النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: الحول الفكري عند الملحدين يمنعهم من فهم ادلة المؤمنين!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي الحول الفكري عند الملحدين يمنعهم من فهم ادلة المؤمنين!

    عجبت للملحد كيف تلوح له ادلة وجود الله كالشمس في رابعة النهار - ثم يعمى عنها!

    تأملت في ردود بعض الملحدين على بعض الأدلة التي نطرحها - فوجدت الخلل في فهمهم العقيم لهذه الأدلة!

    ولا ادري ان كان هذا الخلل في الفهم بسبب داء التكبر الذي يسيطر على عقل الملحد فيجعله يرفض حتى ان يفكر في الدليل قبل ان يرد على ما لم يطرحه الدليل اصلا - وسرعان ما تراه يتعجرف بعدها ويتظاهر بالذكاء او التحدي او ابطال حجة الخصم وكأنه خرج منتصرا من المعركة لتوه حتى يزيد ذلك من انتفاخه وغروره بنفسه - وكل ذلك وهم في رأسه وحده!

    اريد ان اضرب ثلاثة امثلة ابين من خلالها الخلل في عقلية هؤلاء الملاحدة!

    المثال الأول:
    احيانا يستشهد المؤمن بدليل من القرآن - وبمجرد ما يقول المؤمن: "يقول الله سبحانه في القرآن الكريم" - تراه ينتفض وكأنه اصيب بحساسية وقرف من "تخلف" هذا المؤمن الذي لا يزال يؤمن بأنه يستطيع ان يستشهد بكتاب يؤمن به هو وحده - ولا يقام به دليل على الملحد الذي لا يؤمن به اصلا - فيغلق عقله واذناه وتراه ينتظر على احر من الجمر ان يفرغ المؤمن من الاية حتى يبين له "تخلفه" لعدم ادراك انه لا يستطيع ان يستشهد بالقرآن ضده
    ثم يزخرف بعض عباراته بالفاظ "فلسفية" حتى يظهر عليه العلم فيقول: "هذا دور منطقي يا غبي - ان تثبت صدق القرآن بالاستشهاد بالقرآن!!

    طبعا في هذا المثال الملحد لم يستمع حتى الى الاية التي قرئت ("ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون")

    لم يدرك الملحد بان الدليل القائم في الاية لا يرتكز بالنسبة للكافر على ايمانه بصدق القرآن - وانما يرتكز على منطق عقلي جلي يخاطب جميع البشر فيقول لهم: " هل تفكرتم في كيفية وجودكم على هذه الأرض - هل يستقيم في العقل ان تكونوا وجدتم من العدم بغير سبب (والذي يخالف السببية طبعا) - ام انكم خلقتم انفسكم في هذه الدنيا (وكل من هم سوى الدجالين والفراعنة يقرون بأنهم لم يخلقوا انفسهم بانفسهم)

    هل فهم الملحد الدليل اذا? لا - حول فكري!!

    المثال الثاني:
    عندما يطرح المؤمن الدليل الغائي الذي يقوم على اثبات وجود الله سبحانه بمعرفة آثاره وملاحظة أثر التصميم في خلقه يقول المؤمن: هذه السماوات والارض والنجوم والكائنات من اوجدها? كيف تخدم كلها غايات محددة? كيف تتحد اعضاء جسد الانسان لتحقيق غايات محددة بطريقة تبهر العقول من شدة الاعجاز والتصميم? لا بد من خالق مصمم اذا - وقديما قال الاعرابي: البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير فسماء ذات ابراج - وارض ذات فجاج - الا تدل على الحكيم الخبير?

    ما ان يستمع الملحد الى هذه الكلمات حتى يشمئز مرة اخرى من قرف الامثلة "البادية" و "اللاحضارية" لعله لاشتمالها على لفظة "البعرة"! فينسى عين الدليل لينظر في هذه القشور السطحية - ثم سرعان ما يدرك بانه لم يجب عن سؤال المؤمن فيقول: الصدفة والقوانين الطبيعية هي من اوجدتهم> هذا مثلا ملحد يقول في احدى مقالاته:
    "يبدو أن القائلين بالحجة الغائية ينسون أو يتناسون بأنه يوجد فعلاً شئ يجعل من الاشياء منظمة على هذه الدرجة من الدقة و (الروعة) التي يتصورها البعض. هذا الشئ أسمهُ القوانين الطبيعية و ليس الله. أن النظام الذي يراه الانسان من حوله هو نتيجة طبيعية للتفاعل المستمر بين المادة و القوانين الطبيعية على مدى العصور"
    كأن الملحد أجاب عن السؤال المطروح وفهم معناه اصلا! فيقول لك بكل تباهي: "نعم هناك سبب لوجود التصميم: انا لم انكر وجود السبب - هناك سبب - هذا السبب هو القوانين الطبيعية!!

    لم يدرك الجاهل او أدرك وتجاهل ان عين ما تسأله عنه انت هو تلك القوانين الطبيعية من اين اكتسبت مصدرها وقدرتها على ابداع مثل هذا التصميم الظاهر في الخلق!
    يعني لو اعاد المؤمن صياغة السؤال حتى يفهمه هذا الاحول فكريا يقول: "ما سبب وجود هذه القوانين الطبيعية (ولماذا هذه بالذات) التي تظهر هذا التصميم في الكون" فيكون جوابه: "سببها هو القوانين الطبيعية ذاتها!

    هذا تماما مثل عندما يذهب ملحد الى غرفة مديره في العمل مثلا فيطرق الباب (او لا يطرقه اذا التزم بلازم مذهبه في اللاأخلاق طبعا) -
    ويسأله المدير: "خيرا - ما الذي أتى بك?"
    فيرد الملحد: "أتيت لأكلمك"!
    وينتهي الحوار!
    عندها يقول المدير: "نعم مفهوم سؤالي: لماذا أتيت لتكلمني - اعرف انك تكلمني - ماذا تريد - لماذا تريد ان تكلمني?!!
    هكذا عادة ينتهي حوار الملحد: يتوقف عند: اريد ان اكلمك!
    من خلق المخلوقات بما فيها من قوانين وتصميمات? - الجواب: القوانين ذاتها! وينتهي الحوار!
    حول فكري!!


    والاطرف من هذا هو عندما يستطرد الملحد بعد ان يجيبك هذا الجواب على السؤال الذي لم يفهم معناه حقيقة - ويبدأ يطرح عليك ما يظن انه يقطع الطريق به عليك - وما هو الا هروب فيقول (وهذا منقول ايضا من نفس كلام الملحد في مقاله):
    "و يقول قائل هنا بأن قوانين الطبيعة نفسها بحاجة لمن يُفسرها, و هنا نقول بأن الله ذاتهُ يحتاج أيضاً لتفسير. و أذا كان الله يفسر نفسه بنفسه فبالأحرى ان تقوم قوانين الطبيعة أيضاً بذلك"
    على راي اخواني المصريين: "ما شاء الله عليك يا روح أمك!"

    بأي منطق وعقل يتحدث هؤلاء!


    نسي الملحد الجاهل (وهذه من أمراضهم المزمنة كذلك - كثرة النسيان ثم الوقوع في تناقض مع سابق اقوالهم!) - اقول نسي الملحد الجاهل بأننا عندما سألناه في السابق عن سبب وجود هذه القوانين (وبعدما بيننا له معنى السؤال الاول طبعا) اجابنا بقوله ان هذه القوانين هي عبارة عن وصف لخصائص المادة فحسب - وليست قوانين قننت من قبل مقنن مثلا

    اذا هل هذه القوانين ذات مستقلة تمتاز بوجود "ارادة" و "قدرة" على ايجاد هذا التصميم?!

    من الطبيعي (بل هو اللازم العقلي) ان تنتهي سلسلة العلل والمسببات بسبب أول لا سبب له - لامتناع التسلسل اللانهائي في العلل عند كل العقلاء- لكن عندما نريد ان نحدد هذا السبب - فهل يكون ذلك السبب (الذي هو علة لكل ما بعده من مخلوقات) قانونا عشوائيا يعتبر وصفا للمادة - لا مصدر له - ثم يأتينا هو بكل هذا التصميم والابداع? ام يكون خالقا مدبرا عالما حكيما قادرا?
    ثم تحتار كيف توضح للملحد مدى انحرافه الفكري في هذه المسألة فتطرح له مثالا للتوضيح وتقول:

    لو وجدت حاسبا آليا في الصحراء فيه دارات كهربائية وبرامج متعددة -
    الاســـم:	computerdessert.jpeg
المشاهدات: 1616
الحجـــم:	7.2 كيلوبايت
    وسألت: من اوجد هذه الدارات والبرامج?
    يقول الملحد: القوانين ذاتها هي التي اوجدتها!
    يعني مثلة لغة البرمجة "سي" هي التي اوجدت الحاسب?!
    ثم تقول له: بل لها مبرمج ومصمم وليست خصائص مادة الحاسوب هي من برمجت هذه اللغة التي ترمز الى تلك المعاني والاوامر التي يطبقها الحاسب
    يقول الملحد (روح امه) عندها: "يعني لو اخبرتني ان هناك مصمما لهذا الحاسب - فساقول لك: فمن صمم ذلك المصمم ولا يوجد تفسير لهذا المصمم> فان قلت لي ان ذلك المصمم ليس له مصمم اساسا ولا يحتاج الى تفسير - فمن باب اولى (ولاحظ: من باب اولى ايضا!) اذا ان يكون الحاسب بلا مصمم - وان سبب قوانينه هو قوانينه ذاتها - وسبب برامجه - هو برامجه ذاتها!!!!


    هل فهم الملحد الدليل اذا?
    صار الحول الفكري مزمنا يا جماعة!

    المثال الثالث:
    ويتعلق هذا المثال بالمثال السابق اذ يقول فيه الملحد:
    من جهة ثانية و بنظرة دقيقة لوقائع الامور لما توصلنا اليه من معلومات حول الكون من حولنا, يجب الحذر عندما نقول بأن الكون دقيق التنظيم. هناك مجرات كاملة تبتلعها ثقوب سوداء عملاقة (أحدها موجود في مركز مجرتنا), هناك نجوم عملاقة ترتطم ببعضها و نجوم أخرى تنفجر تحت ضغط كتلتها مكونة مستعرات عظمى(السوبرنوفا). و أذا أنتقلنا الى المستوى الذري نرى بأن الكون على درجة من العشوائية هناك لدرجة تستدعي أيجاد عدة نظريات لتغطية تلك العشوائية الذرية (راجع الفيزياء الكمية). نخلص لهذا بأن وهم النظام المتناهي الدقة لا يشكل الا جزء صغير جداً من الواقع الذي نعيش فيه في هذا المكان الصغير من الكون و في هذه الفسحة الزمنية الصغيرة جداً و التي سمحت بتطور و وجود جنسنا.
    يا دي النيلة المنيلة -يا سيدي يا ريت جنسك انت بالذات ما كان له وجود اصلا! لك انا شلون ضرب العمى على قلبي مشان اكتب ها الموضوع وضيع وقتي بالشهر الفضيل - يلا صبر شوي لعله يفيد

    لاحظ الآن المؤمن يستشهد بالدليل الغائي ووجود التصميم على المصمم الخالق سبحانه.

    هنا يريد ان يقول الملحد (وقد وقع داوكنز في مثل هذا العرج العقلي): "ان هناك "اخطاءا" في هذا التصميم - اذا لا يوجد تصميم!
    لحظة لو سمحت!? اعد ما قلت: "وجود اخطاء في التصميم يلغي وجود التصميم!!?"
    الملحد: "نعم"
    حسنا قبل مناقشة ما تعتبره "أخطاءا" في التصميم - لننظر الى هذا المنطق الاعوج - اذا عدنا لمثال الحاسب الآلي في الصحراء - يقول المؤمن: من اوجد هذا الحاسب والبرمجيات التي تحتويه?
    يقول الملحد: لا يوجد برامج ولا تصميم!
    المؤمن: كيف? الا ترى ويندوز? وورد? اكسل? اكسس? نوت باد? كل هذا لا تراه? اين ذهب عقلك?
    الملحد: لا هو خذ بالك: هناك "خطأ" في تصميم احد هذه البرامج - او "عدة اخطاء" (هكذا يظن وهو لم يبرمج شيئا في حياته طبعا)
    المؤمن: يعني?
    الملحد: يعني لا يوجد لا برامج ولا تصميم لوجود الاخطاء!!!


    هل فهم الملحد دليل التصميم والغائية? لا
    حول فكري!!

    حسنا ماذا عن هذه الاخطاء التي يتحدث عنها هذا الملحد (والتي لا تلغي بطبيعة الحال وجود التصميم عند العاقلين فقط!) - اقول:
    كيف تحكم على شيء بانه خطأ?- ما هو معيار الصواب والخطأ عندك في هذا التصميم حتى تحكم عليه بأنه "خطأ" اصلا!?
    لماذا تظن ان انفجار نجم مثلا يعتبر خطأ وليس امرا مقصودا مدبرا?

    في الحقيقة عند التأمل يدرك الانسان انه اذا لم يكن "يحيط بكل شئ علما" فلا عبرة باسقاط الخطأ والصواب على ما يراه بمعاييره الشخصية

    المعيار الحقيقي للخطأ والصواب في التصميم: هو مقدار ما يحققه ذلك التصميم من الغاية التي صممه مصممه لاجله

    فمن الجهل عندما يشاهد الملحد قنبلة يدوية
    الاســـم:	gern.jpeg
المشاهدات: 4133
الحجـــم:	4.5 كيلوبايت
    ثم يراها تنفجر امام عينيه ان يقول:
    يا لهاذا التصميم الغبي - ان هذه القنبلة ليست مصممة بدليل انها انفجرت!! ولو كان لها مصمم لما احتوت مثل هذا "الخطأ" الفادح!

    بل نقول: ايها الجاهل: هذه القنبلة صممت لكي تنفجر - فمادامت قد انفجرت فقد ادت مهمتها التي صممت لاجلها!

    ايها الملحد: هل عرفت لماذا خلقت? استيقظ قد تدرك ما فاتك من تأدية مهمتك التي خلقت لاجلها - قبل ان تندم!!
    التعديل الأخير تم 08-02-2012 الساعة 09:45 PM
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  2. افتراضي

    ماشاء الله ياأستاذ نور الدين موضوع في الصميم, واختيارك للامثلة مميز, ارجو ان تواصل

    {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}

  3. #3

    افتراضي

    أخونا نور الدين عائد بقوة ما شاء الله ...
    اللهم انصر إخواننا في سوريا وافتح بيننا وبين القوم الظالمين ...
    اللهم آميــن ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    الدولة
    مِنْ أَرْضِ الرِّمَـال !
    المشاركات
    1,300
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    تبارك الرحمن , بارك الله فيك حبيبنا نور الدين , اشتقنا لك يا رجل !
    وموضوع ممتاز فعلاً وأفكاره واضحة ولغته كذلك .
    {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
    في إنتظار "ملحد حقيقي" ليعطي تفسيرات لهذه الكُبرَيات بالمنظور الإلحادي
    " الإنسانُ ليسَ مُفصّلاً على طرازِ دارون , كما أنّ الكونَ ليسَ مفصّلاً على طرازِ نيوتن " بيجوفتش

  5. #5

    افتراضي

    ما شاء الله
    أين كنت يا رجل؟

    و مثال ( القنبلة اليدوية ) ملفت جدا رغم بساطته, الملحد هو اكثر من يُطالب بالدليل الحسي و في نفس الوقت هو اكثر من تقوم عقيدته على الغيبيات
    و كما قال الاستاذ عبدالواحد و لا زال يكررها : لو افترضنا بأن هذه الانظمة اتت بالصدفة فمن أمّن ثباتها و استمرارها و من برمجها لتحافظ على نفسها ؟ لماذا دائما تعطي نفس النتائج و كيف لا تتغير هذه القوانين و الانظمة على الرغم من مرور المليارات السنين و على الرغم من زيادة الانتروبيا في الكون ؟ ؟ لماذا الضوء دائما ينتقل بصورة مستقيمة و بسرعة ثابتة؟ لماذا لا تتغير القوانين التي تحكم الضوء ؟ لماذا هي مقهورة عليها ؟
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أعجبني مثال القنبلة اليدوية فهو قريب من الفهم و يشرح الخلل أو الحول الفكري كما أسميته بدقة و طرافة و أيضا أعجبني الموضوع لما فيه من سلاسة في التعبير و سهولة في الفهم
    الأدلة واضحة لوجود الله و لكن الحول الفكري الذي أصاب عقولهم و نخرها أدى بهم إلى إنكار حقيقة واضحة لا تحتاج إلى إثبات
    جزاك الله خيرا و أدعوك إلى المواصلة

  7. #7

    افتراضي

    ما شاء الله !
    حول فكري من النوع الأصلي
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,970
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    ماشاء الله لاقوة الا بالله أخى الغالى ، موضوعك مميز بارك الله فيك أسمح لى أن أنقله الى مدونتى وأسأل الله جل وعلا أن يجعله فى ميزان حسناتك وأن يرزقنى وأياك الأخلاص ...بارك الله فيك ...وعلى فكرة أنا لم أعلم انك مصرى
    على راي اخواني المصريين: "ما شاء الله عليك يا روح أمك!"
    ثم أنقلبت الى سورى فجأةً
    يا دي النيلة المنيلة -يا سيدي يا ريت جنسك انت بالذات ما كان له وجود اصلا! لك انا شلون ضرب العمى على قلبي مشان اكتب ها الموضوع وضيع وقتي بالشهر الفضيل - يلا صبر شوي لعله يفيد
    والله هولاء يا أخى مرضى نفسيين بل نعتك له بسيدى هو ما يوصف به العقلاء لا هولاء المرضى النفسيين ...والله ما يفعلوه هو أنكاراً لفطرتهم !...حتى وصلو الى قمة السخرية والبلاهة وعبادة أهوائهم ولعياذ بالله ....فالحمد لله الذى عافانا وأسأل الله أن ينصر المسلمين فى سوريا على عدوهم وأن يفرحنا بأقامة الخلافة والدعوة اليها من أرضهم الى كل بلاد المسلمين ...اللهم آمين ..والله يحفظك يا أخى الحبيب من كل سوء ..اللهم آمين ..
    الإنسان - نسأل الله العافية والسلامة والثبات - إذا لم يكن له عقيدة ضاع، اللهم إلا أن يكون قلبه ميتا، لان الذي قلبه ميت يكون حيوانيا لا يهتم بشيء أبداً، لكن الإنسان الذي عنده شيء من الحياة في القلب إذا لم يكن له عقيدة فإنه يضيع ويهلك، ويكون في قلق دائم لا نهاية له، فتكون روحه في وحشة من جسمه
    شرح العقيدة السفارينية لشيخنا ابن عثيمين رحمه الله .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا وشكرا لكل من عقب وشارك.

    كنت أردت في البداية ان اقتصر على ثلاثة امثلة - لكن بسبب طلب الاخوة ساجعل هذه سلسلة اضيف عليها الامثلة كلما مر بي احدها في حواراتنا ان شاء الله. وأعدكم ان احافظ على اكبر قدر من التبسيط في الامثلة - مع استخدام اللغة البسيطة التي يفهمها الجميع ان شاء الله.

    المثال الرابع:
    هذا المثال هو في معرض الحديث عن الصدف التي تولد عند الملحد (بطريقة ما) قانونا ثابتا. وباديء ذي بدء اشير الى انني اقتبست هذا المثال مما طرحه الاستاذ عبد الواحد في موضوعه المتميز بحق: "الصدف التراكمية وجهالة داوكنز" - بل ولعلي اخذت عبارة "الحول الفكري" مما قرأته من قبل في هذا الموضوع الذي لا أمل تكرار قراءته.

    تقول للملحد: كيف جاء هذا الكون بنظامه وقوانينه ونواميسه؟
    يقول الغبي منهم بكل بلادة: "صدفة"!
    يقول المؤمن: أيعقل ان يتكون كل هذا عن طريق صدفة عشوائية هكذا؟!!


    هنا طبعا ينتهي الحوار على هذا مع الملحد البليد الذي لا يفقه ما يقول عن الصدفة - لأن الصدفة والعشوائية لا تولد نظاما وقوانينا- ففاقد الشيء لا يعطيه!

    أما الملحد الأقل بلادة يقول: داروينية - تطور - ...الخ.
    طبعا هنا يظن الملحد انه اجاب عن السؤال...فهل اجاب عن السؤال؟ كالعادة لا.
    لماذا؟ لأن المؤمن عندما سأل عن سبب وجود الكون بنظامه وقوانينه وجاء الجواب داروينيا (او قل شمبانزيا كاصحابه ان شئت) - فان حقيقة سؤال المؤمن (التي لا يدركها او يتغافل عنها الملحد) هو: كيف للداروينية (وليدة الصدفة والعشوائية) ان تعطينا نظاما وتولد لنا قوانينا ثابتة!؟


    هنا ينفش الملحد ريشه - خصوصا اذا كان قد قرأ شيئا عن الداروينية والتطور - فيقول: لا يا حبيبي: يبدوا انك لا تفهم معنى "الانتخاب الطبيعي" و "الطفرات الوراثية". الانختاب الطبيعي هو عبارة عن "نتيجة حتمية لخصائص المادة" فهو ليس اذا صدفة او عشوائية - ولكن مجرد نتيجة حتمية لملائمة هذه الصفات لاصلحية وبقاء الكائن الحي!

    المشكلة هنا الآن: ان الملحد المسكين يظن بأنه اجاب عن السؤال. وهرب من معضلة ان "العشوائية" و "الصدفة" ولدت هذه القوانين!
    لا يدرك الملحد لسبب او لآخر بأن الانتخاب الطبيعي هو نتيجة وجود هذه القوانين التي نسأل عن وجودها اصلا وعن ثباتها في عالم من العشوائية والصدفة التامة على المستوى الفيزيائي

    عندها نقول:
    المشكلة أيها الملحد اننا نسألك عن ذات هذه الخصائص والقوانين - لماذا تهدف الى بقاء الكائن الحي اصلا؟ - يعني ما الذي جعل "ذرات" هذا الكائن الحي على المستوى الفيزيائي - "تهدف" الى المحافظة على القوانين البيولوجية الطارئة على هذا الكائن والتي تحاول ابقاءه حيا؟

    ثم لماذا ثبتت هذه القوانين والخصائص - وما الضمان لثباتها في بيئة من الصدفة والعشوائية (وهذا ما لمح اليه الأخ سلمة وذكره الاستاذ عبد الواحد في موضوعه).

    تذكروا أن كل الكائنات الحية تؤول الى عناصرها ومركباتها الاولية - والتي تخضع لقوانين المادة الفيزيائية.
    طيب لأزيد من التوضيح: هل تذكرون القنبلة اليدوية؟ هذه المرة سأستخدمها لتفجير رأس الملحد - طبعا ايها الملحد قبل ان تعترض علي فكر في اعتراضك فلا حق لك ان تعترض! لماذا؟ لأن عملية التفجير لن تقدم او تؤخر شيئا في خصائصك الفيزيائية - فأنت كنت عبارة عن كتلة ذرات - وبعد الانفجار ما زلت كتلة ذرات - فلا فرق!

    من المناسب الآن ان انقل لكم مثال مكعب "روبيك" وغاية الأعمى الذي ذكره الاستاذ عبد الواحد في موضوعه (وليرجع الى الموضوع لمزيد من التفصيل): وخلاصة المثال: لو كان عندك مجموعة من الرجال العميان يحاولون حل مكعب روبيك (الحل يكون في وضع جميع الالوان المتشابهة على نفس الوجه على الستة اوجه) - والهدف من اللعبة ان يحلوا اللغز جميعا في نفس اللحظة. اذا الشرط هو توافق جميع المكعبات حتى ينجح الفريق. واذا نجح الفريق في حل اللعبة ينتقل للمستوى التالي.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	robek.jpg
المشاهدات:	1018
الحجـــم:	20.8 كيلوبايت
الرقم:	545
    لنفرض ان هؤلاء العميان ظلوا يحركون المكعب باستمرار حتى وصلنا في لحظة من اللحظات الى توافق في جميع المكعبات بحيث تحل كلها اللعبة.
    يقول الاستاذ عبد الواحد (واعذروني على طول النقل لأنه يستحق القراءة بكل جدارة):
    كما أن التوافق الآني (للنتيجة) مع (الشرط أ) لا يعني تحوله الى قانون، كذلك التوافق الآني لأية حالة مادية مع أي (شرط بيولوجي) لا يعني ظهور (القانون البيولوجي). وليتضح الأمر أكثر يمكن الاستشهاد بكلام فريد هويلي الذي قارن:
    • احتمال الحصول على البروتين عن طريق تصادف توليفة من الأحماض الأمينية.
    • بنظام شمسي مليء برجال عُمي يحلّون في نفس الوقت لعبة "مكعب روبيك".

    ربما (البروتين الأول ) أقل تعقيداً.. إذاً لتستبدل بلايين الرجال الذين يشغرون مكانا بحجم المجموعة الشمسية، بعدد أقل بكثير: فقط خمس رجال! لا أكثر!!! ومع ذلك يبقى حلهم لمكعب روبيك في نفس الوقت احتمالا خرافيا، لكن إمعانا في تحدي الملحد، لتفترض أن تلك الصدفة تحققت بالفعل، أي أنه في لحظة ما أصبحت كل المكعبات مرتبة بطريقة صحيحة. ثم ماذا كان؟ هل ظهرت قوانين جديدة؟ بالطبع لا! لن يظهر أي قانون جديد يسعى الى الحفاظ على تلك الصدفة وتميزها عن غيرها، لأن الفرق بين الترتيب الصحيح والغير صحيح للمكعب لا معنى له إلا في عين من له غاية مسبقة، بحيث يكون (معيار الخطأ) هو (مخالفة تلك الغاية). ولا يوجد أي سبب لتوقف العُمي عند تلك الصدفة ليبحثوا عن آلية جديدة للحفاظ على غنيمتهم! بل سيستمر سلوكهم التلقائي نفسه لتضيع تلك الصدفة بعد ثانية واحدة. نفس الأمر بالنسبة للأحماض الأمينية فهي ليس كائنات عاقلة حتى تفضل نوعية من التوليفات دون غيرها، بل الحالات الصالحة والغير صالحة من المنظور البيولوجي كلها توليفات ممكنة وصالحة فيزيائيا.
    والفرق بين:
    1- ظهور مجموعة من (مكعبات روبيك) في شكل توليفة معينة.
    2- وبين ظهور (نظام مادي جديد) يعتني بتلك التوليفة ويسخر لها لغة تشفير ليدونها وينسخها بعد ذلك!
    هو نفس الفرق:
    1- بين ظهور (البروتين الأول) كتوليفة من الأحماض الأمينية!
    2- وبين ظهور (القانون البيولوجي الأول) الذي يعتني بتلك التوليفة ويسخر لها لغة تشفير ليدونها وينسخها!

    استحالة ظهور قانون جديد عن طريق الصدفة!


    من العبث الجدال حول إمكانية أو استحالة الانتقال التلقائي من الحالة (1) الى (2) في محيط لا إرادة فيه..
    دون ضبط العلاقة بين (القانون كتعريف) وبين (الاحتمال كقيمة)، ودون فهم معنى كلمة "قانون" على الأقل!

    • فالقانون -في محيطه الآلي- يمثل مجموعة من الشروط، احتمال احترامها يساوي واحد (أي 100%)
    • وإذا كان الاحتمال أكبر من صفر وأقل من واحد، فهذا يمثل (الصدفة) التي لا ترقى الى صفة (القانون).
    • أما إذا كان الاحتمال يساوي صفر: فهذا يمثل (المستحيل) الذي لا يرقى بالطبع الى (الحالة الممكنة).
    الاســـم:	sodaf_law.png
المشاهدات: 2361
الحجـــم:	4.3 كيلوبايت
    وعليه يكون ظهور قانون جديد صدفة هو انتقال (للشرط الجديد)
    1- من كونه صدفة (أي احتمال احترامه أقل من واحد)
    2- الى قانون مُلزم (أي احتمال احترامه يساوي واحد)!
    لكن الانتقال التلقائي من (1) الى (2) مستحيل لأنه:
    مهما ألّفت بين (الاحتمالات الأقل من واحد) فلن تحصل أبداً على (احتمال يساوي واحد).

    بـيـت الـقـصـيـد!

    (قيمة الاحتمال) التي تبحث عنها .. تتوقف على ما تريد إثباته من (إستحالة/أو إمكانية/أو حتمية)
    1- فإذا كان السؤال عن ظهور صدفة آنية.. يكفي حينها أن تثبت أن احتمال تحققها هو أكبر من (صفر)!
    2- أما إذا كان السؤال عن ظهور قانون جديد.. فلا بد أن تثبت أن احتمال احترامه أصبح يساوي (واحد)!

    المشكلة أنك لو راجعتَ حوارات أي ملحد في هذا المنتدى وغيره فستجده يعاني من نفس الحول الفكري المزمن:
    تسأله عن (2) يجيب على (1) !!! وهذا دليل على عدم استيعابه لحقيقة الصدفة التي يؤمن بها!! .
    هل يفهم الملحد معنى الصدفة التي يؤمن بها واستحالة ظهور مثل هذه القوانين؟ لا
    حول فكري!
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  10. افتراضي

    حول فكري

    عناد فكري

    هروب فكري

    ضياع فكري

    ومع ذلك كلها = غرور فكري

    كفيت ووفيت أستاذنا نور الدين

    باختصار

    من قال أن الصدفة تصنع عقلا فلا عقل له .. فلا يصنع العقل إلا أعقل منه ..


    بعد إذنك إضافة المقال لصفحتي

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    لا باس من وضع اي شيء اكتبه على مواقعكم وصفحاتكم - ويرجى التكرم بالاشارة الى منتدى التوحيد!
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    المثال الخامس:
    لا شك بأن العصر الذي نعيش فيه هو عصر المعرفة والتطور لما اشتمل من انفجار معرفي في كثير من المجالات - لا سيما العلوم الطبيعية. يظن الملحد هنا بأن المؤمن انسان "جاهل" و"خرافي" ولا زال يؤمن "بالغيبيات" ولم يواكب ركب الحضارة والعلم الذي كشف لنا الحقائق وفسر لنا هذا الكون وكشف اسراره.

    ( لم يدر هذا الجاهل بان علماء المسلمين هم من وضعوا اسس هذه العلوم الطبيعية الحديثة والامثلة اكثر من ان يتغافل عنها جاهل - هذا لا يبرر تقصيرنا اليوم طبعا في عدم ريادة هذا التقدم العلمي - ولكن العبرة بان ديننا يامرنا بالعلم والتعلم).

    المهم - الملحد هنا يقول: انتم ايها المؤمنون "الجاهلون" لازلتم تظنون ان "الله" هو من ينزل المطر وان الله هو من يرزقكم - ولم تفهموا بعد ان العلم قد كشف لنا حقيقة نزول المطر واسبابه!

    (لاحظوا انني حتى الآن وضعت خطا تحت كلمة: فسر وكلمة اسباب حتى أبين موضع الحول الفكري عند الملحد)

    الحقيقة هي ان العلم الطبيعي كشف لنا اسرارا كثيرة - لكن جل ما يجيب عنه العلم الطبيعي هو مجرد توصيف لالية عمل هذا الكون البديع

    السؤال الذي يجيب عنه الدين هو اعمق من مجرد التوصيف - السؤال الذي يطرح له الدين جوابا يتجاوز محدودية افق الملحد في توصيف ما حوله من المشاهدات ليتفكر ويتأمل في "تفسيرها" و"أسبابها" الحقيقية

    هذا الملحد الذي يتشدق بأنه "منطلق الفكر" و "عميق التأمل" ويعجب من "سذاجة" تفكير المؤمن - في الحقيقة لا يدرك بأنه هو الساذج والسطحي في تفكيره - اذ ان عقله يرضى بنصف الجواب على الأسئلة الجوهرية التي يطرحها هذا الوجود على العقلاء:

    1- ماذا? ماذا يحدث في الكون من حولنا - العمليات الكيميائية والفيزيائية - ماذا خلف المجرة - ماذا تحت المجهر?
    2- ولكن لماذا? لماذا نحن هنا? لماذا تحدث هذه العمليات بهذه الطريقة? لماذا هذه المعادلات والقوانين? لماذا هذه الثوابت لا غيرها?

    وكلما ناقشنا الملحد عن ال "لماذا" (2) أجابنا عن ال"ماذا" (1) - حول فكري!

    اسمحوا لي ان اقتبس مثالا او اثنين مع تصرف يسير من كتاب "الاسلام يتحدى" لصاحبه وحيد الدين خان اذا يقول في هذا الصدد:

    إن العلم الحديث تفصيل لما يحدث وليس بتفسير لهذا الأمر الواقع فكل مضمون العلم هو إجابة عن السؤال: (ما هذا؟)(1) وليس لديه إجابة عن السؤال:(ولكن لماذا؟)(2). وإن التفسير الذي نحن بصدده هنا يتعلق بالأمر الثاني.
    * * *
    لنفهم هذا من مثال بسيط ، فالكتكوت يعيش أيامه الأولى داخل قشرة البيضة القوية ويخرج منها بعدما تنكسر مضغة لحم ، كان الإنسان القديم يؤمن بأن الله أخرجه. ولكننا اليوم بالمنظار أنه في اليوم إلحادي والعشرين يظهر قرن صغير على منقار الكتكوت يستعمله في تكسير البيضة لينطلق خارجا منها ثم يزول هذا القرن بعد بضعة أيام من خروجه من البيضة.

    الاســـم:	chick.jpeg
المشاهدات: 1864
الحجـــم:	4.7 كيلوبايت

    هذه المشاهدة كما يزعم المعارضون أبطلت الفكرة القديمة القائلة:بأن الإله يخرج الكتكوت من البيضة ، إذ قد رأينا يقينا أن قانونا لواحد وعشرين يوما يحدث هذه العملية. والحقيقة أن المشاهدة الجديدة لا تدلنا إلا على حلقات جديدة للحادث ولا تكشف عن سببه الحقيقي فقد تغير الوضع الآن فأصبح السؤال لا عن تكسر البيضة بل عن (القرن)؟

    إن السبب الحقيقي سوف يتجلى لأعيننا حين نبحث عن العلة التي جائت بهذا القرن ، العلة التي كانت على معرفة كاملة بأن الكتكوت سوف يحتاج إلى هذا القرن ليخرج من البيضة ، فنحن لا نستطيع أن نعتبر الوضع الأخير (وهو مشاهدتنا بالمنظار) إلا أنه (مشاهدة للواقع على نطاق أوسع) ولكنه ليس تفسيرا له.
    هذه المعرفة الجديدة حول قرن الكتكوت يعد حلقا ثمينة في سلسلتنا المعرفية - لكنها هل تجيب عن السؤال الحقيقي وراء السبب في ظهور هذا القرن في هذا الوقت بالذات?


    ولنقتبس مثالا ثانيا:
    السيارة!


    الاســـم:	car.jpg
المشاهدات: 1311
الحجـــم:	10.5 كيلوبايت

    لكأني استمع الى كلمات مألوفة من ملحد يقول:

    كنا في "الجاهلية" العلمية نظن ان لهذه السيارة صانعا! لكن اليوم بعد ان كشفنا الغطاء الأمامي - واكتشفنا وجود الماكينة و التروس والرايديتر و المراوح والوصلات والانابيب والبطارية والخزانات والمبردات - عرفنا الية عمل السيارة - ولا حاجة لنا اليوم بأن نعتقد ان لهذه السيارة صانعا!!!

    يقول المؤمن: هذا لا يبرر عدم وجود صانع لهذه السيارة?
    الملحد: كيف?
    المؤمن: حسنا اجبني: لماذا تتحرك السيارة الى الامام?
    الملحد: لان المحرك يحرق الوقود لكي يحركها!


    المؤمن: نعم ولكنك لم تجب حقيقة على السؤال - انت وصفت الية العمل فقط - فلماذا يوجد وصلة بالتحديد بين مخزن الوقود واسطوانات الحرق داخل المحرك? كيف عرفت السيارة بذاتها ان محركها سيحتاج الى وقود لذلك جعلت وصلة بين خزان الوقود والمحرك? وكيف كان محور السيارة المتصل بالعجلات مصمما بحيث اذا دار المحرك تحركت السيارة الى الامام? ولماذا جعل هناك ضوء امام السيارة وكان السيارة كانت تعرف مسبقا بأن احدا سيقودها وانها ستحتاج ان تنير له الطريق ليلا في نفس اتجاه سيرها! ولماذا ولماذا ولماذا?

    يعود هنا الملحد الذي لا زال يعاني حولا فكريا فيجيب: آآه فهمت سؤالك الآن

    (هنا يتفاءل المؤمن - ويقول في نفسه - يا رب تهدي هذا الانسان المسكين على يدي ويكون لي ثواب هدايته يا رب )

    لكن اوهام المؤمن لا تلبث ان تتلاشى في معظم الاوقات مع سماع جواب الملحد الذي يقول(بكل نباهة!!):

    "الوصلة التي بين الخزان والمحرك لتنقل الوقود بينهما! والمحور لاجل ان تدور العجلات! والضوء لاجل ان ينير الطريق!"
    ويبدأ يعطيك جميع اجوبة "ماذا"(1) الذي تعلمها - ولكنه في الحقيقة لم يجب عن السؤال "لماذا"(2)?!!

    ماذا يسمى هذا?
    حول فكري!!!!

    الغيبيات


    اريد ان اضيف مثالا ثالثا يتعلق ببعض الغيبيات التي يؤمن بها المؤمن (تصديقا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفة المؤمن بدلائل النبوة - وهذا له مبحث اخر).
    (الملحد الذي سيعترض على هذا المثال لان فيه غيبيات هو لا يؤمن بها - يقرأ المثال الأول في هذه السلسلة ثم يشتري نظارة!)

    يقول الملحد: كنا نظن في "الجاهلية" ان الانسان يموت لان الروح تخرج من جسده - اما اليوم اكتشفنا اسباب موت الانسان مثل السرطان او توقف القلب - اذا لا يوجد روح!

    يقول المؤمن: حسنا لماذا يتوقف القلب في هذه اللحظة - واذا كانت نهاية الانسان هي هذه فلماذا عاش ولماذا وجد? هل هذه فعلا النهاية?

    هنا طبعا يبدأ الملحد بتوصيف حالة توقف القلب - الخ

    الملحد هنا يستدل بتوقف القلب على عدم الروح - تماما كما يستدل بمعرفة وصف اجزاء السيارة على عدم وجود صانعها!

    وهنا نطرح سؤالا: هل معرفتك وتوصيفك لتوقف القلب يجيب عن اسئلة "لماذا?" هل معرفتك ان القلب توقف (ماذا) يلغي سبب توقفه الحقيقي وهو نزع الروح (لماذا)?

    ماذا يسمى هذا يا جماعة??
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    التعديل الأخير تم 08-04-2012 الساعة 12:37 AM
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,207
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    5

    افتراضي

    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    ?
    حول فكري!!!!

    الاســـم:	crosseyes.jpeg
المشاهدات: 1465
الحجـــم:	6.9 كيلوبايت
    حسنا - لماذا هذا الحول الفكري??? اترك حل هذه المعضلة لقبيلة لحدان بنو شمباز!
    "العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
    "عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المثال الأول:
    احيانا يستشهد المؤمن بدليل من القرآن - وبمجرد ما يقول المؤمن: "يقول الله سبحانه في القرآن الكريم" - تراه ينتفض وكأنه اصيب بحساسية وقرف من "تخلف" هذا المؤمن الذي لا يزال يؤمن بأنه يستطيع ان يستشهد بكتاب يؤمن به هو وحده - ولا يقام به دليل على الملحد الذي لا يؤمن به اصلا - فيغلق عقله واذناه وتراه ينتظر على احر من الجمر ان يفرغ المؤمن من الاية حتى يبين له "تخلفه" لعدم ادراك انه لا يستطيع ان يستشهد بالقرآن ضده
    ثم يزخرف بعض عباراته بالفاظ "فلسفية" حتى يظهر عليه العلم فيقول: "هذا دور منطقي يا غبي - ان تثبت صدق القرآن بالاستشهاد بالقرآن!!
    كأنك تصف هذا الذي أتى لمدونتي ( في التوقيع ) و اعترض على مقال عن إعجاز القرآن في الطارق الثاقب ، فخاب في الرد على الموضوع من الناحية العلمية فقال بخيبة اعتدناها ( و لماذا لم يكتشف المسلمون هذا سابقاً ؟ هذا يدل على أنكم تلوون أعنق الآيات بما يتوافق مع أهوائكم رغم أنكم تقولون أنه قرآن عربي مبين ) و حين أحضرت له آيات

    (( إن هو إلا ذكر للعالمين و لتعلمن نبأه بعد حين ))

    و

    (( سنريهم آياتنا في الآفاق ))

    لأبين له أن القرآن يقر بوجود أسرار فيه ما زالت لم تكتشف و سيكشفها لاحقاً ليتناسب مع كل العصور . و عندها رفع ضغط دمي بجوابه البليد

    ( يا سلام ! تستشهد بصحة القرآن من القرآن ؟! )

    و عندها خبطت جبهتي و أنا أقول ( و هل نحن نتحاور في صحة القرآن يا مخبول ؟! أتيتك بالدليل أن القرآن يقر بأننا لن نعلم كل أسراره قبل أن تنكشف واحدة واحدة رداً على قولك بأننا نلوي أعناق الآيات ، فأتأتيني بغبائك و تقول أنه لا يحق لي الاستشهاد على هذا من القرآن ؟! )

    هنا يريد ان يقول الملحد (وقد وقع داوكنز في مثل هذا العرج العقلي): "ان هناك "اخطاءا" في هذا التصميم - اذا لا يوجد تصميم!
    ويووووووووووووووو !! ذكرني هذا بهرطقة من قال ( أنا اسمي ذو معنى سيء و هو "كينيدي" أي "قبيح الرأس" إذاً ليس لي اسم ) أو من قال ( أنا ليس لي اسم و لكن اسمي هو "فلان" ) يقول الملحد ( أعترف بوجود التصميم ، و لكن في هذا التصميم خطأ إذاً لا يوجد تصميم ) هذه تسمى سفسطة يا قوم ! يعترف بوجود التصميم ثم يعود و يقول لا يوجد تصميم ؟!

    و ذكرك لمثال القنبلة جميل و قد طرأ على بالي و لكنك سبقتني ^^ فالملحد يتصرف مثل شخصية كرتونية كنت أشاهدها و أنا صغير و هذا مقطع من المشهد

    الأول : لماذا أمسكت المفرقعة و أطفأتها
    الثاني : لأنها كانت ستنفجر
    الأول : و ماذا إذاً ؟!
    الثاني : الانفجار شيء سيء و لا يمكن أن أدعه يحدث
    الأول : و لكن يفترض أن تنفجر أيها الغبي ! تم صنعها لتنفجر !
    و يذهب الأول غاضباً و قد خرب صديقه ( الآلي ) الحفل الذي كان يفترض أن ينتهي بالمفرقعات

  15. افتراضي

    رائع .. وتمتعت بالأسلوب حقاً.. بارك الله فيك أخانا.

    سبحان من جعل مثلي يُظَنُّ به الصلاح!

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار " رواه الترمذي

    قال ابن قدامة المقدسي: فإن مُهلِكَ نفسه فى طلب صلاح غيره سفيه، ومثله مثل من دخلت العقارب تحت ثيابه وهو يذب الذباب عن غيره‏.‏

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سورة االذّاريات تصف حال الملحدين اليوم كما كانوا بالامس القريب
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-13-2012, 07:57 PM
  2. ويربك الملحدين دراسة : التفكير بالله يطمئن المؤمنين
    بواسطة طلع الصباح في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-24-2010, 03:50 AM
  3. الانفتاح الفكري حقيقته وضوابطه
    بواسطة عبد الغفور في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-09-2010, 03:16 PM
  4. التصدي للغزو الفكري
    بواسطة ساري فرح في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-03-2010, 02:49 AM
  5. كلمة عن حالنا مع الاستعمار الفكري.
    بواسطة أبو عمير في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2007, 03:22 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء