النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أرجو معرفة الأراء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    أعيش فى بلدى مثل الغريب
    المشاركات
    28
    المذهب أو العقيدة

    افتراضي أرجو معرفة الأراء

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أرجو من الأخوة أعضاء المنتدى معرفة أرائهم حول مشاركة الأستاذ عبد الله زايد فى موضوع (الى كل من على ظهر الارض .... هـــذه عقيــــدتـــنا)
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد لابد من التريث قليلا قبل الكلام فى الأمر وخصوصا فى الصفات الخاصة بمولانا عز وجل منهج القرون الخيرية هو المنهج المتبع لاشىء غير ذلك وأنقلكم إلى رسالتى الى أثنى عليها فضية الشيخ أبو بكر الجزائرى وهى علىموقعى مع العلم بأن الحكم الكتاب والسنة بفهم القرون الخيرية لا أقبل بشرط غير ذلك
    والرسالة أسمها الرد الجميل لدفع ما وقع فى الأسماء الحسنى من تعطيل
    وموقعىهوwww.alrad eljamel.jeeran .com
    وهذه الرسالة والرجاء من أخ لكم فى الله القراءق بهدوء والتفكر كل الرجاء الردود من متخصصين فى العقيدة والحق أولى بالإتباع الله سبحانه يهدينا جميعا إلى رضاه .الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين
    اللهم صل على محمد النبى وذريته وآل بيته كما صليت على آل إبراهيم فى العالمين إنك حميدٌ مجيد
    ،،،أما بعد ،،،
    الحمد لله الهادي لمن استهداه. الواقي لمن أتقاه. الكافي لمن تحرى رضاه .حمداً بالغاً أمد التمام ومنتهاه . حمداً لله يصل بنا إلى الفردوس الأعلى مستقر من اصطفاه. حمداً يرضى به ربنا عنا ويفيض به علينا من النعيم منتهاه. حمداً لله ننظر به إلى ربنا جل فى علاه .حمداً ننال به شرف العبودية للرحمن ، ويُنزل علينا به رضاه.، وننزل به من جنته مع من إجتباه وهداه.، والصلاة والسلام على من أبان لنا شريعة ربنا على وحى من ربه ومصطفاه. الذى أرسله الله للعالمين نذيراً لمن عصاه ، ومبشراً لمن سار فى رضاه، الذى أضاء للبشرية طريق ربها وسبيله وهداه . فأضحت ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا من أبعده الله وأشقاه.، والصلاة والسلام على آله العاملين في رضا ربهم الراجين رحماه.، وصحبه مشاعل الهدى لمن طلب السير على خطاه.، وعلينا وعلى من ترسّم الطريق وأتبع هداه.، ونسأل الله أن يجعلنا منهم فى الدنيا. ويوم يقوم الناس للقاه ....
    وبعد فهذه الرسالة قصيرة ومختصرة فى بيان مذهب أهل السنة والجماعة فى مسألة الكلام على صفات المولى عز وجل ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا سواء الصراط وأن يرفع بنا راية الدين وبعد..
    لا شك أن القاعدة الأصلية العامة عند كل الأمة أنه من استبان له الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فليس له خيار وليس معه حجة في أن يتبع أياً من العلماء مهما كان شأن ذلك العالم ومهما بلغت منزلته لقول الله تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً " الآية من سورة الأحزاب
    و قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم . يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون....... الآيات) فلابد للعبد أن يقدم ما قدمه الله ورسوله وأن يؤخر ما أخره الله ورسوله وما نهى الله عز وجل عنه فلا نفعله على الإطلاق وما نهى الله عز وجل عن الكلام فيه فلا نتكلم فيه على الإطلاق ، وإن القاعدة الشرعية فى الدين أن الدين ما أذن الله عز وجل فيه، وما لم يأذن فيه فليس بدين وكذلك فى الصفات فلابد أن نصف الله من خلال ما أمرنا، أما خلاف ذلك فلا نتكلم فيه على الإطلاق، وهذا مقام العبودية الذى يجب أن يكون عند المؤمنين لا شئ خلافه.
    أقول هذه المقدمة بين يدى هذه الرسالة لأن الأمر جد خطير وخصوصاً فى الكلام على ذات المولى عز وجل وسأعتمد فى هذه الرسالة الموجزة تيسيراً على الباحث الذى لا يتوافر تحت يديه مصادر كثيرة فسأشير إلى بعض المصادر الذى تسهل عليه البحث ، مع الانتباه أولاً وأخيراً أن التحاكم ابتداءً وانتهاءً إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لا شىء غير ذلك وأن المصادر عند العلماء على سبيل الفهم فى فهم القرون الخيرية الثلاثة كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
    أقول :سأعتمد أن شاء الله في هذا البحث علي النقل من الكتاب والسنة وإذا كان الدليل الذى أستدل به صريحاً علي ظاهره فلا يلزمنى العودة إلي أقوال العلماء أما إن كان الدليل مؤول فسأعود إلي أقوال علماء القرون الخيرية الثلاثة. كما هو مذهب أهل السنة في ذلك أن النقل مقدم علي العقل. وأن العقل واللغة أدوات لفهم الشريعة ولا يجب أن يزيد دورهما عن ذلك .،ومع الأدلة الصريحة لن أخرج عن فهم القرون الخيرية والتى لها المرجع في الفهم عن الله وعن رسوله وهذا هو الصراط المستقيم الصحيح لاخلاف علي ذلك.،وكما سأعتمد علي الاختصار في هذه الرسالة ماأستطعت والإطالة ستكون بعد ذلك في المصنف الكبير الذى سأعده بعد ذلك إن شاء الله. ، وبعد هذه مقدمة لابد منها شرحاً للرسالة معتمداً فيها علي النقل الصريح من الكتاب والسنة وفهم الأخيار وسأقسم الرسالة إلي مقدمة وعدة فصول وخاتمة..
    المقدمة
    أولاً :قوله تعالى ( ليس كمثله شىء ) سياق مبالغة فى نفى المثلية بل والتشديد في المبالغة في نفى المثلية لأن لفظة ( شىء) جاءت نكرة فى سياق النفى (ليس) فأفادت التشديد فى المبالغة فى نفي المثلية من كل الوجوه في ذاته وصفاته وأفعاله وكذلك دخول (ك) على(مثله) في قوله(كمثله) زادت من التشديد في نفى المثلية من كل الأوجه وكذلك في نسبة وانتساب الأشياء إليه وسأدلل علي ذلك من خلال سياق القرآن. قال الله عز وجل(ونفخت فيه من روحي) هذا في سياق قصة خلق آدم عليه السلام في القرآن فذكر سبحانه النفخ والروح في هذا السياق وبدا من التأويلات في القرآن أن روحه هو جبريل وهو الذي قام بنفخ الروح في آدم ونُسب نفخ الروح لله لأنه هو الذي أمر به وكذلك أنتسب الروح إليه بقوله(روحي) لأنه هو خالقه سبحانه .
    وكذلك أخص خصائص اسم الله (الخالق) الإحياء والإماتة وقد ورد الكتاب والسنة أن الله يأمر بالأحياء فيقوم الملك الموكل بذلك بمباشرة الفعل كما في الحديث المروى فى البخاري ومسلم عن ابن عمر (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه ......ثم يُوكل به ملك فينفخ فيه الروح ...الحديث)
    وكذلك في الإماتة قال الله (الله يتوفى الأنفس حين موتها....الآية) فأمر الله بالإماتة فقام الملك بذلك قال الله (قل يتوفاكم ملك الموت ....الآية) .وبدا من ذلك أن مدار أفعاله سبحانه وتعالى على (كن فيكون) لا لبس ولاغموض في ذلك وهكذا بدا الأمر واضحاً جلّياً..
    وفي صفة كلامه سبحانه وتعالي قال تبارك وتعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بأذنه ما يشاء...الآية) ولفظة (ما يشاء) وردت مطلقة لاتقييد لافى الكتاب ولافي السنة فتبقى على إطلاقها وهذه ثلاث طرق لخطاب الله لغيره من الخلق وأكدت هذه الطرق المبالغة في نفى المثلية وبدا من ذلك أنه ليس كل سياق نُسب فيه الكلام إلي الله كان المتكلم هو الله مباشرة فى دلالة واضحة على المبالغة فى نفى المثلية وتجد هذا الأمر واضحاً فى القرآن لا لبس فيه قال الله فى سياق سوره البقرة فى ذكر الرجل الذى مرعلي القرية وهي خاوية علي عروشها قال سبحانه (فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام ...الآية) فهذا السياق يوحي بأن الله كلمه مباشرة والأمر ليس كذلك بل الذى كلمه الملَكُ بأمر من الله وكذلك في خطاب الله سبحانه لسيدنا عيسى (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلي والدتك إذ أيدتك بروح القدس ...الآية 110 المائدة ) وكذلك في خطاب الله لكل الرسل والأنبياء وحتى قال للرسول فى القرآن (فإذا قرأناه فأتبع قرأنه ) والقارئ علي الرسول هو جبريل عليه السلام كما هو معلوم بالأدلة البينة من الكتاب والسنة وكل هذه أفعال نسبها الله إليه لأنه هو الذى أمر بها ،ولذلك لما كلم الله سيدنا موسى مباشرة من وراء حجاب دون واسطة أكدها الله بالمفعول المطلق في قوله سبحانه (وكلم الله موسى تكليماً...) في دلالة علي اختصاص سيدنا موسى بهذه الخاصية لذلك سمى سيدنا موسى الكليم أي(كليم الله من الرسل) وهذه خاصية لسيدنا موسى لم ينلها أحد من الخلق علي الإطلاق ولذلك سكت الأكابر من العلماء عن المتشابه (اليد...وغيرها كما سيأتي) وبدا من ذلك أنه( ليس كمثله شىء) من كل الأوجه علي الإطلاق ومن لم ينتبه لذلك وصف الله والعياذ بالله بما لا يليق به سبحانه وتعالي .
    ثانياً: إن الله تبارك وتعالى لم يأذن لأحد فى وصفه بشيء على الإطلاق بقوله(ليس كمثله شىء) ثم قال سبحانه وتعالى " وهو السميع البصير " وهو سياق إثبات لصفة السمع والبصر من خلال مدلولات الأسماء الحسنى ،فلا تحرّف اللفظ عن ظاهره لأن التحريف ليس من سمات أهل السنة ولكنه من سمات أهل البدع والتحريف واللفظ واضح كشمس النهار والفرق كبير بين أن تقول أن هذا السياق سياق إثبات لصفة السمع والبصر وبين سياق إثبات الاسمين (وهما يدلان علي صفتي السمع والبصر) فى دلالة واضحة على أن الوصف لابد أن يكون من خلال دلالة الأسماء الحسنى وحسب وأن هذا هو الصراط المستقيم في وصف ربنا تبارك وتعالي من خلال الأسماء الحسني لاشيء غير ذلك وأما غير ذلك فأتباع لسُبل لم يأذن الله فيها وأن القاعدة الشرعية فى الدين دلالاتها من قوله تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وأكد ذلك سبب نزول سورة الإخلاص حين طلب المشركون من الرسول وصف ربه فأنزل الله تبارك وتعالى قوله : ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد ) وهو الأمر بالوصف من خلال الأسماء الحسنى .
    وقال عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم فى الأحاديث الصحيحة المتواترة ثلث القرآن وصفة الرحمن وحبك إياها أدخلك الجنة .
    ثم أمر الله تبارك وتعالى بالتسبيح والتنزيه من خلال الأسـماء الحسنى ، فقال جل شأنه : " فسبح باسم ربك العظيم "وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات فى القران وقال أيضاً : " سبح اسم ربك الأعلى "
    وأمرنا الرسول أن نجعل الأولى في ركوعنا والثانية في السجود (دلالة علي شدة التنبيه في التسبيح والوصف من خلال الأسماء الحسني وحسب)وكذلك أول ما نزل من القراَن (أقرأ باسم ربك الذي خلق) وهو أمر عام فالصفات يجب أن تُقرأ بالاسم كغيرها سواء بسواء ولذلك فإن الذي تكلم في المتشابه (اليد والقدم..وغيرها) فقد خالف القرآن والسنة وإجماع القرون الخيرية مرتين ؛ المرة الأولى حين زعم أن القرآن ليس فيه متشابه !، والمرة الثانية : حين جعل من ســياق " وهو السميع البصير " سياق إثبات مفتوح بعيداً عن دلالة ظاهر اللفظ من أنهما اسمان يدلان على صفتين وليسا صفتين!( كما قلت من قبل)وكذلك كسر إجماع الأمة على السكوت عن الكلام المتشابه وكفى بمخالفة كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه واَله وسلم وأوامر الكتاب والسنة التي هي مرجع أي خلاف وهى مخالفة صريحة كشمس النهار، ولذلك أقول : يجب أن نعود إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه واَله وسلم في ذلك الأمر لاشيء غير ذلك .
    ثالثاً: قدّم الرسول صلى الله عليه واَله وسلم سورة الإخلاص وقال عنها ثلث القرآن، وصفة الرحمن ، وحبك إياها أدخلك الجنة وقدم الأسماء الحسنى وقال ( من أحصاها دخل الجنة) ، وتأويل النبى صلى الله عليه واَله وسلم للأسماء الحسنى الأربعة (أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الأخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شىء) ، وهذه الأسماء الأربعة تؤكد أنه لا وجود أحكام مطلقاً للزمان والمكان مع صفات ذات المولى عز وجل ؛ لأن الزمان مخلوق وكذلك المكان، وأحكام المخلوقات لا تقع على الخالق ،بمعني أن ظهور أي حكم لمكان أوحكم لزمان في أي صفة وردت فى الكتاب والسنة يجب أن تعرف أن هذه الصفة ليست صفة ذات لله (ولكنها صفه منسوبة له كروح الله وهو جبريل وكذلك فى الأفعال التي نُسبت إلى الله لأنه هو الذى أمر بها) بدليل أنها عارضت دلالة الأسماء الأربعة ولا وجه للمعارضة بين ََالصفات الحقيقية لله والأسماء الحسنى ولذلك قال النبى فيها
    ( إن لله تسعةً وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) وهذا توقيف النبى صلى الله عليه واَله وسلم على دلالة الأسماء الأربعة ،وإن لم تحذر أوقعت الخالق سبحانه علي وفق أحكام مخلوقاته وهذا قمة الجهل بالله ولذلك مذهب أهل السنة والجماعة أنه لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان إشارة إلى ما سبق ، وهذا ما قاله الشيخ عبد القاهر بن طاهر التميمى المتوفى فى سنة 429 هـ فى كتابه الفرق بين الفرق صـ 333 فى بيان مذهب أهل السنة .
    قال الشيخ : "وأجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان" إشارة إلى الأسماء الحسنى الأربعة وروى كذلك فى كتابه فى نفس الصفحة قول الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه : إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته لا مكاناً لذاته وقال أيضاً أي الإمام علىّ "وقد كان ولا مكان وهو الآن على ما كان"
    رابعاً :- ولا أزيد حتى لا أصعب الأمر على الباحثين المبتدئين ويظن أن هذا النهج الذى أقول به نهج جديد لم يقل به أحد من العلماء الأكابر بل هو نهجهم جميعاً وسيبدو لك ذلك من سياق هذه المقارنة وأعقد هذه المقارنة بين كتاب التوحيد للعلامة والمحدث الكبير محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله وهو أصح كتاب بعد كتاب الله كما أجمعت على ذلك الأمة ،وكتاب التوحيد لأبن خزيمة صاحب المذهب المنتشر الآن . فلو رجعت إلي
    كتاب التوحيد للإمام البخاري : تجده التزمَ التزاماً دقيقاً بما قدمه الله ورسوله ، فقال فى كتاب التوحيد من صحيح الجامع بعد التسمية باب ما جاء فى دعاء النبى صلى الله عليه واَله وسلم أمته إلى توحيد الله ثم حديث بعثه معاذاً إلى اليمن لدعوتهم إلى توحيد الله عز وجل ، وهو بيان المهمة التى أُرسل النبي من أجلها ،
    ثم ذكر ثلاثة أحاديث فى فضل سورة الإخلاص ، وأنها ثلث القرآن وصفة الرحمن وحبك إياها أدخلك الجنة ، ثم ذكر بعد ذلك آية :
    ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرّحمن أيّاًمّا تدعوا، فله الأسماء الحسنى ) ثم وضع التراجم على الأبواب بآيات من القرآن فيها الأسماء الحسنى هكذا على الترتيب ، والدارسين لمنهج الأمام البخاري يعرفون أن تراجم الأمام البخاري ( رحمه الله ) دلالة على مذهبه ، وأن ترتيب التراجم بعضها بعد بعض عنده تفيد بيان المذهب ، فذكر التراجم على الأبواب هكذا على الترتيب
    كما هو فى كتابه التوحيد من صحيح الجامع :-
    1- باب قول الله تعالى ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) .
    2- قوله تعالى ( عالم الغيب ) .
    3- قوله تعالى ( السلام المؤمن ) . 4- قول الله تعالى ( ملك الناس ) .
    5- قوله تعالى ( العزيز الحكيم ) وذكر بعدها حديث النار الذي فيه ذكر القدم .
    6- ثم ذكر دعاء النبى من الليل وفيه ( أنت قيم ....... أنت نور السموات ) .
    7- ثم ذكر قوله تعالى فى الترجمة ( وكان الله سميعاً بصيراً ) .
    8- ثم فى الباب الثامن ( قل هو القادر ) .
    9- ثم ذكر قول عبد الله بن عباس:ذو الجلال:العظمة، ثم ذكر( البر اللطيف ).
    10- ثم ذكر حديث ( إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ) .
    11- ثم ذكر باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها فذكر النوم بالاسم وإتيان الأهل بالاسم ، وإرسال الكلاب المعلمة بالاسم ، والذبح بالاسم ، ثم قال الأمام البخاري رحمه الله باب ما يذكر في الذات و النعوت وأسامى الله ،وكتابُه التوحيد ملئ بالإشارات إلى الأسماء الحسنى ثم ختم كتابه التوحيد بعد ذكر أحاديث المتشابه وغيرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) .وهذا يقول في دلالة واضحة أن الطريق في الوصف الأسماء الحسنى.
    بينما كتاب التوحيد لابن خزيمة صاحب المذهب المنتشر الآن فى الصفات (مذهب الدعوة السلفية) والذي يعول عليه الآن فى وصف الله عز وجل لم يذكر حديث الأسماء الحسنى على الإطلاق، ولم يذكر سورة الإخلاص إلا حين وجد أن حديث الصورة ( وسيأتي عليه الكلام فيما بعد ) سيلزمه ويصل به إلى التجسيم، فقال بعد محاولات فى تأويل الحديث والهروب من ظاهره ولم يجد سبيلاً ولا مخرجاً من كلام النبى فى سياق آخر ( صورة الرحمن) قال صـ 41 من كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن منيع بإسناده إلى أبى بن كعب أن المشركين قالوا للرسول صلى الله عليه واَله وسلم : أنسب لنا ربك فأنزل الله (قل هو الله أحد) . ولم يأخذ منها سوى قول سبحانه ( ولم يكن له كفواً أحد ) وهذا كل ما ذكره فى سورة الإخلاص والعبرة ليست نصرة كتاب على كتاب ولكن وقوف أكابر العلماء علي الفهم الصحيح لمراد الله ومراد رسوله ونقلهم ذلك لنا وتقديم ما قدمه الله ورسوله وتأخير ما أخره الله ورسوله فتقدم عند البخاري رحمه الله سورة الإخلاص ، وفضلها ،والأسماء الحسنى وفضلها، وتأخرت أحاديث المتشابه، وإن كان قد رواها فى كتابه ،لأنها صحيحة ولا وجه لإنكارها ، بينما كتاب التوحيد لابن خزيمة تقدم المتشابه واختفت الأسماء الحسنى تماماً ولم تذكر سورة الإخلاص فى الكتاب إلا على سبيل الاضطرار!! ، ولم يأخذ منها إلا جزء يسير ولم ينتفع ببقية أوامر السورة ، وهكذا من غير ترتيب الأحاديث التى رواها فى كتابه ابن خزيمة، باب ذكر القدم ، باب ذكر اليد ، باب ذكر الأصابع ، وهكذا فلما جاء فى حديث الصورة وفيه (صورة الرحمن) قال باب تأويل قول النبي( علي صورته) لأن إثبات الحديث علي الظاهر يصل بصاحبه إلي التجسيم لامحالة ولامفر وذلك لأنه سلك سبيل غير مأذون له السير فيه (وهو سبيل المتشابه) فتخبط في ذلك تخبط واضح فقال مرة علي الظاهر ومرة أخرى بالتأويل وهذا الكتاب صاحب المذهب المنتشر الآن وخلافه مذهب أهل البدع!!!! فمع أيهما تسلك الطريق إلى ربك طريق الأسماء الحسنى ومن أحصاها دخل الجنة كما قال لك رسول الله أم طريق المتشابه ومن أتبعه زاغ قلبه كما قال الله وقال رسوله في ذلك واضحاً جلياً. ثم أتكلم علي عدة مسائل في فصول..

    الفصل الأول: فى الكلام على الاستواء :أما الشبهة المثارة فى ( ثم استوى على العرش) (الرحمن على العرش استوى ) وقول الأمام مالك : الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال بدعة أقول: استوى بمعنى علا ، وهذا ما قاله مجاهد ( تلميذ حبر الأمة عبد الله بن عباس رضى الله عنه)
    وهو ما رواه الإمام البخاري فى كتاب التوحيد من جامعه الصحيح ، أقول بنفس القول استوى بمعنى علا والدلالة من الأسماء الحسنى (العلي)، وبالجمع بين كلام الإمام على رضى الله عنه: إن الله خلق العرش إظهارا ًلقدرته لا مكاناً لذاته وقد كان و لامكان وهو الآن علي ماكان.... وكلام الإمام مالك رحمه الله أقول : كان علّياً قبل الخلق فلما خلق الخلق أصبح عليّاً على الخلق وقد كان علياً من قبل ومن بعد ، وأن المتغير فى ثم جاء من إحداث المخلوق ( وهو الجهة المتغيرة فى القضية لأن القضية فيها ثابت ومتغير والمتغير هو الخلق ) لا من حركة فى ذات المولى عز وجل كما قال ابن تيميه في رسالته التٌدمرية أنه ( خلق ثم استوى) ، وإذا تبادر إلى الذهن ذلك(أي فهمتَ أنه بعد أن خلق استوى ،وتأصلت حين ذاك شبهة اليهود بقولهم أنه خلق السموات فى ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) عطلت بذلك الفهم خمسة أسماء حسنى فقلت علا بعد أن لم يكن علىّ فجعلت اسم (العلي) محدثاً ولم تجعله قديماً وأوقعت حركة فى ذات الرحمن ارتبطت بزمان . عطّلت الأسماء الحسنى ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) ولن ينفعك حينئذ نفى الكيفية بعد أن تكون قد عطّلت الأسماء الحسنى وخدعت نفسك بنفي الكيفية، (والآية على ظاهرها كما هي) لكن العلة فى الفهم السقيم بعيداً عن فهم الأئمة الكبار(الإمام علّى والإمام مجاهد والإمام مالك والإمام البخاري) لذلك كان مذهب الأئمة الكبار فى الصفات التي خارج الأسماء الحسنى (أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد) وكلام الإمام الشافعي على مراد الله ومراد رسوله وكلام الإمام أحمد لا كيف ولا معنى ذكره الشيخ أبو بكر الجزائري فى كتابه منهاج المسلم مع تحفظي لما علق عليه بعد ذلك، وأزيد على ذلك تيسيراً على الباحث حتى أصنف فى ذلك مصنفاً كبيراً كلام الشيخ أبن عبد البر فى كتابه التمهيد 7 /147: 7/152 كذلك شرح الإمام الزرقانى الجزء الثاني 49 ، كذلك تنوير الحوالك للإمام السيوطى 1/167 وكذلك عند بقية الأئمة ، وهذا غيض من فيض وقليل من كثير.
    الفصل الثاني : مذهب القرون الخيرية في ذلك
    وفى مسألة الكلام على صفات المولى عز وجل التي خارج الأسماء الحسنى، وإن القائلين بإثبات هذه الصفات على الظاهر مع نفى المثلية يزعمون أن هذا المذهب هو مذهب أهل السنة والجماعة وأنه مذهب الأئمة الكبار الإمام مالك والإمام الشافعي وغيرهم من الأئمة والذين عاصروهم!!!

    وأقول: هذه مسألة المرجع فيها ابتداءً إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واَله وسلم بفهم القرون الخيرية الثلاثة وحتى عصر الأئمة الكبار كمالك وغيره سكت الصحابة رضى الله عنهم وسكت التابعون وتابعو التبع عن هذه الصفات وكذلك الأئمة الكبار كمالك والشافعي وأحمد عن الكلام فى هذه الصفات تماماً(وكان قولهم طول الوقت أمروها كما جاءت) وسوف أنقل إليكم أقوالهم وأعزو هذه الأقوال إلى مصادرها الموثقة ،وفى سياق الرد على المخالفين،
    وقول الله عز وجل ( هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ............ ) الآيات حتى قوله ( إنك أنت الوهاب ) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى الحديث المتفق عليه( إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله ) فتوافق سكوتهم مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واَله وسلم على أن ما سكتوا عليه هو( المتشابه) وليس إجراءً على الظاهر كما يدعى بعض أصحاب المذهب الآن الذى سكتوا عليه هو( الكلام على اليدين والقدم والأصابع والنزول وغيرها من الصفات التي خارج الأسماء الحسنى) ، فأصبح هناك توافق تام بين كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال القرون الخيرية الثلاثة التي لها المرجع فى فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وليس إجراءً على الظاهر.، فإن قال قائل كانوا لا يتكلمون فى صفات مولاهم، قلت تكلموا فى مسألة رؤية المولى عز وجل يوم القيامة، وتواتر المنقول عن الصحابة والتابعين وتابعي التبع والأئمة الكبار فى مسألة إثبات رؤية المؤمنين للمولى عز وجل يوم القيامة ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا منهم جميعاً ، فتوافق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإجماع العلماء من القرون الخيرية بالسكوت عن المتشابه ، فالذي تكلم عن المتشابه خالف الكتاب والسنة بفهم القرون الثلاثة الأولى وكسر إجماعهم ، وأن الظاهر غير مراد حتى نقل عنهم العلامّة أبن كثير فى تفسير " ثم استوى على العرش "سورة الأعراف حتى قال وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعى والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولاتشبيه ولاتعطيل و الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفى عن الله تبارك وتعالى فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه وليس كمثله شىء (وهو السميع البصير) ج2 ص220، ووضع وهو السميع البصير بين قوسين ونقلتها كماهى هذه مسألة أولى ابتداءً بدلالة القرآن والسنة وعلماء الأمة فى قرون الخيرية الثلاثة التي لها المرجع فى الفهم ، فما كان من خير فهم أسبق الناس إليه ، وما كان من شر فهم أبعد الناس عنه .
    الفصل الثالث : في الرد علي من أثبت الفوقية
    ثم رداً على من قال بأن عدم إثبات الفوقية(الجهة) يجب أن يكون بديلها أنه فى كل مكان ، وهناك فرق كبير وواضح بين أن تقول لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان إشارة إلى تفسير النبى صلي الله عليه وسلم للأسماء الحسنى الأول والأخر والظاهر والباطن ، وبين أن تقول فى كل مكان،أقول سأل رسول الله الجارية أين الله قالت فى السماء ، وهذا حق وأقرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
    وهذا جزء من النصوص الواردة أن الله فى السماء وظن القائل بالفوقية بفهمه الباطل القاصر دون الرجوع إلى بقية النصوص أن فى السماء يقتضي الفوقية المكانية (الجهة)
    (وهذا ما ذهب إليه كل من أثبت المتشابه على الظاهر) وهذا استدلال باطل لأنه لو زاد إلى جوار هذا النص قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء لعلم أن السماء تحيط به من كل الجهات الست لذلك قال الأمام أحمد : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، وكذلك قول أبو جعفر الطحاوى وأئمة أهل السنة :على عدم إثبات الجهة وليس معنى عدم إثبات الجهة معناه الحلول فى كل مكان ؛ لأن الله تبارك وتعالى : علىّ ظاهر باطن ، والأماكن مخلوقة من كل الجهات وأحكام المخلوقات لا تقع على الخالق وكذلك الزمان لذلك كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى ذلك حجة واضحة كشمس النهار أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الأخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء ، ولذلك يجب الوقوف على ما قال الرسول كاملاً ولا نأخذ بنص ونترك نصوصا أخرى وخصوصاً فى الكلام على الذات الإلهية ، فوضح الفرق بين قول الجهمية فى كل مكان وبين قول أهل السـنة لا يحويه مكان ، فرق كبير ، أما من أثبت الفوقية ( الجهة ) فقد عطّل مدلولات الأسماء الحسنى : الظاهر والباطن ، ورد قول النبى وأخذ بنص وترك النصوص الأخرى ، وكذلك من أجرى علي المولي أحكام الزمان فقد أخذ بنص وترك الآخر .(كان الله ولم يكن معه شئ... هكذا في الحديث)
    الفصل الرابع : في مسألة النزول
    ومن استدل بحديث النزول على الظاهر(ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا....) ظن أن قوله( نزول يليق به ) أن هذا القول يكفيه في التنزيه ؛ فقد عطّل أولاً دلالات الأسماء الحسنى الأربعة من جهة (لأنه أخضع الذات الإلهية لأحكام الزمان والمكان حتى مع نفي الكيفية لأنها ليست كافية)
    ومن الجهة الأخرى أن النزول الذي يليق بالله كما يظن المثبت على الظاهر ،وكما يدّعى يلزمه أن يقول:إن ثلث الليل الأخير في كل ليلة دون تفريق بين ليلة وأخرى هو أشرف الأوقات على الإطلاق، لأنه
    وقت نزول الرب تبارك وتعالى، ووقت نزول الرب يجب أن يكون أشرف الأوقات ،
    فإن فعل ذلك خالف صريح القرآن والسنة في أن ليلة القدر خير من ألف شهر وفيها ينزل جبريل والملائكة !!!،وهولا يليق به أيضاً لأنه عكس الأسماء العلي والأعلى والمتعال والمتكبر وأسأل نفسك أما الشبهة المثارة فيما ورد في متن الحديث من كلام الله ( أنا الملك... الواردة في المتن كما في صحيح الأمام مسلم) أقول أعود أولاً إلي آية الكلام:
    قال الله ( وماكان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أومن ورآءحجاب أو يرسل رسولاَ فيوحي بأذنه مايشآء)ولفظة (مايشآء) لم يرد لها تقييد لا في الكتاب ولا في السنة فتبقى على إطلاقها ،ومن المعلوم من الدين أن سيدنا موسى عليه السلام هو الكليم أي كلمه الله وحده دون غيره من وراء حجاب فالمحتج بالحديث على ظاهره سينُزل هذه الأمة على المنزلة التي نزلها سيدنا موسى عليه السلام بل والأدهى من ذلك والأمّر أن هذه الأمة فاقت سيدنا موسى في المنزلة لأن الله حين خاطبها نزل إلي السماء الدنيا كما يستدل المستدل بالحديث على الظاهر (سبحانك هذا بهتان عظيم)!!!!! وقلت لك( ليس كمثله شئ) كما قال سبحانه فأسمع وأطع واسكت ،فقد نسب النزول إلى نفسه لأنه هو الذي أمر به كما نسب نفخ الروح إليه .
    لذلك قال الإمام مالك والأوزاعى ينزل ملك كما يقال فعل السلطان كذا إذا فعل أتباعه بأمره استدلالاً بالحديث الذى رواه الإمام النسائي وغيره وهذا ما نقله عنه الإمام النووي وابن عبد البر وابن حجر ، وقال الإمام أحمد فى ذلك : لاكيف ولامعنى (فهو لا يقول بكيف ولايقول بمعنى للحديث) ، وقال الإمام الشافعي على مراد رسول الله ،(وهذا يسمى تفويض وليس إثبات علي الظاهر مع نفى الكيفية) وقال يحيى بن معين لاتحد فيه ولاتصفه وفى الاعتقاد للبيهقى3/452قال حنبل بن إسحاق سألت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل)عن الأحاديث التي تُروى عن النبى إن الله ينزل فقال أبوعبدالله نؤمن بها ونصدق بها ولا نردعن رسول الله شيئاً منها إذا كانت أسانيد صحاح قلت لأبى عبد الله: ينزل الله إلى السماء قلت نزوله بعلمه بماذا فقال لي أسكت عن هذا، مالك ولهذا أمض الحديث على ماروى بلا كيف ولاحد إنما جاءت الآثار وبما جاء به الكتاب قال الله ولا تضربوا لله الأمثال ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته أحاط بكل شىءعلما لا يبلغ قدره واصف ولا ينأى عنه هرب هارب،وقال الفضيل أمنت برب يفعل ما يشاء،وفى نفس المصدر 1/118سمعت سفيان بن عيينة قال كل ما وصف الله من نفسه فى كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت،وفى كلام الربيع بن سليمان عن الشافعي لايقال للأصيل لمَّ وكيف وبوب الأمام البخاري على الحديث بقوله( باب فضل الصلاة والدعاء من آخر الليل) وهذا لمن يفهمون تراجم البخاري وأن الترجمة دلالة على المذهب .كل الأئمة يردون العلم لله ولا يتكلمون وكذلك بقية الأئمة الكبار
    عدا أهل البدع في هذه المسألة وأولهم ابن خزيمه المولود سنة223 .ولابد للذي يريد أن يسير على الظاهر أن يقول بالحلول ؛ إشـارة فى قوله تعالى (فإني قريب) (وهو معكم أينما كنتم ) .
    ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لاتبصرون ) ( وأن بورك من فى النار ومن حولها } وأنظر إلى قوله ( من في النار) وقوله( ومن حولها) والفرق بينهم وأسأل نفسك....
    وقول الله تعالى : ( فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة ) والكلام فى الآية كلام الله تبارك وتعالى مع سيدنا موسى فلابد من الصرف عن الظاهر والسكوت فيه خوفاً من الحلول فإذا جاء فى دلالة( ينزل) أخذها على ظاهرها فهل هناك قاعدة أصولية صحيحة يُرجع إليها أم هو تخبط وظلمات ويقال أهل السنة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.‍.
    فالقول بحديث النزول علي الظاهر يقتضي القول بالحلول ؛ لأن الحديث إذا ما أخذ على ظاهره لقول الرسول صلى الله عليه واَله وسلم " إلى السماء الدنيا " والسماء الدنيا مخلوقة ، والخالق لا يحل فى مخلوق ،وهذه عقيدة أهل السنة كما هو العمل والاعتقاد.،ثم بعد ذلك والعجب أن أصحاب هذا المذهب يدفنون رءوسهم فى الرمل ويقولون لا ليس هذا بحلول ، ولا أدرى معنى لغوى آخر لقوله (إلى السماء الدنيا) إلا ذلك ، وإلا سيقولون: نزول ولا نزول ، وهكذا يتشبثون بأن مراد النبى من الحديث الظاهر وكأن هذا الحديث ليس فى الدين سواه وليس هناك أصول أخرى فى الدين يرجعُ إليها للنظر فى هذا الحديث ، وكأن القرآن والسنة كل حديث وآية تفهم بمفردها دون الرجوع لغيرها فى مخالفة صريحة لتعليمات النبى فى ذلك ومخالفة دلالة سورة القدر وتعطيل الأسماء الحسنى وهكذا أصحاب ذلك المذهب أقول : لهذه الطائفة التي تزعم أنها الفرقة الناجية وأنهم أهل السنة والجماعة وخلافهم على الباطل أقول أهل السنة والجماعة يأخذون بأقوال النبى صلى الله عليه واَله وسلم كلها كاملة ولا تأخذ قولاً وتترك أخر لأن أخذ قول من أقوال النبى وترك آخر هذه من سمات الفرق الضآلة وليس من سمات أهل السنة والجماعة فأقول فى شرح الأسماء الحسنى الأربعة ودلالتها كما بينها رسول الله صلى الله عليه واَله وسلم فى اسم (الظاهر والباطن )" أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء " كما فى حديث الإمام مسلم وبقية أهل السنن وهذا التأويل يصل بنا من خلال فهم الأئمة الكبار كمالك والشافعي وأحمد والسفيانين والحمّادين والبخاري ومسلم وأصحاب السنن كلها بالكامل قال الإمام أحمد وكذا أبو جعفر الطحاوى ، وحتى لاتظن أنى قد ابتدعت مالم يقله الأئمة الكبار (ومن لم يتوق النفى والتشبيه زل ولم يصب التنزيه فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الواحدنية منعوت بنعوت الفردانية ليس فى معناه أحد من البرية تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ) الأمام أحمد فى كتاب الورع 1/200
    كذا أبو جعفر في العقيدة الطحاوية في إشارة واضحة إلى المعاني التي اشتملت عليها سورة الإخلاص كاملة لا كما فعل ابن خزيمة حين لم يأخذ منها سوى ( ولم يكن له كفواً أحد ) ، بفهم الأئمة للحديث يجب ألا يظهر في ذات المولى عز وجل أي جهة من الجهات الست
    فلا يظهر في الذات الإلهية يمين ولا شمال ولا فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف لأن هذه هي الجهات الست لذلك كان أئمة أهل السنة وجمهورهم لا يثبتون الجهة لله عز وجل .
    وقول النبى صلى الله عليه وسلم " أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء " يقتضي لا ظهور أحكام للزمان مطلقاً مع ذات المولى عز وجل يؤكد ذلك قول النبى صلي الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح ( يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل ) .. الحديث ، وهذا أيضاً فهم الأئمة الكبار ونقله عنه الشيخ عبد القاهر التميمى فى كتاب الفرق بين الفرق صـ 333 "وأجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجرى عليه زمان" فى بيانه لمذهب أهل السنة .
    لذلك هذه الأسماء الأربعة ذكرت فى القرآن متتالية وكذلك فى الحديث وكان فهم أهل السنة لعدم إثبات الجهة من منطلق قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو مرجع أى خلاف ،
    ثم أقول :أضع هذه الفرقة وجهاً لوجه مع كلام النبي صلى الله عليه واَله وسلم فقد أخذوا بحديث النبي صلى الله عليه واَله وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر .... ) الحديث الذي رواه الأئمة الكبار كالبخاري ومسلم وغيرهم وكأن ليس هناك سواه في هذه المسألة واستخرجوا منه صفة النزول مع نفى الكيفية مع أن النزول صفة لا تليق بالله بدلالة الأسماء الحسنى الأربعة ،والعلّى والأعلى والمتعال والمتكبر وقد قال ذلك أكابر علماء السنة أنقل بعض أقوال الأئمة وفهمهم لذلك الأمر ، فقد قال الإمام البيهقى في شعب الإيمان في ج 1 صـ 115 بعد نفى المثلية للمولى عز وجل مع خلقه من كل الوجوه قال الشيخ : وجماع ذلك أنه ليس بجوهر ولا عرض فقد انتفى التشبيه لأنه ؛ لو كان عرض أو جوهر لجاز عليه ما يجوز على سائر الجواهر والأعراض من حيث إنها جواهر كالتأليف والتجسيم وشغل الأمكنة والحركة والسكون ولا ما يجوز على الأعراض من حيث أنها أعراض كالحدوث وعدم البقاء .. انتهى
    وفى مسند الربيع بن حبيب الأزدى نقل كلام ابن عمر فى حديث الصخرة فارتعد ابن عمر فرقاً وصعقاً حيث وصف الله بالزوال والانتقال قال ابن عمر هذا من كلام اليهود ( ج1 صـ 338 طبعة دار الحكمة - بيروت ) وفى المحلى عند ابن حزم ج1ص30 قال عن النزول : فعل يفعله الله من قبول الدعاء فى هذه الأوقات ولا حركة لأن الحركة من صفات المخلوقين حاشا لله تعالى منها .
    فى عون المعبود ج4 صـ 140 عن أبى محمد المزني بكلامه فى حديث النزول والمجيء والإتيان وغيرها قال : المجيء والإتيان صفتان منفيتان عن طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال.
    وذكر أبو بكر البيهقى في شعب الإيمان ج3 صـ 380 في حديث النزول في ليلة النصف من شعبان عن الإمام أحمد وهذا النزول المراد به والله أعلم فعلاً سماه الرسول نزول أو نزول ملك.

    وقال ابن حجر في فتح الباري ج11 صـ 129 في رواية عن الدار قطني وقال أيضاً النزول محال على الله لان حقيقته الحركة من جهة العلو إلى أسفل وقد دلت البراهين القاطعة على تنزيهه عن ذلك فليتأول بأن المراد نزول ملك الرحمة ونحوه أو يفوض مع اعتقاد التنزيه..
    وفى الاعتقاد للبيهقى ج1 صـ 116 بعد ذكر المجيء و الإتيان والنزول وخلافه قال رحمه الله ؛ وهذا صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم أحد من الصحابة فى تأويله والتابعين على قسمين ؛ منهم من قبله وآمن به ولم يأوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه ، ومنهم من قبل وآمن به على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد .. انتهى
    ثم أقول : هذا الجزء يسير من كلام علماء أهل السنة بدلالة واضحة من تفسير النبى للأسماء الحسنى الأربعة وأن حديث النزول على الظاهر سيعطل دلالة هذه الأسماء وعكس العلو تماماً.
    والذي قال: ينزل ملك هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإن حديث النزول هذا مؤول بحديث آخر قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم (إن الله يمهل حتى يمضى شطر الليل الأول ثم يأمر منادياً ينادى هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له ....... الحديث )
    وفى رواية أخرى للحديث بدلاً من أن يأمر منادياً( يرسل ملكاً) وهذا السياق يتفق تماما مع سياق آية الكلام وفيها (أو يرسل رسولاً فيوحي بأذنه ما يشاء)وهذا الحديث الذي قال به الإمام مالك والأوزاعى في تأويله لحديث النزول رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى 6/124 ، كذا في مسند الطيالسى وفى مسند إسحاق بن راهويه 1/250كذا في شعب الإيمان للبيهقى 3/129 وكذا رواه الإمام القرطبي ج 19 صـ 35 ، كذا رواه الإمام ابن القيم في حاشيته 13/46 ،وبه أوّل حديث النزول ، كذا في فتح الباري 3/30 ، كذا في تحفة المحتاج 1/425 كذا رواه الإمام السيوطى في تنوير الحوالك 1/كذا في شرح الإمام الزرقانى 2/49 ، 1/328 ، 167 كذا رواه الإمام أحمد والبزار وفى مسند أبو يعلى والطبرانى في أكثر من ثمانية عشر موضعاً وكل هؤلاء الأئمة رووا هذا الحديث بعد حديث النزول مباشرة دلالة على المذهب . فالذي قال بحديث النزول على الظاهر أخذ بنص عن النبي وترك النص الآخر المؤول له ، وأبعد دلالة الأسماء الحسنى الأربعة التي تجعل من النزول صفة محالة لا تليق بالله ، ثم دلالة سورة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها ينزل جبريل والملائكة تقتضي أن النازل في خلاف ليلة القدر أقل مرتبة ومنزلة ومكانة من النازلين في ليله القدر والله عز وجل له المثل الأعلى دائماً وأبداً .
    ثم أضع حديث عبد الله بن عباس الذي رواه ابن تيميه ( رحمه الله ) في رسالته التدمرية قال بإسناده عن ابن عباس " ما السموات السبع والأرضون السبع فى يد الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم "
    ويشهد لصحة الحديث قوله سبحانه وتعالى " وسع كرسيه السموات والأرض " والكرسي فى العرش كحلقه فى فلاة " فآي نزول يليق به الذى يتكلم عنه المخالف !!!!!!
    الفصل الخامس : في الكلام علي اليد : ثم أتكلم علي صفة اليد التي تقول هذه الطائفة أنها صفة ذات مع نفي الكيفية قول النبي في حديث وفد الشفاعة ومحاجة سيدنا موسى لأبينا آدم وفيه لفظة ثابتة وتكاد تكون متواترة( خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه) .
    وقول الرسول ( نفخ فيك من روحه) نسب الفعل إلى الله عز وجل لأن الله هو الذى أمر به والنافخ المباشر للفعل هو جبريل عليه السلام كما فى قصة السيدة مريم " فتمثل لها بشراً سوياً " ... إلى قوله تعالى " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً " ، " ألا له الخلق والأمر تبارك الله .
    في صحيح البخاري ومسلم ( خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه )
    والمثبت على الظاهر سيقول : اليد معلوم والكيف مجهول ، وسيقول الروح معلوم والكيف مجهول ، كذلك على سياق واحد كما هو العلم عند علماء الأصول ؛ فإن فعل ذلك خالف صريح القرآن في أن روحه هو جبريل عليه السلام وذلك لدلالة الآية ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) ثم قـول الله تعالى : ( فأرسلنا إليه روحنا فتمثل لها بشراً سوياً ) فإن قال: أن اليد صفة ذات والروح جبريل بدا من ذلك اضطراب الأصل الذي دخل به وجعل هاء الضمير في يده ترجع إلى الذات وهاء الضمير في روحه تعود على جبريل ، وهذا لوى واضح للنص على وفق الهوى ،
    والمتابع لذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لليدين أنه إذا ذكر الرسول اليدين .في سياق ذكر مخلوق زاد النبي قوله : (وكلتا يديه يمين) واستشهد بحديث واحد وهو ( المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين ) الحديث . فإن أصر على أن اليدين صفات ذات كان ذلك تعطيلاً واضحاً كشمس النهار في دلالة الاسمين( الظاهر والباطن) وإلحاداً فيهما بعد أن بين الرسول صلي الله عليه وسلم دلالة الاسمين بنفسه وكأن الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يحذرنا من أن نقول أن اليدين صفات ذات للمولى عز وجل ، وأنا لا أقول بتأويلها بالقدرة بل أقول( آمنا به كل من عند ربنا) ثم في ذكره اليدين الذي أصر على أن اليدين صفات ذات أخذ بالكلام الوارد من النبي في(ذكر اليدين وكلتا يديه يمين) ولم يأخذ بكلام الرسول صلي الله عليه وسلم أن ذات الرحمن سبحانه وتعالى ليس فيها يمين بدلالة الظاهر والباطن فلابد للمثبت لصفة اليدين أن يُظهر في ذات الرحمن (يمين لأن اليمين صفة أصلية لليدين) فإذا فعل ذلك عطل وطعن في دلالة الاسمين الظاهر والباطن) بتأويل النبي لا بتأويل أحد سواه لذلك كان العلماء الأكابر من أهل السنة مالك والشافعي وأحمد وغيرُهم يقولون
    ( أمروها كما جاءت مع التصديق بها)لأن هناك كان من الفرق الضالة الجهميةوالمعتزلة الذين ينكرون هذه الأحاديث فكان الأئمة يقولون : (أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد ).
    وفى تفسير قوله تعالى " لما خلقت بيدي " من سورة ص ذكر الإمام القرطبي فى الجزء السابع من طبعة كتاب الشعب قال الإمام القرطبي : أضاف خلقه " أي خلق أدم " إلى نفسه تكريماً له وإن كان خالق كل شىء وهذا كما أضاف إلي نفسه الروح إشارة إلى قوله (ونفخت فيه من روحي)
    وروحه كما هو معلوم جبريل عليه السلام وكما أضاف البيت والناقة إلى نفسه فخاطب الناس بما يعرفونه فى تعاملهم فإن الرئيس من المخلوقين لا يباشر شيئاً بيده إلا على سبيل الإعظام والتكرم ، فذكر اليد هنا بمعنى هذا ،
    قال مجاهد اليد هنا بمعنى التأكيد والصلة مجازه لما خلقت أنا كقوله ،ويبقى وجه ربك بمعنى أي يبقى ربك.( والذي قال فيه العلماء إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك فهو تلميذ ابن عباس).....انتهى
    فإن أصر على أن اليدين صفة ذات مع نفى الكيفية كما يدّعى أهل هذا المذهب من هذه الفرقة أصر على تعطيل دلالة الاسمين( الظاهر والباطن )، ومن جهة أخرى سيخالف صريح القرآن من أن آدم عليه السلام مخلوق كغيره من المخلوقات بكن لقوله تعالى (" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ") فإن قال أن اليدين صفة ذات سيخالف صريح القرآن من هذه الجهة أيضاً ، ويقول إن آدم مخلوق بالذات مع نفى الكيفية .
    وهو فى الآية مخلوق بكن كغيره كما فى صريح الآية .. " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " وكل أئمة التفاسير المعترف بها عند أهل السنة فى الكلام على صفة اليدين فى القرآن على السكوت أو التأويل بخلاف الإمام البغوى والإمام الطبري فقط لا غير ذلك ، وارجعوا إلى تفاسيرهم ؛
    بل والأعجب من ذلك النتيجة التى تصل إلينا من قول القائل أن اليد صفة ذات قال الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديث الشفاعة وحديث المحاجة بين سيدنا موسى وأبينا آدم لفظة تكاد تكون متواترة (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ) فالقائل أن اليد صفة ذات سيقول لنا أن الله سوّى طينة آدم بذاته
    (اليد صفة ذات مع نفى الكيفية!)ثم قام جبريل بالعمل الأشرف فى خلق آدم وهو نفخ الروح لأن روحه جبريل بالتأويلات الصريحة فى القرآن [سبحانك هذا بهتان عظيم] ظلمات بعضها فوق بعض!!! نسب اليد إلى نفسه كما نسب الروح إلي نفسه



    الفصل السادس : في الكلام علي القدم :وصفة القدم التي يدعى المثبت على الظاهر( مع نفى الكيفية التى خدع بها نفسه !!!)،وفى الحديث( وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلي بعض.... ) فإذا فعل ذلك وأثبت أن القدم صفة ذات سيثبت مع هذا حركة فى ذات الرحمن مرتبطة بزمان وذلك بدلالة (يضع) التي في الظاهر فيها حركة وزمان حتى مع نفى الكيفية التى خدع بها نفسه المثبت على الظاهر تعطل دلالات الأسماء الأول والآخر والظاهر والباطن هذا من جهة ولا تحتج بنفي الكيفية فأنا أعلم ذلك ولكن أتكلم عن أحكام الزمان والمكان التى أخضعت الذات الإلهية لها فهل تعقل‍‍
    ومن الجهة الأخرى وهى داهية من الدواهي أن أهل النار سيرون الذات الإلهية لقوله(يضع فيها)!!! وهى أعظم النعيم كما هو مذهب أهل السنة فى الرؤية !! ومن جهة أخرى سيخالف صريح القرآن فى الكلام عن الكفار (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)!! [سبحانك هذا بهتان عظيم]
    والداهية الأخرى حلول الذات الإلهية في النار لقوله (يضع فيها) مع نفى الكيفية!!!ظلمات بعضها فوق بعض !!وفتن كقطع الليل المظلم!! ويقال هذا مذهب أهل السنة!! ومن غير تحريف ولاتعطيل ولاتشبيه ولاتمثيل!! وأن لم يكن هذا هو التحريف والتعطيل فأين يكون!!!!! أعوذ بك ربى من الضلال والفتن الفصل السابع : بيان المخالفات الشرعية للقائل علي الظاهر :
    وبذلك تكون هذه الفرقة خالفت كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه واَله وسلم عدة مرات:
    المرة الأولى: حيث زعمت أن القرآن ليس فيه متشابه وإن كان له تأويل فليس الظاهر منه هو المراد . وهذا تكذيب بصريح أدلة القرآن والسنة التي تقول بوجود المتشابه !!!
    المرة الثانية: أنها جعلت سياق ( وهو السميع البصير ) سياق إثبات لصفتين فى مخالفة واضحة لظاهر اللفظ وهو سياق اسمين من الأسماء الحسنى يدلان على صفة السمع والبصر ويجعلان فى الآية أصلاً أن الوصف يجب أن يكون من خلال دلالات الأسماء الحسنى وحسب ؛ لأن هذا هو الطريق الذي أذن الله لنا في أن نصفه من خلاله ولم يأذن لنا فى طريق سواه. أكد ذلك سبب نزول سورة الإخلاص والأوامر التى وردت فى الكتاب والسنة بالتسبيح والتنزيه من خلال الأسماء الحسنى بل وحث النبى على الاهتمام بالأسماء الحسنى فى قوله : (من أحصاها دخل الجنة) .
    المرة الثالثة:حين لم تجعل لتأويل النبي للأسماء الحسنى الأربعة (الأول والآخر والظاهر والباطن ) أي مدلول يجب مراعاته في ذلك التأويل و يتضمن صفات في هذه الأسماء الأربعة يجب مراعاة مدلولاتها والخوف من الإلحاد فيها و عدم الخروج عن قول النبي فيها .
    المرة الرابعة: مخالفة أصحاب القرون الخيرية الثلاثة فى السكوت،أنقل عنهم بعض أقوالهم :
    في تذكرة الحفاظ للأمام محمد بن طاهر القيسرانى 2/414قال عن الحميدى(هو أبو بكر عبد الله ابن الزبير قال فيه الأمام أحمد هو عندنا إمام. وهو علم من أعلام الحديث) وقال ما نطق به القراَن والحديث وقالت اليهود يد الله مغلولة والسموات مطويات بيمينه وما أشبه هذا لا نزيد فيه ولا نفسره نقف على ما وقف عليه القراَن والسنة.
    وفى التمهيد7/150ذكر عباس الدوري قال سمعت يحيى ابن معين يقول شهدت زكريا بن عدى سأل وكيع بن الجراح فقال يا أبا سفيان هذه الأحاديث التى تروى مثل الكرسي موضع القدمين ونحو هذا فقال أدركت إسماعيل بن أبى خالد وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئاً.
    وقال عباس الدوري سمعت أبا عبيد القاسم بن سلاَم وذكر رجل من أهل السنة أنه يقول هذه الأحاديث التى تروى في الرؤية والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا وأشباه ذلك وقالوا إن فلاناً يقول إن هذه الأحاديث حق قال ضعفتم عند أمره هذه الأحاديث حق لاشك فيها روهاالثقات بعضهم عن بعض إلاأنَاإذا سئلنا عن تفسيرها لم نفسرها ولم نسمع أحداً يفسرها وقد كان الأمام مالك ينكر على من حدث بمثل هذه الأحاديث، وسمعت ابن وضاح سألت يحيى بن معين عن التنزل فقال أقر به ولاتحد فيه وقال صدق به ولاتصفه ، حتى قال فليقل قائل بما قال الله ولينته إليه ولايعدوه ولا يفسره ولايقل كيف فإن فىذلك الهلاك لأن الله كلف عباده الإيمان بالتنزيل ولم يكلفهم الخوض فى التأويل الذى لا يعلمه غيره .
    وفي شرح صحيح مسلم قال النووى6/37مذهب جمهور السلف على أنها حق علي ما يليق بالله أن ظاهرها المتعارف غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق، والمذهب الثاني وهو محكي عن مالك والأوزاعى وجماعات من السلف أنها تتأول على ما يليق بها كل بحسبها ..انتهى، ولم يقل أحد على الظاهر، فبدا من ذلك أن القول بالظاهر مع نفى الكيفية بدعة وإلى هذا الحد يجب أن ننتهي والتحاكم الصحيح إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم القرون الخيرية الثلاثة كما هي الدعوى المرفوعة الآن .
    الفصل الثامن أقول : التحاكم إلى المذهب نفسه القائل على الظاهر وأن هذه الأحاديث والصفات تأخذ على ظاهرها فسأتكلم بنفس السير الذى يسيرون عليه .
    أولاً:ماذا ستفعل في حديث الصورة وهو الحديث الذي رواه الإمام مسلم ( إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته ) فإن قلت إن الصورة صورة المضروب فلا يكون في الحديث معنى زائد يفهم من الحديث كما قال عبد الله بن مسلم بن قتيبة: في كتابه تأويل مختلف الحديث وإن أخذت الحديث على ظاهره فليس لك طريق إلا التجسيم لا محالة ولا مفر من ذلك وانتفت كل قواعد الدين في وصف الله تبارك وتعالى ، لذلك قلت هو المتشابه الذي سكت عنه الأوائل الكرام .فهلا قلت كما قالوا( آمنا به كل من عند ربنا) وهي آية من كتاب ربك سبحانه وتعالى..
    ثانياً : لو أثبت أن الأصابع في حديث الأصابع الذي قاله اليهودي في حضرة النبي صلى الله عليه واَله وسلم فلو أثبت أن الأصابع صفات ذات للمولى عز وجل فلفظة ( يضع ) التي في الحديث معلومة المعنى لغوياً ، فإذا أثبت أن الأصابع صفات ذات مع نفى الكيفية فلابد أن يقول أن الذات تحت الأنهار وتحت الجبال وتحت الثرى التزاماً بدلالة ( يضع ) على الظاهر مع نفى الكيفية !!!
    والثالثة: فى حديث القلب وفيه لفظة ( بين إصبعين ) لزمه أن يلتزم بدلالة ( بين ) التى فى الحديث مع النفي الكيفي التي يظن المثبت لكل هذه الصفات على الظاهر أنها كافية فى التنزيه وهكذا في بقية أحاديث المتشابه ، فمن الذي قال( تحت الأنهار وتحت الجبال وغيرها)أرأيت التخبط والظلمات!!!!
    الرابعة: فى كتاب التوحيد لابن خزيمة ( رحمه الله ) جاء تفسير النبى صلى الله عليه واَله وسلم للأسماء الحسنى الأربعة ( الأول والآخر والظاهر والباطن ) فاستدل من الحديث أنت الظاهر فليس فوقك شىء دلالة على الفوقية وترك الجزء الأخر من الحديث وهو أنت الباطن فليس دونك شىء .
    وهذا الكتاب هو مرجعية أهل المذهب المنتشر الآن هل فكرتم في المذهب أم هذا ما وجدنا وسرنا عليه وأن هذا المذهب مذهب أهل السنة والجماعة ؟، أحذر العمل بالأحاديث والآيات التي تخالف المذهب! ، وأخذ الأحاديث والآيات التي توافق المذهب ولو كانت الدلالات في سياق واحد كما فعل ابن خزيمة مع اسمي الله( الظاهر والباطن) .
    الفصل التاسع فبعد أن اشتدت علىَّ الحملة الشعواء من أصحاب هذا المذهب وهو مذهب قلة من علماء الأمة ابتداء بابن خزيمة وأخرهم محمد بن عبد الوهاب النجدي ، قلت أجلس وأتجرد تماماً من كل الأهواء وأنظر في الأحاديث والآيات التي وردت في المتشابه الذي نهى الله عن الكلام فيه والدلالة من قوله تعالي (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)، وأنا أعلم أن هذا المذهب في السكوت عن المتشابه هو مذهب الأئمة الكبار كمالك والشافعي وأحمد ويحيى بن معين والسفيانين وبقية كبار الأئمة الذين عاصروهم وأنهم كانوا يخشون تفسيرها وكان الأمر بالنسبة لهم أن التأويل غير واجب عليهم .فحينئذ السكوت أسلم لدينهم فكانوا جميعاً يقولون( أمرّوها كما جاءت والظاهر غير مراد) ؛ لأن هذا هو المتشابه بدلالة القرآن والسنة وإجماعهم وإن وصف الله من خلال مدلولات الأسماء الحسنى كما بّينتُ من قبل بدلالات واضحة من الكتاب والسنة وكذلك الأوامر وأتكلم علي مسألتين في ذلك الأمر.
    المسألة الأولى :- قلت لا بأس أضع الأحاديث أو الصفات التي وردت في الأحاديث أمامي كلها كاملة وأنظر إلى أي الآراء ستصل بي هذه الأحاديث دون التدخل بالرأي أو إتباع الهوى:
    وأقول أولاً كل الأحاديث التي وردت في الصفات أثبتت :-
    1- اليدين وكلتا يديه يمين . 2- خمسة أصابع كما فى حديث اليهودي .
    3- قدم كما فى حديث القدم الصحيح . 4- جنب كما ورد فى الآية .
    5- ساق كما ورد فى الآية والحديث . 6- كف وأنامل كما فى الحديث .
    7 - عينان كما فى حديث الدجال
    8- صورة كما فى حديث " إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم على صورته "
    ونستعرض كل الاحتمالات دون تدخل بالرأي إطلاقاً :-
    أولاً:- الاحتمال الأول: أخذ حديث الصورة على ظاهره كما هي القاعدة التي يسير عليها أهل هذا المذهب كما هو معروف من مذهبهم ووجدت في هذا الاحتمال أنى سأصل بهذه الكيفية إلى القول بأن الله والعياذ بالله وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، رجل بل ورجل مشوه الخلقة كلتا يديه يمين.!!!
    ثانياً :الاحتمال الثاني: وهو الذي قاله ابن خزيمة صاحب المذهب المنتشر الآن ، وكتابه هو المعتمد دون غيره فى هذه المسألة وأنقل كلامه بالنص من كتابه والذي طبعته دار الدعوة السلفية بالإبراهيمية . (قال ابن خزيمة صـ 37 من كتاب التوحيد " توهم بعض من لم يتحر العلم أن قوله على صورته يريد صورة الرحمن عز ربنا وجل عن أن كون هذا معنى الخبر بل قوله خلق آدم على صورته الهاء فى هذا الموضوع كناية عن اسم المضروب والمشتوم أراد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق آدم على صورة المضروب ") وهذا قوله بالنص دون أدنى تدخل منى وأقول أرجع ابتداءً إلى قول عبد الله بن مسلم بن قتيبه في كتابه تأويل مختلف الحديث ، وكل الكتب وأقوال أكابر العلماء وخصوصاً الإمام أحمد أن من قال صورة المضروب فهو من الجهمية ، وتأويل ابن خزيمة هذا أوصلنا إلى الاحتمال الثاني :وهو أن الرسول صلى الله عليه واَله وسلم يقول لنا كأنه يقول إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن أخاك على صورة أبيه !!!!! فهل هذا الكلام يليق بمقام النبوة والذي أوتى جوامع الكلم أم هو الهوى ونصر المذهب بأي طريق كان وقول الإمام أحمد المذكور ذكره ابن حجر في فتح الباري 5/183 كذلك شرح مسلم للإمام النووي 16/165 كذلك كتاب تأويل مختلف الحديث لعبد الله بن مسلم بن قتيبة1/220.

    ثالثا: الاحتمال الثالث:أن تقول أن الصورة (صورة الرحمن) ولكن ليس كمثله شئ من غير تحريف ولاتمثيل ولاتشبيه ولاتعطيل فيقول القائل بهذا المذهب في هذا الاحتمال صورة ولكن ليست صورة كقول الجهمية سميع ولاسميع فيقول صورة وليست صورة وهذا قول المجسمة ولاوجه لإثبات الإسلام للمجسمة عند الأئمة الكبار
    رابعاً:الاحتمال الرابع : التكذيب بالحديث والطعن فيه، ولا وجه لذلك فعلماء الأمة وكبار علماء الحديث لم يقل أحد منهم ذلك ، وكلهم اثبتوا صحته، ولم يطعن فيه أحد على الإطلاق
    وهذه أربع طرق كلها ظلمات بعضها فوق بعض فلا وجه لاختيار طريق منها لذلك سكت الأكابر من العلماء عن المتشابه وقالوا ( أمروها كما جاءت ) لا يزيغ عنها إلا هالك .
    المسألة الثانية :القائل بإثبات هذه الصفات علي الظاهر مع نفي الكيفية مناقض لنفسه متضارب تماماً ،لأنه من المعلوم عند علماء الأصول أن أقوي الأدلة هوما أجتمع فيه قول النبي وفعله إقراره وكان ذلك علامة واضحة على صحة المذهب، فالقائل علي الظاهر لابد أن يلزم نفسه بالتجسيم لا محالة ولامفر له من ذلك وسأدلل علي ذلك بالأدلة دون تدخل بالرأي علي الإطلاق وهذا ما يقوى حجتي ويؤيد ما أذهب من بطلان هذا المذهب من كل الوجوه أقول :
    الأمر الأول :هذه الصفات التى وردت فى المتشابه هي (الوجه. اليدين. خمس أصابع. كف . أنامل. ساق. جنب .صورة .قدمان.صورة. وفى رواية أْذن ) وفي حديث الأصابع جاء يهودي إلي النبي فذكر الحديث وفيه(إن الله يضع الجبال علي إصبع....) إلي أخر الحديث
    وفيه فضحك النبي صلي الله عليه وسلم وهو يرى اليهودي يشير إلي أصابعه وبلغ من شدة ضحك النبى حتى بدت نواجذه مما يعد إقراراً من النبى وعدم الإنكار علي اليهودي وهذا ما قاله أبن خزيمة فى كتاب التوحيد ص76/77 وكذلك الحديث فى كتب السنة جميعها.
    الأمر الثاني: كان النبي يخطب علي المنبر يتلو قول الله تبارك وتعالي(والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه...) الايه فجعل النبي يشير بقبضة يده ويضم أصابعه ويبسطها ويشير بذراعه إلى الطي فى اليمين حتى كاد المنبر أن يخر به كما فى الرواية كمافي صحيح الأمام البخاري وعند الأمام أحمد وهذا لفظ الأمام أحمد (قرأ رسول الله هذه الآية ذات يوم علي المنبر وما قدروا الله حق قدره الأرض جميعاً قبضته.....) ورسول الله يقول هكذا بيده يحركها يقبل بها ويدبر يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا العزيز أنا الكريم فرجف المنبر برسول الله حتى قلنا ليخرن به..... الحديث
    كذا رواه الأمام النسائي مع خلاف في اللفظ. فثبت هذا بفعل النبى صلي الله عليه وسلم .
    الأمر الثالث: قول النبي صلي الله عليه وسلم (إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتب الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته ..هذا عند الأمام مسلم وعند الأمام البخارى خلق آدم علي صورته وطوله ستون ذراعاً وفي رواية عند الأمام أحمد وأكد علي صحتها (صورة الرحمن) .
    وهي ثابتة عن ابن عمر (رضى الله عنه)والإسناد صحيح برواية أحمد وغيره فيكون الحديث هكذا (إذا ضرب أحدكم أخاه فليجتنب الوجه فإن الله خلق آدم علي صورته صورة الرحمن) فاتفق إقرار النبى و فعله وقوله فأجتمع في المسألة الثلاث أحوال (قول وفعل وإقرار)
    وثبتت هذه الأصول الثلاثة بما لا يدع مجالاً للشك فيه فلا بد للقائل علي الظاهر أن يلزم نفسه بالتجسيم علي سياق واحد( والمعروف من مذاهب الأئمة الكبار أنهم لا يثبتون الإسلام للمجسمة) ولذلك قلت أن هذا هو المتشابه الذي يُقال فيه (آمنا به كل من عند ربنا)
    ولذلك قال الأكابر من العلماء(أمروها كما جاءت وأن الظاهر غير مراد)..
    (وحديث "صورة الرحمن") مروى في أكثر من " 65موضع" أذكر منها : الصفات للدارقطنى1/37. الملل والنحل2/128، قصيدة ابن القيم2/276، الإبانة لأبن بطة وصححه بعد أن ضعفه في موطن آخر3/265 المعجم الكبير12/430، مسند الحارث2/831، لسان الميزان لابن حجر2/356،ونقل فيه قول الأمام أحمد ومقاطعته لأبى ثور حتى تاب حين قال صورة المضروب وقال أحمد هذا قول الجهمية ، فتح البارى11/3، الفتاوى لأبن تيميه6/ 617وصحح رواية الليث بن سعد الأمام الكبير قرين الأمام مالك ، اجتماع الجيوش لأبن القيم1/100،نفح الطيب5/290وفيه رواية أحمد ، مجمع الزوائد8/198،الإنصاف للبطليوسى1/180، كنز العمال1/399 تاريخ دمشق14/101وكذا رواه ابن تيميه في دقائق التفسير، وروح المعانى للألوسى1/220وفى ستة مواضع عنده واكتفى بهذا)....
    الخاتمة: أولا:- تزعم هذه الفرقة أنها أهل السنة والجماعة، وقد خالفت القرآن والسنة وإجماع أكابر علماء الأمة حتى عصر الإمام أحمد، على ترك الكلام فى المتشابه وخالفت أدلة الكتاب والسنة وأوامرها التى أمرت بالتسبيح والتنزيه والوصف من خلال دلالة الأسماء الحسنى ، وجعلت من سياق " ليس كمثله شىء وهو السميع البصير " سياق إثبات لصفة السمع والبصر فقط فى مخالفة واضحة لظاهر اللفظ وهو سياق إسمين من الأسماء الحسنى. ولم تجعل لتأويل النبى للأسماء الحسنى الأربعة الأول والآخر والظاهر والباطن أى دلالة ، ولا صفات فى هذه الأسماء يجب الحذر من الإلحاد فيها
    وحين تخاطبهم لا تسمع غير " ليس كمثله شىء " ومن غير تحريف ولا تبديل ولا تعطيل ولا تمثيل من غير فقه لمعاني ما يقول ويقولون أننا نفهم القرآن والسنة بفهم القرون الخيرية الثلاثة والأئمة الكبار كمالك وأصحابه والشافعي وأحمد وغيرهم وهم أبعد ما يكونون عن ذلك
    بل ومنهم من يكذب وينسب هذا المذهب للأئمة الكبار!!!!
    وليس على مذهبهم إلا القلة من علماء الأمة وأولهم بن خزيمة ومنهم بن تيميه وأخرهم محمد بن عبد الوهاب النجدي !(نسأل الله أن يعفو عنهم) فأجتمع في هذه الفرقة القول بالحلول والقول الجهمية والقول بالإلحاد في الأسماء الحسنى الأربعة وما زالوا مصّرين على أنهم أهل السنة، وهل أهل السنة إلا أهل الكتاب والسنة أم هي دعوة مرفوعة وشعار يغطى حالهم الذي يقول : هذا ما وجدنا عليه آباءنا....
    ثانياً :الأحاديث التي وردت في التأويل وفى حديث الإصبعين " ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه "( فعلى نفس السياق فى أن روحه جبريل )، أقول ورد فى الحديث الصحيح الذى رواه ابن تيميه فى فتاويه فى التفسير من كتب ورسائل وفتاوى بن تيميه ج 17 صـ 523 وكذا هو في صحيح الأمام مسلم وغيرهم ذكر الحديث الصحيح عن النبى صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال :
    " ما من أحد إلا ووكل به قرينه من الملائكة وقرينه من الجن، قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم " وفى رواية فلا يأمرني إلا بالخير فتأول حديث الإصبعين بحديث آخر عن النبي صلى الله عليه واَله وسلم أن الإصبعين ملك من الملائكة وقرين من الجن فالذي قال: إن الإصبعين صفات ذات أخذ بحديث وترك آخر وطعن في دلالة الاسمين الظاهر والباطن
    وفى الحديث الذي ذكر فيه اليهودي أمام النبي ( السموات على إصبع والجبال على إصبع .......) والذي رواه الإمام البخاري في كتاب التوحيد.
    وذكر الإمام البخاري في ج 2 صـ 215 من حديث عبد الله بن يوسف بإسناده إلى السيدة / عائشة قال في الحديث الذي فيه( " فإذا أنا بسحابه قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علّى ثم قال يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين ...... الحديث) والجبال على إصبع ، حديث مؤول بحديث فإن أصررت رددت على النبي قوله وأحدثت إلحاداً في الأسماء الحسنى أرأيت الدقة أرأيت الإحكام؟
    ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)فلما خالفت هذه الفرقة قول الله تعالى(ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) وجعلت من سياق ( وهو السميع البصير) سياق إثبات لصفة السمع والبصر بدلاً من ظاهره وهو سياق اسمين من الأسماء الحسنى ولم تأخذ بأوامر الله بالوصف والتسبيح والتنزيه من خلال دلالة الأسماء الحسنى كيف وصل بها الحال !!!
    فوقعت في الإلحاد في الأسماء الحسنى الأربعة وأخذت من أحاديث النبي ما يوافق مذهبها وتركت الأحاديث الأخرى قال رسول الله " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"
    " ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون )" كل ذلك لأنها لم تتّبع السياق القرآني في بيان عدم مثلية الله تبارك وتعالى لغيره من كل الوجوه وكل ما نسب له من صفات أو أفعال(خارج الأسماء الحسنى) إما على سياق أن روحه جبريل. وإما على سياق أنه هو الذي أمر بها كمافى نفخ الروح في آدم عليه السلام
    أما أفعاله هو سبحانه وتعالي ففي قوله تعالي (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )وضع ملايين الخطوط تحت قوله سبحانه (كن فيكون) اللهم قد بلغت اللهم فأشهد ...
    أما ما يقال من عقيدة الخوارج التي يتهمني بها أهل هذه الفرقة .
    أقول: إن مذهب أهل السنة فى العلماء الذين يخالفون فى مسألة من مسائل الدين ومعروف عنهم شدة تحريهم للسنة والتزامهم بأقوال النبى صلي الله عليه وسلم فإن خالف فى مسألة قيل شذ فى هذه المسألة وخالف فيها والمجتهد المصيب له أجران و المجتهد المخطئ له أجر والله حسيبهم، ولا يجوز التطاول على أحد منهم على الإطلاق . أما عقيدة الخوارج فأصلها الأصيل رفع شعار بآية أو حديث والعمل به دون غيره ، وأما أهل السنة فشعارهم الأعظم رد التنازع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واَله وسلم.... فمن سلّمَ فقد أفلح
    ( " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً ") (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون) وصلى الله على رسوله وآله وسلم والحمد لله رب العالمين والله من وراء القصد وهو يقول الحق وهو يهدى السبيل الله مجرى السحاب هازم الأحزاب اهزم أحزاب الكفر وانصرنا جميعاً عليهم والحمد لله رب العالمين
    مراجع البحث1) مسند الأمام أحمد (2) صحيح البخاري(3) صحيح مسلم(4)معجم أبو يعلى (5)مسند إسحاق ابن راهوية 1-3(6)سنن النسائي(7)مسند الطيالسى(8)معجم الطبرانى (9)مسند الربيع بن حبيب (10) مسند البراز (11) مجمع الزوائد (12)تأويل مختلف الحديث (13) الورع للأمام أحمد (14) التوحيد لابن خزيمه (15)الاعتقاد للبيهقى
    (16) شعب الإيمان للبيهقى (17) الصفات للدارقطنى (18) التمهيد لابن عبد البر (19) المحلى لابن حزم (20) الفرق بين الفرق للتميمى (21) الإبانة لابن بطة
    (22)تفسير القرطبي (23)تفسير ابن كثير (24) الأنصاف للبطليوسى (25)شرح مسلم للنووي (26) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيميه (27) الفتاوى الكبرى
    (28)الرسالةالتدمريةلابن تيميه (29)حاشية ابن القيم (30)اجتماع الجيوش الإسلامية
    (31)فتح الباري لابن حجر (32) لسان الميزان لأبن حجر (33) تحفة المحتاج
    (34) تنوير الحوالك للسيوطى (35) شرح قصيدة ابن القيم (36) شرح الزرقانى
    (37)عون المعبود شرح سنن أبى داود (38) نفخ الطيب (39) تاريخ دمشق
    (40) كنز العمال (41) روح المعانى للألوسى (42) منهاج المسلم
    الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد
    أخوكم /عبد الله زايد السكندري


    ......... والسلام عليكم ورحمه الله ومع الرسالة
    أرجو الأرشاد الى الأخطاء
    قليل من العلم يؤدى الى الالحاد كثير من العلم يؤدى الايمان
    قليل من الفلسفة يؤدى الى الالحاد كثير من الفلسفة يؤدى الايمان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا جواب احد طلاب العلم فى كلام الأخ عبد الله زايد

    قرأت الرسالة ، فإذا هي مخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة في كل شيء ، وكتابه واضح تمام الوضوح ليس فيه مواربة ولا مواراة في الكلام فطعنه في مذهب ابن خزيمة وابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى ومن سلك سبيلهم واضح بين وقد ختم به رسالته .

    وما يكرره هو نفس كلام المتكلمون بعامة والأشاعرة بخاصة في الدندنة حول لفظة الظاهر ، وأنه سيلزم من إثبات الصفات على الظاهر تلبسها ببعض المخلوقات كالأستواء وإدعائه أن ذلك يقتضي حلول الذات في العرش ، أو حلول الحوادث في ذاته وأنه منزه عن ذلك مثل النزول وصفات الأفعال عموما .

    وهذا كله كلام المتكلمون والأشاعرة الأقحاح في هذا الزمان ومن أزمان .

    وأما ما نسبه إلى الشيخ أبي بكر الجزائري فلا أعلم ما حقيقته ويحتاج إلى التثبت من الشيخ أبي بكر نفسه ، وهل كتب على تلك الرسالة ذاك التقريظ أم لا ، والذي أظنه أن الشيخ ما قرأها ولو قرأها لرفضها قطعا .

    ومن اخطائه فى رسالته :

    الأول : خطأه في فهم معنى الظاهر وإلزام أهل السنة بمعنه الخلفي الكلامي والذي يلزم منه المشابهة بالمخلوق ، ومن ذلك تصريحه بأن إ ثبات صفة الوجه على الظاهر سيلزم منها التشبيه ولذلك فر منها ابن خزيمة وهذا هو مذهب الأشاعرة .

    الثاني :خطأه في فهم كلام الأئمة رحمهم الله تعالى وأن قولهم أمروها كما جاءت يعني التفويض بلا إثبات للظاهر .

    الثالث : خطأه في فهم معنى مصطلح " الحقيقة " أصلا وغرض أهل السنة من إطلاقها .

    الرابع : تحكيمه للقواعد الكلامية والمباحث المنطقية في النصوص الشرعية المعصومة وهذه هي محنة أهل البدع من قديم .

    الخامس : خطأه في فهم الأسماء الحسنى وأن الإسم المقتضى لفعل ، لازم إثبات الصفة أنه ما كان حتى كان الفعل ، وهذا باطل ، فأسماء الله تعالى وصفاته أزلية بدون الخلق والخليقة ، قال الطحاوي : ما زال بصفاته أزليا .... ليس باسم الخلق استفاد اسم الخالق ... الخ .

    السادس : خلطه بين طريقة تصنيف البخاري لكتابه وطريقة تصنيف ابن خزيمة لكتابه بكلام إنشائي لا حاجة له .

    السابع : جعله آيات الصفات من المتشابه وقد رد ابن تيمية على هذا بما تعلمه .

    الثامن : اعتماده في كلامه وتفسيره لكلام الأئمة أو حكايات لإجماعات ثبتت ولكن على منهج المتكلمين وعندهم فقط على الأشاعرة من مثل عبد القادر صاحب الفرق والبيهقي وابن حجر والنووي وكلهم أشاعرة .

    وللاستزادة تستطيع مطالعة رد الأخ فيصل على عبد الله زايد فى موضوع : آيات الصفات .. هل هن من المُتشابهات أم من المُحكمات؟
    التعديل الأخير تم 02-11-2006 الساعة 09:27 PM
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. آراء في أشهر الآراء : دان دينيت ..
    بواسطة الورّاق في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-09-2012, 05:09 PM
  2. عمل المراه الاصلي هو خدمة البيوت ؟
    بواسطة خلده في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 36
    آخر مشاركة: 11-26-2010, 11:00 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء