صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 56

الموضوع: اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير

  1. #16

    افتراضي

    تابع ...........

    إن عصر بعد الحروب الصليبية بالنسبة للكنيسة كان يمثل ذروة الحرب الثقافية على الإسلام . فنتيجة لاحتكاك الصليبيين الأوروبيين مع المسلمين لما يقرب من قرنين من الزمان واطلاعهم على التراث الإسلامي وحصولهم على الكثير من المخطوطات ، فقد كثرت المؤلفات الكنسية التي تهاجم الإسلام . وهذا الموقف الكنسي البغيض من الإسلام ليس نتيجة لقلة المصادر ، فقد كثرت ترجمات المخطوطات الإسلامية في ذلك الوقت كما أن علماء اللاهوت في ذلك الوقت كانوا يتصلون بالمصادر الأولى في تعرفهم على الإسلام ، ولكن كل محاولة لتقييم هذه المصادر على نحو موضوعي نوعاً ما ، كانت تصطدم بحكم سابق يتمثل في أن هذا الدين المعادي للمسيحية لا يمكن أن يكون فيه خير ، وهكذا كان الناس في الغرب لا يولون تصديقهم لتلك المعلومات التي تتفق مع هذا الرأي المتخذ من قبل وكانوا يتلقفون منهم كل الأخبار التي تلوح لهم مسيئة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى دين الإسلام (70) .
    وبهذا تستمر حملات التشويه ضد الإسلام ، فقد قدم إلى فلسطين الإيطالي يعقوب الفيروني James of Verona ووضع رسالة وصف فيها القرآن بأنه تشويش مروع ومخيف للمسيحية (71) . وحول تشويه الوحي الإلهي للنبي يصور أندريه دونالدولو (توفي عام 1354م) النبي محمد جالساً وعلى إحدى كتفيه حمامة تعهد تدجينها فصارت تلتقط الحب من جوف أذنية ، وزعم لأتباعه أن الحمامة من الملك المرسل من الرب إليه (72) . وبينما كان اللاهوتيون فيما قبل القرن الرابع عشر يرون في النبي محمد بأنه ساحر ، رآى لاهوتيو القرن الرابع عشر بأنه كاردينال طمح لمنصب البابوية وعندما فشل في الوصول إلى المنصب تحول إلى عدو شرس للمسيحية كلها (73) .
    كما أنه من المهم أن نشير هنا إلى ريكولدوس دي مونتي كروتشي (1243م– 1320م)Pennini Ricoldo Da Monte Croce الراهب والمبشر الدومينيكاني الذي كتب كتابه (الجدال ضد المسلمين والقرآن) بعد أن عاش دهراً بين المسلمين واجتمع بعلمائهم وجادلهم (74) . وهذا الكتاب الذي يسمى بعدة أسماء منها (ضد شريعة المسلمين) يحاول على مدى صفحاته أن يثبت أن القرآن خليط متنافر من الهرطقات المسيحية القديمة المدحوضة منذ أبد بعيد وأنه مزيج من أراء تعليمية ذات أصول هي في منتهى التباين والاختلاف . كما يركز على غياب المعجزة عن الرسول محمد النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف عيسى عليه السلام . إلا أن أهم ما نركز عليه في كتابه هو ما يزعمه من وجود تناقضات كثيرة ملازمة للقرآن والمناقضة للعقل أيضاً والتي تتجلى بزعمه في أربعة نقاط :
    1) في النبي محمد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في الحقيقة على أساس أطوار حياته المنافية للأخلاق . وهذا مأخذ سيظل يرد المرة بعد الأخرى في الجدل المذهبي للإسلام .
    2) في القرآن ذاته ، على قدر ما يتضمن من أقوال لا تفيد شيئاً لأنها أقوال مسهبة مكررة ووجود صياغات بذيئة فاحشة فيه.
    3) في الممارسة العقدية للمسلمين كما في عمليات الوضوء وكذلك في فهمه للزواج وممارسة الطلاق .
    4) في التصورات القرآنية الخاصة بالجنة وهي التي كانت تمثل مساحة هجوم للكتاب المسيحيين على الإسلام منذ العصور الأولى (75) .

    وهكذا نرى استمراراً لذات الأطروحات والأكاذيب التي طرحها يوحنا الدمشقي وعبدالمسيح الكندي والبيزنطيين الأوائل ضد الإسلام والقرآن والرسول النبي صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي يدل على ترسيخ هذه المفتريات في العقلية النصرانية الأوروبية ضد الإسلام واستمرار هذه الأطروحات والأكاذيب في الكتابات اللادينية كما سنرى لاحقاً .

    يتبع إن شاء الله

    __________________________

    (70) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 189
    (71) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121
    (72) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 114
    (73) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 121
    (74) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 306
    (75) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 99 - 101
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  2. #17

    افتراضي

    تابع ...........

    وفي القرن الخامس عشر وقد أوشكت القسطنطينية على السقوط تحت سنابك خيل محمد الفاتح وقواته ، ازدادت هذه الخيالات المختلفة في أذهان المنصِّرين والكنيسة إسرافاً ورسوخاً . فنقرأ في مؤلف لكتاب مجهول عن مصدر الإسلام قوله : " أن راهباً من النحلة الأريوسية لما تحقق من العرب قوم سخفاء وبسطاء ، قرر في نفسه أن يضع لهم كتاباً في الدين والعقيدة ، كما فعل من قبل آريوس المنشق عن الكنيسة والدين الصحيح فاختلى إلى نفسه واختلق كتاباً أسماه القرآن ضمنه جملة العقائد المخالفة للمسيحية ( أفكار التثليث ، وعقيدة التجسد ، وألوهية عيسى ) . ثم أعطاه لأحد تلاميذه المسمى محمداً الذي زعم لأتباعه أن الكتاب كان محفوظاً في اللوح مع جبريل . فآمنوا بدعواه وصدقوه ، وهكذا تأسس هذا الدين المزعوم " (76).

    ونلاحظ في هذه الفترة اهتمام الكنسيون بالقرآن الكريم والتركيز على تشويهه أمام الشعوب الأوروبية . فقد بدأ في عام 1453م الكاردينال يوحنا السيغوفي Johannes von Segovia بترجمة للقرآن الكريم لأنه كان يريد عن طريق دراسة النص القرآن إثبات أنه يتضمن تناقضات وأخطاء وآثار مؤلفين مختلفين ليقنع المسلمين بأن القرآن ليس كتاباً موحى به من عند الله كما يدعون (77) . وهذا اللاهوتي يوحنا الأشقوبي Juan Alfonsi De Segobia (توفي بعد 1456م) لم يجد أمامه غير مقاومة الإسلام إلا بترجمة القرآن إلى اللاتينية بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية ، وبعد أن ترجمه إلى اللاتينية صنف كتاباً في الرد على الإسلام سماه (طعن المسلمين بسيف الروح) (78) .
    وفي عام 1460م قام الكاردينال والفيلسوف الألماني نيقولاس فون كيس Nicholas of Cusa (أو نيقولاوس الكويسي) بغربلة القرآن لأنه يريد أن يخرج منه ذلك بتأكيد قناعاته بأن الإسلام هو هرطقة مسيحية ثم قام بنشر كتابه المسمى (دراسة تحليلية ونقدية للقرآن) أو (نظرة في القرآن) والتي ألفها عام 1460-1461م ، زاعماً فيه " أن القرآن مركب من هجين من عناصر ثلاثة : تعاليم نسطورية هرطقية المضمون والمحتوى ، وأحاسيس عدوانية للمسيحيين أملاها على محمد مستشاره اليهودي ، وتحريفات إضافية سجلها اليهود الذين استعان بهم في جمع مادة القرآن وترتيبه وتحريره عقب وفاة محمد وفشل أتباعه في إنجاز المهمة بجهودهم الذاتية " . حتى أنه في رسالته إلى البابا بيوس الثاني يشير إلى أن الإسلام مشتق من الهرطقة النسطورية . حيث يظن هؤلاء المنصِّرين والكرادلة أن الراهب بحيرى الذي التقاه الرسول في رحلته إلى الشام مع عمه أبو طالب إنما هو راهب نسطوري إلى درجة بعيدة . ومن هنا أعلن نيقولاس لأتباعه بأن السبيل الوحيد إلى إسقاط الإسلام هو العمل على نفي وجوده الشرعي كدين سماوي وذلك بإثبات القول ببشرية القرآن وأنه كتاب مختلق وموضوع من صنعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام (79) . كما أنه بتوجيه من البابا بيوس الثانى ، قام نيقولاوس بكتابة كتاب ضد الإسلام بعنوان (نقد الإسلام وتفنيده) . كما تظهر كتابات أخرى ضد القرآن وضد الرسول من قبل عدد من الآباء الدومينيكانيين والجزويت ومنها : (حول الخداع المحمدى) و (التحصين الإيمانى) و (بحث للرد على الأخطاء الرئيسية الخادعة لمحمد) وأخيراً وليس آخراً(الإيمان المسيحى الحقيقى ضد المحمديين) (80) .

    ثم يظهر مارتن لوثر Martin Luther مؤسس البروتستانتية في زمن السلطنة العثمانية وأثناء دك العثمانيين للمدن الأوروبية مما يثير حنق لوثر حتى أنه يؤيد طبع أحد ترجمات القرآن تحوي العديد من الأغلوطات إلى اللاتينية . فعندما قام السويسري يوحنا أوبورين بذلك عام 1542م حظرت بلدية مدينة بازل نشره ، ولم تسحب هذا الحظر إلا بعد التدخل المكثف لمارتن لوثر . ويقول مارتن في هذا الشأن وعن سبب حماسه لنشر هذه الترجمة اللاتينية للقرآن مظهراً حقده على الإسلام : " لأن المرء لا يستطيع أن يلحق بمحمد أو بالأتراك شيئاً أكثر إثارة للغيظ ، ولا أن ينالهم بضرر وإيذاء هما أشد من كل ما عداهما من الأسلحة كالذي يلحق بهم حين يكشف عن قرآنهم لدى المسيحيين لكي يروا كم هو كتاب ملعون شائن إلى أقصى الدرجات وكم هو حافل بالأكاذيب والخرافات وكل الفظائع " (81) .
    ومارتن لوثر برغم انشقاقه عن الكنيسة الكاثوليكية إلا أنه ما يزال يستمر على ذات النهج والهدف في نقده ومهاجمته للإسلام . فهو يرى أن الشيطان هو الذي حرض محمداً وأن القرآن من تأليفه . كما أنه يضع أطروحة جديدة ضد الإسلام سيستمر المنصِّرين اللاحقين باستخدامها في مدى واسع ألا وهي انتشار الإسلام من خلال الأعمال العسكرية فيقول " إنه أمر يوصى به في شريعتهم بصفته عملاً ربانياً مستحسناً أن ينهبوا ويقتلوا ويلتهموا المرة بعد الأخرى كل شيئ من حولهم ويفسدوا كل شيئ كما يقولون هم يحسبون أنهم يسدون به خدمة لله " . كما يتناول التشريع الإسلامي ، فيتحدث عن الزواج في الإسلام فيقول "والمسألة الثالثة هي أن قرآن محمد لا يحترم الحياة الزوجية " ، فيتحدث عن تعدد الزوجات ، والإماء (82) .

    لقد قام مارتن لوثر بأكثر من ذلك برغم أنه مؤسس الكنيسة البروتستانتية الإصلاحية فقد أهان نبي الإسلام بلا أدنى حياء واصماً إياه بأنه ######## . وكان يعلن بقوله : " بعد ظهور الأتراك على حقيقتهم أرى أن القساوسة عليهم أن يخطبوا الآن أمام الشعب عن فظائع محمد حتى يزداد المسيحيون عداوة له ..." (83) .
    إن الحقد في نفوس هؤلاء الكنسيون الأوروبيون وبالأخص بعد أن فتح المسلمون القسطنطينية لعب دوراً كبيراً في إطلاق الأكاذيب ضد الإسلام وترويجها . ويمكن القول أن صورة الإسلام في العصور الوسطى (التي تمتد منذ 650م إلى 1570م) في أوروبا والعالم النصراني وقرابة تسعة قرون كانت عبارة عن أكاذيب وتلفيقات رسختها الكنيسة ليس داخل إطار الكنيسة فقط وإنما من خلال الشعوب الأوروبية كافة . لقد رأينا كيف أن تلك الأكاذيب التي صاغها الأولون منذ القرون الأولى للإسلام كيوحنا الدمشقي لم تزل هي نفسها في القرن السادس عشرالميلادي ، بل وتطورت لتصبح أكثر درامية .
    فالقصص عن مصدر الإسلام تتنوع ، والأكاذيب حول الرسول صلى الله عليه وسلم تختلق . إلا أنه فيما بعد سيبدأ ظهور الأكاذيب في شكل علمي تحت إطار الاستشراق ، حيث الاعتماد ليس فقط عن الأكاذيب الكنسية الموروثة ، وإنما على الروايات الضعيفة في المصادر الإسلامية .

    يتبع إن شاء الله ........

    _______________________

    (76) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح ، ص 113
    (77) صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 135
    (78) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 41
    (79) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 121 & مسيحية ضد الإسلام، لودفيغ هاغمن ، ص ص 110 - 112
    (80) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
    (81) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 69 & صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية) ، ترجمة أز ثابت عيد، ص 20-21
    (82) مسيحية ضد الإسلام – حوار انتهى إلى الفشل ، لودفيغ هاغمان ، ص 135 - 137
    (83) صورة الإسلام في التراث الغربي (دراسات ألمانية)، ترجمة أ. ثابت عيد، ص 21
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,886
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ان كان هذا البحث هو سبب غيابك عنا يا وصية المهدى فقد اصدرنا مرسوم ملكى بالعفو عنك ومسامحتك على غيابك عنا

  4. #19

    افتراضي

    أخي الكريم حازم

    أشكر لك متابعتك للموضوع ، وأعتذر عن طول المقدمة التاريخية التي أراها مهمة لتوضيح جذور الأطروحات اللادينية حول الإسلام وبخاصة الرسول عليه الصلاة والسلام والقرآن .

    ولك تحياتي
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  5. #20

    افتراضي

    تابع ..............

    في القرن السابع عشر يظهر التشويه ضد الإسلام في دوائر المعارف التي يحررها القساوسة . فالأب لويس موريري L. Moreri يذكر في القاموس التاريخي الكبير المنشور عام 1674م عن أصل الإسلام : " ... محمد نبي مزيف عربي الموطن ولد عام 571م وفقاً للتقدير العام ، فقد والديه وهو طفل ، وقام عمه أبو طالب بتربيته . ودفعه الفقر ليخدم عند أحد التجار العرب ، وعند وفاة هذا التاجر قام بإمتاع أرملته المسماة كاديج لدرجة أنه تزوجها وأصبح وريثها الوحيد . فاستخدم أموالها ليزدهر ويخدم طموحاته .. وبعد ذلك شارك كلاً من باتيراس ، وهو هرطقي يعقوبي ، والأب جورجيوس وهو راهب نسطوري وبعض اليهود الذين عاونوه على تجميع قرآنه ، وبذلك أصبح دينه مكوناً جزءاً من اليهودية وجزءاً آخر من أحلام هرطقية ، واستسهالات جنسية لطبيعة منحرفة .." (84) . كما يكتب الراهب فيليب جودانيول Ph. Guadennol عام 1699م في باريس كتابه (حياة محمد المحتال ، كما رآها المؤرخون العرب والفرس واليهود والكدلانيون واليونانيون واللاتينيون مصحوباً بموجز تقويمي يوضح الزمن الذي عاشوا فيه واصًل وطابع كتابتهم) ، وهذا الكتاب استقى المؤلف كل توجيهاته حوله ومعلوماته من خلال البابوات والمجامع الكنسية (85) .
    وهذا لاهوتي آخر من المشاهير وهو Humphrey Prideaux همفري بريدو (1648م – 1724م) الذي ألف كتابه عن الرسول صلى الله عليه وسلم عام 1697م والذي عنوانه ( الطبيعة الحقيقية للخداع كما يتجلى كاملاً في حياة محمد ) ، حيث يزعم في مقدمته إلى تبرئة المسيحية من الخداع بزعمه أن الخداع هو الموجود في الإسلام (86) . وهذا ملك أسبانيا فيليب الرابع يطلب إلى أحد المبشرين الألمان وهو Dominicus Germanus De Silesia جيرمانوس السيليزي (1588 – 1670) بتأليف كتب تبشرية تهاجم الإسلام بعد رحلة تبشيرية قام بها هذا الراهب في بلاد المسلمين ، بل قام أيضاً بترجمة القرآن إلى اللاتينية وكتب رداً على القرآن (87) .

    وفي العصر الحديث تستمر الحملة على الإسلام والقرآن والرسول على ذات المنوال وذات الهدف والمنهج ولكن تتستر تحت عباءة الاستشراق والعلم ولكن بجسد التبشير والتنصير . بل لقد أصبح موضوع مصادر القرآن و مصادر الإسلام فرعاً مستقلا بذاته في دراسات مؤسّستي التنصير : الاستشراق والتبشير . وقد حرص مجادلو التنصير في هذا المجال على إرجاع كل كبيرة وصغيرة في القرآن إلى مصدر سابق سواء أكان دينياً أم غير ديني، وقد دارت مصادرهم المقترحة للقرآن الكريم حول مصادر ستة : الوسط الوثني في شبه جزيرة العرب ( معتقدات، عادات، عبادات، أشعار) وعلى الأخص شعر أمية ابن أبي الصلت ، الحنفاء ، الصابئة ، الزرادشتية وديانات الهند القديمة ، النصرانية ، واليهودية (88) .
    ويشير ريتشارد سوذرن في كتابه صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى إلى أن الصور المشوهة عن الإسلام في أوروبا والتي استمرت عبر العصور الوسطى الأوروبية قد تعرضت للنقد بشكل أو بآخر ، إلا أن هناك أفكاراً ثابتة عن الإسلام والنبي تدخل في التفاصيل وتتجاوز الحقبة الوسيطة إلى عصور الاستشراق ، ومنها الاقتناع بافتقار الإسلام للإخلاقية والتي يمثلوها في سلوك النبي الشخصي عليه الصلاة والسلام (89) . أي أن الاستشراق ورث الطعن في الإسلام من خلال الطعن بالرسول من خلال الصورة المشوهة عن الإسلام التي زرعتها الكنيسة في أوروبا منذ القرون الوسطى .

    إن أول استعمال لكلمة (مستشرق) كان حوالي عام 1630م (90) ، ويرى آخرون أنه ظهر كمصطلح في اللغة الاإنجليزية في العام 1779م (91) . ولكن يمكن القول أن الاستشراق نشأ في زمن الحروب الصليبية أو بعدها ، وقد نشأ أول ما نشأ كنسياً ولهدف واحد هو الرد على الإسلام وتشويه صورته . وهكذا فإن الحديث عن طروحات الاستشراق فيما يختص بالإسلاميات لا يخرج عن الحديث عن الافتراءات النصرانية طوال قرون عديدة على الإسلام . فلقد نشأ الاستشراق على أيدي رجال الكهنوت بغرض تشويه حقائق الإسلام ، وإعاقة نشره بين الغربيين ، وتكثيف الجهود التبشيرية ليس فقط من اجل الانتصار للنصرانية فقط ولكن كما ذهب إلى ذلك ردوي بارت Rudi Paret بدافع التبشير الذي عرفه بأنه " إقناع المسلمين بلغتهم ببطلان الإسلام واجتذابهم إلى الدين المسيحي " (92) .

    ويقسم العديد من الباحثين الاستشراق إلى عدة فروع . ولكن من حيث الأغراض فقد انقسمت الدراسات الاستشراقية إلى مدارس مطابقة لأغراض ودوافع عدة إلى ما يلي : فهناك المدرسة النصرانية ولها نزعتان : كاثوليكية وبروتستانتية . وهناك المدرسة اليهودية ، وهناك المدرسة الإلحادية العامة ، وأخيراً المدرسة الإلحادية الشيوعية ، إلا أن الجانب الأكبر في هذه الدراسات كان للمدرسة النصرانية كما يقول المستشرق سنوك هورخروني Christian Snouck Hurgronje : " وبالتدريج توصلنا إلى اليقين بأن دراسة اللغات والحضارات والتاريخ السياسي والأدبي ضرورية ، وكذلك دراسة المؤسسات الاجتماعية والدينية لكل الشعوب الشرقية الأخرى ، التي لم نهتم بها حتى اللآن إلا للمصالح التجارية العلمية ، أو بدرجة أعمق من أجل المصلحة التنصيرية (93) . كما يقول أحد الباحثين : " كان الباعث الديني للاستشراق في بداية الأمر عرقلة تيار التحول من المسيحية إلى الإسلام ، ثم تطور هذا الباعث فيما بعد إلى محاولة تشكيك المسلمين أنفسهم في عقيدتهم بزعزعة المثل العليا للإسلام في نفوس أبنائه من ناحية وإثبات تفوق الحضارة الغربية وعظمتها من ناحية أخرى " (94) .

    ويعترف المستشرقون أنفسهم بتأثرهم بتلك النعرة الكنسية تجاه الإسلام حيث تضافر الخوف من الإسلام مع الجهل به والحقد عليه في تكوين صورة مشوهة عنه في أوروبا في القرون الوسطى . واستمرت هذه الصورة لم تتغير في جوهرها حتى العصر الحاضر في الدراسات الاستشراقية والإعلام الغربية . وهذه الصورة المشوهة للإسلام هي بداية الاستشراق . ويشير المستشرق مونتجمري وات William Montgomery Watt وهو أحد كبار المستشرقين في العصر الحديث إلى أهم العناصر التي كونت هذه الصورة وهي : " أن العقيدة الإسلامية تحتوي على انحرافات (عن العقيدة المسيحية) وأن الإسلام دين العنف وأنه انتشر بالسيف وأنه دين يدعو إلى الانغماس في الشهوات وبخاصة الشهوات الجنسية . وأن في شخصية محمد ضعفاً أخلاقياً ، وأنه مؤلف دين زائف " (95) ، كما يقول أيضاً عن هذا الإرث الكنسي : " جد الباحثون منذ القن الثاني عشر في تعديل الصورة المشوهة التي تولدت في أوروبا عن الإسلام . وعلى رغم الجهد العلمي الذي بذل في هذا السبيل ، فإن آثار هذا الموقف المجافي للحقيقة التي أحدثتها كتابات القرون المتوسطة في أوروبا لا تزال قائمة فالبحوث والدراسات الموضوعية لم تقدر بعد على اجتنابها " (96) .
    وبالطبع لا تخرج هذه الإدعاءات عن كل ما أوردناه سابقاً في تاريخ الجدل النصراني مع الإسلام خلال قرون طويلة حيث نرى بشكل واضح كيف أن مستشرق من القرن العشرين يوجز لنا أطروحات المستشرقين في العصر الحديث ، والتي لا تخرج عن أطروحات القساوسة والكهنة والرهبان في العصور الوسطى وما بعدها. ويعترف المستشرقون أو من أرخوا لهم بأن الجانب الديني في تناولهم للإسلام كان له أثر في كتاباتهم عن الإسلام وأنه من الصعوبة بمكان التخلي عن هذه النعرة في كتاباتهم ، فيقول المستشرق الأمريكي برنار لويس : " لا تزال آثار التعصب الديني الغربي ظاهرة في مؤلفات عدد من العلماء المعاصرين ومستترة في الغالب وراء الحواشي المرصوصة في الأبحاث العلمية " . ويقول المؤرخ البريطاني نورمان دانييل Norman Daniel : " على الرغم من المحاولات الجدية المخلصة التي بذلها بعض الباحثين في العصور الحديثة للتحرر من المواقف التقليدية للكتاب النصارى من الإسلام فإنهم لم يتمكنوا أن يتجردوا منها تجرداً تاماً " (97) .
    وهذا الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبونGustav LeBon يؤكد هذه النزعة الكنسية ضد الإسلام فيقول : " إننا لسنا أحرار في بعض الموضوعات ، والمرء عندنا ذا شخصيتين : الشخصية العصرية التي كونتها الدراسات الخاصة والبيئة الخلقية والثقافية والشخصية اللاشعورية التي استقرت وتبلورت بفعل الماضي الطويل وتأثير الأجداد والسلف .. وهكذا فإن أوهامنا الموروثة والمستقرة في اللاوعي عن الإسلام والمسلمين قد تراكمت عبر قرون كثيرة وصارت جزء من مزاجنا وطبيعة متأصلة فينا " (98) .
    ويقول جان برو فيلارد Jean Beraud Villard في مضمار الحديث عن المخاطر المنهجية في دراسة الإسلام : " إذا كنا نخوض في هذه الدراسة الخطيرة بشيئ من الجرأة (وربما بشجاعة اللاوعي ) فعلينا أن نعلم سلفاً أن تجردنا سوف يصطدم باستمرار في داخل أعماقنا ، بأحكامنا المسبقة وعاداتنا في التفكير والشعور التي نخضع إليها وتأسر قلوبنا منذ أربعين جيلاً " (99) . ويؤكد المفكر الإسلامي د. محمود حمدي زقزوق المتخصص في الاستشراق أن الهدف الديني في الاستشراق " لا يزال يعمل من وراء ستار بوعي أو بغير وعي " معللاً ذلك بقوله : " لإنه من الصعب على معظم المستشرقين النصارى وأكثرهم متدينون أن ينسوا أنهم يدرسون ديناً ينكر عقائد أساسية في النصرانية ويهاجمها ويفندها كالتثليث والصلب والفداء " كما أنه من الصعب عليهم أن ينسوا أن الإسلام قد قضى على النصرانية في كثير من بلاد الشرق وحل محلها (100) . وهذه النظرة المسيحية نحو الإسلام لم تتغير إلا قليلاً كما يقول مارسيل بوازار في كتابه (الإسلام اليوم) منذ 15 قرناً . فهذه النظرة تظهر شيئاً من التسامح العقائدي إزاء الأديان السابقة ، لكنا في حالة الإسلام قد قابلته بالرفض المطلق . وبدا الإسلام منذ البيزنطيين كانحراف للنصرانية ، فقد ألصقت بالنبي محمد أوصاف وقحة ، وفي النهاية عبثية ، فقد صور في صورة راهب مرتد أو في أي صورة مشابهة . فقد كان النصارى آنذاك يظنون أن بوسعهم تشويه الإسلام بتشويه رسوله محمد بمقارنة ساذجة مع المسيحية . ولقد تغيرت الأزمان ولكن صورة النبي الزائفة على نحو مضحك لم تتغير ، رغم أن البحث التاريخي برهن مراراً على أن هذه المزاعم التقليدية كانت خاطئة (101) .

    يتبع إن شاء الله ..........
    ___________________________

    (84) موقف الغرب من الإسلام - محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 42 – 43
    (85) موقف الغرب من الإسلام _ محاصرة وإبادة ، أ.د زينب عبدالعزيز ، ص 47
    (86) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 107
    (87) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 180
    (88) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50
    (89) من مقدمة كتاب صورة الإسلام في أوروبا في القرون الوسطى ، ريتشارد سوذرن ترجمة د. رضوان السيد ، ص 14
    (90) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 142
    (91) الاستشراق رسالة استعمار ، د محمد الفيومي ، ص 146
    (92) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 44
    (93) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 30-31
    (94) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 38
    (95) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 25
    (96) شبهات مسيحية معاصرة حول الإسلام، حسني يوسف الأطير، ص 136
    (97) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 88
    (98) الاستشراق والتاريخ الإسلامي (القرون الإسلامية الأولى) ، أ.د فاروق عمر فوزي ، ص 65
    (99) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 315
    (100) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 56
    (101) الاستشراق رسالة استعمار ، د. محمد الفيومي ، ص 192
    التعديل الأخير تم 03-30-2006 الساعة 03:20 PM
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  6. #21

    افتراضي

    تابع .............

    والأمثلة على المستشرقين المنصِّرين كثيرة وقد ترجم نجيب العقيقي في كتابه المستشرقون عن ما يربو ستين راهباً من كبار المستشرقين (102) . فها هو الأب هنرى لامانس Henri Lammens المستشرق المبشر اليسوعي والراهب المتعصب يكتب جدليته ضد القرآن في مقاله ( هل كان محمد أميناً؟ ) ، وفى كتابه الآخر (الإسلام : عقائد ونظم) (103) . وللمعلومية فقد عرف عن الأب لامنس الكاثوليكي أنه مثل بطرس المحترم في عصر الحروب الصليبية لما في كتاباته من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى أنه إذا ذكرت الأحاديث والأخبار خلة حسنة ممدوحة في النبي وأصحابه فإن لامنس يؤكد أنهم كانوا مصابين بالعيوب المناقضة لتلك الخلال الحسنة (104) ، بل ويصفه الدكتور عبدالرحمن بدوي بقوله " مستشرق بلجيكي وراهب يسوعي شديد التعصب ضد الإسلام ويفتقر افتقاراً تاماً إلى النزاهة في البحث والأمانة في نقل النصوص وفهمها " ويصفه الدكتور بدوي بقوله أيضاً " لا أعرف باحثاً من بين المستشرقين المحدثين قد بلغ هذه المرتبة من التضليل وفساد النية " . وهو من الأمثلة الواضحة عن التعليم الكنسي المعادي للإسلام داخل بلاد الإسلام ، بل وأحد ممن بث سمومهم حول الإسلام بين المسلمين ، حيث جاء في صباه إلى بيروت وتعلم في الكلية اليسوعية وبدأ حياة الرهبنة في سنة 1878م فأمضى المرحلة الأولى في دير لليسوعيين في قرية غزير في جبل لبنان . وامتد تاريخه في لبنان ليصبح أستاذاً للتاريخ الإسلامي في كلية اليسوعيين ببيروت عام 1907م (105) .
    كما يكتب William Muir وليم موير (1819م – 1905م ) المبشر والمستشرق الإنجليزي بتحامل شديد على الإسلام جدليتين ضد القرآن وهما (القرآن : تأليفه وتعاليمه) و (الجدال مع الإسلام) . وهذا ريتشارد بل Richard Bell أحد رجال الدين المسيحي صرف سنين كثيرة في دراسة القرآن وله في الجدل ضد القرآن عدة كتب ومقالات تبرز التأثير المسيحي على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهمها مقدمته لترجمة القرآن التي ضمّنها جدليته الأساسية ضد أصالة القرآن الكريم (106) . حيث يرى ريتشارد بل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتمد في كتابته للقرآن على الكتاب المقدس ، وخاصة على العهد القديم في قسم القصص . فبعض قصص العقاب كقصص عاد وثمود مستمد من مصادر عربية ولكن الجانب الأكبر من المادة التي استعملها محمد ليفسر تعاليمه ويدعمها قد استمده من مصادر يهودية ونصرانية . وقد كانت فرصته (أي النبي) في المدينة للتعرف على ما في العهد القديم أفضل من وضعه السابق في مكة حيث كان على اتصال بالجاليات اليهودية في المدينة ، وعن طريقها حصل على قسط غير قليل من المعرفة بكتب موسى على الأقل (107) . وهذا كلير تسدال William St. Clair-Tisdall قسيس مبشر في إيران ، صنف أعنف وأخطر جدلية ضد أصالة القرآن الكريم وهي ( المصادر الأصلية للقرآن ) - عدا عن كتابه الآخر (مصادر الإسلام) - . كما يكرر ذات العمل آرثر جيفرى وهو من محرري مجلة العالم الإسلامي التبشيرية وأبرز كتّابها وله عدة جدليات ضد القرآن الكريم وأصالته نشر بعضها فى مجلة العالم الإسلامي 1935م ، ونشر بعضها في كتابه (مصادر تاريخ القرآن) .
    كما أن المبشر آرينز يكتب كتاباً بعنوان (عناصر نصرانية في القرآن) . وهذا كينث كراج وهو خليـفة صموئيل زويـمر في توجيه النـشاط التبشيري في منطـقة الشرق الأوسط ، ورئيس تـحرير مجلة العالم الإسلامي التبشيرية ، ورئيس مؤتمر التبشير المنعقد في أكسفورد عام 1986م ، له جدليتان ضد أصالة القرآن ، طبعتا أكثر من مرة لمساعدة وعاظ التنصير، وهما (نداء المئذنة) و (القبة والصخرة) (108) .
    وهكذا نرى أن هؤلاء المستشرقين المنصرين القائمون على الكتابة فيما يخص القرآن والإسلام والرسول قد رددوا الافتراءات القديمة نفسها التي أسسها الكتاب البيزنطيون وقساوسة القرون الوسطى .

    وحيث أن الاستشراق والتبشير إنما هما فرعا التنصير فإن جدليات الاستشراق عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في العصر الحديث لم تتجاوز جدليات الكنيسة والرهبان والقساوسة والكرادلة في العصر السابق والقرون الوسطى . فمن الكتابات الاستشراقية العديدة التي ترجع الإسلام إلى منشأ يهودي أو نصراني نرصد ما يلي من كتب :
    مـاذا أخذ محمد مـن النصوص اليهودية - العناصر اليهودية فى القرآن - أصل الأساطير الإسلامية فى القرآن - الحكايات التوراتية فى أجزاء القرآن - عناصر من الهجادة فى قصص القرآن - التوارة فى القرآن - عناصر يهودية فى مصطلحات - القرآن الدينية - السامريون فى القرآن - محمد والقرآن : تاريخ النبى العربى ودعوته - توافق القرآن والإنجيل - راهب بحيرا والقرآن - صلة القرآن باليهودية والمسيحية - جمع القرآن - طابع الإنجيل فى القرآن - مذهب الطبيعة الواحدة في القرآن - القرآن : الإنجيل المحمدي - أصل القرآن فى بيئته المسيحية - أصل الإسلام والمسيحية (109) - المصادر الأصلية للقرآن - مصادر القصص الإسلامية في القرآن وقصص الأنبياء - تاريخ الإسلام - مصادر القص الكتابي في القرآن - مصادر تاريخ القرآن - القرآن والكتاب - مصادر الإسلام (110) .

    يتبع إن شاء الله .............

    _______________________

    (102) مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب ، محمد البشير مغلي ، ص 50
    (103) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37
    (104) المستشرقون ومنهج التزوير والتلفيق في التراث الإسلامي ، طارق سري ، ص 122
    (105) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 503 - 504
    (106) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 37 - 39
    (107) الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضاري، د. محمود حمدي زقزوق، ص 102
    (108) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 38 - 39
    (109) الغارة على القرآن الكريم ، د. عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 41 - 43
    (110) الغارة على القرآن الكريم ، د.عبدالراضي محمد عبدالمحسن ، ص 50 – 51
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  7. #22

    افتراضي

    تابع ........

    ونظرأ لارتباط منظمات التنصير حول العالم فلقد قامت مواقع للتنصير عربية اللسان غربية التوجه بالسير على منوال خطة التنصير العالمية في الهجوم على الإسلام .فلقد انتشرت الكتب العربية الموجهة ضد الإسلام في هذه المواقع تحمل نفس المواضيع حول مصادر الإسلام والقرآن وتشويه صورة الرسول والإسلام والتعريض بالقرآن الكريم من قبل كتاب عرب وأوروبيين وبشكل كبير وتعمل هذه المواقع على نشرها أولاً بأول . ونظراً لعدم وجود رقابة أو سيطرة على هذه المواقع من قبل الكثير من الحكومات العربية فهذا يجعل نشر الكتب التنصيرية الموجهة ضد الإسلام ميسراً بل وغير مكلف . ونذكر لذلك عدة أمثلة لكتب تتناول الإسلام والقرآن والرسول لمؤلفين قساوسة عرب أو أجانب مترجمة تقوم هذه المواقع بنشرها : المجهول في حياة الرسول - قس ونبي - مصادر الإسلام - القرآن دعوة نصرانية - الإتقان في تحريف القرآن - تطور القرآن التاريخي .
    ولعل الأب يوسف درة الحداد يعد من أشهر المنصِّرين العرب في تصنيفه الكتب ضد الإسلام ، إلا أننا نذكر مثالاً آخر من الأمثلة على أن بعضاً من القساوسة العرب ما يزالون مستمرون في تشويه صورة الإسلام ، ما جاء في كتاب (الحق) الذي ألفه أحد الكهنة الأقباط في مصر في ستينيات القرن الماضي ورد عليه العالم (ابن الخطيب) في كتاب باسم (هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة) .
    ففي كتاب الكاهن القبطي (الحق) جاء ما يلي :
    صرح بأن الرسول كان يقبل الحجر الأسود اتباعاً للوثنيين ، كما زعم أن محمداَ قد أخذ طقوس العبادات الإسلامية عن اليهود والمسيحيين وذكر منها :
    • أن اليهود والمسيحيين يصلون سبع مرات كل يوم ومحمد خفضها إلى خمس.
    • أن الرسول أخذ شريعة الوضوء عن اليهود
    • أن الرسول أخذ شريعة القبلة عند الصلاة عن اليهود
    • أن الرسول أخذ شريعة الأضحية عن اليهود
    • أن الرسول أخذ فكرة الأعياد عن اليهود والمسيحيين
    • كما أخذ فكرة التحية عنهما
    • كما أخذ فكرة الركوع عن اليهودية
    • زعم أن الكتاب المقدس هو المصدر الأصلي للقرآن .
    • غمز كيفية حفظ القرآن ، وأشار بوجود تناقض بين أقوال أئمة المسلمين وتساءل : هل نضمن أن حفاظ القرآن لم ينسوا منه شيئاً
    • زعم أن القرآن يقول بتعدد الآلهة كما كان عند قدماء الإغريق .
    • زعم أن محمداً كان وثنياً قبل الإسلام
    • زعم أن المسلمين يقولون بمبدأ أريوس وتعدد الآلهة لمناداتهم على المآذن (الله أكبر) وهذا يقتضي بقوله إلى وجود آلهة أصغر من الأكبر .
    • زعم أن الدين الإسلامي ما شاع وذاع إلا عن سبيل جهاد الذي لا يكون إلا عن طريق السيف وسفك دماء الأبرياء وإخراج الناس من ديارهم وسلب أموالهم (111) .
    وهكذا نرى أن كل ما افتراه المنصِّرون شرقيون ولاتينيون وبيزنطيون خلال قرون طويلة يختزله كاهن قبطي في كتاب واحد ، لما في ذلك من دلالة على أن نشر الافتراءات على الإسلام داخل الكنيسة في العالم كله ممنهج ومرتب . ولعل أكثر ما يدل على ذلك ما ذكره الأستاذ إبراهيم خليل أحمد وهو المنصِّر القبطي الذي أسلم ، من أنه في فترة تدريبه على التنصير التحق بكلية اللاهوت الانجيلية بمصر وهي كلية لتدريب المنصِّرين تابعة لجامعة برنستون في أمريكا ولا تخضع للإشراف من قبل وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالي في مصر ، وكان من أهم المواد التي تدرس فيها بالإضافة إلى اللغة العربية والإسلام هي الردود على الإسلام بدراسة كتب المستشرقين (112) .
    بل أن الهدف الرئيسي أيضاً من هذه الأكاذيب والفتراءات الملفقة على الإسلام والرسول والقرآن إنما هدفها تشويه صورة الإسلام أمام النصارى أنفسهم بشكل أو آخر . وأحد من اكتشفوا هذا الأمر هو معلمة اللاهوت السابقة الأمريكية ماري واتسون والتي تقول عقب قراءتها كتباً عن الإسلام لكتاب مسلمين : " والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين ، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم وهذه الكلمات التي تقال في الصلاة " . لقد كان لنتيجة قراءتها عن الإسلام من مصادره أن أعلنت إسلامها برغم أنها درست اللاهوت ثماني سنوات (113) . لهذا كانت الكنيسة في أوروبا تخشى من أن يقرأ الأوروبيون القرآن الكريم كما هو دون أن يخالطوه قساوستهم بالأكاذيب والترجمات المغلوطة . وهذا الدور يقوم به اللادينيون وعلى مدى واسع من خلال ارتباطهم بالمصادر الكنسية عن الإسلام وعلى هذا تشهد كتاباتهم التي لا تختلف عن الكتابات التنصيرية الموجهة ضد الإسلام .

    وفي خلاصة هذا الموجز التاريخي حول موقف النصرانية من الإسلام ومحاولات التنصير المستمرة منذ قرون طويلة بتشويه صورة الإسلام ، فقد أردت عرض أبرز عناصر تلك الأطروحات . وكما يرى القارئ فإنها تتناول الهجوم على الإسلام من خلال عدة أمور وهي :
    التهجم على أخلاق وشخص الرسول
    وضع مصادر للإسلام لنفي مصدريته الربانية
    الافتراءات الموجهة ضد القرآن (مصادره – بشريته – الوحي - تشويهه)
    مواضيع متنوعة حول تعدد الزوجات ، وأن الإسلام انتشر بالسيف .
    وهذه المواضيع هي تماماً ما يكرره اللادينيون في كتاباتهم عن الإسلام وهجومهم عليه . الأمر الذي لا يسعنا أن نستنتج من خلاله إلا أحد أمرين :
    الأول : أن اللادينية العربية إنما تصدر من ذات البوق الذي تصدر من خلاله الكتابات التنصيرية ضد الإسلام .
    الثاني : أن اللادينية العربية إنما هي "فرخ" من فراخ التنصير والموجهة ضد الإسلام .

    يتبع إن شاء الله ...........

    _______________________

    (111) هذا هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة، ابن الخطيب، ص25 ، 26 ، 33
    (112) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 51-52
    (113) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 149
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  8. افتراضي

    الا قلي ولا مؤاخذة يا عم الوصية : ايه علاقة اللادينية بالتنصير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ما تخش في الموضوع بقا ..

  9. #24

    افتراضي

    شواهد حول ارتباط التنصير باللادينية والعلمنة

    كما سبق وذكرنا عند تعريف التنصير بأن الهدف الأول له هو إخراج المسلم من دينه أولاً حتى وإن لم يتنصر . وقد ذكرنا أقوال تاريخية لكنسيين كبار من أمثال بطرس المحترم عن أن الأهداف الإضافية لتشويه صورة الإسلام هو محاولة تنصير المسلمين . ولذلك فالهدف مشترك بين التنصير واللادينية وهو إخراج المسلم من دينه . إن أبرزوأوضح من يشهد على علاقة اللادينية والزندقة بالتنصير هو صاموئيل زويمر Samuel Zwemmer زعيم التنصير في العالم الإسلامي .

    هذا الرجل الذي بشهادة المنصِّرين يحظى بأعلى تقدير في العالم النصراني لمجهوداته الكبيرة في تنصير المسلمين . ولكن الذي يميز أساليبه عن غيره من المنصِّرين أنه يستخدم الأساليب الملتوية ، وليس أدل على التحايل في أساليب تنصيره وزملاؤه للدخول من الأبواب الخلفية هو أنه عندما أسست البعثة التبشيرية في الخليج العربي بواسطة صموئيل زويمر وزملائه الدكتور لانسنج Dr. Lansing وجيمس كانتين Lames Contine وفيليب فيلبس Philip Phelps في أواخر القرن التاسع عشر ، كان اسم البعثة الاول هو (العجلة) ، إلا أنهم قاموا لاحقاً بتغييره إلى (الارسالية الاجنبية) للسماح بقيام عمل تبشيري في البلاد الناطقة باللغة العربية ، ثم قاموا بتغيير الإسم إلى (الإرسالية العربية) ويرجع ذلك أساساً إلى ان اختيار هذا الاسم يهدف إلى التغلب على الشكوك التي يحملها العرب نحو أنشطة الأجانب في وقت كانت تتصارع فيه المصالح الغربية في المنطقة (114) . لقد أتقن صموئيل زويمر اللغة العربية وكان محترفاً في الإسلاميات ، عمل 23 عاماً منصِّراً في الجزيرة العربية و 16 عاماً مديراً لمركز الدراسات الإسلامية والمطبوعات في القاهرة ، وأشرف على تحرير أهم مجلة نصرانية عن الإسلام لمدة 36 سنة وهي مجلة العالم الإسلامي (115) . وقد كتب صموئيل زويمر عدة كتب عن الإسلام منها : الإسلام تحد لعقيدة ، تفكك الإسلام ، دراسات في الإسلام الشعبي ، كتاب عن تأصير الخرافات الشعبية بين المسلمين بعنوان The Influence Of Animism On Islam : An Account Of Poplular Superstitions . وهذا الكتاب أوصى به مؤتمر كولورادو التنصيري عام 1978 كأحد المراجع الأساسية للمنصِّرين (116) . وحيث جئنا في ذكر مؤتمر كولورادو 1978 لتنصير المسلمين ، فقد تمخض عن ذلك المؤتمر إنشاء معهد لتنفيذ قرارات المؤتمر وتم تسمية هذا المعهد باسم معهد زويمر أو Samuel Zwemer Institute of Muslim Studies .

    إن ما سيتم قراءته الآن من كلام صاموئيل زويمر في خطاباته في المؤتمرات التنصيرية التي عقدت في العالم الإسلامي أوائل القرن الماضي لخطيرة كل الخطورة . فمثلاً في عام 1910 أي بعد مؤتمر القاهرة التبشيري الذي رأسه زويمر بأربع سنوات يقول صموئيل زويمر : " لقد جربت الدعوة إلى النصرانية في أنحاء الكرة من الوطن الإسلامي ، وأن تجاربي تخولني أن أعلن بينكم على رؤوس الأشهاد أن الطريقة التي سرنا عليها إلى الآن لا توصلنا إلى الغاية التي ننشدها ، فقد صرفنا من الوقت شيئاً كثيراً وأنفقنا من الذهب قناطير مقنطرة ، وألفنا ما استطعنا أن نؤلف ، وخطبنا ما شاء الله أن نخطب ، ومع ذلك فإننا لم ننقل من الإسلام إلى النصرانية إلا عاشقاً بنى دينه الجديد على أساس من الهوى أو نصاباً سافلاً لم يكن داخلاً في دينه من قبل حتى نعده قد خرج عنه بعد ذلك ، ولا محل لديننا في قلبه حتى نقول : إنه دخل فيه . ومع ذلك فالذين تنصروا لو بيعوا بالمزاد لا يساوون ثمن أحذيتهم . فالذي نحاوله من نقل المسلمين إلى النصرانية هو اللعب أشبه منه بالجد ، فلتكن عندنا الشجاعة الكافية لإعلان أن هذه المحاولة قد فشلت وأفلست ، وعندئذ يجب علينا قبل أن نبني النصرانية في قلوب المسلمين أن نهدم الإسلام من نفوسهم حتى إذا أصبحوا غير مسلمين سهل علينا أو على من يأتي بعدنا أن يبنوا النصرانية في نفوسهم أو في نفوس من يتربون على أيديهم " . ويقول أيضاً : " إن عملية الهدم أسهل من عملية البناء في كل شيئ إلا في موضوعنا .. لأن هدم الإسلام في نفس المسلم معناه هدم الدين على العموم ، وهي خطة مخالفة لما ندعو إليه لأنها خطة إلحاد وإنكار للأديان جميعاً ، ولكن لا سبيل إلى تخليص المسلمين من الإسلام غير هذا السبيل " (117) .
    كما يشير بعد أكثر من عشرين عاماً على هذا الخطاب إلى نجاح استراتيجيته في نزع المسلم من دينه وذلك في مؤتمر القدس عام 1935م حيث أعلن صموئيل زويمر عن الأهداف الخبيثة للتنصير بقوله للمنصِّرين في المؤتمر : " إنكم أعددتم نشئاً (في بلاد المسلمين) لا يعرف الصلة بالله ، ولا يريد أن يعرفها ، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده الاستعمار المسيحي لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات. فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء". ثم يقول مهنئاً : "إن مهمتكم تمت على أكمل الوجوه وانتهيتم إلى خير النتائج وباركتكم المسيحية ، ورضي عنكم الاستعمار، فاستمروا في أداء رسالتكم فقد أصبحتم بفضل جهادكم المبارك موضوع بركات الرب " (118) .

    إن التنصير في نظر زويمر هو باختصار : إخراج المسلم من دينه أولاً وقبل كل شيئ سواء أدى ذلك ليصبح نصرانياً أو يبقى زنديقاً ملحداً . ولنا أن نتصور خطورة مثل هذه الاستراتيجيات على الفرد قبل أن تكون خطراً على المجتمعات . إن أول ما ينبري إلى أذهاننا من جراء هذا الطرح التنصيري هو أن إفساد أخلاق المسلمين هي خير وسيلة لتنصيرهم . ولكي يتم هذا فلا بد من استخدام وسائل الزندقة والإلحاد ومبادئ الشك . وبصورة مبسطة : استخدام اللادينية لتنصير المسلمين . وما يجعل هذه الاستراتيجية التنصيرية حقيقة وواقعاً ما ينقله لنا العلامة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في كتابه (قذائف الحق) حيث ينقل لنا من خلال تقرير رهيب عن خطاب ألقاه البابا شنودة في الكنيسة المرقسية الكبرى بالاسكندرية في اجتماع سري . وقد تم رفع هذا التقرير للجهات المختصة واطلع عليه الشيخ عام 1973 . يقول التقرير المرفوع للجهات المختصة : " بسم الله الرحمن الرحيم ..... نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار في الاجتماع ، بعد أداء الصلاة و التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الحاضرين الانصراف ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم الإسكندرية ، وبدأ كلمته قائلاً : إن كل شيء على ما يرام و يجري حسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على حدة في إطار الهدف الموحد" . ثم يتكلم التقرير عن عدد من الموضوعات تحدث بها البابا شنودة ومنها (التبشير) حيث يقول البابا شنودة : " كذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هدف اتُّـفق عليه للمرحلة القادمة ، وهو زحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم و التمسك به ، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين في نفوسهم ، و تشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتابهم و صدق .. و من ثم يجب عمل كل الطرق و استغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك في القرآن و إثبات بطلانه و تكذيب محمد . وإذا أفلحنا في تنفيذ هذا المخطط التبشيري في المرحلة المقبلة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات من طريقنا ، و إن لم تكن هذه الفئات مستقبلاً معنا فلن تكون علينا .
    غير أنه ينبغي أن يُـراعَي في تنفيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة وذكية ، حتى لا يكون سببًـا في إثارة حفيظة المسلمين أو يقظتهم " (119) .

    يتبع إن شاء الله .............

    ________________________

    (114) التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي والسّياسي، د. عبد المالك خلف التّميمي، ص 40-42
    (115) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 72
    (116) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
    (117) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص 35 – 36
    (118) رؤية إسلامية للاستشراق ، أحمد غراب ، ص 63
    (119) قذائف الحق، محمد الغزالي، ص 70-74
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  10. #25

    افتراضي

    تابع .............

    والذي يظهر أن استراتيجية إخراج المسلم من دينه لها حضور واسع في العمل الكنسي سواء كان المنصِّر بروتستانتي أو أرثوذكسي . إلا أن أهم شهادة يمكن أن نأخذها هي ممن مارسوا العمل التنصيري ومن هؤلاء المنصِّر العالمي السابق "أشوك كولن يانق" الذي أعلن إسلامه عام 2002 وانضم إلى قافلة الدعاة المسلمين في القارة الأفريقية . وفي إلقاء الضوء على تاريخ حياته يتضح لنا ثقل الحقيقة التي توضح ارتباط الكنيسة بالعلمنة واتباعها لاستراتيجية صموئيل زويمر في التنصير .
    فأشوك كولن يانق هو من أبناء جنوب االسودان ، درس اللاهوت في ولاية تكساس الأمريكية ، وحصل على عدة دبلومات في مجالات التخطيط وإدارة التعليم الكنسي ، والتنصير، وتنمية المجتمع من النرويج وكينيا والخرطوم . كما حصل على ماجستير في مقارنة الأديان جامعة أكسفورد بريطانيا . تقلد العديد من المناصب الكنسية منها : مدير المنظمة النرويجية للعون الكنسي ، مدير المنظمة النرويجية لرعاية الطفولة ، مدير منظمة درء الكوارث عن السودان وهي منظمة سويدية دانماركية هولندية ، قسيس في الكنيسة الأسقفية بالخرطوم ، مدير برامج الإنماء في الصومال وهي تابعة للأمم المتحدة ، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي بشرق ووسط إفريقيا (1992 1993م) ، مسؤول التعليم الكنسي العالمي في وسط وشرق إفريقيا ، مدير كلية النيل للاهوت في السودان ، أمين عام منظمة الشباب المسيحي عام 1987 - 1988م ، أمين عام منظمة التضامن المسيحي في إفريقيا . ويتضح لنا من هذه المناصب المرموقة التي تولاها اطلاع الرجل على خفايا العمل التنصيري التي أوضح جانباً منها في اللقاء الصحفي التي أجرته معه مجلة المجتمع الكويتية ، ونقتطف بعض إجابات أشوك .
    ففي سؤال عن كيفية قيام المنظمات الكنسية بأعمال التنصير ، يجيب أشوك : " المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً ، وإنما وفق دراسات وأبحاث دقيقة ، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير من حيث خريطة أديانها وعددها ، ومدى تمسك الناس بدينهم ، ونوعية الأجناس ، وتحديد احتياجات المنطقة من مال وغذاء ، وتعليم وخدمات صحية وغيرها . وأساليب التنصير كثيرة ، وهي تختلف حسب دين الشخص المستهدف، ومدى تمسكه به ، ومدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم وغير ذلك ، فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما توافرت لهم احتياجاتهم ، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في اتجاهين: إما تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم ، وأساليب تنصير المسلمين تقوم على الترغيب والتدرج والمرحلية " .
    وفي سؤاله عن بعض الممارسات الكنسية التي شارك فيها هو ضد الإسلام والمسلمين ، يقول أشوك : " في عام 1981م عقد مؤتمر سري في مركز الأبحاث الاستراتيجية بولاية تكساس ، وكنت أحد المشاركين الفاعلين في هذا المؤتمر، وكان شعاره كيف نواجه المد الإسلامي؟ وتم تقسيم الدول الإسلامية إلى دول أكثر فاعلية ، وأكثر تطوراً مثل: مصر والعراق وباكستان ، ودول أكثر حباً للإسلام مثل: إيران وأفغانستان وطاجيكستان والشيشان والسودان وتشاد وتركيا.... " .
    وفي سؤال عن الدور الذي اضطلع به شخصياً والجهات التي كان يتعامل معها ، يقول أشوك : " لقد أوصى المؤتمر بضرورة استخدام العلمانيين في ضرب الحركة الإسلامية عن طريق دعم المجموعات العلمانية ، والضغط على إحدى الحكومات العربية للزج بأعضاء الحركة الإسلامية في السجون والمعتقلات، ولو وصل الأمر إلى تصفية رموزها . وانحصر دوري في هذا الشأن في تسلم وتوصيل مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة في أمستردام (هولندا) إلى الكنيسة في هذا البلد العربي ، بهدف إنفاقه على بعض الأفراد في جهاز أمني رفيع ، وعلى الحركات العلمانية ، لضرب حركة الإخوان المسلمين على وجه التحديد ، وكان ذلك خلال عامي (1996م 1998م) وكانت ترد إلينا تقارير أولاً بأول ، وكانت الجهات التي شاركت في هذا المخطط لا تعرف بعضها البعض " (120) .
    وكما نرى من هذا الشاهد بأن أهداف التنصير ليست في إدخال المسلم إلى النصرانية وإنما أيضاً إخراجه من دينه الأمر الذي يتكرر ذكره في كل مرة عند الحديث عن أهداف التنصير ، كما يظهر أن اللادينيين أسهل تنصيراً ممن المسلمين واعتماد الكنيسة في أعمال التنصير على العلمانيين ودفع الأموال لهم .

    وحيث تحدثنا عن شاهد مهم من داخل الكنيسة فهناك شاهد آخر مصري وهو أستاذ اللاهوت المصري السابق إبراهيم خليل فلوبوس (والذي أصبح اسمه بعد إسلامه إبراهيم خليل أحمد) الذي كان قبل إسلامه يكيل التهم للإسلام كذباً وزوراً إلى أن هداه الله للإسلام عام 1959م فأصدر كتابه (المستشرقون والمنصِّرون في العالم العربي والإسلامي) . وقد كان قبل إسلامه يشغل منصب استاذ بكلية اللاهوت الإنجيلية وراعياً للكنيسة الإنجيلية الأمريكية بل وكانت رسالته لنيل شهادة الماجستير هي (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) . وعن فترة دراسته في كلية اللاهوت حيث درس القرآن والأحاديث النبوية مع التركيز على الفرق التي خرجت من الإسلام كالإسماعيلية والعلوية والبهائية والقاديانية ، يقول الأستاذ إبراهيم : " كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن .. والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين ! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص ، ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا . وهناك كتب لدينا في هذا الموضوع أهمها كتاب (الهداية) من أربعة أجزاء وكتاب (مصدر الإسلام) ...." ويقول : " وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين؟) عام 1952م والتي أمضيت أربعة سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتنصير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 1948 " (121) . ألا نلاحظ أن هذا تماماً هو النمط الذي يسلكه العديد من الكتاب اللادينيون !! هل هم أيضاً خريجوا مدارس اللاهوت وكليات التنصير !!

    يتبع إن شاء الله ...........

    _______________________________

    (120) موقع المختار الإسلامي http://islamselect.com/index.php?ref...at&CR=161&ln=1
    (121) نماذج حية للمهتدين إلى الحق – قساوسة ومبشرون ومنصِّرون وأحبار أسلموا ، الحسيني الحسيني معدي ، ص 17 – 20
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  11. #26

    افتراضي

    تابع .............

    وممن لاحظوا ارتباط التنصير باستخدام أساليب تخريب الأخلاق هو العلامة المودودي في باكستان في رده على رسالة من البابا بولس السادس الراحل حول إمكان التقارب بين الإسلام والنصرانية وإزالة أسباب التوتر . فكان من ضمن رد الشيخ المودودي ما يلي : " وهناك جانب آخر للمشكلة عظيم الأهمية فالمؤسسات التعليمية للمبشرين تخرج طبقة جديدة من الناس ، طبقة لا تتمسك بالنصرانية ولا تظل على دين الإسلام وإنما تفصل نفسها عن تراثها ولا تطبق أي تراث أخلاقي آخر . والنتيجة أن تصبح نموذجاً غريباً من الجنس البشري في مواقفها الأخلاقية ومعاييرها الثقافية وكذلك في أخلاقها وتصرفاتها وفي لغتها وعاداتها الاجتماعية . فمن وجهة النظر الدينية الصرفة لا تظل هذه الفئة متمسكة بالإسلام كما لا تنجذب نحو المسيحية وإنما تنساق بدلاً عن ذلك في أحضان العلمانية والإلحاد وإنحلال الدين والخلق . فهل بوسع أي رجل عاقل أن يعتبر هذه الأنشطة من قبل بعثات التبشير النصرانية ، خدمة حقيقية للدين من أي وجه من الوجوه ؟ وهذه هي الأسباب الحقيقية التي تجعل المسلمين ينظرون نظرة ارتياب شديدة تجاه هذه البعثات ، ويشعرون أنها لا تعمل من أجل نشر الدين وإنما تحيك المؤامرات ضد الإسلام والمجتمع المسلم " (122) .

    وقد سبق الحديث عن مؤتمر كولورادو عام 1978 لتنصير المسلمين والذي انعقد في مدينة (كلن إير) في ولاية كولارادو الأمريكية في 15 مايو 1978م . والذي خصص لمناقشة استراتيجيات تنصير المسلمين . وقد خرجت قرارات هذا المؤتمر والدراسات التي عرضت فيه في كتاب تحت عنوان باسم (The Gospel and Islam) وترجم للعربية تحت عنوان (التنصير خطوة لغزو العالم الإسلامي) وبلغت صفحاته الألف (123) . وقد اجتمع في هذا المؤتمر الرءوس والخبراء في الكنائس الغربية وامتداداتها لتدارس خطة "أكثر فاعلية" في تنصير جميع المسلمين ، وطي صفحة الإسلام من الوجود . وقد شملت كتابات الدكتور محمد عمارة الكثير عن هذا المؤتمر الذي خصص لتنصير المسلمين . وليس أدل من صراحة هذا المؤتمر في تنصير المسلمين مما جاء في أبحاث ومقررات هذا المؤتمر حيث قالوا : " إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية ، والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا.. ونحن بحاجة إلي مئات المراكز لفهم الإسلام ، ولاختراقه في صدق ودهاء ، ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين ، فعلي مديري إرساليات أمريكا الشمالية والقادة المنصِّرين الآخرين أن يكتشفوا ويوطدوا أساليب جديدة للتعاون والمشاركة مع كنائس العالم الثالث وعملها المنظم للوصول إلي المسلمين . لقد وطدنا العزم علي العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصاري والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي . إن نصاري البروتستانت -في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا- منهمكون بصورة عميقة في عملية تنصير المسلمين ، ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثفاقات ومجتمعات المسلمين الذين تسعي إلي تنصيرهم.. وعلي المواطنين النصاري في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معا من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين . إذ يجب أن يتم كسب المسلمين عن طريق منصِّرين مقبولين من داخل مجتمعاتهم.. ويفضل النصارى العرب في عملية التنصير ..." (124) . وهكذا نفهم من هذه السطور أن نصارى البروتستانت في الشرق بدعم من نصارى بروتستانت الغرب الذين من أمثلتهم صموئيل زويمر يتعاونون لتنصير المسلمين . فماذا عن الوسائل ؟
    يقول و.ستانلي مونيهام رئيس مؤتمر كولورادو لتنصير المسلمين في الخطبة الافتتاحية للمؤتمر : " إنني أشعر بأن هذا المؤتمر سيكون تاريخياً ، فهو واحد من سلسلة لقاءات يجري عقدها للتشاور في أماكن متعددة من أرجاء العالم ، كما أنها المرة الأولى خلال جيلين يعقد فيها مؤتمر يضم هذا العدد من قادة النصارى جاءوا ليناقشوا معالجة حالة عملية تنصير المسلمين ففي بداية هذا القرن قام صموئيل زويمر عام 1906م بتنظيم مؤتمر في القاهرة وصف بأنه يمثل بداية عهد جديد لإرساليات التنصير بين المسلمين وقد ضم ذلك المؤتمر 60 ممثلاً لثلاثين كنيسة وإرسالية للتنصير ، وكان هذا المؤتمر هو الذي هيأ الجو لعقد مؤتمر أدنبرة للإرساليات العالمية عام 1910م ، ومؤتمر لكناو في الهند عام 1911م ، واللذين ركزا على حاجات العالم الإسلامي . ولكن قبل سبعين سنة حضارية حدثت خلالها تغيرات واسعة في شتى المجالات ، ولهذا يدعو الوقت الحاضر إلى تفهم جديد وطرق جديدة . أنا لا أؤمن بأن الوقت مناسب تماماً تاريخياً فحسب ، بل إن من الضرورة الملحة أن نلتقي ونناقش ونصلي من أجل الواجب الملقى على عاتق الكنيسة النصرانية تجاه 720 مليوناً من البشر يؤمنون بالإسلام ، وهذه الضرورة الملحة هي الإحساس الذي أشعر به تجاه هذا المؤتمر ، فلا يمكننا بعد اليوم أن نعتمد الأساليب القديمة في مواجهة الإسلام الذي يتغير بسرعة وبصورة جوهرية ، فالحصاد الذي حان قطافه لا يسمح لنا بتأخير جني الثمار بانتظار الوقت الذي يلائمنا " (125) .
    ترى ما الذي يقصده المؤتمر من التجديد وما الذي يقصده رئيس المؤتمر من قوله طرق جديدة وطرق قديمة في التنصير !!
    فمن خطابات مؤتمر كلورادو التنبيه على الثغرات التي يدعون إلى اختراق الإسلام منها . وهذا الاختراق يمثل لهم أحد الشعارات الرئيسية للمؤتمر حيث يقولون : " لنعمل ليس فقط على خلق فهم أفضل للإسلام ، والتعامل النصراني مع الإسلام ، وإنما لتحويل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام " . ومن هذه الثغرات ما يسمونه الثغرات الخارجية وهي التي فتحتها في جدار الإسلام الضغوط الخارجية التي تعرض ويتعرض لها ، من مثل ثغرة التقليد للغرب ، وثغرة العلمانية التي قالوا أنها تسهل لهم تنصير المسلمين ، وثغرة التغييرات الاجتماعية في بعض المجتمعات الإسلامية الثرية التي نقلتهم من مجتمع تقليدي مسلم إلى مجتمع ذو نمط استهلاكي ترفيهي غربي مما خلخل حياتها المرتبطة بقيم الإسلام وفتح فيها ثغرات للتنصير . ومن تلك الثغرات أيضاً ثغرة اغتراب المسلمين في المجتمعات الغربية وذلك وفق ما لاحظه ماكس شيركو وقدمه في أحد أبحاثه في المؤتمر حيث كتب يقول " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب سواء كانوا مهاجرين أم طلاباً أم زواراً تتعرض للتأثير " . ومن خلال هذه الثغرات التي يرونها فإنهم يرون تفاؤلاً في نجاح التنصير بين المسلمين (126) . ولعل أفضل من يفسر ويوجز لنا هذه الثغرات وهذا الاختراق ما جاء في كتاب Eastethpropto Plemtodoth حيث يقول الكاتب: " لا شك أن المبشرين فيما يتعلق بتخريب وتشويه عقيدة المسلمين قد فشلوا تماماً ، ولكن هذه الغاية يمكن الوصول إليها من خلال الجامعات الغربية ، فيجب أن تختار من ذوي الطبائع الضعيفة ، والشخصية الممزقة ، والسلوك المنحل من أبناء الشرق ولا سيما البلاد الإسلامية المنح الدراسية وتبيع لهم الشهادات بأي سعر . . ليكونوا المبشرين المجهولين لنا . . لتأسيس السلوك الاجتماعي والسياسي الذي نصبو إليه في البلاد الإسلامية ) (127) . بل ويؤكد على ذلك أحد وثائق مؤتمر كولورادو 1978م لتنصير المسلمين والذي يشير إلى التركيز على المسلمين المغتربين في بلاد الغرب والذين هم فريسة سهلة للتنصير في ظل الثقافة العلمانية حيث تقول الوثيقة : " وإذا كانت تربة المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير أرض صلبة ووعرة ، أفليس بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم حيث يتم الزرع والسقي والتهيئة لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصِّرين .." (128) . كما كتب أحد الباحثين في المؤتمر واسمه ماكس كيرشو في بحثه المقدم للمؤتمر يقول فيه : " يبدو أن عقيدة الغالبية العظمى من المسلمين في الغرب تتعرض للتأثير " (129) .

    إذن فالتأثير على أخلاق المسلم يخدم أحد أهداف التنصير وهو إخراج المسلم من دينه ليكون فيما بعد مبشراً مجهولاً لهيئات التنصير ، سواء أصبح هذا المنحل أخلاقياً نصرانياً أم لا ، فهو في كلتا الحالتين قد حقق هدف التنصير ألا وهو : إخراج المسلم من دينه ليصبح كائناً لا أخلاق له ، وهذا هو السلوك الاجتماعي الذي تصبو إليه هيئات التنصير بين المسلمين .

    يتبع إن شاء الله ..............

    __________________________

    (122) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص46
    (123) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 46 و ص 52
    (124) مقال الإسلام والمستقبل لدكتور محمد عمارة ، جريدة آفاق عربية - العدد 679 - 07/10/2004
    (125) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 52- 53
    (126) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 87 – 89
    (127) الإسلام والمسلمون بين أحقاد التبشير وضلال المستشرقين ، د. عبدالرحمن عميرة ، ص12 – 13
    (128) الغرب والإسلام ، د. محمد عمارة ، ص 54
    (129) الغارة الجديدة على الإسلام بروتوكولات قساوسة التنصير ، د. محمد عمارة ص 89
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  12. #27

    افتراضي

    تابع ............

    ومن أفضل الشواهد على علاقة اللادين والإلحاد بالتنصير ، حيث يسهل تحويل اللاديني إلى نصراني بشكل كبير عما هو الحال في تحويل المسلم إلى نصراني ، هو الشواهد الفردية التي نقلها لنا من اطلعوا عن قرب على هذه الحالة . فمثلاً تروي لنا مريم جميلة الأمريكية المسلمة في كتابها (رحلتي من الكفر إلى الإيمان ) تقول : " ثم نرى كيف يضع المبشرون أساطيرهم حول مهارتهم في التنصير لنقرأ ما كتبه أحدهم عن شاب دمشقي من عائلة مسلمة كفر بالدين بعد اطلاعه على العلم الحديث ، لكنه عاد وآمن بالمسيحية عندما أخبره صديق نصراني أن المسيحية لا تحرم الموسيقى والرسم كما يفعل الإسلام المتعصب ". وتقف مريم جميلة عند نشاط المبشرين في مجال العلاقات الاجتماعية في البلاد الإسلامية لتلاحظ أنهم يهتمون كثيراً بما يسمونه تحرير المرأة أو تنفيرها من الإسلام وتعويدها العادات الغربية لهز الإيمان في نفسها وزعزعته أو وأده في أطفال المستقبل ، ويركز المبشرون في العديد من المناطق على ضرورة تخلي المرأة المسلمة عن الزي المحتشم وتمردها على الأسرة وخروجها إلى المراقص والملاهي ، حتى وإن لم يؤد ذلك في النهاية إلى اعتناق المسيحية (130) .

    وإن تكلمنا عن تحويل المسلم إلى لاديني ومن ثم تنصيره فإن أكبر مثال على نجاح هذه الفكرة هو استهداف المسلمين في البلاد التي خضعت للشيوعية والإلحاد ردحاً من الزمن لتنصيرهم . ففي تقرير صحفي من كوالالمبور لصهيب جاسم لموقع إسلام أون لاين في 11-5-2001 يقول : " كان الاحتفاء بممثل ألبانيا في مؤتمر "الزمالة التنصيرية الدولية" والذي اختتم أعماله في كوالالمبور الخميس 10/5/2001 مختلفا.. فالسكرتير العام للتحالف الإنجيلي الألباني، ويدعى (غني) أصغر من حضر - ممن يترأس تحالفا إنجيليا في بلاده - اجتماعات الجمعية العمومية الدولية لمنظمة الزمالة حتى الآن؛ حيث يبلغ من العمر 28 عاما. وقد تحول (غني) من الإسلام الحنيف الذي اتبعه آباؤه وأجداده ليؤمن بالمسيحية في عام 1991، وذلك بعد الانفتاح الذي شهدته ألبانيا إثر سقوط الحكم الشيوعي ذي السياسات المتشددة تجاه الأديان جميعا ، والتي تسببت في إبعاد الكثيرين كليا عن دينهم ، واستغلت الإرساليات الإنجيلية الوضع السياسي الجديد من البداية لتتوجه إلى من يجهل الإسلام ، وكان أول ما لفت نظر (غني) وأصحابه لافتة كبيرة معلقة في العاصمة تيرانا وكتب عليها (الرب يحب ألبانيا) ، الأمر الذي أثار فضولهم، ودفعهم إلى حضور جلسات نظمتها الإرسالية الإنجيلية.. وخلال أيام أعلن هؤلاء الشباب ذوو الأصول المسلمة والأعمار التي تقارب العشرين عاما تنصرهم، وبعد 3 سنوات من عمل (غني) مع منظمة شبابية مسيحية عُين سكرتيرا عاما للتحالف الإنجيلي الألباني في عام 1997. وكان التحالف الإنجيلي الألباني قد أعيد تأسيسه في عام 1992 بعد 100 عام من الغياب عن البلاد؛ حيث لم يكن له وجود بين الألبان منذ عام 1892، وفي عام 1993 صار الإنجيليون الألبان جزءا من التحالف الإنجيلي الأوروبي. وحسبما ذكر غني في المؤتمر؛ فإنه لم يكن هناك إلا 5 ألبان نصارى في عام 1991، لكن الإرساليات التنصيرية أسست حتى الآن 160 كنيسة، يتبع التحالف الإنجيلي منها 76 كنيسة ومنظمة كنسية ، ذات خدمات وأهداف متنوعة غير أنه لم يذكر عدد النصارى الذين تخدمهم هذه الكنائس . أما تشكيل الألبان المتنصرين الجدد فإن غالبيتهم الساحقة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 عاما؛ حيث أكد غني أن "الشباب أكثر تقبلا للإنجيل من كبار السن" (131) انتهى التقرير ، ومنه نرى كيف أن التنصير لا يمكنه تنصير المسلمين المتمسكين بدينهم ، وإنما يتوجه إلى أولئك الذين لا يحملون من الإسلام إلا اسمه فنسوا الإسلام تحت ظل الحكومات الشيوعية أو تحت ظروف مختلفة ، فيكونون بذلك الفريسة الأهم للتنصير.

    يتبع إن شاء الله ...........

    _____________________________

    (130) الزحف إلى مكة .. حقائق ووثائق عن مؤامرة التنصير في العالم الإسلامي ، د.عبدالودود شلبي، ص68
    (131) موقع إسلام أون لاين http://www.islamonline.net/arabic/ne...article8.shtml
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  13. #28

    افتراضي

    تابع ..............

    وعند الحديث عن الظواهر الفردية في التأثير التنصيري على دين المسلم ، وأن التنصير إنما يهمه في المقام الأول هدم الإسلام في نفس وشخص الإنسان المسلم فلا بد أن نذكر شخصية معروفة لها كامل الدلالة على هذا التأثير التنصيري . إن (نبيل فياض) يعتبر أوضح الأمثلة على هذا التأثير التنصيري . وسنعتمد على مقالات نبيل فياض التي سبق وطرحها في موقع الناقد قبل أن تتم إزالتها في تموز 2005 .

    نبيل فياض تربى منذ نشأته داخل مدارس الإرساليات التنصيرية وهو يقول ذلك عن نفسه ، ففي مقاله ( تعلّم الإسلام في خمسة أيام) في 14 يناير 2004 يقول : " حين كنّا صغاراً ، وكانت الثقافة ، لا الدين وشراشيبه كما هي الحال اليوم، من أساسيّات التربيّة التي كنّا نتلقّاها في المنزل والمدرسة التبشيرية الدانماركيّة " . لقد أثرت هذه التربية (التنصيرية) في النمو العقلي لنبيل فياض ، فكره الإسلام والعداء له أصبح يمثل ناحية عقلية في فكر نبيل فياض . وهو يقر بتأثير التعليم التنصيري عليه بقوله في مقال بعنوان (رسالة مفتوحة إلى قداسة البطريرك صفير) في 1 مارس 2005 ، فيقول : " قد لا يعرف كثيرون أنّ علاقتي العضويّة بالطائفة المارونيّة تجاوزت حدود الانتماء الثقافي-الحضاري ، لتصل مرحلة التبنّي المطلق ، غير المناقش ، لما يطرحه هذا الصرح العظيم ، المسمّى "بكركي"، من قرارات. وقد لا يعرف كثيرون أيضاً أن تبلور نظرتي للكون وفهمي للحياة ومقاربتي للأديان بدأت في الكسليك! " .
    لقد نشأ فياض في وسط تنصيري زرع فيه كره الإسلام ومهد له سبيل اللادينية . إن مناهج التعليم في هذه الإرساليات تزرع السموم في كل ما يتعلق بالإسلام . ولقد قدم لنا الأستاذين الفاضلين عمر فروخ ومصطفى الخالدي شهادة حاضرة لذلك في زمانهما وعما كان يدرس في هذه المدارس في لبنان وخارجها . فمن أحد الكتب التي كانت تدرس في هذه المدارس كتاب بعنوان (البحث عن الدين الحقيقي) وهو محاضرات في التعليم الديني تأليف المنسنيور كولي وقد صدر عن اتحاد مؤسسات التعليم المسيحي في باريس (طبعة 1928) كما نال رضا البابا ليون الثالث عشر عام 1887 ، جاء في الصفحة 220 من الكتاب ما يلي : " الإسلام : في القرن السابع برز في الشرق عدو جديد ، ذلك هو الإسلام الذي أسس على القوة ، وقام على أشد أنواع التعصب . لقد وضع محمد السيف في أيدي الذين أتبعوه ، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب ، ووعد الذيت يهلكون في القتال بالاستمتاع بالملذات ، وبعد قليل أصبحت آسية الصغرى وأفريقية وأسبانيا فريسة له ، حتى أن إيطاليا هددها الخطر ، وتناول الاجتياح نصف فرنسا . لقد أصيبت المدنية ، ولكن هياج هؤلاء الأشياع تناول في الأكثر كلاب النصارى .. ولكن أنظر ، هاهي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سدا في وجه سير الإسلام المنتصر عند تور بواتييه 752م . ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين (1099 – 1254) في سبيل الدين فتدجج أوروبا بالسلاح وتنجى النصرانية ، وهكذا تقهقرت قوة الهلال أمام راية الصليب وانتصر الإنجيل على القرآن وعلى ما فيه من قوانين الأخلاق السهلة .." . وهذا الكتاب كما يذكر المؤلفان عمر فروخ ومصطفى الخالدي كان يدرس في المدارس التبشيرية العربية كمدارس الأخوة المسيحية (الفرير) في بيروت وجميع المدارس التابعة لهذه الرهبنة في غير بيروت (منتصف القرن العشرين) (132) . وهذا كتاب آخر كان يدرس في الصف الرابع من المدرسة البطريريكية في بيروت وهو بعنوان (تاريخ محاضرات ج . ايزاك . حررها أ . ألبا للشرق الأدنى لطلبة الصف الخامس – العصور الوسطى ) وجاء في هذا الكتاب :
    - واتفق لمحمد في أثناء رحلاته أن يعرف شيئاً قليلاً من عقائد اليهود والنصارى . ولما أشرف على الأربعين أخذت تتراءى له رؤى أقنعته بأن الله اختاره رسولاً .
    - والقرآن مجموع ملاحظات كان تلاميذه يدونونها بينما كان هو يتكلم ، وقد أمر محمد أتباعه أن يحملوا العالم كله على الإسلام بالسيف إذا اقتضت الضرورة .

    وهناك أيضاً كتاب آخر يستحق اهتمامنا اسمه ( تاريخ فرنسا) تأليف هـ . غيومان و ف . لو ستير لصفوف الشهادة الابتدائية . وهذا الكتاب كما يذكر مؤلفا كتاب (التبشير والاستعمار في البلاد العربية) كان يدرس في مدرسة القديس يوسف للبنات في بيروت وفي مدارسها الأخرى خارج بيروت ومما جاء في الكتاب : " أن محمداً مؤسس دين المسلمين قد أمر أتباعه أن يخضعوا العالم وأن يبدلوا جميع الأديان بدينه هو . ما أعظم الفرق بين هؤلاء الوثنيين وبين النصارى . إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة وقالوا للناس : أسلموا أو تموتوا ، بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرهم وإحسانهم . ماذا كانت حال العالم لو أن العرب انتصروا علينا ؟ إذن لكنا نحن اليوم مسلمين كالجزائريين والمراكشيين " (133) . بل إن من كبار اللاهوتيين المستشرقين كان يتواجد في لبنان أوائل القرن الماضي في سبيل نشر وتوريج الأكاذيب عتن الإسلام داخل بلاد الإسلام نفسها . فهذا Arthur Stanley Triton آرثر ستانلي ترتون (1881 – 1973) وهو لاهوتي إنجليزي كان يُدرس في مدرسة البعثة التبشيرية في برمانا بلبنان (134) يتحدث عن الصوم والصلاة في الإسلام ويقول أن " الصوم أول ما شرع كان تقليداً لما عند اليهود ، ثم بدل وغير وصار أشبه بصوم النصارى مع شيئ من التغاير" ويقول : " إن فكرة صلاة الجمعة اقتبسها الرسول من الزرادشتية" (135). كما سبق وأشرنا إلى الأب هنري لامنس Henri Lammensالذي كان يعيش في لبنان في أوائل القرن العشرين ويُدرس أفكاره عن الإسلام بطرق غير نزيهة لتشويه صورة الإسلام .
    ونبيل فياض يقر بأن للتعليم الديني في كليات اللاهوت دور في نشر الإلحاد ، ففي مقال (المارونية الحضارية) لنبيل فياض في 24 أبريل 2004 يقول : " لقد أنشأ الموارنة رهبنات قويّة ، كالبلديّة والأنطونيّة والمريميّة والكريم، إضافة إلى هيكليّة بكركي ومجموعات الإكليروس من خارج الرهبنات، الأمر الذي أدّى، مع توزّع العمل، إلى التغطية الرهبانيّة المارونيّة للمجتمع الماروني أوّلاً ولجزء غير ضئيل من اللبناني ثانياً، بكلّ أوجه نشاطاته. ضمن الرهبانيّات المارونيّة، كأي منظومة ليبراليّة، مغرقة في ليبراليتها، يمكن أن نصادف من هو مسيّس، يساراً أو يميناً؛ من هو رافض للتسيّس من منظور نسكي؛ من هو منهمك في العمل الاجتماعي؛ من يقدّم التبشير الديني على النشاط الاجتماعي؛ من هو مرجعيّة فلسفيّة؛ من هو مؤرّخ أو أركيولوجي؛ بكلمة واحدة: الرهبانيّات المارونيّة جامعة ضخمة تغطّي كل الاختصاصات. ومن معرفتي الذاتيّة غير المتحيّزة، فالرهبانيّات المارونيّة تتميّز، في اعتقادنا ، عن أية رهبنة أخرى في الشرق، وربما في الغرب. فهذه الرهبنة الكاثوليكيّة العقيدة، المنفتحة بما لا يقارن على روافد الفكر المعاصر ـ أتحدّث هنا عن البلديّة تحديداً ـ ( في الكسليك ، قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، كانوا يدرّسون لطلاب اللاهوت الإلحاد المعاصر دون أدنى حرج أو عدائيّة) ، كانت النافذة التي يطلّ منها باستمرار الغرب الأوروبي وبعض الأمريكي على الشرق؛ بالمقابل، ثمّة أرضيّة وطنيّة، بالمعنى الحضاري غير الشوفيني للكلمة، نجده في الليتورجيا السريانيّة السوريّة الجذور، التي تحافظ عليها المارونيّة بالتزام نادر . من هنا ، فالكنيسة المارونيّة تتميّز للغاية عن غيرها من كنائس الشرق بأنها عقل غربي ، مغرق في انفتاحه ، وقلب شرقي ، مغرق في عاطفيته " .
    فهذه هي كليات اللاهوت النصرانية التي تدرس الإلحاد والزندقة لطلاب من المسلمين في بلاد الإسلام لتخرج لادينيين !! إن النمو الفكري لنبيل فياض بين أحضان الإرساليات والكسليك النصراني ، والاستماع لكل تلفيق على الإسلام جعل نبيل فياض يتقبل فكرة اللادين ، لدرجة أنه يتأثر بالفكر اللاديني سريعاً كما يقول في إجابته على سؤال من محرر في منتتدى اللادينيين العرب عندما سأله المحرر السؤال التالي : " القارئ للكتابات التي تحمل توقيعك سواء المترجمة منها أو التي حمّلتها فكرك الخاص يستشف بوضوح أنك تتبنى فهماً شخصياً للإله يختلف جذرياً عن المفاهيم التي تتبناها وتسّوقها الأديان . ما الظروف التي شجّعت الباحث نبيل فياض على الخروج من الاسلام بشكل خاص ومن الأديان بشكل عام وكيف تشّكل هذا المفهوم الخاص للإله لديه ؟ " . وقد أجاب نبيل فياض على ذلك بقوله : " لم أنشأ في وسط متديّن، بالمعنى التقليدي للمصطلح ؛ لكن الأهم من ذلك كلّه التقائي في مرحلتي التكوينيّة في القاهرة بشخص عشت معه ثلاث سنوات تقريباً ، لا علاقة له بالإسلام ولا بالعروبة ، اسمه فيليب ؛ هذا الشخص، الماوي ، الذي كان يكبرني بخمس عشرة سنة تقريباً، أشفاني بالكامل من شعور العروبة، لكنه فشل في تلويث عقلي بالماركسيّة، التي أثّر بي من انتقدها، مثل جان-إيف كالفيز وسارتر، أكثر مما أثّر بي من دافع عنها! من هنا، افتقدت على الدوام شعور الإيمان بشيء اسمه الإسلام والدين عموماً! حاولت باستمرار البحث عن شكل إيمان جديد خارج إطار الإسلام، في المسيحيّة أولاً ثم في البوذيّة واليهوديّة ثانياً، لكني لم أنجح! أعيش الآن تجربة غير عاديّة لا أستطيع الحديث عنها قبل خروجي الشعوري منها! " (136) .

    ومن هنا يتضح لنا عمق التأثير للتعليم التنصيري الذي تلقاه فياض في صغره وشبابه . لقد أصبح كما يريده المنصِّرون أن يصبح ، نصرانياً أو لادينياً . وكلاهما مكسب للتنصير . ويمكن اختصار التكوين الفكري لنبيل فياض في موقفه من الإسلام كما يلي : التنشأة في الإرساليات حيث يتم إرضاعه كره الإسلام وتكوين صورة مشوهة عن الإسلام منذ صغره والتقرب من النصرانية ، ثم قبول فكرة اللادين في شبابه مع استمرار التعلق بالنصرانية .
    وإن أردنا مثالاُ بسيطاً فقط عن تأثر نبيل فياض بالمقولة الكنسية عن الإسلام رغم العديد من الأمثلة على ذلك ، ففي مقال ( ما هو الإسلام ) يقول : " لقد خرج الإسلام من رحم اليهودية ـ التلمودية ـ الحاخامية! فرغم كل ما قيل أو يقال حول العلاقة بين الإسلام والنصرانية ـ وليس المسيحية ـ فالإسلام، في نهاية الأمر، لم يخرج إلا من الرحم الآنف الذكر . لقد أشار غنزبرغ في عمله الشهير ( أساطير اليهود ) إلى أن القرآن يعرف الهاغاداه أكثر مما يعرف التوراة ـ إنه ينظر إلى التوراة في الواقع في ضوء الهاغاداه . من الجانب الألماني، يطالعنا عمل أ. غايغر الطليعي، ماذا أخذ محمّد من اليهودية Was hat Mohammeds aus dem Judenthume aufgenomen؟ الذي قد يعتبر الأول من نوعه في حقل العلاقة الجوهرية بين الإسلام الأرثوذكسي واليهودية التلمودية الحاخامية . مع ذلك، ففي اعتقادنا أن هـ. شباير هو أفضل من كتب، بتفاصيل وافية، في ذلك الحقل حتى الآن: الحكايا الكتابية في القرآن Die biblischen Erz hlungen im Quran، هو عمل شباير المحوري ، الذي نقدّمه أيضاً، ضمن هذه السلسلة."
    فكما نرى تأثر نبيل فياض بالمقولة والزعم التنصيري بأن الإسلام اشتق من النصرانية المهرطقة واليهودية ، كما تقدم سابقاً في الموجز التاريخي . ونبيل فياض باعتبار نشأته التنصيرية في أحضان الإرساليات الكنسية طويلاً فلا بد له من استيعاب هذه المقولة وحملها معه وحتى بين كتاباته . وفي مثال آخر يدل على عمق التأثير التنصيري في فكر نبيل فياض تجاه الإسلام ، تلك المقولة التنصيرية التي تزعم أن المسلمون وثنيون ولهم إلههم الخاص بهم وأن إله النصارى هو إله المحبة وذلك من مقال (رحيل إله الفرح:إلى العيد) لنبيل فياض في 2 مايو 2004 بمناسبة موت أستاذه الماروني أمبروسيوس حاج ، يقول فياض : " إله الموارنة ، كما عرفناه في عينيّ أمبروسيوس ، ليس إلهاً طالبانيّاً بحاجة إلى بن لادن لحمايته: إله الموارنة ، الثالوث المنسوج بالمحبّة ، ينفر من طعم الدم ورائحة صليل السيوف وموسيقى الرماح المتعاركة! إله الموارنة ، كما بعثره أمبروسيوس في خلايانا، ليس إلهاً حريريّاً طالبانيّاً يتغذّى على الكراهية والحقد والطائفيّة ؛ إله الموارنة ، وجود حب يلفّ الكون بغلالات من غيريّة وانمحاق في الآخر؛ مطلق آخر! الذي تجسّد مرّة في بشر ليؤلّه البشر، ـ كما أعشقناه أمبروسيوس ـ إله الموارنة يفتح الأبواب والاحتمالات أمام الأنا لتحلّق في عوالم المطلق، وتخرج من قيود الجسد الراحل نحو عدن الألوهة التي لا تزول!" . ألا يشابه ذلك القول ما يدرس في مدارس الإرساليات اللبنانية لصفوف الشهادة الابتدائية ككتاب ( تاريخ فرنسا) كما مر معنا سابقاً . أو ما يتم نشره في المواقع النصرانية عن أن الإسلام دين وثني كما جاء في موقع تاريخ القبط فيقولون " يعتقد المسلمين أن إلاه اليهودية والمسيحية هو الله ولكن اليهود والمسيحيين يؤمنون بإيلوهيم الذى هو إله إبراهيم وإسحق ويعقوب ، وقد سأل موسى كليم الرب الإله الإله نفسه فقال إسمى يهوه ، ونحن هنا نسرد ما أخذه القرآن مما فعله الإله الحقيقى إيلوهيم الذى هو يهوه وألصقه بالله والله كما نعلم كان رئيس أو زعبم أو كبير الآلهه الوثنية وكان متزوج من الشمس وأن الات والعزى ومناة الثالثة التى قال محمد فى سورة النجم أن شفاعة الآلهه الونية لترتجى وسجد " (137) .

    إن نبيل فياض يعد بحق أحد ثمرات التنصير بدون أدنى شك ، فالرجل إن لم يكن قد تنصر ، فقد ألحد من جراء التربية التنصيرية في الإرساليات والعلاقة الوثيقة بالكنيسة المارونية . ألا يذكرنا هذا بخطابات زويمر السابقة عن أهداف التنصير بين المسلمين !

    _________________________

    (132) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 72-73
    (133) التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي و عمر فروخ ، ص 74-75
    (134) موسوعة المستشرقين ، د. عبدالرحمن بدوي ، ص 156
    (135) دراسات في الفكر العربي الإسلامي .. أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدامة ، د. عرفان عبدالحميد فتاح، ص 149
    (136) لقاء ####### مع نبيل فياض في 3 سبتمبر 2004 http://######/pn/PrintArticle97.html
    (137) http://#######/new_page_228.htm
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  14. #29

    افتراضي

    أمثلة على الاقتباسات اللادينية - التنصيرية



    لا تخلو الكثير من الكتابات اللادينية حول الإسلام من آثار أو اقتباسات تنصيرية مصدرها بالطبع التاريخ التنصيري الطويل من 700 للميلاد وحتى القرن الواحد والعشرين . بل لا يمكن للمدقق في الطرح اللاديني إلا أن يخرج بهذه النتيجية وهي أن الطرح اللاديني يماثل الطرح التنصيري فيما يختص بالإسلام . فمن بدء الطرح يعلن اللادينيون أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب كما في قول أحد القيمين في أحد المواقع اللادينية العربية حول رسالة هذا الموقع بقوله : " مقياس الرقي الانساني والنضج السياسي والحضاري يتلخص في قدرة الانسان على التعبير عن افكاره والعمل من أجلها بحرية دون خوف من الملاحقة أو الاضطهاد ، فعندما يمتلك الانسان القدرة على المجاهرة بأفكاره والعمل من أجلها عندها فقط يمكننا الحديث عن مجتمع ديمقراطي حقيقي يفسح المجال للمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار .. وضمن هذا الفهم تحديدا أنظر الى رسالة هذا الموقع : رسالة حرية الرأي والتعبير وحق اللاديني في الوجود والعيش الكريم والتعبير الفكري .. فما بالك اذا كان الفكر الذي ننقده هو فكر يتحمل جانبا من المسؤولية عن تخلفنا الانساني والحضاري – وأعني به الفكر الديني - ؟؟؟!!!! .. أي أن رسالة الموقع – في رأيي – رسالة فكرية ذات مضامين حضارية ديمقراطية ليبرالية " (138) .
    ويماثل هذا الطرح اللاديني الطرح التنصيري حتى قبل مئة عام عندما يقول وليم جيفورد بالكراف في (العالم الإسلامي اليوم) الكتاب الذي صنفه صموئيل زويمر قبل أكثر من مائة عام" متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه " (139) . فبداية يرى كلاً من اللاديني والتنصيري أن الإسلام هو سبب تخلف بلاد العرب والإسلام . ولن يتوقف التشابه في الطروحات بينهما عند هذا الحد بل يمتد ليشمل كل ما جاء به الإسلام .

    وطالما كانت المصادر التنصيرية هي الأساس لبحوث للاستشراق في الإسلاميات ، فأصبحت أخيراً مصدراً للكتابات اللادينية والإلحاد عن الإسلام . وسنتناول في مذكرتنا هذه أحد المواقع اللادينية العربية بقسمها اللاديني مثالاً صارخاً على ذلك كما سنرى ، حيث يختلف تأثير المصادر التنصيرية على هذا الموقع . فتارة يتم اقتباس المقالات التنصيرية بحذافيرها ، وتارة يتم اقتباس الأفكار أو العناوين الرئيسية ومن ثم يتم بناء الموضوعات التي تتشابه في طرحها للطرح التنصيري كما سنرى لاحقاً. ويمكن القول أن هذه القاعدة تشمل أغلب المواضيع اللادينية التي تكتب عن الإسلام من ناحية نقدية . وكنا فيما سبق قد شرحنا المواضيع والعناوين التي عمل التنصير على تلفيقها ضد الإسلام خلال 14 قرنأ ، ولا تخرج الكتابات اللادينية ضد الإسلام عن هذه الأطروحات والتي أعيد توضيحها هنا :
    أخلاق وأفعال الرسول - مصادر التشريع في الإسلام - تحريف القرآن - مصادر القرآن – الوحي - تشويه صورة القرآن -معارضة القرآن بمثله ..... وتحت كل من هذه الأطروحات والتلفيقات العديد من العناصر الفرعية .

    وسأتناول في هذا الجزء الموضوعات الثلاثة الرئيسية في الهجوم التنصيري على الإسلام ألا وهي : شخص الرسول صلى الله عليه وسلم ، مصادر الإسلام ، والقرآن الكريم ، وتوضيح كيف أن الطرح اللاديني إنما هو تابع للطرح التنصيري في هذه الموضوعات بالأدلة القاطعة في هذا الموقع اللاديني العربي .

    يتبع إن شاء الله .......

    _________________________

    (138) http://#####/forum/viewtopic.php?t=3015
    (139) الغارة على العالم الإسلامي ، أ.ل شاتلييه ، ص 35
    التعديل الأخير تم 04-07-2006 الساعة 03:10 PM
    وصية المهدي
    هي وصية الخليفة المهدي إلى ولده موسى الهادي
    بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم ..
    ولادينيو اليوم هم ورثة زنادقة الأمس

  15. افتراضي

    شكرًا لك وصية المهدي

    انا اشهد ان مواقع اللادينيين مخترق من المنصريين, حيث يمكن لاي شخص ان يلاحظ التنصير المتخفي بلا تعب.... وهناك منصر ينصر علانية ويدعي انه مجدد للفكر المسيحي, ومما قاله : "ان الاب والابن يتناقشان في ادارة الكون".
    والله لو لم يكن في المسيحية الا نقاش الاب والابن لكفاني ان انفر منه ومن خزعبلاته

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اللادينية العربية .. بوابة خلفية للتنصير .
    بواسطة وصية المهدي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-19-2011, 12:56 AM
  2. على خلفية هجومه على النقاب
    بواسطة muslimah في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 12-13-2009, 01:25 PM
  3. السوفسطائية الساذجة أو اللادينية العربية
    بواسطة ماء من سماء في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-17-2007, 10:03 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء