أخي مواطن أنا لم أفهم ردك بخصوص المنطق والأخ عمار تفضل بشرحه مشكوراً ولكن مع ذلك لم ينتفي الإشكال, فالمنطق هو نفس المنطق مهما وضعناه في سياق ذم أو مدح. فأنت تقول أن الملاحدة لايؤمنون إلا بالمنطق , ثم يأتي الدكتور الملحد إبراهيم ويقول : أنا لا أحترم المنطق العقلي !!!. والدكتور إبراهيم لايجد بداً من إنكار المنطق وعدم احترامه , إذ أن احترام المنطق يؤدي إلى الإيمان بوجود الله , فعقل الإنسان بما فيه من قوانين فكرية مفطور على الإيمان بالله سبحانه وتعالى. فالملاحدة عقولهم في أعينهم و لا يؤمنون لا بالمنطق ولا بالعقل. وأنا أتحدى أي ملحد أن يأتي هنا ويثبت لنا كيف يؤدي إيمانه بالمنطق إلى الإلحاد. ثم إنني عندما قرأت مشاركتك الجديدة وجدت أنك تقصد بالمنطق عالم الشهادة إذ أن جميع ماذكرته في بداية مشاركتك يعتبر من الغيب المستور عن الحس البشري. وكلامك يوحي للقارئ أن الملاحدة ظفروا بالمنطق والعقل في حين أن المسلمين لايؤمنون بالمنطق أو أنهم يؤمنون به إلا أنهم يؤمنون بأشياء أخرى خرافية غير منطقية (!) رغم أن الملاحدة هم أجهل الناس وينكرون وجود عقولهم فكيف نقول بأن مشكلتهم الوحيدة أنهم يؤمنون بالمنطق؟؟. وجميع ماذكرته من المغيبات عن تكييف الحس البشري كالمسافة بين الجنة والأرض ليس مطلوب من المؤمن معرفتها ولانناقش فيها الملحد بل نناقشه في وجود الله فإن آمن وأسلم وجب عليه الايمان بكل ماجاء به الشرع بالإضافة إلى إيمانه بقدرة الله المطلقة وأن جميع هذه الأمور الغيبية ليست بمستحيلة على الله سبحانه. فوجب التنبيه أن عالم الشهادة لا يعني المنطق وأن ماغاب عنا لا يعني المستحيل. ثم إننا نقول للملحد أن إيماننا بالغيب إيمان علمي قائم على أدلة وبراهين علمية , وأحوال الآخرة وقوانينها تختلف عن أحوال الدنيا كما دل على ذلك الشرع, والله سبحانه هو خالق القوانين , يخلق مايشاء , وغرابة القوانين لاتبطل السببية ولا تبطل المنطق, وإيماننا بالوجود لا بالكيفية, إذ أن الكيفية ليست ركناً من أركان الإيمان بالغيب , بل معرفة الكيفية تقدح في الإيمان بالغيب وتزيح الستار الفاصل بين الغيب والشهادة. ومعرفة الكيفية ليست مطلوبة ألبتة. ولكن الإيمان يكون عن طريق ضرورات العقل التي تحتم وجود الآخرة بغض النظر عن كيفية الجنة والنار.
Bookmarks