النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الملحد ابنُ مَن؟

  1. Question الملحد ابنُ مَن؟

    الملحد ابنُ مَن؟
    يتكلم الناس كثيرًا عن أصول الإلحاد والفلسفة وما يتعلق بهما.. ويناضل من يناضل لأجل نشر الفكر الإلحادي... لكنه سرعان ما يعجز وينهزم أمام سور العقل السليم الذي يأبى الإلحاد وينكره.

    وعلى الجانب الآخر نرى كثيرًا من الأفاضل يقفون للدفاع عن الدين الإسلامي ويستبسلون في ذلك جزاهم الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتهم.

    ولاشك أنه عمل عظيم يستحقون الإشادة بعملهم والثناء عليهم.

    لكن ما رأيكم لو رجعنا للمسألة من جانب آخر ونتساءل فيه: لماذا الإلحاد؟ ولماذا اللادينية؟ ولماذا الانحراف الفلسفي التائه في الظلمات؟
    بطبيعة الحال السؤال ليس موجَّهًا للمسلمين فهم في غنى عن ذلك كله بحمد الله.. لكنه موجه لأولئك الذين يعتنقون مثل هذه الأفكار الإلحادية واللادينية والفلسفية.

    الإنسان يا سادة ابن نفسه قبل أن يكون ابن بيئته... هذه من المسلمات التي لا تقبل الشك يا سادة يا كرام.
    فهل الملحدون أولاد أنفسهم؟
    وهل اللادينيون أولاد أنفسهم؟
    وهل الشاك في وجود الله ابن نفسه؟
    أو الشاك في الحقيقة ابن نفسه؟
    وهل صاحب الحقيقة النسبية ابن نفسه؟

    الجواب بطبيعة الحال: ليسوا بأولاد أنفسهم.. بل هم قد خرجوا من أنفسهم واعتنقوا شيئا مخالفًا لأنفسهم ولطبيعتها ... ولذا تراهم في نكد مستمر وانفصام شخصية دائم ومتواصل .. يودي ببعضهم أحيانًا إلى الانسلاخ من الدنيا كلها والانتحار ليتخلص من عناء الانفصام بين نفسه وبين أفكاره المخالفة لطبيعته النفسية.

    تتضح المسألة اكثر يا سادة إذا علمنا أن الإنسان كائن حي اجتماعي بطبيعته يتأثر ويؤثر في مجتمعه المحيط به.. لكنه قبل ذلك ابن نفسه .. فهو يحمل صفاتها.. ويمشي بجينات وراثية .. وطبيعة نفسية لا يتخلى عنها مدى حياته.

    ومن الأولى والأرفق والأجدر به أن يحرص على التوافق بين طبيعته النفسية وبين ما يعتنقه .. وأن لا ينسلخ منها إلى عالم لا يتلاءم معها فيقع في انفصام الشخصية الذي ربما أدى به إلى الانتحار بعد رحلة عذاب مريرة في حرب دائرة صباحًا ومساءً بين الطبيعة النفسية الخاصة به وبين ما يعتنقه من أفكار مخالفة لطبيعته.

    وسأضرب على ذلك مثلا مشهورا بيننا وهو استخدام المنهج الشكي للوصول إلى حقائق.. وهذا مثل غريب جدا.. فالشك ظن وليس بيقين.. ولذا فإنه من المستحيل أن نصل من خلال الشك إلى حقيقة ويقين... ولذا أخذت كافة قوانين نظريات الأرض وأوساطها العلمية والنظرية باستبعاد الأدلة التي يدخلها الشك.. وترك الاعتماد على نظريات وأقوال مشكوك فيها.

    بل يا سادة إذا تردد خبر موت أحد الرؤساء في عصرنا... لكن في الوقت نفسه لم يتحقق الخبر .. وبناء على عدم تحقق الخبر سنرى الكل صامت يردد إشاعات ويعترف بإن الخبر لم يتحقق رسميًا.. وسيبقى الجميع في انتظار تأكيد رسمي يثبت الخبر من خلاله .. أو يصدر نفي رسمي يكذب الخبر.

    معادلة بسيطة جدًا ومثال واضح كما ترون يا سادة يا كرام .. من خلاله نفهم أن الشك يستحيل أن يكون يقينًا.. ويستحيل أن يوصلنا إلى يقين... لأنه ليس يقينًا في نفسه.

    تعالوا نرى الملاحدة واللادينين ماذا فعلوا؟
    شك البعض في وجود الله.
    وقال آخرون: الشك طريق لمعرفة وجود الله.
    والبعض منهم يرى أنه يشك حتى في وجوده لكي يصل لوجوده.
    وبعضهم يشك في شكه.

    ونحن لا نطالبهم بشيء أبدًا إلا بأمر واحد فقط لو اعترفوا به فسيهدم المعبد على رؤسهم جميعًا وسيحطم أصنامهم!
    والغريبة أنه ليس أمرًا صعبًا ولا جبلا عسيرًا.. ولكنه في غاية من البساطة والسهولة.. أو كما يقولون من السهل الممتنع.
    أو هو القشة التي تقصم ظهر البعير.
    وهو ببساطة يتلخص في الاعتراف بحياتهم... فقط يعترفون بأنهم أحياء... يمشون ويتنفسون.. ويأكلون ويشربون.. ولهم أسماء معروفه بين الناس.

    لا نريد منهم أكثر من ذلك أبدًا.

    أترون أبسط من هذه المطالب؟
    كما قلت لكم يا سادة المسألة في غاية البساطة أو هي القشة يا سادة.

    اعترافهم بحياتهم يعني إثبات حقيقة وجودهم... فالحقيقة هنا ستكون هي الأصل.. وأما الشك في وجودهم فشيء مخالف تمامًا لطبيعة أنفسهم الحية التي تمشي ويراها الناس جميعًا فكيف يشكون في وجودهم وهم موجودون بالفعل؟
    يا سادة الموجودة بالقوة عند المناطقة غير الموجود بالفعل
    الموجود بالقوة يا سادة هو ما يمكن تحققه لاحقًا أو في زمن قادم.
    أما الموجود بالفعل يا سادة فهو الموجود حقيقة.

    الإنسان الموجود هو ابن نفسه التي تعترف بأنها موجودة بالفعل .. وترى نفسها وهي تمشي في الدنيا آكلة شاربة تغدو وتروح في كل أرجاء الدنيا ... فالوجود هو الأصل فيها وليس الشك... ولذا فإن النظريات التي تستخدمها للوصول للحقيقة لابد وأن تكون لها نفس خصائص الوجود من الثبات وعدم التغيير واليقين بها.

    موجود يقيني بالفعل .. لابد له من يقين مثله يناسبه... وهذا لا يوجد إلا في الإيمان بالإسلام الذي هو عين اليقين في كل نصوصه وقضاياه.
    بخلاف الشك أو نسبية الحقيقة أو غيرها من نظريات الألحاد واللادينية الظنية فكلها نظريات شكية ظنية لا يقينية ولا تقوم بها حجة.. وفي الوقت نفسه فهي منافرة تمامًا لطبيعة النفس الإنسانية الحية الكائنة بالفعل والتي تتطلب يقينًا تستخدمه وتركن إليه وتستقر في رحابه.

    فالنفس الإنسانية بطبيعتها جزعة هلوعة كما وصفها الله عز وجل في القرآن الكريم... فهي بحاجة ليقين ثابت وراسخ تميل إليه وتمشي في رحابه يا سادة... وهذا لا يوجد في غير الإسلام.

    ألم يسأل الملاحدة واللادينيون والفلاسفة وغيرهم أنفسهم: هل وجودهم سابق على شكهم أم شكهم هو السابق على وجودهم؟
    يعني ألم يسألوا أنفسهم هل ولدتهم أمهاتهم أولا؟ أم أنهم شكوا أولا ثم ولدتهم أمهاتهم بعد سنة أو عشرة سنوات أو حتى مائة سنة؟
    هل هذا كلام يعقل يا سادة يا كرام؟
    هل يمكن أن يشك أحد الناس ويظل يشك ليتوصل في النهاية إلى وجوده بعد مرحلة شك عمرها عشر سنين .. وبعد عشر سنين تلده أمه طفلا كبيرا أو حتى مفكرًا شابًا؟

    هل يمكن أن يصدق أحدكم هذا الكلام؟
    وهل هو كلام أساسًا؟ أم هو أشبه بتخاريف أصحاب أمراض الحمى؟

    لا نطالبهم بأكثر من الاعتراف بحياتهم .. فإذا اعترفوا بوجودهم.... فإن الشك في الوجود بعد الاعتراف بالوجد سيصبح شيئًا لا معنى له أبدًا.
    أما إذا لم يعترفوا بوجودهم فهنا نقول على العقول السلام.

    الأصل يا سادة هو الوجود لا العدم.. والعدم ليس وجودا يا سادة يا كرام... ولذلك فلا معنى أبدًا بعد الاعتراف بالوجود أن يرجع الملاحدة للشك في وجودهم من أجل الوصول إلى يقين وجودهم!
    الوجود حاصل يا سادة فعلا بدليل وجودهم وحياتهم بأشخاصهم وأنفسهم ... فكيف سيتوصلون لوجود موجود؟
    بعد عشرات السنين من البحث في وجود موجود ستكون النتيجة وجود موجود.

    يعني يا سادة لا جديد.. وهكذا كما نرى تتعطل عقول البشرية وتقف بسبب الإلحاد واللادينية.. الذي هو سبب في إعاقة البشرية عن التقدم والازدهار.

    وأقرب دليل على هذا الكلام هو الحلول المشبوهة التي يقدمها الإلحاد واللادينية للعالم من أجل الحصول على السعادة .. والتي تفاجأ العالم بين لحظة وأخرى ببركان من الخطايا والجرائم.. ويظل الإلحاد واللادينية يجربنان في العالم نظرياتهما الواحدة تلو الأخرى... ويظل العالم يشقى بنيرانهما.

    وسيبقيان على هذا الخط أمد الدهر لأنهما لا يملكان سبيل السعادة القائم على يقينية المعارف والنظريات.. فهذا ما لا يوجد إلا في الإسلام العظيم المحفوظ من 1400 سنة بحفظ الله له.

    وإذا كانت النفس الإنسانية ترفض كل هذه النظريات الإلحادية فهذا يعني أن الملحد ليس ابن نفسه.. فابن من هو يا ترى؟

    هذا السؤال سيظل يلاحق الملاحدة واللادينين على الدوام.

    ابن مَن أنت أيها الملحد واللاديني؟

    فنفسك موجودة بالفعل .. لكنك تشك في وجود موجود فأنت لست ابن نفسك كما سبق وقلت لك.

    فابن مَن أنت أيها الملحد؟
    وابن مَن أنت أيها اللاديني؟

    سيظل السؤال يلاحقك دائمًا وأبدًا.
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  2. افتراضي

    الحمد لله حمداً طيباً كثيراً مباركاُ فيه..
    أحسنت و أجدت أيها الأخ الكريم ..
    ومما يحيرني أخي الحبيب هو دخول فلسفة الشك على بعض المتكلمين من أهل الإسلام!
    كيف مرّت هذه الأفكار العمية القادمة من أرض الوثنية اليونانية الى عقول هؤلاء الأذكياء؟!!
    وصدق الله" أتستبدلون الذي هو أدتى بالذي هو خير" ، أتستبدلون اليقين بالشك؟!
    كيف يؤصل الأصولي الألمعي لمسائل " اليقين لا يزول بالشك" و " البراءة الأصلية" و "استصحاب الأصل" ثم يعود لينكث غزله بيده؟!!
    حقاً كانت ترجمة الكتب الفلسفة اليونانية خطاً عظيماً وعقبة كؤود في وجه التقدم العلمي للحضارة الإسلامية شغل النابهين عن البحث في حقائق الحياة الى المجادلات العقلية المجردة والمعارك الكلامية البائسة.

    أما بالنسبة لبني ملحد ؛ فقد أجدت و أحسنت في وصف حالهم وصدق الله"فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الانعام125)
    وهذه آية معجزة من وجوه وقد تقدم الحديث عن إعجازها العلمي ومما يناسب هذا المقان بيان ذكر إعجاز من نوع اخر وهو احاطة الله بحال نفسيات من خلق : كافرهم ومؤمنهم وكنت أظن ان الملحد ان جادل في الاعجاز العلمي فلن يجرأ على أن يجادل في الثانية لان ما ذكره القران هو واقع حال يعيشه ليل نهار ، يطارده في عمله وفي خلوته بل ينعكس على احلامه، فكم من ملحد مد سببا الى السماء ثم قطعه منتحرا، ضاقت عليه الأرض بما رحبت! وكم من ملحد ملك اسباب السعادة المادية لا يستطيع النوم الا بعد جرعة منوم، ولا يستطيع العيش الا مع بروزاك(احد أدوية الكآبة المشهورة)؟!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرصة الأخيرة
    الملحد ابنُ مَن؟

    الإنسان يا سادة ابن نفسه قبل أن يكون ابن بيئته... هذه من المسلمات التي لا تقبل الشك يا سادة يا كرام.
    فهل الملحدون أولاد أنفسهم؟
    وهل اللادينيون أولاد أنفسهم؟
    وهل الشاك في وجود الله ابن نفسه؟
    أو الشاك في الحقيقة ابن نفسه؟
    وهل صاحب الحقيقة النسبية ابن نفسه؟

    الجواب بطبيعة الحال: ليسوا بأولاد أنفسهم.. بل هم قد خرجوا من أنفسهم واعتنقوا شيئا مخالفًا لأنفسهم ولطبيعتها ... ولذا تراهم في نكد مستمر وانفصام شخصية دائم ومتواصل .. يودي ببعضهم أحيانًا إلى الانسلاخ من الدنيا كلها والانتحار ليتخلص من عناء الانفصام بين نفسه وبين أفكاره المخالفة لطبيعته النفسية.

    ا.
    أحسنت أحسنت أخي الحبيب وبارك الله فيك وفي أحبابك ورزقني وإياك حسن الخاتمة...اللهم أمين.
    التعديل الأخير تم 01-08-2006 الساعة 02:22 AM
    اللهم فك أسر الشيخ المجاهد حامد العلي و اخوانه من العلماء المجاهدين الذين صدعوا بكلمة الحق عندما خرس الكثير
    موقع الشيخ حامد العلي
    http://h-alali.info/npage/index.php
    منبر التوحيد و الجهاد
    http://www.tawhed.ws/
    حمل موقع الشيخ علي الخضير فك الله اسره و أسر اخوته
    http://www.islammessage.com/books/ali_alkhudair/22.rar
    فلم وثائقي:براءة المجاهدين من تقصد سفك دماء المسلمين
    http://islammessage.com/vb//index.ph...=0&#entry41729

  3. افتراضي

    تسجيل حضور و اعجاب بالطرح

  4. افتراضي

    الحبيبان الفاضلان: أبو مارية القرشي.. وسبع البوادي.. وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ... وسعدت بمروركم وشرفني حضوركم.. وفي انتظار فوائدكم وملاحظاتكم
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  5. افتراضي

    ؟؟
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  6. افتراضي

    ........
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  7. #7

    افتراضي

    أولا : بارك الله فيك ، جمعت وشفيت وكفيت
    ثانيا : أين الملحدون

  8. افتراضي

    جزاكم الله خيرا وسعدت بمروركم

    ودمتَ سعيدا
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  9. #9

    افتراضي

    للرفع
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف يواسي الملحد الملحد ؟
    بواسطة الأزدي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 07-22-2017, 01:02 PM
  2. هل سبق أحدٌ ابنَ بيه إلى هذا الاستدلال؟ وهل ناقشه من علماء السنة أحد؟
    بواسطة عبدالملك الغريب في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-26-2013, 05:46 AM
  3. الملحد من هو ؟؟؟
    بواسطة القلب الأسود في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 11-01-2012, 03:57 PM
  4. رد على الملحد
    بواسطة مسلط في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-03-2012, 11:48 PM
  5. كيف يعيش الملحد ويفكر ..ولماذا الملحد الحقيقي ينتحر..!
    بواسطة فادي قطب في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-19-2010, 11:02 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء