انها الحياة الدنيا.. تضع الأم يدها على بطنها الكبير وتبدأ فى الصراخ.. صرخة يمتزج معها
أمل جديد رغم المعاناة ..وتنتهى بصرخة مولود يعلن وجوده فى هذا الكون الفسيح الذى لا يعلم حدوده الا الله عزوجل ..
وتسكت الأم وتهدأ ويفتح الطفل فاه مطالباً بحقه فى البقاء ليأكل ويشرب ويخرج ما يلزم ذلك ..
من ألهام الخالق سبحانك ربى ما أعظمك حتى المولود فى المهد يعرف كيف يشق طريقه فى الحياة ..
يتطور ذلك الجسد الصغير الضعيف ..ويصبح كلوتد الصلب الذى تقوم عليه أمة بأكملها تسير كمنظومة ودائرة يكمل بعضها بعضا.. فهناك من يسلك الطريق الوعر فيتخبط ويقع وينزلق ليقف على حساب غيره من البشر ..وهناك من يسلك طريقاً ممهدا
سويا صراطاً مستقيم ليصل الى ارضاء خالقه.. فهو ايضا ربما يقع وينزلق ولكنه يعرف وجهته جيداً مدركاً ليس مغيب القلب
والعقل.. ويمتلىء الفؤاد أحيانا بلحزن العميق ولكن عزائه الوحيد ان الأحزان فى الدنيا رصيد لأفراح الأخرة ..
ربما ينخدع ويخان ويهان ويذل من أقرب الناس الى وريده يرفع رأسه المطأطأ فى الأرض ويمسح دموعه بكفيه ..
ناظراً الى السماء بأبتسامة تتمتم معها الشفاه بكلمات يناجى بها ربه آلهى قد بعد الحبيب والقريب والصديق
وليس سواك من يثلج قلبى الحزين
كلمات تخترق السماء ليسمعها رب العباد فحاشاه أن يرد من دعاه حاشاه
أنها الحياة الدنيا