صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 41

الموضوع: مشاهير النساء العُزَّاب

  1. افتراضي

    1-
    مريم بنت عمران.

    هي العذراء البتول، أم المسيح عليه السلام، الزاهدة العابدة. خادمة عِبَاد الله في بيت المقدس، لُقِّبَتْ بذلك لأن أمها نذرت ما في بطنها لله. وقد اختلف العلماء في نبوتها على قولين...
    «هي المحفوظة من الشيطان منذ البدء: «وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم». [سورة آل عمران : 36]
    وهي المكرّمة بكرامة الله: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب». [سورة آل عمران : 37] .
    - وهي الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» . [سورة آل عمران : 42].
    وهي القانتة الساجدة الراكعة: «يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين». [سورة آل عمران : 43]
    - وهي الصديقة: «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة». [سورة آل عمران : 75].
    - وهي المُبشَّرَة بالمولود العظيم الوجيه: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين». [سورة آل عمران : ].
    - وهي آية للعالمين:«وجعلناها وابنها آية للعالمين». [سورة الأنبياء : 91] «وجعلنا ابن مريم وأمه آية» [سورة المؤمنون: 50]
    - وهي الصديقة: «وأمه صديقة» .[سورة آل عمران : 75].
    - وهي العذراء الطاهرة التي لم تتزوج -قط- ولم يمسسها بشر أبدًا: «.. قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا ». [سورة مريم : 20]
    - وهي المرفوع ذكرها في القرآن: «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا». [سورة مريم : 16] .
    ولما كان القرآن يُصدِّق بعضه بعضًا، فإن مريم قد ذكرت في القرآن: ذِكرًا حَسنًا.
    مرة: طاهرة مطهّرة، بريئة مُبرّأة، مصونة معصومة في حمْلها وولادتها، لم يمسسها بشر. وإنما جعل الله حملها وولادتها معجزة من عنده، وهو الغالب على أمره جل ثناؤه. ولقد رفع الله قدر المرأة -كنوع- برفْع قدر مريم بنت عمران».(1)
    نشأتها:
    «كان نبي الله زكريا وعمران بن ساهم متزوجين بأختين:
    إحداهما: عند زكريا وهي «الْيصابات بنت فاقود أم يحيى.
    والأخرى: عند عمران وهي حنة بنت فاقود أم مريم.
    وكان قد أمسك عن حنة الولد حتى [يَئِسَتْ] وعجزتْ, وكانوا أهل بيت بمكان، فبينما هي في ظل شجرة إذ نظرت طائرًا يُطْعِمُ فَرْخًا(2) فتحركت عند ذلك شهوتها للولد, ودعت الله تعالى أن يهب لها ولدًا وقد نذرت على نفسها إنْ رزقها الله بولد تتصدق به على البيت المقدس, فيكون من خَدَمَته, ورُهبانه, فتقبل الله دعاءها وحملت بمريم، فحرَّرتْ ما في بطنها.
    ولكن لم تعلم ما هو؟ فقالت: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا عن الدنيا وأشغالها خالصًا لك وخادمًا لبيتك المقدس.
    فقال لها زوجها: ويحك, ماذا صنعت إنْ كان في بطنك أنثى لا تصلح لذلك، فلما أتمت مدة حملها وضعت جارية فقالت: ربي إني وضعتها أنثى ـ والله أعلم بما وضعت ـ وليس الذكر كالأنثى في خدمة بيتك المقدس، وإني سميتها مريم.
    صفاتـــها
    وكانت مريم أجمل النساء وأفضلهن وأحسنهن, وأنبتها الله نباتًا حسنًا. وكانت أخذتها أمها ولفَّتْها في خِرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتْها عند الأحبار، كما نذرتْ على نفسها وقالت لهم: دونكم هذه النذيرة. فتنافس فيها الأحبار وكُلٌّ منهم أراد أخْذَها وقال لهم زكريا - وكان أكبرهم -: أنا أحق بها منكم؛ لأن عندي خالتها.
    فقالت له الأحبار: لا نفعل ذلك ولا نسلمها إليك، ولكن نقْترع(3) عليها ومن خرج سهمه أخذها، فاقترعوا فطلعت من سهم زكريا, فأخذها وكفَلها وضمها إلى خالتها أم يحيى، واسترضعتْ منها حتى بلغت مبالغ النساء، وبنى لها محرابًا في المسجد، وجعل بابه مرتفعًا لا يُرْتَقَى إليها إلا بسُلَّم فلا يصعد إليها غيره, وكان يأتيها بطعامها وشرابها في كل يوم، وكان إذا خرج من عندها أغلق بابها فإذا دخل عليها وجد عندها رزقًا -أي فاكهة- فيقول لها: من أين أتى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله.
    فلما ضعف زكريا عن حِمْلِها خرج إلى قومه وقال لهم: إني كبرت وضعفت عن حِمْل ابنة عمران فأيكم يكفلها بعدي ويقوم بأداء خدمتها كما كنت أفعل بها؟
    فقالوا: لقد جهدنا وأصابنا من الجهد ما ترى فلم نجد من يحملها، فتقارعوا عليها بالسهام فخرجت سهم رجل صالح نَجَّار يقال له: يوسف بن يعقوب بن ناثان، وكان ابن عمها، فتكفل بها وحملها، فقالت له مريم: يا يوسف, أحسن الظن بالله سيرزقنا من حيث لا نحتسب، فجعل يوسف يرزقه الله برزق حسن ويأتي كل يوم لها بما بصلحها من كسْبِه فيدخل إليها زكريا فيرى عندها فضْلا من الرزق، فتقول له: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
    بـِشارَتُها بعيسى عليه السلام
    فلما بلغتْ من العمر خمس عشرة سنة وهي إذ ذاك في خدمة البيت المقدس, وكان اعتراهم يوم شديد الحر نفد فيه ماؤها، فأخذت قلتها وانطلقت إلى العيْن التي فيها الماء لتملأها منها.
    فلما أنْ أتتْ إلى العين وجدتْ عندها جبريل قد مثَّله الله بشرًا سويًا، فقال لها: يا مريم, إن الله بعثني إليك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا. قال لها: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا. قالت: أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيًا؟ قال: كذلك قال ربك هو على هَيِّنٌ.
    فلما قال لها ذلك استسلمت لقضاء الله فنفخ جبريل في جَيْبْ دِرْعِها وكانت وضعتْه إليه.
    فلما انصرف عنها لبستْ درعها فحملتْ بعيسى بإذن الله, ثم ملأتْ قُلَّتَها وانصرفت إلى مسجدها, فلما ظهر عليها حمْلها كان أول من أنكر عليها ذلك ابنُ عمها يوسف النجار، واستعظم ذلك الأمر، ولم يدْرِ ماذا يصنع, وكلما أراد أن يتهمها ذكر صلاحها وعبادتها وبراءتها وأنها لم تغب عنه ساعة واحدة، فلما اشتد ذلك عليه وأعياه الأمر كلَّمها وقال لها: إنه قد وقع في نفسي مِنْ أمْرِك شيء، وقد حرصتُ على أن أكتمه فغلبني ذلك ورأيت أن الكلام فيه أشفى لصدري. فقالت له: قل قولًا جميلًا.
    قال لها: أخبريني يا مريم هل نبَت زرْع من غير بِذْر؟ قالت: نعم. قال: هل نبتت شجرة من غير غَيْث؟ قالت: نعم. قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
    قالت: نعم, ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الزرع يوم خلقه من غير بذر, والبذر يكون من الزرع الذي أنبته من غير بذر، ألم تعلم أن الله عز وجل أنبت الشجر من غير غيث وبالقدرة جعل الغيث حياة الشجر بعدما خلق كل واحد منهما على حِدَته. أوَ تقول: إن الله لا يقدر أن ينبت شجرًا حتى استعان بالماء, ولولا ذلك لم يقدر على إنباته؟ فقال لها يوسف: نعم, إن الله قادر على كل شيء، وقادر على أن يقول للشيء: كن فيكون. فقالت له مريم: ألم تعلم أن الله خلق آدم وامرأته من غير ذكر ولا أنثى؟ قال: بلى.
    فلما قالت له ذلك وقع في نفسه أن الذي بها من أمر الله، وأنه لا يسعه أن يسألها عنه وذلك لِمَا رأى من كتمانها لذلك, ثم تولى خدمة المسجد وكفاها كل عمل كانت تعمل فيه لِمَا رأى من رِقة جسمها واصفرار لونها وضعف قوتها.
    فلمَّا ثقل حمْلُها ودنتْ ولادتها خرجت من المسجد على بيت خالتها لتلد فيه.
    ولما أقامت في بيت خالتها أوحى الله إليها: إنك إنْ ولدتِ بجهة قومك قتلوك أنت وولدك فاخرجي من عندهم. فأخذها يوسف النجار ابنُ عمها وخرج بها هاربًا وقد حملها على حمار حتى أتى قريبًا من أرض مصر أدركها النِّفاس فألجأها إلى أصْل نخلة، وهي في موضع يقال له بيت لحم. قال: فلما اشتد الأمر بمريم تضرعتْ على ربها وقالت: يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسيًا منسيًا، فنُودِيَتْ أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سَريَّا، وهُزِّي إليك بجذع النخلة تسقط عليك رُطَبًا جنيًا.
    فلما ولدت ونزل الغلام من بطنها ناداها وكلمها من تحتها بإذن الله تعالى. وقد أجرى الله لها نهرًا من ماء عذب بارد، ولَمَّا يسر الله لها أسباب ولادتها رجعتْ به إلى قومها وكانت قد غابت عنهم أربعين يومًا، فكلمها عيسى في الطريق فقال: يا أماه أبشري فإني عبد الله, فلما دخلتْ على أهلها ومعها الصبي بكوا وحزنوا وقالوا: يا مريم لقد جئت شيئًا فَرِيًّا، يا أخت هارون ما كان أبوك امْرَأ سُوءٍ وما كانت أمك بَغِيًّا. فمن أين لك هذا الولد؟
    فأشارت لهم مريم إلى الصبي أنْ كلِّموه. فغضبوا وقالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبيًّا؟ فقال عند ذلك الصبي وهو ابن أربعين يومًا: إني عبد الله آتاني الكتب وجعلني نبيًا، وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمتُ حيًا، وبَرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا.
    لجوئها لـمصر:
    فلما شاع خبره بين قومه أراد "هيردوس" ملكهم أن يهِمَّ بقتله، فأخذهما يوسف النجار وهرب إلى مصر, فأقامت مريم بمصر اثنتي عشرة سنة تغزل الكتان وتلتقط السنبل في أثَر الحاصدين إلى أن بلغها أن «هيردوس» الملك قد مات، فرجعت هي وابن عمها يوسف النجار إلى أن أتوا إلى جبل يقال له: الناصرة، فسكنوا فيه إلى أن بلغ ولدها من العمر ثلاثين سنة, ثم خرجوا إلى قومهم. وقيل: إن وفاتها قبل رَفْعِ ولدها عيسى -عليه السلام- بست سنين»(4).
    -------- حاشية ----------
    (1) نقلا عن مقالة: «العلاقات البَيْنِيَّة بين الأنبياء » للأستاذ عبد الله حسن عيسي. وهي منشورة على شبكة المعلومات الدولية.
    (2) فرْخًا: يعني صغيرًا له.
    (3) نقْترع: أي نعمل قُرْعة.
    (4) نقلا عن « الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» [ص/ 494- 496] لزينب بنت فواز العاملي
    .
    التعديل الأخير تم 02-05-2012 الساعة 11:49 PM

