مع كرهي الشديد لهذه الحشرة " الصرصور " إلا أني سأتحدث عن عجيب خلق الله فيها قليلا ..
تفرز هذه الحشرة مادة كيميائية phéromone d'agrégation تساعدها على تجميع أفرادها في مكان و مخبأ معين و إحقاق التواصل فيما بينها
كذلك تستخذمها كمنبه ضد الأعداء ...حيث كلما زاد إفراز هذه المادة كلما كانت إشارة تواصلية من كل فرد من أفراد عشيرة الصراصير على أن المخبأ الجديد بعيد عن الأنظار و خالي من الأعداء ..و العكس صحيح
كما أنها تستطيع العيش بلا ماء أو طعام لمدة تصل إلى شهر و نصف أو شهرين ..لأن جسمها له القدرة على تخزين الطاقة بشكل كبير كما أن لها قدرة عجيبة على التكيف في أحلك الظروف ..
لكن الغريب حقا هو قدرتها على النجاة من الإشعاعات التي تعد بعضها قاتلة ..بل تصل قدرة أجسامها على تحمل أضعاف أضعاف درجة الإشعاع القاتل للإنسان ...و هنا أنبه عن خطر إستعمال المبيدات الحشرية المنزلية لأن تركيبتها جد خطيرة ..و تعتبر من المسرطنات ..
كما أن لها جهاز هضمي قوي و فعال لهضم مختلف المواد ...بواسطة أنزيمات متنوعة ..
و يبلغ عمر أقدم مستحثاث الصراصير تقريبا 500 مليون سنة ما يضع أنصار التطور في مأزق ...لإنه و بحسب الشجرة الدروينية التصنيفية هناك أنواع من وحيدات الخلية تعتبر بدائية " أول الدرجات في سلم التطور " لكن عمرها أصغر بكثير من عمر الصراصير ..إذن هل حقيقة نحن أمام ظاهرة تطور أم تقهقر ؟ إضافة لكل خصائصها العجيبة و التي تستوجب طبعا جملة من البروتينات و الأنزيمات و التعقيدات لتنظيم الفرد و الجماعة ...
و هذه واحدة من أبسط التساؤلات التي تثيرها نظرية المسخ العلمي "الداروينية " التي عادة ما يتجاهل أنصارها الإقتراب من سجل الحشرات ...لذلك لا نجد لهم أبحاث مكثفة عنها مع العلم أن الحشرات تشكل 80 % من مجموع الكائنات الحية على الأرض ! و درجة التعقيد الفائق و التكتيكات الذكية التي تستخدمها الحشرات هي أضعاف ما نراه أحيانا عند الثدييات " الكائنات الراقية حسب شجرة داروين " ...سبحان من قال : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "
Bookmarks