السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
قبل البدء فى قصتى من الألحاد الى الإيمان .. اود أن أشكر هذا المنتدى وأهله على ما يقدمونه من علم نافع لإبناء الأسلام فى كل مكان ..
وأقول لهم بالنيابه عنى وعن زملائي ..جزاكم الله خير جميعااا
فامنتداكم يعتبر أكبر مرجعيه شامله ومفيده وموثوق منها لأغلب المسلمين الآن ...وإيضا يعتبر هذا المنتدى فزاعه الى أغلب الملحدين أو مدعين الالحاد ...فبارك الله فيكم وفيما تقدمون وجعل كل ما تطرحونه هنا فى ميزان حسناتكم ...
وأود فقط الاشاره الى نقطه مهمه وهى أن المنتدى كان أحد أهم أسباب عودتى الى الله .. لذلك ستكثر أقتباساتى منه فى نقاط معينه مضافا لها فهمى المتواضع ونظرتى وتفكرى للأمر ... لذلك أتمنى أن تكون قصتى مفيده وغير ممله للبعض هنا..
فى البدايه سأشرح فقط بعض النقاط التى جعلتنى أمر بهذه التجربه وهو شرح مبسط للبيئه المحيطه بنا كشباب عربى مسلم
والتى أختصرتها فى قصه بسيطه لرجل حكيم يعلم تلاميذه نشرتها فى صفحتى على الفيس بوك وتقول القصه ..
---------------------
قال حكيم مره لتلاميذه :
هل تعرفون ما الفرق بين العالم والعابد ؟
قالوا: ما هو؟
فقال: تعالوا لأريكم , تنكروا وساروا بين الخلق حتى رأوا عابدا يصلي,
فسأله الحكيم أخبرني أيها العابد عن سؤال يحيرني هل الله قادر على أن يخلق مثله؟
فكر العابد واحتار ولم يدري ما يقول فقال له إرجع غداً لأعطيك الجواب ,
ولكن الحكيم ابتسم وقال لأبنائه لقد فقد عقيدته من سؤال واحد ,
فلو قال لا فكأنه يقول إن الله غير قادر!
ولو قال نعم فكأنه يشرك,
والآن تعالوا لأريكم العابد العالم.
فتوجه الى العالم من الخلق وسأله: أخبرني أيها العالم هل الله قادر على أن يخلق مثله؟
فقال له العالِم: انتبه يا بني لسؤالك، فقد يكون جوابك في قلب السؤال!
فقال له الحكيم : وكيف هذا؟
فأجابه العالم: إذا قرأت سؤالك في جزأين فستعرف ذلك
فإن قلت: هل الله قادر على أن يخلق؟ فالجواب نعم إنه قادر ,
ولكن الجزء الآخر مثله فهنا سيكون الذي سيخلقه مخلوقا وليس بخالق،
فقد خلق بعده أي أن له بداية وكل من له بداية له نهاية ,
وكل من له بداية ونهاية هو مخلوق وليس بخالق ....
انتهى .
---------------------
ببساطه كان حالى مثل حال العابد الاول الذى كاد أن يفقد دينه بعد أول سؤال مفاجئ فى الدين يناقش نقطه عقائديه مهمه
وهذا ليس حالى فقط كما رأيت ..بل بعد خروجى من تلك التجربه أكتشفت أن هذا حال الكثيرين منا ...فنحن كشباب عربى لانهتم بالثقافه والقراءه عموما ولا حتى فى أهم أمور الدين وهذا ما يجعلنا فى نظرى فريسه سهله لمن يريد القضاء علينا فكريا ( وما أكثر من يريد ذلك ) وللأسف البعض منهم ينجح لانهم يعملون لباطلهم بجد وأجتهاد ونحن نكتفى بالتفرج من بعيد وما زلنا غارقين فى الدنيا والملذات
ونترك أنفسنا لكل من يريد أن يحشو رؤوسنا بأيه أفكار سواء كانت جيده أو قاتله .... ربما تعود المشكله فى هذا لعده نقاط منها وأهمها غياب دور الأسره والمدارس فى هذا ..
بالنسبه لى فقد درست فى دولتان مختلفتان تماما من حيث المنهج والفكر فأحدهما علمانيه جداا والآخرى متشدده دينيا جداا والاثنان كان فيهما مشاكل متشابهه فالعلمانيه بالطبع لاتعرفك بدينك من الاساس فعلى حسب مبادئ العلمانيه الدين فى المنزل فقط وأن كان أهلك غير مثقفين دينيا فأنا لله وأنا اليه راجعون ... أما المتشدده فكانت على العكس تماما فهى تعطيك المعلومات فى الدين وهذا جيد ولكن المشكله كانت فى نوع المعلمات ..فأذكر أن معلمتى فى الصف (معلمه الفقه ) كانت قضيتها الاولى وشغلها الشاغل هو محاربه النمص !! ولم تكن تتحدث فى امور آخرى غير الفروع حتى جعلت أغلب الفتيات تنظر الى الدين فقط على انه تحريم النمص وغطاء الوجه الكامل وأن من تخالف هذا تكون فاسقه فاجره ينظر اليها على انها شخص كريه منبوذ حتى ولو كانت تصلى وناجحه وطاهره وعفيفه ونقيه وحسنه الاخلاق ...بصرف النظر عن الحكم الشرعى فى هذه النقاط وعدم التقليل من أهميتها ولكن كنت اتمنى منها أن تحدثنا يوما عن وجود الله بالعلم والمنطق لاننا كما نعلم جميعا فى فتره ما من فترات المراهقه تكثر الاسئله وأحيانا الشكوك حول بعض النقاط فى العقيده ...وقد كان هذا منى ولكن بعض الاسئله بقيت دون إجابه فى رأسي ظنا منى أن هذه الاسئله لا إجابه لها بل يجب أن لا أسئل أصلا ....وحتى اليوم الذى تجرأت وذهبت فيه لأناقش معلمتى فوجدتها تقول لى لاتفكرى فى هذه الامور وللأسف هذه المعلمه كانت معلمه (توحيد) ! وكانت تعتبر بالنسبه لى قدوه .. مضت الايام على هذا الحال بين جهل فى بلدى العلمانى وتشدد فى بلد أو جهل من نوع آخر فى بلد دينى ....
حتى حصل ما هو غير متوقع وهو ....مشاهده شياطين الانس على صفحات الانترنت بشكل مفاجئ ...
..ماهذا ؟ من هؤلاء ؟ كيف هذا ؟ لماذا هكذا ؟ ....(((صدمه )))
فأنا تلك الفتاه التى تربت فى عائله مسلمه بالكامل لم أسمع عن الكفار يوما الا فى قصصهم مع الرسول –صلى الله عليه وسلم – ولم أكن أتوقع يوما أننى أرى شيئا كهذا فى وقتنا الحالى .... وعندما رأيت مايكتبون للمره الأولى ..
كادت أن تتجمد يداى وبدأ قلبى يخفق بشده من شده الخوف والارتباك والصدمه والغضب ...مشاعر مختلفه بدأت تتملكنى لم أكن أعرف مصدرها .... طبعا هذا حالى وقتها أما الآن ولله الحمد والمنه فأنا أدخل صفحهم وأنظر اليها بسخريه شديده من تفاهه ما يكتبون وتكرارهم لنفس النقاط الغبيه المفلسه والشبهات العاتيه والتى مر عليها عشرات السنين ...
بعد مرحله الخوف والصدمه هذه بدأت أشعر بالغضب الشديد كيف لهؤلاء الحثالات أن يتطاولوا على الله ورسوله والصحابه وكل ما هو مقدس بالنسبه لى بهذه الطريقه.... بدأت أدخل صفحهم وأحارب فيها بقدر المستطاع بدافع الغيره على الدين وظنا منى كفتاه ساذجه أنهم حقا لايعرفون الاجابات على تلك الاسئله المطروحه ..كنت أرد بحماس ولكن هيهات ..
فأذا اردت الدخول فى حرب يجب أن تكون مسلح جيدا لمواجهه الاعداء ...ولكن كنت أنا كالذى يواجه ديناصور بأبره صغيره !!! لاتسمن ولاتغنى من جوع ..... بل ولم أكن أعلم وقتها أننى أسير وفق خطتهم بنجاح !.... يتبع
Bookmarks