أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيع العَليم
مِنَ الشيطان الرَّجيم


قال الله عزّ وجلّ فى أواسط العهد المدنى فى سورة الصف { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون(9) }

وقال الله عزّ وجلّ فى أواخر العهد المدنى فى سورة التوبة { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) }

النص الأول يشير إلى إعداد الكافرين الوسائل التمهيدية ابتغاء إطفاء نور الله بأفواههم . والنص الثانى يشير إلى إرادة الكافرين إطفاء نور الله بأفواههم بعد أن استكملوا إعداد الوسائل بحسب تصورهم . لذلك كان النصّ الأول مشتملاً على قوله تعالى : { والله متمّ نوره }بهدوء المتمكن الواثق من قوة نفسه وعجز عدوه ، وكان النص الثانى مشتملاً على قوله تعالى : { ويأبى الله إلا أن يتم نوره } بتعبيرٍ فيه حركة الناهض بكل قوته لقمع عدوه ، وإحباط وسائله ، وإدحاض باطله .

من مقدمة كتاب "كواشف زُيُوف" للشيخ عبد الرحمن حسن حَبَنّكة الميدانى