عليْكم السّلام و رحمَة الله و بَركاته
أجل اشراك احدٍ في صفات الله هو شركٌ بحد ذاته و ينّقسم الى شطرين :-
1 . اشراك الصفات بشكلٍ مُطلق و كامل
2 . اشراك الصفات بشكل جُزئي
اشراك الصفات بشكل مُطّلق : فلو فرضنا اشراك الشخص 1 بالشخص 2 في كافّة الصفات ( و تعالى الله بالطَبع عن مثال كهذا فهو لا شَريك له ) فسنظن بأن التشابه بينهما واقعٌ لا يُمكن انكاره سواءً في الصفات الحسيّة ( كالشخصية و اسلوب الحديث ) او الصفات العينية ( كالشّكل و الهيئة و اللون و مانحوها ) .. إنتهى
اشراك الصفات بشكل جزئي :- و يتمثل هذا الشطر في اشراك الشخص 1 بالشخص 2 في صفةٍ جزئية فعلى سبيل المثال صفة ( القوة ) فنظن ان الشخص الأوّل بقوة الشخص الثاني او صفة ( الخُبث ) فيُظن بان الشخصين مشتركان في هذه الصفة .. إنتهى
و لأن صفات الله تعالى ( جل عُلاه ) هي صفات حميدة طيّبة و جميعها تعتبر عظيمة مقارنةً مع صفات اي مَخلوق خالق فإشراك اي مَخلوق بها ( و هذا واقع لانه لا يوجد غير خالق و مخلوق فإما ان يتم الاشراك بين خالق و مخلوق او مخلوق و مخلوق ) سيجعل من المخلوق خالق .. فصفات المخلوقات ممكنة الوجود في اكثر من شخص و اكثر من موضع اما صفات الخالق فهي معينة به جل عُلاه ولا يجوز ابدًا اشراك المخلوق فيها اذ انها ترفع المخلوق الى مكانة الخالق مهما كانت بساطة هذه الصفات ( ولا توجد صفة عند الله تعالى بسيطة في الاصل فكل صفاته عظيمة جل عُلاه ) .. و قد يوحي اليْك البعض قائلاً ( الود من صفات الله و قد تجد انسانًا ودودًا ) نعم صحيح لكن ود الانسان لن يصل الى ود الرحمن كما رحمة الانسان لن تصل الى رحمة الله تعالى عز و الجل و يبقى التفاوت في هذه الصفات قابعًا تحت طائلة ( المقدار ) بعكس التي ذكرتها في بداية تعقيبي فهي قابعة تحت طائلة ( النوع )
اذًا الاشراك بالصفات يتمثل أما في ( اشراك المخلوق في صفات الخالق العظيمة التي لا يُمكن لسائر المخلوقات التقلّد بها ) أوّ ( اشراك المخلوقات بمقدار صفة من صفات الخالق كصفة الرحمة و و الوِد فصفات الله كاملة بينما صفات المخلوقات ناقصة )
و في كافة الحالات أنت ترفع المخلوق الى مرتبة الخالق او تنزّل الخالق الى مرتبة المخلوق بهذا تجعل شريكًا للخالق اما يصل الى مرتبته او يُنزّل الخالق من مرتبته الى مرتبة المخلوق و كلتا الحالتين هي ( اشراك الخالق بمخلوق ) و يُعتبر محرمًا جزمًا .. إنتهى
سبحان من بعث الرسول رحيمًا صلوا عليْه و سلموا تسليمًا
Bookmarks