هل يصح الاستدلال بالربوبية على ختم النبوة؟

[جُنيد الله]

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله اجمعين
لدي سؤال كثيرا ما شغل بالي
و هو في صحة الاستدلال بالربوبية على صحة رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم أي على صحة ان القران كلام الله؟كأن يقال مثلا أن من مقتضى الربوبية العلم و الرسالة(عموما).. هذه هي مقدمة
اذن لو تقول احد على الله سبحانه و تعالى ما لم يقله...سوف يعلمه الله و سوف يكشفه للناس كما كشف تحريف النصارى و غيرها من الأديان.
و لكن قد انتشر الاسلام حتى بلغ مشارق الارض و مغاربها...
فلو كان هذا كذبا او تقولا على الله بان القران كلامه...لكشف الله هذا الكذب و هذا من مقتضى الربوبية...
اذن القران كلام الله..نتيجة
مع العلم ان الشيخ السعدي رحمه الله قد فسر الاية"قل أنزله الذي يعلم السر في السموات و الأرض إنه كان غفورا رحيما"
"و وجه اقامة الحجة عليهم أن الذي أنزله هو المحيط علمه بكل شئ فيستحيل و يمتنع أن يقول مخلوق و يتقول عليه هذا القران,و يقول:هو من عند الله و ما هو من عنده!
و يستحل دماء من خالفه و أموالهم و يزعم أن الله قال له ذلك.و الله يعلم كل شئ,و مع ذلك يؤيده و ينصره على أعدائه و يمكنه من رقابهم و بلادهم,فلا يمكن أن ينكر أحد هذا
القران الا بعد انكار علم الله.و هذا لا تقول به الا طائفة من بني ادم,سوى الفلاسفة الدهرية.
و أيضا,فان ذكر علمه تعالى العام ينبههم و يحضهم على تدبر القران و أنهم لو تدبروا فيه لرأوا فيه من علمه و أحكامه,ما يدل دلالة قاطعة على أنه لا يكون الا من عالم الغيب و الشهادة."

لا تحرومنا من مشاركاتكم المفيدة؟
جزاكم الله كل خيـــــــــــر

[هشام بن الزبير]

أخي الكريم,
ربوبية الله لخلقه تقتضي إرسال الرسل وإنزال الشرائع بلا شك.
وقد جمعت الفاتحة ذلك كله.
قال الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين, الرحمن الرحيم, مالك يوم الدين)
وهذه أصول العقائد: الربوبية و الألوهية والبعث.
وربوبية الله تقتضي هداية العباد وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية, وبيان جزاء الأعمال, وهذا لا يكون إلا بالأمر والنهي, وهذا يقتضي النبوة.
ولا يصح عقلا ولا شرعا أن يظهر من يدعي النبوة ويتقول على الله, ثم يمكّن له في الأرض ويتلى كلامه عبر القرون يتعبد به ويتحاكم إليه, ففي هذا أكبر القدح في ربوبية الله وقدرته, بل إن الله يفضح كل متنبئ كذاب على رؤوس الأشهاد, وهذا كلام ربنا سبحانه بين أيدينا لم تزده القرون إلا نضارة وطلاوة والله أعلم.

[جُنيد الله]

شكرا على المرور الطيب أستاذ هشام الزبير

ولا يصح عقلا ولا شرعا أن يظهر من يدعي النبوة ويتقول على الله, ثم يمكّن له في الأرض ويتلى كلامه عبر القرون يتعبد به ويتحاكم إليه, ففي هذا أكبر القدح في ربوبية الله وقدرته

هل يمكننا القول بأن كل من ينكر القران فهمو منكر لربوبية الله أي هو ملحد اذن؟ اي هل يمكننا القول بان النصارى ملحدين لانهم قدحوا في علم الله؟
ما هو رأيكم في قول الشيخ سعود العريفي صاحب كتاب الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد
"فلا يلزم من إثبات الربوبية إثبات النبوة والرسالة المعينة؛ لأنها أخص، ولذا لم يأت في
القرآن الاحتجاج بالربوبية على النبوة الخاتمة كما جاء الاحتجاج ا على توحيد العبادة، وإن
كان الإرسال عموما من مقتضيات الربوبية."
هناك تناقض اليس كذلك؟
فالشيخ يرى ان الربوبية لا تستلزم صحة رسالة معينة؟
ما رأيكم؟

[جُنيد الله]

يرفع للأهمية

[د. هشام عزمي]

ربوبية الله عز وجل تفيد صحة إرسال الرسل والأنبياء عمومًا ..
وهذا أمر لا نزاع فيه بيننا كما هو واضح ..

تبقى أمر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصةً ..
هل صحتها تعتمد على ربوبية الله تعالى ..؟
الإجابة نعم ..
وهو الدليل الذي ذكره العلامة السعدي كما نقلته في المشاركة الأولى ..
وسرد الدليل بالتفصيل ذكره ابن القيم في هداية الحيارى ..

الفكرة أن الدليل هنا غير هنا ..
فدليل إثبات صحة إرسال الرسل عمومًا لا يصلح لإثبات صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصًا ..
ولهذا صياغة مختلفة عن صياغة الآخر ..
لكن ربوبية الله تعالى في ذاتها دليل على الإثنين ، لكن بطريقين مختلفين ..
والله أعلم .

[شمس فؤاد]

بارك الله فيك وجزاك كل خير عنا يسلمووووووووووووووووووووووو