الزميل الألوهى أولا أرحب بك وهذا طبعا لا يعنى أن أجاملك على حساب الحقيقة .
ثانيا اسمح لى أن أقول لك إن تفكيرك مشوش إلى أبعد الحدود فأنت تفترض فروضا وتبنى عليها حقائق أو هكذا تدعى فتقول مثلا إن الدين هو نتاج المجتمع الذى نشأ فيه هذه مجرد فرضية من عندك قد تنطبق على جميع الديانات إلا دين واحد بل هذا بالفعل هو ما نقول به لأن الحق لا يتعد ويبغى أن يكون هناك دين واحد فقط وإلا لم يكن ثم دين صحيح وقولك لماذا تعتبرون الديانات الأخرى باطلة هو تماما كقولك لماذا تفترضون أن الإسلام صحيحا وحقا وكأنك تقول إما أن يكون الإسلام باطل وإما أن يكون باطلا أو إما ان لا يكون هناك دين حق وإما ألا يكون هناك دين حق !!!هذه النقطة فى منتهى الأهمية ولا أريد أن أسمع منك مرة أخرى عبارة لماذا تستنكرون الديانات الأخرى أو لماذا تحتكرون الحقيقة فنحن نحتكر الحقيقة لأنها لا تتجزا فإما أن يكون الله واحد أو غير واحد وإما أن يكون محمد نبى أو غير نبى وهكذا والكل يحتكر الحقيقة بالفعل أو بمجرد الدعوى لكن عليك أنت يا من تجهل الحقيقة وتعيش فى الشك أن تبحث من هو محتكر الحقيقة بالفعل ومن يدعى أنه يحتكرها .
نعم كل الديانات من صنع البشر أو بتعبير أدق من تحريفات البشر عن الدين الحق والفطرة السليمة لكنك تعمم تلك الفرضية وبلا أى دليل وتدخل فيها الإسلام أيضا وتريد أن تخرّج كل ما أتى فى الإسلام على نفس الفرضية التى افترضتها فتدعى مثلا أن الحجر الأسود بمثابة الصليب عند النصارى وهذا فى حد ذاته دليل على عدم إلمامك لا بدين النصارى ولا بدين المسلمين فالنصارى بالفعل يعبدون الأشخاص والأصنام والصلبان ويقولون باسم الصليب وشتان بين ذلك وبين تعظيم المسلمين للحجر الأسود ولا أدرى ما الذى تريد من المسلمين فعله تجاه ما يعتقدون أنه قد نزل من الجنة أو أنه قد استعمله خليل الله إبراهيم فى بناء أول بيت وضع للناس .. ما الذى تريد من المسلمين فعله تجاهه هل تريد مثلا أن يهينوه حتى لا يأتى متخلف عقليا ويدعى أنهم يعبدونه كالصليب ؟
طبعا كلام فارغ ولو وجد أى أثر لإنسان عظيم أو مفكر كبير لوجدت من أصحابه وأتباعه كل التقدير ولن يدعى أحد أنهم يعبدونه ..
منتهى التعسف والتكلف أن تنسب للمسلمين عبادة الحجر الأسود يا ألوهى وعليك أن تكون منصفا بعض الشىء ، نعم من الممكن أن يجهل الإنسان بعض الأشياء ويخوض فيها بغير علم لكن ليس بهذا التعسف والتكلف المقيت والتركيز على لفظة الحجر وتكرارها لتخدع نفسك وتوهمها حتى تظل تضع رأسها فى الرمال .
إذن المسلمين يا ألوهى لا يعبدون الحجر الأسود ولا يقدسونه تقديسهم لله تعالى كما تفعل النصارى بالصليب ولا تتوقف عبادة المسلمين لربهم على وجود الحجر الأسود ولا غيره من الأحجار بل إنه قد حدث بالفعل أن سرق القرامطة الحجر ألأسود وظل فى القطيف عدة سنوات ولم تختل العباة ولم يتوقع أحد ذلك ولم نسمع من أحد هذا الكلام الذى تردده غير بعض ألأفاكين من القساوسة والمبشرين الفاشلين الذين يخدعون عوام النصارى ليبقوهم على دينهم .
هناك نقطة منهجية مهمة أحب ان أوجهك إليها وهى أنك لا تستطيع أن تستدل على قضية بدليل يعود إليها أو ما يسمى عند المناطقة وعلماء المنهج بالدور فمثلا عندما تريد أن تستدل على أن الإسلام من صنع البشر لا ينبغى أن تستند إلى أن الإسلام من صنع البشر فلا يصح مثلا أن تقول :
وقد قال الزميل حازم انه لا ينفع ولا يضر ؟؟؟!!! ولكن يا ترى لو حطمه شخص هل ستبقى الكعبة مكتملة؟؟؟؟ انا اقول انه ذو قيمة عملاقة للمسلمين وهو وثنهم المميز الذي تناقلوه من الرسول ويعتقدون انه مرسل من السماء ولو حطم واختفى فهناك قيمة عملاقة تفقد من ناحية الحج والحج تقريبا نفسه كله ممارسات قريشية وثنية متوارثة والطواف ايضا كان ممارسة قريشية وثنية
فقد بيت أن الإسلام وثنية على مقدمة أن الإسلام وثنية فلم يخرج كلامك عن أنك تدعى أن الإسلام وثنية وبغير دليل رغم أنك تظن أنك أتيت بدليل .
اعلم أيها أللوهى أن الظن لا يغنى من الحق شيئا سواء فى أمر الدين أو فى أمر الدنيا وحتى فى الأمور البسيطة والتى تقدر بالأموال لا يمكنك أن تبحث وتنظر بتلك المناهج الفجة والعلقلية المتسرعة ولا يمكنك أن تدحض الحق فيها بمجرد الكلمات المتعسفة ولا أن تأخذ الأمور بالشبه ولو أتاك رجل فزعم أن كل ابيض ذكى وكل أسود قوى وكل إفريقى فقير وكل يبانى رجل أعمال ومخترع لشككت فى عقله ولما أنزلته منازل الصبيان فكيف بمن يبحث فى شأن العقيدة والمصير ويجازف المجازفة الكبرى .
التعديل الأخير تم 01-06-2006 الساعة 03:17 AM
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks