نعم بسيطة جداً أن تضل ! ، بل والسبلُ المقتضية الى ذلك بسيطة جداً وميسره !، وكل ما عليك أن تختار وتضغط على زر البدء ! ، ولنبدأ معاً بعرض ضلالة المتشابه ! ، فهى من أعتى الضلالات التى قد رآيتها طيلة حياتى ! ، وهى تشبه كفر العشير بين المرآة وزوجها فى نظرى ! ، الا تجد أن من يتمسك بالمتشابه ويترك المحكم ما هو الا مثل تلك المرآه التى تنكر فضل زوجها عليها طيلة حياتها ! وتتمسك فقط بما حدث ذلك اليوم الذى أغضبها فيه ! فتتمسك بتلك الحادثه وتترك الأصل الذى كانو عليه ...بل تنفيه ! ...، ومن أعجب ما رآيت من الملاحده والــلادينى بل وباقى الفرق والمذاهب وكذلك الفرق الأسلاميه المخالفة لمنهج أهل السنه الا تلكم النقطه وهى التى قد أوردتهم المهالك وجعلت عقولهم تقىء بعفن الأفكار وما لايصدقه الأطفال فضلاً عن الكبار ! ، إذا نظرت مثلاً الى الملحد الذى قد كفر بسبب أن الله لم يتسجيب دعائه على سبيل المثال لا الحصر ، وسألته لما كفرت ؟ فيقول بكل بجاحه لأننى لم يستجب الله دعائى ، ويبنى على هذا القول اصول يندرج منها فروع ! ، وهى أن يعمم تلك المقوله على كل حياته ! ، فينفى دعوته وهو صغير ورجائه من الله أن يرزقه شىء معين وقد إستجاب له الله جل وعلا ، وينسى دعاء أبويه له بالنجاح والتوفيق وقد حدث ! ، وينسى نجاته يوماً ما بعد دعائه لله جل وعلا أو حتى دعاء والديه له !، وينسى لذة قد ذاقها فى دعوةٍ فى صلاته ! وقد أستجيبت ! ، ثم إذا لم يستجب الله له دعائه نفى كل هذه الأمور المحكمه وتمسك بتلك الحادثه المتشابهه ! ، وجعل منها هى الأصل والأِحكام ! وبدأ ليبنى عليها إعتقاده ! ، ونسى المسكين أن هذا الحادث الذى قد حدث فى لحظه على غرار ما قد أستجيب طيلة حياته منه له ومن غيره له ، وبدأ يفكر فى نفى وجود خالقه ! ، ولم ينظر الى أن الخالق هو الملك العظيم سبحانه ، لايُعبد الا بما يرتضى هو ولا يستجيب الدعوات الا بما أرتضى وأمر ، وقد يوجد مانع يمنع من الشخص ذاته ! فمعصية ورب قولةٍ قد قالها فى شخصٍ او رب فعلةٍ فى الخفاء ! ، أو يؤخر له الدعاء وإستجابته ليوم القيامه يوم أن يحتاج لحسنةٍ فيجدها أمامه !! ، فما تساوى فرحته فى تلك اللحظات !؟ ....، وربما لو تدرجنا قليلاً الى شبهة أخرى تضليليه تتمسك بالمتشابه لترد به المحكم ! ، فتجد مثلاً شبهة الخير والشر ! ، فلا ينظر الشخص من هذا النوع المريض الا بعين المتشابه !، فتراه ينفى الحياه السعيده التى يعيشها غيره ! أو التنظيم الكونى الدقيق أمام عينيه ! ، وتجده حينما يُصاب هو أو أحد اولاده ! فينظر بلهفة وحيرة قائلاً : لما ؟ ونسى المسكين حياته قيل المرض التى قد تتجاوز سنوات وسنوات ! او حياة أبنه ! او حتى نعمة رزقه بالولد وفرحته بذلك ! أو حتى رزقه بالمال والعمل ! او حتى الزوجه وقد يكون الفضل كل الفضل والنعمه كل النعمه فى زوجة صالحه فتربت يداك! ولكنه سرعان ما ينكر كل هذا لما قد ألمَ به ! ، ولايتفكر المسكين فى أن الذى قد أعطاه كل هذه النعم من المستحيل أن يظلمه ! لانه العادل ! ، فيجب أن يفكر فى الحكمه التى قد تكون من شكرٍ ينفع صاحبه يوم القيامه ! أو اظهاراً لحقيقة قلبه المريض الذى لا يصبر على الأبتلاء فيعيد علاجه !، ولو بسطت أكثر فى موضوعى هذا ما أنتهيت من ضرب الأمثله وسردها بل لو سردت كثرة النِعّم ما أنتهيت !! !...فهذه أول طريقه للضلال ، وهى سهلة بسيطه لمن ضل وعمى !!. فسبحان القائل :هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ( 7 )سورة آل عمران ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ( 11 ) يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد ( 12 ) يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير ( 13 ) سورة الحج..يتبع إن شاء الله ...
Bookmarks