يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
كان من جاهليّ العادات الاستياء من البشرى بالبنات ، ففي بداءة الرحمن ذكر الهبة بالإناث تبكيت لهؤلاء الجاهليين ومغايظة لهم ورفع لشأن الأنثى في الجماعة المسلمة ..فجعل مقْدِمها هبةً ، وجعل هذه الهبة مقدَّمة في الذِّكر على هبة الذكور ، وسمى سبحانه الإخبار بالرزق بالمولودة بشرى فقال "وإذا بُشِّرَ أحدُهم بالأُنْثَى " ثم شنّع على أهل الجاهلية استياءهم فقال "ظَلَّ وجهُهُ مُسْودًّا وهُوَ كَظِيم " ..ثم صور مشاعره المنكودة فقال عز شانه "أيمسكه على هونٍ أم يدسه في التراب "..ثم أصدر حكمه الحكيم : (أَلا ساءَ ما يحْكُمونَ ) ، يقول البغوي رحمه الله :يهب لمن يشاء إناثا :كلوط عليه السلام ...فهذا نبي كريم عظيم وهو لوط عليه السلام تكون أعطية الله تعالى له محصورة في الإناث على قول جماعة من المفسرين ، ولو كان الإسلام يحتقر النساء كما يزعم الحقراء ، ما ناسب أن يهب الرب الحكيم نبيه الكريم :إناثًا إذا كنّ محقرات !..لا على جهة الاستقلال ولا بالشرِكة مع الذكران كنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
Bookmarks