لطالما آمنت بأن اللغة تختصر علينا الكثير، بل لعلي أؤمن باللغة أكثر مما أؤمن بأي شيء آخر و اللغة - ذاك المخلوق العظيم - فضح الإلحاد بالاسم الذي منحه إياه فكلمة الحاد بالعربية لا تعني شيئا سوى الحياد عن الأصل، و كلمة أثيسم بالإنجليزية ماهي إلا نفي لكلمة ثيسم و تعني الديني أو الإيمان بدين فهو كما قررت اللغة بناءا على حقيقته نفي محض و النفي لا يكون إلا رد فعل، رد فعل على التدين و بدون التدين لن يكون للالحاد أي وجود فهو قضية سلبية لا تملك إلا النفي و لهذا كان الإلحاد خاليا من أي تعريف حقيقي لأي شيء و لهذا كانت العلمانية خاليا من أي قيمة "فاليو فري" لأنها خالية من أي قضية إيجابية حقيقية، قضية الإلحاد الوحيدة هي نفي الدين و نفي التدين و أي ملحد يأتي هنا لن يقدر على بناء نظرية معرفية الحادية أو نظرة للكون أو الإنسان لا يحشر النفي فيها و لا تكون تجنيا على واقع و حقيقية الإنسان الثنائية.
Bookmarks