أرشيف أفكار عمل الخير ...
الإخوة والأخوات ..
جدّ في تفكيري إنشاء هذا الموضوع -
وأعلم أنه مُكرر - ولكن : التكرار في مثل هذه الأفكار :
حسن !!..
والموضوع باختصار هو : أن يشارك كل منا
بفكرة عمل خير ..
سواء عملها
بنفسه أو رآها من
غيره : أو حتى هي فكرة
يُنتظر مَن يقوم بها ..
فحري بالمسلم أن يكون مليئا ًبأفكار الخير ونفع الآخرين ..
وقد دل
القرآن والسنة على ثواب عمل الخير
مهما صغر في عين الناس ..
بل : وتنوع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة
بين أنواع أبواب الخير المختلفة ..
ووضح لنا ألا نحتقر منها
صغيرها ولا
قليلها ..
ووضح لنا أن من خير الناس :
أنفعهم للناس ..
وأن للدال على الخير من الأجر :
مثل فاعله ..
والله المستعان ..
-------
1...
عند عودتي من الصلاة : يوجد
مصعد في العمارة .. وأحيانا ًكثيرة أجده في الدور الخامس أو الرابع أو الثالث أو حتى الثاني .. فأ ُقرر صعود السلم وخصوصا ًوأنا في الدور الأول .. ولكن .. فكرت أني في كل مرة أجد فيها المصعد هكذا : أن أقوم بالضغط على زر استدعاء المصعد للدور الأرضي : حتى يكون الوقت الذي سيستغرقه للنزول :
موافقا ًلمقدم واحد أو أكثر من المصلين مثلي : فيركبونه
دون الحاجة للانتظار ..
-------
2...
من المعلوم أن إسباغ الوضوء على المكاره : هو من الأعمال الحسنة ..
ومن المعلوم أيضا ً-
وإن كان يجهله البعض - أن الوضوء يجوز ثلاثا ًثلاثا ً(
أي غسل العضو ثلاث مرات ما عدا الرأس والأذنين) أو اثنيتين اثنتين .. أو مرة مرة (
أي يغسل كل عضو مرة واحدة) .. أقول :
هناك بعض الحالات التي أرى الاقتصار فيها على مرة مرة يكون الأفضل بل : ربما حمل صاحب هذا الوضوء مرة مرة أجر أخ له أو أخت كان سيتأخر عن الصلاة أو حتى كان ستفوته الصلاة بأكملها ..
وأما تلك الحالات فهي :
1-
أن يكون عدد الذين يريدون الوضوء كثيرون .. فيحُسن هنا اقتصار الوضوء على مرة مرة .. وحتى لا يفوت معظمهم الركعات أو ربما الصلاة بأكملها ..
2-
أن يكون الماء في الصنابير والمواسير ضعيفا ًجدا ً.. وهذا يُبطيء أصلا ًمن الوضوء ويجعله يستغرق وقتا ً..
3-
أن يُتوقع انقطاع الماء في أي لحظة .. فالاقتصار هنا على مرة مرة يتيح الفرصة لأكبر عدد أن يتوضأ ..
مع وجوب التنبه على
ألا تجر مثل هذه الأعمال الصالحة إلى الإخلال بالوضوء نفسه !!!..
كأن لا يكتمل غسل العضو الواحد مثلا ًأو وصول الماء لكل جزء فيه كالمرفقين أو الكعبين ..
-------
3...
شبيه بالموقف السابق أيضا ً: والذي يدلنا إن فعلناه على
حُسن مراعتنا للآخرين :
مَن يُصلون الركعتين الخفيفتين خلف
مقام إبراهيم في المسجد الحرام بعد الطواف في العمرة أو الحج ..
فالأفضل هو
التخفيف .. وهي السنة (
قراءة قل هو الله أحد في ركعة وفي الثانية قل يا أيها الكافرون !)..
ثم يترك المسلم هذا المكان لغيره حتى يستطيع ذلك الغير أن يُصلي هو أيضا ًالركعتين .. وهكذا ..
ولكن بعض المسلمين هداهم الله وبجهلهم بالدين يُطيل في هاتين الركعتين -
وهذا أول خطأ - .. ثم تجده يجلس في موضعه بعد صلاته !!!!.. وهذا ثاني خطأ : بل وهو أكبر من الأول إذ أنه بهذا : يقطع الفرصة على العديدين من تأدية هذه السنة كما أداها !!!.. وأخص بالذكر أوقات الزحام الشديد حول الكعبة كما في رمضان او الحج أو مواسم زيارات الكعبة للعمرة طوال العام ..
أيضا ً...
هناك مَن إذا صلى داخل الحِجر (
وهو السور المبني بجوار الكعبة على شكل قوس لو تعرفونه : وهو يُعد من الكعبة) .. أقول : هناك مَن إذا صلى فيه : جلس !!!.. أو أطال الصلاة كصاحبنا الأول !!!.. والصواب هو أنك نلت ميزة الصلاة داخل الحِجر والذي يُعتبر من الكعبة : فدع لغيرك الفرصة مثلك !!..
ملحوظة : الصلاة داخل الحِجر ليست من سنن العمرة ولا الحج .. ولكن البعض يحب عملها ليكون قد صلى داخل الكعبة على قدر استطاعته ..
وقد ثبت أن النبي قد صلى داخل الكعبة ..
أيضا ًشبيه ٌبما سبق :
مَن يُصلي في الروضة الشريفة في المسجد النبوي .. ثم لا يتزحزح عن مكانه لغيره !!!..
إلى آخر تلك الأمثلة التي كثرت بين المسلمين للأسف من
عدم مراعاة الغير أو التفكير فيه : حتى في أماكن العبادات المفضلات :
فما بالنا بغيرها للأسف ؟!!..
-------
4...
هناك بعض الإخوة أعرفهم جزاهم الله خيرا ً:
يقومون بما لم تقم به الحكومات ولا المجالس الأهلية للأحياء والقرى وغيره .. ألا وهو :
تنظيم جمع الأموال لعمل الخير وإعطاؤها لمَن يستحق ..
وأقول (
تنظيم ) :
لأن العمل كلما كان جماعيا ًومنظما ًمدروسا ً:
أتى بثماره أكثر وأقوى وأغزر من العمل الارتجالي منفردا ً..
فماذا فعل هؤلاء الإخوة ؟!!!..
هم يعرفون منطقة ًكبيرة ًبعينها :
أنها تعج بالفقراء ومحدودي الدخل والمساكين ..
فقاموا بتقسيمها إلى
أربعة مناطق صغيرة .. وليكن مثلا ًشمال وجنوب وشرق وغرب .. أو بحري وقبلي .. إلخ
ثم أوكلوا كل جزء منها لمجموعة من الشباب : اثنين أو ثلاثة أو أكثر : حسبما تيسر ..
ثم يقوم كل فريق بجمع المعلومات عن منطقته الصغيرة : وأكثر العائلات فيها حاجة ًوفقرا ً:
فيدونها باسمها وعدد أفرادها وسبب فقرها إن وُجد (
كموت الأب مثلا ًأو كلا الأبوين أو سجن الأب وهو العائل الوحيد للأسرة أو مرضه أو تعرضه لحادث أو غير ذلك من الظروف المُلمات التي تقض أركان الأسر الفقيرة) ..
ثم يتم تجميع كل تلك
البيانات عند شخص موثوق فيه في المنطقة بأسرها .. وفي مثالنا هنا كان شيخ المسجد الكبير بها ..
حيث وثق الناس المتصدقين فيه عندما أعلن عن مشروعه ..
وعليه ..
قاموا بالتعاقد مع أحد موردي المواد الغذائية للمحلات وغيره :
بأن يقوم بعمل
تشكيلة من الحاجيات الغذائية الأساسية للأسرة الواحدة : والتي يمكن أن تكفيها لشهر ..
كشكارة أرز كبيرة مثلا ًوشكارتي دقيق وشكارة سكر ومجموعة من أكياس البقوليات ومجموعة من المعلبات كالتونة وغيره إلخ
ثم في اليوم الموعود :
يتم دعوة هذه الفرق ومَن يريد التطوع بالمساعدة من غيرهم : سواء بجسمه (
حمل الطعام) أو بسيارته لتوصيله :
ثم بعد صلاة العصر مثلا ًأو المغرب -
كيفما اتـُفق - يقوم الجميع بالانتشار بسياراتهم إلى أماكن كل فريق :
حيث يطرقون الأبواب
بلطف ويُسلمون أماناتهم في
صمت ويمضون
مُحملين بالدعوات لهم ولكل مَن ساهم بشيء !!..
أقول ..
ما أحوج المسلمين إلى مثل هذه المشاريع والأفكار العملية :
ليجري المال بها من القادر لغير القادر ..
ومن الغني -
والذي ربما ثمن الوجبة الواحدة عنده تـُطعم عشرات الأسر لشهر - للفقير !!..
وخصوصا ًفي بلاد المسلمين اليوم التي تختلط فيها صعوبات المعيشة باضطراباتها الداخلية وتمخض الأحداث فيها :
كمصر وليبيا واليمن وغيرهم ..
والله تعالى الموفق ..
--------
5...
كثير من بيوت المسلمين قد تراكم التراب على مكتبات كتب ٍفيها : (
لم ) تـُمس منذ سنوات :
وربما (
لن ) تـُمس أيضا ًلسنوات وإلى ما لا يعلمه إلا الله من الوقت ..
ونحن نحسن الظن باصحابها وبالأسباب التي شروا لأجلها تلك الكتب ومنها كتب قيمة ..
وربما قرأوها مرة ًًفي حياتهم بالفعل وتشربوا زبدتها وفوائدها .. ثم أعرض عنها أولادهم إلخ ..
والفكرة :
لماذا لا يتم التبرع بهذه الكتب إلى المساجد مثلا ًلينتفع بها الآخرون وتصير من
الصدقات الجاريات بالعلم ؟!
بل وحتى لو ثقـُل على أصحابها فقدانها للأبد : يمكنهم تسجيل اسمهم عليها : حتى يصير لهم
حق استرجاعها لو احتاجوها !!..
وبهذا يزول سبب الامتناع الظاهر ..
وحتى مَن يفقد منها شيئا ًفليحتسب أجره عند الله
والله أعلم ..
6...
هناك من المسلمين مَن اعتاد على التأخر عن صلاة الجمعة .. أو مَن تأخر عنها لظرف مثلا ً-
والتأخر عنها مذموم وهو ليس من السنة بل الأفضل التبكير وقبل صعود الإمام على الأقل - ..
أقول ...
نجد هذا المتأخر وقد أحضر معه
سجادة ًللصلاة ..
ثم يجد مكانا ًخاليا ًعلى سجادة مفروشة خارج المسجد مثلا ً: فيفرش سجادته :
فوق السجادة المفروشة أصلا ً: ليجلس ويُصلي عليها !!!..
وبذلك يُضيع فرصة صلاة أحد المتأخرين الذي قد لا يجد إلا الأسلفت الساخن أو غيره ..
في حين بإمكان هذا الأخ صاحب السجادة وقد وجد مكانا ًخاليا ً: أن يذهب ليضع سجادته على الأسفلت في أقرب مكان إلى سجادته : ليتصدق بذلك على مسلم وربما أكثر ..
7...
بعض المسلمين لا يعي أنه بإمكانه التصدق ببقايا الطعام على بعض
الحيوانات والطيور ..
وفي ذلك أفكار كثيرة -
ربما أتحفنا بها البعض - .. ولكني سأذكر جانبا ًواحدا ًمنها الآن وهي :
أنك لو علمت أن صاحب العمارة أو البيت الذي تسكن فيه : أو أحد جيرانك : يُربي طيورا ًمثلا ًأو خرافا ًسواء فوق السطح أو في بيته إلخ
فيمكنك إعلامه بأنك ستضع له بعض بقايا الطعام المناسبة لما عنده من طيور أو حيوانات خارج باب المنزل في كيس مُحكم في أيام معينة :
ليستفد بها ..
وأكتفي بهذا القدر -
وقد حاولت التنويع في أفكاره لفتح أبواب التفكير لدى الإخوة والأخوات - ...
فيا ليتكم تطلعونا على إبداعات ما عندكم من أفكار الخير ..
لعل أحدهم يعمل بها وينشرها :
فيكون لنا فيها أجر الدال على الخير !!!..
ويا ليت مَن يكتب يقوم بتكملة ترقيم أفكاره مثل أفكاري (
أي يبدأ بـ 8 وهكذا) حتى يسهل الرجوع إليها والتعامل معها ..
والله الموفق ..
Bookmarks