زميلي
سيدون .. أهلا ًبك معنا هنا .....
وبداية ً: أحييك على أسلوبك المهذب في الحوار ...
ونحن هنا نتعاون ليجبر كلٌ منا ما عند الآخر من نقص في معلوماته أو معارفه ...
ندعو الله تعالى أن يبصرنا بالحق دوما ًوأن يرزقنا اتباعه .. وأن يُبصرنا بالباطل : وأن يرزقنا اجتنابه ...
اللهم آميـــن ...
قرأت كلامك إلى اللحظة : وسوف
أقسمه إلى مجموعة نقاط في شكل
اقتباسات ليسهل المتابعة والتعليق ...
وعلى بركة الله نبدأ ...
1...
أريد توضيح المفهوم الإسلامى للعقاب الإلهى فى الاّخرة...هل سيكون مبنى بشكل رئيسى على الإعتقاد أم الأفعال ( خط سير الإنسان فى الحياة) أم الإثنين ؟
الحساب الرئيسي : هو على الاعتقاد أولا ً...
فهذا هو أهم ما في الإسلام .. وعليه سيترتب كل ما بعده ...
>>>
فأما المؤمن الحقيقي -
ولو في قلبه ذرة إيمان بالله عز وجل وتوحيده - : فهذا له الجنة ..
إما ابتداءً يدخلها برحمة الله وبأعماله الصالحة .. وإما بعد أن يقضي فترة في عذاب النار الله أعلم بها ..
تكون جزاءً له على تفريطه أو ظلمه وإيذائه للناس أو أخذه حقوقهم أو تضييعها إلخ ...
والجنة درجات .. أعلاها الفردوس .. وأدناها فيها أضعاف نعيم مُلك الأرض ..
>>>
وأما الكافر والمنافق : فهذا له النار .. -
والمنافق هو الذي يُظهر الإسلام ويبطن الكفر في قلبه - ..
والنار درجات -
فهناك ملاحدة وهناك مشركين وهناك لا دينيين وهناك وثنيين وهناك لا أدريين إلخ -
وهؤلاء لا تنفعهم شفاعة الشافعين .. إذ الشفاعة مشروطة بكون المشفوع فيه مؤمنا ًولو في قلبه ذرة إيمان ..
وفي الدرك الأسفل للنار : نجد المنافقين .. وفي أخف عذاب النار : نجد أبا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ..
ولو كان ينفع مسلمٌ كافرا ً: لكان انتفع أبو طالب بالنبي صلى الله عليه وسلم ... وهو الذي نزل فيه :
"
إنك لا تهدي مَن أحببت : ولكن الله يهدي مَن يشاء " ...
>>>
وأما ذوي الأعذار مما لم تبلغهم رسالة ولا نبي ولا رسول ... كالشيخ الكبير أو الأصم أو الطفل الصغير أو
المجنون أو مَن لم يسمع بالإسلام ولا غيره من الرسائل كأهل الفترة وأشباههم في كل زمان :
فهؤلاء مَن قدّر الله تعالى أن اختبارهم هو سؤال واحد فقط : ادخره لهم في الآخرة عز وجل -
وقد امتحن
الناس في الدنيا بهم - :
حيث يجعل مَن نفسه سبحانه رسول نفسه إليهم بنفسه : فيختبرهم بأن يأمرهم بدخول النار !!!...
فمَن يُطعه منهم : يجدها بردا ًوسلاما ًوينجو ...
ومَن يعصه : فيقول له الله عز وجل : أنه كان لرسله أكفر لو آتوه ... كما جاء في الحديث الصحيح ..
وكل ذلك :
والله تعالى لم يترك أمة : إلا وأرسل لها نذيرا ًوبشيرا ً-
نبيا ًأو رسولا ً- .. وما جاء ذكرهم في القرآن :
25 نبيا ًورسولا ًفقط <
يصح تسميتهم كلهم بالأنبياء : أما الرسل : فهم حاملي الرسالات منهم >
يقول عز وجل :
"
وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " .. ويقول أيضا ًسبحانه :
"
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا " .. وأما إذا جاء خاتمهم وأفضلهم : فهو كما قال فيه ربه عز وجل :
"
وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " ...
وأما عددهم .. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال :
"
قلت : يا رسول الله .. كم وفاء عِدة الأنبياء ؟.. قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا (124000)
والرسل من ذلك : ثلاثمائة وخمسة عشر (315)
جما غفيرا " ...
صححه الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح ..
وعليه زميلي :
فالحساب في الأصل : سيتعلق
بعقيدة كل إنسان : ثم سيترتب عليه كل ما بعده ...
وأما العمل : فالله تعالى قد أحصاه لكل إنسان بلغ سن التكليف ...
>>>
فالمؤمن : يدخل الجنة برحمة الله :
والعمل الصالح : دليل .. ولرفعة الدرجات -
لأنه لا عمل في الحقيقة يكافيء نعم الله على الإنسان -
>>>
وأما الكافر : فيذهب ثواب أعماله الصالحة هباءً منثورا ًفي الآخرة .. ولا وزن لها عند الله تعالى :
كما أن صاحبها حينما قام بها في الدنيا : لم يقم بها لوجه الله عز وجل يرجو ثوابها منه !!!..
وهذا قمة العدل !
فمَن عمل صالحا ًللناس وللبشرية : فليذهب إلى الناس والبشرية يبتغي منهم الثواب والأجر والنجاة يوم القيامة !
ومَن عمل صالحا ًلأجل حبيبه أو مديره أو أبيه وأمه أو جائزة نوبل أو جائزة الدولة ونيشانها إلخ :
فليذهب لهم يوم القيامة يبحث عن أجر !!!!...
ذلك اليوم الذي يبلغ من هوله أن يقول فيه كل إنسان : نفسي نفسي !!!!..
وتنفك فيه كل أواصر المحبة والقرابة والخلة : إلا للمؤمنين المتقين .. والذين لما اتقوا الله وخافوه في الدنيا :
رزقهم الله الأمن يوم خاف الجميع !!.. يقول تعالى : "
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو : إلا المتقين " ..
2...
التعامل..تعامل المُسلم مع الغير
هل هو مبنى على أساس العقيدة أم الأفعال والسلوكيات ..؟
يعنى هل تعاملك مع المُسلم من حيث إلقاء التحية والتهنئة فى الأعياد والصحبة وما أشبه ..سيكون مثل تعاملك مع المسيحى واليهودى والمجوسى والبوذى والملحد واللادينى ؟
المسلم المؤمن الحق : هو مَن
جعل حياته كلها لله .. دينا ًودنيا .. عبادات ومعاملات ..
يقول تعالى :
"
قل إن صلاتي ونسكي .. ومحياي ومماتي : لله رب العالمين .. لا شريك له .. وبذلك أ ُمرت :
وأنا أول المسلمين " ...
وعليه :
فالله تعالى أمرنا في مساواة التعامل مع كل البشر في أشياء : تتعلق بالإنسانية البحتة ..
وأمرنا بتمييز المسلم في أشياء لتكريمه وإعزازه بين الناس ...
>>>
فأما المساواة العامة في التعامل مع البشر :
مثل العدل حتى مع الكافرين بل : وحتى مع الذين تكرههم !!!.. في مقابل قول الحق ولو على نفسك
أو الوالدين ومَن تحب !!!.. ومثل البر والقسط مع المسالمين من غير المسلمين حتى !!!..
ومثل الرحمة العامة بالمحتاج والمريض والضعيف والفقير واليتيم إلخ ولو كان غير مسلم -
والحق أن
الإسلام أمر بالرحمة والإحسان بالطير والحيوان !!.. أفلا نرى ذلك مع الإنسان المسالم ولو كان كافرا ً- ؟
وهنا لطيفة هامة وهي تتعلق بقولك زميلي :
من حيث إلقاء التحية والتهنئة فى الأعياد والصحبة وما أشبه
أقول ...
فأما إلقاء التحية :
فلا نبدأه مع كافر ... لئلا يظن فينا أنا نعطي الدنية له من ديننا رغبة ًفي إسلامه ..
وقد يترخص البعض في ذلك مع مَن بدا منه ما يدل على ميله للدخول في الإسلام ...
وأما التهنئة في الأعياد :
فلا يجوز .. لأن الأعياد عندنا في الإسلام توقيفية وهي محصورة بعيدين فقط : الفطر والأضحى ..
فأما النصارى : فبالله عليك زميلي : كيف أهنئهم بأعيادهم التي لن تخرج عن واحد من اثنين :
إما عيد كفري مبتدع كعيد قيامة المسيح بزعمهم -
وهو يخالف معتقدنا جملة ًوتفصيلا ً!! - ..
وإما عيد وثني نقلوه في دينهم كعيد ميلاد المسيح عليه السلام <
رأس السنة الميلادية > إلخ إلخ
وأما الملاحدة واللادينيين :
فلا أعياد لهم أو خاصة بهم -
إلى الآن - على حد علمي ... ولو هناك أو صار لهم :
فلا تهنئة لهم بشيء على كفرهم !!!.. وإلا كيف يجتمع النور والظلمات في مشكاة واحدة ؟!!!!..
>>>
وأما التعاملات التي فيها تمييز للمسلم على الكافر .. فمنها ما هو معنوي .. ومنها ما هو مادي ...
فأما التمييز
المعنوي : فمثل المحبة والموالاة والخلة والصحبة ..
وأما التمييز
المادي : فمثل عدم جواز زواج المسلمة بالكافر ..
أم أن أفعاله وسلوكياته وأخلاقه هى التى ستحدد طريقة تعاملك معه؟
الإنسان المحترم الخلوق : يجبرك على أن تعامله بالمثل أو بالاحترام المتبادل بينك وبينه على الأقل ...
وقد سن رسولنا الكريم لنا ذلك بحسن فعاله مع كفار أحسنوا له صنعا ً: فلم ينسه وكافأهم عليه ...
بل ورفع الله تعالى ورسوله الحرج عن المسلمين في قبول هدايا وطعام أهل الكتاب ..
أما المحبة القلبية والموالاة إلخ : فلا ...
وهنا نقطة هامة ...
لا يدخل في منع تلك المحبة القلبية : المحبة الفطرية لأب أو أم كافرين أو حتى زوجة كافرة أو أخ إلخ
إنما يُقصد منها منع المحبة الاختيارية ... لأن أي كافر قد يكون عدوا ًللمسلم في وقت من الأوقات :
أوتقتضي الأيام أن تختار بينه وبين الله عز وجل ودينه الإسلام ...
3...
إذاً الإعتقاد هو الشئ الرئيسى , حتى لو كانت سلوكيات واخلاق الإنسان جيده وعلاقاته بالمحيطين به جيده وهو فى تصالح مع نفسه والمحيطين به ولكنه لم يتبنى المعتقد الإسلامى فإنه سيدخل النار وكل ما فعله من طيبات سياخذ مقابلها فى الدنيا...هذه النقطة لا أستوعبها لعدة أسباب
قبل أن أتعرض لأسباب عدم استيعابك لها ....
أود هنا أن أضرب لك مثلاً صغيرا ًعلى أهمية العقيدة وكونها جوهرية بالمقارنة بما سواها ....
لو أن مَلكا ًقد أغرق شعبه في كرمه وعطائه وأفضاله السباقة إليهم في كل وقت وحين ..
ثم دعاهم لحفلة ملكية لتقييم كل واحد منشعبه : ماذا أنجز في حياته من أعمال وجد واجتهاد : ومن ثم تكريمه ..
ولكنه اشترط عند خول الباب : أن يقول كل داخل : أعترف بفضل مَليكي عليّ - كمثال فقط ولله المثل الأعلى -
ففعل أناسٌ : على اختلاف ما قدموه في حياتهم من أعمال وإنجازات إلخ : فأكرمهم الملك كلٌ وقدره ..
في حين تكبر آخرون ورفضوا قول هذه الجملة البسيطة التي لن تكلفهم شيئا ً!!.. رغم أنها تترجم واقع ما هو مفترضٌ
بهم أن يشعروا به نحو هذا الملك الكريمالذي أقل نعمه عليهم : هو أن وفر لهمما جاءوا ليفتخروا به الآن من أعمال
وإنجازات : لولا عطاياه السابقة لهم :ما كانت تمت أصلا ً!!!!..
فانظر لهم ولتكبرهم وجحودهم : وهم يريدون من هذا الملك بعدكل ذلك أن يكرمهم ويجزيهم إحسانا ًوهم يستنكفون
عن شكره ومحبته !!!!..
وكما قلت :
لله المثل الأعلى ...
فهل ينظر عاقل بعد ذلك لحجم وكم إنجازاتهم : ولا ينظر لهذا التكبر والجحود -
وكأنه لم يكن - فيُطالب بأن يُكرمهم
الملك أو حتى يُدخلهم حفلته وهم لم يؤدوا شرطها الوحيد ؟؟؟؟...
وأواصل معك زميلي ......
4...
مسألة العقيدة مسألة معقدة , حيث ان الناظر لأديان العالم الاّن يجد أن أبناء كل دين على إقتناع تام بأن معتقدهم هو الصحيح..أديان مختلفة لمناطق مختلفة من العالم وكل له تقاليده وعاداته وأفكاره التى توارثها عن القدماء..
كلامٌ مُرسل غير صحيح زميلي للأسف ...
بل العقيدة الإسلامية -
أو عقيدة التوحيد عموما ًوتنزيه الله تعالى وتقديسه - هي أسهل العقائد على الإطلاق !!
وذلك لأنها :
هي الفطرة الإنسانية الصافية .. وهي بديهة البديهيات التي لا يختلف عليها عاقل يحترم عقله الذي وهبه الله له !!
وهي التي يعتقدها كل طفل صغير : لو تم تركه على حاله منذ ولادته ...
وهو ما أثبتته آخر الدراسات الإنسانية .. ومصداقا ًلحديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح :
"
كل مولود يولد على الفطرة .. فأبواه : يهودانه .. أو ينصرانه .. أو يمجسانه " ...
وإلا بالله عليك زميلي :
هل تتخيل طفلا ًفضلا ًعن
إنسانا ًبالغاً يُترك وحده فيقول لك أنه لا خالق خلقه ولا الكون والكائنات من حوله ؟
أو آخراً يُترك وحده أيضا ًفيتفكر في الكون ونفسه وما حوله : فيقول لك أن إلهه وخالقه ثلاثة ؟!!!..
أو حتى اثنين واحد للخير وآخر للشر -
وكأن هناك صراعا ًمشاهدا ًبينهما أو حتى يعرف مَن الذي خلقه منهما ؟-
أو يقول أن خالقه هو الشجرة أوالبقرة أو الحجر أو النجم أو الشمس إلخ إلخ إلخ
أم أن أبسط تفكير
بديهي وفطري : هو الإيمان
بإله واحد خالق باريء مصور : لا ند له ولا شبيه ولا ضد ...
<
يمكنك الاستزادة حول فطرية الإيمان والتوحيد هذه بالبحث عن قصة :حي بن يقظان >
5...
وأيضاً..تختلف نظرة كل ديانة للأخرى وقليل جداً هم من يبحثون عن الحقيقة وعن المذهب الصحيح الذى يتفق والعقل والمنطق..هموم ومشاغل الحياة لا تجعل الفرد يبحث فى عقيدته وهو معذور فى ذلك..
ليس هناك إنسان معذور في عدم تفكيره في أهم شيء في حياته !!!!.. وهو : مَن هو ومَن الذي خلقه وماذا يريد منه !
ولا أعرف أن مشاغل الحياة مهما اجتمعت : تسلب من الإنسان أهمية هذا التفكير الأهم في حياة كل بشر !!!!..
وإلا : فالإنسان قد يصرف ساعات في اللهو واللعب ومشاهدةالتلفاز وشراء حذاء أو شنطة أو ملابس إلخ إلخ :
في حين لا يستغرق التفكر في الله عز وجل وتوحيده ونقد ونقض كل دين باطل أو مذهب : إلا دقائق معدودات ربما !
فأين هو العذر في ذلك ؟؟؟؟؟؟...
وخاصة ًلمَن عاش طول الحياة وعرضها التي كتبها الله له : فمنهم مَن بلغ الخمسين والسبعين والتسعين عاما ً!!!!!!!..
أما وجد في كل ذلك العمر لحيظات :
يتفكر فيها في نفسه وخالقه عز وجل : ويُنزه الله تعالى عن :
جحود
الملحدين .. وشرك
المشركين .. وتثليث
المثلثين .. وتحريف
المحرفين ؟
6...
الشاهد...لماذا يكون العقاب الالهى مبنى على أفكار توجد داخل العقول ؟؟ لو كان العقاب قائم بشكل رئيسى على أفعال الشخص وسلوكياته وما قدمه للاّخرين او ما أخذه منهم..لكانت الفكرة معقوله ..ولكن مسألة العقيدة مسألة صعبة..ليس بإمكان كل شخص ان يبحث وان يتأمل بسبب ظروف قوية خارجة عنه والواقع خير دليل على كلامى..
لن أ ُكرر الرد ثانية ً....
ولكن الجديد هنا أنك تجزم بأن
الواقع خير دليل على كلامك !!!...
ولا أعرف زميلي : على أي واقع تتحدث ؟؟؟...
العالم من حولك يدخل أفرادا ًوجماعات في الإسلام -
يمكنك طلب الوثائق والفيديوهات والأرقام مني إذا أردت -
بل وحتى ما صار يتباهى به اليومالملاحدة واللادينيين من أنهم في تزايد هم أيضا ً:
فبجانب أن نسبة زيادتهم لا مقارنة بينها وبين الإسلام ...
إلا أنهم لم يفهموا أن زيادتهم تلك تـُحسب للإسلام أيضا ً!!!!!...
قل لي : كيف ؟
حسنا ً.. سأقولها أنا عنك : كيف ؟
أقول :
الإسلام في تزايد بذاته لأنه الحق والنور والتحرر من عبودية الخلق : لعبودية الخالق عز وجل ...
والخطوة التي تسبق الإسلام عادة : هي أن يقابل ساخطا ًعلى دين ٍمزيف أو محرف أو خرافي أو ساخطا ًحتى على الإلحاد !
وقد قابلنا في هذا المنتدى هنا لا أدريين : سبق دخولهم الإسلام على يد المنتدى بفضل الله :
انسلاخهم من النصرانية لتهافتها الشديد شأنها شأن كل باطل !!!!...
وكما نقول نحن في الإسلام :
التخلية (
أي خلو الوعاء منقذاراته التي فيه) : قبل التحلية (
أي قبل وضع الحلو فيه) !!!!...
فعندما يُقابل الإسلامُ قلبا ًخاليا ًمن القذر : يملأه ويستقر فيه بعون الله وفضله ...
التخلية قبل التحلية ....
7...
ايضاً لا أفهم لماذا...لماذا تأخذ العقيدة كل هذه الأهمية ..ويترتب عليها كل شئ فى الاّخرة..وهى لم تكن بالوضوح الكافى والشمولية الكافية , كثرة الاديان وكثرة المذاهب والفرق والتفسير الاهوائى لكل إنسان ووعى الفرد ذاته ودرجة تعليمه ..كل هذا يُعد عوائق امام الإنسان.فليس الأمر بالوضوح والبيان لكى يكون العقاب الخلود فى النار..
كما قلت زميلي : لن أ ُكرر إجابة أو رد ...
ولكن جديدك هنا هو ظنك بأن :
وعى الفرد ذاته ودرجة تعليمه ..كل هذا يُعد عوائق امام الإنسان.فليس الأمر بالوضوح والبيان لكى يكون العقاب الخلود فى النار
أقول :
إذا فهمت كلامي السابق -
وأنا ألتمس فيك صدقا ًوفهما ً- : فمن المفترض أنك قد علمت إجابة كلامك هذا ..
الإسلام دين الله عزوجل الوحيد : دين الفطرة :
لا يتطلب أكثر من عقل وقلب سليمين ...
وهذان يمكن توفرهما لدى أي إنسان بغض النظر عن كونه متعلما ًأم لا .. ألمعي التفكير أم لا !!!!...
وهذا مشاهد في كل زمان ومكان !!!!..
فأقوام الأنبياء من قبل لم يكونوا بروفيسورات وعباقرة في العلوم الدنيوية !!!.. ولا العرب حين رسالة النبي !!!..
ولا فلاحي اليوم !!!!.. ولا أهل البادية قديما ًوحديثا ً!!!!...
بل أزيدك :
في الإسلام خصلة ً: لا ولم ولن تراها في أي دين آخر ....
ألا وهي : عدم وجود
عقبة اللغة أمام حفظهم لكلام ربهم القرآن ظهرا ًعن قلب !!!!!!!!!...
يحفظه مسلمو العرب :كما يحفظه مسلمو ماليزيا وإندونيسيا وروسيا والصين وفرنسا وأمريكا والبرازيل !!!!!...
ذلك الكتاب الذي تخطت صفحاته الستمائة صفحة !!!!..
يحفظه أطفال الخامسة !!!.. والسابعة والتاسعة !!!.. والشباب والشيوخ !!!..
فسبحان الله رب العالمين ....
8...
ثم ما معنى الكبائر ؟؟ التى لو إرتكبها المؤمن ولكنه يحتفظ بفكرة فى عقله ربما توارثها عن أسلافه..تجعله فى حصانة من النار ؟؟
الرد على هذه : هو
نفسه الرد على القادمة وهي قولك :
هذه الكبائر من الممكن ان تكون قتل مثلاً أو تخريب أو ماذا..وبغض النظر عن هذا كله..لو كان إنسان لا يقتل ولا يخرب ولكنه عديم الإنتاج لم يقدم شيئاً ما بين حياته وموته...واّخر ملحد او لادينى قدم الكثير لنفسه وللمجتمع ومات
فلماذا يدخل الأول دار نعيم أبدى...ولماذا يدخل الثانى دار جحيم أبدى ..أرى ملامح ظلم فى التعامل ..أم أنى مخطئ؟؟
بل أنت مخطيء يا زميلي ...
ولعلك أيضا ًتكون قد غيرت رأيك بعد قراءتك لكلامي بالأعلى ...
وخصوصا ًمثال الملك !!!..
فاعتراضك هنا : هو نفس اعتراض مَن استنكر عدم دخول المتكبرين الجاحدين لحفلة الملك وعدم تكريمه لهم !!!!...
ولأسهل عليك الأمر أكثر -
ولبيان ماذا تعني أولوية الإيمان على عمل الصالحات - ........
أنا والدك .... وأنا وأنت في رحلة برية في السيارة ...
وفجأة ... توقفت السيارة لنفاد البنزين ...
فطلبت منك العودة إلى أقرب محطة وقود مررنا عليها : لتأت لنا منها
بجالون بنزين ..
ثم :
بعض
الإكسسوارات والكماليات للسيارة مما تبقى معك من المال إن استطعت ....
ففوجئت بك بعد ساعتين من السير في الشمس : وقد اشتريت بـ
كل ما معك :
إكسسوارات !!!!!!...
ولم تحضر معك
ولا قطرة بنزين !!!!!!!...
ولا تعليق ....
9...
جيد جداً وهى من الاّيات التى تستدلون بها على مدى تسامح الإسلام وسمعتها كثيراً..ولكنى لم أر تطبيقاً فعلياً لها فى الواقع..بل على العكس اشعر بأن المُسلم ينظر بإستعلاء للاّخر
كونك لم تر تطبيقا ًفعليا ًلها في الواقع : يحتاج إلى تدليل !!!.. لأننا -
وعلى عكسك تماما ً- نرى تطبيقا ًفعليا ً
لها في الواقع اليومي لكل منا !!!.. بل ما في نصراني -
كمثال - تعرفتعليه في حياتي : إلا وأحبني لحسن أخلاقي
الإسلامية معه !!!!.. سواء في الدراسة والجيش في مصر : أو في العمل في السعودية مع فلبينيين وغيرهم !!!!..
