صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟!

  1. افتراضي لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟!

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..

    ما سأتعرض له اليوم بإذن الله سبحانه و تعالى هو أمر شديد الأهمية , و قد لاكته ألسنة الملحدين و اللادينيين بالكثير من الافتراءات و البهتان .. و الأمر كله نتاج جهل شديد بالإسلام ..

    و ليتهم جهلوا فسألوا .. بل جهلوا فافتروا .. !

    و المشكلة أنهم يلبسون حججهم بلباس العقلانية .. و لو أنهم كانوا عقلانيين حقًا لبحثوا في الأمر حق البحث فتدبروا القول و ما اتبعوا أهوائهم ..

    يقول سبحانه و تعالى :-

    " أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ "

    و الذي يتبع أهواءه هو من رضى بظلام الجهل و آثر أن يبقى في قاع الظلمة و لم يرد تحمل مشاق الصعود إلى الدرجات العلى حيث النور و الهدى .. فهو يلمحه كل يوم من قاع ظلمته عاليًا شامخًا و لكنه لا يقدر على الصعود لأنه لا يريد تحمل المشاق ..

    و المشقة هنا هي عناء تدبر القرآن الكريم على الوجه الصحيح .. في قوله سبحانه و تعالى ..

    " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "

    و القرآن الكريم و الهدي النبوي هو السبيل الوحيد و الطريق الوحيد لانتشال الغارق في ظلمات الجهل من جهله لأنه كما قال سبحانه و تعالى ..

    " يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "

    و ليتهم أدركوا أن تلك المشقة لن تكون أبدًا إذا ما عزموا الصعود .. و أن المولى سبحانه و تعالى هو من سيتولى أمرهم و يصلح بالهم و يهون عليهم .. فكل من اتبع سبيل الخالق و بحث عنه بصدق سيصل دون بمعونة منه سبحانه و تعالى ..

    " اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ "

    " َالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ "

    لذا فإنه من المهم جدًا أخي القارئ أن تتدبر في الكلام المكتوب و تجعل في رأسك فكرة واحدة .. ألا و هي : الوصول إلى الحق بإذن الله سبحانه و تعالى .. و تطرد ما دون تلك الأفكار من رأسك شر طرده .. و تستعذ بالخالق سبحانه و تعالى من كل ما قد يعوق ذهنك عن التفكير في ما دون الحق وحده ..

    و تابع معي ما سيأتي إن شاء الله سبحانه و تعالى ..

    و الحمد لله رب العالمين ..
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  2. افتراضي

    أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد صلى الله عليه و سلم ..

    (1)


    لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟! (*)


    إننا نعيش على هذه الدنيا نمر بآلاف المواقف و توضع أمامنا الكثير من الاختيارات .. كل اختيار قد يرسم على وجوهنا البسمة و الفرح .. و قد يعرضنا للحزن و الكآبة و الندم ..

    و هذه الاختيارات و المواقف تمر على الإنسان كل يوم منذ لحظة استيقاظه حنى نومه ..

    و كل اختيار يكشف عن معدننا و طبيعتنا دون أن ندري ! ..

    فإلى شهوة تنادينا نهرع .. قد تكون شهوة الجنس أو الطعام أو أو من الشهوات ...

    و ليس التدرج في الطبائع من القمة حيث الإنسان المفكر إلى الانحطاط حيث الحيوان البدائي أمر يتوقف على الشهوة فقط .. بل بمدى ارتباط الانسان بتلك الشهوة و تفضيلها على ما دونها ..

    و هو هنا يتدرج و يتدرج .. أما إلى أعلى الدرجات حيث الإنسان .. و إما إلى أحط منزلة من حيوان ..

    فالبشر يتفاوتون .. من مصلح اجتماعي و واعظ أخلاقي .. إلى فاسق داعر و طاغية جبار .. إلى مرتش متجبر .. إلى سادي وحشي ..

    و كل يرتبط بمدى ارتباطه بتلك الشهوة مهما كانت ..

    فإذا استجبت لمنطق الاعتدال و حكمت العقل فأنت إنسان .. و إذا ما أطلقت شهواتك فأذيت نفسك و الآخرين فأنت حيوان همجي ..

    و لكن .. هل معنى هذا أن كل شخص عاقل لا ينطلق في شهواته هو إنسان كغيره من بني الإنسان ؟!

    لا ..

    فالعقول تتفاوت ..

    فهناك عقل مادي لا يؤمن إلا بالمادة و لا يتسع فكره لما وراء المادة و لا مكان لعاطفة عنده .. و هؤلاء – رغم وقوف شهواتهم عند حد معقول – إلا أنهم لا يتورعون عن انتهاك مصالح و حريات الآخرين دون وازع ضمير .. و تحت مسمى عقلي و حجة عقلية زائفة لا توجد إلا في عقله هو و الذي تجرد من بقايا الضمير الساكن في فطرة الإنسان منذ أقدم العصور ..

    و هؤلاء لا يزنون للروح و المشاعر و الحياة البشرية أي اعتبار .. بل لأجل مصلحة ما قد يحصدون الأرواح تحت دعوى المحافظة على الأرواح .. و يؤذون المشاعر تحت دعوى المحافظة على حرية التعبير عن المشاعر ..

    ألم يقتل ستالين خمسة ملايين فلاح روسي ؟ .. ألم يفعل ذلك بحجة أنه إنما يقتل الرجعية و التخلف و يدفع بعجلة التاريخ إلى الأمام من أجل حياة أفضل لأفراد أفضل ؟

    ألم يقتل هتلر الملايين من أجل سيادة الجنس الآرى .. الأمر الذي يجده شديد المنطقية بالنسبة له .. لاحظ أنه لا يقتل لشهوة القتل .. بل لفكرة مادية مسيطرة عليه ..

    فقد وقع ستالين و هتلر و من تبعهم تحت سلطة العقل المادي الذي لا يعترف إلا بما يراه حقًا و لا يعترف إلا بالقوة و كأن لسان حالهم يقول : " أنا ربكم الأعلى " ..

    و نسوا أن فوق المادة قوة غيبية هي التي تملك البشر أجمعين و هي التي تعطي الحق في السيطرة عليهم و تعطي الحق لأن يهلك هذا بدعوى الحفاظ على ذاك ! ..

    هؤلاء و إن تجردوا من الشهوات الحيوانية المنحطة بصورتها الهمجية .. فإنهم استبدلوا تلك الصورة الهمجية بشكل أكثر تحضرًا .. أما النتيجة فواحده .. !

    فالذي يقتل باستخدام مخالبه .. قلم أظافره و تعلم أن يمسك مسدسًا .. !

    هذا هو أدنى و أحط درجات العقل " الإنساني " .. فحياته مخطط أجرامي مهما بدت حضارية متفتحة عقلانية !(1)

    و هناك درجة أعلى بين البشر ..

    و هو العقل الذي لم يكتف بظلام المادية و بحث - أو ما زال يبحث – عن حجب ما وراء المادة .. و بدأ في رحلة معرفية طويلة لاستكشاف السر وراء هذا الكون .. فاصبح عنده اعتقاد بوجود قوة ما تتحكم في هذا الكون ..

    هذه درجة أرفع و أعلى ..

    و لكن هذا الاعتقاد لا يخرج عن كونه ظن .. لا ينفع في الكثير من الأحيان أمام طوفان المادية الكاسح و الذي قد يعمي بعض العقول .. فتجد اخلاقه تنحدر بين الحيوانية حينًا .. فيرفعها بقايا ضمير في حين آخر .. فيرفعها الاعتقاد بوجود قوة ما في حين آخر و أن هذه القوة ليست غافلة عن الذين يظلمون .. و أنه لابد من وجود حماية لأهل المظلومين ..

    و رغم هذا التذبذب و الذي يرقى كثيرًا جدًا في الكثير من الأحيان عن العقل المادي الصرف .. فإن ذلك الظن يجعله أقل صلفًا و أقل ظلمًا و أقل عتيًا .. و سوف تعطيك بعض سوانح العطاء و الكرم و استشعار الغيب .. إلى حد أن يدرك بعضهم – كما قال أحد الزملاء في تعبير بليغ - أن "زلطة" صغيرة أقوى من رأسه المتحجر !

    و غاية ما تصل إليه في تلك الدرجة أن تعتقد بوجود قوة خلف هذا الكون .. و لا تتنكر للعقل و الفطرة ..

    و يظل من يظل في تلك الدرجة الإنسانية حتى يرتفع إلى درجة أعلى ..

    و أرفع ..

    و هي الدرجة التي تسمح له بتسمية تلك القوة الغيبية بإسمها الديني " الله " سبحانه و تعالى ..

    عندها يدين لتلك القوة بالشكر فيمارس شعائر الإسلام و يدين بالعبادة .. عندها يصير كرم الأخلاق طبعه .. و تصير لروح أخيه الإنسان حرمة و قدسية .. لأنه وجد شيئًا مشتركًا بينه و بينهم .. شيئًا أقوى من المادة ..

    و يتدرج الإنسان في تلك الدرجة الشريفة من الإيمان فمن المسلم العادي إلى المؤمن إلى المحسن .. و كلها درجات رفيعة من الإيمان ..

    و يشهد على ذلك سلوكك في كل مرحلة .. فإن كنت من أهل الإيمان الرفيع فأنت من المحسنين .. فأنت تعبد الله سبحانه و تعالى كأنه يراك .. و كأن كل حجب الغيب قد تكشفت أمامك .. و قد صارت المادة شيئًا يمر على الخاطر و لا يسترع الانتباه إلا بما يتطلبه الجسد ليعيش .. عندها يصبح هذا الشخص ينبوع خير يفيض .. يستمد ذلك من النور الذي طبعه الله سبحانه و تعالى عليه ..

    و هذه الدرجات الشريفة هي قمة الدرجات الإنسانية و أكثرها تحضرًا .. و أكثرها فائدة للبشرية و أقلها ضررًا ..

    إذن ..

    فإن هذه الدنيا تفرز لنا مواقف كثيرة .. في كل دقيقة تمر .. تضعنا أمام اختيار جديد .. و كل المواقف تتطلب اختيارات .. و تلك الاختيارات هي التي تكشف عن مكنون صدورنا و طبيعتنا و ما ارتضيناه لأنفسنا ..

    و هذه الاختيارات هي التي تفضح النفس البشرية ..

    و مع تكرار الختيارات تتمزق الأقنعة ! ..

    فكل منا يظن أنه خير الناس و أفضلهم ..
    حتى الذين يقتلون و ينهبون و يسرقون و يحيلون حياة الآخرين جحيمًا .. يظنون أنهم إن يفعلون إلا خيرًا !

    فكلهم جاء إلى دنيتنا هذه و معه دعاوى عريضة و أقوال مزعومة عن صلاحه و طيبته ..

    لهذا اقتضى عدل الله سبحانه و تعالى أن يطلعنا على حقيقة أنفسنا ..

    و لهذا اقتضى عدل الله سبحانه و تعالى أن يكشف لنا مكنون أفعالنا و هو يعلم علم اليقين مكانتنا من قبل ..

    حتى لا تكون هناك أعذار إذا ما صنف الله سبحانه و تعالى الناس في الآخرة .. كل حسب مكانته و درجته ..

    و حتى يكون هذا التصنيف حسب حقيقة عاينها المصنَّف ..

    و لهذا خلق الله سبحانه و تعالى الدنيا ! ..

    و أرجوا من أخي القارئ أن ينتبه للألفاظ التي أستخدمها .. فأنا أتكلم عن خلق الدنيا .. و لا أتكلم عن خلق الإنس ..

    فأنا أتكلم عن جدوى خلق الدنيا ..

    خلقها لتنكشف لكل نفس حقيقتها ..

    و خلق الآخرة ليجزى الأبرار ببرهم .. و تنكشف حجب الغيب فيأخذ الطغاة جزاءهم ..

    و لهذا يقول سبحانه و تعالى ..

    " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "

    أي أنه هو – سبحانه و تعالى - الذي خلق الموت و الحياة ليبلوا كل شخص و يعرف كل شخص عين حقيقته .. فلا يختلق أحد الأعذار يوم القيامة و ليتم الله سبحانه و تعالى موازين القسط لهذا اليوم ..

    و الله سبحانه و تعالى لا يخلق أي شئ إلا بالحق و لأجل إحقاق الحق .. فيقول سبحانه و تعالى ..

    " مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى "

    " مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "

    " خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ "

    و هذا يرد على دعاوي العبثية .. فالله سبحانه و تعالى لم يخلق السموات و الأرض و لم يخلق الموت و الحياة للعب و لهو ..

    بل يقول سبحانه و تعالى ..

    " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ .. لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ "

    بل سبحانه و تعالى يخلق السموات و الأرض لأجل الحق و إحقاقه ..

    " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ "

    و ما يتوصل لتلك الحقيقة سوى من يتدبر في آيات الله سبحانه و تعالى و ظروف خلقه .. و هؤلاء كما يقول عنهم الله سبحانه و تعالى ..

    " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً "

    أما الذين ينسبون دعوى العبث لله سبحانه و تعالى .. هم الذين كفروا ..

    " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا "

    و هؤلاء لم يتدبروا في آيات الله سبحانه و تعالى ليعلموا حقيقة خلق تلك الدنيا .. إذ يقول تبارك و تعالى عنهم أنهم لا يتدبرون القول و لا يعقلون .. و هم كما يقول سبحانه و تعالى عنهم ..

    " صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ "

    و هذا يرد على قول الشاعر الضال الذي قال :

    انسان أيا انسان ما اجهلك

    ما أتفهك فى الكون وما اضألك

    شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم

    وفاكرها يا موهوم مخلوقه لك ؟

    فيقول كاتب تلك الآبيات أن الإنسان واهم إذ يظن أن كل هذه العظمة مخلوقة من أجله .. !

    و من تلك الآبيات نعلم أنه هو الواهم .. إذ ظن أن عظمة الكون هذا أكثر عظمة عند الله سبحانه و تعالى من احقاق العدل بين خلقه .. و من إشهاد العبيد على أنفسهم حتى تضع الموازين القسط يوم القيامة فتشهد كل نفس على الأخرى و تشهد كل نفس على ما فعلت ..

    و نسى أن الله سبحانه و تعالى هو الذي يملك كل هذا الكون و أنه غني عنه و أنه لا يساوي عند الله سبحانه و تعالى شيئًا .. فهو الغني سبحانه و تعالى .. قال سبحانه و تعالى ..


    " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ "

    بل هو الغني عنا نحن الذين خلق هذه الحياة من أجلنا ..

    " وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ "

    فما أضل هذا الشاعر حين ساوى بين قدر احقاق الله سبحانه و تعالى للحق و إشهاد الناس على أنفسهم و بين عظمة هذا الكون .. فالله سبحانه و تعالى لا تزن أو تساوي عنده هذا الدنيا – بكل عظمتها - جناح بعوضة .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم ..


    فإذن الدنيا خلقت بالحق لتكشف مكنون أنفسنا .. و تكشف الأقنعة عنا .. فلا عذر لمن اختار الهلاك عند الله سبحانه و تعالى .. إذ قد أشهده على نفسه بالفعل ..

    و ما نراه في هذا الدنيا من تفاوت في الرزق و من آلام و أحزان و أشجان و مصائب تعصف بالإنسان .. كل هذه الآلام و الأحزان من كوارث مفاجئة من فشل و غيره .. و نقيضها من نجاح و فرح و ضحك و مرح .. و غيرها من الحوادث المفاجئة .. ليست عبثية ..

    فهي الداعي الأمثل لإظهار مكنون الأنفس ..

    و كما يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه " القرآن كائن حي " : -

    " إننا جميعًا شجعان حتى يدعوا داعي الحرب , فيبدي كل واحد عذرًا و يختلق كل واحد ظروفًا تمنعه و لا يثبت ساعة الضرب إلا القليل .

    و لولا محنة القتال ما انكشفت النفوس على حقيقتها , و نحن جميعًا كرماء حتى يدعو داعي البذل , فتنكمش الأيدي التي كانت ممدوة بدعوى السخاء , و لا تنبسط بالكرم إلا أكف معدودة .

    و كما قال المتنبي :

    لولا المشقة لساد الناس كلهم ********* الجود يفقر و الإقدام قتال

    فالمشقة هي التي كشفت النفوس و فضحت دعاويها , و من هنا جائت ضرورتها .

    و ما كنا لتعرف صلابة الصلب لولا اختباره . "

    إذن فلا مكان لمن يقول : لماذا تلك الآلام و الأحزان ؟

    لأن الاختبار يستدعي استدعاء المواقف .. و الاختبار إنما ليكشف كل خفايا النفس .. و تلك الخفايا تنجلي مع تعدد المواقف و الأزمات .. الأمر الذي يسدعي وجود الحزن و وجود الفرح ..

    فقد جعل الله سبحانه و تعالى البلاء على الكافر ليفيق و يلتفت .. و جعل الابتلاء للمؤمن ليكشف كل خفايا نفسه أمامه حتى لحظة موته .. فإذا ما ثبت فقد اختار ما هو عليه حقًا .. و اختار مكانته حقًا .. و إن كفر و عتى فإنه لم يختار ما اختار حقًا .. و كان إذن يتخفى تحت قناع التقوى و الصلاح ..

    إذن فقد خلق الله سبحانه و تعالى الدنيا ليحق ما كان حقًا و يبطل ما كان باطلًا ..

    يحق حساب كل شخص أمام نفسه و يبطل عذره بعد أن شاهد اختياره بنفسه .. و هو سبحانه و تعالى يعلم الحق من قبل و قد كان ما رآه الله سبحانه و تعالى باطلًا من قبل ..

    _________________________________

    ( * ) أعتمد في جزء من مقالي هذا على مقال الدكتور مصطفى محمود " لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟ " في كتابه .. القرآن كائن حي .. مع الكثير من التصرف مني ..

    (1) للإستزادة لمعرفة الصفات الرئيسة لهؤلاء القوم .. يمكنكم قراءة هذا المقال المهم لأخونا الفارس .. الذي بعنوان منحدرات

    و الحمد لله رب العالمين ..
    التعديل الأخير تم 02-25-2006 الساعة 04:46 PM
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..


    (2)



    هنا يلتفت إلي السائل قائلًا : ويحك يا رجل ! .. أين ما تقوله من سبب خلق أنفسنا ؟!قد تكلمت عن سبب خلق الدنيا و لم تكلمنا عن سبب خلق الله سبحانه و تعالى لنا ! ..

    و هنا أجيبه بعون الله سبحانه و تعالى ..

    صبرًا ..

    فإن الله سبحانه و تعالى قال ..

    " إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "

    فأنا أحاول قدر الإمكان تناول القضية كلها لتتضح للقارئ ..

    قلنا عن سبب خلق الدنيا ..

    فماذا عن خلق أنفسنا ؟

    يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز : -

    " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "

    أي و ما كان خلق الناس إلا لغرض العبادة ..

    هنا يسأل السائل .. و كيف بالله سبحانه و تعالى أن يحتاج لنا كي نعبده ؟

    و كيف بالله سبحانه و تعالى خالق الكون و مجري السحاب أن يحتاج لعبادة أمثالنا ؟

    أقول له صدقت .. !

    فما كان الله سبحانه و تعالى ليحتاج لعبادتنا و هو الغني عنا .. فأرجوك أن تكمل معي قراءة بقية الآيات ..

    يقول الله عزّ و جلّ ..

    " مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ .. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ "

    و يقول سبحانه و تعالى عنا نحن و جميع مخلوقاته ..

    " فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ "

    إذن فالله سبحانه و تعالى غنيٌ عنا .. و ليس لسؤالك هنا أي معنى .. فقد نفى القرآن الكريم حقيقة حاجة الله سبحانه و تعالى لنا أو لغيرنا .. بل و أقر سبحانه و تعالى في أكثر من آية أنه هو الرزاق ذي القوة المتين .. و أنه – سبحانه و تعالى – هو المنعم و المكرم ..

    هنا يسأل السائل : كيف إذن خلقنا لعبادته .. ثم يقول – سبحانه و تعالى – أنه غني عنا ؟ أيعد هذا تناقضًا .. ؟

    و أقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    أبدًا لا يعد هذا تناقضًا ..

    و لكن أريدك أخي الكريم أن تتأنى في قراءة ما سيأتي إن شاء الله سبحانه و تعالى ..

    إن العبادة بصفة عامة .. نجد فيها علاقة منفعة بين العبد و المستعبِد ..

    فالمستعبِد يجد منفعة من جلب رزق أو لهو أو غيره ..

    و العبد يجد منفعة من وجود المأوى و الطعام و المتاع و المتعة التي قد لا يجدها إلا كنف المستعبِد ..

    و إذا ما نظرنا في الإسلام .. نجد أن الله سبحانه و تعالى هو إله العالمين .. و الناس كلهم عباده .. فهل تنطبق ذات النظرة التي ننظر لها بين أهل الدنيا على علاقة الله سبحانه و تعالى بمخلوقاته ؟

    لا ..

    فنحن قد أقررنا من قبل أن الله سبحانه و تعالى لا يستفيد شيئًا و لا يقدر أحد على إفادته سبحانه و تعالى لأنه الرزاق ذو القوة .. و كل ما عداه فهو مسترزق منه تعالى ..

    إذن فإن بديهيات العقل أن نفهم من هذا أن الله سبحانه و تعالى ما قصد من عبادتنا له إلا أن نسعد .. و أنه سبحانه و تعالى بكرمه خلقنا و لم نكن شيئًا و وهب لنا كل شئ فقط لأنه كريم .. و أنه يحب أن ينعم على غيره بتلك النعمة و السعادة .. فالإنسان الخيّر هو الذي يحب أن يرسم البسمة على شفاة كل من عداه .. و يحب أن ينعم على كل من دونه .. مع الفارق أن هذا الخيّر يطمع بالأجر و المنفعة من الله سبحانه و تعالى .. أما خالق العباد سبحانه و تعالى فهو الغني عن العالمين .. و لله المثل الأعلى ..

    و قد يصح هنا أن نقول أن الله سبحانه و تعالى خلقنا لنعرفه .. و معرفة الله سبحانه و تعالى هي قمة السعادة .. فكيف سنعرف الله سبحانه و تعالى من أنفسنا ؟ .. نحن بحاجة إلى الله سبحانه و تعالى ليرشدنا .. و إذا ما التزمنا بطريق الله سبحانه و تعالى لنعرفه فنحن إذًا نتبعه .. و العبادة هي الإتباع لله سبحانه و تعالى في كل شئ .. إذن فالعبادة هي مفتاح معرفة الله سبحانه و تعالى .. فهي إذن مفتاح السعادة الدائمة و هي الطريق لنسعد بكرمه بعد أن لم نكن أصلًا ..

    إذن فلا منفعة من جهتنا .. بل كرم و سخاء من جهته سبحانه و تعالى ..

    و لاحظ أن السعادة هنا في الدنيا و الآخرة ..

    و قد يقول قائل : أنا لا أشعر بالسعادة .. فأنا محروم من الجنس و الخمر و و و و ..

    فأقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    أنت موهوم يا رجل .. فالذي يستخدم متعة الجنس بشكل شرعي أسعد من غيره و من يمتنع عن شرب الخمر أسعد من شاربها .. و الله سبحانه و تعالى لا يحرم إلا لصيانة حقوق البشر .. و أنت إن صنت نفسك عن استخدام تلك المتع بشكل حيواني فأنت إنسان تراعي مصالح الآخرين و قد أوجزت في شرح ذلك من قبل .. و أن هذا الأمر هو عين الاختبار من عند الله سبحانه و تعالى ليمحص الأنفس .. و موضوع الحرية سأتعرض له بإذن الله سبحانه و تعالى في مقالة أخرى قادمة حول مفهوم الحرية ..

    و يمكنك بصفة مؤقتة أن تقرأ هذين البحثين بتمعن تام .. لتعرف تعاسة البعد عن الله سبحانه و تعالى و الاستغراق في المحرمات المادية التي تبكي أنت لعدم استمتعاك بها ..

    كابــوس الكفر

    كابــوس الكفر 2

    إذن فالعبادة هي سبيل المعرفة ..

    و المعرفة هي سبيل السعادة و التمتع الحقيقي .. و لهذا خلقنا الله سبحانه و تعالى .. ليعطينا من كرمه الأعظم ..

    فالملائكة أيضًا يعبدون الله سبحانه و تعالى .. أي أنهم يتبعونه في كل شئ .. و يدر ذلك عليهم من السعادة أنهم لا يفترون من التسبيح و الشكر كما قال سبحانه و تعالى و لا يستحسرون أبدًا عن ذلك ..

    " وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ .. يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ "

    و قد يقول قائل .. لماذا لم يقل الله سبحانه و تعالى " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليسعدون " بدلًا من يعبدون ؟..

    و أقول مستعينًا بالله سبحانه و تعالى ..

    قال سبحانه و تعالى ذلك و العلم كله لله سبحانه و تعالى ليس فقط إلا لأن العبادة هي عين السعادة .. و أن العبادة هي الموصل الوحيد للسعادة ..

    بل لأن العبادة تحوي معنى آخر – بالإضافة إلى المعنى السابق - بالنسبة لبني البشر .. و هي الشكر ..

    فإن الله سبحانه و تعالى يذكر في الكثير من الآيات أن من لم يشكر الله سبحانه و تعالى فهو من الكافرين ..

    فبالكفر لن يصل الإنسان إلى معنى السعادة أبدًا !! ..

    فإن الكافرون من أصحاب النار جزاء جحودهم ..

    فأراد الله سبحانه و تعالى أن يلفت نظر الإنسان أن الشكر لله سبحانه و تعالى - الذي هو العبادة لله سبحانه و تعالى أيضًا - هو مفتاح السعادة ..

    فجاءت كلمة عبادة لتعطي المعنى الشامل لخلق الإنسان و تقرر في ذات الوقت ما هو مفروض عليه ..

    فهو لكي يأخذ السعادة التي يريدها الله سبحانه و تعالى له يجب أن يتبعه ..

    و في نفس الوقت إذا ما اتبعه يجب عليه أن يشكره على تلك النعمة ..

    فجاءت الكلمة الإعجازية .. " ليعبدون " لتقرر للإنسان غاية الخلق و غاية عمله و المفروض عليه ! .. و كل هذا في كلمة واحدة .. !

    فسبحان منزل الكتاب .. مصرّف العباد إلى معرفة غاية الخلق مع تقتضيه تلك المعرفة في كلمة واحدة .. !

    و الحمد لله رب العالمين ..
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..


    (3)



    و هنا قد يسأل السائل : و لماذا يجب علينا أن نشكر الله سبحانه و تعالى ؟ .. هل الله سبحانه و تعالى يستفيد من شكرنا له ؟

    فأقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    قد أقررنا من قبل أخي السائل أن الله سبحانه و تعالى لا يحتاج للشكر و أنه غني عنا .. و لا حاجة له بنا ..

    و إنما الشكر حاجة انسانية لا غنى عنها للإنسان نفسه ..

    و هي التي توصل الإنسان إلى السعادة .. فحاجة الشكر هي المحرك الأساسي للإنسان لمعرفة الخالق ..

    فالشكر هي الحاجة الإنسانية التي غرزها الله سبحانه و تعالى في الإنسان و في جميع المخلوقات لتكون دافعًا له لمعرفة أصل الوجود ..

    و للتوضيح أقول ..

    أنك حين تصحو فتجد بجوار فراشك طعام .. هل ستأكل الطعام هكذا دون تفكير ؟

    من المؤكد أنه ستنازعك الرغبة في معرفة من أين أتى هذا الطعام و من الذي أحضره لك ! .. و لا يوجد أي سبب منطقي لبحثك إلا رغبتك في شكر من أحضر لك هذا ..

    هذه الرغبة هي الوازع الحقيقي للمعرفة .. و هي المحرك الأساسي لتلك المعرفة .. الرغبة في الشكر ..

    و هذه الرغبة في المعرفة لا يمكن أن تأتي على سبيل الفضول .. لأن هذا السبب في حد ذاته لن يوفر للإنسان سببًا منطقيًا أو رغبةً حقيقيةً في البحث عن صاحب الفضل .. سيصبح الأمر وقتها مثل شخص يأخذ مال من بنك .. لا يهمه فيما استثمر البنك نقوده .. المهم أن النقود قد وصلت له .. فإن البحث وقتها عن فيما استُثمرت نقوده سيكون بلا أي أهمية تذكر ! ..

    إذن فالرغبة في الشكر هي المحرك الرئيس للمعرفة ... التي هي الباعثة للسعادة الإنسانية كلها ..

    و هذه الغريزة موجودة في البشر .. و البشر هو الذي بدأ بالشكر لخالقه .. إذ يقول سليمان عليه الصلاة و السلام كما يحكي عنه الله سبحانه و تعالى ..

    " وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "

    إذن فالبشر هم الذين بدأوا بالشكر و هم الذين بحاجة لإشباع تلك الغريزة الإنسانية التي زرعها الله سبحانه و تعالى فيهم كوسيلة لتحفيز المشاعر لمعرفة الخالق و من ثم فتح أبواب السعادة .. إذن الله سبحانه و تعالى لا يحتاج لشكرنا .. و كل هذا يتمثل في قوله سبحانه و تعالى ..

    " وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " ..

    فسبحان محكم الآيات ! ..

    و كلنا نعلم أيضًا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد و يبكي و يستغفر لله سبحانه و تعالى و يقوم الليل حتى تتورم قدماه .. فيقال له : يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا" (3) .. ( صلوات ربي و سلامه عليه ) ..


    و أيضًا فإن الشكر كغريزة إنسانية هي في حد ذاتها اعتراف لصاحب الفضل بفضله .. أي أنها اعتراف من المخلوق بأن خالقه له فضل عليه .. و هذا الإعتراف يتضمن في معانيه اعترافًا و اهتمامًا بصاحب الفضل ..

    أي أن مجرد تعبيرك عن الشكر .. يعني اعترافك بفضل المشكور عليك .. بما يعني أنك اعترفت " بإهتمامك " بصاحب الفضل .. و هذا الاهتمام يعني أنك تهتم بمعرفته .. و هذه المعرفة – كما عرفنا من قبل – هي سبب سعادة الإنسان .. فإذن الشكر في حد ذاته ضروري أن يكون موجودًا لدى بني الإنسان و المخلوقات عمومًا كغريزة لتدفعه إلى المعرفة و من ثم إلى السعادة ..

    و طاعتك لأمر الله سبحانه و تعالى تعني أنك قد حققت الولاء الكامل له و أنك قد اعترفت بفضله عليك .. و لهذا فقد ربط الله سبحانه و تعالى بين الشكر و بين إفاضة النعيم على العباد ..

    و لهذا جعل الله سبحانه و تعالى الفرق بين من يشكر أنعم الله سبحانه و تعالى و بين من لا يشكرها كمثل المؤمن و الكافر ..

    و جعل للمؤمن جزاء الجنة .. و جعل للكافر جزاء النار ..

    لأنه إذ لم يشكر الله سبحانه و تعالى .. فإنه اقترف ذنبًا لا كالذنوب جميعًا .. !

    إذ لم يعترف بفضل المنعم و الذي يعني بالضرورة أنه لم يهتم بالمنعم .. بما يعني أنه ابتعد عن طريق العبادة و رفضها .. أي رفض السعادة !!

    فهل ينعم الله سبحانه و تعالى على من رفض النعمة المهداة له ؟ .. بل منهم من يعرف الفضل و تكبر على الله سبحانه و تعالى فهل لا يحاسبه على غروره و يبين مكانته الحقيقية يوم القيامة ؟

    إن لم يفعل الله سبحانه و تعالى ذلك فإنك تنسب إليه النقص أو الظلم ..

    و الشكر كفضيلة إنسانية أيضًا مهمة لأجل التعايش بين الناس .. فهل من لم يشكر ربه ... هل يهتم هذا بشكر الناس ؟؟؟!

    بل ستجده شديد الجحود و النكران لكل البشر .. لأنه جحد رب البشر ! ..

    و على هذا فإن هذا الشخص أشد الناس عقابًا يوم القيامة !! .. فإنه لم يكتف برفض السعادة بل تكبر على خالقه و كل من دونه و أصبح الجحود سمته و نكران الجميل من شمائله !

    و لهذا فإن التكبر هو أشد الأمور التي يعاقب الله سبحانه و تعالى عليها .. إذ يقول سبحانه و تعالى ..

    " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ "

    " وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ "

    " وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ "

    و قال صلى الله عليه وسلم " قال الله سبحانه و تعالى : الكبرياء ردائي , و العظمة إزاري , فمن نازعني واحدًا منهما ألقيته في جهنم و لا أبالي " (2)

    و الملائكة تعيش على عبادة الله سبحانه و تعالى .. فهم يحققون السعادة لأنفسهم بطاعة أوامر الله سبحانه و تعالى .. و يحققون الشكر لله سبحانه و تعالى بالتسبيح .. و هو هنا ليس لمعرفة صاحب الفضل ! .. بل لإهتمامهم بصاحب الفضل و اعترافًا منهم لفضل المنعم على المنعوم عليه .. و يطيعون أمر الله سبحانه و تعالى حبًا له و هم يعلمون يقينًا أنه – سبحانه و تعالى - غني عنهم ! ..

    " إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ "

    " وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ "

    و الحمد لله رب العالمين ..

    ______________________

    (2) رواه مسلم (16/173) البر و الصلة بلفظ " العزُّ إزاري " و أبو داوود (4072) بلفظة اللباس , و قال الخطابي : معنى هذا الكلام أن الكبرياء و العظمة صفتان من صفات الله سبحانه و تعالى و اختص بهما لا يشركه أحد فيهما .. فكما لا يرضى الإنسان أن يشركه أحد إزاره فإن الله سبحانه و تعالى لا يرضى يشركه أحد في تلك الصفات ..

    قلت : و ذلك حق .. لأنه لا مخلوق أعظم من خالق و الله سبحانه و تعالى خلق الناس سواسية .. فمن ادعى العظمة لنفسه من دون الله سبحانه و تعالى و دون عزته فقد تكبر على الخلق و أصبح عنصريًا جاحدًا .. و مثل هذا لا يأمن شره الناس .. حيث هو أشرهم و أشقاهم ..

    (3) رواه البخاري حديث رقم ( 4836 )
    التعديل الأخير تم 02-25-2006 الساعة 05:05 PM
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..


    (4)


    و قد يسألنا السائل : و لماذا السجود إذن ؟ .. ألا تكفي كلمة شكر ؟! هل يحب الله سبحانه و تعالى أن يرانا هكذا مذلولين له ؟!

    و العبادة ليست ذل ! .. و بئس هذا القول ..

    فالعبادة لرب العباد تعني أنك حر من كل قيد عبودية غير مستحق عليك .. و العبودية لرب العباد تعني السعادة الدائمة ..

    و كلمة الشكر لا تكفي بكل تأكيد ..

    لأنك قد تشكر صاحب المكتب بكلمة شكر او هدية على وظيفة أهداك إياها ..

    و قد تشكر أخيك على موقف مصيري أنقذك منه في حياتك بملازمتك له و مسعادتك له طوال حياتك ..

    و قد تشكر أمك بقبلة على اليد و ملازمة في السراء و الضراء و حرص على دفع الشقاء عنها ما حييت ..

    و كل هذه درجات في الشكر تتفاوت ..

    لذا فإنه بديهيًا .. شكر رب العباد يجب أن يكون أعلى .. و هذا لمصلحة الإنسان نفسه ..

    فإنك إن شكرت الله سبحانه و تعالى بما لا تفعله لأغلى الأشخاص عندك و مرغت رأسك الذي هو أساس كرامتك في التراب لأجله سبحانه و تعالى عرفت أن هذا الخالق له فضل أكبر من أي مخلوق على وجه البسيطة .. لذا فإنك و لابد أن تطيعه في كل أمر .. حتى و إن تعارض هذا الأمر مع حبك لأقرب الناس إليك ..

    فإن طغت أمك على حقوق العباد استمسكت بأمر رب العباد فما ظلمت العباد لأجل محاباة لها ! .. و بهذا يتحقق العدل بين الناس الذي هو أساس أي مجتمع سعيد ..

    و كذلك فإنك لو رجعت إلى الوراء قليلًا ستجدني قد ذكرت أن الحياة دار ابتلاء و اختبار و تمحيص .. فلابد و أن من سيفوز بنعيم الله سبحانه و تعالى هو شخص قد أصر و أقبل على الفوز بهذا النعيم مهما تكلف من مشاق .. و لا يرضى دونه من سبيل ! ..

    و يقول صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر .. (4)

    فمن كان في قلبه مثقال ذرة من كبر أي أن في قلبه رغبة في الانصراف عن الله سبحانه و تعالى أي رفض السعادة و الهناء في عيشه سبحانه و تعالى ..

    فما من وسيلة لتمحيص قلوب البشر و تحري خلو القلب من هذا الرفض و التكبر إلا في وضع الإنسان في اختبار يجعله في مقامه الصحيح و يقيس تصرفه و ادراكه لحقائق خلقه الذي هو من تراب ..

    فليمرغ ابن آدم رأسه بالتراب ليثبت لنفسه أنه أدرك حقائق ذاته و أنه حقًا يرغب بالمعرفة .. و يستحق تلك السعادة التي منّ الله سبحانه و تعالى بها عليه .. و ليعلم أن الله سبحانه و تعالى هو الحق و الأقوى و الأكبر فيتحرى العدل بين الناس فيستقيم العيش و تهنأ الرعية و تعيش في السعادة الفضلى .. و لتشبع غريزة الشكر عنده ..

    و من بديع رحمته سبحانه و تعالى أن جعل وسيلة الشكر غاية في الجمال و الرقي و الروحانية ..

    فالمرأ بمجرد أن يفرد سجادته أصبح في حضرته و بين يديه .. يجيبه إذ دعى .. و يتفاعل معه بالإجابة في الفاتحة .. فأي ملك من ملوك الدنيا تدخل عليه في اليوم بلا ميعاد ؟ .. و أي ملك هذا الذي لا يضيق بك و بطلباتك و يهديك السبيل .. !

    و هذا نفس كلام الدكتور مصطفى محمود .. إذ يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه " حوار مع صديقي الملحد " ..

    " الله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه فى أى وقت بلا ميعاد، ونبقى فى حضرته ما شئنا وندعوه ما وسعنا.. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة ونقول "الله أكبر" نصبح فى حضرته نطلب منه ما نشاء.

    أين هو الملك الذى نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد ونلبث فى حضرته مانشاء؟! "

    و هذه الحركات كل شئ فيها يرزقنا معنى كبير و يرزقنا لذة أكبر .. لن يكفي تناولها في هذا المقال .. و إنما يكفي أن تعرف أن تلك الحركات تعبر عن تمام الخشوع في الجسد و القلب معًا .. فإذا خشعت بقلبك فاض جسدك بمكنون تلك المشاعر في تلك الحركات التي يملأها السكينة و الخشوع ..

    و من بديع رحمته سبحانه و تعالى أن رزق لمن يريد أن يشكر لذة لا توصف في الشكر إن كان صادقًا في رغبته للشكر ..

    فكم من شخص نشكره و نعترف بالفعل بفضله علينا و لكننا نفعل ذلك دون متعة حسية كالتي يشعر بها المرأ في صلاته مع ربه و شكره له سبحانه و تعالى .. و هذه المتعة لا يشعر بها إلا المؤمنون .. الذين تراهم يبكون خشوعًا و حبًا في جوف الليل يقومون و يخلون إلى الحبيب الأعظم .. يبكون من تقصيرهم و هم أعبد الناس .. و يبكون من فرحتهم بقربهم من الله سبحانه و تعالى ..

    و هذا الشعور وصل لمرتبة من التواتر من جيل إلى جيل ! .. فلسنا نتكلم عن شعور شخص جمح بصوفيته فذهب عقله .. بل نتكلم عن نماذج حية منها الآلاف بلا مبالغة منذ أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم و حتى تلك الأيام التي طغت فيها المادية على كل شئ حتى أتت على الأخضر و اليابس ! ..

    فمنذ أن تكلم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : ذاق حلاوة الإيمان من رضى بالله ربًا و بالإسلام دينًا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا و رسولًا " ( 5)

    إلى قول المتلذذ بحب ربه و عبادته .. "نحن فى لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف " ..

    إلى آلاف المسلمين المتمسكين بدينهم إلى هذا اليوم ! ..

    يقول الشيخ الشعرواي :

    حسب نفسى عزا أننى عبد
    يحتفى بى بلا مواعيد رب
    هو فى قدسه الأعز ولكن
    أنا ألقى متى وحين أحب

    ويقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات فى اليوم "يقصد الصلوات الخمس " وتتعرض للتلف .

    و خلاصة ما قيل حول هذا كله ما يقوله الدكتور مصطفى محمود في كتابه " حوار مع صديقي الملحد " ..

    " ونحن لا نجد فى عبادته ذلا بل تحررا وكرامة.. تحررا من كل عبوديات الدنيا.. تحررا من الشهوات رالغرائز والأطماع والمال.. ونحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحدا بعده ولا نعود نعبأ باحد.. خوف الله شجاعة.. وعبادته حرية.. والذل له كرامة.. ومعرفته يقين وتلك هى العبادة.. نحن الذين نجنى أرباحها ومسراتها.. أما الله فهو الغنى عن كل شىء.. إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا.. خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير، وقد أعطانا سمعا وبصرا وهو العليم الخبير، وقد أعطانا العقل لنتزود من علمه، والحواس لنتزود من خبرته وهو يقول لعبده المقرب فى الحديث القدسى: "عبد أطعنى أجعلك ربانيا تقول للشىء كن فيكون "..
    ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام.. فكان عيسى يحي الموتى بإذنه ويخلق من الطين طيرا بإذنه ويشفى الأعمى والأبرص بإذنه.
    العبودية لله إذن هى عكس العبودية فى مفهومنا.. فالعبودية فى مفهومنا هى أن يأخذ السيد خير العبد، أما العبودية لله فهى على العكس، أن يعطى السيد عبده ما لا خدود له من النعم، ويخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات.. فحينما يقول الله:
    "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"56- الذاريات
    فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم وأمنحهم حبا وخيرا، وكرامة وعزة، وأخلع عليهم ثوب التشريف والخلافة.
    فالسيد الرب غنى مستغن عن عبادتنا.. ونحن المحتاجون إلى هذه العبادة والشرف، والمواهب والخيرات التى لا حد لها. " ..

    و الحمد لله رب العالمين ..

    _________________________

    (4) رواه مسلم ( 2/89 ) , و أبو داوود ( 4073 ) اللباس , و الترمذي ( 8/146,165 ) البر و الصلة .

    (5) رواه البخاري ( 1/84 ) الإيمان .
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..


    (5)


    و لكن السائل ما زال لم يهدأ .. و ما زال يريد الإجابة على أسئلة أخرى ! ..

    فقد يسأل السائل : قد أطنبت في الكلام و جئتنا بالأمثلة لتقربها إلى الأفهام .. فما جوابك إن قلت لك أني لم أختر أصلًا وجودي هنا ؟! .. و أني لم أكن أريد أن أخلق أصلًا في هذه الدنيا ؟!

    و أقول مستعينًا بالله سبحانه و تعالى ..

    إنك يا انسان لا تذكر ماذا فعلت أو أكلت بالماضي القريب .. فمن طبعك النسيان ! ..

    فمعنى أنك موجود تكلمني الآن و أنا موجود أكلمك الآن .. معناه انك اخترت بنفسك أن تكون هنا و ارتضيت حمل الأمانة و دخول الاختبار ..

    و قبل أن تتسرع بنفي ذلك .. أقرأ قول الله سبحانه و تعالى ..

    " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ "

    أي أنك يا انسان قبلت حمل الأمانة فعلًا .. !

    و الأمانة هنا من ضمن معانيها كما في معنى كلام ابن عباس .. التخيير .. و حرية الاختيار .. فإن أصلحت جزيت .. و إن أسأت عوقبت ..

    فلا مكان لسؤالك هنا أصلًا .. !

    و هنا يسألني السائل ساخرًا : و لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى مخيرين أصلًا ؟!

    و يستطرد في خبث و شبح ابتسامة تتوارى خلف خلجات شفتيه : طبعًا ستقول لي إن الله سبحانه و تعالى حر فيما يخلق !! ..

    و هنا أقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    قد صدقت فيما قلت .. فإن الله سبحانه و تعالى يقول : -

    " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ "

    و لكن تعال أيها المجادل .. تعال لنقلب السحر على الساحر و لا تلبس علي دعاوي التخلف و السير خلف النصوص دون تعقل ..

    أسألك ..

    ماذا يفيدك معرفة : لماذا خلقك الله سبحانه و تعالى مخيرًا ؟

    قل لي سببًا واحدًا يجعلك تفكر في هذا ! ..

    إن ما يعني أي عاقل رائد واع .. هو سؤال واحد ..

    " هل ظلمنا الله سبحانه و تعالى بخلقنا مخيرين ؟! "

    هل ظلمك ربك ؟

    قد اعطاك الرحمن سبحانه و تعالى العقل و زكاك بالغرائز في طبيعتك لتعرفه .. و أرسل إليك الرسل و الآيات .. و أنعم عليك إذ كنت لا شئ و خيرك في مسألة تخييرك و أساس طبيعتك ذاتها .. فهل ظلمك ربك ؟!

    هل ظلمك ربك ؟

    هل ظلمك ربك إذ يحاسبك بعد أن ضيعت أمانته و مسخت طبيعتك التي خلقك الله سبحانه و تعالى عليها و رفضت آياته فأودعك نار الحميم .. ؟

    قد يجادل الجاهل قائلًا : نعم ظلمني .. ( معاذ الله العدل سبحانه و تعالى ! ) فلماذا يخلقني و قد علم أني إلى النار صائر ! .. فكيف يتفق الخلق للحب مع علمه بأني إلى النار صائر ..

    و أقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    أنت أيها المجادل إلى النار صائر لأنك ارتضيت لنفسك هذا .. و اخترت مكانتك تلك .. فما ظلمك الله سبحانه و تعالى .. فهل تستطيع مجادلتي في ذلك ؟ .. بالقطع لا ..

    و لكن هل مصيرك المحتوم إلى النار يوجب على الله سبحانه و تعالى ألا يخلقك ؟

    كلا ! ..

    إن الله سبحانه و تعالى لا يوجب أحد عليه فعل شئ أو عدم فعله .. فلا يوجب عليه أحد عدم العطاء إذا أراد أن يعطي .. فقد أعطاك الله سبحانه و تعالى نعم كثيرة .. و قد نلت و ما تزال تنال من عطاءه الكثير .. هذا العطاء يحبه الله سبحانه و تعالى .. و هذا العطاء من كرمه و حبه للإكرام لأنه كريم ..

    " كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا "

    و إذا ما أحب الرحمن شئ فلا أحد يوجب عليه عدم فعله .. و لا يوجد شئ يمنعه من فعله إلا إذا ما كان ذلك ظلمًا للمفعول به .. و هذا ممتنع عن الله سبحانه و تعالى أصلًا لأنه سبحانه و تعالى عدل ..

    و أنا هنا أسألك هل ظلمك الله سبحانه و تعالى ؟

    لا ..

    فكيف توجب على الله سبحانه و تعالى عدم فعل شئ يحبه سبحانه و تعالى و لم يظلمك فيه بل و نلت منه الخير الكثير ؟!

    إذن فسؤالك و منطقك فاسد .. !

    و مشيئة الله سبحانه و تعالى لا تحدها قوانين ..

    و كلمة لماذا لا توجه إلى الله سبحانه و تعالى بتاتًا .. على أنك تعني بشأنك .. و هو أن تهتم بمعرفة أن الله سبحانه و تعالى لم يظلمك ..

    فالله سبحانه و تعالى كما يقول على نفسه ..

    " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " ..


    و مجال التأمل هو في الحكمة العامة و الخواطر السانحة التي تروي غليلنا لمعرفة الغاية من خلق الدنيا و التي وضع الله سبحانه و تعالى شرحها في آياته الكريمات بما يناسب طبيعة ادراكنا و يشبع تلك الرغبة ..

    أما السؤال التفصيلي عن خلق هذا و ذاك و هؤلاء و لماذا فهو أمر غيبي ..

    و الغيب في مسألة الخلق تلك إذا ما أضيف لما هو معلوم من حقائق الآيات الكريمات في القرآن الكريم .. نجد أنه غيب لا يضر عدم معرفتنا به .. فقد شفت حقائق الآيات رغباتنا المتأججة و هدأت عقولنا و أعطتنا ما يكفينا من إجابات ..

    و لن يكون موقف المؤمن عندها إذ يقول ..
    آمنت بكلام الله سبحانه و تعالى على مراد الله سبحانه و تعالى .. دعوى لغلق العقل و عدم التأمل .. بل هي دعوى للاهتمام بأمرك الخاص و الالتفات إلى أن العقل مهما حاول أن يكشف تلك الحجب فلن يقف إلا عند حدود آيات الله سبحانه و تعالى .. و في القرآن الكريم من الآيات ما يثبت أنه كلام الله سبحانه و تعالى حقًا لا كلام بشر .. و هذه الآية الكريمة بالذات ..

    " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "

    عندما تتأملها تشعر بربانية المصدر القرآني الذي شفى غليل النفس البشرية و حب التطلع إلى غاية الوجود ..

    و قد عالجت الشبهات التي قد تعصف بعقل القارئ الذي لا يتدبر فيها قدر إمكاني و بعون الله سبحانه و تعالى و الحمد لله رب العالمين .. و في هذا المقال ما يكفي للقارئ الواع أن يعرف حقيقة خلقه و يثبت على أقدام ثابته مستريح البال و الخاطر .. فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي يقدم للناس هذا التفسير للسؤال الذي آرق البشرية كلها .. " لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى ؟ "

    و ما خفي عنك بعد ذلك فلا يهمك معرفته .. فهو ليس من شأنك .. بل هو شأن الله رب العالمين .. سبحانه و تعالى ..

    لذا أقول بعد هذه التأملات ..

    آمنت بكتاب الله سبحانه و تعالى على مراد الله سبحانه و تعالى ..

    و ما خفي عني فالله سبحانه و تعالى به أعلم ..

    و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ..

    و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
    [frame="13 70"]
    [grade="00BFFF 4169E1 0000FF"]إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
    وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [/grade]
    [/frame]

  7. افتراضي

    للرفع


    مثل هكذا مواضيع يجب أن تبقى في المقدمة

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    :: طيبة الطيبة ::
    المشاركات
    58
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك موضوع موفق .
    إجابة على سؤال : من خلق الله ؟

    http://www.youtube.com/watch?v=7AFiw...eature=related

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أسلوب مريح فى الكتابة وسلس جزاك الله خيرا ورحمك وغفر لك أينما كنت وجعل ما كتبت حجاباً لك من النار .
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حيث الأقصى
    المشاركات
    140
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولكن في النهاية نحن لا نعلم لماذا خلقنا الله، يعني الحكمة من وراء خلقنا، لم يخبرنا الله سبحانه وتعالى بها ، اليس كذلك؟
    لا اله الا الله....محمد رسول الله


    www.islamstory.com

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا أختى من اقتضاء المُلك. الملك له عباد ومُلك كيفما أراد أى من كمال ألوهية الله أن يخلق ما يشاء بغير حساب لا يُسأل عمّا يفعل وهم يسألون لا يُسأل عن فعله وهذا من كمال الألوهية فهو يفعل ويخلق مايشاء . خلقنا لنعبده وسمح لنا بالإختيار على عكس الملائكة تجدى الجن والإنس لذا نحاسب على مانختاره ولكن لا نسال الله الملك الذى ليس كمثله شىء عن فعله وهو من أعلمنا بالسبب فى الكتاب "إلا ليعبدون "
    يتضح لك هذا المعنى فى الحديث القدسى الذى جاء فيه
    يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا
    عبادى
    ملكى
    ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
    المَلك أراد اختى
    الحمد لله أننا من عباد الله المسلمين
    التعديل الأخير تم 05-07-2008 الساعة 11:10 PM
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    حيث الأقصى
    المشاركات
    140
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نعم اختى ايمان طبعا الله لا يسأل عما يفعل، فكل شيء هو ملكه سبحانه وتعالى، اردت القول باننا في النهاية لا نعرف لماذا خلقنا الله ... لذلك استغربت ماذا جاء هذا المقال ليقدم؟

    و لكن السائل ما زال لم يهدأ .. و ما زال يريد الإجابة على أسئلة أخرى ! ..

    فقد يسأل السائل : قد أطنبت في الكلام و جئتنا بالأمثلة لتقربها إلى الأفهام .. فما جوابك إن قلت لك أني لم أختر أصلًا وجودي هنا ؟! .. و أني لم أكن أريد أن أخلق أصلًا في هذه الدنيا ؟!

    و أقول مستعينًا بالله سبحانه و تعالى ..

    إنك يا انسان لا تذكر ماذا فعلت أو أكلت بالماضي القريب .. فمن طبعك النسيان ! ..

    فمعنى أنك موجود تكلمني الآن و أنا موجود أكلمك الآن .. معناه انك اخترت بنفسك أن تكون هنا و ارتضيت حمل الأمانة و دخول الاختبار ..

    و قبل أن تتسرع بنفي ذلك .. أقرأ قول الله سبحانه و تعالى ..

    " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ "

    أي أنك يا انسان قبلت حمل الأمانة فعلًا .. !

    و الأمانة هنا من ضمن معانيها كما في معنى كلام ابن عباس .. التخيير .. و حرية الاختيار .. فإن أصلحت جزيت .. و إن أسأت عوقبت ..

    فلا مكان لسؤالك هنا أصلًا .. !

    و هنا يسألني السائل ساخرًا : و لماذا خلقنا الله سبحانه و تعالى مخيرين أصلًا ؟!

    و يستطرد في خبث و شبح ابتسامة تتوارى خلف خلجات شفتيه : طبعًا ستقول لي إن الله سبحانه و تعالى حر فيما يخلق !! ..

    و هنا أقول بعون الله سبحانه و تعالى ..

    قد صدقت فيما قلت .. فإن الله سبحانه و تعالى يقول : -

    " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ "
    يعني عنوان الموضوع " لماذا خلقنا الله سبحانه وتعالى" وبالتالي يقول لك " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ " ..صدق الله العظيم...
    لا اله الا الله....محمد رسول الله


    www.islamstory.com

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    للتوضيح أختاه
    أقتطف من ردى لأن أحيانا كثرة الكلام تُذهب المعنى الذى أريده عيب فى التعبير ..
    وهو من أعلمنا بالسبب فى الكتاب "إلا ليعبدون "
    يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي
    إذا خلقنا لنعبده باختصار
    وفقنا الله واياكِ ياطيبة .
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

  14. افتراضي

    بارك الله فيك ، موضوع رائع واسلوب للعرض جميل

  15. افتراضي

    للرفع
    (بسم الله الرحمن الرحيم)

    ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)
    (صدق الله العظيم)

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عظمة الله سبحانه وتعالى / لابن القيم رحمه الله تعالى
    بواسطة أبو فراس السليماني في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-15-2016, 05:45 AM
  2. هل وصف ابن العثيمين الله سبحانه و تعالي بصفة النقص ؟
    بواسطة السيد المحترم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-16-2012, 08:51 PM
  3. تعليقات: لماذا خلقنا الله؟
    بواسطة حلمي الموحد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-02-2010, 01:19 AM
  4. لماذا خلقنا الله؟
    بواسطة intrator في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 113
    آخر مشاركة: 10-25-2009, 01:16 AM
  5. هلموا إلي عباد الله سبحانه و تعالى .... من لها ؟!
    بواسطة حسام مجدي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-06-2006, 03:51 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء