يحكى انه كان هناك رجلاً، قال ان هناك لحماً ، اجتمع مع عظاماً وكونو انساناً! ، وصارت العظام تجرى وتلتحق بفعل الرياح والماء والشمس والرطوبه ، ولا اعلم من اين جائت الشمس والماء والرياح عند الرجل ، ولا اعلم الا انه يقول انها صدفه !
ثم جائت اللحوم لتتكون مع العظام بانسجام ، وترتبط العروق واللحم والشرايين والاورده كلها فى مكانها ! ، تعرف كيف تصنع نفسها !واين ستضع نفسها حسب ما صنفت وصمم لها ! ، وكل هذا ولا يدرى هذا من الذى فعل ذلك وقام بتنفيذ التصميم ! ، ثم قال اكبر من ذلك ! ، قال ان الانسان هذا ليس فقط هو من اتى كذلك ! ولكن كل من يدب على الارض ويطير فيها وتحويه السماء ! .
وتعاظم امره اكثر فأكثر وقال ان هذه السماوات باغلفتها الجويه والارض بطباقتها السريه جائتا هكذا صدفه ! وليدة التو واللحظه ! ، ثم جاء اكثر فأكثر وقال وهكذا المجرات وتتوالى الانشطارات ! وتتعالى المتفرقعات وكل يصمم نفسه ! فلا تسألنى كيف ! ولا متى يا انت !، آمن فقط بما اقول ولا تعترض يا مخبول ! والا اصابك الزهول !، فإنى اتحدثُ بلغة العلم !، وانت وامثالك تغصوصون فيما لاتعرفون !.
كيف بكم يا هذا وامثالك لاتعقلون ! ، كل شىءٍ يتطورو ! ، وانت وامثالك تتأخرو ! ، فما لك لاتستحى ! اذهب وابكى او انمحى !! ، هكذا كان رده على عندما فكرت فقط فى السؤال ! ما السر !؟ ما الطريقه!؟ ، ولكنى يا ساده لن استحى !؟ ، فليس هو بأفضل منى ! ان يسأل ويقول كيف !؟ ونرد عليه ليل نهار ! ، ويتسمح فى العلم وهو اجهل الجهال !، ويشرح نظريات لا يفهمها ولا يعرف ما بها اصلاً ! ، فقط يعتقد انه مدرس لمادة الفزياء ! ، وان قابله احد الاذكياء هرب وولى الى زملائه الاشقياء !! .
سامحونى فقد اطلت عليكم ! ، واخذتكم الى كلام الاغبياء ! ، انا اسفٌ لكم على ما فعلت فيكم ! ، لنبدأ بعرض الرحله ، فأرجو ربط احزمة العقل !، لنرى اينا معه البرهان والدليل ! ، اينا يشرح بإستفاضه !، واينا يوصل الناس الى الدليل القطعى العقلى ! .....
فقط استعدو فالطريق طويل ! ، ولنبدأ بك انت !...لاتنظر كثيراً ، نعم انت ! ، لنبدأ فى عرض جسدك ! ، لنعريك امام نفسك !، تعالى واخلع عن جسدك امتعتك وثيابك ، ولنرى ونعرض ما فيك ! ، ولنبدأ باللحوم التى تغطى عنك دمك وعظمك !.
انظر اولاً فى المرآه الى رآسك ، ما احلاها ! ، ما ابدع هذا التصميم العجيب ، انظر الى تجويفات عينيك ، والى انفك واذنيك ، ما ابدع من صمم اذنيك وعينيك ، فهذه رموش لتحافظ عليها من الاتربه وتغلقها ان وجدت ما لايرضيك ! ، وهذه حواجب العين ترقص مغنيةً ، انا من رسمت على عينيك لازينها ، وإن حرمت منى ! ، فلتنظر الى من نقصت عينيه منى !
انظر شكل عينيه فهل يروق لك منظره !! ، ثم تعالى يازميلى ! لتنظر الى عينيك نفسها ، فما ابدعها وما اجملها !! ، لاتدانيها كاميرات التصوير ! ولا تكافئها اختراعات المخترعون ! ،وها هى العين تنظر فترى الكثير والكثير ! ، لاترد وتقول صدفه! والا عددناك من المجانين ! ، اصدفة هى ان توضع العين فى رآسك حتى ترى بها !؟، وفى وجهك لترى من هو امامك ! ، وفى مقدمة واعلى رآسك لشرفها منك ولتحيط لك بالجسم من اعلاه الى اسفله ! اصدفة هى ان وجدت العين فى اعلى الرآس وفى تجويف خاصٍ بها !وفى وسطِ ازياء الحُسن من الرموش الجميله ! وتزينها ملكات الجمال الحاجبيه !! ، اصدفة هى !؟ اصدفة هى ان ترى كل البشر هكذا ! فلم نرى صاحب طفرةً خرج عينيه فى رجله ! اليس هذا احتمال الصدفيه !! ، ولا تنزعج منى فلم اتكلم بعدُ عن العين !! اننا فى اول الطريق !!....
لندخل قليلاً بداخلها ! فلنرى العروق الصغيره الدقيقه ! وضعت بإنسجام مع بعضها البعض وبشبكية وقرنيةٍ وعدسةٍ تجعل المرآى يُرى وليس هذا فقط ! فليس الامر قاصرٌ على مرآه او عدسه تعكس ! ولكن الامر اكثر دقةً عندما تدخل اكثر فأكثر لترى هذا الكابل الموصل بالمسمى العقل ! يوصله بالعين لاجل ان تدرك الصوره !! ، إن للكون اله ، لاتعرف قدره انت ! ولا يشعر بقدره الا من فهم وتدبر ! ، ان للكون اله ما قدره امثالك ! وما علمه امثال التافهين اشباهك ! ، إن للكون اله فاضت رحمته عليك ان جعلك تتكلم ويمهلك ويتركك لعلك ترجع !...
ما كانت العين صدفه يازميلى مرة ً! ولما لانرى البشر اصحاب عاهات !! فلو كان فى الحياه الصدف ! لوجدنا كل يوم يخرج لنا طفرات كثيره فى الناس لاتعد ولا تحصى بإشكالٍ جديدةً علينا مثل هذه !!
لم نبدأ الرحلة بعد ، ولم نصل الا الى البدء فى فتح باب السياره المتوجه الى الرحله ! ، بل انى اخاف ان اقول لك اننا فقط ما زلنا نقف امام وسيلة مواصلات الرحله !! ، افتح الباب برفق لترى الفم والانف ،تلكم التجويفات المصممات بقدرة فاقت الوصف ، ما فهمه الا العقلاء المتدبرون ! ، فالانف نراه فيه فتحتان يدخلان الهواء وانتظر لاتدخل مع هذا الهواء فما زلنا بالخارج ! ، فتحتان يدخلان الهواء وهاتان التجويفتان المفتوحتان يدخل منهما هواء ويخرج اخر ، وضعا هكذا بتصميم عجيب ! فلما نجدهما صدفةً ثلاثه او اربعه ! فالاكثر افضل ! او الاقل اقصر ! ، ولكن اثنان متساويان ! لم نجد هناك طفره وزياده فجأه فى الفتحتان ، فهناك صدفةً واحده كبيره واخرى صغيره ! او انهما غير متكافئتان !.
دخل منهما الهواء ليصل فى خط ٍ سريع اسرع من طلقة صوتيةٍ فى لمح نهار ، بل فى لمح البصر ، ثوانى ! لا لا اقل من الثوانى ، ان الرئه تحتاج الهواء ليصل فى ميعاده ، اسرعى قليلاً او ابطأى قليلاً من نظمك بهذا التنظيم العجيب !؟ ، تصل من الرئه الى القلب ولم نبدأ رحلتنا مع الرئه بعد ! ، ولتصل الى القلب والقلب الى الدماء ! وما اجمل هذا ليعيش الانسان ! ، من نظمك وصممك وخلقك يا انف !؟ ان للكون اله ، ابدع وصمم وخلق ما اروع ، ان للكون اله ، خلق ابن ادم فرفع رأسه وتكبر !، إن للكون اله ، اروع ما خلق فى الانسان وابدع .
يا فمى لما انت لست كبيراً او صغيراً بعض الشىء !؟ لما اجد شفتى ملتحمتان ببعضهما ! اوليس كما قال الزميل صدفه تجعل واحدة اكبر من الاخرى !؟ لما يا فمى انت مجوف هكذا ؛ مفتوح هكذا ؟ لما ؟ اولست يقال عليك صدفه!؟ ولما انت مكون من اللحم !؟ لما لم تكون كالاسنان ، فرحلتنا لم تبدأ معهما بعد !! ، فالاسنان بداخلك كاللؤلؤ والالماظ فى صندوق جميل يلمع ما بداخله ! ، من وضع فيك يافمى الاسنان ؟ ومن جعلك مفتوحاً هكذا!؟ ومن وضع فيك لسان !؟ اول ما طول تكلم !؟ وصار فصيحاً لسناً !؟ وصار يتكبر ويتعالى !؟ ويحتقر الخلق !؟ ما لك يا انسان !؟ .
لسانٌ تجمعت فيه العروق واصبح يضغط ضارباً السقف المحنك ،ليخرج حرف الكاف ويلامس فيك يافمى الشفتين ليخرجو حرف الميم ! وبالانجليزيه "M"، من جعلك معد لذلك !؟ اصدفةٍ هى !!!؟ ولم نبدأ فى الرحله بعد فأعدو الامتعه فما زلنا نقف على سلم المواصله !؟ فأربطو الاحزمة واستعدو !! .... الطريق طويل ويحتاج اليكم لتتمعنو فى الطريق وتنظرو من النافذه على الطريق اثناء السير .
Bookmarks