صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 51

الموضوع: موقع الأخلاق من عالم الإلحاد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي موقع الأخلاق من عالم الإلحاد

    كثيرا ما يعترض علينا الملحد حين نطرح موضوع الأخلاق للنقاش بأن الأخلاق لا ترتبط بدين وأن من أهل الإلحاد ذوي خلق وإن انسلخوا من الإيمان. لكن ألا يجدر بنا أن نبين أولا ماذا نعني بالأخلاق؟ إن أردنا بالأخلاق أي نظام سلوكي أو أعراف اجتماعية تنظم حياة الناس, فلا شك أن هذا ممكن دون دين وإيمان.

    لكن لو كان معنى الأخلاق:
    أن بعض أنواع السلوك خير في ذاتها وأخرى شر في ذاتها, وأنها تكتسب صفة الثبات في عالم مادي متغير باستمرار, فإن وجود الله ضروري لوجود الأخلاق.
    إذن المغالطة التي ينبني عليها اعتراض الملحد تكمن في صياغته للسؤال على الوجه التالي:
    - هل الإيمان بالله ضروري لوجود الأخلاق؟
    لكن ماذا لو طرحنا السؤال:
    - هل وجود الأخلاق مرتبط بوجود الله؟

    إن الأخلاق تعتبر - من منظور إلحادي- في أحسن الأحوال حزمة من السلوكيات التي يتعارف عليها المجتمع.
    لكن هذه الأعراف الاجتماعية لا يمكن تعميمها ولا النظر إليها كأخلاق تدل على الخير والشر بشكل موضوعي مستقل عن البيئة التي نشأت فيها؟
    فلو ضربنا مثالا لبعض البلاد الاسكندنافية حيث تم تشريع زواج الشواذ, فإن هذا السلوك يعتبر من أخلاق تلك البلاد, لكن هل يمكن النظر إليه كسلوك قابل للتعميم, يعرفه الناس جميعهم؟ قطعا إن ذلك مستحيل.

    وعلى هذا الأساس فإن وجود الله ضروري لوجود:
    - منظومة من القيم الأخلاقية مستقلة لها وجود مستقل عن كل بيئة ومجتمع.
    والإيمان بوجوده ضروري لوجود:
    - منظومة متكاملة من الواجبات الأخلاقية يحترمها من يقر بمسؤوليته تجاه خالقه.

    إذن وجود الله ذي الجلال والكمال, يفسر وجود قيم أخلاقية تدلنا على أن العمل الفلاني خير والآخر شر بشكل مستقل حتى لو لم يعتقد احد ذلك, بل حتى لو قرر المجتمع قانونا يناقض ذلك, فالقيمة التي تقول إن عملا ما شر, ثابتة لا تتغير. حتى لو اتفق مجتمع ما مثلا على إباحة الزنى والشذوذ, أو أكل لحوم البشر, أو إعدام المعاقين كما فعل النازيون, فإن ذلك شر حتى لو ظنه فاعلوه خيرا, وسيبقى شرا حتى لو تمكنت الدعاية من تضليل الناس لمدة من الزمن.

    إذن وجود قيم ثابتة يستند إلى وجود الله. الله عز وجل له الأسماء الحسنى والصفات العلا, فهو الرحيم العدل الودود, فبوجوده توجد القيم الأخلاقية. والدليل أن عدم الإيمان به لا يجعل لوجود قيم أخلاقية ثابتة أي معنى. والملحد غالبا ما يكابر في هذه المسألة فينكر بلسانه هذا الثبات الذي تتميز به القيم الأخلاقية الكبرى كالعدل والصدق والأمانة مثلا.

    والآن, على أي أساس يمكن تصور منظومة قيم أخلاقية مجردة مستقلة بشكل موضوعي في اعتقاد من لا يؤمن بالله؟

    بتعبير آخر, بأي تعليل يجب علينا أن نعتقد أننا نحتاج إلى معيار أخلاقي موضوعي ثابت نزن به سلوكنا الفردي والجماعي؟

    الفكر الإلحادي يفسر الحياة على أنها سلسلة عبثية من الصدف العمياء التي تحكمها قوانين صماء أدت عبر بلايين السنين إلى تكون الحياة دون هدف ولا غاية ما, على كوكب صغير يسبح في فضاء تحيط به النجوم والمجرات, فالحياة ووجود الإنسان نفسه في نظر الملحد ليس إلا نتيجة غير مقصودة لسلسة معقدة من الصدف التي لا فرق عندها بين التراب والماء والغاز, ولا بين الحشرة والحيوان والإنسان, فهل يوجد داخل هذا الفكر العبثي المهلهل مجال لوجود شيء اسمه الأخلاق؟ما الحاجة للأخلاق في عالم عبثي لا غاية من وجوده ولا هدف ولا حكمة؟

