بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }
جاء محمد بالقران حجة على نبوته , و لكن كفار مكة تعتنوا و ظلوا يقترحون معاجز غير القران, و فى هذه الايات الكريمة نكتشف اهم اسرار الاعجاز القرانى
لقد اجابهم القرآن بان الهدى و الضلال ليس شيء منهما إلى ما ينزل من آية
فلو جاء النبى بمعجزة حسية لقال الاشرار انه سحر
و لو جاء بنبوءة غيبية لقالوا انه تنجيم و كهانة
فما السبيل اذن لاثبات النبوة ؟
انه الذكر
انه القران نفسه
فمن تدبره " بقلب خالى " سيغمره نور الايمان بالله و رسوله و يكتب الله فى قلبه الايمان
و هذا اعجاز مستمر لا معجزة تاريخية
فالقران " شفاء " مستمر من الشك و الريب
و هو امر مجرب عند ملايين المسلمين
و لم تكن حجة محمد الكبرى الا الدعوة الى تدبر القرآن كطريق الى الايمان
ان عصرنزول القران هو ازهى عصور البيان العربى , و تلك هى المنابر المرفوعة هنا و هناك اسواق العرب تعرض انفس بضائعها بضاعة الكلام و صناعة الشعر و الخطابة و اذ بالقران ياتى فاذا الاسواق انفضت الا منه و اذ الاندية صفرت الا عنه
و كما يقول الاستاذ محمود شاكر رحمه الله :
و صار للقران دوى فى جزيرة العرب كدوى النحل
و خشعت اسماع الجاهلية التى كانت بالامس للذى يتلى عليهم
و اخبتت السنتها اقرارا لهذا القران و ماجت بهم جزيرة العرب مهللين مكبرين مسبحين)
اما اشرار قريش فقد وجدوا فى القران قوة غلابة و تيارا جارفا عجزوا عن معارضته و هو يتحداهم به
فكانت الحرب الشعواء وكانت الحيلولة بكل وسيلة بين الناس و بين هذا القران
و يحكي لنا القرآن أنّ المشركين تواصوا بترك سماع القرآن والإلغاء عند قراءته في قوله: (وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرَوُا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) أي عارضوه باللّغو بما لا يُعْتَدُّ به من الكلام، حتى لا يصل كلامه إلى أسماع الآخرين
ان القران هدى لمن اناب , و تذكرة لمن يخشى , و شفاء لما فى الصدور , و هدى و موعظة للمتقين
لكنه ايضا عمى على الاشرار , و لا يزيدهم الا نفورا , و لا يزيدهم الا خسارا
لانهم اشرار ظالمين للحقيقة بتكذيبهم ما لم يحيطوا بعلمه , مع الحقد الذى يغلى فى صدورهم على انسان طاهر لم يقل الا ربى الله فاعبدوه و ذروا اباطيل الوثنية و التثليث و التشبيه
Bookmarks