العالم كله يقطع السير فى جنون.. نحو الأسوأ.. والأحقر !
تحول الأفيون الشعوبى من صنف "الحرية".. إلى "الديموقراطية".. ثم أخيراً "رغيف العيش" !
هل لأنه لم يعد هناك غير هذا "الأسوأ".. أم لأننا نعقد الخطام على مؤخرة الدابة !؟
هل هناك شئ أحقر من إنسان.. يموت جوعاً.. فى زمن تُصدر فيه النفايات إلى بطون الفقراء !؟

لم نسمع من السياسيين (المنافقين) فى شتى بقاع الأرض إلا وعوداً بالحياة الأفضل.. غداً وليس اليوم !
ووصفاً لمعالم الحياة الآمنة الرغدة.. والتى لا يراها غيرهم.. ويكتوى بالحلم بها جماهير المغفلين
ولم نر فى واقع الأمر إلا مزيداً من الفقر.. والجوع.. وسفك الدماء.. وهالات الكذب المقدس تعلو الرؤوس
هل لأنهم مجرد كذابين.. أم لأننا سفهاء نعشق الأكاذيب !

برامج الصحة العالمية تتحدث عن صحة أفضل للجميع..
وأنهم بصدد إعلان كوكب الأرض خال من الآثام .. خلال المليون سنة القادمة
فلم نر إثر ذلك.. إلا حزمة من الأمراض تحاصرنا من كل جانب..
والملايين يموتون سنوياً بسبب.. "ممارسات خاطئة" ليس إلا !
هل لأن الصحة لم تعد خياراً مطروحاً على مائدة العالم المنتن؟
أم لأننا نفضل الموت تحت راية الجهل.. وظلم الآخرين !

يتحدثون عن "غد مشرق".. خال من "الكوليسترول" الأممى
الذى يصيب الفقراء وحدهم بجلطات مزمنة.. لا شفاء منها إلا بترياق الموت
والسبب.. إنسداد "مجرم" فى شرايين "الإنسانية".. فى قلوب المترفين
ومن لا يقتله الجوع.. يفتك المرض بجسده النحيل.. أو بعقله الهزيل
ومن لم ينل أياً من الشرفين.. فقنابل "الرحماء" كفيلة بتحريرهم من عذابات الدنيا !

منظمات حقوق الإنسان لا تحمل هماً فوق كتفيها.. إلا حق إختيار "المذهب" الجنسى
فحماية حقوق "المختلفين" جنسياً.. أهم من حماية ملايين الفقراء ممن يذبحهم الجوع
فالعالم الآن صار "عزبة الأثرياء".. ولا مكان للحثالات البشرية التى لا تملك إلا الدعاء
وعليهم أن يرحلوا عن عالم الأثرياء إلى كوكب آخر.. أو ببساطة يختنقوا تحت الثرى !
ليبقى السادة وحدهم.. يحاولون جاهدين.. إثبات أن وطء الرجال يقلل نسبة الدهون فى الدم

يتفاخر الناس فيما بينهم بحجم الثروات المليارية.. وعدد "الأصفار" التى تملأ عليهم أكوانهم
كما كانوا قديماً يتفاخرون بأحجام "أخرى".. يمكنهم الآن إستحداثها صناعياً .. بعشرة جنية !
وما القيمة التى يمثلها صاحب المليارات بين أصفاره العشرة..
سوى إنفاقها على إطعام "الخيول الأصيلة" ..كافيار نرويجى !
لو كان الفقر (رجلاً) لقتلته.. المشكلة أنه أصبح مليار ومائتى مليون (رجلاً)
فقتلت نفسى لأرتاح من ذنب التفكير


لا أعلم حلاً إلا الإستثمار.. فى بنك الآخرة !

مفروس