مقال الشيخ الشحات استمرار في المراوغة مع الأسف ..
3- أعلنت الدعوة السلفية موقفها بوضوح منذ فترة بأنها لن تدعم إلا مرشحًا يؤمن بالمرجعية العليا للشريعة الإسلامية
وأسررتم أنكم لن تدعموا مرشحاً سيطبق فعلياً هذه المرجعية !!
فما حكم الشرع يا شيخنا فيمن تناقضت علانيته وسره ؟!
لماذا تركتم أنفسكم وتركتم الناس لمرشحين قد يؤخرون تطبيق هذه المرجعة بخطوات جادة ؟!
الخوف الكبير لدي قطاعات عريضة من الشعب -ومنهم: "السلفيون"- مِن استئثار جماعة واحدة بكل مفاصل الحكم بالبلاد
لو كنتم صادقين فأين كانت هذه "الحكمة" في تأييدكم للشاطر ؟! .. أوَليس اختيار الشاطر كان فيه استئثار نفس الجماعة الواحدة بكل مفاصل الحكم بالبلاد ؟!
يا مشايخنا .. أتخادعون أنفسكم أم تخادعون الناس ؟!
كما أن هذا سوف يلغي الصورة الذهنية التي يحاول الإعلام المضاد ترويجها من أن حزب "الحرية والعدالة"، وحزب "النور" يطبخان كل الأمور في الغرف المغلقة وما على الشعب إلا أن يتجرع ما ينتجانه
استخدم الشيخ لفظ "يطبخان" و"ينتجان" ليعلي من خسيسة الحزب السياسية ! .. والواقع أن حزب النور لا "يشارك" الإخوان إلا مجازاً ، وإلا فمواقفه السياسية – ومن ورائه دعوته السكندرية – ليس فيها إلا حمل حقائب الإخوان ! .. وهي حقائب صدعت الدعوة أدمغتنا بأنها تحوي فرش الانبطاح .. فما لهم يسارعون في حملها سعداء بالمهمة ؟!!
كالعادة .. يتهرب هؤلاء المشايخ من ساحة النزاع إلى ساحة أخرى .
بعد الثورة تم الاتفاق على أن تكون المرحلة الانتقالية ستة أشهر، وهي فترة لم تكن كافية لكي يقدم أي فصيل إسلامي مرشحًا للرئاسة
مراوغة واضحة ؛ لأن مجلس الشعب كالرئاسة .. فإن لم تكن الفترة كافية للرئاسة لم تكن كافية أيضاً لمجلس الشعب .. وإن كفت للمجلس كفت للرئاسة.
بل إن الشيخ ياسر برهامي صرح من قبل أن الرئاسة قد تكون أتفه من مجلس الشعب إذا خلت من صلاحيات كثيرة كما توقع آنذاك.
وأعلنت الدعوة السلفية عدم التقدم بمرشح للرئاسة
هذا غير صحيح.
ولو صح، فكان بإمكانها تأييد مرشح من باقي السلفيين، فالسلفية لا تنحصر في دعوة الإسكندرية بإقرارهم.
فالعذر لم يقع ، ولو وقع ما منع، وإنما هي مراوغة عن السبب الحقيقي لعدم التقدم بمرشح.
ورغم طول الفترة الانتقالية واتساع المجال إلا أن الدعوة آثرت أن تلتزم بما وعدت به
مراوغة ..
فلو صح هذا ، لكانت إجابة المشايخ للسائلين: "ملتزمون بوعدنا الأول بعدم تقديم مرشح" ..
لكن هذا لم يقع ولو مرة على سبيل الزلل !! ..
وإنما كانت إجاباتهم على طريقة : "نحن" غير مجبرين !! .. فشقوا الصف بنحن وأنتم .. !
وعلى طريقة : "نحن" غير مسئولين عن كلام "غيرنا" .. فنبذوا الأخوة الإيمانية وراء ظهورهم !
فتبين أن الأمر لا يزيد على مراوغات !!
لاسيما أن جماعة الإخوان حينما غيرت موقفها ..... تعرضت لهجوم عنيف
لو كانت حجتكم هي الهجوم العنيف ، فالهجوم عليكم بسبب "أبو الفتوح" أعنف !! ..
والهجوم عليكم بسبب خذلانكم لأخيكم أعنف وأعنف حتى استفز هذا الخذلان مشاعر العلمانيين !! ..
والهجوم عليكم بسبب خذلانكم للأمة بالإعراض عمن يسعى فعلياً في تطبيق الشرع أعنف وأعنف وأعنف !!!
والهجوم عليكم في المزاحمة على مجلس الشعب كان أعنف من كل هذا !! .. ومع هذا لم يمنعكم !!
فتبين عدم صدق هذه العلة منكم.
مراوغة بعد مراوغة ..
والحقيقة والواقع أن أي هجوم من الصف السلفي لا شيء في حس هؤلاء !! .. والوزن عندهم لغيرهم !!
واستحضر هنا - كمثال سريع – مسارعتهم في الجيزاوي دون أخيهم ، والله يفضح من يشاء !!
والمسارعة منهم دوماً في العلمانيين والنصارى .. وأما السلفي خارج كيانهم .. فمن يعبأ به ؟! .. لقد انتهت مهمته – مشكوراً ! – بعد نجاح الحزب .. ودمتم !!
نسبتنا نحن في البرلمان تشير إلى أننا في حاجة إلى الكثير من الجهد الدعوي مِن أجل إقناع المزيد من الناخبين برؤيتنا في تطبيق الإسلام
الآن يحاول الشيخ مس السبب الحقيقي بشيء من اللطف !!
أولاً : هذا أدعى لأن يكون الرئيس سلفي المعتقد والتوجه، ليتيح الفرصة الفعلية للدعوة .. وأما رئيس يقول للناس عنكم "فكر متخلف" فأي خير ترجون من ورائه للدعوة يا عباد الله ؟!
ثانياً: لو كانت المسألة بالنسبة البرلمانية كما تدعون، فبدونكم "أبو الفتوح" بلا شعبية !! .. لأن الإخوان يرفضونه، وأنتم والإخوان أغلبية، فلو تنزلنا وقبلنا الوهم بأن الباقين يؤيدون "أبو الفتوح" ، لكان مؤيدوه أقلية ، وأنتم تنأون عن مثل هذا.
ثالثاً : الكثير من الناس ، إن لم يكن أكثر الناس ، الذين اختاروا الإخوان ، إنما اختاروا في الحقيقة السلفيين ! .. هؤلاء اختاروا محمد حسان والحويني ويعقوب والمشايخ الذين يحبونهم من السلفيين .. لكن لأنهم لا يفرقون كثيرًا بين الإخوان والسلفيين ، اختاروا الإخوان يحسبون الكل واحداً !!
رابعاً : إن كانت المسألة بالشعبية والتأييد ، فتقديركم لشعبيتكم قبل مجلس الشعب ، لا سيما قبل الاستفتاء ، كان في الحضيض .. ومع هذا الحضيض في تقدير الشعبية زاحمتم على مجلس الشعب مزاحمة وصلت إلى تفضيل السلفي الأقل كفاءة من الإخواني الأعلى كفاءة ! .. فمع ارتفاع الشعبية يكون من باب الأولى المزاحمة على الرئاسة.
خامساً : لو كانت المسألة بالنسبة البرلمانية كما تقولون ، لكان الأولى المرشح الإخواني، لأن الإخوان هم أكبر نسبة في البرلمان ، وبانضمامكم إليهم تصيرون أغلبية كاسحة.
ولست أدعو لاختيار مرشح الإخوان، ولكن أبين عدم صدق هؤلاء المشايخ ومراوغتهم في تعللهم بالنسبة البرلمانية.
وإقامة الدولة بالصورة التي تزيل كل ما علق في الأذهان مِن أكاذيب وافتراءات على الشريعة بصفة عامة "وعلى رؤية السلفيين لها بصفة خاصة"
طبعاً أنفع الناس لهذه المهمة هو من يصف "رؤية السلفيين" بالفكر المتخلف !!
ولا شك أنه سيكون أكثر الناس حماسة لإطلاق يد "الفكر المتخلف" ، وإطلاق دعاته ينشرونه بين الناس !!
حسبنا الله ونعم الوكيل.
هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب
Bookmarks