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

  2. افتراضي

    2
    هـيـبـاتـيـــــا

    أول عالمة وفيلسوفة مصرية عرفها التاريخ. إنها الفيلسوفة المصرية هيباشيا ابنة ثيون أستاذ الرياضيات فى متحف الإسكندرية، وآخر عظيم من عظمائها سُجِّلَ بلوحة الخالدين.
    جاء بدائرة المعارف البريطانية عنها: «فيلسوفة مصرية وعالمة في الرياضيات، ولِدَتْ بالإسكندرية عام (380مـ) وماتت بها في مارس(415مـ) وكانت المرأة الأولى التي لمعت في ميدان الرياضيات والفلسفة، وأول عالمة بها».
    حــياتــــــــها:
    كانت أظرف شخصية في علوم ذلك العصر، ولمعت كفيلسوفة وعالمة في الرياضيات، وكان والدها ثيون Theon هو آخر من سُجِّلَتْ أسماؤهم في سجل أساتذة متحف الإسكندرية الذي كان إما ملاصقًا لمكتبة الإسكندرية أو بداخلها. وقد كتب شرحا لكتاب Syntaxis لبطليموس أقرّ فيه لما كان لابنته من نصيب في تأليفه.
    ويقول سويداس: إن هيباتيا كتبتْ شروحًا لكتاب القوانين الفلكية لبطليموس، وكتاب المخروطات لأپولونيوس البرجي، ولكن مؤلفاتها كلها لم يبق منها شيء.
    ثم انتقلت من الرياضيات إلى الفلسفة، وسلكت في بحوثها على هَدْي أفلاطون، وتفوقت على جميع فلاسفة زمانها (على حد قول سقراط الدارس المؤرخ المسيحي).
    ولمَّا عُيِّنَتْ أستاذة للفلسفة في متحف الإسكندرية هُرع لسماع محاضراتها عدد كبير من الناس من شتى الأقطار النائية. وهامَ بعض الطلاب بحبها، ولكن يبدو أنها لم تتزوج قط.
    وقد بلغ من حبها للفلسفة أنها كانت تقف في الشوارع وتشرح لكل من يسألها النُّقَط الصعبة في كتب أفلاطون أو أرسطو، ويقول سقراط المُؤرخ: «إنه قد بلغ من رباطة جأشها ودماثة أخلاقها الناشِئتين من عقلها المهذَّب المثقَّف: أنها كانت في كثير من الأحيان تقف أمام قُضاة المدينة وحُكَّامها دون أن تفقد - وهي في حضرة الرجال - مسلَكها المتواضع المهيب الذي امتازت به عن غيرها، والذي أكسبها احترام الناس جميعًا وإعجابهم بها.
    قتيلة العلم:
    لكن هذا الإعجاب لم يكن في واقع الأمر يشمل الناس جميعًا، فما من شك في أن مَسيحييِّ الإسكندرية كانوا يضيقون بها، لأنها لم تكن كافرة فاتنة فحسب، بل كانت إلى ذلك صديقة وَفِيَّة لأرستيز حاكم المدينة الوثني.
    وما إنْ حرَّض كيرلس الأول (سيريل) بطريرك الكنيسة القبطية بالإسكندرية - أتباعَه الرهبان على طرد اليهود من الإسكندرية أرسل أرستيز إلى ثيودوسيوس الثاني تقريرًا عن الحادث بعيدًا عن النزاهة بُعْدًا استاء منه كبير الأساقفة ورجاله أشد الاستياء. وقذف بعض الرهبان الحاكم بالحجارة، فأمر بالقبض على زعيم الفتنة وتعذيبه حتى مات (415م).
    واتَّهم أنصار كيرلس هيباتيا بأنها صاحبة السلطان الأكبر على أرستيز، وقالوا: إنها هي وحدها التي تحول دون الاتفاق بين الحاكم والبطريق.
    مقتلها
    وفي ذات يوم من شهر مارس سنة 415م هجم عليها جماعة من المتعصبين يتزعمهم «قارئ» أي كاتب صغير من موظفي سيريل، اسمه پيتر، وأنزلوها من عربتها، وجرُّوها إلى إحدى الكنائس، وجردوها من ملابسها، وأخذوا يرجمونها بقطع القرميد(1) حتى قضوا على حياتها، ثم قطعوا جسمها إِرَبًا، ودفنوا ما بقيَ منها في [مكان] وحشي شنيع. ولم يُعاقَب أحدٌ من المجرمين، واكتفى الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بأن قيَّد حرية الرهبان في الظهور أمام الجماهير، وبذلك كان انتصار كيرلس انتصارًا كاملا »(2).
    وكانت هيباتيا هذه أُولى قِتِيلات الحكمة والفلسفة على مدى العصور والدهور، وصاحبة أبشع موتة لم يَسْبِق لها مثيل ...
    -------- حاشية ----------
    (1) القِرْميدُ: هو حجارة مصنوعة تنضج بالنار ويُبْنَى بها أو يُغَطَّى بها وجْه البناء. انظر: «تكملة المعاجم العربية» [8/ 250].
    (2) نقلا عن «قصة الحضارة» [13/ 284- 286]. تأليف: وِلْ ديورانت
    .

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    متابعة
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  4. #19

    افتراضي

    متابعة رائع جدا00 سياحة فكرية 00 بارك الله فيكم

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    231
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    متابعة ...بإذن الله
    اللهم إني أسألك الاخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاص
    اللهم إني أعوذ بك من العجب و الرياء
    اللهم أعلي همتي في طلب العلـــــــــــــــــم

  6. افتراضي

    3-أم شَرِيك الدوسية (القرن الهجري الأول)
    كانت النساء يَصْبِرْنَ على البلاء ..نعم كُنَّ يصبرِنَ على العذاب الشديد ... والكَيِّ بالحديد وفِراق الزوج والأولاد ...يصْبِرْنَ على ذلك كله حبًا للدين ... وتعظيمًا لرب العالمين ...لا تتنازل إحداهن عن شيء من دينها ... ولا تهتك حجابها ... ولا تُدَنِّس شرفها… ولو كان ثمنُ ذلك حياتها … نساء خالدات ... تعيش إحداهن لقضية واحدة ... كيف تخدم الإسلام ... تبذل للدين مالها ... ووقتها ... بل وروحها ... حمَلْنَ هَمَّ الدين ... وحقَّقْنَ اليقين ...
    أسلمتْ مع أول من أسلم في مكة البلد الأمين ... فلما رأتْ تمكُّن الكافرين ... وضعْفَ المؤمنين ...حملتْ همَّ الدعوة إلى الدين ... فَقَوِيَ إيمانُها ... وارتفع شأن ربها عندها ... ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًا فتدعوهن إلى الإسلام ... وتحذرهن من عبادة الأصنام ...حتى ظهر أمرها لكفار مكة ... فاشتد غضبهم عليها ... ولم تكن قرشية يمنعها قومها.
    فأخذها الكفار وقالوا: لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا.. لكنا نُخْرِجُكِ من مكة إلى قومك .. ثم حملوها على بعير .. ولم يجعلوها تحتها رَحْلا ... ولا كساءً ... تعذيبًا لها .
    ثم ساروا بها ثلاثة أيام... لا يطعمونها ولا يسقونها.. حتى كادت أن تهلك ظمئًا وجوعًا.
    وكانوا من حقدهم عليها... إذا نزلوا منزلا أوثقوها، ثم ألقوها تحت حَرِّ الشمس واستظلوا هم تحت الشجر.
    وبينما هم في طريقهم ... نزلوا منزلًا ... وأنزلوها من على البعير ... وأوثقوها في الشمس ...فاسْتَسْقتهم فلم يسقوها.
    فبينما هي تتلمَّظ عطشًا ... إذا بشيء بارد على صدرها… فتناولته بيدها فإذا هو دِلْو من ماء.
    شربت منه قليلا ... ثم نزع منها فرُفع ... ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رُفع ... ثم عاد فتناولته ثم رُفِعَ مرارًا .
    فشربت حتى رويَتْ ... ثم أفاضتْ منه على جسدها وثيابها ... فلما استيقظ الكفار ... وأرادوا الارتحال ... أقبلوا إليها ... فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها .
    ورأوها في هيئة حسنة ... فعجبوا ... كيف وصلت إلى الماء وهي مُقيَّدة ؟
    فقالوا لها : حلَلَتِ قيودَك ... فأخَذْتِ سِقائنا فشَرِبتِ منه ؟
    فقالت : لا والله ... ولكنه نزل عليَّ دِلْو من السماء فشربتُ حتى رويتُ ... فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدِينُها خيرٌ من ديننا ... فتفقدوا قِرَبَهم وأسْقِيَتهم ... فوجدوها كما تركوها ... فأسلموا عند ذلك كلهم ... وأطلقوها من عِقالِها وأحسنوا إليها.
    أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها ... وتأتي أم شريك يوم القيامة وفي صحيفتها رجال ونساء ... أسلموا على يدها» ) (1)
    قال الواقدي حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَإِنَّهَا وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ تَتَزَوَّجْ حَتَّى مَاتَتْ»(2)
    وقال الإمام الشعبي في تفسير قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} [الأحزاب: 51] قَالَ: «كُلُّ نِسَاءٍ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ بَعْضَهُنَّ وَأَرْجَأَ بَعْضًا فَلَمْ يَنْكِحْنَ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ»(3)
    وقال الإمام عِكْرِمَةَ فِي تفسير قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، قَالَ: «هِيَ أُمُّ شَرِيكٍ الدَّوْسِيَّةُ»(4)
    ورُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: « وقع في قلب أم شريك الإسلام وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بني عامر بن لؤي، فأسلَمَتْ، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سِرًّا فتدعوهن وتُرَغِّبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لها: لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا سنردك إليهم.
    قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء مُوطَّأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني!
    قالت: فما أتت عليَّ ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، فنزلوا منزلا وكانوا إذا نزلوا أوثقوني في الشمس واستظلوا وحبَسوا عني الطعام والشراب حتى يرتحلوا. فبينما أنا كذلك إذ أنا بأثر شيء على بَرْد منه، ثم رُفِعَ ثم عاد فتناولتْه فإذا هو دِلْو ماء فشربتُ منه قليلا ثم نزَع مني ثم عاد فتناولتُه فشربتُ منه قليلا، ثم رُفِع ثم عاد أيضا ثم رُفِع.
    فصنع ذلك مرارا حتى رويتُ، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا فإذا هم بأثَر الماء، ورأوني حسنة الهيئة فقالوا لي: انْحللَتِ فأخذتِ سِقاءنا فشربتِ منه؟ فقلت: لا والله ما فعلتُ ذلك. كان من الأمر كذا وكذا.
    فقالوا: لئن كنتِ صادقة فدِينُك خير من ديننا، فنظروا إلى الأسقية فوجدوها كما تركوها، وأسلموا بعد ذلك»(5)
    -------- حاشية ----------
    (1) نقلا عن مقالة بعنوان: « الصحابية التي شربت من ماء السماء» للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي. وهي منشورة على شبكة المعلومات الدولية.
    (2) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154].
    (3) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154]
    (4) انظر: «طبقات ابن سعد» [8/ 154]
    (5) أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة » [6/رقم/ 7967]، وأبو موسى المديني في «الذيل على معرفة الصحابة» كما في «الإصابة» [8/ 238-239] بإسناد ضعيف إلى ابن عباس به نحوه...
    وهذه القصة: لها طرق أخرى لا تخلو من ضعف، مع اختلاف فيها أيضًا. لكن: لا بأس من ذكرها في باب الفضائل
    .

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

  7. افتراضي

    4- خديجة بنت الإمام سحنون
    (تُوفـِّـيَت فـي حدود سنة 270 هـ )

    خلال فترة ازدهارها العلمي ونبوغ حضارتها أنجبتِ «القيروان» جهابذة من العلماء الفقهاء والشعراء والأدباء بلغوا مراتب سامية وشأْوًا بعيدًا.
    هؤلاء الأعلام لم يكونوا من الرجال «الذكور» فحسب بل إن المرأة بلغت علمها وأدبها مراتب عُلْيَا.
    ومن بين ما تذكرهن المراجع التاريخية والقصص «خديجة بن الإمام عبد السلام سَحْنون بن سعيد التنُّوخي» (160 هـ ـ 240 هـ)، صاحب «المُدوَّنة» [في مذهب الإمام مالك] ورائد المدرسة المالكية في افريقية والغرب الإسلامي.
    اسمها ونسبها
    هي العالمة الجليلة السيدة خديجة بنت الإمام عبد السلام سحنون –بفتح السين المهملة وضمها مع سكون الحاء وضم النون– بن سعيد التنّوخي (160هـ – 240هـ)، صاحب «المُدَوَّنة» ورائد المدرسة المالكية في إفريقية والغرب الإسلامي.
    صفاتها وشمائلها:
    قال عنها الإمام القاضي عياض في كتابه «ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك»:
    « كانت خديجة عاقلة عالمة ذات صيانة ودِين، وكان نساء زمانها يستفتيْنَها في مسائل الدين ويقتَدِين بها في معضلات الأمور».
    وذلك لِمَا منحها الخالق جلّ ثناؤه من كمال العقل والمدارك العالية.
    وكان أبوها يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمّات أموره حتّى أنه لما عُرِضَ عليه القضاء، لم يقبله إلا بعد أخْذِ رأيها.
    وكانت في بيت سحنون مكتبة عظيمة تغذَّتْ منها خديجة وأخوها، تحتوي على ما سمعه سحنون في مصر والمدينة من الحديث والمسائل الفقهية، وكان سحنون يتباهى بما دوّنه من كتب وما اقتناه منهما كما يظهر في تراجمه.
    ولم تأخذ خديجة من أبيها علمه وفقهه فقط، بل تحلَّتْ أيضًا بأخلاقه وخصاله التي قلما اجتمعت في غيره، كما ذكر القاضي عياض. منها: الورع والكرامة والزهد في الدنيا والملاحة مع رقة القلب وغزارة الدمعة والخشوع الظاهر والتواضع وسلامة الصدر وكرم الأخلاق.
    يقول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»:
    «فسار - يعني الإمام سحنون - حتى دخل على ابنته خديجة، وكانت من خيار الناس، فقال لها اليوم ذبح أبوك بغير سكين». وكذا كان يفعل أخوها محمّد بعد وفاة أبيها.
    اتصفت خديجة بالعلم كما ذكر القاضي عياض، وطبيعة أنها استمدَّت معارفها من والدها.
    تَرْكُــــها الزواج
    قال أبو داود العطار: «أرسلني أبو جعفر أحمد بن لبدة ابن أخي القاضي سحنون لأخطُب له خديجة من أبيها، وكانت من أحسن النساء وأعقلهنّ.
    فذكرتُ ذلك لسحنون فقال لي: همَمْتُ بذلك، وسكت، ثم أتاه ابنه محمد فاستشاره ولم يجب الخطبة [يعني لم يوافق] ثم تُوفِّي سحنون فأرسلني ابن لبدة إلى محمد [يعني ابن سحنون] فذكرت ذلك له فقال: كيف أتجاسر على ما لم يصنعه أبي؟ فسكت عنه حتى تُوفِّيَ محمد، فأرسلني إليها فقالت لي: «ما لم يصنع أبي وأخي أنا أصنعه؟ لا أفعل أبدا
    ».
    وإنما منع خديجة من الزواج بقريبها العالم: الحياءُ والحِشْمة التي فُطِرَتْ عليها، وكأنها أرادت احترام نيّة والدها وأخيها، ولو أدّى ذلك الانقباض إلى تضحية شبابها والاقتصار على إشغال حياتها بما يرضي الربّ من صلاة وعبادة ونصيحة وإفادة.
    ويبدوا أن سحنون وابنه قد رفضا يد أحمد بن لبدة بعد استشارة خديجة، ولم يكن لها الإباء دون موافقتها كما تنص عليه الشريعة الاسلامي، وهما الإمامان الكبيران.
    ولعل خديجة كانت مُتبتِّلة مثل رابعة العدوية(1) التي خطبها كثيرون لورعها ونقاها وصباحة وجهها والنور المشع من شخصها، لكنها ردتهم خائبين.
    وفــاتــها
    ماتت وهي بِكْر في حدود سنـة 270 هـ، ودُفِنتْ حَذْوَ أبيها وأخيها بمقبرتهم المشهورة بهم قُرْبَ فَسْقية «الأغالبة» ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي خارج مدينة القيروان(2).
    -------- حاشية ----------
    (1) لم أذكر «رابعة العدوية » في هذا الكتاب لكوني لم أقف على مصدر أعتمد عليه في كونها لم تتزوج! ولم يصلْنا من أخبارها الموثَّقة إلا القليل من زهدها ووعظها وحسب، ولم أجد فيما صحَّ لي من أخبارها ما يصلح لإدراجها هنا.
    وإنما أقول ذلك حتى لا يظن البعض أننا غفَوْنا عن ذكرها وهي على شرطنا.
    (2) نقلا عن مقالة: «نساء ملأن الدنيا: خديجة بنت الإمام سحنون رائدة زمانها» للأستاذ ناجح الزغدودي. وهي منشورة في «جريدة الشروق التونسية ». على شبكة المعلومات الدولية.
    وكذا عن مقالة: « خديجة بنت الإمام سحنون ». بقلم : الدكتور أحمد الطويلي. وهي منشورة شبكة المعلومات. ويراجع للمزيد: « «شهيرات التونسيات» [ص47] حسن حسني عبد الوهاب، و« ترتيب المدارك وتقريب المسالك» [4/ 222] للقاضي عياض
    .

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

  8. #23

    افتراضي

    متابعة 00
    ام شريك الدوسية 00 قبيلة دوس من اكبر قبائل زهران في جنوب المملكة00

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    Germany
    المشاركات
    192
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رائع ..بارك الله فيكم


    لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما

  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    يقول القاضي عياض في «ترتيب المدارك»:
    «فسار - يعني الإمام سحنون - حتى دخل على ابنته خديجة، وكانت من خيار الناس، فقال لها اليوم ذبح أبوك بغير سكين»
    ما فهمت,
    يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  11. #26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    ما فهمت,
    يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟
    اظن معناه كأنه وقع مثلا في مشكلة 00

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    المشاركات
    2,598
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    وقع بمشكلة انها صارت اعلم منه :\ ؟
    أستغفر الله العظيم و أتوب إليه

  13. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    ما فهمت,
    يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟
    لا يلزم هذا، وإنما كان يرجع إليها أبوها لكونه
    كان يحبّها حبّا شديدا ويستشيرها في مهمّات أموره حتّى أنه لما عُرِضَ عليه القضاء، لم يقبله إلا بعد أخْذِ رأيها
    وسبب ذلك:
    أنها لم تكن فقيهة عالمة وحسب، بل كانت معروفة أيضًا: بالورع والكرامة والزهد في الدنيا والملاحة مع رقة القلب وغزارة الدمعة والخشوع الظاهر والتواضع وسلامة الصدر وكرَم الأخلاق.
    فابنةٌ كهذه الفتاة كيف لا يرجع إليها مثل سحنون يبتغي عندها الرأي والمشورة؟!
    وقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رجع إلى زوجته أم سلمة يبتغي عندها الرأي والمشورة كما وقع في حادثة الحديبية الشهيرة.
    ولا يلزم من ذلك أن تكون أم سلمة أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلا.
    التعديل الأخير تم 02-08-2012 الساعة 01:28 AM

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

  14. #29
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    بارك الله في أخينا المظفر على هذه الهدية الماتعة الجليلة، وشكر الله لك اقتطاعك لهذا الجزء من كتابك، زادك الله من فضله ورزقك من خزائنه وجعلك آية من آيات كرمه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واسطة العقد مشاهدة المشاركة
    ما فهمت,
    يعني القصد أنها صارت اكثر علم من ابوها؟
    القصد أن الإمام سحنون رحمه الله حين توليته القضاء بأفريقية دخل على ابنته ليخبرها بذلك، وكان إماما ورعا تقيا، والقضاء أمر عظيم جليل شاق، فكان أن قال كلمته تلك، لأنه رأى في هذا المنصب ابتلاءا كبيرا جدا.
    التعديل الأخير تم 02-08-2012 الساعة 01:53 AM

  15. افتراضي

    5-جَمِيلة الحَمْدانية
    (000 - 371 هـ = 000 - 981 م)

    هي امرأة فاضلة، وسيدة عاقلة، عُرفت بالزهد والعبادة والتعفف، وأفعال البِّرِّ والخيرات.
    وكانت آية في الكَرَم والجُود والسخاء. حتى ضرب الناس بها الأمثال في ذلك.
    ثم جار عليها الزمان فيمن جار، ودارتْ عليها نوائب الأيام بكئوس المَرَار!
    اسمها ونسبها
    هي جميلة بنت ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان صاحب الموصل: إحدى شهيرات النساء في الكرم والعقل والجمال. لم تتزوج أنَفَة مِنْ أن يتحكم بها الزوج.
    كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العظات وتكثر الصدقات. كما قال بعض من ترجمها من المؤرخين(1)
    و«كانت جميلة من أشرف نساء زمانها، تُكرِّم العلماء وتُعظِّم الفضلاء»(2)
    مآثرها في البِرِّ والسخاء
    كانت هذه المرأة في الكرم والجود والسخاء منعدمة النظير، حتى كان يُضْرَب بها المثل في أفعال البر.
    فـــ «في سنة ثلاثمائة وست وستين حجَّتْ جميلة بنت ناصر الدولة، وكانت معها أربعمائة مَحْمَل على لون واحد، ولما رأت البيت الحرام نثرتْ عليه عشرة آلاف دينار، وكسَتْ المجاورين بالحرميْن.
    وأنفقت أموالا عظيمة، والذي أنفقته في حجها ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، وزوَّجَتْ كل عَلَوي وعَلَوية بالحرميْن، وسَقتْ أهل عرفة كلهم السُّوَيْق(3) والسُّكَّر حملتْه معها، وحملت معها البُقول مزروعة في مراكن(4) الخشب، وأعدت للفقراء خمسمائة بعير، تحملهم عليها في الطريق، ولم تُوقِد في الحرم مدة إقامتها إلا بشمْع العنْبر وأعتقت بمكة ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغْنَتْ جميع الفقراء المجاورين
    . »(5)
    « وكان معها عشرة آلاف جمل وألف عجول، ويقال: إن الذي أنفقته في هذه الحجة ألف ألف دينار ومائة وخمسون ألف دينار»(6)
    نهايتها الـمُفْجِعة
    قال أبو منصور الثعالبي:
    «خَلَعتْ على طبقات الناس خمسين ألف ثوب، ثم ضرب الدهر ضَرَباته(7)، واستولى عَضُدُ الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، حتى أفضتْ بها الحال إلى كلّ قِلّة وذِلّة، وتكشّفت عن فقر مُدْقِع(8).
    وقد كان السلطان البويهي عَضُد الدولة خطبها، فامتنعت ترفُّعًا عليه، فحقد عليها، وما زال يعتسَّف بها حتى عَرَّاها وهتكها(9)، ثم ألزمها أنْ تختلف إلى دار القُحَاب (10)، فتتكسَّب ما تؤدّيه في المصادرة(11)، فلما ضاق بها الأمر غَرَّقَتّ نفسها في دِجْلَة(12) فلا قوة إلا بالله
    »(13) .
    وقال الحافظ الذهبي:
    « ولقد خطبها السلطان عضد الدولة، فأبَتْ فحنق لذلك، ثم تمكن منها، فأفقرها وعذبها، ثم ألزمها أن تقعد في الحانة لتحصل من الفاحشة ما تُؤدي، فمرَّتْ مع الأعوان، فقذفت نفسها في دجلة، فغرقت، عفا الله عنها»(14).
    قلت: لكن ذكر صاحب: « الروضة الفيحاء في تواريخ النساء» أن عضد الدولة هو الذي ألقاها في نهر دجلة حتى لفظت فيه أنفاسها!
    وهذا هو الأقرب إلى حالها إن شاء الله، فيبعد على تلك العابدة أن تقتل نفسها بيديها وهي تعلم ما أعدَّه الله لقاتل نفسه!
    وكيف تموت منتحرة وهي التي ذكروا عنها أنها كانت من أزهد الناس وأعبدهم وأجْراهم دمعة؛ فكانت تقوم نافلة الليل، وتسمع العِظات وتُكْثِر الصدقات؟!
    وقد تألَّمتُ لخاتمة تلك المرأة الشريفة، وما انتهى إليه حالها بعد العزِّ والمَنَعَة والوقار!
    فيا سبحان الله، بعد ما كانت فيه تلك الفاضلة من النعيم وألوان اللذات المباحة ينتكس بها الزمان لتعيش مُشرَّدة فقيرة تتسكَّع الطرقات والأزِّقَّة بحثًا عن لقمة تسد بها جوْعتها، ودرهمٍ تؤديه لسيدها؟
    أبعد تدَلُّلِها عن الخُطَّاب وراغبي وِصالها من الأشراف والملوك والأمراء يكون عاقبة أمرها أن تَبِيتَ في الحانات ومواخير الفجور بين جماعة من النسوة ممن يأكلن من بَيْع أجسادهن لمن يرغب ويطلب؟
    أبعد تَقَلُّبها على الدِّيباج والحرير يكون مصيرها التقلبَ غَرقًا بين أمواج نهر دجلة!؟
    غفر الله لها وجزاها بالإحسان إحسانًا، وبالإساءة عفوًا ومغفرة ورضوانًا.
    -------- حاشية ----------
    (1) انظر: « شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام» [2/ 267].
    (2) انظر: « الروضة الفيحاء في تواريخ النساء» [ص/ 193].
    (3) السويق: هو طَعَام يُتَّخَذ من مدقوق الْحِنْطَة وَالشعِير، وسُمِّيَ بذلك لانسياقه فِي الْحلْق. انظر: «المعجم الوسيط» [1/465].
    (4) المركن: هو وعَاء كانت تُغْسَل فِيهِ الثِّيَاب. جمع مراكن. . انظر: «المعجم الوسيط» [1/371].
    (5) نقلا عن « إفادة الأنام بذ كر أخبار بلد الله الحرام» [1/ 635] لعبد الله بن محمد الغازي المكي الحنفي.
    (6) نقلا عن «إتحاف الورى بأخبار أم القرى» [2/414-415].
    (7) هذا كناية عن تغيُّر أحوال الزمان!
    (8) مدقع: يعني شديد.
    (9) يعني: أهانها وذلَّها، وألجأها إلى ما فيه هتْكُ ستْرها!
    (10) القُحَاب: مفرد قَحْبة، وهي المرأة سيئة السُّمْعة.
    (11) يعني: فيما يأمرها بإعطائه له رغمًا عنها.
    (12) دِجْلَة: هو النهر المشهور ببغداد.
    (13) نقله عنه الذهبي في «تاريخ الإسلام » [8/ 187].
    (14) انظر: «سير أعلام النبلاء » [15/ 170].
    التعديل الأخير تم 02-08-2012 الساعة 02:03 AM

    رُوّينا بالإسناد الثابت عن إمام دار الهجرة أنه قال: (ليس في الناس شيء أقل من الإنصاف).

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ومن اعرض عن ذكري _ مشاهير وانتحار
    بواسطة اخت مسلمة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 06-23-2009, 05:36 PM
  2. ختان النساء... رؤية طبية.. د.ست البنات خالد أخصائي النساء والتوليد
    بواسطة الفرصة الأخيرة في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-16-2005, 09:22 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء