مفهوم البدعة عندنا لا وجود له عند النصارى، فالنصرانية دين مختلف، حيث أن الباباوات لهم حقوق مطلقة من ضمنها حق التشريع والمراسيم والطقوس وغيرها، لهذا فكثير من الطقوس عندهم لا وجود لها في كتابهم المقدس إنما هي من مخترعات القساوسة والكنائس .
أما مسألة طقس "نظرة الوداع"، فهو عند علماء مقارنة الأديان يسمى "الأبسوت" وقد تغيرت ملامحه ومسمياته في فترة المجمع الفاتيكاني الأوقماني المسمى شهرة بالفاتيكان الثاني من سنة 1962 إلى 1965، وهو طقس موجود في ديانات وثنية أقدم من النصرانية . ومن المفارقات بأن الأرتُدكس وهو مذهب نصارى مصر يأخذ بطقس عدله وأسماه الكاثوليك !! وكلاهما يكفر بعضهما بعضا . فسبحان الله.
أما أفعال بعض أهل القبلة من الترحم عليه وقراءة الفاتحة على روحه، والدعوة له بالجنة فكل ذلك خطير عقديا ومحرم تحريما قطعيا بنص القرآن والسنة والإجماع، خاصة وأن شنودة كان يحارب ظاهرة تحول النصرانيات إلى مسلمات بكافة الوسائل، وقد تورط في قتل عدد منهم أشهرها وفاء قسطنطين، وما خفي كان أعظم .
لأن النصارى كفار في معتقدنا لن يدخلوا الجنة قطعا بالأدلة الكثيرة، اللهم إلا من مات ولم تقم عليه الحجة فهو من أهل الفترة، وكفرهم واقع بنص كتاب الله : { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
{ لَقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ ٱلْمَسِيحُ يَابَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }
{ لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
فكيف يأتي جاهل ويقول بأن شنودة سيدخل الجنة بالله عليكم ؟.
ولا يجوز مثل تلك الأفعال، لقول لله عز وجل { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } . وقد تبين لنا أن شنودة من أصحاب الجحيم، لمعتقده الكفري من جهة، ولمحاربته للدين الإسلامي في مصر من جهة ثانية، ولاستحالة عدم قيام الحجة عليه من جهة ثالثة، فقد التقى في حياته علماء راسخين واحتك بهم وخالط مجتمعا مسلما بامتياز .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي" -رواه مسلم-، فالنبي صلى الله عليه وسلم على جلالة قدره لم يأذن الله له أن يستغفر لأمه لأنها ماتت على الجاهلية بالرغم من أن ذلك كان قبل الرسالة والبعثة، بله أن يأتي من يستغفر لشنودة بعد أزيد من ألف وأربعمائة سنة من ظهور الإسلام.
لكن يجوز تعزيتهم في مصابهم كما ذكر الفقهاء، والدعوة للأحياء منهم بالهداية والتوفيق وغير ذلك من محاسن الدنيا ونعيمها . والله أعلم.
Bookmarks