هذا
    فوجدته يقول ردا على الرأي القائل بأن استعمال ألفاظ غير عربية في القرآن لا ينفي عروبته :

    ان استخدام الفاظ اعجمية لا ينفى عروبة القران ,و ليس هذا هو الاشكال فى نظرى بل نتحدث عن تعارض استعمال الفاظ اعجمية لها بديل عربى مع الفصاحة التامة المفترضة فى القران و مع الاعجاز اللغوى الذى يعتقد المسلمون بوجوده فى القران ,
    وتعقيبي على ما سبق هو أنني سآخذ نموذجا واضحا من القس الحداد صاحب الشبهة والاعتراض ، حيث يقول في تشنيعه على بلاغة القرآن بحجة أنه استعمل ألفاظا أعجمية مع أنه كان له بديل عربي أفصح وأجمل من تلك الألفاظ :
    كتب القس الحداد :

    ومنها ما يشوش المعنى بحرفه العربى، كقوله:

    " فناداها من تحتها" : اى من بطنها! " وقولوا: حِطه" اى صواباً؛ " سكراً ورزقاً حسناً " اى مسكراً ورزقاً حسناً؛ " فوم" : الحنطة ؛ " قطناً" : كتابنا! " كفرعنا" أو " كفّر عنهم" : محا - فالله تعالى يمحو الإثم ولا يكفّر عنه! " كيل بعير" اى حمار! الخ ...


    والمتأمل هذه الأمثلة يتضح له بوضوح من يخل بجمالية التعبير هل نص القرآن أم هذه الأستبدالات الغبية التي يقترحها الحداد ،
    إسمعوا

    فبدل "فناداها من تحتها " كان على القرآن أن يقول "فناداها من بطنها"
    وبدل " ونزداد كيل بعير " يقول الحداد أن القول الأفضل والأبلغ هو " ونزداد حمارا"
    !!!!!!!!!!!
    ولا تعليق .. إلا أن أقول نسمع كثيرا عن بلاغة القرآن لكن عندما يتجرأ أحدهم فيستبدل لفظا في القرآن بآخر نحس حقيقة وعيانا بهذه البلاغة ونذوقها ..فشكرا للحداد على خدمته للقرآن من حيث أراد الأساءة إليه!!!!!!
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  5. #65

    افتراضي

    كتب زميلي القلم الحر

    و لا زلت ارى ان هذا لا يدل على ان القران ليس من تاليف محمد , فهو كما يعتقد كافة المسلمين افصح من نطق بالضاد ,و الثراء اللغوى يحتاج انجازه الى احاطة بالالفاظ العربية ,و قدرة على توظيفها فى عبارات ,و هذا متوفر بالتاكيد فى افصح من نطق بالضاد سيما و نحن نتحدث عن كتاب تم تاليفه فى اكثر من عشرين عاما و يحتوى على اكثر من 77 الف كلمة .


    أرى أنني أختلف مع زميلي القلم الحر في هذه المسألة فالفصاحة لا تتم بالضرورة بسبب استعمال هذاالمقدار الغريب من الثراء اللغوي . والدليل على ذلك واضح وهو يمكن لنا أن نأخذ بعض القصائد الشعرية ونقارنها بأخرى ، فسنجد أن أجمل القصائد ليست بالضرورة أكثرها استعمالا للجذور اللغوية. تحضرني بالمناسبة قصيدة "لكل شيء إذا ما تم نقصان.." أو قصيدة "إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا/// والأفق طلق ومرآى الأرض قد راقا...لم ترتبط فصاحة قصيدة بكم الجذور اللغوية المستعملة فيها.وإن ارتبطت باستعمال اللفظ المناسب في مقامه.
    بل كأني بالقرآن وهو يحرص على استجماع الثروة اللغوية العربية يهدف إلى أمر آخر أكبر من الفصاحة وتجميل العبارة ، إن استعمال القرآن لهذا العدد الهائل من الجذور اللغوية كان بذلك يؤسس للعرب لغتهم ،فمعلوم أن اللهجات كانت متباينة ، ومعلوم أن نص القرآن سيكون هو النص المؤسس للفكر والشعور العربي ، وكان هو المؤسس أيضا للغته وعلومها.بل إن الأبحاث المعاصرة وما دلت عليه الحفريات في الجزيرة العربية أكدت أن اللهجات العربية كانت متباينة ، وأن القرآن الكريم قام بعملية إعادة بناء اللغة وتوسيعها على نحو ملفت للأنتباه.

    الجذور الرباعية فى تاج العروس = 4081
    الجذور الرباعية فى القران = 47

    اى ان القران لم يستعمل الا 1.16%فقط من الجذور الرباعية و اهدر اكثر من 98%منها .

    لايطعن في الثراء اللغوي للقرآن ما سبق قوله عن نسبة استعمال الجذور الرباعية ،لأن نسبة الأستعمال هذه ينبغي أن تقارن مع نسبة استعمال هذه الجذور في كتب أخرى حتى يصح القياس.



    الجذور الخماسية فى تاج العروس = 300
    الجذور الخماسية فى القران = 1
    اى ان القران لم يستعمل الا جذر خماسى واحد من مجموع 300 جذر
    أما أن القرآن الكريم استعمل جذورا ثلاثية بشكل ثري ولكنه لم يستعمل من الجذور الخماسية إلا واحدا ،فالجميع يعلم أن هذا ليس نقدا للفكرة ، والجميع يعلم أن اللغة العربية في بنائها تقوم أساسا على الجذر الثلاثي . أما الجذر الخماسي فهو من المهمل والمستثقل في الاستعمال ، ويكفي أنك أوردت أن عدد الجذور الخماسية في تاج العروس – وهو كما تعلم أوسع معاجم اللغة – لم يزد على ثلاثمئة. فهو جذر قليل ونادر الأستعمال.

    ومن ثم فالأمر الأكيد هو أن القرآن يمتاز بثراء لغوي ملحوظ.

    على ان الاخ الفاضل لم يثبت اصلا تفرد القران بهذا الثراء اللغوى ,و لم يقدم دليلا على ان" اى أديب مهما بلغ ثراؤه اللغوي واقتداره في التعبير لن يستخدم في الغالب أكثر من 5% من أصول كلمات اللغة ولو كتب آلاف المجلدات"
    و قد طالبنى بدليل على حصول نحو هذا الثراء فى نهج البلاغة مع انه لم يقدم دليلا على جزمه بان النهج ليس فيه مثل هذا المقدار الغريب من الأكتناز للغة وجذورها .
    اعتراض في محله .لأنني أنا نفسي لم أقم بالأحصاء بل أخذته جاهزا ممن قاموا به.وقد أحلت على المرجع في أول مداخلة لي في شأن هذه الأحصائيات.
    فقولي السابق إذن مأخوذ عن دراسة إحصائية.. وإن كان عندي من الوقت والعلم ما يمكنني من إجراء مقاربات إحصائية مماثلة على كتاب "نهج البلاغة " أو غيره لفعلت .أما أنني أشترط على زميلي بأن يقوم بإحصاء بديل لينقض ما سبق قوله ، فهذا من باب أنني اعتمدت على إحصائية موجودة - لم تنتقد -
    ولكن له الحق في أن لا يقتنع بها أو يشكك فيها .
    التعديل الأخير تم 01-15-2005 الساعة 01:43 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  6. #66

    افتراضي

    ثانيا- اختلاف اسلوب القران عن اسلوب الاحاديث النبوية :

    الطريف فى المسالة ان الامام السيوطى نقل خلافا بين المسلمين فى مسالة نزول القران : هل نزل بالمعنى فقط ,ام بالمعنى و اللفظ ؟! و ذكر فى المسالة ثلاثة اقوال :
    ....
    ان جبريل انما نزل بالمعانى خاصة , و انه صلى الله عليه و سلم علم تلك المعانى و عبر عنها بلغة العرب
    و تمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ )
    ....
    فعلى القول بان القران نزل بالمعنى فقط ثم عبر النبى عن هذا المعنى بالفاظ من انشائه فلا وجه لهذا الاشكال اذن ,و يكون السبب فى اختلاف اسلوب محمد فى القران عن اسلوبه فى الاحاديث حرصه على تميز القران عن غيره حتى لا يظن ان احاديثه الاخرى من القران
    .

    أولا لقد سبق أن أشرت إلى أن الأمام السيوطي رجل يجمع في كتبه مختلف الأقوال ولو مرجوحها. حتى رماه البعض بكونه "حاطب ليل" وذلك لما رأوه في كتبه من غريب الأقوال ومرجوحها.
    لكن قول السيوطي السابق لا يطعن بتاتا في الأستدلال الذي قلته.
    لنتأمل :
    قلت إن كل أديب أو كاتب له أسلوبه المميز الذي يفترق به عن غيره. فأسلوب العقاد في نثره ممايز ومخالف تمام الممايزة لأسلوب طه حسين ، وأسلوب المتنبي في شعره مخالف وممايز تمام المخالفة لأسلوب البحتري وغيره..
    وعندما نراجع كتابات كاتب ما سنرى أن أسلوبه في كل كتاباته يحمل طابعا مميزا.
    لكن محمدا عليه أفضل الصلاة والسلام يختلف عن غيره بأسلوب القرآن عن أسلوب أحاديثه.
    وهنا يطرح السؤال :
    ما الذي يجعله يختلف في هذين الأسلوبين ؟
    نأتي إلى الفرضية التي تقول بأن القرآن ليس وحيا :إذن فمحمد عليه الصلاة والسلام كان يحرص في القرآن على صوغه بأسلوب خاص يختلف عن صياغة أحاديثه وخطبه.
    ما يعترض هذه الفرضية هو أن البحث في التركيب الأسلوبي للأدباء والشعراء يثبت أن الكاتب حتى لو أراد أن يكتب بأسلوبين متمايزين فإنه يعجز عن ذلك. أما لو فعلها بتلقائية فيستحيل عليه أصلا الخروج عن طبيعة أسلوبه.
    و في زمن محمدعليه الصلاة والسلام لم تكن الدرسات الأسلوبية قد تطورت إلى تسطير هذه الحقيقة ،فلا مناص إذن إلا أن نقول بتلقائيته في كتابته للقرآن، على فرض أنه هو كاتبه.
    نصل مما سبق إلى أن هذه اللفرضية تعجز عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة في اختلاف أسلوب القرآن عن أسلوب محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه.
    ومن ثم تبقى الفرضية الصحيحة هي أن مصدر القرآن مخالف لمصدر الأحاديث.
    نأتي الآن إلى القول الذي أوردته نقلا عن السيوطي ، أرى أن القول بأن القرآن نزل بالمعنى وأن محمد صلى الله عليه وسلم صاغه . قول ليس مرجوحا فقط بل مرفوضا بإجماع.
    و ما يزيد في رفضه وتهافته هو ما سبق أن قلناه .فلو أعطينا كاتبا معان فإنه حتما سيعبر عنها بأسلوبه الشخصي . فلماذا اختلف الأسلوب الشخصي لمحمد صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن أسولب القرآن.
    النتيجة التي نصل إليها مرة أخرى هي أن القرآن يختلف عن الحديث من حيث المصدر.

    و قد وقع ذلك بالفعل , فقد ظن الصحابى الجليل ابى بن كعب ان بعض ادعية النبى سور قرانية , للتماثل بينهما فى الاسلوب !

    - سورة الخلع :


    " اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ (1)ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك (2) ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك(3)"

    - سورة الحفد:


    " اَللّهُمّ إيّاكَ نَعْبُدُ (1)ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ(2) وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ(3) نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد(4) إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ (5) "




    و بالمناسبة هاهما سورتان " من مثله " وفقا للراى القائل بان المقصود بالتحدى القرانى التحدى بالنظم و الفصاحة .
    رأيي أن هذه الأدعية النبوية لا تماثل القرآن ، وأرى أن في وضعها بوسمها سورة والحرص على تجزئة فقراتها بأرقام لأنتحال صفة القرآن والاتصاف بميسمه دليل على أن فاعل ذلك يحس شعوريا بكون هذه السطور تحتاج إلى أشياء كثيرة لكي تشابه القرآن!!!
    لكن دعنا نفترض أن هذه الأدعية تشابه القرآن في الأسلوب.
    كيف نفسر هذا التشابه ؟؟؟؟؟
    تفسيره في نظري سهل ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هنا متأثرا بلغة القرآن. وهو المكثر لقرائته والتعبد به ،فليس من المستغرب أن يحدث في سطر أو سطرين من آلاف أحاديثه ومئات أدعيته تأثر بلغة القرآن ونمطه الأسلوبي الفريد.
    وليس هذا هو شأن النبي صلى الله عليه وسلم وحده ،بل شأن كل من تنشأ على سماع القرآن ، حيث نجد في نصوص أدباء وشعراء عديدين ملامح من التأثير للغة القرآن في أسلوبهم . وهو مما يمكن أن يفسر من خلال نظرية التناص المعروفة في النقد الأدبي.


    و ظن فى المقابل الصحابى الجليل ابن مسعود ان المعوذتين من كلام النبى غير القران.
    بالنسبة لأبن مسعود وحكايته مع المعوذتين ، فإنني أرى أنه لم ينكر أنهما من القرآن بل أنه قال بأنه لم يجدهما في ما كتبه هو من القرآن . بمعنى أنه ليس عنده في النسخة التي كتب هذه السور القرآنية.
    ويكفي تهافتا للرأي القائل بأنه يعتقد أنهما ليسا من القرآن أن نستحضر الموقف المنسوب إليه كاملا . حيث سنلاحظ أن هذا الموقف لا يتعلق بالمعوذتين فقط ،بل وبسورة الفاتحة أيضا!!!!!!!
    والفاتحة وردت في شأنها أحاديث عديدة تقطع بقرآنيتها. ويكفي في ذلك ابتداء الصلاة بها واشتراطها "لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"!!!
    لذا عندما نقرأ الموقف المنسوب إلى بن مسعود في كليته _ أي الفاتحة والمعوذتين - يجعلنا نشك في صحة هذا الموقف . وهذا ما جعل الأمام بن حزم يطعن في الرواية المنسوبة إلى بن مسعود من أصلها.
    لكن حتى لو صدقنا الرواية بحجة أن بن حجر صححها ،فمعناها لا ينصرف إلى التشكيك في كون الفاتحة والمعوذتين من القرآن ،بل كل ما تفيده الرواية هو أن هذه السور لم تكن مكتوبة عند بن مسعود.
    وهذا أمر غير مستغرب فالعديد من الصحابة لم يكن لديهم في نسخهم نص القرآن كله بجميع سوره.

    و هناك تعليل اخر لاختلاف اسلوب القران عن اسلوب الاحاديث و هو التعليل الذى يتبادر الى ذهن اى منكر لنبوة محمد :
    انه منطقى ان يتجنب محمد استعمال اسلوب القران المميز فى كلامه حتى يوهم الناس ان القران ليس من تاليفه , بدليل ان اسلوبه فى الحديث يختلف عن اسلوب القران .
    أقول : ليس الأمر بالمنطقي !! فمن الناحية النفسية يستحيل عليه إخفاء نمط أسلوبه بهذا الشكل.ف"الأسلوب هو الرجل نفسه" كما يقول بوفون.وأرجو بالمناسبة مراجعة دراسات سيكلوجية في مسألة الكفاءة والأستعمال اللسني للغة .
    التعديل الأخير تم 01-15-2005 الساعة 03:05 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  7. #67

    افتراضي

    ثالثا - التحدى القرانى :


    وافقنى الاخ الكريم فى ان التحدى القرانى بالهدى لا بالنظم .
    مسألة حقيقة التحدي القرآني أراها في العلم القرآني . لكن هذا لا يعني أنني لا أراه بلغ الذروة في البلاغة. إنما شخصيا أرى أن القرآن لم ينزل ليتغلب على مهارات البشر في رصف ألفاظ بجوار أخرى ! وإن كان في تركيبه الأسلوبي فاق البشر في بلاغتهم. لكن أرى أن في القرآن من الحقائق المعرفية ما يعجز ان تأتي به القدرة البشرية.
    لذا أميز بين حقيقة الأعجاز ووجوه الأعجاز ومظاهره. فالبلاغة وجه من وجوه الأعجاز القرآني. لكنها ليست هي حقيقة الأعجاز .

    سأوضح ذلك عندما نأتي إلى بحث حقيقة الأعجاز إن شاء الله تعالى.
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  8. #68

    افتراضي

    اشكال هام :

    قبل ان ندخل فى صلب مسالة اعجاز القران ,هناك اشكال مهم حيرنى كثيرا ..

    لماذا لم يصرح القران بانه معجز قبل نزول سورة الاسراء ؟!و لماذا لم يحتج النبى باعجاز القران فى رده على مطالبات قومه له باية و معجزة ؟!
    ......

    ان القران لم يصرح بانه معجز الا فى سورة الاسراء :"لا ياتون بمثله " و قد روى انها مدنية , و فى سورة البقرة المدنية :"و لن تفعلوا "

    فلماذا لم يصرح بانه معجز قبل ذلك ؟!
    أولا سورة الأسراء مكية ، بل يكفي دلالة على مكيتها اسمها المقترن بحدث الأسراء ، وهو حدث مكي.

    اعنى ان اية "لا ياتون بمثله " روى انها مدنية كما فى تفسير الطبرى و ابن كثير ,والرواية من طريق محمد مولى زيد بن ثابت و قد وثقه ابن حبان و قال الذهبى فى الميزان :لا يعرف ,اما سورة الاسراء فمكية و السور المكية قد تضم ايات مدنية .
    و المقصود ان القران لم يصرح بانه معجز قبل سورة الاسراء اى بعد نزول نحو 50 سورة , فهل لم يكن محمد يعلم ان القران معجز بل معجزته الكبرى الا بعد نزول 50 سورة منه ؟!
    بالنسبة لما أنا مقتنع به من روايات ترتيب النزول فهو ترتيب بن عباس ،و أول تصريح قرآني بأنه معجز لم يكن في سورة الاسراء بل في سورة القصص وهي قبل سورة الاسراء نزولا بحسب ترتيب بن عباس. حيث قال سبحانه :
    "قل : فأتوا بكتاب من عند الله أهدى منهما أتبعه ، إن كنتم صادقين " ( القصص 49– 50)
    ثم جاءت من بعد سورة الاسراء بآية :" قل : لئن اجتمعت الأنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا " ( الاسراء 88 ) .
    نأتي الآن إلى بحث الأسئلة التي طرحها زميلي :
    هل لم يكن محمد يعلم ان القران معجز بل معجزته الكبرى الا بعد نزول 50 سورة منه ؟
    بل إن إعجازه كان بينا حتى قبل نزول هذه الخمسين - إذا أخذنا بترتيب النزول الذي أخذه زميلي القلم الحر ، أي على فرض أن سورة الأسراء هي أول إعلان للتحدي. لكن حتى لو أخذنا بسورة القصص فإننا لن ندفع بسؤال زميلينا القلم الحر لأننا نحصل عندئذ على سبع وأربعين سورة.
    لكن هل معنى هذا أن محمدا لم يكن يعلم بأن سوره معجزة حتى وصلت إلى الخمسين أو لى سبع وأربعين ؟؟؟
    لا أعتقد بذلك ، وإليك الدليل الذي أنا مقتنع به :

    لقد أعلن القرآن أن الناس عاجزين عن أن يأتوا بمثله في سورة القصص ،،،

    وهنا أتسائل لماذا ورد التحدي في سورة القصص بالضبط ؟ لماذا لم يرد في سورة أخرى ؟ ما هو السياق الذي وردت في آية التحدي ؟

    لو رجعنا إلى السيرة سنقف عند أمر يبرر هذا الأعلان وهو :
    أن سورة القصص نزلت بعد أن أخذت قريش في محاولة منافسة الخطاب القرآني وتلهية الناس عنه .فقد أدركت قريش أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وآيات القرآن أخذت تنفذ إلى القلوب ، فأكثرت قريش من التشويش عليه ، وضرب كل من يعلنه ويقرأه على الملأ ، ثم لما أحست بالعجز ، فكرت في حيلة تقاوم الخطاب القرآني بخطاب آخر بديل ، فطلبت من النضر بن الحارث ، وهو رجل متمكن من حكايات وأساطير وتواريخ الشعوب ، بأن يجلس للناس يحكي لهم الحوادث الغابرة لتلهيتهم عن سماع القرآن .
    وفشلت الحيلة الجديدة ، وأدركت قريش أن ما يرويه النضر بن الحارث هو ما يصدق عليه أساطير الأولين ،بينما محمد كان يلقي بحقائق مذهلة تنفذ إلى القلب والعقل وتحرك في داخل الأنسان حس الاستفهام وتشككه في عقيدته الوثنية الساذجة ، وتفتح أفقه العقلي أمام عقيدة توحيدية صافية واضحة مقنعة.وأدركت قريش أن هذه الحقيقة الدينية الجديدة التي يعلنها محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن تقاوم إلا بمن له علم بالأديان.فأخت تفكر في الأستعانة باليهود لأنهم أهل كتاب.
    ونبهها القرآن إلى هذا العجز فنزلت سورة القصص تقول :
    بسم الله الرحمن الرحيم

    طسم

    تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ

    نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

    إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ "
    ومضت السورة في بيان مقام النبوة ( موسى ) والصراع مع الطغيان (فرعون )...

    وبعد التفصيل في أحداث الصراع بين موسى وفرعون ، جائت السورة لتؤكد أن ما أوردته من حقائق هي من الوحي وليست من محمد صلى الله عليه وسلم.
    لاحظ الآيات التالية :

    وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ

    وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ

    وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ


    وعود إلى أمر التحدي ...
    أرى أن التحدي الوارد في سورة القصص لم يكن موجها لقريش وحدها بل كان أساسا موجها لليهود ، وذلك لأن مجرد ذهاب قريش للأستعانة باليهود هو دال على عجزها، فيبقى الأمر هو إعلان القرآن لتحديه لليهود.
    ما دليلي على ذلك ؟


    الدليل واضح في في سورة القصص ، فهي كلها سرد لقصة موسى عليه السلام .
    ثم قبل آية التحدي
    قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ .
    جائت قبلها مباشرة آيات تخاطب اليهود مباشرة :

    لنتأمل
    فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ .قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ .


    إذن تفسيري لتأخير آيات التحدي هو أنه لم يكن ثمة داع لكي يتحدى القرآن بهديه الديني قريشا. فهي لم تكن لها في ثقافتها الدينية معرفة يمكن أن تقاوم القرآن ، أما بلاغة آياته فقد أحست قريش بها ولم يكن لديها ما تواجه به.فلم يكن ثمة داع لكي يتحدى القرآن صراحة ببلاغته ، فجماليته البلاغية أحس بها أهل البلاغة والشعر في قريش وأقروا بها. أنظر قول الوليد مثلا.
    لكن لما أحست قريش بكون ما عندها من إجابة محمد وتحديه قد نفذ ، فبحثت عن مساعد من خارج مكة.وبعثت وفدا إلى المدينة ليطلب معونة من اليهود أهل الكتاب ، فهم في نظرها أقدر بسهولة على تعجيز رجل أمي .ولها من المعارف الدينية ما به تسكت محمدا - صلى الله عليه وسلم - حسب ظنها .
    في هذه اللحظة أعلن القرآن التحدي في سورة القصص !!!
    ثم يتكرر التحدي مرة أخرى :

    إذ لما جاء وفد قريش من عند اليهود بثلاثة أسئلة : الأول عن فتية الكهف ، والثاني عن ذي القرنين ، والثالث عن ماهية الروح.
    تنزلت آيات سورة الأسراء مجيبة على التحدي الجديد ، لكن أضافت تحد آخر أوسع لأستفزاز وعي أهل مكة لعلهم يستيقظون ،فقال لهم القرآن :
    :" قل : لئن اجتمعت الأنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا " ( الاسراء 88 ) .وهو بذلك يعرض بهم ، ويقول لهم بصريح القول أتبحثون عن مساعد عند اليهود ، قل لو جمعتم كل الأنس وكل الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لن يأتوا بمثله .فهو في هداه الديني دال على ربانية مصدره. فلا داعي لأن تتجشموا عناء البحث عن بشر يعارضه.

    ولنفترض أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - هو كاتب القرآن ،فإن السؤال الذي يطرحه زميلي القلم الحر ،يصبح محيرا للشاك في نبوة محمد وليس في المؤمن بها.
    لأن ما معنى أن يتحدى بأنهم لن يأتوا بمثله عند اتصال قريش باليهود ، وكذا في السور المدنية ؟ أليس من المفروض أن محمدا صلى الله عليه وسلم لو كان هو كاتب القرآن لاقتصر على تحدي أهل مكة ، ولا يتجرأ على تحدي أهل الكتاب الذين لهم علم بالأديان والأنبياء ؟

    إذن فالتحدي أعلن عند توقيته المناسب وهو دخول أهل الأديان في معارضة القرآن والصراع معه. وهذا ما يزيد في تأكيد الأطروحة التي أدافع عنها وهي أن الأعجاز القرآني هو إعجاز في الهدى الذي جاء به.ولا يليق بالقرآن أن يصرح بالتحدي بحقيقة هداه ثقافة قرشية وثنية ساذجة ،تصنع أصناما وتأكلها. فتحدي مثل هذه الثقافة الوثنية وعجزها بين واضح ولا حاجة لأعلانه.أما عندما دخل في الخط من هم أهل كتاب ، الذين يزعمون أن لديهم وحيا فكان لابد من التحدي . لتنبيههم وتنبيه من يركن إليهم ويستعين بهم من قريش.
    التعديل الأخير تم 01-15-2005 الساعة 05:03 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  9. #69

    افتراضي

    نأت الآن إلى مسألة نبوءة سورة الروم ، كتب زميلي القلم الحر :
    على اى حال سافترض ان القراءة الصحيحة هى "غلبت " بضم الغين اى هزمت الروم و سوف ينتصرون فى بضع سنين , الاشكال فى نظرى هو انه اذا كان المراد التنبؤ بانتصار الروم فى " ادنى الارض " التى هزموا فيها , فهذا النصر لم يتحقق فى بضع سنين بل بعد 14 عاما
    فقد هزم الروم فى ادنى الارض - الشام - عام 614 و انتصروا فيها عام 628
    و قد اختلف اهل النقل فى العام الذى بلغ المسلمين فيه خبر انتصار الروم , فقيل انه عام بدر و قيل انه عام الحديبية
    وعام بدر يوافق عام 624 م و ليس 622 كما ذكر الاخ حاتم , و عام الحديبية يوافق عام 628 م و هو عام انتصار الروم فى ادنى الارض الذى تحقق بعد هزيمتهم فيها ب14 عاما لا فى بضع سنين .
    و عام 624 - عام بدر - لم يتحقق فيه انتصار مميز بل حقق الروم سلسلة من الانتصارات الجزئية بدءا من عام 622
    اذن افضل ما يقال فى امر تلك النبوءة انها تنبات بتحقيق الروم انتصارا جزئيا و ليس فى ادنى الارض التى هزموا فيها , لكن تحقيق الروم لمثل هذا النصر الجزئى فى فترة تسع سنوات هو امر متوقع جدا فى نظرى .
    الحقيقة أنني أرى قول الزميل الكريم بأن الفارق بين النبوءة وتحققها أربعة عشر سنة لا تسع سنوات أمر يثير الاستغراب . وجوابي عليه لن يكون من كتاب عربي لأنه يمكن أن يتبادر إلى الذهن أنه يخفي الحقيقة ويزيف التواريخ. إنما سأحيل هنا إلى مواقع تاريخية فرنسية تتحدث عن سنوات تاريخ الأمبراطورية الرومانية يوما بيوم بحسب الأحداث المهمة!!
    مثل هذا الرابط :
    http://www.byzantina.com/haute_epoque.htm
    لكن قبل أن نأخذ التواريخ الرومانية من هذا الموقع ونقوم بتحليلها ، لنرتب حوادثنا التاريخية
    نعلم جميعا أن :
    - البعثة النبوية وقعت في سنة 610 ميلادي.
    - الهجرة حدثت بعد ثلاثة عشر عاما بعد البعثة وهو ما يوافق في التقويم الميلادي سنة 622 وبالضبط في 16 من شهر يوليو.
    - غزوة بدر وقعت في العام الثاني للهجرة ، وهو ما يوافق سنة 624ميلادي .وأشكر زميلي القلم الحر على التصويب، فقد خلطت في مداخلتي الأولى عام الهجرة بانتصار بدر.
    نأتي الآن إلى التاريخ الروماني ونستعرض حوادثه الكبرى بحسب ترتيبها الزمني :
    في خامس من شهر ماي سنة 614 حدث الانتصار الكبير للفرس على الروم .
    في 3 أكتوبر من سنة 614 سينقلب هرقل على فوكاس ، ويعتلي عرش الإمبراطورية في القسطنطينية محولا بذلك الإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية بيزنطية.

    نأتي الآن للموقع التاريخي الفرنسي
    لنتأمل التواريخ :
    614 Prise de Jérusalem par les Perses
    626 Siège de Constantinople par les Avars
    629 Victoire d’Héraclius et défaite totale de l’Empire Perse
    636 Défaite des armées byzantines sur le Yarmuk face aux Arabes


    أترجم :
    614 استيلاء الفرس على القدس.
    626 محاصرة القسطنطينية من طرف الأفاريين.
    629انتصار هرقل والهزمية التامة للأمبراطورية الفارسية.
    636 هزيمة الجيوش البيزنطية في اليرموك أمام العرب .
    وتلك ترجمة حرفية لما جاء في ذلك الموقع.
    يهمنا بشكل خاص سنة 629 التي وقف عندها زميلي القلم الحر ليحصل على ما يعزز القول بأن انتصار الروم حدث بعد أربعة عشر سنة وليس بعد تسع سنوات.
    ما يدفع هذا التأويل ويجعله غير موضوعي في تحقيق النبوءة هو قول هذا الموقع التاريخي الفرنسي عن هذه السنة بأنها الهزيمة التامة والكاملة للأمبراطورية الفارسية. لأنه احتلال الروم لعاصمة الفرس. فليست من ثم هي الأنتصار الأول. وليس في سياق التاريخ صراع يتم فيه احتلال العواصم بانتصارا أول .بل الأمر يكون حصيلة لأنتصارات سابقة ،فلا تسقط العواصم في الغالب إلا بعد سلسلة من الهزائم.
    إذن تفرض البداهة في قراءة التاريخ أن مثل هذا الانتصار الذي يتحدث عنه زميلي لن يكون هو اول انتصار بل لابد أن تسبق انتصارات هامة .

