سلفية الإسكندرية والنور .. استفزاز لا يتوقف ، وشق للصف لا يرعوي
سلفية الإسكندرية والنور .. استفزاز لا يتوقف ، وشق للصف لا يرعوي
ردًا على صاحب مقال : " ماذا لو تمهلنا ؟ وهل وعينا الدرس ؟ "
الحمد لله رب العالمين .. ولا عدوان إلا على الظالمين ..
في الآونة الأخيرة ، لا يكاد يمر يوم إلا ويزداد هؤلاء المشايخ من سلفية الإسكندرية ، وكذا حزب النور ، استفزازًا لباقي إخوتهم ، وشقاً للصف المسلم ، ضاربين بالأخوة الإيمانية عرض الحائط ..
وآخر الاستفزازات .. عدا ترشيحهم البهي "لأبو الفتوح" .. كان مقال "عبد العزيز كامل" على موقع " صوت السلف " ..
لنا مع المقال وقفتان :
الوقفة الأولى :
هدف المقال تحديدًا هو هذه الفقرة :
(( وقد مر علينا درس بليغ... ألا وهو: "مسألة اختيار مرشح لرئاسة الجمهورية"، وأخذ كثيرون على بعض المشايخ تأنيهم أو تأخرهم في الاختيار ...... ثم ها هي الأيام تمر .... ويتم استبعاد بعض المرشحين من أكثر المرشحين شعبية وتأييدًا ...... وتبيَّن للقاصي والداني أنه لا بد من التأني وعدم العجلة ))
يريد أن يقول كاتبه بلسان دعوته وحزبه :
" ألم نقل لكم ؟! .. ها هم استبعدوا "حازم" ! .. فكيف كان الحال لو أيدناه ثم استبعدوه ؟! .. كان معنا الحق إذن في التمهل ! "
أولاً :
هذا هروب من محل النزاع .. فالمنازعون لكم ما أخذوا عليكم مجرد عدم تأييد الشيخ حازم كما توهم .. ولكن أخذوا عليكم أمرين راوغتم عنهما :
الأول : لماذا خذلتم أخاكم لا تنصروه ظالماً أو مظلوماً كما أمركم نبيكم عليه الصلاة والسلام ؟!
وقد رأيناكم تسارعون في النصارى والعلمانيين لأقل هفوة، تساندون من تزعمون أنهم مظلومون منهم، حتى لو وصل الأمر لبناء الكنائس وحمايتها .. أوَ أنفقتم كل نصرتكم على العلمانيين والنصارى فما بقي لأخيكم شيء ؟!
وآخر هذا أنكم هرعتم إلى نصرة "الجيزاوي" ، وأخبرنا الأستاذ "نادر بكار" أنهم سيسيرون في مسارين : أحدهما كذا ... والآخر كذا وكذا ... فهلا كان بعض هذا لأخيكم ؟!
وكنا نرضى لو امتلكتم زمام المسألة ولو خرجتم منها بأنه كاذب فتنصروه بكفه عن ظلمه ! .. فما وجدنا منكم إلا الخذلان .. في مقابل المسارعة في العلمانيين والنصارى .. ولولا خشية الإطالة لعرضت بعض المواقف المخزية والفتاوى المخجلة !!
والثاني : لماذا وقفتم متفرجين ومنصب الرئاسة يذهب لعلماني أو منحرف ؟!
إن لم يكن في هذا خيانة للأمة .. فما هي الخيانة إذن ؟!
وإذا لم تكونوا قادرين على حمل الأمانة .. فلماذا زاحمتم غيركم عليها ؟! .. ولماذا ادعيتم غير هذا ؟!
حتى أنه من طرائف فتاوى الشيخ ياسر في انتخابات مجلس الشعب ، أنه على المسلم أن ينتخب السلفي الأقل كفاءة لأنه أفضل من الإخواني الأكثر كفاءة !!
ثم لماذا لم تكونوا بالشجاعة الكافية لتصارحوا الناس بهذا الرأي ؟!
هل خفتم أن ينقضه لكم باقي أهل العلم فآثرتم المراوغة إلى حين ؟!
هذا هو الظاهر إلى الآن .. وتصريحاتكم تؤكده .. مع الأسف !
والمقصود أن صاحب المقال مصر على المراوغة التي بدأها مشايخه وحزبه ..
فيهربون من محل النزاع إلى أرض أخرى آمنة .. هي تقبل رأي "الآخر" (!) .... إلى آخر ما لا نزاع فيه أصلاً !!
ثانياً : إنما مثلكم بهذا الكلام ، كالتالي :
رأيتم الظلمة يضربون أخاكم يكادون يقتلونه !
فقال لكم الناس : انصروا أخاكم ولا تخذلوه ..
فقلتم – في مقام النصرة ! - : نتأنى .. ونتريث .. ونتمهل !
فلما قتل أخوكم بيد الظلمة وأنتم تتفرجون ضاحكين .. تقولون الآن:
ألم نقل لكم ؟! .. كيف كان الحال لو نصرناه أولاً ثم قتل بعدها ؟!
يا قوم قد مات أخوكم لأنكم خذلتموه !
وقلتم - بشهامة ! - : لا نعلمه مظلوماً فننصره !!
وتجاهلتم أمر نبيكم عليه الصلاة والسلام بنصرة أخيكم ولو كان ظالماً !!
فبماذا تحتج يا رعاك الإله ؟! .. أتحتج بموت أخيكم على صحة خذلانكم له ؟!
الوقفة الثانية :
يسوق كاتب المقال " دليلاً " ! .. فيقول :
(( ويدل على ذلك ما حدث يوم غزوة أحد، والقصة في ذلك: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ...... شاور أصحابه في الخروج إلى أحد، وكان رأيه هو أن يتحصنوا بالمدينة ........
ووافقه على هذا الرأي أكابر المهاجرين والأنصار "وكان هو الرأي"
وأشار جماعة من الصحابة أكثرهم من الأحداث والشباب، وممن كان فاتهم الخروج يوم بدر بأن يخرج إليهم لشدة رغبتهم في القتال
فما زالوا يلحون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وخوفًا من أن يطول النقاش وتتعرض وحدة الصف المسلم للخطر، وتلبية لنداء الشباب المتحمسين للقتال والشهادة - دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلبس لأمَتهُ "لباس الحرب" بعد صلاة الجمعة، وكان قد أوصاهم في خطبته ووعدهم بأن لهم النصر ما صبروا، ثم خرج عليهم وقد ندم الناس، ......... فقالوا له: استكرهناك يا رسول الله ولم يكن لنا ذلك فإن شئت فاقعد، فقال: ما كان لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه
ثم كان ما كان من استعجال الرماة ونزولهم من أعلى الجبل، وهزم المسلمون في أحد ))
بصرف النظر عن سوقه للقصة مساقاً ليس أميناً ، فأخفى عن القارئ أن الرأي المخالف لرأي النبي عليه الصلاة والسلام كان فيه بعض من أفاضل الصحابة .. وأوحى للقارئ أن الهزيمة كانت بسبب رأي "الأحداث" المخالف لرأي "الأكابر" !! ..
بصرف النظر عن هذا وغيره ، أقول : القصة حجة عليكم لا لكم ..
== ففي القصة أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يستأثر بالرأي دون باقي المسلمين، بما في هذا "الأحداث" حسب لفظك ..
وهذا خلاف ما حصل منكم ، من تسفيه رأي الشباب ابتداءً ، ثم تسفيه آراء باقي أهل العلم ..
== والذين اختاروا رأي النبي عليه الصلاة والسلام ، قد صرحوا برأيهم ، وبينوا حجتهم ، وتشاور الناس ، ودار الحوار ، كانوا كلهم إخوة في المشورة والرأي ..
وهذا خلاف ما حصل منكم ، فقد قلتم : لسنا مجبرين !! .. والنبي عليه الصلاة والسلام والذين رأوا رأيه ، ما قالوا كما قلتم : لسنا مجبرين واسكت يا ولد !! ..
وما راوغوا كما راوغتم .. وما نأوا بأنفسهم في شق عن إخوانهم كما نأيتم ..
== والنبي عليه الصلاة والسلام ، نزل عن رأيه حفاظًا على الوحدة – كما تقول بنفسك - .. وأنتم ما راعيتم هذه الوحدة لحيظة من زمان ، مع أننا ما طلبنا منكم ترك رأيكم لرأي أحد .. بل طلبنا منكم أهون من هذا بكثير .. طلبنا ألا تكونوا في شق مستعلين بحزبكم مبتعدين عن باقي المسلمين .. فما عبأتم بهذا الهراء !! .. طلبنا أن تنصروا أخاكم ولو ظالماً فتكفوه عن ظلمه .. فما همكم هذا السخف !!
وفي الختام أقول :
أنتم الذين شققتم صف المسلمين بالغطرسة والاستعلاء بغير الحق ..
أنتم الذين شققتم صف المسلمين بالنأي عنهم وقولكم لسنا مجبرين ..
أنتم الذين شققتم صف المسلمين حين وقفتم متفرجين بل ضاحكين على ذبح أخيكم ..
أنتم الذين شققتم صف المسلمين حين سارعتم في النصارى والعلمانيين مهملين إخوتكم وهم أحق بكم منهم ..
أنتم الذين شققتم وتشقون صف المسلمين بالغمز واللمز في مخالفيكم ..
أنتم الذين شققتم وتشقون صف المسلمين بإظهار الشماتة في إخوانكم حتى ما بقي لنادركم إلا أن يقرع كئوس النصر مع الحقود الأقرع ..
أنتم الذين شققتم وتشقون صف المسلمين بإظهار الشماتة في إخوانكم بمقالكم هذا ..
فهل وعيتم الدرس ؟!
هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب
Bookmarks