في الواقع هو لا يخالف المعنى الظاهر للحديث ..
وقد فسّر عددٌ من أهل العلم أن العلو في هذا الحديث تحديدًا مقصودٌ به الظهور والغلبة والسبق ..
وهذا معنى ظاهرٌ من جنس قوله تعالى (إذا لذهب كل إله بما خلق وعلا بعضهم على بعض) ..
والعلو في هذا الآية مقصودٌ به الغلبة والظهور والسيادة ..
وكذلك قوله سبحانه (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا) ..
وقوله (وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين) ..
وقوله عن فرعون أيضًا (إنه كان عاليًا من المسرفين) ..
وقوله عن فرعون وآله (فاستكبروا وكانوا قومًا عالين) ..
وغيرها من الآيات كثيرٌ ..
وفي ضوء علمنا أن ماء الرجل وماء المرأة ليسا إلا حاويات للمادة الوراثية ، فلا يكون مقصودًا بالعلو والظهور والغلبة والسبق هنا إلا علو وظهور وغلبة وسبق المادة الوراثية ..
وهذا يتفق مع معرفتنا الحديثة بالعلاقة الوثيقة بين المادة الجينية الوراثية والصفات الشكلية الظاهرية ..
والله أعلم .
Bookmarks