الالحاد مبني على عدم وجود الـه او خالق لهذا الكون ويستدلّ اصحابه على ذلك بنظريّة وضعيّة هي الدّاروينيّة والتي بدورها تنفي الغاية من الخلق بل تنفي الغاية بمجملها لانّها مبنيّة على صدّفة تراكميّة والصدفة ليس فيها تخطيط مُسبق او عقل مُدبِّر فهي عشوائيّة فوضويّة لا غائيّة
والسؤال هنا اذا كانت الدّاروينيّة لا تُقِرُّ بكل ما سبق ولا تعترف بوجوده في قواميسها اذاً لماذا صنعت أدواتها ؟ بمعنى اذا لم يحتاج الجسد او الكائن الى الشعور بالخطأ او الصّواب او تقييمهما معاً لماذا وُجِدت هذه الادوات في ذلك الجسد او الكائن لماذا وُجِد الشعور بالحزن واداته كالبكاء مثلاً ؟ لماذا وُجِد الشعور والاحساس بالظلم ايضاً ؟ لماذا يُنكر الانسان ويكره الكذب مثلاً ؟ اليس الكذب هو أداة لاستمرار الحياة عند الاحساس بالخطر في قاموس الدّاروينيّة ؟ لماذا يُحارب هذا الكائن تلك الاداة التي بالنسبة له مفتاح النّجاة هل تصنع الطبيعة اسباباً لتنقضها هل يصنع النجّار باباً ليحرقه ؟ لماذا لم تُطوِّر الطبيعة اداة تُخفّف الالم او تزيله او حتّى تعدمه نهائيّا لماذا يبقي الالم مُصاحباً للكائنات كلّها ملايين السنين دون تطوّر للاصلح لهذا الكائن او ذاك من اوجد الالم برأي الملحدين هل يستطيع ملحداً واحداً الاجابة عن هذا السؤال ؟ من اوجد الالم والحزن والقلق والبكاء والفرح والضحك هل كل ذلك من صنيع الصُدفة ؟ هل يوجد في الكائنات جينوم خاص للضحك والاخر للحزن ولِمَ تتكفّل الطبيعة بأيجاد تلك الامور اليس البقاء للاصلح والاذكى والاقوى فلِم الحزن والخوف وحتّى الهروب من الخطر
والسؤال الاكبر والاهمّ هو لماذا يوجد في قواميس الطبيعة شيئاً يُسمّى التضحية ؟ فالامّ تُضحّي بحياتها من اجل اولادها فلماذا لم تعمل أداة البقاء للاصلح او الافضل او الاقوى او الاذكى التي غُرِست في جينوم الكائنات ؟؟؟ لماذا لم تعمل اداة الانانيّة عند تلك الام ؟ لماذا ولماذا ولماذا اسئلة كثيرة فهل لها اجابة في قاموس الدّاروينيّه ؟
Bookmarks