لو يسمح لى الزملاء الكرام بتعليق بسيط (بعد إذن الإدارة الموقره)
الزميل نيوتن مرحباً بك :
اود أن اوضح لك قضية مهمه سيد نيوتن أن المرجعية النهائية هى الأشكالية الحقيقه فى قضية الأخلاق
بالنسبة لكلامك فكلامك باطل من عدة جوانب أهمها :
تقول :الكلام هذا غير سليم وهو مذهب ليس بجديد ، هو مذهب ((جيرمى بنتام )) فى الأخلاقالتعريف الذي يمكن أن يوافق عليه غالبية البشر أن الصواب الأخلاقي هو ما يسبب السعادة والصحة والرفاه ويقلل الضرر والمعاناة غير الضروية بينما الخطأ الأخلاقي هو ما يسبب الضرر والمعاناة غير الضروية و يقلل السعادة والصحة والرفاه.
1-
والرد عليه أن كل ما تقول عليه يتبلور فى النهاية إلى فكرة (المصلحة) أو المنفعة كما عبرت أنت ..لذلك سيكون دافع الناس لأداء هذا السلوك ليس حب السلوك فى حد ذاته أو أخلاقيته أو مدى أخلاقيته بل فى مدى النفع الذى يعود على الإنسان منه وهذا فى حد ذاته ليس أخلاقياً بل هو نفعياً ..هذا مذهب بنتام فى المنفعة ..أما السلوك إذا اقيم بأسم الواجب الخلقى بغض النظر عن المنفعة العائدة عليه فهو فى حد ذاته سلوك أخلاقى ..وفعل هذا السلوك الأخلاقى ليس من أجل منفعة ذاتيه أو عامه بل من أجل أن هذا السلوك أخلاقى فى حد ذاته
سأعطى لك مثال بسيط على أنهيار هذا المبدأ المادى للأخلاق:
فى عهد هيتلر والنازية كان هيتلر يتخلص من الضعفاء والعجزة والمرضى أمراض مزمنه من كل الأعراق بإعتبارهم (Useless Eaters)
وبإعتبار ان هؤلاء يعوقون المصلحة العامة للأفراد الآخرين ..وبإعتبار أنهم لايقدمون شيئاً مفيداً للمجتمع بل هم سبب فى تأخر البلاد وتخلفها
وبالفعل نجح هيتلر فى فلسفته هذه ..بل أن ألمانيا تقدمت تقدم مذهل فى غضون سنوات قليله أستطاع هيتلر أن ينتج اقوى اسطول جوى عرفه الغرب ناهيك عن الدبابات (البانزر-و التايجر ) التى لم يعرف للتاريخ لها مثيل ، بالإضافه إلى التقدم الإقتصادى المهول الذى جعل هذا الشعب يحرز كل هذا ، وكان كل ذلك بناء على خطة هيتلر فى تحقيق اكبر قدر من المنفعة والمصلحة للأفراد
فبأسم المصلحة والمنفعة يمكن فعل اى شىء ، فليست المصلحة أو المنفعة شىء أخلاقى مطلقاً
نأتى إلى الجزئية الثانية
2-فى الحقيقة هذا كلام باطل من عدة أوجههذا يعتمد على وجهة نظرك. هذا غير صحيح فهذا ليس شيئا يعتمد على وجهات النظر بل أمر موضوعي يمكن حتى قياسه بالأجهزة فلو وضعت عقل انسان يتعرض لعذاب معين في جهاز ام ار اي مثلا فيمكن قياس حالة الدماغ أثناء هذا الألم. فالسعادة والرفاه الصحة والضرر هذه كله أشياء حقيقية لا تعتمد على وجة نظري فلا يتطلب أن أعتقد أن شخص يموت حتى يكون هذا الشخص يموت فعلا.
1- أنك رددت الأخلاق فى النهاية إلى المقاييس العلمية كحل أخير ونهائى ، أى ان العلم (الجزئى -المتغير ) الذى يخضع إلى الصيرورة والتحول الدائم ما بين نظريات وتحولات ما بين (فيزياء نيوتن ) وفيزياء بلانك- مابين يقين وثبات نيوتن -ولا يقين هايزينبرج
العلم التجريبى (لايمكن أن يعطى اليقين فى قضاياه العلمية ) فما بالك فى القضايا الأخلاقية التى لا يمكن أن يقيمها الفرد إلا ولابد أن تكون ثابته كليه مطلقه (هكذا هى الأخلاق ) أما رد الأخلاق إلى (الجزئى المتغير ) الخاضع للصيرورة المادية فهذا هو عين اللاموضوعية
هذه هى المرجعية التى لاتفهمها او لايفهمها الكثيرين من أهل الإلحاد ، فالإيمان بإله خالق للكون ومصدر للأخلاق
هو فى حد ذاته مرجعية (كليه ) -ثابته متجاوزه لصيرورة المادة وتغيراتها -إى بدون إله لا يمكن تأسيس أخلاق
لأنها فى النهاية أما ستفقد قيمتها وتصبح تتلون مع تغير وتبدل العلم وصيرورة المادة ..
أو ستتجرد من المشاعر الإنسانية وستصبح مجرد مقاييس علمية وقياسية بحته (اشبه بإختبارات معسكرات الإبادة النازية )
فى معسكرات الإبادة النازية طبقت أحدث الأساليب الأخلاقية (من المنظور العلمى ) ومن المنظور (النفعى )
نبه كانط (على أن مفهوم الحق والخير والجمال لايمكن أن يوجد داخل هذا العالم الجزئى ) بلا لابد له من واضع هذا الواضع يكون هو مصدر للحق والخير والجمال ودالاً عليه ومعرفاً به فى كتابه (تأسيس ميتافيزيقا الاخلاق)
اقول لك بصراحة ، افكارك غير موضوعية ولا تتسم بأى صفة من المنطقية أو الموضوعية
كلام مكرر وقديم وكله مجتر من مذهب بنتام وأبيقور ، ورد عليه الفلاسفة والمهتمين بالأخلاق كعلماء إجتماع منذ قديم الأذل
ولاينفع فى تجميله مساحيق التجميل التى تصنع فى العالم أجمع
سلام يازميلى
Bookmarks