    تعتبر الأخلاق في الفكر الإلحادي الدارويني مجرد أعراض جانبية للتطور البيولوجي والإجتماعي, إذن فليس لها وجود موضوعي, بل هي نابعة من تفاعلات كيميائية, إذن الإحساس بالقيمة الأخلاقية نتاج عمليات بيولوجية, فكما نحس بالجوع والعطش فنحن نحس بأن هذا خير وهذا شر, وهذا خطأ وهذا صواب. إذن ليس هناك معنى عميق للأخلاق, بل هي مجرد مساعدة في معركة البقاء والحفاظ على الجنس البشري.

    لو كان هذا التصور الالحادي العبثي صحيحا موافقا للواقع, لما كانت هناك حاجة لوجود شيء اسمه قيم أخلاقية, تصوروا طفلا يبني قصرا على التراب وينحت على الرمل أسماكا وحيوانات ثم, يقول أضرب هذا أعاقب هذا, أهدم هذه الغرفة, هل نحكم بقيمة أخلاقية على هذا اللهو, هل نقول له هذا شر, لماذا هدمت البناء, أم أننا نقول دعه يلهو ويعبث, فالحكمة من وجوده على الشاطئ مجرد اللهو, إذن لماذا نحتاج أن نحكم على شيء بأنه خير لذاته أو شر لذاته في عالم عبثي لا خالق له ولا حكمة من ورائه؟
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  2. #2

    افتراضي

    موضوع جميل جدا أخي الحبيب هشام جزاك الله خيرا!

    الحقيقة أن هذه القضية تشغل تفكيري بشكل مستمر.

    والواقع أنه ثمة طائفة من الماديين الملحدين لا يرون في المحرقة النازية (مثلا) أي مشاكل أخلاقية!
    ذلك لأنها ,حسب المنطق المادي الذي يتخذ من العلم التجريبي دستورا ومنهاج حياة -أو قل كتابا مقدسا-, ساهمت في دفع عجلة التقدم والتطور العلمي والتقني في ألمانيا النازية بصورة لم ير العالم مثلها لا قبل ذلك ولا بعد! فمن خلال إجراء التجارب العلمية المكثفة على ما أسموهم "الآكلون عديمو الفائدة" (useless eaters), تمكنوا خلال ثلاث سنوات فقط (!) من تحقيق تقدم تقني وعلمي احتاجت دول العالم المتقدم الأخرى إلى عقود للوصول ما يوازيه!

    وعليه فإن هذه الفئة من الماديين المحلدين يرون أن المحرقة النازية تخلصت من بضع ملايين من أجل مصلحة البلايين!! وبالتالي فمن وجهة نظرهم لا يوجد أي مشكلة أخلاقية في ذلك! بل على العكس هم يرونه عملا جيدا ونبيلا!!

    والحقيقة أنه علينا أن نحترم في رأيهم هذا شيئا واحدا هاما.. وهو أنهم لا يناقضون أنفسهم!إليه


    لكن هناك نقطة ثانية هامة أيضا..

    وهي أنه كيف للملحد أن يفرق بين هتلر من جهة, وغاندي (مثلا) من جهة أخرى؟

    إذا كان هذا العالم نسبيا تماما, لا مكان فيه للقيم الثابة المطلقة التي تفرض نفسها على الجميع.
    فكل أمر في النهاية خاضع للاستنتاج العقلي الذي قد تختلف نتائجه من شخص لآخر..

    فعلى أي أساس يمكننا أن نحكم على هتلر بأنه شخص شرير مجرم.. إلخ
    وعلى غاندي بأنه مناضل خير نبيل سعى إلى تحرير شعبه من قبضة الاستعمار.. إلخ؟

    فلما لا يكون الاثنان سواء؟ فكلاهما تصرف وفق رأيه الشخصية ومعاييره الخاصة التي يراها صحيحة, وليس بالضرورة أن يكون أحدهم خيرا والآخر شريرا (إذ لا يوجد معنى للخير والشر والأخلاقي واللاأخلاقي في عالم تحكمه الصيرورة المطلقة ولا ثبات فيه إلا لقوانين التغيير)!
    يقول الملحد الضال المضل من أصل يهودي الهالك كارل ساجان أنه "من الأفضل تقبل الكون على حقيقته بدل الإيمان بالخرافات والخيالات."

    والحقيقة أنه لا توجد في الكون خرافة أكبر وأعظم إضحاكا وسخفا من التصديق بإمكانية ظهور مثقال حبة خردل فما فوقها أو تحتها صدفة من غير شيء!

    فسبحان ربِّك رب العزة عما يصفون, وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
    أما بعد :
    فإن الملحدين يعتبرون أن الأخلاق نسبية و خاصة الشيوعيين
    لأن صراع الأضداد في المادة يولد دائماً صفات جديدة خلال ثلاثة مراحل رئيسية
    النفي
    التطبيق
    نفي النفي
    و صححولي إن مخطئاً
    أتابع : فلأجل ذلك يعتبرون أن الأخلاق نسبية و لكن هل هذا صحيح ؟
    إذا التفتنا إلى الواقع ، فإن الواقع لا يصدقهم
    فمثلاً : مستحيل أن يكون الصدق فضيلة عند مجتمع معين و لا تكون فضيلة عند آخر
    و الأغرب من ذلك أن الماركسيين يعترفون بالحقائق المطلقة
    أليس هذا غريباً
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    دمشق - الشام
    المشاركات
    566
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Omar Saad مشاهدة المشاركة
    موضوع جميل جدا أخي الحبيب هشام جزاك الله خيرا!

    الحقيقة أن هذه القضية تشغل تفكيري بشكل مستمر.

    والواقع أنه ثمة طائفة من الماديين الملحدين لا يرون في المحرقة النازية (مثلا) أي مشاكل أخلاقية!
    ذلك لأنها ,حسب المنطق المادي الذي يتخذ من العلم التجريبي دستورا ومنهاج حياة -أو قل كتابا مقدسا-, ساهمت في دفع عجلة التقدم والتطور العلمي والتقني في ألمانيا النازية بصورة لم ير العالم مثلها لا قبل ذلك ولا بعد! فمن خلال إجراء التجارب العلمية المكثفة على ما أسموهم "الآكلون عديمو الفائدة" (useless eaters), تمكنوا خلال ثلاث سنوات فقط (!) من تحقيق تقدم تقني وعلمي احتاجت دول العالم المتقدم الأخرى إلى عقود للوصول ما يوازيه!

    وعليه فإن هذه الفئة من الماديين المحلدين يرون أن المحرقة النازية تخلصت من بضع ملايين من أجل مصلحة البلايين!! وبالتالي فمن وجهة نظرهم لا يوجد أي مشكلة أخلاقية في ذلك! بل على العكس هم يرونه عملا جيدا ونبيلا!!

    والحقيقة أنه علينا أن نحترم في رأيهم هذا شيئا واحدا هاما.. وهو أنهم لا يناقضون أنفسهم!إليه


    لكن هناك نقطة ثانية هامة أيضا..

    وهي أنه كيف للملحد أن يفرق بين هتلر من جهة, وغاندي (مثلا) من جهة أخرى؟

    إذا كان هذا العالم نسبيا تماما, لا مكان فيه للقيم الثابة المطلقة التي تفرض نفسها على الجميع.
    فكل أمر في النهاية خاضع للاستنتاج العقلي الذي قد تختلف نتائجه من شخص لآخر..

    فعلى أي أساس يمكننا أن نحكم على هتلر بأنه شخص شرير مجرم.. إلخ
    وعلى غاندي بأنه مناضل خير نبيل سعى إلى تحرير شعبه من قبضة الاستعمار.. إلخ؟

    فلما لا يكون الاثنان سواء؟ فكلاهما تصرف وفق رأيه الشخصية ومعاييره الخاصة التي يراها صحيحة, وليس بالضرورة أن يكون أحدهم خيرا والآخر شريرا (إذ لا يوجد معنى للخير والشر والأخلاقي واللاأخلاقي في عالم تحكمه الصيرورة المطلقة ولا ثبات فيه إلا لقوانين التغيير)!
    السلام عليكم

    بشأن الملحد الذي يرى أن المحرقة النازية لليهود ليست مشكلة اخلاقية فهذا صحيح يااخي عمر !

    ولماذا !؟

    ولأن الله تعالى خلق الانسان وأنزله الى الارض وليكون خليفة فيها والله تعالى يعلم أن الانسان فاسد في الارض ومسفك الدماء فيها !؟

    قال الله تعالى :

    وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

    وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

    قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ

    قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ

    سورة البقرة آية 30-33

    أن الله تعالى يعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام مفسد في الارض ومسفك الدماء فيها وكما رأت الملائكة ذلك عن آدم عليه الصلاة والسلام ولكن الله تعالى أظهر للملائكة أولا وأظهر لنا بأنه قد علم آدم عليه الصلاة والسلام

    وبذلك سوف نعلم وكما علمت الملائكة سابقا أن الله تعالى قد أتخذ العلم مع آدم عليه الصلاة والسلام وسوف يعلمه ولكي يصحح من أمره ولكي يكون خليفة الله تعالى في الارض !


    وبذلك أن المحرقة النازية لليهود ليست مشكلة اخلاقية ولأن هؤلاء الاناس النازين مفسدين في الارض ومسفكين الدماء وهم لم يتعلموا من الله تعالى الاخلاق ولكي يصحح من أمرهم وليكونوا خليفة الله تعالى في الارض !

    قال الله تعالى:

    وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ

    سورة الاعراف آية 156

    صدق الله العظيم

    والالعنة الله على الظالمين .....

    هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

    آمين يارب العالمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    دمشق - الشام
    المشاركات
    566
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام بن الزبير مشاهدة المشاركة
    كثيرا ما يعترض علينا الملحد حين نطرح موضوع الأخلاق للنقاش بأن الأخلاق لا ترتبط بدين وأن من أهل الإلحاد ذوي خلق وإن انسلخوا من الإيمان. لكن ألا يجدر بنا أن نبين أولا ماذا نعني بالأخلاق؟ إن أردنا بالأخلاق أي نظام سلوكي أو أعراف اجتماعية تنظم حياة الناس, فلا شك أن هذا ممكن دون دين وإيمان.

    لكن لو كان معنى الأخلاق:
    أن بعض أنواع السلوك خير في ذاتها وأخرى شر في ذاتها, وأنها تكتسب صفة الثبات في عالم مادي متغير باستمرار, فإن وجود الله ضروري لوجود الأخلاق.
    إذن المغالطة التي ينبني عليها اعتراض الملحد تكمن في صياغته للسؤال على الوجه التالي:
    - هل الإيمان بالله ضروري لوجود الأخلاق؟
    لكن ماذا لو طرحنا السؤال:
    - هل وجود الأخلاق مرتبط بوجود الله؟

    إن الأخلاق تعتبر - من منظور إلحادي- في أحسن الأحوال حزمة من السلوكيات التي يتعارف عليها المجتمع.
    لكن هذه الأعراف الاجتماعية لا يمكن تعميمها ولا النظر إليها كأخلاق تدل على الخير والشر بشكل موضوعي مستقل عن البيئة التي نشأت فيها؟
    فلو ضربنا مثالا لبعض البلاد الاسكندنافية حيث تم تشريع زواج الشواذ, فإن هذا السلوك يعتبر من أخلاق تلك البلاد, لكن هل يمكن النظر إليه كسلوك قابل للتعميم, يعرفه الناس جميعهم؟ قطعا إن ذلك مستحيل.

    وعلى هذا الأساس فإن وجود الله ضروري لوجود:
    - منظومة من القيم الأخلاقية مستقلة لها وجود مستقل عن كل بيئة ومجتمع.
    والإيمان بوجوده ضروري لوجود:
    - منظومة متكاملة من الواجبات الأخلاقية يحترمها من يقر بمسؤوليته تجاه خالقه.

    إذن وجود الله ذي الجلال والكمال, يفسر وجود قيم أخلاقية تدلنا على أن العمل الفلاني خير والآخر شر بشكل مستقل حتى لو لم يعتقد احد ذلك, بل حتى لو قرر المجتمع قانونا يناقض ذلك, فالقيمة التي تقول إن عملا ما شر, ثابتة لا تتغير. حتى لو اتفق مجتمع ما مثلا على إباحة الزنى والشذوذ, أو أكل لحوم البشر, أو إعدام المعاقين كما فعل النازيون, فإن ذلك شر حتى لو ظنه فاعلوه خيرا, وسيبقى شرا حتى لو تمكنت الدعاية من تضليل الناس لمدة من الزمن.

    إذن وجود قيم ثابتة يستند إلى وجود الله. الله عز وجل له الأسماء الحسنى والصفات العلا, فهو الرحيم العدل الودود, فبوجوده توجد القيم الأخلاقية. والدليل أن عدم الإيمان به لا يجعل لوجود قيم أخلاقية ثابتة أي معنى. والملحد غالبا ما يكابر في هذه المسألة فينكر بلسانه هذا الثبات الذي تتميز به القيم الأخلاقية الكبرى كالعدل والصدق والأمانة مثلا.

    والآن, على أي أساس يمكن تصور منظومة قيم أخلاقية مجردة مستقلة بشكل موضوعي في اعتقاد من لا يؤمن بالله؟

    بتعبير آخر, بأي تعليل يجب علينا أن نعتقد أننا نحتاج إلى معيار أخلاقي موضوعي ثابت نزن به سلوكنا الفردي والجماعي؟

    الفكر الإلحادي يفسر الحياة على أنها سلسلة عبثية من الصدف العمياء التي تحكمها قوانين صماء أدت عبر بلايين السنين إلى تكون الحياة دون هدف ولا غاية ما, على كوكب صغير يسبح في فضاء تحيط به النجوم والمجرات, فالحياة ووجود الإنسان نفسه في نظر الملحد ليس إلا نتيجة غير مقصودة لسلسة معقدة من الصدف التي لا فرق عندها بين التراب والماء والغاز, ولا بين الحشرة والحيوان والإنسان, فهل يوجد داخل هذا الفكر العبثي المهلهل مجال لوجود شيء اسمه الأخلاق؟ما الحاجة للأخلاق في عالم عبثي لا غاية من وجوده ولا هدف ولا حكمة؟

    تعتبر الأخلاق في الفكر الإلحادي الدارويني مجرد أعراض جانبية للتطور البيولوجي والإجتماعي, إذن فليس لها وجود موضوعي, بل هي نابعة من تفاعلات كيميائية, إذن الإحساس بالقيمة الأخلاقية نتاج عمليات بيولوجية, فكما نحس بالجوع والعطش فنحن نحس بأن هذا خير وهذا شر, وهذا خطأ وهذا صواب. إذن ليس هناك معنى عميق للأخلاق, بل هي مجرد مساعدة في معركة البقاء والحفاظ على الجنس البشري.

    لو كان هذا التصور الالحادي العبثي صحيحا موافقا للواقع, لما كانت هناك حاجة لوجود شيء اسمه قيم أخلاقية, تصوروا طفلا يبني قصرا على التراب وينحت على الرمل أسماكا وحيوانات ثم, يقول أضرب هذا أعاقب هذا, أهدم هذه الغرفة, هل نحكم بقيمة أخلاقية على هذا اللهو, هل نقول له هذا شر, لماذا هدمت البناء, أم أننا نقول دعه يلهو ويعبث, فالحكمة من وجوده على الشاطئ مجرد اللهو, إذن لماذا نحتاج أن نحكم على شيء بأنه خير لذاته أو شر لذاته في عالم عبثي لا خالق له ولا حكمة من ورائه؟
    السلام عليكم

    صدقت ياأخي هشام :


    إذن وجود الله ذي الجلال والكمال, يفسر وجود قيم أخلاقية تدلنا على أن العمل الفلاني خير والآخر شر بشكل مستقل حتى لو لم يعتقد احد ذلك, بل حتى لو قرر المجتمع قانونا يناقض ذلك, فالقيمة التي تقول إن عملا ما شر, ثابتة لا تتغير. حتى لو اتفق مجتمع ما مثلا على إباحة الزنى والشذوذ, أو أكل لحوم البشر, أو إعدام المعاقين كما فعل النازيون, فإن ذلك شر حتى لو ظنه فاعلوه خيرا, وسيبقى شرا حتى لو تمكنت الدعاية من تضليل الناس لمدة من الزمن.

    بارك الله تعالى فيك وحياك ياأخي على موضوعك المهم .....


    هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

    آمين يارب العالمين

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    دمشق - الشام
    المشاركات
    566
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    2,867
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    19

    افتراضي

    أخي عمر سعد,
    هذه المسألة تعد بالفعل من "نواقض" الإلحاد. فلا تفسير مادي لعالم الأخلاق.
    ومثالك عن الموازنة بين غاندي وهتلر يبين ذلك, فإننا لو جزمنا أن الأخلاق نسبية يتعارف حولها الناس, فإن الألمان في زمان النازية أطبقوا على طاعة هتلر الذي أتاهم بتقدم تقني واقتصادي لم تعرف البشرية له مثيلا في سرعته وقوته, بل إن معظم الطرق السيارة والبنية التحتية لألمانيا اليوم إرث من تلك الفترة, لكن لماذا لم يكف قبول الألمان لذلك المنهج كي تصبح له قيمة أخلاقية يعرفها الناس أجمعون؟ ما الذي يحجز الناس أن يقبلوا بإبادة المعاقين للحفاظ على نقاء العرق وصفاء المجتمع؟
    إنها أسئلة تهدم الإلحاد, إن عالم الأخلاق يخبرنا أنه يعطينا ميزانا ثابتا نزن به أعمالنا وأعمال الآخرين, نعم إننا نستطيع أن نخالف حكم ذلك الميزان, لكننا لا نستطيع أن نتخلص منه, تماما كالميزان المادي, قد نطفف الكيل ونبخس الناس أشيائهم, لكننا لا نستطيع أن نقتلع من عقولنا وقلوبنا تلك القيمة التي نزن بها هذا العمل الخسيس.
    {‏ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} إبراهيم: 41

  8. #8

    افتراضي

    سؤال
    هل الأمور الأخلاقية هي أخلاقية لأن الله أمر بها أم أن الله أمر بهذه الأمور لأنها أخلاقية؟
    إن كان الأول فما معنى قولنا أن الله أخلاقي (مثلا معنى رحيم) إذا كانت الأخلاق غير مستقلة عنه؟
    وإن كان الثاني فما هو المعيار الذي عرف به الله أن هذه أمور أخلاقية ليأمر بها؟
    أينما وجد الدليل فلا حاجة للإيمان، وأينما انعدم الدليل فلا مبرر للإيمان.

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيوتن مشاهدة المشاركة
    سؤال
    هل الأمور الأخلاقية هي أخلاقية لأن الله أمر بها أم أن الله أمر بهذه الأمور لأنها أخلاقية؟
    إن كان الأول فما معنى قولنا أن الله أخلاقي (مثلا معنى رحيم) إذا كانت الأخلاق غير مستقلة عنه؟
    وإن كان الثاني فما هو المعيار الذي عرف به الله أن هذه أمور أخلاقية ليأمر بها؟
    لاحظ يا زميل أنك هنا وقعت في مغالطة جوهرية.

    و الحقيقة أنك لست أنت فعلا من وقع فيها, فأنت لست سوى ناسخ لما سمي بال"moral paradox". وهي مسألة قديمة جدا من أيام أفلاطون وسقراط.

    لكن لاحظ معي أن هذه الparadox قائمة بشكل أساسي على مغالطة صارخة.
    وهي أنها قائمة على قياس الطبيعة الأخلاقية المطلقة عند الإله من خلال المقاييس البشرية المحدودة جدا.
    فهي أشبه بمن يحاول أن يملأ البحر في كأس (ولله المثل الأعلى).

    أما بالنسبة لمسألة لماذا هذه القيم الأخلاقية وليس غيرها, فنقول ببساطة أن الله تعالى يختار من القيم ما يشاء.
    و هو لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

    ---

    إنما المسألة الحقيقية (والتي قمت أنت بالحديث عن الmoral paradox خصيصا من أجل تفادي النقاش فيها) هي:

    أين موقع القيم الأخلاقية من الإعراب في عالم الصيرورة المادية إلحادي البحت؟

    لماذا لا نقول مثلا أن هتلر كان على صواب, فهو تمكن من تحقيق تقدم علمي وتقني مذهل في وقت قياسي جدا, من خلال المحرقة النازية؟
    أليس العلم هو الشريعة الغراء والدين القيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عندكم؟

    السؤال بطريقة أخرى, بصفتك ملحد, لم كنت تسير في الطريق ووجدت طفلا يتيما يتضور جوعا:

    - ما هي المنظومة الأخلاقية التي تحدد من خلالها أنه ينبغي عليك أن تساعده وتطعمه؟
    - لماذا لا يكون من الأخلاقي أن تسحب مسدسا وتطلق عليه النار مثلا باعتباره عنصرا ضعيفا؟

    يعني ما العيب, من وجهة نظر إلحادية مادية, أن نقوم بالتخلص من هذا الصبي اليتيم, باعتباره عنصرا ضعيفا وغير نافع كما فعل هتلر؟
    لماذا نهدر أموال وموارد الدولة في النفقة على الفقراء بلا طائل بدلا من أن نستثمرها في خدمة الأقوياء؟
    يقول الملحد الضال المضل من أصل يهودي الهالك كارل ساجان أنه "من الأفضل تقبل الكون على حقيقته بدل الإيمان بالخرافات والخيالات."

    والحقيقة أنه لا توجد في الكون خرافة أكبر وأعظم إضحاكا وسخفا من التصديق بإمكانية ظهور مثقال حبة خردل فما فوقها أو تحتها صدفة من غير شيء!

    فسبحان ربِّك رب العزة عما يصفون, وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    دمشق - الشام
    المشاركات
    566
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Omar Saad مشاهدة المشاركة
    لاحظ يا زميل أنك هنا وقعت في مغالطة جوهرية.

    و الحقيقة أنك لست أنت فعلا من وقع فيها, فأنت لست سوى ناسخ لما سمي بال"moral paradox". وهي مسألة قديمة جدا من أيام أفلاطون وسقراط.

    لكن لاحظ معي أن هذه الparadox قائمة بشكل أساسي على مغالطة صارخة.
    وهي أنها قائمة على قياس الطبيعة الأخلاقية المطلقة عند الإله من خلال المقاييس البشرية المحدودة جدا.
    فهي أشبه بمن يحاول أن يملأ البحر في كأس (ولله المثل الأعلى).

    أما بالنسبة لمسألة لماذا هذه القيم الأخلاقية وليس غيرها, فنقول ببساطة أن الله تعالى يختار من القيم ما يشاء.
    و هو لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.

    ---

    إنما المسألة الحقيقية (والتي قمت أنت بالحديث عن الmoral paradox خصيصا من أجل تفادي النقاش فيها) هي:

    أين موقع القيم الأخلاقية من الإعراب في عالم الصيرورة المادية إلحادي البحت؟

    لماذا لا نقول مثلا أن هتلر كان على صواب, فهو تمكن من تحقيق تقدم علمي وتقني مذهل في وقت قياسي جدا, من خلال المحرقة النازية؟
    أليس العلم هو الشريعة الغراء والدين القيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه عندكم؟

    السؤال بطريقة أخرى, بصفتك ملحد, لم كنت تسير في الطريق ووجدت طفلا يتيما يتضور جوعا:

    - ما هي المنظومة الأخلاقية التي تحدد من خلالها أنه ينبغي عليك أن تساعده وتطعمه؟
    - لماذا لا يكون من الأخلاقي أن تسحب مسدسا وتطلق عليه النار مثلا باعتباره عنصرا ضعيفا؟

    يعني ما العيب, من وجهة نظر إلحادية مادية, أن نقوم بالتخلص من هذا الصبي اليتيم, باعتباره عنصرا ضعيفا وغير نافع كما فعل هتلر؟
    السلام عليكم

    لدي تعليق على كلامك هذا ياأخي عمر وهو أن اليهود أغنى شعوب العالم فلماذا تخلص هتلر من اليهود الموجدين على أرضه !

    هل كان اليهود فقراء في المانية !؟

    وأن كان اليهود فقراء في المانية فلماذا تخلص هتلر من اليهود الفقراء ولم يتخلص هتلر من فقراء المانية أي السكان الاصلين وأن كان هتلر يعتقد وكما تقول في ردك :

    لماذا نهدر أموال وموارد الدولة في النفقة على الفقراء بلا طائل بدلا من أن نستثمرها في خدمة الأقوياء؟

    تقبل تعليقي بصدر رحب وحياك الله تعالى ياأخي عمر ...

    هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

    آمين يارب العالمين

  11. #11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نيوتن مشاهدة المشاركة
    سؤال
    هل الأمور الأخلاقية هي أخلاقية لأن الله أمر بها أم أن الله أمر بهذه الأمور لأنها أخلاقية؟
    إن كان الأول فما معنى قولنا أن الله أخلاقي (مثلا معنى رحيم) إذا كانت الأخلاق غير مستقلة عنه؟
    وإن كان الثاني فما هو المعيار الذي عرف به الله أن هذه أمور أخلاقية ليأمر بها؟
    بل الله أمر بها لأنها أخلاقية ..
    فالله تبارك وتعالى أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث ..
    والإنسان العادي يعرف أن الصدق والأمانة والعدل من الخير ، لا من الشر ..
    وهو كذلك يعرف أن الكذب والغش والظلم من الشر ، لا من الخير ..
    فكيف لا يعرف الله هذا وذاك ..؟!
    إن كان الخير والشر معروفين للإنسان المخلوق ، فكيف بالخالق ..؟
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    861
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزى الله خيرا شيخنا هشام بن الزبير وجعل ما كتب في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيون السود@ مشاهدة المشاركة
    أن الله تعالى يعلم أن آدم عليه الصلاة والسلام مفسد في الارض ومسفك الدماء فيها وكما رأت الملائكة ذلك عن آدم عليه الصلاة والسلام ولكن الله تعالى أظهر للملائكة أولا وأظهر لنا بأنه قد علم آدم عليه الصلاة والسلام
    [


    من أين لك بهذا اخي عيون السود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    التعديل الأخير تم 07-03-2012 الساعة 01:12 AM


  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيون السود@ مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم

    لدي تعليق على كلامك هذا ياأخي عمر وهو أن اليهود أغنى شعوب العالم فلماذا تخلص هتلر من اليهود الموجدين على أرضه !

    هل كان اليهود فقراء في المانية !؟

    وأن كان اليهود فقراء في المانية فلماذا تخلص هتلر من اليهود الفقراء ولم يتخلص هتلر من فقراء المانية أي السكان الاصلين وأن كان هتلر يعتقد وكما تقول في ردك :

    لماذا نهدر أموال وموارد الدولة في النفقة على الفقراء بلا طائل بدلا من أن نستثمرها في خدمة الأقوياء؟

    تقبل تعليقي بصدر رحب وحياك الله تعالى ياأخي عمر ...

    هدانا الله تعالى لصراطه المستقيم

    آمين يارب العالمين
    أخـ(ـتـ)ـي الفاضلـ(ـة) عيون السود السلام عليكم,

    الحقيقة أن المحرقة النازية لم تستهدف اليهود وحدهم.
    بل ولم تستهدف كل اليهود أيضا.

    المحرقة النازية كانت أشبه ما تكون بتجربة علمية على نطاق واسع جدا لم يسبق له مثيل في البشرية ولا في تاريخ العلم من قبل.

    وهي مستمدة (إن صح التعبير) من مبدأ الترشيد في الإطار المادي "rationalization" الذي وضعه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر.

    وكانت تستهدف بصفة عامة من اصطلحوا على تسميتهم بالآكلين عديمي الفائدة "useless eaters", ويندرج تحت هؤلاء:

    - الغجر.
    -المعاقين.
    -العجزة.
    -اليهود الذين يتعذر ترشيدهم وتوظيفهم.
    - وحتى الجنود النازيين الذي أصيبوا إصابات يتعذر شفاؤهم منها.

    و بشكل عام كانوا يؤمنون بتفوق العرق الآري Arian race.

    بل إن الجنود الألمان عندما كانوا يقومون بسوق المساجين إلى أفران الغاز فإنه لم يكن مسموحا لهم بإساءة معاملتهم بأي شكل من الأشكال (فضلا عن إحسان معاملتهم), وذلك لأن العملية برمتها هي تجربة علمية بحتة ينبغي القيام بها بحياد علمي بارد تماما!

    و من أبسط صور المحرقة أن المساجين كان يتم حلق شعرهم تماما قبل إبادتهم, وتم صناعة سجادة كبيرة من شعر المساجين ما تزال معروضة في أحد المتاحف!

    و طبعا حدث ولا حرج عن معجون الأسنان الذي كان يصنع من عظامهم والصابون وأدوات التجميل التي كانت تصنع من شحومهم.. إلخ..

    ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    يقول الملحد الضال المضل من أصل يهودي الهالك كارل ساجان أنه "من الأفضل تقبل الكون على حقيقته بدل الإيمان بالخرافات والخيالات."

    والحقيقة أنه لا توجد في الكون خرافة أكبر وأعظم إضحاكا وسخفا من التصديق بإمكانية ظهور مثقال حبة خردل فما فوقها أو تحتها صدفة من غير شيء!

    فسبحان ربِّك رب العزة عما يصفون, وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    صدقت

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    الدولة
    دمشق - الشام
    المشاركات
    566
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    http://www.youtube.com/watch?v=ArNdSLvP-0k&feature=plcp



    ( ..........) لاداعي للمز
    التعديل الأخير تم 07-03-2012 الساعة 01:36 AM

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إنهيار الألحاد (أسئلة يعجز الألحاد عن الرد عليها)
    بواسطة الاشبيلي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 127
    آخر مشاركة: 11-08-2014, 07:11 PM
  2. من عالم الإلحاد
    بواسطة عبير أحمد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-18-2014, 11:38 PM
  3. الأخلاق والتربيه فى عالم الإلحاد"حوار مع الغراب الحكيم"
    بواسطة elmorsy في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 11-18-2012, 06:34 PM
  4. موقع الأخلاق من عالم الإلحاد
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى هشام بن الزبير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-22-2012, 01:28 AM
  5. فيديو: يا ظالم الشام بلغ ظالم اليمن!
    بواسطة نور الدين الدمشقي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2011, 06:57 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء