الانسان يسعى دائما لمصلحته سواء مصلحته الماديه المباشره او المصلحه النفسيه , فعندما يتصادق اثنان يكون هناك مصالح متبادله فهذه المصالح اما ان تكون شعور الشخص بالراحه و بالأنس و الاطمئنان و اما ان تكون تبادل مصالح ماديه كوجود تجاره بين الجانبين مثلا او كتبادل المعلومات و تبادل الاراء المفيده , فاذا كل العلاقات و الصداقات بين الناس هي من اجل المصلحه الذاتيه و المنفعه الذاتيه و كلنا نمارس ذلك .
و عندما يهجر انسان صديقه فيكون ذلك من اجل المصلحه الذاتيه ايضا حيث انه لم يعد يشعر انه ينتفع من ذلك الصديق لا بالانس به و لا عاد ينتفع بوجود شعور سعاده ينتابه عندما يجلس معه و لم يعد يرى ان عنده معلومات قد تفيده و لم يعد هناك عمل معه كالتجاره مثلا تتبادل فيه المنافع .
و عندما يحزن الشخص على هجران صديقه له فانه في الحقيقه شعور اناني ايضا و حزن من اجل المصلحه الذاتيه , حيث انه يبدأ يشعر انه لم يعد شخص مهم يهتم له صديق و لم يعد عنده اشياء مفيده ولا منافع يبادلها مع غيره فيشعر بذلك انه شخص ضعيف و غير جدير بالاهتمام مما يحزن نفسه و يسيئها علاوه على ذلك فهو يخسر المصالح التي كانت تأتيه من ذلك الصديق كالتي ذكرتها بالاعلى و هذا هو السبب الحقيقي للحزن , اذا فنحن لا يجب علينا ان نحزن لفقدان صديق ولا ان نضعف بل يكون هذا تنبيه لنا اننا جاهلون ضعفاء ليس لنا ايه اهميه فحينها نسعى في ان نقوي انفسنا متجاهلين شعور الحزن بل نأخذ منه فقط الحافز لتقويه انفسنا .
و كل صديق يهجرنا يجب ان نقدم له الشكر و الثناء على انه نبهنا لضعفنا و تخلفنا و عدم اهميتنا حتى نسعى لنكون اقوى و اعظم .
Bookmarks