صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 75 من 91

الموضوع: الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام

  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقدسي السلفي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم أخي الحبيب ...

    يقول كثيير من التطوريين الان بأن في الصين ديك يبيض و هذا الامر منتشر في وسائل الاعلام فهل افردت مشاركة لهذه المسالة و يحتجون بأن الديك تطور من دجاج ,.,,,

    مع ترجيحي (ان وجد) الى انه خنثى و هذا بالخبر ايضا تفسير فما رأيك ؟؟؟
    الخبر كما ورد في المصدر :
    الحيرة تصيب علماء الصين بعد اكتشاف "ديك يبيض"
    الجمعة، 10 فبراير 2012 - 17:43


    صورة أرشيفية
    بكين ( أ.ش.أ)


    يعكف العلماء الصينيون حالياً على دراسة، أحد الديوك، الذى شكل استثناء لقوانين الطبيعة، وفاجأ الجميع بوضعه 14 بيضة حتى الآن، بالإضافة إلى اكتشاف حالات أخرى، وهى ظهور بيض فى الأسواق الصينية تنتجه الدجاج، يتحول صفاره بعد غليه إلى أشبه بالكرات المطاطية.

    وقال التليفزيون الصينى، إن ظاهرة الديك الذى يبيض لاقت اهتماماً واسعاً من الرأى العام، وسط سعى البعض للذهاب إلى المزرعة التى يوجد بها الديك بمدينة لياوتشنج بمقاطعة شاندونج شرقى الصين، لمشاهدته والوقوف على هذه الأعجوبة.

    وأضاف أن هذا الديك، يزن 3 كيلو جرامات وبدأ يبيض منذ فترة ليست بالبعيدة، حيث وضع حتى الآن 14 بيضة آخرها يوم 7 فبراير الجارى، مشيراً إلى أن حجم بيضة الديك أكبر من حجم البيضة العادية.

    من ناحية أخرى، تبحث هيئة رقابة سلامة الأغذية فى شانغهاى الصينية فى قضية ما يعرف (البيض المطاطى) والذى به صفار يتحول عند غليه بالماء إلى أشبه بالكرات المطاطية.
    منقول : http://www3.youm7.com/News.asp?NewsI...D=89&IssueID=0



    ان كانت القصه صحيحه فهذا الديك لديه اختلال في الجينات فشكله الخارجي شكل ديك بينما هو دجاجه
    وهذا يحصل في البشر
    وقد يكون سبب هذا الهرمونات التي يعطونها للحيوانات لزيادة الأنتاج وسرعة النمو وهو نتيجه حتميه لقصة البيض المطاطي.

    والله تعالى أعلم

  2. افتراضي

    >>>>>>>>>>>>>>>>>

    ويرجع بعد ذلك إلى التعليل والتأويل والاحتمالات مستعملاً الكلمات التشكيكية : قَد ، يُحْتَمَل ، حيث يستطرد :

    (... وأخيراً فإني أعتقد أنّ وجود كثير من الصور المنحطة التّركيب العضوي في أنحاء العالَم يرجع إلى أسباب متفرقة، فالتّحولات والتباينات الفردية ذات الفائدة، قَد لا تكون قد حدثت حتى تتهيأ الفرصة للإنتخاب ليعمل ويستجمع، ومن المُحْتَمَل أنه في حالة من تلك الحالات كفى فيها الزّمن لإبراز أقصى ما يمكن من الارتقاء والتطور، وفي حالات أخرى نادرة، رُبَما يكون قد وقع ما نسميه "نكوص"[3 ] النظام العضوي)[4 ] إلى أن يقوم بالإستخلاص موضحاً :

    ( والانتخاب الطبيعي، على أساس إتصاله بتوارث الخصيات في العصور المقابلة، يَسامتُ نفس الدور الذي ظهرت فيه الخصيات أولاً في آباء الأنسال، يغير من صفات البيض أو البذور أو صغار النّسل ، بقدر ما يغير من صفات الأفراد البالغة. أما ألإنتخاب ألجنسي فيمد ضروب ألإنتخاب ألأخرى بمهيئات ألإحتفاظ بأقوى الذكور وأعظمها كفاية لملائمة الظروف، فتنتج أكبر عدد يستطاع إنتاجه من ألأنسال ألقوية، ويغير من صفات الذكور من طريق تناحرها مع غيرها، فتنتقل صفاتها إلى ألزوجين، ألذكر وألأنثى من أعقابهما، أو إلى أحدهما لا غير وفقاً لما يكون من تأثير ألوراثة في إنتاجها. فإذا أردنا أن نزن تلك الإعتبارات التي نعزو إلى الإنتخاب الطبيعي بميزان الخدمـة، لنعرف مقدار إنطباقها على الواقع وتأثيرها في تهذيب الصور الحية حتى تصبح ذات كفاية تامة لما يحيط بها من ظروف الحياة المختلفة الملائمة لمراكزها التي تشغلها في الطبيعة، فذلك ما يجب أن نرجع إليه في الفصول التالية، ولو أنه قد ثبت لدينا أنها السبب المباشر في حدوث الإنقراض. أما ما أحدثه الإنقراض في تاريخ العضويات، فعلم طبقات الأرض خير شاهد عليه)[5 ]

    وبإستعراض جميع ما تقدم من أقوال داروين نجد أنها هرطقات وسفسطات وفارغاً من القول، يقصد منه زج الســامع في دوامة تبريرات هي أبعد ما تكون عن الواقع، وإستدلالات في غير مواضعها، ويفسّر عالِم التّطور "بييرBeer Sir Gavin" النظرية في كتابه "شارل داروين" :

    (إنّ التطور تابع للإصطفاء الطبيعي، ويزعم القائلون بالإصطفاء أنّ الطبيعة تلجأ إلى الإنتخاب، وتحتفظ بالإنتقال النافع، وتنفي الإنتقالات الضارة، وبهذه الصورة يتحول الكائن الحي إلى نوع رفيع.)[6 ]
    وأكثر الإنتقالات تكون ضارة فكيف تستطيع الطبيعة أن تنتخب؟ ثم لو فرضنا جدلاً بأنّ كائناً من الكائنات حصل على إنتقال نافع، فلا بدّ لهذا الإنتقال أن تتلوه إنتقالات كثيرة ضارة، وفي هذه الحالة إذا تدخلت الطبيعة فإنّ كل ماتستطيع فعله هونبذ هذا الكائن المنتقل ليس إلا، علاوة على أنّ بقاء الكائن الحي لا يدل بقاؤه على أنه كان نتيجةً للتطور، بل هو نتيجة ظروف خاصة وعمرٌ محتومٌ. ومثال على ذلك إذا كان لدجاجة بضعة فراخ فأكل أحد الطيور الجارحة بعضها، فهل يعدُ الباقي أكثر تطوراً من الضحايا وأجدر بالبقاء؟ طبعاً لا، إضافة إلى أنّ الانتخاب الطبيعي لا يحول الفراخ إلى خراف ولا يحول الأرنب إلى جاموس، ثم إذا قام رجلان بالتشـاجر على أنثى، فقتل أحدهما الآخر، وكان القاتل الضعيف، والمقتول الأقوى الأصح، فهـل الضعيف هو الأجدر على البقاء؟... إنها تفسيرات واهية لم يقتنع بها حتى بعض مشاهير دعاة نظرية التطور، فكثيرٌ من القائلين بالتحول يعترفون بـأنّ الانقلاب والإنتخاب الطبيعي مجتمعين لا يكفيان لتفسـير آلية التطور، فقد كتب التطوري المتعصّب "جيمس جري" في كتابه "العِلم اليَوم" يقول:
    (إنّ كلّ علماء ألأحياء غير مقتنعين بهذا التفسير، ويذهب بعضهم إلى أنّ هذه الدعوى تشبه إلى حد ما القول بأنه لو إتفق أن إجتمع عدد كافٍ من القرود، وضربت على الآلة الكاتبة مدّة من الزمن، فإنها لا بد وأن تنتهي بوضع موسوعة، وبديهي أنّ هذا القول ليس قابل للتصور قط، بل لا يوجد شخص يتمتع بقواه العقلية يحمله على محمل الواقع.)[7 ]

    فعلينا إما أن نقبل الإصطفاء الطبيعي كدليل وحيد على آلية التطور، وأن نقبل بأنّ فيه قسـطاً من الخيال، وإما أن نعترف بأنّ الإصطفاء الطبيعي يقوم على أساس الانتقال العرضي الذي يأتي إتفاقاً وأن نعطي للمصادفة دوراً أكثر أهمية في هذا الميدان.... وإذا اعتبرنا التطور العضوي نوعاً من يانصيب الطبيعة فإنه يبدو من الغرابة بمكان أن تكون أوراق هذا اليانصيب الرابحة بهذا القدر من الكثرة. ومع هذا فإني أقول: أن ليس هناك ما يثبت أن رأيي خير من غيره من الآراء.)[8 ]

    وفي نفس الكتاب يقول العالِم التطوري وأستاذ علم الوراثة عند الحيوان في جامعة ايدنبرج "وادنغتون" ما يلي:

    (إنّ هذا القول يعدل الزعم بأنك إذا بدأت بكتابة أربعة عشر سطراً متلاحمة باللغة الإنجليزية ثم أنك غيّرت حرفاً مع الإحتفاظ بالقافية فإنك تنتهي بأن تجد لديك قصيدة من قصائد شكسبير... إنّ هذا النوع من المنطق هو انحراف عن جادة الصواب، وأعتقد أنه علينا أن نكون قادرين على صنع ما هو خير من هذا)[9 ]

    أما العالم التطوري الشهير "سمبسون George Gaylord Simpson" فيقول في كتابه "جغرافية التطور": (لقد أُهمِلَ البحث عن سبب التطور، إذ أصبح من الثابت الآن أنّ سبب التطور ليس وحيداً ولا بسيطاً)[ 10] لـــذا فقد أعلن العلامة "والاس": (إنّ الإرتقاء بالإنتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان ولا بدّ من القول بخلقه رأساً)، أما "فرخو" فيقول: (إنّه قد تبين لنا من الواقع أنّ بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأنّ الإنسان من سلالة قرد أو غيره)[11 ] أما "أجاسير" فيقول: (إنّ النشوء لا يتم إلا وفقاً لخطّة إلهية حكيمة، وإنّ الأصطفاء الطبيعي إذا ما حَلّ مَحَلَ الخلق الإلهي فإنّ الإنسان قد جرد من روحه وغدا آلة صماء، إنّ التفسير الحرفي لنظرية داروين يفسح المجال لِتَأليه سوبرمان نيتشه وتمجيد القوى البدنية على أنها ألأساس الوحيد للسلوك بين النّاس، إنّ الفكرة التي يعتنقها الداروينيون عن تناسل نوع جديد بواسطة نوع سابق ليست إلا إفتراضاً اعتباطياً يتعارض والآراء الفسيولوجية الرصينة)[12 ]

    ولنعد إلى دراسةٍ واعيةٍ لمقولة الإنتخاب الطبيعي وأعضاء الزائدة، فالرجال ومنذ وُجِدَ ألإنسان لا تنمو لِحالهم أقصَرَ لأنهم يحلقونها، والنساء أيضاً لا تزول الشُعور من على أبدانهن لأنهنّ يبالغْنَ في إزالتها نتفاً أو بالوسائل الصناعية المختلفة كانت ما كانت، والقطط التي ليس لها ذيول في جزيرة "مان" لم تتطور هناك هكذا لأنّ أحداً قد قطع ذيل قطّة، كلا بل أنّ جينة ما "Gene" خاصة بالذيل قد فقدتها تلك القطط، ولكن على الرغم من تلك الكارثة فإنّ القطط اللاحقة قد نشأت صحيحة دون تلك الجينة، إنّ القائلين بنظرية التطور بالإنتخاب الطبيعي لم يعلموا شيئاً، لا بل أنهم قد تجاهلوا وحدات الوراثة "الجينات"، وقد وقفوا في مكانهم حيث ما يعتبروه أسـاس التطور، ألا وهو الخليـة ذات الكيان الذي يحتوي على الجينات ويحملها. يقول "ج. سـوليفان G.W.N.Sulivan" في كتابه "حدود العلم Limitation of Science":

    (إنّ الإتهامات التي تنطوي عليها أقوال "وايت هيد White head" لها ما يبررها بالتأكيد، إننا نحس المرّة تلو المرّة بأنّ المفاهيم الأساسية التي يستخدمها عُلماء الأحياء ليست كافية لمعالجة أهم المشاكل التي تواجههم، إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي"Natural selection" على سبيل المثال، لتبدو مليئة بالفجوات عندما تدرس بالتفصيل، إنّ المرء ليتقبل بسهولة وبشكل عادي التفسيرات الفيزيائية المحضة على سبيل المثال، ولكن لا بد له من بذل مجهود عظيم حتى يستطيع الاعتقاد ولو مؤقتاً، بأنّ جميع التطورات التي حدثت للكائنات الحية على ظهر هذا الكوكب جاءت نتيجة لتغيرات عشوائية "random variations"، وللصراع من أجل البقاء، إنّ نظرية الإصطفاء الطبيعي لا تفسر ولو من جانب بعيد أكثر الحقائق وضوحاً فيما يتعلق بالعمليّة كلها، ونعني بذلك اتجاه الكائنات الحيّة نحو الإرتقاء، فإنّ نوعاً من الحياة البدائيّة يبدو لنا كافياً ليفي بالغرض، ويبدو لنا في هذه الحال أيضاً أنّه لن يكون هناك ما يستدعي حتماً ظهور هذا النوع من الحياة البدائية، لأنّ مثل هذه الحياة لها منافسة الصخور والجمادات في الإستمرار والبقاء)[ 13]

    ويستطرد سوليفان قائلاً: (إنّ الإنطباع الذي يراودنا بين وقت وآخر، هو أنّ علماء الحياة لا يستطيعون الإفتراض بأنّ التقدم الفعلي للأحياء يمكن أن يفسر ضمن شروطهم التي يتمسكون بها، اللهم إلا من قبيل الإيمان بالخوارق)[14 ] إلى أن يقول: (إنّ نظرية الإنتقاء أو الإصطفاء الطبيعي على فرض التّسليم المطلق بها، لا يمكن أن تُفَسّرَ ولا أن تبرز إلا على وجه وجود علّة أو قوة ما تسوق الحياة والأحياء في سلم التطور صوب الأحسن والأرقى... وإلا غدت العملية من أساسها لغزاً مبهماً، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى البحث عن بعض المفاتيح مثل: القوة الحيوية "Vital force" أو "قوة التحقق" أو "الروح emtelechy" وما إلى ذلك... ولو قالوا الله لحُلّت الأحاجي والألغاز، ولوجدوا أنفسهم يتحركون في الطريق الصحيح لفهم معادلة الحياة المعجزة!!!)[ 15]

    أما "ج. ب. س. هولدن J.B.S.Holane" أحد ألمع علماء الحياة المحدثين فيقول في إحدى مقالاته: (إنني لأتصّور وجود قوّة تلازم خط تطور الحياة ملازمة العقل للدماغ، لقد حاول "رويس Royce" في عام "1901" إعطاء صورة محددة لهذه القوّة، وذلك كعقل ذي أبعاد زمانية هائلة، وذكر أنّ الإحساس القوي الذي يلازم عملية التجدد موجود في ذلك العقل وجوده في عقولنا، وإذا كانت هذه الأقوال تنطوي على عنصر من عناصر الحقيقة، فإنني أشك في أن تكون تلك القوة ذات طبيعة مشابهة لطبيعة العقل، إنّ شكي في إمكانية وجود نوع من الكائن المجهول!! يلازم عملية التطور يعود إلى الإعتراف بجمال مثل هذا الكائن وبغرابته التي لا تنقضي، تلك الغرابة التي تشكل الميزة التي ظللت أستشعرها خلال عشرين عاماً قضيتها في العمل العلمي الدائب)[16 ] [/SIZE][/FONT]

    ___________________
    [1] التولد الذاتي: Spontaneous Generation: يعني تولد ألحي من ألحي.
    [2] المرجع، الصفحات ( 274 – 275 ).
    [3] النكوص: Retrogression
    [4] المرجع، الصفحات ( 276 – 277 )
    [5] المرجع، الصفحات ( 281 – 282 ).
    [6] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 78 )
    [7] د. إحسان حقي، " خلق لا تطور " صفحه ( 79 ). نقلا عن: Hugu Miller-Progres et Declin.
    [8] د. إحسان حقي، " حلق لا تطور " صفحه ( 79 – 80 ) نقلا عن:Hugu Miller-Progres et Declin.
    [9] المصدر السابق.
    [10] المصدر السابق، نقلا عن: Le Geographie de L `Elevation.
    [11] أنور الجندي، " سقوط نظرية داروين " صفحه ( 14 ).
    [12] المصدر السابق.
    [13] مجلة: عالَم الفكر - المجلد الثاني عشر – العدد الثاني – يوليو 1981، صفحه (228)، نقلاً عن كتاب ج. سوليفان: "حدود العِلم". نشر : الدار العلمية – بيروت سنة 1972 ، الصفحات (6 – 9 ) .
    [14] المصدر السابق.
    [15 ] المصدر السابق.
    [ 16] المصدر السابق.



    >>>>>>> نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي
    12955/62/5/15974/8/164/2 /

  3. افتراضي


    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي


    بعد كلِّ ما تقدم: لا أظنُّ أني بحاجة إلى الإستطراد في أدلّة وبراهين نقض نظرية داروين، او نظريات التطور المادي ألأخرى ـ سواء من إعتمد الأصطفاء الطبيعي أو من اعتمد الصدفة العشوائيةـ فهما قد أثبتتا فشلهما، إذ أنهما مع تبجح المنادين بهما أنهم لا يؤمنون إلا بالعلم والمختبر والوقائع العلمية، لأبعد الناس عن العلم أو الدليل العقلي. لأنهما قد ظهرتا وقامتا بعد أن وضع أصحابها الفروض المسـبقة مع البحث عن وقائع فردية، وإعطائها صفة العموم للوصول إلى الحقائق الأساسية المرجوة التي قامت عليها قوانين بقاء الإنسان.

    لقد وصلت دراسات العلوم إلى كل مجال واتجاه وتغلغلت في كل أتجاه، ولكنها وقفت عاجزة أمام الإنسان لم تفهمه، فقد عجز الإنسان الناقص العاجز أن يفهم نفسه، وحاول أن يفهم أسرار الحياة، كما حاول فهم العلوم وأسرار الكون، ثم عاد ليفتح باباً جديداً من العلوم الظنية أسماه "علم ألإنســان"، تماماً كما فتح علوم الحيوان والنبات والكيمياء والفيزياء.....، متعاملاً مع ألإنسان المادة كما يتعامل مع غيره من المواد العادية، فأجرى دراسات حول ألأجناس البشرية والسلالات والطبائع والتركيب العضوي، وهو في كل يتلمس طريقاً عسيراً، أعلى بكثير عن مستوى إدراكه، ونهجاً شاقاً، إذ أنهم لم يواجهوا ألإنسان مواجهة صريحة نيرة ليصلوا من خلالها إلى النتيجة الحتميّة النهائيّة: وهي أنّ ألإنسان الموجود هو عاجز وناقص ومحدود، وما دام كذلك فهو محتاج ولا بدَّ إلى قوّة أعظم منه، أي أنّه محتاج إلى مُبْدِعٌ ومُصَوِر، بحاجة إلى خالق يوجده من عدم.

    نعـــم، لقد تناسوا الإنسان الموجود، نسوا أنفسهم ونسوا أن يتفكروا ويُعْملوا العقل في التفكير في أنفسهم هم، تركوه، تركوا أنفسهم، تركوا الإنسان الحاضر ليلتمسوه من خلال الأحافير المتحجرة، والمجتمعات البدائية الدّارسة والمطمورة، ولإطلاق الخيال والدّوران في الحلقات المفرغة التي تنتهي من حيث تبدأ، فلا توصل إلى هدف أو مبتغى.

    يذهب هؤلاء الناس ـ من يسمى منهم بالباحثين أو العلماء أو حملة ألقاب رفيعة أعلى شأناًـ للبحث عن الإنسان الموجود، يبحثون عنه بين الكهوف والمغاور، وبجانب شواطئ الأنهار والبحيرات وعلى صفحات الصخور... يلتمسون من خلال علماء الأحافير آثاره وأدواته، ليعطوه حقباً تاريحية يطوروا الإنسان معها لأنه مربوط بها ربطأ مُلزِماً، فهو في زعمهم يتطور تبعاً لوسائل الإنتاج إلتي يستعملها وقد صنعها بيديه!! وتفرض عليه تلك الالات الصماء التي لا تعقل ولا تعي، نوع تفكيره وأسلوب عيشه وتعيّن له ثقافته وحضارته وأيدلوجياته، ويحاولون من خلال تلك الملاحظات التي تتجمع لهم، أن يرصدوا الإنسان ليصلوا إلى فُروض ونظريات يقيمون بها مكتشفـات تصل إلى كُنـه الإنسان، وليطوروه حسب ما إفترضوا من النظريات قبل بدئهم في البحث والتّحري والإستقصاء، وليعطوه الآباء والأجداد والأعمام ممن هم أدنى مرتبة، كل ذلك والإنسان المبحوث عنه قائم حي، متحرك شامخ، جميلٌ في أجمل الصور، عاقل مفكّر، مُدرك فنّان، عالم فيلسوف، شاعر كاتب، عالم متعلم، لم يتبدل ولم يتغير منذ وُجِد إلى الآن.

    وللحقيقة أنّ أساليب ووسائل علماء المادة وعلماء الأنتربولوجيا لن تستطيع أن تصل إلى شئ، إلا ما هو مقررٌ أساساً في عقول باحثيها، وإلا إلى ما افترضوه مسبقاً قبل البدء في أبحاثهم، وهو ما ذهبوا للحصول على أدلته في تلك المغاور والكهوف، جَرْياً وراء صورة الإنسان البدائي منذ الاف السنين، ومن أجل تعزيز إفتراضاتهـم أنّ الإنسـان من سلالة القرود والسعادين التي أنجبتها الزواحف إبنة البرمائيات المتصل نسبها بثنائية الخليّة وجدها الأعظم الذي هو أدناها مرتبة كان وحيداً للخلية!!![1 ]

    وإني لأعجب! ويعجب معي كل عاقل، لقوم أغلف الله قلوبهم وأعمى بصائرهم، إذ يؤكدون تأكيد الواثق المطمئن، في شجرة الأحياء التي ابتدعوها أنّ أصل الإنسان قد تدرج في مراحل تطورية، أولها الجبلّة وحيدة الخليّة، وآخرها قبل الإنسان الصعابير، يؤكدون ذلك تأكيد الواثق المطمئن المتمكن مما يقول، وفي تسلسل عجيب منتظم ومرتب... إلا أنهم لا يستطيعون التأكد من أي نوع من الصعابير على وجه التحديد تنشأ الإنسان حتماًُ! وهل أتى من القرد أم من السعدان؟ أني لأرثي لِحال هؤلاء الذين يرسمون أنفسهم كجهابذة العِلم وأعلام البحث ورواد الاستكشاف... يعرفون أجدادهم من الزّمن الغابر الموغل في القِدَم في إحدى عشر حقبة من الزّمن، مؤكدين ذلك بإصرار، في حين أنً أمانة البحث!!! والحرص على الدّقة والحقيقة والصدق يحتمان، لا بل يفرضان عليهم ألا يؤكدوا من هو جدّهم الأخير: القرد أم السعدان!!!.

    إنّ كل نظريات التطور والنشوء تلك إنما استهدفت إحياء التراث الوثني كله، لإعادة صياغته من جديد، لأجلِ أن تَصِلَ إلى إبراز مفاهيم ومعتقدات المحافل والجمعيات والمنظمات السرية، والتي تدفعها أيادٍ خفيةٍ، استوعبت تُراثَ أشور وبابل واليونان والرومان والبراهمة، إنّ كل تلك المحاولات تستهدف تضليل الإنسان عن حقيقته ودفعه إلى الطريق الذي ينتهي به إلى الإنحلال والتحطم....[ 2] فَهُم يَرَوْنَ أنّ الطريق الأمثل للإستيلاء على الرأي العام في العالَم للتحكم في بعقول الشعـوب ومصائرهـا، تنحصـر في العمل على اقلاقه وتشويشه بطوفان الأفكار والأراء من كل جانب، بحيث ينتهي ألأمر بضياع البشر، ووقوعهم في خِضَمِ الضّلال وحبائل الشيطان.[ 3]

    لقد مضى منذ زمن، الوقت الذي كان الكافر المستعمر يعتمد فيه حَصْراً على الأساطيل والجيوش لإخضاع الشعوب واستنزاف مواردها، وإذلال وإفقار أهلها، وظهر مكانه الإسـتعمار الحديث الأكثر لؤماً وخُبثاً وتأثيراً، والذي يعمد إلى غزو البلاد وإستعبادها ثقافياً وفكرياً واقتصادياً قبل أو بدون الإحتلال العسكري. والكافر المستعمر حين استعمر العالم الإسلامي أرسل طلائعه من أمكر وأخبث وألد الأعداء من المبشرين والمستشرقين وحملة الصلبان، علاوة على الطابور الخامس المضبوع بثقافته والمفتون بحضارته من أبناء البلاد، ليمهدوا الطريق لهذا الغزو بتضليل المسلمين وإعمائهم عن دينهم، وصرفهم عن جوهره، وإبعادهم عن حُسْنِ الإعتقاد بزعزعة ايمانهم، فكان كل هؤلاء الطلائع والكتائب الأولى التي مهدت الطريق للإستعمار الكامل.

    وقد كشف الباحثون أنّ الداروينية قد اسْتُغِلَت في محيط السياسة، مما أدى إلى خلق جو مضطرب أطلت منه مذاهب العبقريّة، فقد كان قول داروين بأن العناصر الضعيفة يجب أن تموت أو تُسْتأصلَ، ليحل محلها الأقوى والأقدر على البقاء، تبعاً لقاعدة البقاء للأصلح، قد استغلته حركة الإستعمار العالمي كنظرية لتطبيقها على البلاد المحتلة.[4 ]

    وأقرب مثال على ذلك: حرب الإذلال والإبادة التي دارت رحاها على شعوب أفريقيا الجنوبية من قبل حفنة من علوج الغرب الكافر المستعمر وحرب القهر الإبادة والإذلال بما في ذلك هدم البيوت على رؤوس ساكنيها بأحدث الأعتدة وأفتكهـا، واستعمـال أحدث وأضخم الالات الجهنمية بمـا في ذلـك الصواريـخ والطائرات، رافق ذلك الحقد والغل اليهودي المشهور على مدى التاريخ الأشد عداوة للذين آمنوا[ 5]، لقتل وتصفية شعب فلسطين المسلم من قبل أعدائهم وأعداء الله من يهود، معللين ذلك بالقضاء على الإرهاب، منفذين ما اعتقدوه من مذهب بقاء الأصلح والصراع الشرير لتنفيذه. وآخر ما شاهدناه من مجازرهم تلك الهجمة البربرية التي قادها جيش يهود ضد المسلمين في فلسطين، تلك المجزرة التي نفذها يهود ابتداء من أوائل شهر نيسان الأسود لسنة 2002م. بمباركة وتوجيه من امبراطورية الكاوبوي الصليبية "الولايات المتحدة الأمريكية" وهيئة الأمم المتحدة وكل حملة الصليب من انجليز وغيرهم، وتخاذل مذل مخجل من أشباه الرجال من حكام المسلمين،[ 6] حيث تم ذبح وقتل الرجال وحرق والنساء والأطفال بوحشية بالغة في مخيم جنين المنكوب وفي أزقة وحواري نابلس وفي عمارات وشوارع رام الله وبيت لحم وفي كل مدن فلسطين، في حرب إبادة استهدفت الأرواح والأموال والبيوت، حيث تم تنفيذ القتل والإعدام والذبح والإبادة وجرف الأراضي و اتلاف المزروعات ونهب الأموال وانتهاك الأعراض. علاوة على التمثيل المريع بالجثث الطاهرة، وتركها في العراء ومنع دفنها لتركها تنوشها الكلاب والوحوش، والتقصد في اتلاف المساكن والأشجار والمزروعات والوثائق والمستندات والكتب خاصة نسخ القرآن الكريم وكل ما يستطيعون اتلافه لإشفاء غلهم وحقدهم.

    _______________
    [1] الفقرات الخمس السابقة، منقولة بتصرف عن: كتاب أنور الجندي: مفاهيم العلوم الاجتماعية.
    [2] المصدر السابق.
    [3] عبد الله التل، جذور البلاء، صفحه (265)، بتصرف. وللاستزادة يمكن الرجوع إلى الصفحات (265– 270) من الكتاب المذكور.
    [4] أنور الجندي، سقوط نظرية داروين، صفحه ( 10 )، بتصرف.
    [5] لقد أثبتت أحداث نيسان الأسود كذب ادعاءات السفهاء من قادتنا القائلة بالفرق بين فرق اليهود، ومراهنتهم الخاسرة على معسكرات السلام اليهودية، فقد تسابق قادة اليسار بكل أحزابهم وتكتلاتهم على ذبح وإذلال أهل فلسطين، والتباهي في ذلك مثلهم مثل قادة اليمين، في تحالف شامل لكل اليهود بأحلافهم مصداقا لقوله تعالى " ولتجن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " ( المائدة 82 ).
    [6] لقد أثبتت أحداث الوثبات التغيرية في المناطق العربية من تونس مرورا بمصر وليبيا واليمن وصولا للشام افتقار كافة حكام المسلمين للرجولة والنخوة والشهامة، علاوة على تخليهم عن عقيدتهم ودينهم، كما أثبتت أن كرامة المسلمين لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل حاكم واحد مؤمن مخلص ألا وهو خليفة المسلمين، الذي يصون كرامتهم ويحمي أنفسهم وأموالهم ويرهب أعداءهم ويقود جيوشهم للقضاء على أعداء الأمة، وأولهم أمبراطوريات النشر بريطانيا والولايات المتحدة.
    @ 13021/63/5/75/8/169/2

  4. افتراضي

    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 2



    وسبق ذلك حرب الإبادة والقهر والإذلال التي قادها رأسي الكفر أمريكيا وبريطانيا على شعب العراق المسلم مستغلين بذلك كل محافل ودوائر العالم من هيئة أمم وشرعية دولية وغيرها من الشعارات الزائفة، ذلك البرقع الشفاف الذي يخفي الوجه البشع لهؤلاء الكفرة ورغبتهم في قهر وإبادة المسلمين، واستنزاف مواردهم ونهب خيراتهم.

    وأخيراً استغلال رأس الكفر الولايات المتحدة الأمريكية، وأتباعهم الأذلاء من رؤوس الحقد والغل، أحقد وأبشع وألئم وأنذل البشر على الإطلاق "الإنجليز" وغيرهم من دول وشعوب العالم وبخاصة حملة الصلبان منهم، استغلالهم حدث يوم الثلاثاء المشهود11/9/2001 الذي هزّ امبراطورية الشّر أمريكا وأظهر عجزها وضعغها وعورارها وذلها، وكشف عن حقيقة زيف الغطرسة والجبروت والتميز الذي يدعونه، ومع أنَّ كل الدلائل تشير إلى أن الفاعل الحقيقي أو الفاعلين هو كافر أثيم من جنسهم المنحط، إلا أنهم جرو جيوشهم وعتادهم الجهنمي، وعقدوا أحلافهم، في حرب صليبية أثمة جديده، لقتل وإبادة وإذلال وقهر المسلمين وإسلامهم في أفغانستان البلد الفقير المسلم كخطوة أولى في طريق إبادة المسلمين والقضاء على إسلامهم، حيث كَشَر كل الكفار الصليبيون عن أنيابهم، وأظهروا مكنون الحقد في نفوسهم، ليثبتوا بجلاء ووضوح عن عقيدتهم المتمثلة بالرغبة الجامحة في القتل والإذلال، لإستنزاف موارد الأمم والشعوب، ونهب خيراتهم، فقاعدة الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح هي دينهم وقائدهم وموجههم، رغم تبجحهم بالرقي والحضارة والمبادئ وحقوق الإنسان والتسامح، تلك الشعارات البراقة التي أثبتت حوادث الأيام زيفها، وبالتالي فإن الديموقراطية التي ألبسوها ثوب العدل والمساواة والقانون، هي في حقيقتها شر وحقد واستعمار وبلاء ووباء فتاك وجرثومة شرٍ ابتلي بها الإنسان.

    وقد استغلت نظرية التولد الذاتي ـ التي نادى بها داروين ولامارك وأرنست هيكل ـ منطلقاً إلى الإلحاد، وجعلها البعض سنداً في إنكار العقيدة الدينية، فاتخذت منها فلسفة لإنكار وجود الخالق، وإعطاء المادة صفة القادر المسيطر على كل شئ، ومن ثمّ دعى هيكل إلى تأليه الطبيعة، وإنكار وجود الله تعالى، ونادى بوحدة الوجود.[ 1] وظهرت من خلال ذلك نظرية القوّة والتمييز العنصري، والشعوب المختارة، كما صيغت نظرية القوة عند نيتشه ومن ذهب مذهبه من علماء الجرمان، وبها انتفع دعاة الأرستقراطية، فوجدوا فيها سلاحهم، إذ أعلنوا أنفسهم بأنهم الممتازون والمختارون الذين ورثوا مزايا الأجداد سادة البشر ومالكي العروش وصانعي التاريخ.[2 ]

    لقد دخل مذهب داروين إلى العالَم الإسلامي عن طريق الترجمات، وبواسطة مجلة "المقتطف" والدكتور شبلي شميل الذي ترجم "شرح بخنر على مذهب داروين" وتابع ذلك إسماعيل مظهر وسلامه موسى "القبطي الصليبي" ومحمد يوسف حسن، وغيرهم من عملاء الفكر الغربي الكافر.

    إنّ نظرية داروين الواردة في كتابيه "أصل الأنواع" و "نشوء الإنسان"، وفي الكتب والمجلات والموسوعات التي كتبها ونشرها تطوريون آخرون، تفتقر إلى أكثر من دليل لإثباتها، وقد برهن العلم بعد داروين، كما برهن العقل، فساد تلك النظرية وبطلانها. ومن الاف العلماء المختصين نستعرض على سبيل المثال ما جاء في مقالة "النتيجة الحتمية" للدكتور "جون كليفلاند كوثران" المنشورة في كتاب "الله يتجلى في عصر العلم":
    (فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أنّ المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضته على نفسها؟ لا شك أنّ الجواب سيكون سلبياً. بل إنّ المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة فإنّ كل ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة، والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة المعروفة التي وجدت قبلها.

    وتدلنا الكيمياء على أنّ بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء، ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة، وعلى ذلك فإنّ المادة ليست أبدية، ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية، إذ أنّ لها بداية، وتدل الشواهد من الكيمياء وغيرها من العلوم على أنّ بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية، بل وجدت بصورة فجائية، وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه هذه المواد، وعلى ذلك فإنّ هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقاً، وهو منذ أن خُلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بيتها مكان .

    فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها، فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، وتدل الشواهد جميعاً على أنّ هذا الخالق لا بد أم يكون متصفاً بالعقل والحكمة، إلا أنّ العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي كما في ممارسة الطب والعلاج السيكولوجي دون أن يكون هناك إرادة، ولا بد لمن يتصف بالإرادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً. وعلى ذلك فإنّ النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أنّ لهذا الكون خالقاً فحسب، بل لا بد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليمً قـادراً على كل شئ حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره، ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان)[ 3]

    اما إخصائي علم الحيوان والحشرات، المتخصص في دراسة أجنة الحشرات، الدكتور "إدوارد لوثر كيسل" فيقول في نفس الكتاب:
    (واليوم لا بُدَّ لمن يؤمنون بنتائج العلوم أن يؤمنوا بفكرة[ 4] الخلق أيضاً، وهي فكرة تستشرق على سنن الطبيعة، لأنّ هذه السُّنن إنما هي ثمرة الخلق، ولا بُدّ لهم أن يسلموا بفكرة الخَألق الذي وضع قوانين هذا الكون، لأنّ هذه القوانين ذاتها مخلوقة، وليس من المعقول أن يكون هنالك خلق دون خالق: هو الله.
    ولو أنّ جميع المشتغلين بالعلوم نظروا إلى ما تعطيهم العلوم من أدلة على وجود الخالق بنفس روح الأمانة والبُعْد عن التحيز الذي ينظرون به إلى نتائج بحوثهم، ولو أنهم حرروا عقولهم من سلطان التأثّر بعواطفهم وانفعالاتهم، فإنهم سوف يسلمون دون شك بوجود الله، وهذا هو الحل الوحيد الذي يفسّر الحقائق. فدراسة العلوم بعقل مٌتَفَتِح سوف تقودنا بدون شك إلى ادراك وجود السبب الأول الذي هو الله[ 5]... وأعود فأقول إنّ دراسة العلوم بعقل متفتح تجعل الإنسان يسلم بضرورة وجود الله والايمان به)[6 ]

    وفي استعراض لنظريات التطور وآثارها، يقول: "الدكتور محمد عزت نصر الله" في كتابه "الرّد على صادق العظم": (نظرية التطور هي في الأصل فكرة قديمه، راودت أفكار الإغريق قبل الميلاد بحوالي خمسة قرون، وهي لا تخرج عن كونهـا محاولة فاشلـة تهدف لإرجاع الأحياء ـ بما فيها الإنسان ـ إلى أصـل واحد مشترك، وفي أوائل القرن التاسع عشر تناول لامارك هذه الفكرة وأدخل عليها بعض التعديلات، ولكنه فشل في إخراج هذه الفكرة في إطار علمي مقبول، فلم تُسعفه الشواهد ولا الأدلة، ثم جاء داروين بعد لامارك، في أواسط القرن التاسع عشر، وإهتم بهذه الفكرة وأدخل عليها تعديلات جديدة، وكان يقوم بهذا العمل بتشجيع خفي من حركات ومحافل سرّية مشبوهة، فلما استحسنت تلك الحركات ما توصل إليه لإغراق العالم في المادية تنفيذاً لبعض حيثيات مخططاتهم المشبوهة الرّامية للسيطرة على العالم، قادت حملة دعائية للترويج للفكرة[7 ]، حتى ظنّ الناس أنّ داروين هو واضع نظريّة النشوء والإرتقاء)[8 ]
    ____________________________________


    وحدة الوجود، pantheism: هي القول بأن الله والطبيعة شيء واحد، وبأنّ الكون المادي والإنسان ليسا غيرَ مظاهرَ للذات الإلهية. ووحدة الوجود تنطوي على إنكار لوجود الله. وقد قالت بها بعض الديانات والفلسفات منذ القدم. فنحن نقع عليها في المعتقدات المصرية والصينية والهندية. وفي الفلسفة اليونانية أخذ الرواقيّون بهذا الرأي مؤكدين أنّ الله والعالم شيء واحد، وقال به فلاسفة الأفلاطونية المحدثة. وكذلك فعل بعض الفلاسفة النصارى. وبين المسلمين نجد "وحدة الوجود" واضحاً عند محي الدين بن عربي وعند الحلاج ـ وكلاهما من رؤوس الصوفية ـ. أما في العصر الحديث فكان سبينوزا أكبر القائلين بوحدة الوجود والمدافعين عنها، وكذلك هيكل.- منقول بتصرف عن: منير البعلبكي، موسوعة المورد العربية، المجلد الثاني، صفحه ( 1298 ).
    [2] أنور الجندي ، سقوط نظرية داروين ، الصفحات ( 10 – 11 ) .
    [3] كتاب " الله يتجلى في عصر العلم " الصفحات ( 24 – 25 ).
    [4] هكذا وردت في المصدر في حين أنّ الأصح أن يقال " حقيقة " وليس فكرة.
    [5] (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) – قرآن كريم -. " سورة فاطر – آية 28.
    [6] كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" ، صفحه (27 – 30).
    للاستزادة ، يمكن الرجوع إلى كتاب عبد الله التل: جذور البلاء ، الصفحات (265 – 270).
    [7] للاستزادة يمكن الرجوع إلى : التل، عبد الله – جذور البلاء، الصفحات (265-270)
    [8] د. محمد عزت نصر الله، الرّد على صادق العظم، صفحه ( 49 ) ء

    @13078/64/5/79/8/169/174/2

  5. افتراضي

    من مصادر هذه الحلقة




    التعديل الأخير تم 03-05-2012 الساعة 01:03 AM

  6. افتراضي

    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 3

    (ورغم الشّهرة والذيوع، بل ورغم الملاحظات والإصلاحات العديدة التي أُدخِلًت عليها من قبل أنصار داروين بعد وفاته، فقد يقيت الفكرة ـ وما تزال ـ في حاجة إلى التأييد العلمي[ 1] الخاضع للمشاهدة والعيان، لأنها تعتمد في كثير من نواحيها على الحدس والتخمين، لقصور ألأدلة العلمية القاطعة عن اثباتها أحياناً، أو لأنها لا تخضع للتجربة المعملية ولا تقع تحت الحس. وعليه فتعود النظرية أقرب إلى التلفيقات الوهمية الخيالية منها إلى الأبحاث العلمية التجريبية. ولا يفوتنا أنّ الفكرة في جميع أدوارها المذكورة لم تحظَ بالصحة المطلقة في شئ من الأوساط العلمية، وإنما كان أنصارها ينظرون إليها بإعتبارها نظرية مقبولة نسبياً... وإذا قصر باع العالم الحاضر عن مساندتها في جميع خطوطها ومعالمها، فسوف يمتد اليها في المستقبل محاولاً مدّها بالبراهين على ضوء ما يتجـدد من كشـوف، امـا معارضوها وناقدوها، وفيهم الكثير من أبطال العلم والتاريخ، فمن بينهم من كان يعتبرها ثرثرة وهراء بُحَت بها حنجرة غبي جاهل)[ 2]

    إنّ أساس نظرية التطور الحديثة كما رسمها لامارك قبل داروين، قد اعتمدت على أساس تأثير الوراثة في نقل الصفات المكتسبة إلى النّسل، الا أنّ هذا الأساس قد فقد قيمته العلمية تماماً، لا بل قضى عليها من الأساس التجارب التي أجاراها "غريغور مندل" على نبات البازيلاء، فبرهنت تلك التجارب بكل تأكيد وبلا شك على عدم تأثير الوراثة في الصفات المكتسبة، ولما فقد هذا الأساس رصيده العلمي إنهارت النظرية المرتكزه عليه وسقطت من الإعتبار، لـــذا فإنّ الكثير من مشاهير العلماء من يعتبرها مجرد هرطقة ووهم وثرثرة وخيال وفارغ من القول لا تنتسب إلى العلم أوالحقيقة بسبب.

    وحتى مؤيدو النظرية ودعاتها لم يستطيعوا الدفاع عنها، أو ايجاد التبريرات العلمية أو العقلية لإثبات صحتها، ولا حتى الوقائع التاريخية الثابتة، ومن حاول منهم ذلك فقد اعتمد في محاولته على تزوير متعمد للحقائق والتلاعب بها لخداع الناس، كما مرّ في فصل سابق، وهاهو "البرفيسور أ.ي. ماندير" ينفي أن تكون للنظرية ركيزة علمية ثابتة، بل أنّ كل ما يستطيع أن يبررلها وجودها أنها أتت بطريق الإستنباط، حيث يقول:

    (إنّ الحقائق التي نتعرفها مباشرة تسمى "الحقائق المحسوسةPercieved Facts "، بيد أنّ الحقائق التي توصلنا إلى معرفتها لا تنحصر في "الحقائق المحسوسة"، فهنا حقائق أخرى كثيره لم نتعرف عليها مباشرة، ولكننا عثرنا عليها على كل حال، ووسيلتنا في هذه السبيل هي الإستنباط، فهذا النوع من الحقائق هو ما نسميه "الحقائق المستنبطة Inferred Facts" والأهم هنا أن نفهم أنه لا فرق بين الحقيقتين، وانما الفرق هو في التسمية، من حيث تعرفنا على الأولى مباشرة، وعلى الثانية بالواسطة، والحقيقة دائماً هي الحقيقة، سواء عرفناها بالملاحظة أو بالإستنباط)[ 3] ويضيف ماندير قائلاً:

    (إنّ حقائق الكون لا تدرك الحواس منها غير القليل، فكيف يمكن أن نعرف شيئاً عن الكثير الآخر؟.. هناك وسيلة وهي الإستباط أو التعليل، وكلاهما طريق فكري، نبتدئ به بوساطة حقائق معلومة، حتى ننتهي بنظرية: أنّ الشئ الفلاني يوجد هنا ولم نشاهده مطلقاً)[4 ]

    وربّ سائل يسأل: كيف يصح الاستنباط المنطقي على حقيقة وجود أشياء لم نشاهدها مطلقاً؟ وكيف يمكن أن نسمي مثل هذا الاستنباط حقائق علمية، وكل دعاة التطور المادي لا يعتبرون من حقائق العلم ما لم يُشاهد ويُحس ويُلمس؟ وكيف نجذم بحقيقة وجود ما لم نَرَهُ لا نحن ولا من قبلنا، إنما عللناه بظواهر معينة لا ترقى حتى إلى شـبهة الدليل؟ ويجيب ماندير على ذلك قائلاً: إنّ المنهج التعليلي صحيح لأنّ الكون نفسه عقلي.[5 ]

    فإذا كان مقصد ماندير بقوله أنّ الكون نفسه عقلي، إذا كان مقصده من ذلك أنّ إثبات مصدر وجوده يجب أن يعتمد على العقل، فهذا قول صحيح، وهو ينقض نظرية التطور وينسفها نسفاً، لأنّ إعمال العقل في الكون بموجوداته يعني نبذ أساس النظرية المعتمد على إنكار كل ما لايقع عليه الحس المباشر، وانكار كل ما لا يخضع للتجارب المخبريه، ويعني أيضاً البحث عن طريق العقل والتفكر بالموجودات والسنن، وهذا ما يؤدي إلى نقض نظريات التطور والايمان القطعي بوجود خالق لهذا الكون وهو الله تعالى، وهذا ما سنتناوله في بحثنا لاحقاً في باب "الإسلام وخلق الإنسان"[ 6] إن شاء الله.

    أما نظرية "هكسلي" وقروده التي ستكتب صدفة أشعار شكسبير ـ وشر البلية ما يُضحك ـ فإنّ مثل تلك الإدعاءات لا تدل إلا على رعونة من ادعاها، إذ هي على قدر كبير من البلاهة والتغابي، بحيث لا تحتاج إلى الرد أو النقض، وكثير من دعاة التطور وعلمائه قد أعربوا عن اشمئزازهم واستنكارهم لمثل تلك الهرطقات، وفي تعليق على قول هكسلي هذا، وعلى نظرية التطور العضوي يَرد "البروفيسور رايدوين كونكلين":

    (إنّ القول بأنّ الحياة وجدت نتيجة "حادث إتفاقي" شبيه في مغزاه بأن تتوقع إعداد معجم ضخم، نتيجة انفجار صدفي في مطبعة)[ 7]
    إنّ طبيعة من يدعي العلم والمعرفة والحكمة أن يكون متزناً، وذلك ما لا ينطبق على "مستر هيكل" وغيره من ادعياء العلم والمعرفة من دعاة التطور، وابلغ دليل على ذلك ادعاؤه القدرة على الخلق، فلو سلمنا جدلاً ـ مع اقتناعنا التام استحالة ذلك استحالة مطلقة ـ بقدرته على خلق الإنسان المادة، فماذا عن سر الحياة "الروح"؟ وماذا عن العقل المميز؟. ويرد على ادعاء هيكل القدرة على الخلق، الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك "أ. كريسي موريسون A. Cressy Morrrison" قائلاًإنّ هيكل يتجاهل في دعواه الجينات الوراثية Genes"، ومسألة الحياة نفسها، فإنّ أول شئ سيحتاج إليه عند خلق الإنسان، هو الذرات التي لا سبيل إلى مشاهدتها، ثم سيخلق الجينات أي حملة الإستعدادات الوراثية، بعد ذلك ترتيب هذه الذرات حتى يعطيها ثوب الحياة... ولكن امكان الخلق لا يعدو واحداً على عدة بلايين، ولو افترضنا أن هيكل نجح في محاولته فانه لن يسميها صُدفة، بل سوف يقررها ويعدها نتيجة لعبقريته)[ 8]


    _____________________
    [1] قال كثير من العلماء أن فكرة التطور العضوي أنهم لا يؤمنون بتلك النظرية، إلا لأنه لا يوجد بديل لها سوى الأيمان بالله مباشرة !! فقد كتب " سير آرثر كيت " في كتاب دوري اسمه " Islamic thought " العدد 12/61 ما يلي: (ان نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان، ونحن لا نؤمن بها إلا لأنّ الخيار الوحيد بعد ذلك هو الإيمان بالخلق المباشر، وهذا ما لا يمكن حتى التفسير فيه !!!
    [2] المصدر السابق، صفحه ( 50 ).
    [3] وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، صفحه (47). نقلاً عن:A.E.Mander, Clearer Thinking, London, p. 46.
    [4] المصدر السابق.
    [5] المصدر السابق.
    [6] الباب الثالث، الفصل الأول من هذا الكتاب.
    [7] الإسلام يتحدى، صفحه ( 72 )، نقلاً عن: The Evidence of God, p. 174. ، والرد هو على تصريح المذكور الوارد في أول الفصل الثالث عشر من الباب الأول في هذا الكتاب.
    [8] المصدر السابق، صفحه ( 78 )، نقلاً عن: Man Does not Stand Alone, p. 87.



    @ 13205/66/5/81/9/174/178/2

  7. افتراضي

    من مصادر البحث



  8. افتراضي



    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 4


    أما عالم الطبيعة "جورج ايرل ديفيس" فيرد على تلك المقولة قائلاً:

    (لو كان يمكن للكون أن يخلق نفسه، فإنّ معنى ذلك أنه يتمتع بأوصاف الخالق، وفي هذه الحالة سنضطر إلى أن نؤمن بأنّ الكون هو الإله... ولكن إلهنا هذا سيكون يكون عجيباً: الهاً غيبياً ومادياً في آن واحد إنني أفضل أن أومن بذلك الإله الذي خلق العالم المادي، وهو ليس بجزء من هذا الكون بل هو حاكمه ومدبره، بدلاً من أن أتبنى مثل هذه الخزعبلات)[ 1]

    إنّ أبسط رد على نظرية داروين هو قانون السببية الذي عبَرَ عنه ذلك الأعرابي البسيط وبطريقته البسيطة حين سألوه عن الله تعالى فأجاب: البَعرَة تدُلّ على البعير، وخطّ السير على المسير، فكيف بسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل ذلك على العلي الكبير*************!!!. ونعود إلى "أ . كريسي موريسون" مرة أخرى ليؤكد لنا حتمية التدين، أي كون الأشياء مخلوقة لخالق:

    (إنّ كون الإنسان، ومنذ بدأ الخليقة إلى الآن، قد شعر بحافز يحفزه إلى أن يستنجد بمن هو أسمى منه وأقوى وأعظم، ليدل على أنّ الدين فطري فيه، ويجب أن يقر العلم بذلك)[2 ]

    وفي مقام الرّد على "هيكل" وادعاؤه القدرة على الخلق يستطرد "كريسي موريسون" راداً عليه ادعائه، وكان الرّد في سياق البحث عن وحدات الوراثة "Genes" الموجودة في نواة كل خلية لكل ذكر وأنثى، مستدلاً بذلك على وجود الله تعالى حيث يقول :

    (تبلغ الجينات "وحدات الوراثة" من الّدقة أنها ـ وهي المسؤلة عن عن المخلوقات البشرية جميعاً التي على سطح الأرض من حيث خصائصها الفردية وأحـوالها النفسيـة وألوانها وأجناسها ـ لو جُمعت كلها ووضعت في مكان واحد، لكان حجمها أقل من حجم الكستبان، والكستبان الذي يسع الصفات الفردية لبليونين من البشر هو بلا ريب مكان صغير الحجم، ومع ذلك فإنّ هذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها... فهي التي تحبس كل الصفات المتوارثة العادية لجمع من الأسلاف وتحتفظ بنفسية كل فرد منهم في تلك المساحة الضئيلة)[3 ]

    أما عالِم الطبيعة " أدموند و. سـينوب " فيقول :

    كيف نشأت الحياة؟ ذلك ما لا علم لنا به، ولا رأي لنا فيه... بطريقة ما تنتظم الألكترونات والبروتونات الدّوارة وجملة أخرى من الجزيئيات المادية، وتصبح ذرات الكربون أو الأوكسيجين أو الهيدروجين، وهذه الذرات تتجمع بدورها فتصبح دقائق كبيرة من البروتين، فإذا انضمت إليها عناصر معدنية مختلفة، وكمية صالحة من الماء إنبنى فيها جبلة حية "بروتوبلاسـمية" ثم بطريقة ما مجهولة لدينا تماماً تدلف هذه المادة الموات فجأة إلى الحياة...

    إنّ الأحيائي مهما بلغ جهده، مقسور على أن يواجه مشكلات غيبية... على أنّه يرفع يديه مستغيثاً بأنّ مثل هذه الآراء خارجة عن حدود العِلم، فلا يعينه من أمرها شئ. ولكننا ما لم نحدد العِلم تحديداً بالغ الضيق، فإنّه سيواجه عند تخومه الخارجيّة أشبـهاّ في هذه المشكلات... إزاء التساؤل المحرج عن طبيعـة الحيـاة وصفتها سوف لا نلتزم معالجته عن طريق حدود العِلم وحده... قد نكون في حاجة إلى وسائل لا يملكها العِلم في الوَقت الحاضِر... إنّ الإنسان روحٌ أول شئ، ويتعذّر عليك أن تَصٌبه في قالب مادي صِرف، كما يتعذّر عليك أن تزن جمال سيمفونيّة في كفتي ميزان، إن الرّوح[4 ] على ما يُعَرِفَه الدين، لا على ما يعرفه عِلم النّفس والطب النّفساني هو أشد المطلوبات إلحاحاً على الإنسان في هذا العَصر. وأقل ما يكن العِلم نفعاً لنا، سواء أكان عِلم الأحياء أم أي عِلم آخر في هذه النّاحية)[ 5]

    كان هذا إعتراف صريح أنّ العِلم لا يتمكن من معرفة شئ قطعي عن نشأة الحياة وخلقها، نعم إنّ الناحية الروحية في الأشياء كونها مخلوقة لخالقٍ أوجدها من عدم، هي حقيقة لا تخضع للعِلم وتجارب مختبراته، إنما تُدرك بإستعمال العقل عن طريق التفكر في المخلوقات وقوانين الحياة.

    وعالِم شهير آخر يدلي بِدّلوه في الموضوع، هو العالِم الإنجليزي "روسل ولاس" وهو عَلَم من أعلام التاريخ الطبيعي، وتعتبر مؤلفاته كمراجع لجميع المشتغلين بعلمي النبات والحيوان:

    (إنّ نشوء أي جسم على صورة مركبة مماثلة لفرد من نوعه، أمر لا يثير في كثير من الناس أقلّ دهشة ولا إستغراب، ومع هذا فإنه لا يزال باقياً بلا تعليل معقول، نعم: إنّ اهل العِلم قد كشفوا ظواهر كثيره تتعلق بالأنظمة الذي تتبعه الأحياء في نموها، ولكنهم فيما يتعلق بطبيعة القوى العاملة في هذا النمو، وبالعوامل التي تقودها وترشدها وتنظم حياتها، لم يعطونا غير ظنون مبهمة وافتراضات لا تغني من الحقيقة شيئاً. لقد عرف منذ زمان مديد أنّ كل نمو سواء أكان حيوانياً أو نباتياً يكون بنشوء خليّة أولية وتكاثرها إلى حد ما، ولكن ما هي الخليــة في ذاتها؟ أهي غير مقدار قليل من المادة البروتوبلاسميّة التي اعتبرها أهل العلم المادة الأولية للحياة؟ على أنها من الناحية الكيمائية أكثر المواد المعرفة تركيباً، لأنها وإن كانت تتألف من العناصر الأربعة: الكربون، الهيدروجين، الأزوت، الأكسجين، فقد عُلم الآن أنّ ثماني مواد أصليـة أخرى تدخل في تركيبها هي: الكبريت، الفوسفور، الكلور، البوتاسيوم، الصوديوم، المغنيزيوم، الحديد. ويزيد على هذه المواد ست

    أخرى قد تصادف فيها، وإن كانت ليست من المقومات الأصلية للبروتوبلاسما، وهذه المواد هي: السيليكون، الفلور، البروم، اليود، الألومنيوم، المنجنيز. فالبروتوبلازما والحالة هذه مادة شديدة التركيب، لا بكثرة عدد المواد الدّاخلة في تركيبها فَحَسْب، ولكن بشكل اتحاد هذه المواد كيميائياً. وهو الأمر الذي يستعصي على كلّ تحليل فني)[6 ]

    إنّ على الإنسان أن يتفكّر في الخلق معْمِلاً عقله في استخلاص النتائج المتعلقة بالحياة والخَلق على ضوء هذا التّفكير، والمشاهدات التي يجدر به التفكير بها كثيرة لا تحصى، وتقع جميعها تحت إدراكه وإحساسه، وأولها هي الإنسان وتركيبه العضوي، وأبسط ما يكون تركيب الإنسان العضوي هي الخلية. والخلية هي أيضاً وِحْدَه أساسية في تركيب أي مادة كانت، فالإنسان والحيوان وجميع الكائنات الحيّة ـ من أبسط أنواعها كوحيدة الخلية إلى أعقد أنواعها ـ تتكون من وحدات أساسية هي الخلايا.


    وحدات الوراثة - الجينات
    _____________________

    [1] المصدر السابق ، نقلا عن: The Evidence of God. p. 71.
    [2] الإنسان لا يقوم وحده ـ الترجمة العربية ـ صفحه ( 290 ).
    [3] الإنسان لا يقوم وحده، الترجمة العربية، صفحه ( 137 ).
    [4] المقصود بالروح هنا معناها: إدراك الإنسان لصلته بخالقه، وليس المقصود المعنى الآخر لكلمة الروح، وهو سر الحياة.
    [5] د. عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 98 – 99 )، نقلا عن:أدموند و. سينوب، حياة الروح في ضوء العلم ، الصفحات ( 138 – 145 ) .
    [6] الدكتور محمد عزت نصر الله، الرد على صادق العظم، الصفحات ( 126 – 127 )، نقلاً عن: روسل ولاس، عالَم الحياة، الصفحات ( 398 ) وما بعدها.
    /
    /
    @13335/68/5/83/9/178/182/2

  9. افتراضي

    من مصادر البحث

    الانسان لا يقوم وحده





  10. افتراضي

    نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 5




    إنّ الخلية هي تلك الوحدة المتناهية في الصغر المحتوية على مقومات الحياة، وهي الذخيرة أو الأصل التي تعود إليه كلّ صور الحياة، وهي المادة الحيّة الأولى التي تسمى "الجِبِلة أو البروتوبلازم". وهي كما يقول داروين المادة الحيّة الأولى، وتؤدي كلّ خلية وظائفها الحيويّة العديدة بدرجة من الدّقة المتناهية التي عجز الإنسان العاقل الحالي أن يجاري تلك الدقّة في أدق مصنوعاته الآلية.

    لقد قام "روسل ولاس" آنفاً بإعطائنا نبذة سريعة عن دقة تكوُن وتركيب وعمل الخليّة، إلا أنّ ما قام به المذكور لم يكن رأياً خاصّاً به، بل حقيقة علميّة أكدها كلّ من اشتغل بالعِلم واعتمد نتائجه، وقد اعتمد العلماء تعريفاً للخلية أو البروتوبلازم هو كما يقول "د. وليم سيفرتبنر":

    ( إنّ المادة الحية المعروفة باسم البروتوبلازم هي خليط معقد جداً من الماء والأملاح والسكريات والدهون والبروتينات. وفي هذه المادة الحيّة غير المتجانسة تحدث تلك العمليات التي تؤلف في مجموعها الحياة)[1 ]

    وتصحيحاً لا بدّ منه لذلك التعريف، فإنّ تلك العمليات لا تؤلف الحياة أبداً، إنما هي علامة من علامات الحياة، فالحياة مظهر من المظاهر وسر من الأسرار، لا ولن يعلمه أحد إلا الله تعالى، وَقَفَ أمامه العِلم حائراً عاجزاً، وقد فشل كلّ من حاول سابقاً، ووقف أمامها حائرا عاجزاً، وسيفشل كلّ من سيحاول لاحقاً في التّعَرُف على كنه الرّوح التي هي سر الحياة. (وَيَسْألونَك عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوح مِنْ أَمْرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إلاّ قَليلا)[2 ]
    إنّ كلّ فرد منَ المخلوقات بلا استثناء من نبات أو حيوان يتألف كما يقول العِلم من البروتوبلازم بلا استثناء، والبروتوبلازم هو متشابه تقريباً في كليهما، إلا أنّ هذا التّشابه هو تشابه نسبي، أي أنّ البروتوبلازم الحيواني يتشابه مع البرتوبلازم النباتي ولا يتماثل معه، وكذلك فإنّه يوجد اختلاف وفروقات بين بروتوبلازم أي كائن وبين بروتوبلازم أي كائن آخر، وتلك الاختلافات والفروقات هي فروقات أساسية وحيوية، وإلا لما كانت بيضة الضفدعة التي أنتجت ضفدعة، ولما نمت بذرة البلوط فأصبحت شجرة بلوط، وبذرة القمح قمحاً، وبذرة الشّعير شعيراً..... وهذه الفروقات كبيرة جدّاً وحيويّة جداً، إلا أنّ العِلم ومختبراته وأجهزته المتعددة الدّقيقة وعقول جهابذته لم تستطع الوصول إلى أسرارها، ومن أبرز الحقائق في عِلم الحَياة أنّ كلّ أنواع البروتوبلازم مع الفروق بينها وخفاء مصادرها، تبدو متشـابهة إلى حد كبير وتشبه بياض البيضة وفيه نقط دقيقة ومنتشرة.[3 ] ويقول الأستاذ في جامعة فرانكفورت، وعضو الأكاديمية في أنديانا، الدكتور "رسل تشارلز أرتست": (إنني أعتقد أنّ كلّ خلية من الخلايا الحيّة قد بلغت من التعقيد درجة يصعب علينا فهمها وأنّ ملايين الملايين من الخلايا الحيّة الموجودة على سطح الأرض تشهد بقدرة الله شهادة تقوم على الفكر والمنطق، ولذلك فإني أومن بوجود الله إيمانا راسِخاً)[4 ]

    نترك الخلية لنبحث مع " سبنسر " في قطرة الماء :

    (إنّ العالِم الذري الذي يرى قطرة الماء، فيعلم أنها تتركب من الأوكسجين والهيدروجين بنسبة خاصّة، بحيث لو اختلفت هذه النسبة لكانت شيئاً آخر غير الماء، ليعتقد عظمة الخالق وقدرته، وحكمته وعلمه الواسع، بأشدّ وأعظم وأقوى من غير العالِم الطبيعي الذي لا يرى فيها إلا أنها نقطة ماء، نقطة ماء فَحَسْب!! وكذلك العالِم الذي يرى قطعة البَرَد وما فيها من جمال الهندسة ودقّة التقسيم، لا شكّ أنه يشعر بجمال الخالق ودقيق حكمته، أكبر من ذلك الذي لا يعلم إلا أنها مَطَرٌ تَجَمَدَ من شِدّة البَرْد.)[5 ]

    إنّ دعاة التّطور من أصحاب الفكر المادي، قالوا: بأنّ خصائص المادة مع عوامل الصدفة هي التي أوجدت الحياة مع أشكالها المختلفة من نبات وحيوان وإنسان، فقام علماء وقالوا بنظريّة النشوء والارتقاء. وكان أبرز هؤلاء هو تشارلس داروين الذي وَجَدَ كارل ماركس وأتباعه في نظرية داروين دعماً لفكرهم المادي. وهنا نطرح السؤال التالي: هل خصائص المادة وعوامل الصدفة فيها القدرة على إيجاد هذا الإنسان؟ إنّ الأمر يحتاج إلى الجدية والمسؤوليّة في الاهتمام، ويحتاج إلى الفكر العميق المستنير في البحث. إنّ هذا مفترق طرق في التفكير الإنساني.

    (لن نبحث الآن في خصائص المادة: من أودعها فيها ومن فرضها عليها، وذلك مسايرة لفرضيّة أزلية المادة وملحقاتها، بل سنبحث في: هل يمكن لهذه الخصائص التي افترضوا أزليتها، هل يمكن لها مع عوامل الصدفة أن تصنع الإنسان؟

    أولاً دعونا نلق نظرة على بعض هذه الخصائص، لنتعرّف إلى حدود طبيعتها وسلوكها، لنأخذ مثلاً ذرة الأوكسجين فإنها تحتوي على ستة إلكترونات في طبقتها الخارجية فتحتاج إلى إليكترون كي تصبح هذه الطبقة مشبعة، والهيدروجين يوجد في ذرته إلكترون واحد قابل للتفاعل، فتتحد الذرة الواحدة من الأوكسجين مع ذرتين من الهيدروجين لتشكل الماء "H2O". أما ذرة النيتروجين فيوجد في طبقتها الخارجية خمسة إلكترونات، فتحتاج إلى ثلاثة كي تصبح مشعة، وهكذا حين يتفاعل النيتروجين مع الهيدروجين فإنّ كلّ ذرة نيتروجين تتحد مع ثلاث ذرات من الهيدروجين لتشكل الأمونيا أو روح النشادر "H3N".

    وهكذا فإنّ سلوك المادة، سواء كانت في شكل عنصر أو مركب أو مزيج، يكون تابعاً لخصائصها، ولا يمكن للمادة أن تتصرّف عكس خصائصها أو خارج نطاق هذه الخصائص، وهذه حقيقة علمية يقع عليها الحسّ مباشرة، وهي حقيقة علمية أثبتتها تجارب الاختبار.

    أما ما يسموه الصدفة فهو عبارة عن الالتقاء العشوائي بين مادتين فأكثر ولكلّ واحدة خصائصها فيؤثر بعضها في البعض الآخر، وتحصل نتائج أو مواد جديدة، فالنتائج التي تحصل من الصّدفة هي وليدة خصائص المادة، ولا يمكن أن تكون عكسها أو خارج نطاقها، كلّ ما في الأمر أنها سميت صدفَة لأنّ الالتقاء بين المادتين لم يحصل بناء على ترتيب سابق مقصود بل كان عشوائياً، وسواء كان الالتقاء بين مختلف المواد عشـوائياً أو مرتباً عن قصد فإنّ هذه المواد لا تتصرّف إلا طبق طبائعها وخصائصها... فهل يوجد بين خصائص المادة أن توجد إنساناً كما أوجدت ماءاً أو أمونيا؟

    إنّ التدقيق في هذا وإنعام النّظر فيه يظهر بشكل بسيط وقطعي أنّ المادة ليس من خصائصها ولا من طبيعتها أن تصنعَ الإنسان. إنّ في كلّ جهاز من أجهزة جسم الإنسان من الدقة والحكمة والإبداع ما ينطق بلسان فصيح بأنّ هناك مبدعاً حكيماً قادراً هو الذي صنع هذا الإنسان من المادة.)[6 ]

    إنّ الاستنباط والتعليل والتأويل هما الأسـاس الذي قامت عليه عند علماء ودعاة التطور نظرية "التّطور العلمي" وهو ما أشار إليهم "ماندير" باسم "الحقائق المستنبطة"[7 ] وبناء على هذا الأساس يجذم "ماندير" صِدْقَ وصحة النّظرية قائلاً:

    (لَقَد ثبَتَ صِدْق النظرية، حتى أننا نستطيع أن نعتبرها أقرب شيء إلى الحقيقة)[8 ] ويوافقه "سمبسون" في هذا الصدد قائلاً: (إنّ نظرية النشوء والارتقاء حقيقة ثابتة أخيراً وكلياً، وليست بقياس بديل صيغ للبحث العلمي.)[9 ]


    ____________
    [1] منقول عن: جيمس ستوكلي، العلم يزحف، ترجمة د. محمد الشحات.
    [2] سورة الإسراء ( 85 ).
    [3] منقول بتصرف عن: جيمس ستوكلي، العلم يزحف، ترجمة محمد الشحات
    [4] جون كلوفر مونسما، الله يتجلى في عصر العلم، صفحه ( 77 ). من مقال رسل تشارلز آرتست، بعنوان " الخلايا الحية تؤدي رسالتها".
    [5] يوسف القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
    [6] منقول عن: مجلة الوعي، العدد ( 51 )، تموز 1991 م.
    [7] يرجع إلى صفحة 174 من هذا الفصل.
    [8] وحيد الدين حان ، الإسلام يتحدى ، صفحه ( 49 ) . نقلا عن: Ibid, p.113. . . .
    [9] المصدر السابق، نقلاً عن: Meaning of Evolution, p.127

    @13352/70/5/85/9/182/186/2

  11. #71
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    Atlantis
    المشاركات
    290
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    من أين أشترى هذا الكتاب أو أحصل على نسخة منه ؟

    بارك الله فيك .
    ~ لا يُبعثرك شيْء كالبُعد عن الله، ولا يلملمك شيْء كالقُرب من الله ~
    ْْإن من عجائب هذا الدين أنهم كلما أرادوا نطحهُ زاد إنتفاخاًْْ
    فالمزيد من النطح

    { وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا }(24) الكهف


  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراء بن مالك 11 مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    من أين أشترى هذا الكتاب أو أحصل على نسخة منه ؟

    بارك الله فيك .
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    الكتاب من نشر وتوزيع : مكتبة الايمان بالمنصورة - مصر
    ويمكنك تحميل الكتاب من الموقع الشخصي www.sharabati.org
    أو
    http://www.4shared.com/document/VoWw0N74/___-_.html
    أو تزويدنا بعنوانك على البريد الألكتروني لنرسله لك بواسطته

  13. افتراضي

    من مصادر البحث



    العنوان: العلم يدعو للإيمان
    تأليف: أ.كريسي موريسون
    ترجمة: محمود صالح الفلكي
    تعليق: د.أحمد مأمون الشياح
    القياس: 22*14 سم
    الصفحات: 200
    الناشر: دار ابن كثير/سوريا
    السنة ورقم الطبعة: 2006 /1
    تجليد: عادي
    الموضوع دراسات إسلامية
    التصنيف : 7-216

    13650/73/5/86/9

  14. افتراضي

    [نقـض نظريــات التّطـور والارتقــاء الذّاتــي / 6


    ويعتقد محرر "دائرة المعارف البريطانية 1958" أنّ نظرية الارتقاء في الحيوانات حقيقية، وإنّ هذه النظرية قد حظيت بموافقة عامة بين العلماء والمثقفين بعد داروين. لذا فليس هناك مجال للشك والارتياب في صدقها وحقيقتها، أو الإتيان بما يناقضها، لأنها ثابتة ولا مجال للطعن فيها أو التدليل على عكسها بتاتاً.[1 ]

    أما " سير تشارلس لايل R.S.Lil " فيقول:

    (ظلّت نظرية الارتقاء تحصل على تأييد متزايد يوماً بعد يوم بعد داروين، حتى أنّه لم يبق شك لدى المفكرين والعلماء في أنّ هذه هي الوسيلة المنطقية الوحيدة التي تستطيع أن تفسّر الخلق وتشرحه)[ 2]

    إنّ تأكيدهم هذا يستوجب التساؤل: هل هذه النظرية التي أجمع العلماء على صحتها ـ إن صدق القائل ـ هل كان ذلك نتيجة شواهد قاطعة، وهل توصلوا إليها علمياً بإجراء التجارب عليها في المختبرات؟ والجواب على ذلك بكلّ بساطة وتأكيد: لا. لأنّ ذلك ضرب من المستحيل، إنّ مزعومة الارتقاء معقّده، وهي تتعلق بماضٍ موغل في القِدَم، حتى أنه لا يمكن ملاحظتها أو إجراء الاختبارات عليها، وهي كما أكد "لايل" في كلمته الآنفة الذكر وسيلة منطقيّة تعتمد على الفرضيات المسبقة والتكهنات الخيالية، لتفسير مظاهر الخلق، فهي تبريرات لمزعومات وفروضات مسبقة، وليسَت إعمالاً للعقل في الموجودات والظواهر الموجودة فعلاً، إنّها قياس للحاضر الموجود على الغائب المفقود الذي لا أثر له.

    كان هذا هو السّبب الذي دفع المحامي المتحمّس لنظرية الارتقاء والتطور العضوي "سير آرثر كيث" أن يُسَلِمَ بأنّ هذه النظرية ليست بملاحظة أو تجربة، وإنّما هي مجرد اعتقاد!!! حيث يقول: (إنّ نظرية الارتقاء عقيدة أساسية في المذهب العقلي)[ 3]

    وربما يكون تعريف أحد المعاجم العلمية للنظرية أبلغ رد حين يُعَرِف نظرية داروين بأنها: (نظرية قائمة على تفسير بلا برهان)[ 4]

    ويفسر لنا العالِم البريطاني الشهير أن إيمانه بتلك النظرية لم يكن إلا تعصباً ومكابرة حين يقول في كتابه الشهير "عالَم الأسرار": (إنّ في عقولنا الجديدة تعصباً يرجح التفسير المادي للحقائق)[ 5] أمّا عقيدة "سير آرثر كيث" المثبتة سابقاً، فيفسر لنا كيفيتها وأسبابها قائلاً: (إنّ نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علمياً، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان، ونحن لا نؤمن بها إلا لأنّ الخَيار الوحيد بعد ذلك هو: الإيمان بالخلق الخاص المباشر، وهذا ما لا يمكن حتى التفكير فيه)!!![ 7] وحتى أنّ كثيراً من العلماء قد أكدوا أنّ "فكرة التطور العضويOrganic Evolution" والذي استنبطت منه فكرة الارتقاء، سوف يبقى بلا براهين وبلا أدلة علمية!!! لــــذا: (إنهم لا يؤمنون بهذه النظرية، إلا لأنه لا يوجد أي بديل لها سوى الإيمان بالله مباشرة)[6 ]


    كان هذا غيض من فيض، يؤكد لنا أنّ العلماء ودعاة نظريات التطور المادي أنفسهم ينادون بتلك النظريات مع عدم القناعة بصحتها، وأنهم قد اختلقوها لغاية في أنفسهم، ولتحقيق مكاسب وأهداف منظمات سرية، تدفعها أيد خفية، لاستغلالها في محيط السياسة لاستعباد واستغلال ونهب موارد الشعوب كما مرّ سابقاً.[8 ] أمّا إدعاؤهم موافقة العلماء والمثقفين عليها وتصديقهم لمحتوياتها، فقول يفتقر للصحة، إذ أنّ مشاهير المثقفين والعلماء قد دعوا إلى نبذ تلك النظرية، وبالتالي الإيمان بأنّ وراء هذا الكون والإنسان والحياة خالقاً أوجدها من العدم، ودعوا باسم العِلم المجرد إلى التّمَسك بهذا الإيمان ونبذ جميع أفكار ومقولات التطور المادي، ونبهوا إلى خطأ وخطورة التمسك بها.

    وفي الفصل التالي[9 ] سنقوم بمشيئة الله تعالى، باستعراض أمثلة من أقوال بعض من مشاهير العلماء، مع ملاحظة أنّ ما سنقدمه من أقوال العلماء تلك، ليس بالضرورة إيمانا منا بما يقولون، وليس لعجزنا عن نقض تلك النظرية إلا بأقوالهم، إنّما هي للتدليل على كذب من يقول بإجماع العلماء كافة على النظرية من ناحية، وللهمس بأذن كل ّ من يستهويهم الأخذ بفارغ القول من الغرب الكافر تقليداً ومحاكاةً وانبهاراً، أنّ ما يأخذونه عن الغرب الصليبي الكافر ـ والشرق الوثني الملحد ـ من نظريات مادية، قد نبذها من استعمل عقله منهم، وتوخى البحث عن الصدق والحقيقة بتجرد، ونقضها وكفر بها حتى بعض من آمن بها سابقاً، وكان من غلاة دعاتها، حين وضحَ لهم عقم وتفاهة تلك النظرية وشبيهاتها، معترفين بعجزهم أمام قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
    -------------------------------

    (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنّه على كل شيء شهيد)

    يحوي دماغ الإنسان أكثر من عشرة آلاف تريليون وصلة عصبية، وهذه الوصلات تصل أكثر من تريليون خلية بعضها ببعض، وتعمل كأعقد جهاز على وجه الأرض. ويقول العلماء إن خلايا الدماغ تحتاج للتأمل والتفكر دائماً لتستعيد نشاطها بل لتصبح أكثر فاعلية، وإن الأشخاص الذين تعودوا على التفكر العميق في الكون مثلاً هو الأكثر إبداعاً!! وهنا ندرك أهمية قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [11].


    _________________
    [1] المصدر السابق، نقلاً عن: "دائرة المعارف البريطانية – 1958 "
    [2] الإسلام يتحدى، صفحه ( 49 )، نقلاً عن: Revolt against Reason. p. 112.
    [3] المصدر السابق، نقلاً عن: Revolt against Reason, p. 112.
    [4] المصدر السابق، صفحه ( 50 )، نقلاً عن: Ibid, p. 111.
    [5] المصدر السابق، صفحه ( 42 )، نقلاً عن: Mysterious Umiverse, p. 189.
    [6] المصدر السابق، صفحه ( 43 )، نقلاً عن: Islamic Thought, Dec. 1961.
    [7] المصدر السابق.
    [8] الباب الثاني – الفصل الثالث من هذا الكتاب، الصفحات ( 166-170).
    [9] الفصل الرابع – الباب الثاني، الصفحات 189 وما بعدها، " آراء العلماء في التطور والخلق ".
    [10] فصلت: ( 35 ).
    [11]آل عمران: 190-191

    @13650/74/5/87/9/186/189/2

  15. افتراضي



    آراء العلماء في التطور والخلق

    يزعم دعاة التطور: أنّ نظرية التطور المادي قد لاقت التأييد المطلق من كافة العلماء والمفكرين، وأنّ إجماع العلماء والمفكرين قد انعقد على التأييد الكامل للنظرية، وبالتالي نفياً قاطعاً لحقيقة الخلق من العدم، فَرَدّاً على زعمهم هذا، رأينا أن نستعرض في هذا الفصل بعضاً من آراء عدد من كبار ومشاهير العلماء في كافة ميادين العِلم، وكلها تشير إلى توجه صحيح، وإلى عمق واستنارة في التفكير لدى كمٍ هائل من مشاهير العلماء، خلافاً لما يدعيه أدعياء العٍلم من دعاة التطور المادي.

    ونحن إذ نقوم بذلك، فلا يعني ذلك بالضرورة ايماناً منا بكل أقوالهم، ولا يعني عجزاً منا عن نقض تلك النظرية إلا بأقوالهم، إنما كان ذلك للتدليل على كذب من يتقول باجماع العلماء على نظريتهم، وللهمس بأذن كل من يستهويه ألأخذ بفارغ القول من الغرب الكافر تقليداً ومحاكاة وانبهاراً، أنّ ما يأخذونه من الغرب الصليبي الكافر ـ والشرق الوثني الملحد ـ من نظريات مادية، قد نبذها من استعمل عقله منهم، وتوخى الحقيقة بتجرد، ونقضها وكفر بها حتى بعض من آمن بها سابقاً وكان من غلاة دعاتها، واستذكر بالمناسبة قول الشاعر :

    ومـا هـي إلا كفــارغ بنـدقٍ = خَليّ من المعنى ولكن يفرقع


    يقول الفيلسوف والفيزيائي والرياضي الفرنسي، مكتشف الهندسة التحليلية "ديكارت Rene Descartes" (1596 – 1650):
    (إنّي مع شعوري بنقص في ذاتي، أحسّ في الوقت نفسه بوجود ذات كاملة، وأراني مضطراً إلى الإعتقاد بأنّ هذا الشعور قد غَرَسَته في ذاتي الذّات الكاملة المتحلية بجميع الصفات الكاملة، وهو: الله)[ 1]

    أمّا المؤرخ والفيلسوف الفرنسي "أرنست رينان" (1823–1892) فقد عانى أزمة ايمان أدّت إلى الإرتداد عن الكاثوليكية. وتميزت بحوثه بالنزعة العقلانية وبالايمان بالعِلم، فيقول في كتابه "تاريخ الأديان":

    (إنَّهُ من الممكن أن يضمحلّ كلّ شيء نحبه، وأن تبطل حرية إستعمال العقل والعِلم والصناعة، ولكن يستحيل أن ينمحي التّدين، بل سيبقى حُجَةً ناطقةً على بطلان المذهب المادي، الذي يُريد أن يحصر الفكر الإنساني في المضائق الدنيئة في الحياة الأرضية)[2 ]

    أما عالِم الطبيعة المشهور، الفيزيائي ألأمريكي، الألماني المولد، "اسحق آينشتاين Albert Einstein" (1879–1955) الذي يعتبر أعظم عباقرة العِلم المعاصرين، منح جائزة نوبل في الفيزياء عام (1921)، وواضع نظرية النسبية، فيقول:

    (إنً ديني يشتمل على الإعجاب المتواضع بتلك الروح العليا غير المحددة، والتي تكشف في سرها عن بعض التفصيلات القليلة التي تستطيع عقولنا المتواضعة إدراكها، وهذا الايمان القلبي العميق، والاعتقاد بوجود قوّة عليا تستطيع إدراكها خلال ذلك الكون العامض يلهمني فكرتي عن الإله)[ 3] كما يُنْسَب لنفس هـذا العالِم قوله: (لا تشكوا في الخالق فإنه مما لا يُعْقَل أن تكون المصادفات وحدها هي قاعدة الوجود)[4 ]

    إنه من الملاحظ أنه كلما إزداد عِلم الإنسان واطلاعه على عجائب الكون، ومعرفته بما فيها من جمال وإحكام، ولم يقف عند القشور، بل تعمق في دراسة أسرار وقوانين وسنن الخلق، إزداد إيماناً بوجود الخالق وحكمته وعظمته وكمال صفاته، وفي هذا ينقل لنا "سبنسر" عن "هيرشل" قوله: (كلما اتسع نطاق العِلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي لا حَدّ لقوته ولا نهاية: فالجيولوجيون والفلكيون والطبيعيون قد تعاونوا على تشييد صرح العِلم، وهو صرح عظمة الله وحده)[5 ] وقد مرّ معنا آنفاً[6 ] استنتاجات "سبنسر" نفسه للوصول إلى الإيمان بالله الخالق عن طريق ملاحظة قطرة الماء وقطعة البرد.

    ويؤكد ما ذهبنا إليه بأنّه كلما تعمق الإنسان في التفكير وإزدياد العِلم، إزداد قرباً من الإهتداء إلى حقيقة الخلق وحتمية حقيقة وجود خالق خلق الموجودات من عدم، وذلك ما يؤكده الفيلسوف "فرنسيس بيكون": (إنّ القليل من الفلسفة يميل بعقل الإنسان إلى الإلحاد، ولكن التّعمق فيها ينتهي بالعقول إلى الايمان، ذلك لأنّ عقل الإنسان قد يقف عندما يصادفه من أسباب ثانوية مبعثرة، فلا يتابع السّير إلى مـا ورائها، ولكنه إذا أمعن النّظر، فشهد سلسلة الأسباب كيف تتصل حلقاتها لا يجد بدّاً من التسليم بالله)[ 7]

    أمّا الدكتور "ميريت ستانلي كونجدن Stanley" عضو الجمعية الأمريكية الطبيعية، وإخصائي في الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم، فيقول:

    (إنّ جميع ما في الكون يشهد على وجود الله سبحانه وتعالى، ويدلّ على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء بتحليل ظواهر هذا الكون ودراستها، حتى باستخدام الطريقة الإستدلالية، فإننا لا نفعل أكثر من ملاحظة آثار أيادي الله وعظمته، ذلك هو الله الذي لا نستطيع أن نصل إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها، ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كلّ ذرة من ذرات هذا الوجود، وليست العلوم إلا دراسة خلق الله وآثار قدرته)[8 ]

    إنّ التفكر في الموجودات الكونيّة، لأهم الشواهد التي توصل ولا بدّ إلى الايمان بالله تعالى خالقاً وحيداً لهذا الكون، ولتثبيت ايمان المؤمن، وهذا النهج هو الذي أوصل الدكتور ستانلي إلى ايمان الواثق المطمئن، الذي فَكَرَ وفكر فوصل للقناعة الثابتة التي لا تتزعزع، كما ورد فيما نقلناه عنه في الفقرة السابقة، وعلى نفس النّهج سار "أ. كريسي موريسون A.Cressy Morrison" الرئيس السابق لأكاديمية العلوم بنيويورك، حيث يقول:

    (إنّ استعراض عجائب الطبيعة ليدل دلالة قاطعة على أنّ هناك تصميماً وقصداً في كل شيء، وأنّ ثمّة برنامجاً ينفذ بحذافيره طبقاً لمشيئة الخالق عزّ وجل... إنّ حجم الكرة ألأرضية وبعدها عن الشّمس، ودرجَة حرارة الشّمس وأشعتها الباعثة للحياة، وسُمْك قشرة الأرض وكميّة الماء، ومقدار ثانـي أوكسيد الكربون وحجم النيتروجين، وظهور الإنسان وبقاؤه على قيد الحياة، كلّ أولاء تدلّ على خروج النظام من الفوضى، وعلى التّصميم والقصد)[9 ]
    __________
    [1] د. يوسف القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 16 ).
    [2] المصدر السابق، نقلاً عن: أرنست رينان، تاريخ الأديان.
    [3] من كتاب " العالم وأينستاين " تأليف " لنكولن بارنت، ترجمة محمد عاطف ألبرقوقي، صفحه ( 116 ).
    [4] القرضاوي، العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 )
    [5] العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
     سبَنْسَر، هربرت Herbert Spenser ( 1820-1903) فيلسوف إنجليزي، يعتبر أحد أبرز القائلين ب "الداروينية الاجتماعية"، آمن قبل داروين بتطور الأنواع من أشكال بسيطة إلى أشكال معقّدة. أشهر آثره كتاب " الفلسفة التركيبية.
     هيرشل، السير وليم Sir William Hershel ( 1738-1822)، عالم فلك إنجليزي، اكتشف الكوكب السّيار "أورانوس" عام (1781)، وفي عام (1783) اكتشف قمرين من أقمار أورانوس وقمرين من أقمار زُحل. – ويرجع إليه فضل اكتشاف أكثر من 2500 عنقود نجمي وسديم وما يزيد عن ثمانمائة نجم مزدوج.
    [6] الفصل الثالث من هذا الباب، صفحه (182).
    [7] العبادة في الإسلام، صفحه ( 17 ).
    [8] الله يتجلى في عصر العلم، صفحه ( 20 ).
    [9] الإنسان لا يقوم وحده، الطبعة العربية، الصفحات ( 186 – 193 ).

    13895/75/5/90/9 190/194/2
    التعديل الأخير تم 04-14-2012 الساعة 09:38 PM

صفحة 5 من 7 الأولىالأولى ... 34567 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)
    بواسطة حازم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 12-04-2018, 08:40 PM
  2. سؤال: سؤال عن نظرية التطور والنشوء ؟
    بواسطة الأسيف في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-28-2009, 02:06 PM
  3. سؤال في الخلق
    بواسطة tuto في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-31-2008, 09:00 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء