أود أن أضيف إضافة بسيطة لعل الإخوة ينتفعون بها ؛ بخصوص حديث " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " وكيفية تطبيقه :
إذ يحسن بالخاطب أن يبحث أولا عن من يرضى فيها قدرا من الحسب أو المال أو الجمال أو غيرها من شروط الكفاءة ، فإن وجد فتاة بالمواصفات التي تطيب بها نفسه ؛ نظر أمر دينها وخلقها وذلك بالسؤال عنها أو بمحادثتها على حسب الأعراف ، فإن كانت ذات دين وإلا عدل .
وليس تأخير شرط الدين تهوينا من أمره أو زهدا فيه ، بل في ذلك ملاحظة واعتبار لضعف النفس عند أمور مصيرية إن صح التعبير كأمر اختيار الزوجة
فقد يقبل الشاب على خطبة ذات دين سمع بها ، فإذا رآها وعاين حالها خابت آماله وربما ندم وكان فيها من الزاهدين وهو أمر واقع معايَن .
وفي ذلك ضرر له ولها على السواء فهو يحقر من نفسه أن لم تصمد وقد كان متحمسا لأن يتزوج ذات دين أشد الحماس ! ويكون قد عرض نفسه لامتحان لم يكن على استعداد له ولعله كان في غنى عنه .
ويضرها هي من حيث أنه يدخل على قلبها وأهلها الحزن والاستياء ، وأسوء من ذلك أن يسبب عزوف الخطاب عنها إذا ذاع الأمر وانتشر
وفي الحالة الأخرى ؛ أي إذا كانت ذات جمال أو حسب أو نسب ..ولم تكن متدينة ،كان في عدوله عنها موعظة لها وتنبيها على أن مالديها مواصفات مرغوبة لم يغنها عن التدين والالتزام بشرع الله
أما من علم نفسه عزما وحزما ورغبة في ذات الدين مهما كانت صفاتها ولم تكن له طموحات بهذا الخصوص فليقبل متوكلا على الله والله من وراء القصد.
Bookmarks