النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: ما هو البرهان الذي رآه يوسفٌ عليه السلام؟

  1. افتراضي ما هو البرهان الذي رآه يوسفٌ عليه السلام؟

    (بسم الله الرحمن الرحيم)
    (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أُنْ رَأىَ بُرْهَانَ رَبِّهِ) الآية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    جاء في المحيط:
    البُرْهَانُ: البيّنة الواضحة (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أُنْ رَأىَ بُرْهَانَ رَبِّهِ) -: الحجة القاطعة، (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) -: في الفلسفة، القياس الذي يتألف من مقدمات يقينية.-: في الرِّياضيات، ما يثبت قضيةً من مقدمات مسلَّم بها.


    فما هو البرهان الذي رآه يوسفٌ عليه السلام؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ الكريم أحمد المنصور فى الحقيقة السؤال قيم ومفيد جدا لأن كثيرا من الناس قد ذهب إلى أن اليقين لا يكون إلا فى المحسوسات ومنهم من ذهب إلى النقيض من ذلك حتى أنكر إفادة القضايا الحسية لليقين وقال إن الحواس قد تخدع الإنسان وإنما يتوصل إلى اليقين فقط بالنظر والاستدلال العقلى..
    والواقع أن كلا الطرفين قد حاد عن الصواب فالبرهان بمعنى البينة الواضحة المفيدة لليقين والقطع قد يدركها الإنسان بالحواس كما يدركها بالاستدلال العقلى وربما بأمور أخرى يختص بها صاحبها ، وبالنسبة للآية الكريمة التى نحن بصددها فقد ذهب المفسرون إلى أقول عدة يجمعها أن الله تعالى قد كشف ليوسف عليه السلام من الآيات البينات ما يكون معه العلم القاطع المانع من الميل لدواعى النفس البشرية .. قال إمام المفسرين الطبرى بعد سرد أقوال المفسرين :
    قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن همِّ يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه ، لولا أن رأى يوسف برهان ربه ، وذلك آيةٌ من الله ، زجرته عن ركوب ما همَّ به يوسف من الفاحشة = وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب = وجائز أن تكون صورة الملك - وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا = ولا حجة للعذر قاطعة بأيِّ ذلك [كان] من أيٍّ . والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى ، والإيمان به ، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه.
    تفسير الطبري - (ج 16 / ص 49)
    التعديل الأخير تم 02-25-2006 الساعة 02:57 AM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  3. افتراضي

    الجواب حلُّه في فهم معنى:

    1. لولا

    2. رأى

    3. برهان ربه.


    فإن فهمنا معنى لولا وما تفيد.
    وما المقصود بالرؤية.
    وما المقصود ببرهان ربه..

    كل ذلك وفق عقيدتنا في عصمة الأنبياء،
    ومتفاعلاً مع سياق الآيات الكريمة

    عندها سنحيط بذاك البرهان بصورة هادئة مقنعة
    أسئلة في الإعجاز البياني للدكتور فاضل السامرائي
    http://www.islamiyyat.com/lamasat-index.htm

    شبهات حول القرآن الكريم ونقدها

    http://55a.net/firas/arabic/index.ph...ect_page=rodod

  4. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    الإخوة الأفاضل أبا مريم ورحيم
    شكرا على تعليقيكما، وسأعلق فيما بعد وأنتظر منكما المزيد. وكذلك أدعو الأساتذة والأعضاء الكرام للإجابة عن السؤال والإفادة، وأي تعليق بخصوص الموضوع فهو محل ترحيب.

    وماذا تعني:
    (لَوْلا أُنْ)

    ولماذا تم نسب البرهان لربه. السؤال الذي يفرض نفسه: مالفرق بين البرهان وبرهان الرب؟
    التعديل الأخير تم 02-25-2006 الساعة 10:57 PM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    Lebanon
    المشاركات
    121
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوع جميل وخفيف
    سأعلق فقط على
    ولماذا تم نسب البرهان لربه. السؤال الذي يفرض نفسه: مالفرق بين البرهان وبرهان الرب؟
    أولا ما هو البرهان, لا أدري..ولا أعتقد أن هنالك شئ متفق عليه عندنا ,مجرد تأويل.
    أما بالنسبة للفرق بين البرهان وبين برهان الرب
    فالفرق واضح ,وبما أنك تكلمت عن الرياضيات فلنكمل بها
    ---
    فمثلا لو أنك باختبار (رياضيات ) ولم تستطع أن تحل مسألة معينة
    ورأيت أن المراقب غفل عنك للحظة
    فاغتنمت الفرصة ونظرت على يمينك فرأيت فلان (الأهبل) ولكن الوقت كان يداهمك فسألته فأعطاك جوابا
    فكتبته ولكنك لم تقتنع به تماما لأن فلان وكما أشرنا (أهبل)
    وبعد قليل سنحت لك الفرصة مرة أخرى فالتفت الى يسارك فرأيت فلان` (عبقري الصف أو بالسعودي دافور الصف) فسألته وأعطاك جوابا آخر
    لم تفكر بالجواب الأول فمسحته في الحال وقمت بكتابة الجواب الثاني
    ---
    طبعا اليوم مبسوط ونفسيتي تمام التمام
    معاذ الله أن اكون اشبه هذه بتلك
    ما أقصد أن البرهان أي ما كان لن يصل الى برهان الله مهما كان قوي الحجة
    فلو أن نفسه الطيبه حدثته أو أو أو لن يكون كرأية برهان الله (رأية حسية أو معنوية)
    طبعا هذه المشاركة هي تسجيل متابعه أكثر من كونها ابداء رأي موسع ومفصل
    هذا والله أعلم

    ----------------------------
    يرجى من الأخوة إن رأوا في مثالي أي اساءة أن ينصحوني
    والسلام عليكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يوسف (عليه السلام) وامرأة العزيز

    ولما بلغ أشده أخذت امرأة العزيز تراوده عن نفسه،غير أن سيدنا يوسف الذي اجتباه الله لحمل رسالته ما كان له أن يقع في الخطيئة فـ (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)، وقد جاء ردّه هذا مؤكداً بـ (إنّ)في موضعين:

    إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ: إن سيدي أكرمني وأحسن إقامتي عنده وأنعمعليّ. وتمثل هذه الجملة (المقدمات)

    إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ: إنّ الإساءة إلى من أحسن إليّ ظلم،عاقبته الخيبة والخسران.وتمثل هذه الجملة (النتائج).

    و القولان جاءا مؤكدين بـ (إنّ).

    إذاً، إن المقدمات التي جاءت مؤكدة لا شك ستفضي إلى نتائج مؤكدة أيضاً. وهذا كله من باب إقناع امرأة العزيز بالحجة والمنطق، وهو في الآن ذاته شريعة الله القائمة على العدل، ولو خلت إحدى الجملتين من التوكيد لاختلّ التوازن بين المقدمات والنتائج.

    لكن امرأة العزيز أصرّت على ما عزمت عليه (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ) والجملة مؤكدة بـ (لقد) التي تدل على قسم محذوف قبلها، وهذا التوكيد المؤيد بالقسم دليل على أن الأمر قد حدث دون شك، وأنّ امرأة العزيز قد همّت بيوسف حقيقة.

    ويأتي قوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) وهذه الجملة تنفي الأمر عن سيدنا يوسف من ناحيتين:

    الناحية الأولى: وجود لولا التي تعني أن أمر (الهمّ) لم يحدث أصلاً. فقولنا: لولا المطر يبس الزرع. لا يعني أن الزرع قد يبس بحال من الأحوال!؟

    وقوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) يعني أيضاً أن الهم لم يحدث أصلاً.

    وقد ذهب بعض النحاة إلى أن جواب لولا في الآية محذوف، وما قبلها ليس جواباً، إذ لا يصح أن يأتي جواب لولا قبلها. وقد خالف نحاة آخرون هذا الرأي.

    وعلى أية حال نقول: إنما حذف جواب لولا – إن اتفقنا مع أصحاب هذا الرأي – لدلالة ما قبلها عليه، ومن ثم فالمحذوف يحمل الدلالة ذاتها، وهذا يتفق والمعنى الذي نذهب إليه... بأن الهم لم يحدث من جانب سيدنا يوسف.

    أما الناحية الثانية: فهي مجيء فعل (الهمّ) في قوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) دون توكيد، على غير ما جاء به الفعل المنسوب إلى امرأة العزيز (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ)، إذ جاء مؤكداً كما ذكرنا آنفاً، وهذا يدل على أن الأمرين غير متماثلين، وإلا فما الدلالة التي يحملها توكيد الفعل الأول، وعدم توكيد الفعل الثاني إن كان الفعلان متساويين.

    ولما استبقا الباب، ووجدا العزيز لديه بادرت امرأة العزيز فـ (قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

    نلاحظ أن كلام امرأة العزيز هنا لم يأت مؤكداً، على الرغم من أن الموقف يتطلب ذلك، فأية دلالة يحملها هذا الأمر!؟

    إذا كان الكلام المؤكد يراد منه إزالة التردد أو الإنكار من نفس المخاطب، فإن الأمر عند العزيز لم يدخل بعد حيز التفكير حتى يشكك فيما يسمع أو ينكره، فأرادت امرأته أن تبادره بقولمصبوغ بصبغة الحقيقة الواقعة، بلسان الواثق من نفسه. ولو جاءت – في قولها - بمؤكدات لوضعت نفسها في موضع المتهم المدافع عن نفسه... وهي لم ترد ذلك، بل أرادت وضع نفسها في موضع المدّعي،لتجعل يوسف (عليه السلام) في موضع المتهم الذي يضطر إلى أساليب التوكيد- على اختلافها- دفاعاً عن نفسه، وردّاً للتهمة، ونفياً لها... فالبيّنة على من ادّعى واليمين على من أنكر.

    ولعل امرأة العزيز لم تكن تحفل بموقف زوجها من الأمر، ولا يهمها إن اقتنع ببراءتها أملا، فهي لا تحتاج والحالة هذه إلى توكيد الأمر لدفع الشبهة لدى زوجها (إن وجدت).

    ودليلنا على ذلك أن امرأة العزيز عادت إلى مراودة يوسف عن نفسه أمام جمع من النسوة دون أن تقيم لزوجها وزناً أو تحسب له حساباً، ولو كانت تخشاه لما أقدمت على ذلك.

    وعلى أيّ وجه كان الأمر، فإن سيدنا يوسف (عليه السلام) (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي) هكذا دون توكيد، فلم يضع نفسه في موقف المتهم المدافع عن نفسه، ولم يأت جوابه بنفي الأمر الذي اتهمته به، فلم يقل مثلاً: (لم أرد بأهلك سوءاً) وإنما ردّ الاتهام بمثله (من وجهة نظر العزيز)، وأجاب بلهجة واثقة (هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي).

    الطرفان إذاً امرأة العزيز ويوسف (عليه السلام) كل منهما يتهم الآخر، وليس ثمة بيّنة إلا قميص يوسف الذي قُدَّ من دبر. لكن الاحتكام إلى هذا الأمر لو جاء على لسان يوسف (عليه السلام) لكان رأيه في معرض المدافع عن نفسه، وقد لا يُقبل اقتراحه هذا فـ (شَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا ) وجاءت شهادته نقضاً لادعائها، وتثبيتاً لقول يوسف (عليه السلام) وتنزيها له مما اتهم به بهتاناً وزوراً.

    وتعود امرأة العزيز إلى ما عزمت على فعله، وعلى مرأى ومسمع النسوة اللواتي كنَّ يلمنها على مراودتها يوسف عن نفسه (قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)

    انظر إلى توكيدها أمر مراودة يوسف عن نفسه (لَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ).

    وقد جاء هذا التأكيد بعد إدراكها أن النسوة قد رأين في حُسْنِ يوسف عذراً مقبولاً لما أقدمت على فعله، فلم يعد ثمة حرج إذاً في توكيدها الإقدام على هذا الأمر.

    ثم تقول (وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ) لقد حمل كلامها تهديداً ووعيداً، وجاء حافلاً بالمؤكدات التي تصور عزمها على إنفاذ تهديدها فأكدت بـ (لئن) الدالة على قسم محذوف قبلها، وبـاللام ونون التوكيد الثقيلة في (ليسجننّ)، واللام ونون التوكيد الخفيفة في (ليكونن).

    رأى بعض النحاة أن مجيء (ليسجننّ) بنون التوكيد الثقيلة، و(ليكونن) بنون التوكيد الخفيفة معناه أن حرصها على سجنه كان أكبر من حرصها على إذلاله، والأمر فيما نرى يحتمل وجهاً آخر والله أعلم:

    لقد أكدت امرأة العزيز بنون التوكيد الثقيلة ما هي قادرة على فعله،أي سجن يوسف(عليه السلام)،أمّا الذل والصَّغار فأمران معنويان لا يملكهما إلا الله سبحانه وتعالى. والإذلال أمر لا يخرج عن كونه مجرد احتمال، فكيف لها أن تؤكد ما لا قدرة لها عليه، ولا بيدها حدوثه...!؟

    ولنتأمل فيما آلت إليه الأمور...

    توعدت امرأة العزيز يوسف (عليه السلام) بالسجن، بقولها: (ليسجننَّ) وقد كان لها ما أرادت (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) وانظر إلى البيان الإلهي في تكرار لفظة (لَيُسْجَنَنَّ) مؤكدة بالمؤكدين نفسيهما في الحالتين، إشارة إلى أن امرأة العزيز نفذت تهديدها كما أرادت تماماً.

    أما الإذلال فليست تمتلك وسائله أو أدواته، لأنه خارج عن إرادتها فلم يكن لها ذلك، إذ كان سيدنا يوسف في سجنه داعياً إلى الله، مبلغاً رسالته، ناصحاً، مستشاراً فيما يجهل علمه سواه (تأويل الرؤيا)، وكان – حسب ما جاء على لسان الفَتيين ـ من المحسنين، ثم لما خرج من سجنه جعله الملك على خزائن الأرض... وفي ذلك كله عزّ ورفعة لا إذلال وصَغَار.

    ظهور براءة يوسف

    _ ولما سأل الملك امرأة العزيز والنسوة عن أمر يوسف (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) إنها تقر بذنبها بقولها (أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) وجاءت الجملة هنا دون توكيد، كونها جاءت في سياق الاعتراف بذنب يدعو للخجل أمام الملك، فلم يكن من البلاغة إذاً أن يأتي اعترافها هذا مؤكداً، ثم تضيف (وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) وهنا تأتي بمؤكدين (إنّ _ اللام في لمن) زيادة في تأكيد براءة يوسف وصدقه. وهذا أيضاً مما يدحض قضية الهمّ التي ذكرت في قوله تعالى (وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) والتي سعى المشككون إلى إثارتها وتأويلها بالشكل الذي يرغبون.

    ثم تقول (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) وتوكيدها أن النفس أمّارة بالسوء بمؤكدين (إنّ – اللام في لأمّارة)، حُسْن اعتذار وتبرير لفعل شائن صدر عنها، إذ أكدت أن الأمر خارج عن إرادتها.

    ولنتذكر اعتراف امرأة العزيز أمام النسوة وقد هتكت أمامهن ستر الحياء: (لَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ) كيف جاء الاعتراف مقترناً بالتوكيد، بعدما رأت في موقف النسوة عند رؤيتهم يوسف ما يبرر فعلها.

    أما أمام الملك فالأمر مختلف حتماً، فجاء اعترافها مبطناً بالحياء (أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ)

    فإذا مرّ أي إنسان بتجربة مشابهة لمحنة يوسف مع امرأة العزيز من حيث الموضوع، فعليه أن يثبت ولا ينزل عند رغبات الإغراء بحجة عدم قدرته على تحمل ذلك. صحيح أن يوسف كان ابن نبي مؤهلاً للنبوة فاستطاع مقاومة الإغراء.. إلا أن الله تعالى لن يترك برحمته وعلمه أيّ إنسان مؤمن يتعرض لموقف إغراء فوق إرادته. فسرّ القوة في مجابهة الإغراء، تكمن في الإيمان الذي إذا وصل إلى درجة عظيمة، تتلاشى بالإنسان الشهوات الباطلة، فيرتقي بروحه بدلا من الاستسلام والهبوط بها إلى الذل والمهانة. فموقف يوسف إذن، موقف تسامٍ وتعالٍ، عظيم عن الشهوة.
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  7. افتراضي

    قالوا ان أمرأة العزيز كان في بيتها صنم تعبده فلما عقدت النية على ايقاع يوسف عليه السلام غطت وجهه بقطعة قماش لانها استحت ان تفعل الفاحشة أمام إلهها و رآى ذلك يوسف عليه السلام فكان له ذكرى من الله عز وجل و هو اللبيب الالمعي.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي
    قالوا ان أمرأة العزيز كان في بيتها صنم تعبده فلما عقدت النية على ايقاع يوسف عليه السلام غطت وجهه بقطعة قماش لانها استحت ان تفعل الفاحشة أمام إلهها و رآى ذلك يوسف عليه السلام فكان له ذكرى من الله عز وجل و هو اللبيب الالمعي.
    بارك الله فيك
    رغم اني لم اسمع بهذا الكلام الا منك الآن ..
    لكنني اقول :
    هذا الكلام عبرة لمن يعتبر .. وفي كل الاحوال ..
    فالمؤمن الصادق يعرف بان الله يراه ..
    فليكن شأن المسلم في كل حياته واموره مثلما كان شأن امرأة العزيز من الهها الصنم ..
    وكن مثل يوسف وتمسَّك بدينك وايمانك بالله القادر …كن المؤمن الواعي المنفتح، الذي يملك الإرادة الصلبة، أمام كل عوامل التهديد والإغراء، من خلال إيمانه القوي الذي ينمو معه في كل لحظةٍ من خلال مراقبته لربه، في شعوره العميق، بحضوره في كل ما حوله ومن حوله، فلا يغيب عنه أية لحظة..

    وإذا العناية لاحظتك عيونها .... نم فالمخاوف كلهن أمان
    قال الله تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لايحتسب)
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  9. افتراضي

    هذا الكلام ليس من عندي و هو موجود في تفسير القرطبي للاية المذكورة بارك الله فيك

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاصمي
    قالوا .......
    من هم الذين قالوا؟

    أعرف ما جاء بكتب التفسير، ولكن يجب التفريق بين توثيق معلومة - في التفسير - قد تصلح للتفسير والترجيح وبين التفسير نفسه.

    الماضي - جزء منه - من الغيب؛ وما نتحدث عنه من الغيب ولا شك!

    ولا شك بأن الغيب لا يصح منه لدينا إلا ما أخبرنا به ربنا في كتابه أو على لسان نبيه أو بإقراره؛ إذًا ما محل "قالوا" أولاً؟ فإن كانت في ذاتها غير مبرهنة أو تفتقد للبرهان فمن باب أولى أنها لا تصح للبرهان؛ فكيف والحديث عن برهان نسبه الله عزّ وجلّ لنفسه!

    إذاً، إن المقدمات التي جاءت مؤكدة لا شك ستفضي إلى نتائج مؤكدة أيضاً.
    بارك الله فيك أخي ناصر التوحيد، هذا هو الكلام الذي لا يصح غيره ولنا رجعة بإذن الله وتوفيقه. مع أنني أعتقد أن الجملة الأتية أصوب:

    إذاً، إن المقدمات التي جاءت مؤكدة هي فقط التي ستفضي إلى نتائج مؤكدة أيضاً.
    التعديل الأخير تم 04-17-2006 الساعة 05:13 PM

  11. افتراضي

    {ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه}

    وكلّ قد همّ بما أهمّه, فهي أهمتها الفاحشة فهمّت بها, وهو أهمّه الاستعاذة فهمّ بها - اي بما يدفع عنه شر امرأة العزيز ...
    وقد باشر يوسف عليه السلام همّه لولا ان تنبّه الى برهان براءته امام ربه اي سيده, فانصرف عن دفعها عن نفسه الى الباب فاستبقا الباب وظهرت براءة يوسف من خديعة امرأة العزيز

    بكلمات اخرى: قوله تعالى {لولا ان رأى برهان ربه} اي لولا ان رأى يوسف برهان نفسه عند ربه أي سيده .. وقد وردت كلمة الرب بمعنى الملك والسيد كثيرا في سورة يوسف ...

    والذين قالوا ان يوسف عليه السلام قد همّ بالفاحشة او أهمته نفسه بالفاحشة قد اسقطوا عليه تحليلهم النفسي لشخصه, واذا كان البعض لا يستبعد عن الانبياء ان تحدث نفوسها بما يحدث به البشر العاديين انفسهم, فان اسقاط ذلك على هذه الاية يحتاج الى دليل وليس الى تحليل نفسي

    والله اعلم

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    61
    المذهب أو العقيدة
    منكر للسنة

    افتراضي

    بسم الله
    السلام عليكم
    الاخ احمد محمد حامد
    الحمد لله الذي فتح عليك هذا التأويل الجميل

    فاذا قلنا لقد وقع سعيد في الحفره لو لا انه انتبه لها ...فاننا نفهم من ذلك
    ان سعيد لم يقع في الحفره وذلك بفضل الله عزوجل الذي بصره وجعله يراها ويتفادى الوقوع بها

    فحاشى لله ان يكون النبي الكريم يوسف عليه السلام قد هم بارتكاب الفاحشه
    فجزاك الله خيرا لما كتبته والحمد لله رب العالمين


    التوقيع:ابو وائل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-05-2014, 02:56 PM
  2. حكم مشاهدة المسلسل الذي يجسد يوسف عليه السلام .. فيديو
    بواسطة طالب العفو في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-17-2010, 05:50 PM
  3. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-29-2010, 10:07 PM
  4. حقيقة عيسى عليه السلام بالاسلام : {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون}
    بواسطة سمير السكندرى في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-22-2008, 07:01 PM
  5. ما أدلة الإلحاد الذى أنت عليه يا مغضوب عليه ؟
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 06-16-2005, 01:43 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء