صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 34 من 34

الموضوع: خُلِقَ الإنسان في أحسن تقويم (بحث في الخلق والنشوء)

  1. افتراضي

    من هو الأصلح للبقاء ؟


    إنَّ الخلود في هذه الحياة الدُنيا ليس هدفاً للمسلم، وليس غاية يُسعى لتحقيقها، فالمسلم يعتبرها دار امتحان ومعاش وعبادة؛ وهي دار ممر إلى حياة الخلود التي لا يموت الإنسان فيها ولا يشقى، فعقيدة المسلم أنَّ الإنسان قد وُجدَ في هذه الحياة الدنيا فترة من الزمن ليعبد الله ويُقدسه، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)[ 1]

    أمّا فكرة "الصراع" فهي فكرة استعمارية كافرة نشأت وأنشأت في عصر النهضة الاستعمارية، تلك النظرية التي تعتمد على القوة كوسيلة لغلبة القوي على الضعيف، فهي شريعة الغاب التي سادت في الحروب الاستعمارية وانطبعت فيها العقلية الجاهلية.

    والصراع لغلبة القوي على الضعيف هي فكرة مادية لا أخلاقية، تهدف إلى الاستيلاء على موارد الغير بالقوة والعنف، وبسبب حمل المجتمعات الجاهلية لتلك الفكرة كانت الحروب العالمية والثورة الفرنسية، كما كانت السبب في ظهور الفاشية والنازية والشيوعية والقومية؛ ولنفس السبب قامت الحروب الصليبية وغزواتها على بلاد المسلمين. وبهذا المنطق احتلت روسيا الشيوعية أفغانستان المسلمة.

    وما الحرب التي دارت رحاها حديثاً، ولا تزال آثارها ومصائبها إلى اليوم وفي هذه اللحظات على أرض الإسلام من أراضي الخليج العربي والتي أسموها "حرب الخليج" أو "عاصفة الصحراء" أو "حرب تحرير الكويت"، والتي قادتها قوى الكفر والشر بقيادة رأس معسكر إبليس الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصليبية الكافرة مثل رؤوس الكفر والحقد بريطانيا وفرنسا، إلا صراع لتحقيق غلبة القوي المتغطرس المتمثل في الدولة العظمى الأولى وحليفاتها، على الضعيف المحدود القوة المتمثل في العراق، للاستيلاء على خيرات وموارد بلا د المسلمين، ولإجبار المسلمين على الخنوع لصلف وغطرسة الكفرة. ومما يعزز هذا ما نراه من تصرفات حاقدة بعد أن وضعت الحرب أوزارها، المتمثلة في استغلال اسم "هيئة الأمم" و "مجلس الأمن" وما يسمى بِ "الشرعية الدولية" لتركيع وتجويع شعب العراق المسلم وإذلاله، وقتل الشيوخ الرّكع والأطفال الرّضع والبهائم الرّتع، وإهلاك الزرع والحرث والنسل. يُساندهم في ذلك كل قوى الشر والكفر والعدوان في شرقي العلم وغربيه على اختلاف مللهم ونحلهم وعقائدهم!!!!

    وعلى إثر تفجيرات يوم الثلاثاء المشهود 11/09/2001، في مدن نيويورك وواشنطن الأمريكيتين، هذا الحادث الذي أظهر عجز الدولة العظمى عن حماية بلادها ورعاياها، وكشف البرقع الشفاف من الجبروت والخيلاء الذي يخفي هوان وعوار تلك الدولة العظمى وقلة حيلتها، فقام رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "بوش الإبن" بالسير على نهج وسلف وجبروت أباه، وبأسلوب رعاة البقر الشائع في أمريكا Cowboy، فأعلنها حرب صليبية حاقدة كافرة ضد الإسلام والمسلمين، بادعاء محاربة الإرهاب، فجَيَّشَ الجيوش وحَشدَ الحُشود، وجمع دول "أصحاب الفيل" في تحالف آثم حقود ضمّ دول الصليب الحاقد جميعاً من بريطانيا إلى فرنسا إلى إيطاليا ألذي استعرض حاكمها عضلاته واستغلها فرصة لمهاجمة حضارة الإسلام، وبقية دول الصليب بلا استثناء، كما ضم هذا التحالف الكافر دول الكفر الأخرى كروسيا الأرثوذكسية واليابان الوثنية، وقد قام هذا التحالف أيضاً باسم "الشرعية الدولية" وضم فيه معظم الدول القائمة في العالم الإسلامي عرباً وعجماً بمن فيهم حاكم السودان صاحب العمامة البيضاء والذي أوهم سذج ورعاع الأمة يوماً أنّه إمام المسلمين وخليفتهم!!! ومن شابه منهم أبو جهل وأبو لهب وأبو رغال وأرناط وشاور، والهدف المُعلن كان مكافحة الإرهاب ولقتل الشيخ أسامة بن لادن رئيس تنظيم القاعدة، للشك بلا دليل ثابت في اشتراكه في تدبير الحادث اللهم إلا الظن والهدف الحاقد، ولمعاقبة دولة أفغانستان لحمايتها له. ومما يثبت كذب ادعائهم هذا إعلان كبرائهم استمرار الحرب لمدة طويلة، وإعلانهم أنها ستطال شعوب ودول ومنظمات وجمعيات عدة كلهم عرب ومسلمين، وتهديدهم كل دول العالم بأسلوب هوليودي بأن من لم ينضم معنا فهو مع الإرهاب!!!

    وصب أصحاب الفيل جام غضبهم على أصحاب العقيدة والمبدأ، وأمطروهم خلال مدة تقارب الشهرين بل تزيد، بوابل من حمم النار والقنابل المدمرة على اختلاف أنواعها، المحرمة في قوانينهم وغير المحرمة على السواء، تصبها عليهم أحدث الطائرات الحربية، والمنطلقة من مطارات وقواعد حربية في بلاد المسلمين، فدمروا البلاد، وهدموا المساجد والمصحات، وقتلوا الأطفال والشيوخ والجياع العراة، وشردوا الناس الذين هاموا على وجوههم في الفيافي والقفار هاربين من البلاء إلى الضياع، وارتكبوا كل أنواع المنكرات، وقاموا بأبشع أنواع الإرهاب الذين يدعون محاربته، وكشفوا عن مكنون الغل والحقد الذي تخفيه نفوسهم. حتى امتد غلهم وحقدهم إلى مواطنيهم من حملة الجنسية الأمريكية من المسلمين فاعتدوا عليهم بالقتل والسجن والتعذيب ومصادرة الأموال وتحريق البيوت وكشف عورات النساء، وكل ما يعد مخالفاً لقوانينهم ومبادئهم، وداسوا الحرية الشخصية للأفراد أمام صنمهم المعبود "تمثال الحرية".

    والهدف الحقيقي لهذه الحملة الصليبية الحاقدة الكافرة والتي قادها رعاة البقر، هو بسط سيطرتهم وجبروتهم على مدن العالم الإسلامي، لاستغلال مواردهم ونهب خيراتهم، وسرقة أموالهم، (وقد فعلوها علانية بتدخلهم في ودائع الأشخاص والهيئات في بنوك العالم، ومصادرة ما يشاءون منها خلافاً لقوانينهم وتشريعاتهم، قوانين الصليب والغاب وقوانين رعاة البقر، واعتداءا ًصارخاً على الملكية الفردية). وللحيلولة بين هذه الأمة الكريمة وبين نهضتها وبعثها من مرقدها. إنّه الصراع بين الحق والباطل.

    وأخيراً قيام إمبراطورية الشر "الولايات المتحدة الأمريكية" وحليفاتها بتاريخ 20/3/2003م بشن حرب صليبية غاشمة على العراق ومن ثم احتلاله بالكامل يوم 9/4/2003م واستعماره بعد معركة صبوا بها جميع أنواع وحمم الأسلحة المتطورة الفتاكة من قنابل إنشطارية جهنمية وصواريخ محتوية اليورانيوم المنضب والغير منضب على السواء، فدمروا البلاد وقتلوا العباد ومثلوا بجثثهم، ونهبوا الخيرات وأهلكوا الحرث والنسل، وروعوا الناس، وهتكوا الأعراض، وعاثوا في البلاد الفساد، يساندهم سراً وعلانية جميع دول الصليب الأوروبية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وروسيا علاوة على بريطانيا وأسبانيا واستراليا... كما شاركهم وساعدهم في ذلك صراحة كل المحافل السياسية العالمية ومنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسكرتير عام الأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ووفود الدول العربية في الأمم المتحدة، وحجتهم في ذلك عن "أسلحة الدمار الشامل" التي ليس لها وجود!!!!

    لم تعتمد صراعاتهم مبدأ عدل يسعون لنشره، أو إصلاحاً يعملون لتحقيقه، أو دعوة حق يحملون لوائها، بل من أجل المادة والاستعمار والتسلط، والتحكم في مصائر البشر ومصادر رزقهم وعيشهم، واستغلالهم ونهب أموالهم وموارد بلادهم وخيراتها.

    [وأصل فكرة الصراع هي نظرة التفكير الرأسمالي بالعيش، وما صاغ به الحياة الإنسانية كلها من صياغة معينة، تُري ما جلبت هذه الصياغة للحياة الإنسانية كلها من شقاء وتعاسة، وجعل الإنسان يقضي حياته كلها يركض وراء الرّغيف. وكيف جعلت العلاقات بين الناس علاقات خصام دائم، هي علاقة الرّغيف بيني وبينك آكله أنا أو تأكله أنت، فيستمر بيننا الصراع حتى ينال أحدنا الرّغيف ويحرم منه الآخر، أو يعطي أحدنا ما يبقيه ليوفر باقي الرّغيف للآخر ويزيد من خبزه. فنظرة واحدة لهذه الصياغة التي صاغها التفكير الرأسمالي للحياة تُري كيف جعلت الحياة الدنيا دار شقاء وتعاسة، ودار خصام دائم بين الناس. وذلك بأنّ التفكير الرأسمالي بالعيش، وإن كان قد بناه على فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة، أي وإن كان بناه على فكرة كلية أي نظرة معينة في الحياة، فإنّه وإن حقق نهضة الشعوب والأمم التي سارت على هذا الطراز من التفكير بالعيش، فإنّه أشقى تلك الشعوب والأمم، وأشقى الإنسـانية بأجمعها. فهو الذي خلق وأوجد فكرة الاستعمار والاستعباد والاستغلال. وهو الذي أتاح لأفراد أن يعيشوا في مستوى هيأ لهم أن يأخذوا الرسائل التي تأتيهم على طبق من ذهب يقدمه إليهم الخدم، أي العبيد، وحرم أفراداً حتى من أن يكونوا خدماً وعبيداً لأبناء عائلاتهم أو عشيرتهم أو أمتهم يستطيعون أن ينعموا بفضلات العيش وفتات الموائد. وفي أمريكا الغنية المتغطرسة، وإنجلترا التي لا تزال تحلم بأمجاد الإمبراطورية المتناهية الأطراف، وفي فرنسا التي يسبح خيالها بسراب العظمة والمجد، نماذج عديدة من تلك الحياة، فضلاً عما فعلته فكرة الاستعمار والاستغلال في غير أوروبا وأمريكا من استعباد ومص دماء. وكل هذا إنّما كان لأنّ التفكير بالعيش ليس تفكيراً مسؤولاً، أي ليس تفكيراً فيه المسؤولية الحقيقية، حتى وإن كانت تظهر فيه أحياناً المسؤولية عن العائلة والعشيرة أو القوم أو الأمة، ولكنه في حقيقته خالٍ من المسؤولية، لأنه ليس فيه إلا ما يضمن الإشباع][2 ]

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [*]منقول: موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي، الصفحات ( 355-361)
    http://www.sharabati.org
    [1 ] الذاريات: ( 56 ).
    [2] النبهاني – الشيخ تقي الدين، كتاب " التفكير " صفحه ( 78 - 79 ).

    يتبع بحول الله >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

  2. افتراضي

    [وأصل فكرة الصراع هي نظرة التفكير الرأسمالي بالعيش، وما صاغ به الحياة الإنسانية كلها من صياغة معينة، تُري ما جلبت هذه الصياغة للحياة الإنسانية كلها من شقاء وتعاسة، وجعل الإنسان يقضي حياته كلها يركض وراء الرّغيف. وكيف جعلت العلاقات بين الناس علاقات خصام دائم، هي علاقة الرّغيف بيني وبينك آكله أنا أو تأكله أنت، فيستمر بيننا الصراع حتى ينال أحدنا الرّغيف ويحرم منه الآخر، أو يعطي أحدنا ما يبقيه ليوفر باقي الرّغيف للآخر ويزيد من خبزه. فنظرة واحدة لهذه الصياغة التي صاغها التفكير الرأسمالي للحياة تُري كيف جعلت الحياة الدنيا دار شقاء وتعاسة، ودار خصام دائم بين الناس.