    لذا من الواجب على زميلي البحث في هذه الأنتصارات السابقة وإعلان تواريخها حتى إذا لم يجد ما يطابق النبوءة القرآنية كان له ذلك؟
    لنعد إلى سنوات التاريخ لنرى ماذا حدث قبل الانتصار النهائي للروم:
    لقد حدثت انتصارات في مناوشات جزئية بدأت عام 623، ثم حدث انتصار مميز في سنة 624 وهو ما يطابق عام بدر، أي تسع سنوات بعد الهزيمة تماما كما تنبأ القرآن.ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام.
    وإليك موقعا تاريخيا فيه توثيق كرونولوجي للحظات الأمبراطورية الرومانية :
    http://www.clio.fr/CHRONOLOGIE/chron..._byzantine.asp

    وأنقل لك منه هذا الجدول الزمني ولاحظ ماذا حدث سنة 624:
    451 Concile de Chalcédoine : condamnation du monophysisme.
    Constitution d’une église monophysite autonome de langue syriaque.
    476 Disparition de l’empire romain d’Occident.
    IVe - VIe siècles Développement du monachisme et du culte des saints et des reliques.
    611-619 Le Perse Chosroes II occupe tout le Proche-Orient et l’Égypte.
    624-627 Heraclius repousse la menace perse.
    وفي هذا الجدول ستلاحظ ان هذا الموقع التاريخي يقول ما ترجمته :
    611-619 احتل ملك الفرس قورش كل الشرق الأدنى ومصر.
    624-627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي.

    أي ابتداء من 624 بدأ هرقل في انتصاراته ضد الفرس.
    وعن هذه الانتصار يتحدث القرآن .

    لكن زميلي يعترف بوجود هذا الانتصار ،لكن يراه انتصارا جزئيا !!!

    لذا دعنا نسأل التاريخ عن حقيقة هذا الأنتصار هل هو فعلا جزئي ؟

    لو راجعنا التاريخ لن نجد القرآن ينص على انتصار جزئي كما تفضل زميلي القلم الحر ، بل إن المناوشات الجزئية بدأت في 623، اما سنة 624 المطابقة للنبوءة القرآنية فليست انتصارا جزئيا بل هو الهزيمة التي أخرج بها الروم الفرس من الشام.
    فالقول بجزئية هذا الانتصار لم يقل به مؤرخ وليس بإمكان أي مؤرخ أن يقول به، لأنه يساوي في ميزان الاستراتيجية العسكرية فقدان الفرس لمنطقة الشام كلها.
    و مما أثار استغرابي أن زميلي الكريم القلم الحر الذي يقول :

    و عام 624 - عام بدر - لم يتحقق فيه انتصار مميز بل حقق الروم سلسلة من الانتصارات الجزئية بدءا من عام 622
    اذن افضل ما يقال فى امر تلك النبوءة انها تنبات بتحقيق الروم انتصارا جزئيا.
    قلت مما أثار استغرابي أن زميلي الذي قال ما سبق هو نفسه الذي يعتمد على كتاب القس حداد ،وهو في في وصفه للأنتصار بكونه جزئيا يخالف القس حداد مخالفة تامة، لأن هذا الحداد نفسه لم ينعت هذا الأنتصار المطابق للنبوءة القرآنية بالجزئي ، وما كان بإمكانه أن ينعته بذلك ! لأنه كما سلف أن بينت الأنتصار الذي طرد به الروم الفرس من بلاد الشام ،فكيف يكون انتصارا جزئيا؟!!!!
    لنتأمل هذا المقطع من كلام القس حداد :

    و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا ، يوم نصر بدر . و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس ، و استرجع منها ذخيرة الصليب .

    فالنصر لم يكن جزئيا إنما كانت نتيجته طردا للفرس من الشام!!!
    ولذا لم يجد الحداد ما يدفع به النبوءة إلا أن يتشبث بكون أيات سورة الروم نزلت يوم بدر تصف واقعة مشهودة !!!

    هذا باختصار ملحوظاتي على تعقيبات زميلي الكريم القلم الحر .
    التعديل الأخير تم 01-17-2005 الساعة 11:55 PM
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  10. #70

    افتراضي

    قرات ردود الاخ العزيز حاتم ,و اترك الحكم للقارىء فى مسالة الثراء اللغوى فى القران , و مسالة اختلاف اسلوب القران عن اسلوب الحديث .
    و سوف القى الضوء ان شاء الله على مسالة تاخر تصريح القران باعجازه , و مسالة نبوءة الروم .

    و ارجو ان نبدا بعد ذلك فى بحث حقيقة الاعجاز القرانى .

    و ما سبق لم يكن الا بحث فى شواهد يوافقنى الاخ حاتم فى انها ليست براهين قاطعة , و الواقع ان هناك فى المقابل ما اعتبره شواهد ظنية تنفى نبوة محمد , و هى بعض الشبهات حول الاسلام التى لم اجد لها جوابا شافيا ,و لعلنا نشير اليها عند بحث حقيقة الاعجاز القرانى او نبحثها بعد ذلك .

  11. #71

    افتراضي

    وقفة اخيرة فى مسالة اسلوب القران و الحديث :

    كتب الاخ حاتم :
    أقول : ليس الأمر بالمنطقي !! فمن الناحية النفسية يستحيل عليه إخفاء نمط أسلوبه بهذا الشكل.ف"الأسلوب هو الرجل نفسه" كما يقول بوفون.وأرجو بالمناسبة مراجعة دراسات سيكلوجية في مسألة الكفاءة والأستعمال اللسني للغة .
    بل هو منطقى فى ضوء ما ذكرناه من ان القران ليس نثرا عاديا, فهو لون ادبى خاص ليس شعرا و ليس نثرا

  12. #72

    افتراضي

    مسالة تاخر تصريح القران باعجازه

    كما تفضل الاخ حاتم فان اول ايات التحدى بالقران هى اية القصص :
    " قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 49 فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ "
    .
    و الاشكال كما سبق هو تاخر تصريح القران باعجازه حتى بعد نزول نحو 47 سورة قبل سورة القصص

    فالمنطقى انه اذا كان القران اية و معجزة بل و اعظم المعجزات و كل سورة منه معجزة ,فان ذلك يقتضى الاعلان عن ذلك بعد نزول سورة منه او سور قليلة منه لا بعد نزول 47 سورة و بعد قرابة عشر سنوات !!

    كان جواب الاخ حاتم على ذلك :
    تفسيري لتأخير آيات التحدي هو أنه لم يكن ثمة داع لكي يتحدى القرآن بهديه الديني قريشا. فهي لم تكن لها في ثقافتها الدينية معرفة يمكن أن تقاوم القرآن
    و لا ادرى كيف لا يكون هناك داعى ليعلن النبى اعجاز القران لقريش ؟ و اى داعى اعظم من حاجته لتقديم بينة تثبت انه نبى امام تكذيب قومه له و مطالبتهم له ببينة تثبت انه نبى ؟

    اليس المنطقى و الواجب ان يعلن لهم اعجاز القران ليقيم الحجة عليهم و يقدم لهم البينة التى يلحون فى طلبها لاثبات انه نبى ؟!
    و ما معنى ان يكون التحدى موجها لبعض الناس القادرين على مقاومة القران ؟! ان الاصل ان الناس كلهم سواء امام الاية و المعجزة ,فكلهم عاجزون عن مقاومتها و الاتيان بمثلها و كلهم تقوم عليهم الحجة بتلك المعجزة .سواء فى ذلك قريش او اهل الكتاب


    و على اى حال لنرى هل التحدى فى الاية موجه بالفعل الى اليهود و ليس الى قريش التى لم تكن لها في ثقافتها الدينية معرفة يمكن أن تقاوم القرآن !
    لقد ذكر الاخ الفاضل ان التحدى فى اية القصص موجه الى اليهود خاصة ,و اختلف معه تماما فى ذلك !

    فالخطاب فى الاية موجه اساسا لمشركى قريش لا الى اليهود .

    "وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 47 فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ 48 قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 49 فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 50 "


    قال ابن جرير فى تفسيره :
    "يقول تعالـى ذكره: فلـما جاء هؤلاء الذين لـم يأتهم من قبلك يا مـحمد نذير فبعثناك إلـيهم نذيراً { الـحقّ من عِنْدِنَا } ، وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم بـالرسالة من الله إلـيهم، قالوا تـمْرداً علـى الله، وتـمادياً فـي الغيّ: هلا أوتـي هذا الذي أرسل إلـينا، وهو مـحمد صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتـي موسى بن عمران من الكتاب؟ يقول الله تبـارك وتعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد لقومك من قريش، القائلـين لك { لَوْلاَ أُوتِـيَ مِثْلَ ما أُوتِـيَ مُوسَى } : أو لـم يكفر الذين علـموا هذه الـحجة من الـيهود بـما أوتـي موسى من قبلك؟. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل"

    و قال الزمخشرى فى الكشاف :
    "{ فَلَمَّا جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ } وهو الرسول المصدق بالكتاب المعجز مع سائر المعجزات وقطعت معاذيرهم وسدّ طريق احتجاجهم { قَالُواْ لَوْلا أُوتِىَ مِثْلَ مَا أُوتِىَ مُوسَىٰ } من الكتاب المنزل جملة واحدة، ومن قلب العصا حية وفلق البحر وغيرهما من الآيات؛ فجاءوا بالاقتراحات المبنية على التعنت والعناد، كما قالوا: لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك، وما أشبه ذلك { أَوَ لَمْ يَكْفُرُواْ } يعني أبناء جنسهم ومن مذهبهم مذهبهم وعنادهم عنادهم، وهم الكفرة في زمن موسى عليه السلام { بِمَا أُوتِىَ مُوسَىٰ } وعن الحسن رحمه الله: قد كان للعرب أصل في أيام موسى عليه السلام، فمعناه على هذا: أو لم يكفر آباؤهم { قَالُواْ } في موسى وهرون { سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا } أي تعاونا. وقرىء: «إظهاراً» على الإدغام. وسحران. بمعنى: ذوا سحر. أو جعلوهما سحرين مبالغة في وصفهما بالسحر. أو أرادوا نوعان من السحر { بِكُلٍّ } بكل واحد منهما. فإن قلت: بم علقت قوله من قبل في هذا التفسير؟ قلت: بـ (أولم) يكفروا، ولي أن أعلقه بأوتي، فينقلب المعنى إلى أن أهل مكة الذين قالوا هذه المقالة كما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فقد كفروا بموسى عليه السلام وبالتوراة، وقالوا في موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام: ساحران تظاهرا. أو في الكتابين: سحران تظاهرا؛ وذلك حين بعثوا الرهط إلى رؤساء اليهود بالمدينة يسألونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم أنه نعته وصفته، وأنه في كتابهم، فرجع الرهط إلى قريش فأخبروهم بقول اليهود، فقالوا عند ذلك: ساحران تظاهرا."

    و قال القرطبى :
    "قوله تعالى: { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم { قَالُواْ } يعني كفار مكة { لَوْلاۤ } أي هلا { أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } من العصا واليد البيضاء، وأنزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة، وكان بلغهم ذلك من أمر موسى قبل محمد؛ فقال الله تعالى: { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سَاحِرَانِ تَظَاهَرَا } أي موسى ومحمد تعاونا على السحر. قال الكلبي: بعثت قريش إلى اليهود وسألوهم عن بعث محمد وشأنه فقالوا: إنا نجده في التوراة بنعته وصفته. فلما رجع الجواب إليهم { قَالُوا سَاحِرَان تَظَاهَرَا } . "

    و يؤكد ان الخطاب و التحدى فى الاية موجه لمشركى قريش :

    1- ان اليهود لم يكفروا بما اوتى موسى , و لم يقولوا عنه انه ساحر .

    2- ان التحدى فى الاية ليس بالقران فقط بل و بالتوراة ايضا , و لا معنى لان يتحدى اليهود اهل التوراة بالتوراة

    قد يقال : ان التوراة فى نظر القران محرفة فهو يتحداهم بالتوراة الصحيحة , لكن لا معنى للتحدى بكتاب غير موجود , كما لم يشر القران مطلقا فى الفترة المكية الى ان التوراة قد حرفت, بل قرر القران فى تلك المرحلة ان التوراة مثل القران دون اى اشارة الى تحريفها:

    "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ "الاحقاف :10

    (.....)تم حذف هذا الجزء بناء على طلب الزميل القلم الحر.
    مشرف 2


    فالتحدى القرانى فى بدايته كان تحديا للمشركين خصوصا دون اهل الكتاب , و لم يصرح القران بانه معجز لكافة البشر الا فى اية الاسراء التى تحدى فيها الانس و الجن و هذه الاية يحتمل انها مدنية كما قد روى , و فى اية البقرة المدنية التى تحدى فيها " الناس " ان ياتوا بسورة من مثله و قال "و لن تفعلوا " .
    التعديل الأخير تم 01-18-2005 الساعة 07:53 PM

  13. #73

    افتراضي

    نبوءة الروم :
    قرات ما تفضل به الاخ حاتم فوجدته يقرر ان الروم انتصروا فى الشام عام 624 , و معلوماتى السابقة ان انتصارهم فى الشام تحديدا كان عام 628

    و على اى حال فعام 624 هو بعد عشر سنوات من هزيمة الروم التى تمت عام 614 , اى ليس فى ذلك تحققا دقيقا للنبوءة , لان البضع ما دون العشر .
    و النصر الذى حققه الروم فى فترة بضع سنين اى حتى عام 623 هو نصر جزئى

    كتب الاخ حاتم:
    لقد حدثت انتصارات في مناوشات جزئية بدأت عام 623، ثم حدث انتصار مميز في سنة 624 وهو ما يطابق عام بدر، أي تسع سنوات بعد الهزيمة تماما كما تنبأ القرآن.ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام.
    فالنصر الذى تم قبل انتهاء مدة البضع سنين اى عام 623 هو نصر فى مناوشات جزئية
    اما النصر عام 624 فهو بعد اكثر من بضع سنين .

    على اى حال انا اعتبرت هذه النبوءة شاهدا ظنيا على نبوة محمد ,و ليست حجة قاطعة .

    اكتفى بهذا القدر و ارجو ان نبدا فى بحث حقيقة الاعجاز القرانى .
    التعديل الأخير تم 01-18-2005 الساعة 08:06 PM

  14. #74

    افتراضي

    الزميل الكريم القلم الحر
    مسالة تاخر تصريح القران باعجازه .
    قدمت لك وجهة نظري الشخصية في قراءة الموضوع. سأعود إلى كتب التفاسير للتحقق منها.
    وشكرا لك على ما استحضرته من تفاسير.وإن كنت لا زلت مقتنعا بأن سياق الخطاب في سورة القصص يعبر عن انتقال في الدعوة الاسلامية ودخول اليهود صراحة في الصراع معها.


    بالنسبة لنبوءة سورة الروم ، لازلت أقول بأنها حدثت في بضع سنين ( تسع سنوات) ، لقد تفضلت في مداخلتك سابقا بالقول بأن النبوءة تحققت بعد أربعة عشر عاما ، وهذا أعده قولا مخالفا تماما لمعطيات التاريخ الموثوق بها . ثم قلت في مداخلتك الأخيرة أنها تحققت في عشر سنين .وأرى هذا تطورا جيدا في الحساب يزيل الخلاف بيننا لأنه يكفي أن ننتبه إلى أن الحساب هنا يتم بتقويمين مختلفين شمسي وقمري ، ثم حساب مسافة انتقال الخبر وما تزامنت معه أثناء ذلك ( كقافلة تجارية مثلا ) ليتبين لنا أن النبوءة لم تكذب.

    عموما إذا أسعفنا الوقت وأردت أن نقف لتدقيق التواريخ من البداية باستنطاق مراجع تاريخية متخصصة في التاريخ الروماني ، يمكن أن نفتح في أي لحظة قوسا في سياق حوارنا لندرس الأمر.

    اكتفى بهذا القدر و ارجو ان نبدا فى بحث حقيقة الاعجاز القرانى .
    لك ذلك .
    سأحاول خلال هذا الأسبوع كتابة مداخلتي في ما سميته بحقيقة الأعجاز القرآني.
    مع وافر التحية لشخصكم الكريم.
    اللهم اهدنا واهـد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
    ـــــــــــــــ

  15. #75

    افتراضي

    فى ختام المرحلة الاولى من الحوار احب ان الخص ما تقدم مع بعض التوضيحات ..

    - اتفقنا فى البدء على ان المعجزة هى دليل النبوة

    كتب الاخ الفاضل حاتم :

    لكن ما هو الدليل الذي يحتاجه العقل لكي يقتنع بأن مدعي النبوة صادق لا كاذب ؟
    إن مدعي النبوة هو مخبر عن الله الخالق ،لذا كان لابد له من دليل يقنع به.
    والدليل كان لابد أن يكون معجزة. أي سلوكا يخرق العادة على نحو يعجز عنه الكائن الإنساني. فتتم نسبة القدرة على هذا السلوك إلى غير الإنسان ، ومن ثم يتم تصديق الرسول .

    لذا يقول الأمام الجويني رحمه الله " لا دليل على صدق النبى غير المعجزة . فإن قيل : هل فى المقدور نصب دليل على صدق النبى غير المعجزة ؟ قلنا : ذلك غير ممكن ! فإن ما يقدر دليلا على الصدق لا يخلو إما أن يكون معتادا ، و إما أن يكون خارقا للعادة : فإن كان معتادا يستوى فيه البر و الفاجر ، فيستحيل كونه دليلا ، و إن كان خارقا للعادة يجوز تقدير وجوده ابتداء من فعل الله تعالى ، فإذا لم يكن بد من تعلقه بالدعوى ، فهو المعجزة بعينها " . الارشاد ص 331.

    لذا نلاحظ أن الديانات السماوية كلها كانت معززة عند أنبيائها بمعجزات كأدلة قابلة للتصور والتصديق.
    فالمعجزة إذن هي الدليل على صدق النبي. ومن ثم فبحث نبوة محمد يستلزم النظر في معجزته ، للخلوص إلى تصديقها أو تكذيبها.
    هذا هو إذن المسلك المنهجي الذي ينبغي سلوكه


    و ذكر الاخ حاتم شروط المعجزة فى نظره و هى : ان تكون خارقة للعادة , و ان تكون مقرونة بالتحدى المعلن ,و عجز المخاطبين عن المعارضة .
    و قد وافقته فى الشرط الاول , و اعترضت على الشرطين الاخرين ,فالمعجزة فى نظرى لا يتوقف ادراك اعجازها على انتظار ان يتم التحدى بها ثم عجز المخاطبين قبول التحدى , و قد بسط القول فى ذلك الاستاذ محمود شاكر فى كتابه " مداخل اعجاز القران " و بين ان شرط التحدى المذكور بدعة ابتدعها بعض المعتزلة ..

    و اتفقنا ايضا على ان المعجزة هى خرق لنواميس الطبيعة سواء كان ناموسا ماديا او معنويا .

    و اشار الاخ حاتم الى الاب يوسف الحداد , و انا لا انكر اعجابى بدراساته القرانية لكنى اختلف معه فى بعض ارائه سيما نظريته عن ان" القران دعوة نصرانية "! و حاولت من قبل كتابة رد عليها لكن لم اتمه و قد طالعت ان هناك رد على ذلك بعنوان "القران ليس دعوة نصرانية " للدكتور سامى عصاصة ..
    .


    ثم ذكرت رايى مختصرا فى مسالة اعجاز القران
    و قد كنت غير مقتنع بان فىالقران اعجاز بيانى بمعنى ان بلاغته معجزة ,و كنت و لا زلت معتقدا ان البلاغة الفائقة ليست اعجازا بل تدل على نبوغ صاحبها فحسب .
    لكن كنت مؤمنا بان اعجاز القران يتمثل فى الصرفة اى ان الله صرف العرب عن معارضة القران و ان هذا الصرف هو المعجزة ,وهذا حوار دار فى المنتدى حول الصرفة :
    http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?t=505
    لكن بعد اطلاعى على محاولات معارضة القران و نقاشى مع الاخ" راسل " فى منتدى اللادينيين بدات المس ضعف هذا الدليل فلا يمكن اثبات عجز العرب عن المعارضة بشكل قاطع , و لا يوجد معيار موضوعى نحدد على اساسه مماثلة او عدم مماثلة تلك المحاولات للقران , و لعل اقوى ما يطرح كمعارضة للقران سورة الحفد و سورة الخلع التى ظن الصحابى الجليل ابى بن كعب انها سور قرانية !

    لكن الاهم من ذلك اننى اقتنعت بان القران لا يتحدى بنظمه بل بهديه, و ان التحدى بالنظم و الاعجاز البيانى لم يعرفه الصحابة و التابعون , بل هو راى ابتدعه المعتزلة بعد ذلك و تابعهم عليه سائر المسلمين

    لكنى لم اجد ايضا فى الهدى القرانى اى اعجاز , و انا متشوق للاطلاع على راى الاخ حاتم فى ذلك

    اما الاعجاز العلمى فلم اكن متحمسا له ابدا و كنت مقتنعا بعدم صحة دعاوى الاعجاز العلمى الا فى اية واحدة كنت اميل احيانا الى ان فيها اعجاز و هى قوله "وترى الجبال تحسبها جامدة " لكنها ليست حجة قاطعة و الارجح انها تتحدث عن احداث القيامة ,
    و حاولت تفسير اعجاز القران بان المراد نبوءاته الغيبية لكنى وجدت ان جميع النبوءات ليست نبوءات تحققت الا نبوءة الروم و هى مجرد شاهد ظنى و ليست حجة قاطعة ,
    و اصبح الاشكال فى نظرى وقتها كيف نوجه تلك النصوص القرانية التى تنص على اعجاز القران و دفعتنى الحيرة فى ذلك الى القول براى عجيب هو ان المقصود ان البشر يعجزون عن الاتيان بكتاب من عند الله و سورة من عند الله ! لكن ينسف هذا الراى العجيب قوله "عشر سور مثله مفتريات " فمفتريات اى من عندكم لا من عند الله .

    و ظللت احاول اقناع نفسى بنبوة محمد بالبشارات التى عند اهل الكتاب و الحديث فيها يطول , و الكتب الاسلامية فيها كثيرة اهمها فى نظرى :"اظهار الحق لرحمة الله الهندى " و " محمد فى الكتاب المقدس " لعبد الاحد داود , لكن بعد مطالعة الردود المسيحية عليها وجدت ان هذه البشارات ليس فيها اى دلالة قطعية على النبى محمد .




    ثم طرح الاخ الفاضل 8 نقاط تشكك فى فرضية ان محمد مؤلف القران , و هو ما بحثناه فى المرحلة السابقة , و الواقع كما سبق ان هناك فى المقابل شواهد ايضا تشكك فى فرضية ان محمد رسول الله .

    و هذه نتيجة بحث النقاط التى ذكرها الاخ حاتم :

    1- ان القران لا نجد فيه شخصية محمد .

    و اعتقد انها حجة غير قوية , فمن يقول بان محمد مؤلف القران يفترض ان محمد يدرك انه لا يؤلف خواطر عن مشاعره الشخصية بل كتاب يقدمه للناس على انه كتاب الله .
    2- حادثة الافك :
    قد اقررت بانها شاهد ظنى على ان محمد ليس مؤلف القران
    وقد ذكرت اعتراضات علىالاستدلال بهذه الدليل منها اعتراض تبين لى بعد تامله انه واهى تماما و هو الاعتراض بان مارية لم تنزل ايات تبرئها ..

    3-الغياب الملحوظ لاسم محمد فى القران !

    4-الثراء اللغوى فى القران :
    و قد بينا ان هناك مبالغة فى تقدير هذا الثراء و ان القران لم يستعمل اربعة اخماس الجذور الثلاثية , و لم يستعمل اكثر من 85% من جذور اللغة بعامة , و الاهم من ذلك انه لم يثبت تفرد القران بذلك و لا عجز الادباء عن انجاز نحو هذ الثراء حتى لو كتبوا الاف المجلدات على حد قول الاخ الكريم .

    و اثرت نقطتين هما : التكرار فى القران و الذى ارى انه اشكال على دعوى الاعجاز البلاغى فى القران, و نقطة اخرى هى الالفاظ الاعجمية فى القران و هى نقطة ارى الان انها لم تكن تستحق هذا النقاش ..
    5-اختلاف اسلوب الحديث عن اسلوب القران :

    و لا زلت ارى انها حجة غير قوية , فاى اديب يكون له نمطان من الكلام كالشاعر يقول شعرا و يقول كلام اخر غير موزون و مقفى , و القران ليس نثرا عاديا , بل هو لون ادبى خاص ليس شعرا و ليس نثرا .


    6- بلاغة القران :

    و كما سبق اعتقد ان القران نص بليغ بلا شك لكن لا ارى ان بلاغته لا تضاهى فضلا ان تكون معجزة ,و هناك نصوص عربية كنهج البلاغة مثلا لا تقل بلاغة فى نظرى عن كثير من نصوص القران ,و اتفق تماما مع ابن سنان الخفاجى فى قوله :«متى رجع الإنسان إلى نفسه، وكان معه أدنى معرفة بالتأليف المختار، وجد في كلام العرب ما يضاهي القرآن في تأليفه».
    و كما سبق ليست كل نصوص القران فى ذروة البلاغة, بل هناك نصوص بليغة جدا لذا يركز عليها دعاة الاعجاز البيانى ,و هناك نصوص ليست فى ذروة البلاغة كسورة الكافرون مثلا .
    الاهم من ذلك انه على فرض ان بلاغة القران لا تضاهى فهذا ليس اعجازا و خرقا لاى ناموس طبيعى , بل هو دليل فحسب على نبوغ محمد و تفوقه فى البلاغة على الاخرين .


    7-التحدى القرانى :
    وافقنى الاخ الكريم فى ان القران يتحدى بهديه لا بنظمه .

    و قد اثرت نقطة مهمة اخرى و هى تاخر تصريح القران باعجازه و هو امر محير بالفعل , فهل لم يكتشف ابو القاسم ان القران فيه اعجاز الا بعد نزول نحو 47 سورة و بعد قرابة عشر سنوات ؟!
    و ذكرنا ايات تذكر مطالبة قريش لمحمد بالاتيان بمعجزة تثبت نبوته , و لم يرد عليهم بان القران معجز!
    بل ذكر ردودا اخرى كقوله ان الله قادر على ان ينزل اية ! و ان الايات عند الله ! و ان الله يضل من يشاء يهدى اليه من اناب !

    و ذكرنا كما سبق ان التحدى القرانى فى بدايته كان موجها لمشركى العرب دون اهل الكتاب , و كان القران يتحدى بالقران و بالتوراة ايضا التى نص فى العهد المكى على انها مثل القران دون اى اشارة لتحريفها :"وشهد شاهد من بنى اسرائيل على مثله "

    8-نبوءات القران :

    - نبوءة ظهور الدين : و قد بينت انها ليست نبوءة تحققت .
    - نبوءة فتح مكة : و قد نقلت رد الاستاذ الحداد عليه و هناك رد اخر لدى و هو ان النبوءة علقت وقوع الحدث المتنبا به على مشيئة الله "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين "فلو لم يقع الحدث المتنبا به سيقال ان الله لم يشا !

    - نبوءة ابى لهب : و قد بينا انها ليست نبوءة .

    - نبوءة الروم :
    و قد ذكرت انها مهمة لانها تقريبا النبوءة الوحيدة فى القران التى يمكن القول بانها تحققت ,و قد اقررت بان فيها شاهدا ظنيا على نبوة محمد لكنها ليست حجة قاطعة , فقد اختلف فى قراءة الاية و روى انها نزلت بعد انتصار الروم بالفعل ,و هذا الاحتمال ينسف حجية النبوءة , و هناك غموض فى نوع النصر الذى تحقق هل هو نصر جزئى كالذى وقع بالفعل فى بضع سنين , و هذا النصر الجزئى متوقع جدا فى نظرى ففترة تسع سنوات فترة كافية لكى تنهض اى دولة مهزومة و تحقق و لو نصر جزئى - و قد سحقت اسرائيل العرب عام 1967 و مع ذلك نهض المصريون و السوريون و حققوا نصرا على اسرائيل بعد 6 سنوات فقط -
    فالنصر الجزئى متوقع جدا بل النصر الكامل اى الانتصار فى ادنى الارض امر متوقع ايضا ففترة تسع سنوات كافية لتحقيق ذلك ,و هذا الانتصار فى ادنى الارض التى هزموا فيها كنت قرات انه وقع بعد 14 عاما لا فى بضع سنين و كنت اعتقد ان الحداد اخطا عندما ذكر انه تم عام 624 , و هناك حوار جرى حول هذه النبوءة فى نادى الفكر و كان هناك اتفاق بين جميع من تناقشوا فيه على ان النصر فى ادنى الارض تم عام 628 بعد 14 عاما ,لكن ذكر الاخ حاتم انه وقع عام 624 اى بعد عشر سنوات من هزيمة الروم عام 614 , و ليس فى ذلك تحققا دقيق للنبوءة لان البضع ما دون العشر , لكن يتوقف تحققها على معرفة متى قيلت النبوءة اى لا بد من افتراض انها قيلت بعد عام من هزيمة الروم و هو ما لا دليل عليه ..


    هذه خلاصة المرحلة السابقة من الحوار .
    التعديل الأخير تم 01-20-2005 الساعة 01:16 AM

صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. من يثبت لى نبوة محمد ؟
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 137
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 09:14 PM
  2. إعجاز يثبت نبوة محمد + الرد على مناقضيها
    بواسطة عبدالله العتيبـي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-08-2012, 03:04 PM
  3. وثائقي يثبت نبوة محمد The absolute truth
    بواسطة The Lord في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-12-2010, 12:57 AM
  4. ((((مشكلة الزميل القلم الحر))))
    بواسطة ومضة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 02-20-2005, 01:47 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء