الحمدلله وبعد:
من المهم ان نعرف الفروقات بين المعجزة وبين الكرامة وبين السحر والدجل والشعوذة, وطبعاً قانون البارسيكلوجي هو دجل وسحر وشعوذة على طريقة متحضرة وبغلاف علمي.
وجاء هذا القانون من تداخلات عديدة وافكار فلسفية بوذية صينية وهو الايمان والاعتقاد ان الانصهار الروحي مع الطبيعة وما وراء النفس والكون يجعل الكون يتفاعل معنا وبتالي يستطيع الانسان ان يفعل شيء خارق للعادة كالمشي على الماء او على الجمر والنار او الطير في الفضاء او حتي تغيير سائل الى صلب او صلب الى سائل او تحريك الاشياء من مكان الى مكان وتجد هذا كثيراً في كرتون الاطفال الياباني والصيني كثيراً بل والامريكي ايضاً الذين يسلطون الضوء على الطاقة الداخلية وما وراء النفس والانصهار الكوني النفسي وخفايا الطبيعة والروح.
ومن هنا لابد علينا نحن كمسلمين ان نؤمن ان هنالك كرامات يخصها الله لمن يشاء من عبادة المؤمنين وهذه حقيقة واستطيع ان اطرح الموضوع بنقاط مختصرة وهي كالأتي:
1| علم البارسيكولوجي ليس علم انما هو خرافة كغيره من الخزعبلات الخرافية كقانون الجذب والبرمجة وغيرها وغيراتها.
2| لقد بين ديننا الكريم الفروقات الشاسعة بين الدجل والسحر والكهنوة والمشعوذين وبين الكرامات والخوارق التي يمتلكها ثلة من المؤمنين وتعاملنا مع هذه الامور هي كما تعامل السلف الصالح والصحابة. فلم يقيدون مسألة الكرامة والخوارق كعلم يعلموه الناس ويأخذوا من وراءه فلوس ومصاري ودنانير!!! ولم يتباهون به بل انهم جاهدوا انفسهم في اخفاء ما لديهم من كرامة خشية ان يُفتنوا ويَفتنوا.
3| الطاقة الداخلية لم يتكلم عنها الدين ولا الصحابة ولا التابعين ولا الشيوخ الافاضل بهذا الشكل كي يصنفوا ان العين طاقة شرانية مثلا وان الحتس والفراسة والحكمة والبصيرة طاقة خيرة, انما تُرك الموضوع لعلاقة الانسان بربه ولم يغوصوا فيه كثيراً لان المسألة معلقة علي الانسان وربه في اول البدء ونهايته!!!
4| قصص تاريخية او حاضرة كقصة زرقاء اليمامة او غيرها من القصص هي كالهبة يهبها الله لمن يشاء والتفصيل فيها لن يقدم ولن يؤخر بشيئ لأن ما عند الله لا يؤخذ الا بطاعته سبحانه وبهذا هذه القصص وتفاسيرها وتحليلاتها والتعمق فيها لن يغني ولن يسمن من جوع, ولن يخرج الانسان من التعمق في هذه الاشياء الا كما قد دخل!! اي لا جديد!!!
الخلاصة: فهم هذه الامور كما فهمها الاوائل فإن تعمقوا فيها تعمقنا وان تركوها تركناها وهذا هو الارجح والافضل والاحكم والاسلم والاعلم!!!!
ومن هذا الاستلخاص يأتي التفصيل التالي:
المعجزة هي الآية الخارقة للعادة التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله ، ويتحدون بها الناس .
أما الكرامة فهي شيء خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد أحد أوليائه .
وهناك فروق كثيرة بين المعجزة والكرامة ، منها :
1- أن المعجزة مبنية على الإظهار والاشتهار ، وأن صاحبها (وهو النبي) مأمور بإظهارها ، بينما الكرامة مبناها على الكتم والستر ، وصاحبها (وهو الولي) مأمور بكتمانها .
2- المعجزة تكون مقرونة بالتحدي وبدعوى النبوة ، أما الكرامة فغير مقرونة بالتحدي ، ولا بدعوى فضيلة ولا منزلة عند الله .
3- ثمرة المعجزة تعود بالنفع والفائدة على الغير ، والكرامة في الغالـب خاصة بصاحبها .
4- المعجزة تكون بجميع خوارق العادات ، والكرامة تختص ببعضها .
5- المعجزات خاصة بالأنبياء ، والكرامات تكون للأولياء .
6- الأنبياء يحتجون بمعجزاتهم على المشركين لأن قلوبهم قاسية ، والأولياء يحتجون بالكرامة على نفوسهم حتى تطمئن وتوقن ولا تضطرب .
نقلا عن رسالة ماجستير بعنوان : " الولاية والكرامة في العقيدة الإسلامية " للباحث محمد خير العمري .
وهناك فروق أيضاً بين المعجزة والسحر ، منها :
1- المعجزة خارقة للعادة : أي أنها تأتي مخالفة لقوانين الكون ، فهي من الله تعالى ، وأما السحر فإنه يحدث بحسب قوانين يمكن تعلمها فهو من الساحر .
2- المعجزة لا ينتج عنها إلا الخير ، أما السحر فلا يصدر منه الخير .
3- المعجزة لا يمكن إبطالها ، أما السحر فإنه يمكن إبطاله ، ومعلوم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين والتقرب لها " انتهى من الدكتور أحمد العوايشة في " محاضرات في الثقافة الإسلامية " (ص/174) .
4- المعجزة تجري على يد النبي ، وهو خير الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والسحر يجري على يد الساحر، وهو شر الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والنفوس تنفر منه ومن صاحبه.
5- المعجزة ليس لها سبب ، ولهذا لا يستطيع غير النبي أن يأتي بمثلها ، أما السحر فله أسباب معروفة ، وهي الطلاسم التي تقال وتكتب ويستعان فيه بالجن ، فكل من تعلم ذلك وفعله حصل له ما يريد من السحر ، أما المعجزة فلا تستفاد بالتعلم والتجربة .
انظر : "الفروق للقرافي" (8/116) ترقيم الشاملة .
Bookmarks