ولكني سأكون
أكثر منطقية منك زميلي
فأستثني وأقول :
هناك بالفعل مَن يظن أن الغلظة والجفاء مع غير المسلم المسالم : هي مندوب لها وممدوحة !!!!...
وأ ُشهد الله أن هؤلاء قلة : وأنهم من أجهل المسلمين بالإسلام قرآنا ًوسنة !!!!...
بل المسلم الحق ينظر لغير المسلم دوما ًنظرة المشفق الذي يود لو ينتشله من ظلمات الكفر والعذاب الأليم !!!..
ومثل هذا لن يتأتى دعوته إلى الإسلام إلا باللين والحكمة والموعظة الحسنة والمعاملة الصالحة البارة
أولا ً...
وبالوقوف على ما حده الله تعالى من حدود لهذا البر والقسط فلا نزد عليها
ثانيا ً...
والخلاصة :
تعميمك في غير محله زميلي : هذا إن صح ما بنيته عليه أصلا ًمن مواقف : نود لو تخبرنا بها لنحكم عليها ...
وأما
الاستعلاء الذي تصف المسلم به زميلي ...
فالمسلم متواضع الحال إلا مع أهل الكبر والجحود والجبروت والمجاهرة بالكفر والباطل والبدع :
فهنا عليه إظهار عزة الإسلام والحق الذي معه ...
10...
ثم أن القراّن ذاته فى اّيات أخرى يوجه خطابة فقط للمسلمين ويامرهم بالرحمة مع المسلمين..ولو اخذنا الاحاديث النبوية مع القراّن يتضح الأمر أكثر فمثلاً هذا الحديث الذى يوجد فى مسلم..
لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه
هنا الأمر أصبح واضحاً ..فهذا توجيه واضح وإن كنت مع انه لابد لكل مجموعة من الناس تقاليد وعادات ومبادئ يسيرون عليها وهذه سنة كونية بشرية لكنى لا افهم الحديث السابق..
زميلي ......
هذا الحديث من إظهار عزة المسلم الذي على الحق : أمام الكافر : لشحذه على التفكير في أمره ...
فلا نبدأهم بالسلام : حتى لا يظنوا أننا نحابيهم في الدين .. أو أنا يمكن أن نعطي الدنية في ديننا من أجلهم !!!..
وبالفعل قد رأينا في هذا الزمان ومن قبل أناسا ًمسلمين :
ترخصوا في أشياء كثيرة مداهنة للنصارى ورغبة في إسلامهم :
فلم تزد النصارى إلا كفرا ًورسوخا ًوطمأنينة إلى
دينهم : لأنهم قالوا لو كنا على الباطل لما كان فعل المسلمونمعنا كذا وكذا -
يقصدون من سبل التودد والملاطفة والمحبة -
وقد أسهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كشف كل ذلك وبيان خطأه من صوابه في كتابه الماتع :
(
اقتضاء الصراط المستقيم : مخالفة أصحاب الجحيم ) ....
وأما مقصود النبي صلى الله عليه وسلم باضطرار اليهود والنصارى لأضيق الطريق أي :
إذا جمعكم طريق واحد بهم : فكان على أحدكم أن يتخذ أوسعه : والآخر أضيقه : فلا تكونوا أنتم مَن تتخذون أضيقه
بكرم أفعالكم مثلما تفعلون مع بعضكم البعض ولكن :
عليكم بإظهار عزة المسلم في ذلك الموضع ...
ولم نسمع قط بأن الرسول أو صحابته أو أحد المسلمين في القرون الأولى وفتوحات الإسلام :
كان يرى قوما ًكافرين في الطريق : فيذهب إليهم ليلصقهم بالجدران !!!!...
يمكن الاطلاع على هذا الرابط القصير للفائدة :
http://islamqa.info/ar/ref/42235
والله يهدينا وإياك إلى الحق بإذنه ...
Bookmarks