المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Omar Saad
فحبذا لو ناقشنا هذا الموضوع معا ليكون فرصة طيبة لي ولباقي الإخوة الأفاضل والزملاء المحترمين لتعلم المعنى الحقيقي والدلالة العميقة لقصة آدم عليه السلام عندما تعلم الأسماء كلها وكيف يكون الرد على شبهة كهذه.
أخي الكريم ...
وباختصار .. -
وكنت أود لو أنك قرأت في التفاسير أولا ًبارك الله فيك إلم تكن فعلت بعد - أقول :
ما علمه الله تعالى لآدم عليه السلام : هو أسماء كل شيء
مما سيخالطه آدم ويعرفه في حياته عليه السلام ..
الجبل والشجر والماء والسماء والنجوم والشمس والقمر والضحك والحزن وحتى
الفسوة والفسية كما جاء في التفاسير ...
فالحديث عن
الكمبيوتر والسيارة وما إلى ذلك :
لا تفصيل ولا دليل عليه ولا حاجة له أصلا !..
لأن الأصل في الإنسان -
وآدم خصوصا ً- أن يتعلم
ما سيخالطه في حياته .. والله تعالى أعلى وأعلم ..
وإليك هذا النقل من تفسير
ابن كثير للآية وذكره مجموعة من الأقوال : ثم
ترجيحه لما أخبرتك به : مستشهدا ًعليه بحديث
الشفاعة عند
البخاري رحمه الله : والذي استشهد به بدوره
وبفقهه المعروف في باب تفسير هذه الآية ..
يقول ابن كثير في تفسير الآية 31 من سورة البقرة :
----------------
هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم أسماء كل شيء دونهم، وهذا كان بعد سجودهم له،وإنما قدم هذا الفصل على ذلك لمناسبة ما بين المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة حين سألوا عن ذلك، فأخبرهم تعالى بأنه يعلم ما لا يعلمون، ولهذا ذكر الله هذا المقام عقيب هذا؛ ليبين لهم شرف آدم بما فضل به عليهم في العلم، فقال تعالى: {
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } قال السدي عمن حدثه عن ابن عباس: {
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } قال: علمه أسماء ولده إنساناً إنساناً، والدواب، فقيل: هذا الحمار، هذا الجمل، هذا الفرس، وقال الضحاك عن ابن عباس: {
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } قال: هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس: إنسان ودابة وسماء وأرض وسهل وبحر وخيل وحمار، وأشباه ذلك من الأمم وغيرها، وروى ابن أبي حاتم وابن جرير من حديث عاصم بن كليب عن سعيد بن معبد عن ابن عباس {
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } قال: علمه اسم الصحفة والقدر، قال: نعم، حتى الفسوة والفسية، وقال مجاهد: {
وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسْمَآءَ كُلَّهَا } قال: علمه اسم كل دابة، وكل طير، وكل شيء، كذلك روي عن سعيد بن جبير وقتادة وغيرهم من السلف أنه علمه أسماء كل شيء، وقال الربيع في رواية عنه: أسماء الملائكة. وقال حميد الشامي: أسماء النجوم. وقال عبد الرحمن بن زيد: علمه أسماء ذريته كلهم، واختار ابن جرير أنه علمه أسماء الملائكة، وأسماء الذرية؛ لأنه قال: {
ثُمَّ عَرَضَهُمْ } وهذا عبارة عما يعقل، وهذا الذي رجح به ليس بلازم، فإنه لا ينفي أن يدخل معهم غيرهم، ويعبر عن الجميع بصيغة من يعقل للتغليب؛ كما قال تعالى
{
وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }
[النور: 45] وقد قرأ عبد الله بن مسعود: ثم عرضهن، وقرأ أبي بن كعب: ثم عرضها، أي: المسميات. والصحيح أنه علمه أسماء الأشياء كلها؛ ذواتها وصفاتها وأفعالها؛ كما قال ابن عباس، حتى الفسوة والفسية، يعني: أسماء الذوات والأفعال، المكبر والمصغر، ولهذا قال البخاري في تفسير هذه الآية في كتاب التفسير من صحيحه: حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "
يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، فيأتون آدم، فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم، ويذكر ذنبه، فيستحي، ائتوا نوحاً .... إلى آخر الحديث الطويل
Bookmarks