لهو شعور غريب أن ترى قطعة من لحمك قد صار طفلا ينبض
بالحياة...
تبرز في هذه اللحظة أعظم وأجلى معاني اسم الله الخالق.
الخالق الذي يهب الحياة. الذي يُخرج الحي من الميت.
تنطلق في هذه اللحظة زفرات الفطرة ترعد في سماء قاعة الولادة، قائلة، لا إله إلا الله.
ولا يسع المرء في هذه اللحظات إلا أن يقف مندهشا، تاركا العنان لدمعاته التي تتحدى أقسى النفوس وأصلب الطباع.
كانت لحظة استقبالها لهذه الدنيا، وأول شهقة تأخذها من هوائنا، من أكثر اللحظات التي أشعر فيها بضعُف يعتري كُل جسدي، ومن أكثر اللحظات أيضا التي أشعر فيها بقوة تختلج روحي، وتسمح لها بأن تسري في ملكوت الله، مُرددة، سبحان ربي العظيم.
إنها نجمة ذرية بيضاء تُضيء سمائي الصافية، وتُنير طريقي المُعبد بتقوى الله، لا يتنظر إلا الماشي فيه، والمُستهدي بضوء ذلك النجم، لكأنه نجم الشمال الذي يهدي السفن في ليالي العواصف المُظلم، هو هو نجمي الذي يهديني لذكر الله آناء الليل وأطراف النهار.
وما نجمتي الصغيرة وزينة حياتي "فاطمة الزهراء" إلا قبس من شمسي الساطعة، زوجتي، وأم نجمتي.
أسأل الله أن يحفظهما لي.
أترككم مع أولى صورها، مُمسكة بيدي.
Bookmarks