    وذلك بأنّ التفكير الرأسمالي بالعيش، وإن كان قد بناه على فكرة كلية عن الكون والإنسان والحياة، أي وإن كان بناه على فكرة كلية أي نظرة معينة في الحياة، فإنّه وإن حقق نهضة الشعوب والأمم التي سارت على هذا الطراز من التفكير بالعيش، فإنّه أشقى تلك الشعوب والأمم، وأشقى الإنسـانية بأجمعها. فهو الذي خلق وأوجد فكرة الاستعمار والاستعباد والاستغلال. وهو الذي أتاح لأفراد أن يعيشوا في مستوى هيأ لهم أن يأخذوا الرسائل التي تأتيهم على طبق من ذهب يقدمه إليهم الخدم، أي العبيد، وحرم أفراداً حتى من أن يكونوا خدماً وعبيداً لأبناء عائلاتهم أو عشيرتهم أو أمتهم يستطيعون أن ينعموا بفضلات العيش وفتات الموائد. وفي أمريكا الغنية المتغطرسة، وإنجلترا التي لا تزال تحلم بأمجاد الإمبراطورية المتناهية الأطراف، وفي فرنسا التي يسبح خيالها بسراب العظمة والمجد، نماذج عديدة من تلك الحياة، فضلاً عما فعلته فكرة الاستعمار والاستغلال في غير أوروبا وأمريكا من استعباد ومص دماء. وكل هذا إنّما كان لأنّ التفكير بالعيش ليس تفكيراً مسؤولاً، أي ليس تفكيراً فيه المسؤولية الحقيقية، حتى وإن كانت تظهر فيه أحياناً المسؤولية عن العائلة والعشيرة أو القوم أو الأمة، ولكنه في حقيقته خالٍ من المسؤولية، لأنه ليس فيه إلا ما يضمن الإشباع][1 ]

    لقد استغل دعاة العنصرية نظرية "داروين" في القول ببقاء الأصلح، مبرراً لاضطهاد الشعوب الملونة، وغالوا في ذلك حتى أنكروا حق النفس السّوداء - نسبة إلى لون البشرة - في الوجود على نحو ما عبر عنه "مونتسيكو" في كتابه، وفي ذلك يقول "الدكتور محمد بدوي" في كتابه "كتاب التطور": (استطاع العنصريون أن يتخذوا من نظرية داروين البيولوجية أساساً لنظرية اجتماعية داروينية، بمعنى أنّهم نادوا بما يسمى بالاختيار الاجتماعي ليقابل مبدأ الاختيار، ومن ثم فإن المجتمع يختار أصلح من يقود هذه المجتمعات في امتياز بعض الشعوب على بعضها الآخر.)

    وفي طريقة تعامل بيض البشرة من الشعوب الصليبية الوافدة حديثاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الأولى في العالم، وقائدة ما يسمى بالعالم الحر، ورائدة الديموقراطية العفنة، تلك الدولة التي تتبجح وتتباهى بأنها بلد الحريات، مع أهل البلاد الأصليين سود البشرة "الزنوج"، أبشع صور لتلك النظرة ووصمة عار لا تمحى في جبين عالم القرن العشرين وفي جبين ذلك النظام الديموقراطي الفاسد العفن. كما يماثلها ويقاربها في البشاعة والانحطاط عنصرية المستعمر الصليبي الكافر تجاه الأفارقة سود البشرة في بلادهم المحتلة في جنوبي أفريقيا ووسطها وشرقها وغربها وشمالها، وفي مناطق متعددة من العالم، والمصائب التي حلت بهم من المستعمر الكافر إنجليزي وفرنسي وإيطالي وأسباني وبرتغالي وهولندي ومن كل هؤلاء الكفرة على اختلاف جنسياتهم سواء بسواء. تلك العنصرية الرعناء التي تنظر إلى هؤلاء الناس وتعاملهم على أنهم ليسوا نوعاً من البشر الذي ينتمون إليه. وفي هذا يقول "جوان توماس" في كتاب "خرافات عن الأجناس":

    (إنَّ الاستعمار يحاول تبرير القول بأنَّ الزنجي ليس أحط من الرجل الأبيض فحسب، بل أنّه لا يختلف إلا بقدر يسير عن الحيوان وإنّ نظرية داروين الخاصة ببقاء الأصلح رَحَبَ بها البيض واعتبروها وسيلة لتدعيم سياسة التوسع والعدوان على حساب الشعوب المنحطة. وبناء على ذلك اعتقد الأبيض أنَّ استعباد أو إفناء المجموعات البشرية المنحطة بواسطة الرصاص الأوروبي ليس إلا تنفيذاً لنظرية استبدال مجتمعات منحطة بأخرى راقية.

    لقد رَحَّبَ الماديون بفكرة داروين لأن عقيدتهم تقوم على العنف وصراع الطبقات، ولم يكن الدّافع لتبني نظرية داروين الأدلة العلمية - فهي أبعد عنها - وإنّما كان مذهبهم السياسي، علاوة على أنَّ نظرية نشوء الإنسان من الحيوان تلائم النظرة المادية الشيوعية.

    لقد ذكر القرآن الكريم أنّ الصلاح هو سبب بقاء الأمم والحضارات في الدنيا، وسبب تغلب الضعفاء العقائديين المتقون على الأقوياء الكفرة. وأنّ الفسق والفجور والضلال والعصيان والكفر والإلحاد والشرك والوثنية والجاهلية هم سبب الهلاك والزوال وانتقام الله، وفي ذلك قوله تعالى من سورة آل عمران:

    (إنَّ الذينَ كفروا لن تُغنيَ عَنهُمْ أمْوالهُمْ وَلا أوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأوْلئِكَ هُمْ وَقودُ النّارِ  كدَأبِ آلِ فِرْعَونَ والذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذّبوا بِآياتِنا فَأخذهُمُ اللهُ بِذُنوبِهِمْ وَاللهُ شَديدُ العِقابِ  قُلْ للذينَ كفروا سَتُغلبونَ وَتُحْشرونَ إلى جَهَنَّمَ وَبئسَ المِهادُ  قدْ كانَ لكُمْ آيَة في فِئتينِ التقتا فِئة تُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ وَأُخرى كافِرَة يَرَوْنهُمْ مِثليهِمْ رَأيَ العَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِدُ مَنْ يَشآءُ إنَّ في ذلِكَ لعِبْرَةً لأولي الأبْصارِ )[2 ]

    هذه النظرة التي طرحها الإسلام بمفاهيمها وقيمها الإنسانية الكريمة عن النزاع القائم في الحياة الدنيا. فرفع الإنسان فكرياً وسلوكياً عن مستوى الغاب وشريعته التي تنادي بالبقاء للأقوى، إلى المستوى الإنساني الفاضل الذي ينادي بالبقاء للصالح فعلاً. فهلاك الأمم والشعوب واندثارها هو بسبب الذنوب والمعاصي والآثام، منذ خلق الله الأرض ومن عليها، وإلى أن يرثها ومن عليها، وفي ذلك قوله تعالى من سورة الأعراف: (أوَ لمْ يَهْدِ للذينَ يَرِثونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أهْلِها أنْ لوْ نَشاءُ أصَبْناهُمْ بذنوبِهِمْ وَنَطبَعُ عَلى قُلوبِهِمْ فَهُمْ لآ يَسْمَعونَ  تِلكَ القرى نَقُصُّ عَليْكَ مِنْ أنْبائِها وَلقدْ جائتهُمْ رُسُلهُمْ بالبَيناتِ فما كانوا لِيُؤمنوا بِما كَذّبوا مِنْ قبْلُ كَذلِكَ يَطبَعُ اللهُ على قلوبِ الكافرينَ )[ 3] وقوله تعالى من سورة الكهف: (وَتِلكَ القرى أهْلكناهُمْ لمّا ظلموا وَجَعَلنا لمهلكهم مَوْعِداً )[4 ] وقوله تعالى من سورة يونس: (وَلقدْ أهْلكنا القرونَ مِنْ قبْلكمْ لمّا ظلموا )[ 5]
    ________________________
    [1] النبهاني – الشيخ تقي الدين، كتاب " التفكير " صفحه ( 78 - 79 ).
    [2] آل عمران: ( 10 – 13 ).
    [3] الأعراف: ( 100 – 101 ).
    [4] الكهف: ( 59 ).
    [5] يونس: ( 13 ).
    362-365[*]منقول: موسوعة الخلق والنشوء، حاتم ناصر الشرباتي، الصفحات ( 355-361)
    http://www.sharabati.org
    يتبع بحول الله >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

  3. افتراضي

    ويذهب "عطية زاهده" إلى أنّ الكهف هو في خربة (قمران) بجانب البحر الميت إلى الشمال من الفشخة في فلسطين، حيث يقول: (وعلى أيَة حال فإنَّ أحداً من الناس لم يسبق له أن أشار إلى علاقة أهل الكهف بمخطوطات البحر الميت، وكان مؤلف الكتاب هو من أول من بَيَّنَ أنَّ أصحاب الكهف والرّقيم كانوا في قمران قرب البحر الميت، والوثائق الرّسمية التي في حوزته، علاوة على على المصادر العلمية تثبت ذلك...)[[6]]
    ______________________
    [6] زاهدة - عطية عبد المعطي، أصحاب الكهف والرّقيم، صفحه ( 1 ).






  4. افتراضي 365-368

    نعم .....لقد ذكر القرآن الكريم أنّ الصلاح هو سبب بقاء الأمم والحضارات في الدنيا، وسبب تغلب الضعفاء العقائديين المتقون على الأقوياء الكفرة. وأنّ الفسق والفجور والضلال والعصيان والكفر والإلحاد والشرك والوثنية والجاهلية هم سبب الهلاك والزوال وانتقام الله، وفي ذلك قوله تعالى من سورة آل عمران:

    (إنَّ الذينَ كفروا لن تُغنيَ عَنهُمْ أمْوالهُمْ وَلا أوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأوْلئِكَ هُمْ وَقودُ النّارِ  كدَأبِ آلِ فِرْعَونَ والذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذّبوا بِآياتِنا فَأخذهُمُ اللهُ بِذُنوبِهِمْ وَاللهُ شَديدُ العِقابِ  قُلْ للذينَ كفروا سَتُغلبونَ وَتُحْشرونَ إلى جَهَنَّمَ وَبئسَ المِهادُ  قدْ كانَ لكُمْ آيَة في فِئتينِ التقتا فِئة تُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ وَأُخرى كافِرَة يَرَوْنهُمْ مِثليهِمْ رَأيَ العَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِدُ مَنْ يَشآءُ إنَّ في ذلِكَ لعِبْرَةً لأولي الأبْصارِ )[ 1]

    هذه النظرة التي طرحها الإسلام بمفاهيمها وقيمها الإنسانية الكريمة عن النزاع القائم في الحياة الدنيا. فرفع الإنسان فكرياً وسلوكياً عن مستوى الغاب وشريعته التي تنادي بالبقاء للأقوى، إلى المستوى الإنساني الفاضل الذي ينادي بالبقاء للصالح فعلاً. فهلاك الأمم والشعوب واندثارها هو بسبب الذنوب والمعاصي والآثام، منذ خلق الله الأرض ومن عليها، وإلى أن يرثها ومن عليها، وفي ذلك قوله تعالى من سورة الأعراف: (أوَ لمْ يَهْدِ للذينَ يَرِثونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أهْلِها أنْ لوْ نَشاءُ أصَبْناهُمْ بذنوبِهِمْ وَنَطبَعُ عَلى قُلوبِهِمْ فَهُمْ لآ يَسْمَعونَ  تِلكَ القرى نَقُصُّ عَليْكَ مِنْ أنْبائِها وَلقدْ جائتهُمْ رُسُلهُمْ بالبَيناتِ فما كانوا لِيُؤمنوا بِما كَذّبوا مِنْ قبْلُ كَذلِكَ يَطبَعُ اللهُ على قلوبِ الكافرينَ )[ 2] وقوله تعالى من سورة الكهف: (وَتِلكَ القرى أهْلكناهُمْ لمّا ظلموا وَجَعَلنا لمهلكهم مَوْعِداً )[3 ] وقوله تعالى من سورة يونس: (وَلقدْ أهْلكنا القرونَ مِنْ قبْلكمْ لمّا ظلموا )[4 ]

    وليس ببعيد عن أذهاننا قصة فرعون حين علا وتغطرس وتجبر ببني إسرائيل، ولم يكن المنتصر فيها القوي الجبار المتغطرس، بل كان المنتصر الفئة المؤمنة المستضعفة. وفي ذلك قوله تعالى من سورة يونس: (وَجاوَزنا بِبَني إسْرائيلَ البَحْرَ فَأتبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنودُهُ بَغياً وَعَدْواً حَتىّ إذا أدْرَكَهُ الغرَقَ قالَ آمَنتُ أنّهُ لآ إلهَ إلآ الذي آمَنَتْ بِهِ بَنو إسْرائيلَ وَأنا مِنَ المُسْلِمينَ  ءآلنَ وَقدْ عَصَيْتَ قبْلُ وَكُنْتَ مِنَ المُفسِدينَ  فاليَومَ ننَجيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكونَ لِمَنْ خلفكَ آيَةً وَإنَّ كثيراً مِنَ الناسِ عَنْ آياتِنا لغافِلونَ )[5 ]

    لقد قصَّ علينا القرآن الكريم كيف أهلك الله تعالى قوم نوح بالإغراق، وكيف انتقم وأهلك قوم لوط، وكيف انتقم من الفراعنة وكل الجبابرة العتاة، وقصّ علينا من أمثال العذاب والهلاك في الدنيا التي سلطها الله تعالى على الكفرة العتاة الظلمة، علّ ذلك يكون عبرة لكل معتبر. ولنتمعن في هذه الآيات البينات من سورة الأنبياء: (وَنوحاً إذ نادى مِن قبْلُ فاسْتجَبْنا لَهُ فنجَيناهُ وَأهْلهُ مِنَ الكَرْبِ العَظيمِ  وَنصَرْناهُ مِنَ القوْم الذينَ كذبوا بآياتِنا إنَّهُمْ كانوا قوْمَ سوءٍ فَأغرَقناهُمْ أجْمَعينَ )[6 ] وقال تعالى من سورة الحاقة: (كَذّبَتْ ثمودُ وَعادٌ بالقارِعَة  فأمّا ثمودُ فأُهْلِكوا بالطاغِيَةِ  وَأمّا عادٌ فأُهْلِكوا بريحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ  سَخرَها عَليْهِمْ سَبْعَ ليالٍ وَثمانِيَة أيامٍ حُسوماً فترى القَوْمَ فيها صَرْعى كأنَّهُمْ أعْجازُ نحلٍ خاوِيَة  فهَلْ ترى لهُمْ مِنْ باقِيَة )[7 ] وقصص أخرى من قصص الهلاك ومع سورة الفجر: (ألَمْ تَرَ كَيْفَ فعَلَ رَبُّكَ بعادٍ  إرَمَ ذاتِ العِمادِ  التي لَمْ يُخلَقْ مِثلها في البلادِ  وَثَمودَ الذينَ جابوا الصَّخرَ بالوادِ  فأكثَروا فيها الفَسادَ  فصَبًّ عَلَيْهِمْ رَبُكَ سَوْطَ عَذابٍ  إنَّ رَبّكَ لَبالمِرْصادِ )[ 8] وصورة أخرى هي الهلاك بالمطر ومع سورة النمل: (وَلوطاً إذ قالَ لِقَوْمِهِ أتأتونَ الفاحِشَة وَأنتُمْ تبْصِرونَ  أئِنَّكُمْ لًتأتونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دونِ النِساءِ بَلْ أنتُمْ قوْمٌ تجْهَلونَ  فما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلآ أنْ قالوا أخرِجوا آلَ لوطٍ مِنْ قرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أناسٌ يَتطَهَرونَ  فأنْجَيْناهُ وَأهْلهُ إلآ إمْرَأتَهُ قدَّرْناها مِنَ الغابِرينَ  وَأمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فسـاءَ مَطَرُ المُنذَرينَ )[9 ]

    أما المسخ فقد سلطه الله تعالى على قوم من اليهود لعصيانهم أمر الله بصيدهم الحيتان في السّبت وقد حُرّم عليهم ذلك، على قول إبن عباس في رواية عكرمة الواردة في كتاب "المستدرك"، إذ مسخهم الله قردة جزاءَ عصيانهم لأوامر الله تعالى، وفي ذلك قوله تعالى من سورة الأعراف:

    (وَاسْألهُمْ عَنِ القرْيَةِ التي كانَتْ حاضِرَةَ البَحْرِ إذ يَعْدونَ في السَّبْتِ إذ تَأتيهُمْ حيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبتونَ لا تَأتيهِمْ كًذلِكَ نبْلوهُمْ بما كانوا يَفسُقونَ  وَإذ قالتْ أُمَّة مِنْهُمْ لِمَ تعِظونَ قوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أوْ مُعَذِبُهُمْ عَذاباً شَديداً قالوا مَعْذِرَةً إلى رَبِّكُمْ وَلَعَلّهُمْ يتقونَ  فلمّا نَسُوا ما ذكِروا بِهِ أنجَينا الذينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السّوءِ وَأخذنا الذينَ ظَلموا بِعَذابٍ بَئيسٍ بِما كانوا يَفسُقونَ  فلما عَتوا عِنْ ما نُهوا عَنْهُ قلنا لهُمْ كونوا قِرَدَةً خاسِئينَ )[ 10]

    [وقصة المسخ تلك في جماعة من يهود كانوا يسكنون في إيلات في خليج العقبة، فحرّم الله تعالى عليهم الصيد يوم السبت، فكانت الحيتان تأتيهم ظاهرة مشرعة بكثرة يوم سبتهم، فإذا كان بقية الأسبوع اختفت، وذلك امتحان لهم من ربهم. فابتدأ نفر منهم بوضع الشباك لها يوم الجمعة ويمسكوا بها يوم السبت ليأخذونها يوم الأحد تحايلاً على أمر الله. فلما ظهر فيهم هذا الأمر انقسموا إلى ثلاث طوائف: طائفة تحايلت على أمر الله ... وطائفة نهت عن المنكر ... وطائفة سكتت ...، وكـان ابن عباس رضي الله عنهما يرى أنّ الذين نجوا هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر منهم فقط، ويرى أنَّ الذين سكتوا وقالوا لِمَ تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً مع الهالكين... ثم يبكي خشية أن يكون من الذين رأوا المنكر فلم ينهوا عنه وذلك في أيام بني أمية... فجاء مولاه عكرمة وأقنعه بأنّ الذين كرهوا وسكتوا هم الناجون، فسر بذلك رضي الله عنه... وأما الطائفة الثالثة فقد مسخها الله قردة][ 11]

    _______________
    [1] آل عمران: ( 10 – 13 ).
    [2] الأعراف: ( 100 – 101 ).
    [3] الكهف: ( 59 ).
    [4] يونس: ( 13 ).
    [4] يونس: ( 90 – 92 ).
    [1] الأنبياء: ( 76 – 77 ).
    [2] الحاقة: ( 4 – 8 ).
    [3] الفجر: ( 6 – 13 ).
    [1] النمل: ( 54 – 58 ).
    [2] الأعراف: ( 163 – 166 ).
    [11] تفسير ابن كثير، (2: 158)- تفسير الطبري، (13: 185) – تفسيير القرطبي، (7: 306) - في ظلال القرآن، (9 : 1383)


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الخلق والنشوء بين ضلال النظريات وحقائق الإسلام
    بواسطة حازم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 90
    آخر مشاركة: 12-04-2018, 09:00 PM
  2. سلسلة تقويم اللسان (قل ولا تقل) .
    بواسطة قلب معلق بالله في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-06-2012, 07:21 PM
  3. المعنزلة والأصول الخمسة
    بواسطة ليس هكذا تورد الابل في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-14-2010, 07:37 PM
  4. سؤال: سؤال عن نظرية التطور والنشوء ؟
    بواسطة الأسيف في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-28-2009, 03:06 PM
  5. تقويم القدس [ 1430 هـ / 2009 م ]
    بواسطة فحماوي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-20-2009, 11:57 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء