صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 25 من 25

الموضوع: لا أعلم هويتي؟؟؟ [الحوار معدل]

  1. افتراضي

    بالنسبة لأصدقائي .. اختي الكريمة ليس كل اصدقائي من نفس تفكيري .. على العكس فمنهم المتدينين جداً.. وهم يعلمون بطريقة تفكيري .. ولكننا لا نناقش موضوع التدين والفكر الا في الحالات النادرة لان طبيعة الجو العام في منطقتي تتقبل الفكر والفكر الاخر..


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  2. افتراضي

    إيهٍ يا أبا الحكم ..

    بالله الذي جعل للحق نورًا لا يقف أمامه الباطل إني لأحب لك الخير كما تحبه لنفسك ..
    و ربي أخشى عليك كما تخشى على نفسك ..
    أدعو لك أكثر مما أدعو لنفسي ..

    كيف لا ؟!
    كيف لا أحرص عليك و أنا أعلم مغِبَّة الإعراض !!؟

    نار حرها شديد و قعرها بعيد و مقامعها حديد ...
    أتراه أمرًا هينًا ؟!

    ألست أنت القائل ( وبنفس الوقت اخاف ان يفوتني قطار الحياة وأموت في اي لحظة وأكتشف انني كنت على خطأ واقابل ذلك الرب الذي قال عنها الانبياء.. ) ؟!

    تبًّا لهذا الإلحاد !! تبًّا له يجعلك تصحو على خوف و تنام على قلق !!
    تبّصا له من معتقد يجعل مضجعك الحيرة !! و سقفك التيه !!

    ماذا لو ؟!!

    سؤال يتردد في أرجاء نفسك .. يزلزل قلبك .. يخلع فؤادك .. ماذا لو كنتَ على خطأ ؟!!

    آه .. ستندم الندم كله عندها يا أبا الحكم .. لكن لن ينفعك الندم .. فليس الحين حين ندم ..الحين - عندها - حين ألم ..

    أخاف عليك أن تكون مع ركب النار حين يدخلون ..

    ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )

    آه ..

    نسأل الله أن يكون خبر موت المقاتل الأحمر على الإسلام صحيحًا !!
    نسأل الله ألا يموت أبو الحكم إلا على الإسلام !!

    تدري ما يفعل من أراد الدخول في الإسلام !؟

    يقول شهادة العرفان " أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله و أن عيسى عبد الله و رسوله " ، و يقيم الصلاة صلته مع ربه ، و يصوم رمضان و ذاك الصيام حديثه ذو شجون .. فلعلي أحدثك عنه حين تدخل الإسلام ..

    نسيت أن أسألك كيف حالك ؟!

    أمازالت نعم الله عليك تترى ؟!
    أمازالت صمامات الأمان تعمل ؟! أمازال المرفق يعمل ؟! أمازالت عضلات يدك تعمل ؟! أمازلت تتحدث مع من حولك ؟! أمازلت تجاهر بكبرك على ربك ؟!!

    سبحانك ربي ما أحلمك !!

    خلق لك اللسان و الأسنان ، و الشفاه و الأحبال الصوتية ، و المخ و المراكز العصبية ..
    تتحرك الأحبال بما لا تعرف أنت عنه شيئًا لتتكلم بالكلمة ..
    و يمر الهواء من جوفك في مساره إلى الخارج ..
    و يعدل اللسان و الأسنان و الشفاه من الوضع ..
    حركات دقيقة متناسقة حتى يخرج الصوت بالكلمة !!
    دع عنك الأفكار التي تحملها الكلمة !!
    جهاز معقد التركيب لكي تتكلم فيفهم الناس عنك و تُفهمهم ما أردت !!

    كل هذا لتنطق كلمة واحدة !!
    كل هذا يجري بما يحار فيه عقلك ..
    كل هذا أنعم به عليك ربك ..

    لكنك ..

    لكنك - و أنا أعلم أنك تكره الجحود - عندما نطقت قلت - بجحود!!- " أتكبر على خالقي " !!
    فسبحان من حلُم عليك حين كفرت !!

    تدري ؟!

    تدري ألو شاء لمحا من جسدك العصب إلى أحبال صوتك .. فما عساك تفعل ؟ و لمن عساك تشكو ؟!!
    تدري ألو شاء لأخرس لسانك حين استخدمت نعمه في الكبر عليه ؟!
    تدري ألو شاء لذهب بأسنانك و شفتيك .. أترضيك عندها حالك ؟!
    تدري ألو شاء لقبضك إليه و أماتك .. ثم عذبك فأبادك .. ثم قال للملائكة ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ) ..

    فمن يحجز عنك عذابه إن هو أرادك على ذلك .. من يرد عنك قضاؤه ؟! أتظن أني في حاجة أن أقول لك إنك أضعف من ذلك فارأف بنفسك ؟! أتظن أني في حاجة إلى أن أقول إنك تؤذيك شرقة و تقض مضجعك بقة فارأف بنفسك فمن كان الله خَصْمَه خَصَمَه ؟!
    لكنه - ما أرحمه - ما فعل بك ذلك .. ما قطع أوصالك .. ما جزاك على كبرك عليه ..
    بل حلم عليك .. و دلك على مواضع الهداية ..
    و ها أنت الآن تعرف عنه و عن رسوله ..

    و نداؤه يعلوك ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ..
    نداؤه يعلوك ( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ..
    نداؤه يعلوك ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ) ..
    أرأيت كيف يتودد إليك ربك ؟!
    أرأيت كيف يعلمك كيف تشكره على نعمه و هو الغني عنك ؟!

    فما لك تنأى ؟!

    و ما عليك أن تقول " آمنت بالله " ؟!
    أين أنت من فضيلة البر و الشكر ؟!
    أين أنت من ثناء علك تؤدي بعض ما عليك من حق الشكر ؟!
    أين أنت من وقفة بجوف ليلة في إناء ركعة ملؤه الدموع تناجي فيه ربك - و الناس قد رقدوا - و تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والارض ومن فيهن ) ..
    إي والله قيم السماوات و الأرض ..
    أين أنت من نحيب العصاة أمام مولاهم و أنت تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن
    ولك الحمد لك ملك السماوات والارض ومن فيهن
    )
    إي والله ملك السماوات و الأرض ..

    أين أنت من التململ بين يدي ربك عله يعفو عنك و أنت تقول ( اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت الحق ، و وعدك حق ، ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، ومحمد حق ، والساعة حق ، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ماقدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )؟!

    أليس هو ملك السماوات و الأرض و قيم السماوات و الأرض ..

    أم تراك أنت القيم ؟ أم ترى الصدفة هي القيمة ؟! أم ترى الطبيعة هي القيمة ؟! أم ترى العدم هو القيم ؟!!

    ( أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ )

    تدري يا أبا الحكم عندي لك صفقة جديدة ..

    خامسًا : و صفقة أخرى ...


    لو أنت القيم على الكون ؟!!

    صفقة سهلة يسيرة في المنطق الإلحادي ..
    صفقة أقاموا على شأنها صدفة مهتبلة .. أو طبيعة مختلقة ..
    صفقة يسيرة أرى أن أحولها من تلك الصدفة إليك ..

    أريدك أن تحمل الأمر بدلًا من الصدفة ..
    ألست أعلم من صدفة عابرة حائرة تائهة لا تتكرر ؟!!
    ألست كذلك ؟!
    قالوا : بلى ..

    الآن لنبدأ ..

    أريدك أن تقوم على المجرات و الكواكب و المذنبات و الشهب ..
    فلا ينجذب شيء إلا بنظام .. و لا يطرد شيء إلا بنظام ..
    و لا يتحرك شيء إلا بنظام .. و لا ينفجر شيء إلا بنظام ..
    فالفلكيون سيبحثون من ورائك هذا النظام .. و سيجرون الحسابات من خلال هذا النظام ..
    فإياك أن يظهر الأمر و كأنه خبط عشواء أو ضربة لازب !!
    فقد حققت الصدفة نظامًا دقيقًا أنشأ علمًا يأكل من وراء العمل فيه رجال سموا أنفسهم الفلكيين ..

    فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي بلى !!


    أريدك أن تقوم على أمر البحار و المحيطات فلا يطغى الماء على الأرض فيغرق من عليها ..
    أريدك أن تقوم على أمر الأسماك صغيرها و كبيرها داخل البحار و المحيطات و الأنهار و القنوات و الترع و البحيرات ..
    أريدك أن تجعل كل سمكة لها غذوها فلا تموت جوعًا لنقص التغذية ..
    أريدك أن تجعل بعض الأسماك طعامًا لبعض بحيث لا تفيض البحار على الأرض بالأسماك ..
    أريدك أن تجعل بعض الأسماك قادرة على الدفاع عن نفسها كل على حسب طريقته حتى لا تنتهي من فور وجودها ..
    أريدك أن تحقق التوازن بين تلك المملكة من الأسماك ..
    و أريدك ان تجعل بعض هذه الأسماك عددها بألوف الألوف من الأنواع ..
    و أن تجعل كل نوع له شكله المميز ..
    و أن تجعل لكل نوع وسيلة تكاثر ينتج بها مثل نوعه ..
    إياك أن تغلط مرة فيتزاوج اثنان من نفس النوع فينتج نوع آخر !! فتلك في حقك ستكون فضيحة !!
    و عن النباتات في البحار فكيِّف لها وضعها .. و وفر لها حاجاتها ..
    و عن الصيد في البحار فاضبط الأمر بحيث لا يطغى حق البحر على رزق الصياد و لا يطغى حق الصياد على مملكة الأسماك ...
    و أريدك أن تجعل في الماء التوتر السطحي الكافي لحمل السفن ، ثم أريدك أن ترزق البشر العقول و تنيلهم الأفكار التي بها يبنون السفن !!

    فذلك توازن حققته الصدفة ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي : بلى ..



    ثم أريدك أن تقوم على شأن هذه الكواكب .. و خصوصًا المأهولة بالسكان ..
    فاجعل لكوكبهم قمرًا يمشي بنظام .. و اجعل لقمرهم طورًا بعد طور ..
    و اجعل لكوكبهم شمسًا لا يذهب حرها بجلودهم و لا يأتي بُعدها ببرد يوقف نشاط يومهم ..
    و اجعل للقمر شأنًا عجيبًا مع المد و الجزر .. و اجعل لشمسهم شأنا عجيبًا مع الظل ..
    و إياك أن يختل النظام ..
    فقد حققت الصدفة نظامًا يدرس نتائجه الطلبة في المدارس فهذا قمر في أطواره محاق و تربيع و بدر ..
    و تلك شمس بعدها عن الأرض كيت و كيت .. و قمر بعده عن الأرض كيت و كيت ...
    إياك أن يختل هذا النظام ..

    فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي بلى !!


    ثم أريدك أن تيسر لسكان الأرض هذا الكوكب و تذلل صعابه لهم ..
    الأكسجين في الهواء يكفيهم و لا يطغى .. و الهيدروجين يكفيهم و لا يبغي .. و لا ينقصهم نيتروجين و لا غيره ..
    و المياه موجودة لكل من أصابه العطش فأراد بلال صداه ..
    و الغذاء موجود لكل من يفغر فاه ..
    و الجاذبية تجذبهم فلا يطيرون في الهواء ..
    و الطف بهم بطبقة من الأوزون تحميهم مما يضر من آشعة الشمس ..
    إياك أن يختل هذا النظام ..

    فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي بلى !!


    ثم أريدك أن تقوم على شأن السباع في الغابات ..
    الهوام و الديدان و الحشرات ..
    و القطط و الكلاب و الفئران و الحيات ..
    و البعوض و الأسود و النمور و الفهود ...
    وفر لكل غذاءه ..
    ثم انتبه فهناك توازن في البيئة ..
    إياك أن تخل بهذا التوازن ..

    فذلك توازن حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي بلى !!


    ثم أريدك أن تقوم على شأن سكان هذه الأرض ..
    تلك تضع حملها و تلك ترضع ولدها و ذاك يعمل ليله و ذاك يكد نهاره ..
    ذاك يذاكر دروسه فينجح و ذاك يلعب طول العام فيرسب ..
    ذاك يعمل بكد فيعلو و ذاك كثر أعداؤه فيخبو ..
    ذاك ذكي ماهر فينبل ذكره و ذاك خامل فاشل فتمحو أثره ..
    تلك طيبة الخلق فيوضع لها القبول في الأرض .. و ذاك سيء الخُلق فينفر منه الخَلق ..
    ذاك يعمل فيصير من النبلاء و ذاك لا يعمل فيظل من البطالين ..
    ذاك أراد النوم فيأتيه النوم ، و أراد الاستيقاظ فيأتيه الاستيقاظ ..
    ذاك يرفع يده للسماء يطلب طلبًا فيأتيه طلبه .. و ذاك في الهند سيدعو و ذاك في الصين يدعو و في مصر و في ليبيا و في سوريا و في القدس و في رفح و في غزة و في نابلس و في مكة و في نيويورك و في شارع الجلاء و في شارع القصر العيني و في ذاك البيت الصغير و في هذا الكوخ الحقير ..
    و ذاك يدعو في الليل و ذاك يدعو في النهار و ذاك يسأل بغلس و ذاك يسأل عند الشفق ..
    إياك أن تختلط عليك الأصوات ..
    إياك أن تخل بسنن الأكوان ..
    إياك فتضيع الأرض ..
    إياك فينتشر الفساد ..
    إياك فهذا نظام دقيق ..

    فذلك نظام حققته الصدفة ، ألا تستطيع تحقيقه ؟!
    قال المنطق الإلحادي بلى !!


    و انتبه لكل شيء ..
    انتبه لكل شيء حتى الزائدة الدودية في جسد الإنسان ..
    نعم .. للزائدة الدودية ..
    اجعلها في بعض البشر أمام الأعور و في بعضهم خلفه و في بعضهم تحته و في بعضهم جنبه و في بعضهم ملتفة و في بعضهم غير ملتفة ..
    فإن طغى أحدهم في الطعام و أساء القوامة على نفسه فعجِّل بالتهاب تلك الزائدة ..
    و لكل نوع كيفية في التعبير عن هذا الالتهاب ..
    و لكل نوع ألمه .. فتلك ألمها عند السرة و تلك ألمها عند الجنب و تلك ألمها يملأ البطن و تلك ألمها في الظهر ..
    ثم اجعل هذه الأعراض المرضية مفيدة ..
    فتصير بطنه صلبة كالحطب فتخفف الألم عليه ..
    و إياك أن تزيل الألم !!
    و إلا فكيف سيعلم أن زائدته قد التهبت ؟!!
    و وفر له الطبيب المعالج ...
    و وفر للطبيب الدواء .. فقد علمنا أن لكل داء دواء إلا الموت و الهرم ..
    و وفر للطبيب العقل الذي به يعرف الدواء ..
    هناك الكثير الكثير الكثير الكثير الكثير الكثير .................. مما يلزمك الانتباه إليه و القيام على شأنه ..
    إياك أن تطغى ..
    إياك أن تسهو ..
    إياك أن تنسى ..
    إياك أن تغفل ..
    سيضيع الناس ..
    حاذر ستسري الفوضى في أرجاء البسيطة .. و تلك مصيبة غير بسيطة ..
    ستكون فضيحتك فضيحة شديدة ..

    ذلك أنك عجزت عن تلك الصفقة البسيطة ..
    عجزت أن تسوي ما نسبه المنطق الإلحادي إلى صدفة عابرة !!


    لذا ..
    فلن أستغرب أبدًا ..


    لن أستغرب أن تقول " لن أقبل هذه الصفقة " ..
    لن أستغرب أن تستقيل من تلك المهمة ..

    لكني سأسألك " فما يعوزك حتى تقوم بتلك الصفقة ؟ "
    و لن أستغرب أن تقول " أحتاج إلى علم واسع ، و كرم لا ينفد ، و إرادة نافذة ، و قدرة تامة ، و حكمة بالغة ، و تملك لا ينقضه عليّ أحد ، و هيمنة لا يقف أمامها أحد ، و جبروت مع رحمة ، و ود مع انتقام ، و قوة مع حكم ............................ "

    و لن أستغرب كذلك ...

    لكني يا صاحبي يصير وزني عجبًا و تغدو كتلتي استغربًا و تملؤني الدهشة القاتلة حين تشترط هذه الصفات لتقوم على الكون بهذا الشكل الذي هو عليه الآن ..

    تشترط هذه الشروط - و هي شروط لازمة - لا غرو أن اشترطتها ..

    تشترط هذه الشروط كلها للقيام بشأن الكون .. ثم توافق أن يكون القيام على الكون مرده إلى صدفة أو مرده إلى لا شيء !!!!!

    ألا يملؤك العجب مثلي !!؟

    إي والله إن لعجب محزن ....
    لذا يعز على نفسي أن أرى هذا حالك ...
    عزيز على نفسي أن يكون سبب دخولك النار هو تمسكك بهذا الخبل المخزي ....
    عزيز على نفسي أن أراك تركن إلى هذا الهراء و أنت الرجل الرشيد ..
    عزيز على نفسي أن تتقحم إلى النار تقحمًا لا عقل فيه ...
    عزيز على نفسي أن ترضى بالمنطق الإلحادي و هو منطق عاجز العجز كله ..
    عزيز على نفسي أن أراك تبحث عن مصرعك ..

    يا صاحبي دع عنك هذا المنطق الإلحادي و قل " آمنت بالله و برسوله " ..

    يا صاحبي اقرأ معي كيف تسير الأكوان ..


    قال الله الحليم عليك ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )

    قال الله الغفور الرحيم ( أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْـزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )

    قال الله الرحمن الرحيم ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )

    قال ربي و أحق القول قول ربي ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )

    قال الله ( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا )

    قال الله الرحمن الرحيم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا )

    قال الله ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ )

    قال الله ( خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْـزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ )

    قال الله ( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ )

    قال الله ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَـزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

    قال الله ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )

    قال الله ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ )

    اقرأ في كلام الله بقلب خاشع و ستعرف أن الأمر أكبر من صدفة تافهة لا يقول بها إلا مسلوب العقل أو مخدوع عن عقله .. و أن الطبيعة الصماء المنفعلة الغير عاقلة لا يكون منها ما عجز عن تخيل القيام به ذوو العقل الرشيد من أمثالك .. و أن العدم أحقر بكثير من القيام على شأن الوجود !!

    اقرأ ..

    و سل نفسك ..

    ( يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )

    ما غرك ؟!!

    أما آن لك أن يخشع قلبك لربك ؟!! أما كفاك كبرًا على ملك السماوات و الأرض ؟!!
    أما آن لك أن تقول لا إله إلا الله ..
    أما آن لك و قد عرفت ..
    ألا تنادي " اللهم قد آن ، اللهم قد آن " ؟!

    هذا أوان العودة .. فاغتنمه .. فلا أدري أموت قبلك أم تموت قبلي ..

    أبا الحكم ..
    أزيدك أم تجيبني ؟؟!
    نعمة عيني أن أزيدك بالكلام عن ربي ..
    و نعمة عيني أن تجيبني بأنك أسلمت لله ربك ..

    فما تفعل يا صاحبي ؟!!
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  3. افتراضي

    آه يا حسام .. ما اصعب كلامك .. واني أقول لك قول صدق انك انزلت الرهبة في قلبي .. والدمعة من عيني .. ماذا تفعل معي ..وبأي علم تتكلم .. اقسم لك لم أستطع اكمال درسك الاخير .. واقسم انني ارتحت عنها ساعتين ثم عدت له بشوق أكبر ..
    لا تعجل علي يا أخي .. فأنك ستلقى مني ما يسرك .. اني أفكر وأفكر وأفكر...
    بالمناسبة يا أخي .. اردت سعيداً ان اخبرك انني صمت اليوم .. ولا أنكر انني تعبت ولكن احسست انني انجزت شيئاً معنوياً لا اعلم ما هو ..

    اخي العزيز حسام .. سأغيب عنك فترة ليست بالطويلة وأعدك ان اعود بما يسر لك البال ..
    سأذهب لمكان تتمنا انت وغالبية مسلمي الارض ان يصلي فيها .. سأزور القدس العتيقة .. سأذهب هذه المرة ليس لزيارة سياحية كما كنت افعل بالسابق .. هذه المرة سأذهب لأفكر بما قلت لي هناك .. علّي أجد اجابات لأسئلة لم تطرحها نفسي علي من قبل ..

    أتركك بخير يا أخي .. وسألتقي بك مجدداً .. وأعلمك انني اتشوق للقياك والجلوس معك .. انك انسان رائع .. وأغبطك على هدوءك النفسي ..
    لك تحيتي


    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

    اللهم عافنا وأعفو عنا وارحمنا أنت مولانا...


  4. افتراضي

    أبا الحكم !!

    و أنا يا صاحبي أشتاق للقياك ..

    أخشى إن لم تكن اللقيا في الدنيا أن نفقدها في الآخرة ..

    لماذا تصر على حرماني من لقياك في الجنة بفضل الله ؟!!

    أما زال مقعدك شاغرًا بين المسلمين ؟!!!

    أمازلت هنالك في صفوف الملحدين ؟!!

    لأن تكون ذَنَبًا في الحق خير لك من أن تكون رأسًا في الباطل ..

    أما زال مقعدك شاغرًا بين المسلمين و هم ينتظرونك حرصًا عليك؟!
    لماذا تكره نفسك إلى هذا الحد يا أبا الحكم ؟!
    لماذا تصر على أن توردها المهالك ؟!

    قال ربي ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ )

    يالله !!

    ( لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ )

    أمازلت تتكبر على خالقك أن تذل له فتعز عن كل ند و شريك يريدك دون منة عليك فيرديك ؟!!

    لقد احترت لك ..

    أردتُ أن أجد لك وسيلة تدخل بها الجنة و أنت على كبرك ..
    الجنة التي يقول فيها الأتقياء " يا حبذا الجنة و اقترابها *** طيبة و بارد شرابها "
    أريدها لك و تريد أنت خلافها !!
    و وجدت وسيلة تدخل بها الجنة و أنت على كبرك ..
    هي صفقة - كسائر الصفقات - إن قمتَ بها قد يكون لك أمل ..

    أحضر إبرة خياطة..
    أحضر جملًا ..
    أدخل الجمل في ثقب الإبرة ..
    أسهلة هي ؟!!

    قال ربي ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ )

    فإن كانت تلك الصفقة خاسرة - كسائر صفقاتي معك - فلا أعلم لك إلا الإسلام يا صاحبي !

    نسيت أن أسألك كيف حالك ؟!!

    أما زالت نعم الله عليك تتوالى ؟!
    ما حال المحابس و اللسان ؟! و الشفاه و الأسنان ؟! و المرفق و صمامات الأمان ؟!
    المرفق .. أتعرف فيه زاوية الحَمل ؟! علِّى أحدثك عنها في مرة قادمة ..

    أمازلت تستطيع قراءة ما أكتب إليك ؟!!
    كيف حال بصرك ؟! ما أخبار عينك ؟!

    أمازالت الرموش في الجفون و الجفون على العيون و العيون في المآقي ؟!!

    أمازالت العدسة تلملم شتات الضوء ليقع على الشبكية ؟!!
    من وضع تلك العدسة في عينك ؟!!

    من وضع لك عضلة صغيرة تضيق بؤبؤ العين و أخرى توسعه حسب الضوء من حولك ؟!!
    من وضع طبقة رقيقة من الماء على قرنيتك فلا تجف و لا تتقرح ؟!!

    من جعل جفنك يرمش فيوزع طبقة الماء هذه بانتظام على قرنيتك ؟!!
    من جعل جفنك يرمش فيمنع الأتربة من التراكم على عينك ؟!!
    من جعل جفنك يرمش كل حوالي 6 ثوانٍ كفعل لا إرادي منك ؟!!
    من وضع فيك هذا الفعل اللاإراديّ ؟؟!!!
    ما رأيك لو جعلنا لك هذا الفعل إراديًّا فكل 6 ثوان تجعل جفنك يرمش ؟!!
    أتراك ستظل طول يومك جالسًا تهتم بجفنك حتى لا تتقرح عينك ؟!!

    خل عنك خلايا الشبكية و ما وراءها من المسارات العصبية فهي معقدة بما يكفي لردعي عن الكلام عنها بأدنى إشارة ..

    خبرني يا أبا الحكم من رزقك تلك العيون ؟! أوجدت من غير شيء أم أنت من أوجدها ؟!!
    أخبرني يا أبا الحكم من أوجدها ؟!!
    أإله مع الله ؟!!

    خبرني يا صاحبي ..

    عندما تتحول تلك العيون إلى قطعة دهن تسيل على خدك و أنت في قبرك بعد الموت .. ألست ستموت ؟!!
    فعندما تسيل تلك العيون على الخدود .. أتود ان تكون مسلمًا أو كافرًا ؟!!

    ثم خبرني يا صاحبي ..

    ثم أخبرني عندما تبعث بعد الموت .. أليس من خلق تلك العيون بقادر على بعثها ؟!!!
    خبرني عندما تبعث و ترى نارًا تحرقك أن تراها بله أن تصلاها ..
    عندما ترى تلك النار أتود أن تكون مسلمًا أم ملحدًا ؟!!!
    أإلى هذه الدرجة تمقت نفسك ؟!!

    تعال أدخل عليك من باب جديد في صراط أصله عريق و آخره الجنة ....

    تعال علك ترحم نفسك فتسلم لربك ..
    تعال ..

    سادسًا : سبيل المرسلين ...



    أبا الحكم ...
    ما رأيك في فرصة ذهبية ؟!!
    ستكون يا صاحبي خالدًا مخلدًا في التاريخ ...
    ستكون نسيج وحدك حسنة دهرك علامة عصرك ...

    ما رأيك أن تأتينا بتشريع ؟!!

    لا ..
    لا أريده منك الآن ..
    أريده منك بعد أربعين سنة ..
    أريد منك أن تقرأ ما شئت أن تقرأ ..
    أريد منك أن تبحث ما شئت باحثًا ..
    أريد منك أن تصبر صبر الإبل على التدقيق و التمحيص..
    غادر كتابًا إلى كتاب ..
    سر في الحياة و عاشر الناس ..
    عليك بالإحصائيات و لا تنس الأبحاث ...
    و بعد أربعين سنة ...

    لنبدأ الآن ..


    سأطلب منك التالي ..

    منهجًا واضحًا في عقيدة الإنسان مع ربه ...
    منهجًا رشيدًا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ..
    و لا تنس الشبهات و الرد عليها ..
    و أغلق على أهل الباطل الأبواب قبل أن يبحثوا عنها ..


    و حدثنا - بعد أربعين سنة - عن حال الإنسان مع القدر ..
    و خبرنا كيف يتعامل مع مر الأيام و حلوها ..
    و يسر لنا فهم الأمور المعقدة ..

    و حبذا لو بينت لنا - بعد الأربعين - المعتقد في الأمور الغيبية ..
    مسائل الجن و الشياطين ..
    كيف نرى المصروعين و من أصابهم المس بأعيننا ..
    أتريدنا أن ننكر ذلك أم كيف تراه ..
    و بين لنا العقيدة في الملائكة ...
    مع شيء من التفصيل عن الأسماء و الوظائف ..
    و زدنا بتحفة في مسألة التفضيل بين البشر و الملائكة فتلك مسألة فيها نزاع مشهور ..


    ثم نبئنا بأخبار الرسل ..
    و نريد أخبار أقوامهم علنا نستفيد ..
    و لا تحدثنا بما لا فائدة فيه بل اقتصر على مواضع العبرة و ما لابد منه لفهم الأحداث ..
    و هات أخبار الأمم من كذب منها و من لم يكذب ..
    و ضع في الحسبان التاريخ و الأعلام و المواضع ..

    ثم زد ما شئت أن تزيد في أمر العقائد الباطلة ..
    كيف انحرفت و من بدل و حرف ..
    علمنا بحيل أهل الضلال و خبايا النفوس ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و إن تنسى فإياك أن تنسى تنظيم أمور العبادة و الصلة بين العبد و ربه مع نفسه ؟!!
    فالمرء ما ينفك سائلًا " رب لو كنت أعلم أحب الوجوه إليك لعبدتك بها " - ألا يخلع هذا السؤال قلبك ؟!!

    فخبرنا يا صاحبي بعد الأربعين بما ستراه أحب الوجوه ...

    نريد صلاة لله نعرف أوقاتها و عددها ..
    فقهها و أركانها .. سننها و مكروهاتها ..
    ما يبطل الصلاة و ما يجوز فيها ؟!!
    كيف الحال إن عرض لك عارض و أنت في الصلاة ما تفعل ؟!
    ما الشأن إن سهوت كيف تجبر سهوك ؟!!
    و أنبئنا عن الصلاة ما الفرض و ما النفل ؟!!
    و عن الجماعة ما شأن الإمام و المأمومين ؟!!
    و المساجد آدابها و أحكامها ..
    و الدعاء في الصلاة و قنوت النوازل ..
    و أهل الأعذار .. ماذا يفعل المسافر ؟ ثم ماذا يفعل المريض ؟! ثم ماذا يفعل الخائف ؟!

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس الناس من عيد يجمعهم فلكل قوم عيد ..
    و هيئ أحكام عيد لا تُمل و لا تُضل ..
    فيفرح الناس دون أن يبغي بعضهم على بعض ...
    و ضع للعيد صلاة لها أحكام تخصها ...
    و لا بأس بصلاة الكسوف و الاستسقاء ...
    و الناس بحاجة إلى وعظ و تعليم و إرشاد فضع لهم خطبة يومًا في الأسبوع و ليكن يوم الجمعة ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و نظافة الجسد .. أنسيتها ؟!
    و الوضوء و الغسل و التيمم و كل له شروط و واجبات و سنن و مبطلات و أحكام مع أحكام ..
    و للمياه أحكام أيها طهور و أيها ليس بطهور ؟!!
    و أحكام الحيض و الاستحاضة و النفاس ..
    و أحكام الآنية و المياه و الاستنجاء ..
    و أحكام الملابس ما يجوز منها و ما لا يجوز ..
    و ضوابط الملابس كيف تكون طيبة ساترة جميلة بهية لا تفتن و لا تنفر ..
    اجتهد في القراءة يا صاحبي في الأربعين سنة ..
    اقرأ في كل المجالات ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس أن الناس تموت - و أنت ستموت ..
    فتكلم عن كيفية الدفن و أحكام الجنازة ..
    و تغسيل الميت و أحكام التغسيل بحسب حال الميت ..
    و لا تنس الكلام عن المرض .. و وصية المريض ..
    و لا تنس تصرفات المريض ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    ثم ضع في الحسبان أن يكون المجتمع فيه تكافل فالأمر تشريع يا صاحبي ..
    فضع في تشريعك " الزكاة " و بين أحكامها ..
    اذكر مصارفها .. و ما تجب فيه ..
    لا تنس زكاة الزروع و الحبوب و البهائم و الثمار و الحلي و عروض التجارة و الفطر ..
    خبرنا ما تراه في كل واحدة و أي مال تجب فيه الزكاة و كم حد هذا المال ..
    و لا تبغي على مال أحد بما يضر و لا تنس الفقراء و المساكين ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس جمع الناس من كل صوب ..
    لا تنسهم من رحلة تجمعهم أجسادًا فتضمهم قلوبًا ..
    لا تنسهم من رحلة تذكرهم برحلتهم إلى الموت ..
    لا تنسهم من رحلة يزورون فيها الأماكن المقدسة عسى تقدس أمتهم ..
    و لا تنس أن تضع لتلك الرحلة الأحكام اللازمة ..
    و لا تنس أن تخبر عن حكمها للمستطيع ثم من طرأ عليه عدم الاستطاعة و من أُحصر .
    و أقترح عليك أن تسمي تلك الرحلة " رحلة الحج " .

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس أن الأمة التي سيعجبها تشريعك فتنفذه أمة وسط أمم ..
    فضع لها أحكام المعاملة مع الأمم المجاورة و النائية ..
    كيف تنظم العلاقات مع المخالفين و المعاونين ..
    ما حالها مع المعاهدين و المحاربين ....
    و كيف تكون عندما تلجأ للحرب ..
    ما أحكام الحرب ؟!
    أخبرنا بأفضل نظام للحرب يكون ..
    أسباب الحرب و آدابها و المعاملة مع كل باغ عاد ظالم ..
    لا تنس أن تقرأ في الأربعين سنة في الكتب الحربية يا صاحبي ..
    لا تنس أن تقرأ في العلاقات الدبلوماسية ..
    و بعد القراءة استخلص و استنتج .. و دبر و خطط ..
    ثم اخرج علينا بذلك التشريع الجديد ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لابد للناس من بيع و شراء ..
    فلا تنس تنظيم شئون البيع ..
    و الخيرة في البيع و متى يكون التصرف في المبيع أهو بعد العقد أم بعد القبض ؟ و لماذا ؟ ..
    و ماذا لو أراد المشتري رد السلعة ..
    و أخبرنا عن الربا و الصرف ..
    و ما قولك في بيع أصول الثمار حتى يستفيد المزارع بالثمن على زراعة أرضه .. ما رأيك الاقتصادي في تلك المسألة ؟!!
    و أخبرنا عن السَّلم بعد أن تقرأ عنه في كتب الاقتصاد ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس الرهن ..و الضمان ..
    و الوكالة و الحوالة و الكفالة ..
    و الشركة و المساقاة و الإجارة ..
    و العارية و الغصب ..
    و الشفعة و الوديعة و إحياء الموات و الجعالة..
    و لا تنس أنا قد نجد شيئًا ثمينًا في الشارع فأخبرنا ما أفضل الطرق للتعامل معه ..
    أخبرنا بأحكام اللقطة و اللقيط ..
    و أحكام الهبة و الهدية ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس ما يكون بين الناس من المنازعات ..
    فأخبرنا بأحكام الصلح بين المتخاصمين ..
    و فرق لنا بين باب الصلح و باب القضاء ..
    و في القضاء عرفنا بآداب القاضي و طريق الحكم و صفته ..
    و نظم لنا الحال مع الدعاوي و البينات ..
    و الشهادات و موانع الشهادة و عدد الشهود و اليمين و الدعوى و الإقرار ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس أن الناس تموت و تذر الأموال ..
    بين لنا أحكام الميراث ..
    و من العصبة و من يحجب عن الميراث ..
    ما رأيك في ميراث المفقود و ميراث الحمل و ميراث المطلقة ؟؟!!
    و كن في التوزيع حكيمًا تعطي كل وارث ما يناسب حاله ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنس أن الناس خلقوا رجالًا و نساءً...
    فبين كيف يكون التعامل بينهم فلا تنقطع الأنساب و لا تختلط الأنساب ..
    و بين لنا المحرمات من النكاح و الشروط و العيوب في النكاح ..
    و متى يحق لأحد الزوجين أن يفسخ العقد .. و كيف تحمي كلا الزوجين من الغش ..
    و ما رأيك في نكاح من يتبع تشريعك بمن لا يتبع تشريعك ؟!! و لماذا ؟!!!
    و أحكام المعاشرة بين الزوجين ..
    و كيف بأحكام الصداق ؟!!

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    ثم الناس يوهبون الأولاد ..
    فأحكام المولد و تسمية المولود ..
    و أحكام العقيقة و لا تسه عن النفقات ..
    و أرشدنا إلى كيفية تربية الأولاد ..
    ألم أقل لك إنها فرصة ذهبية لتصير علامة عصرك ؟!!

    ثم الحياة قد تكون صعبة مع الشريكين لسبب أو لآخر ..
    فنظم لنا أمر الطلاق ..
    و ما رأيك بالتهديد بالطلاق ؟!
    و ما تقول في الخُلع ؟! و ما رأيك في الظهار ؟!!
    و ماذا عن الملاعنة ؟!! و أحكام العدد ؟!!
    و ما تقول في شأن المطلقة أتخرج من بيتها أم تظل فيه ؟! و لماذا ؟!!

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    ثم لا تنس يا صاحبي أن تتكلم عن الأخلاق ..
    الغيبة و كن دقيقًا و بين متى تجوز و متى لا تجوز ؟!!
    الإخلاص و الصدق و الوفاء ..
    الأمانة و البر و صلة الأرحام ..
    البخل و الرياء و النفاق ..
    الصبر و الشكر و الرضا و الحمد ..
    و علمنا ما الجيد و ما الرديء ؟!!
    و علمنا كيف نصل إلى سنام تلك الأخلاق إن كانت كريمة ؟!! و كيف نحترز من اللئيمة ؟!

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    و لا تنسنا يا صاحبي من الحديث عن الدار الآخرة ..
    صفها و كن في وصفك مفيدًا دقيقًا ..
    و زدنا بالوعيد و الوعد .. و الترغيب و الترهيب ..

    ألم أقل لك ستكون علامة عصرك ؟!!

    أرأيت يا صاحبي كيف ستقضي يومك تقرأ و تقرأ و تبحث و تفكر .


    لكن حتى يتم أمرك و يكون التشريع دافعًا لوسمك بأعلى الأوصاف .. نريده تشريعًا :

    1- في أسلوب بليغ يناسب كل تنظير له المقام ..
    2- يناسب كل المحبين فلا يشكو أحد من فراغه من العبادة رغم حاجته للزيادة .
    3- يكون في معظم مسائله حد واجب لا يجوز النقص عنه لكل مقتصد و حد حسن يقوم به المجتهد .
    4- لا يكون الأسلوب جازمًا حازمًا بل دع الفرصة للاستنباط ، فالناس مشارب ، و في نفس الوقت دع الحق واضحًا لا لبس فيه عند التأمل !
    5- لا يتناقض قولك في مسألة مع أخرى و لو كان ذلك التناقض بين لازم قولك و لازم قولك الآخر ..
    فإياك أن تبيح الخمر و الملابس الحرة و الاختلاط ثم تقول لا يجوز وقوع الزنا و اختلاط الأنساب .. بل التشريع يقوم بعضه ببعض و يشد بعضه بعضًا ..
    6- يكون قولك في كل حكم في تشريعك صحيحًا يشهد بصحته أهل التخصص في كل آن ..
    فإياك أن تبيح الربا لأنه يأتي بفائدة آنية .. فسوف يقول لك عتاة الاقتصاد " هذه الفائدة الآنية مع الاستمرار ستأتي على المجتمع بتضخم يفسد الاقتصاد " و عندها يا صاحبي ستضيع الثقة في تشريعك .
    7- يكون التشريع مناسبًا لكل زمان فلا يشكو الأقوام بعد ألف عام أنك لم تضعهم في الحسبان .
    8- يكون تشريعك مناسبًا لكل مكان ، حتى و لو كان المكان فيه النهار 6 أشهر .. فأعطهم نصوصًا تحل لهم ما أشكل عليهم .
    9- لا يفوتك في تشريعك أي شأن يلزم من شئون الحياة ليكون تشريعك كاملًا من كل وجه .
    10 - تضع في تشريعك مراتب الحسن و القبح .. فهذا حسن و ذاك واجب و ذاك خلاف الأولى و ذاك مكروه و ذاك لا يجوز و ذاك مباح و كل ذاك في أسلوب سلس يسير ..
    11- إن ضغط عليك قومك من حولك و أبت الأهواء إلا خلاف رأيك فلا تأبه بهم و عليك أن تظل على رأيك .
    12 - و لا يجوز لك الاستعانة - بعد الأربعين سنة - بأي لجنة من لجان الاقتصاديين و لا أي طائفة من علماء النفس و لا أي كوكبة من أهل الفلك و لا يحق لك استشارة الأطباء ، و لا يجوز لك استشارة القانونيين و الدبلوماسيين و السياسيين ، لا لأنهم على كثرتهم قد يخطؤون ، لا لأنهم على كثرتهم قد وضعوا قوانين باطلة فعدلوها ، لا لأنهم على كثرتهم قد يعجزون أمام خبايا النفس البشرية ، لا لأي شيء من هذا .. بل لأنه قد كانت الفرصة الذهبية عندي هكذا .. و هكذا ينبغي أن تكون لك ..

    ما أحسنني لك ناصحًا !!
    أريد لك أن تكون وحيدًا فريدًا لا يسمو إليك أحد في منزلتك !!

    فهل تقبل هذه الفرصة يا صاحبي ؟!!!
    لا أدري ! لا أدري هل ترضى بتعب الأربعين سنة أم لا !

    لكني سأطلب منك طلبًا زائدًا ..
    بعد هذا الجهد الجهيد و العمل المديد و التشريع السديد ..

    أريدك ..

    أريدك أن تقول : ليس لي يد في هذا التشريع ..
    أريدك أن تقول : أنا مجرد ناقل ..
    أريدك أن تقول : لا تطروني و لا تعظموني ..
    أريدك أن تقول : لا أملك من الأمر شيئًا ..
    أريدك أن تقول : تلك كلها حكمة ربي لا حكمتي ..
    أريدك أن تقول : لا تجعلوني لمن أنقل عنه ندًّا فإنه أعظم مني ..

    أتستغني عن تعبك لتكون ناقلًا أمينًا و أنت في الحقيقة غير ناقل ؟!!
    أتستغني عن جهدك لتكون مبلغًا بصدق و أنت في الحقيقة غير مبلغ ؟!!


    أوّه لكأني حرضتك عليّ ؟!!

    لكأنك ستقول ..

    هذا هراء يا صاحبي ..
    لكأنك ستقول .. تلك فرصة لا تنتهز .. تلك فرصة لا وجود لها ..
    لكأنك ستصرخ بي .. لئن ظللت عمرين و ثلاثة لا أربعين سنة فأقصى الأمل أن أتقن فنا واحدًا لا فنون عددًا ..
    و أنت تريدني متقنا للاجتماع و علم النفس و السلوك و الأخلاق و القانون و العلاقات المدنية و الدبلوماسية و الدولية و التاريخ و الأديان و و و و..
    و تريدني على ذلك أن أقول قولًا لا يأتيه الباطل من يمين أو شمال ..
    و تريديني في ذلك أن آتي بقول يعجب المتخصصين ثم تريدني ألا أستشيرهم في شيء بعد الأربعين ..
    و تريدني في ذلك أن أقول قولًا يناسب العصور التي لم أرها و الأزمان التي لم أشهدها ..
    و تريدني في ذلك أن أبحث لأماكن لا أعرفها و مناطق لم أختبرها ..
    و تريدني في ذلك أن أفصل الأحسن فالأحسن و الأسوأ فالأسوأ ..
    و تريدني في ذلك أن أضع في حسباني تنوع نفوس البشر ..
    و تريدني في ذلك أن أضع في حسباني اجتهادات المجتهدين و كد المخلصين ..
    و تريدين في ذلك أن أيسر السبيل لكلامي الطويل العريض ..
    و تريدني على عرض كلامي و طوله أن أذكره فلا ينقض منه قول آخر بل يأخذ بعضه ببعض كالبنيان المرصوص !!
    و تريدين في ذلك أن أسوقه في أسلوب بليغ يذهل البلغاء !! و كل قول يناسب مقامه !!
    و تريدني في ذلك أن أنكر جهدي و تعبي و أنسبه كاذبًا - و أنا ما تعودت الكذب - لغيري !!
    و تريدني في ذلك أن أكذب على نفسي و أدعي أني مجرد ناقل و أنا لست بناقل !!
    ثم تزعمها فرصة ذهبية !!
    لقد ضيعت فرحتي بفرصتك !! و ما أشد حسرتي الآن عليها !!
    فليتك إن لم تصدقني القول سكت !! و كم من كلمة خرجت تسيل الألم !!

    قلتُ والله يا صاحبي إني لصادق معك فيما هو أشد من ذلك فاسمع ..

    ألم يزعم المنطق الإلحادي ذلك ؟!!
    ألم يقل إن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بذلك و أكثر من ذلك ؟!
    فانظر في المواقع الإسلامية و المكتبات الشرعية و البحوث الدينية في شتى المشارب ..
    أليست كلها ناهلة من بحر ذلك التشريع ؟!!

    فالكل ينهل من بحر التشريع ... التشريع الذي أراك تحمل عليّ حملة شديدة أن أردت منك الإتيان بمثله !!
    فكيف و هو صلى الله عليه و سلم الصادق الأمين ؟!
    فكيف و هو صلى الله عليه و سلم لم يقرأ و لم يكتب في الأربعين ؟!

    لقد كان حق كلامك أن يصير إلى المنطق الإلحادي لا إلي ّ..

    فتعال ..

    فتعال يا أبا الحكم أخبرك بمنطق اليقين و الحق المبين ..

    قال الله تعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )

    اقرأ ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ )
    ألم أقل لك إنها سبيل الرسل ؟!

    اقرأ ( وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ )

    اقرأ ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )

    اقرأ ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْـزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ )

    اقرأ ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )

    اقرأ ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ )

    افهم ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )

    افهم ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا )

    فبالذي خلق لك عينين و لسانًا و شفتين و هداك النجدين ..

    أي النجدين أحق بالاتباع ؟!!!

    أتقارن الثرى بالثريا ؟!!!
    أمازلت تمقت نفسك إلى درجة اتباع المنطق الإلحادي ؟!!!

    أما آن لك أن ترجع ؟!!
    والله ليس الطريق هنالك ...

    أما آن ؟!!

    أزيدك أم تجيبني ؟!!
    أزيدك بالكلام عن ربي و ربك أم تجيبني بإسلامك لربك و ربي ؟!!

    ما تفعل يا صاحبي ؟!!
    بانتظارك ..
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    أبشّركم أن الأخ أبا الحكم قد أعلن إسلامه ولله الحمد
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هنيئا ومباركا لكل من انتقل من ظلمات الإلحاد إلى نور الإسلام
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  7. افتراضي

    إسلام أبا الحكم
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=16021

    شكراً لكم على هذا الحوار الجميل

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    المشاركات
    741
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الموضوع نُشر في مجلة منتدى التوحيد بشكل اكثر ترتيبا

    لذلك لم ترى الإدارة تثبيته رغم أحقيته لذلك

    بالتوفيق للجميع

  9. افتراضي

    للرفع

    لم اجده بالمجلة



  10. #25
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحوار نشر في كتاب مطبوع بنفس الاسم
    تجده في المجلة بداية من العدد الخامس
    يمكنك تحميل اعداد المجلة من هذا الرابط
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...CA%E6%CD%ED%CF

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لا أعلم هويتي؟؟؟
    بواسطة ابو الحكم في المنتدى قسم الحوارات الثنائية
    مشاركات: 98
    آخر مشاركة: 03-09-2019, 08:24 AM
  2. لا أعلم هويتي؟؟؟
    بواسطة ابو الحكم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 03-31-2014, 09:12 PM
  3. اضفت بعض الاشياء في لوحتي فما رايكم
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-02-2010, 11:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء