الأخ الكريم أحمد المنصور فى الحقيقة السؤال قيم ومفيد جدا لأن كثيرا من الناس قد ذهب إلى أن اليقين لا يكون إلا فى المحسوسات ومنهم من ذهب إلى النقيض من ذلك حتى أنكر إفادة القضايا الحسية لليقين وقال إن الحواس قد تخدع الإنسان وإنما يتوصل إلى اليقين فقط بالنظر والاستدلال العقلى..
والواقع أن كلا الطرفين قد حاد عن الصواب فالبرهان بمعنى البينة الواضحة المفيدة لليقين والقطع قد يدركها الإنسان بالحواس كما يدركها بالاستدلال العقلى وربما بأمور أخرى يختص بها صاحبها ، وبالنسبة للآية الكريمة التى نحن بصددها فقد ذهب المفسرون إلى أقول عدة يجمعها أن الله تعالى قد كشف ليوسف عليه السلام من الآيات البينات ما يكون معه العلم القاطع المانع من الميل لدواعى النفس البشرية .. قال إمام المفسرين الطبرى بعد سرد أقوال المفسرين :
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن همِّ يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه ، لولا أن رأى يوسف برهان ربه ، وذلك آيةٌ من الله ، زجرته عن ركوب ما همَّ به يوسف من الفاحشة = وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب = وجائز أن تكون صورة الملك - وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا = ولا حجة للعذر قاطعة بأيِّ ذلك [كان] من أيٍّ . والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى ، والإيمان به ، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه.
تفسير الطبري - (ج 16 / ص 49)
التعديل الأخير تم 02-25-2006 الساعة 02:57 AM
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks