العالم هو المؤمن اللذي لا يضلله اي شيء موقن اليقين الجازم بوجود الله ولو اجتمعت الجن الانس على ان يكفر لا يستطيعون . لانه صاحب دراية شاملة وتامة بسبب خلقه وهذفه بالحياة .
لكن مؤخرا نسمع كم من مؤمن يقول كنت مسلما وصرت ملحدا لاني عالم اقول لا والف لا .لا علاقة له بالعلم لان العلماء حقا هم اهل الخشية واهل التقوى .
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 . فالفاعل هنا : (العلماءُ) فهم أهل الخشية والخوف من الله . واسم الجﻼ‌لة (الله) : مفعول مقدم . وفائدة تقديم المفعول هنا : حصر الفاعلية ، أي أن الله تعالى ﻻ‌ يخشاه إﻻ‌ العلماءُ ، ولو قُدم الفاعل ﻻ‌ختلف المعنى ولصار : ﻻ‌ يخشى العلماءُ إﻻ‌ اللهَ ، وهذا غير صحيح فقد وُجد من العلماء من يخشون غير الله . ولهذا قال شيخ اﻹ‌سﻼ‌م عن اﻵ‌ية : " وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ . وَهُوَ حَقٌّ ، وَﻻ‌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ يَخْشَاهُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/539) . وانظر : "تفسير البيضاوي" (4/418) ، و "فتح القدير" (4/494) . وأفادت اﻵ‌ية الكريمة أن العلماء هم أهل الخشية ، وأن من لم يخف من ربه فليس بعالم . قال ابن كثير رحمه الله : " إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به ، ﻷ‌نه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير أتم والعلم به أكمل ، كانت الخشية له أعظم وأكثر . قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير... وقال سعيد بن جبير : الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل . وقال الحسن البصري : العالم من خشي الرحمن بالغيب ، ورغب فيما رغب الله فيه ، وزهد فيما سخط الله فيه ، ثم تﻼ‌ الحسن : (إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : ليس العلم عن كثرة الحديث ، ولكن العلم عن كثرة الخشية . . . وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال : كان يقال العلماء ثﻼ‌ثة : عالم بالله عالم بأمر الله ، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله ، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله . فالعالم بالله وبأمر الله : الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض ، والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله : الذي يخشى الله وﻻ‌ يعلم الحدود وﻻ‌ الفرائض . والعالم بأمر الله ليس العالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض وﻻ‌ يخشى الله عز وجل " انتهى من تفسير ابن كثير (4/729) باختصار . وقال شيخ اﻹ‌سﻼ‌م ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (17/21) : " قوله تعالى : ( إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) وَالْمَعْنَى أَنَّهُ ﻻ‌ يَخْشَاهُ إﻻ‌ عَالِمٌ ; فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ كَمَا قَالَ فِي اﻵ‌يَةِ اﻷ‌ُخْرَى : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ اﻵ‌خِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ ﻻ‌ يَعْلَمُونَ ) الزمر/9 " انتهى . وقال السعدي رحمه الله : " فكل مَنْ كان بالله أعلم ، كان أكثر له خشية ، وأوجبت له خشية الله اﻻ‌نكفامف عن المعاصي ، واﻻ‌ستعداد للقاء مَنْ يخشاه ، وهذا دليل على فضل العلم ، فإنه داعٍ إلى خشية الله ، وأهل خشيته هم أهل كرامته ، كما قال تعالى : ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) البينة/8 " انتهى . والحاصل : أن الفاعل في اﻵ‌ية هم العلماء . ومعنى اﻵ‌ية : أن الله تعالى ﻻ‌ يخشاه أحدٌ إﻻ‌ العلماءُ ، وهم الذين يعرفون قدرته وسلطانه . وليس معنى اﻵ‌ية أن الله تعالى هو الذي يخشى العلماء ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .