النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: "لماذا محمد مرسي؟" للشيخ محمد بن شاكر الشريف

  1. افتراضي "لماذا محمد مرسي؟" للشيخ محمد بن شاكر الشريف

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد استبعاد الشيخ حازم أبو إسماعيل من الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية، فقد خلت الساحة -من وجهة نظري- ممن يمثل نقاء الإسلام في عقيدته وشريعته وأحكامه وما بقي إلا أحد رجلين:

    رجل يجاهر أنه يعمل من أجل اشتراكية أو ليبرالية أو ديمقراطية أو منظومة أخرى غير المنظومة الإسلامية وهذا قد فرغت أيدينا منه.

    أو رجل يظهر منه انتماء مجمل للمنظومة الإسلامية لكن ما يظهر من هؤلاء ليس نقيا بل فيه دخن وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخن في موقف مشابه لذلك:وما دخنه؟ قال: «قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر"، ومقدار الدخن بلا شك يختلف من شخص لآخر، ولم يبق لنا في مثل هذا الجو إلا أحد خيارين:

    أولاً: إما اعتزال ذلك كله لكن الاعتزال في مثل حالتنا قد يكون منتهى أمل الفلول وأشباههم لأنه يمهد الطريق أمامهم من غير عوائق تعترضهم أو مشكلات تقابلهم، ومن ثم فإن هذا الخيار خيار الاعتزال ينبغي أن لا يكون خياراً مطلوباً.

    ثانياً: النظر في دخن كل مرشح واختيار أنسبهم وفق محددات تقلل الفساد إلى أكبر قدر ممكن مع سهولة إمكانية الإصلاح والعودة إلى الطريق المستقيم من أقرب فرجة تتاح أثناء السير، ومن ذلك:

    1- التفرقة بين من يجهر أنه مرشح إسلامي وبين من يرفض أنه مرشح إسلامي ويجهر أنه مرشح مدني فإن من يقول إنه إسلامي يحرص على الوفاء ببعض ما يذكر حتى لا ينفض الناس عنه في المرة التالية، كما أن من يجهر أنه مرشح إسلامي يمكن محاسبته لو تقاعس عن القيام بما يستوجبه جهره وإعلانه بعكس من جهر أنه ليس مرشحا إسلاميا فلا يمكن محاسبته عن عدم انتهاضه في تحكيم الشريعة لأنه سيقول لنا أنا لم أقل لكم إني إسلامي ومع ذلك اخترتموني على شرطي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم.

    2- التفرقة بين من يكون دخنه لجهله أو غير مؤسس على قاعدة فكرية وإنما هو كلمات مرتجلة، وبين من يكون دخنه مؤسسا على قاعدة فكرية كالليبرالية ونحوها فالأول أمر إصلاحه وإعادته للجادة أسهل وأيسر بينما الثاني يصعب جدا حمله على تغيير القاعدة الفكرية التي ينطلق منها.

    3- التفرقة بين من يظهر رخاوة في موقفه المخالف للشريعة وإمكانية التراجع عنه وتأويله لإزالة المخالفة مع الشريعة وبين من يظهر منه إصراره على رؤيته الفاسدة ويكرر بعد إعلان ترشحه بعض ما كان يقوله قبل إعلان ترشحه، فموقف الأول يظهر منه الاستعداد لتغيير الأقوال الفاسدة بينما موقف الثاني يظهر منه التصميم على المضي قدما في قاعدته الفكرية المخالفة للشريعة، وإذا لم يتمكن الإسلاميون من حمل صاحب الموقف الثاني على التراجع عن بعض أقواله التي يقطعون بفسادها ومخالفتها للشريعة وهو في حاجة إلى تأييدهم ومناصرتهم فلن يتمكنوا من ذلك بعد وصوله لمنصبه، فهم بعد وصوله لمنصبه أشد عجزا وأضعف حيلة.

    4- النظر في حال الداعمين لمرشح الرئاسة فمن يغلب دعمه للرئيس يعني أن خطابه يحقق لهم ما يطلبون أو بعض ما يطلبون فإذا اتجه العلمانيون والليبراليون والنصارى أو أغلبهم لدعم مرشح دون نظرائه فإن هذا يعني أن خطابه ووعوده وبرنامجه يلبي رغباتهم وطموحاتهم، وكثير من هؤلاء لا تكمن الرغبات والطموحات لديهم في العدل والحصول على الحقوق وإنما تتجاوز ذلك إلى التضييق على الإسلاميين ومواجهة تحركهم السياسي وحصر الإسلام في المساجد والأحوال الشخصية.

    5- التفرقة بين من له ركن يمكن أن يأوي إليه بعد وصوله للرئاسة وبين من ليس له ركن يأوي إليه، فقد تقوم الجهات المناوئة للإسلام ولو كان ظهوره من بعض الفائزين صوريا بتعويق مؤسسات الدولة عن عملها والقيام بمظاهرات واعتصامات وقد تمتنع المؤسسات الرسمية من جيش وشرطة في التصدي لذلك استجابة لإملاءات داخلية وخارجية رغبة في إفساد نتيجة وصول الإسلاميين وإظهار عجزهم عن قيادة البلد، وحينئذ فمن كان يأوي إلى ركن شديد سيتمكن من التعامل مع الوضع الجديد بما يعود بالخير والاستقرار على المجتمع، أما من ليس له ركن شديد فسيكون مضغة في أيدي من بيدهم القوة وهم الجيش والشرطة، والانتباه لهذا الأمر وإعداد العدة له مهم جداً ولا شك أن استناد الرئيس إلى جماعة قوية عريضة الامتداد وحزب سياسي كبير يكون استنادا إلى ركن شديد وقد أشار إلى ذلك موقف لوط عليه السلام مع ضيوفه عندما أراد قومه منهم السوء فقال عليه السلام لضيوفه: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد}، والركن الشديد هم العشيرة أو القبيلة التي تنصره، ومن ثم جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد وغيره: "ما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة من قومه" قال الألباني: حسن صحيح،والثروة هنا كما فسرها راوي الحديث: الكثرة والمنعة. وهذه الكثرة والمنعة تضاهي العصبية التي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته وبين ضرورتها لمن يترأس قوما يقول رحمه الله: "الرئاسة لا تكون إلا بالغلب والغلب إنما يكون بالعصبية كما قدمناه فلا بد في الرئاسة على القوم أن تكون من عصبية غالبة لعصبياتهم واحدة واحدة لأن كل عصبية منهم إذا أحست بغلب عصبية الرئيس لهم أقروا بالإذعان والاتباع".

    من كل هذه النقاط التي أسلفتها فإن الكفة تميل لاختيار د. محمد مرسي مرشح الحرية والعدالة الوجه السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.

    وكل من يعرفني يعلم تمام العلم أنه لا تربطني أي علاقة انتساب على أي درجة بالإخوان كما لا تربطني بالدكتور مرسي أية علاقة خاصة من قرابة أو صداقة أو زمالة وكذلك ليس بيني وبين د. أبو الفتوح أو د. العوا أية خصومة شخصية، فأنا لم أقابل أحداً منهم طوال حياتي، وإن كانت لي ردود علمية على كل منهم: على جماعة الإخوان، ود. أبو الفتوح ود. العوا، وأنا ما قلت ما قلت إلا تصوراً مني أني أقوم بالنصيحة المجردة من أية علائق أو أغراض دنيا.

    مناقشة بعض الاعتراضات

    - وما يقدمه البعض من اعتراضات على بعض أقوال د. مرسي أو جماعة الإخوان نحن بلا شك من ناحية نعترض على ما نراه مباينا للشريعة ولا ندافع عن أقواله تلك، ومن ناحية أخرى فلا نجد من بين المرشحين الآخرين من لا نأخذ عليه شيئا فجميعهم لهم طوام والشأن إنما هو شأن موازنة بين عدد من العوامل.

    - يقول البعض لا ينبغي اجتماع السلطات جميعها في فصيل واحد، من وجهة نظري هذا الكلام ساقط، لو كان قائل هذا القول أتى ببديل فهمه للإسلام صاف ونقي لكان له أن يقول ذلك، أما إن كان البديل-باعتراف القائل -فهمه ليس صافياً ولا نقياً فما الفائدة من الاتيان به، ثم إذا كان هذا الفصيل إسلامياً ولا يملك من يعارضون وصوله للرئاسة الطعن في إسلاميته- وإن كان يختلف معهم في بعض القضايا -فبأي سند شرعي يعارض وصوله للرئاسة ويعرض الصوت الإسلامي للتفتيت مما يسهل عملية التزوير ووصول الفلول لرئاسة البلاد، ثم من المعلوم أن الإسلام يعلو ولا يعلى ومن ثم فإن الحصول على كل وسائل أو أدوات السلطة في المجتمع مقصد شرعي، لا للحصول على الشرف والمنصب وعرض الدنيا الزائل وإنما لتحقيق المقاصد الشرعية على أحسن وجه ممكن.

    - القول إن ذلك سيجعل الرئيس الفعلي للبلاد هو مرشد الإخوان وسوف يضع كل أسرار الدولة على مائدة المرشد، وهذا الكلام من باب سوء الظن والرجم بالغيب، ثم إن المرشد رجل مسلم وعلى كفاءة علمية وكل رئيس له بطانة فكوننا نعلم بطانة الرئيس ونعرف توجهاتها وأفكارها هو خير من أن تكون له بطانة لا نعلم عنها شيئا، ثم إن الرئيس محكوم بدستور ينظم عمله وصلاحياته وليس الأمر (سبهللا).

    قلت ما قلت فما كان فيه من خير وحق وصواب فلله الفضل والمنة وإن كان غير ذلك فإني أستغفر الله وأتوب إليه.

    اللهم أسألك بأنك القوي العزيز أن تمكن لمن يعظم شرعك ودينك ويقوم بحقوق عبادك ويحفظ عليهم دينهم وأعراضهم وأموالهم.

    المصدر | مجلة البيان



  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا ونفع بك
    رُبَّ ما تَكْرَهُ النُّفُوسُ مِنَ الأَمْرِ .. لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا ونفع بك
    وفيك بارك أخي أبوعلي وجزاك من فضله
    إن كنت لا تعلم بالفعل فقد ترددت أنباء عن اختيار الشيخ حازم لتأييد أبو الفتوح ،فرغم أن هذا اختيار لم أتوقعه من الشيخ إلا أنه لم يؤكد بعد..سيؤكد الشيخ الأمر بنفسه يوم السبت بإذن الله ذاكراً أسباب اختياره


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفريغ خطبة "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ" للشيخ محمد حسان
    بواسطة زاد المعاد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-01-2013, 02:10 PM
  2. ادعو لسيناريو المراغمة، ترشيح محمد مرسي و"أبو الفتوح" ضد الجميع
    بواسطة طارق منينة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 04-29-2012, 01:07 AM
  3. "محمد مورو" أول مرشح إسلامى للانتخابات الرئاسية
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-03-2011, 08:32 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء