المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم و تقوى
تشكل شخصية الإنسان في الخمس سنوات الأولى من عمره هي إحدى النظريات من بقايا تصورات فرويد عن النفس البشرية و لازال طلاب علم النفس في السنتين الأولى و الثانية مضطرين لِدراسة موروثه الذي زاح عنه العلم التجريبي منذ زمن في الجانب القابل للرصد و التجريب ....
أضف إلى ذلك التهويل الذي نجده في علم النفس للعقل الباطن و اللاشعور و الماضي الطفولي في تأثيره على شخصية الإنسان مستقبلا حتى يكاد يصور لك أن كل سلوك بشري هو نتيجة حتمية لما مضى و ترسخ ! و لا سبيل للتغير أو حرية الإختيار إلا بحيز صغير أو منعدم على حد زعم بعض المبالغين في هذا العلم ...
لكن لا أحد ينكر قطعا تأثير مرحلة الطفولة على حياة الإنسان و مساهمتها في ترسيخ معلوماته و تصوراته الأولية عن العالم لكن دون مغـــــــــالة كما ينتهج بعض علماء علم النفس حاليا ....و مغالتهم تلك ناتجة عن جذور تصوراتهم المبنية أساسا على نظريات القرن الماضي ذات الإديولوجية المادية و التي تميل إلى التفسير المكانيكي و التحليل و التفكيك و فهم و تفسير كل شيء على ضوء الحتمية المادية و التقائية و عدمية حرية الإختيار عنذ الإنسان ...حتى بالنسبة لِكيان معقد و مبهم كشخصية و نفس الإنسان ! ....و بتفسيرات من هذا القبيل نلحظ تداخل العلم و الإديولوجيات ....كفروض من هذا النوع مع كثير من الإختزال و القيود المانعة لفهم شامل سليم .
فمن يلقي نظرة على الواقع بنفسه و يتفحص عالم البشر و شخصياتهم و يتتبعهم من صغرهم إلى كبرهم سيرى العجب ! من قابلية الإنسان الكبيرة على التغير و الإكتساب المستمر و التعديل و فرض رؤى تميزه وحده ولو كانت بعيدة عن تلك التي يمكن التنبأ بها بناءً على ظروف نشأته و محيطها و طفولته إجمالا !
لذلك أيتها الزميلة أريد أن أعلمكِ و هذا قول بعض المتخصصين المنصفين الحياديين : أن المغالاة سمة من سمات علم النفس و لو سمي علما ، لا يعدمه حق طبعا لكن بالنظر إلى جذوره و أسسه و كذلك في فشله الذريع في فهم وعلاج النفس البشرية حتى أصبح معتمدا بالأساس على الأدوية الفزيولوجية الهرمونية و المهدئات و المسكنات كحل لشفاء مرضى الأطباء النفسانيين....
الإنسان قابل للتغيير و حر الإختيار بإذن من الله و لن يتحكم به ماضيه إلا إن سمح له بذلك بإرادته الخاص....و نعم للطفولة تأثير على الشخصية لكن العلم و المعرفة ....الدين ..الأقدار ..أكثر و أبلغ تأثيرا على سلوك الإنسان و طريقة تفكيره و قراراته ...لِمن جلس مع نفسه برهة في لحظة صدق معها و أحسن قراءة الواقع من حوله ....بعيدا عن نظريات ذات أبعاد و جذور غير ذات صلة بالذي تحاول تفسيره ..
Bookmarks