صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 27 من 27

الموضوع: فرق ومذاهب وأحزاب وأديان معاصرة ...

  1. #16

    افتراضي


    حركة الاتجاه الإسلامي بتونس"حزب النهضة"

    التعريف:
    حركة(*) الاتجاه الإسلامي بتونس، حركة إسلامية، قامت على منهج (*) فكر الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي، وظهرت كرد فعل شعبي ضد التطرف العلماني المتمثل في الاستهتار بالإسلام وقيمه وأحكامه، ونتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية واستشراء الاستبداد السياسي. وقد بدأها راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو واحميده النيفر، والتف حولهم عدد من الشباب وشكلوا جميعاً النواة الأولى لانتشار الفكرة الإسلامية، وأصبحت المساجد والمعاهد والجامعات رافداً أساسياً للحركة الإسلامية، التي واصلت معركتها ضد رموز التبعية والتغريب. وظلت تنشط في الساحة التونسية حتى صدر قرار بحلها وبدأ اعتقال قادتها وشبابها في ظل الحكم الحالي، إلا أنها حركة مستقلة في قرارها. ومازال لها وجود داخل تونس وخارجها رغم المطاردة.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    تأسست حركة الاتجاه الإسلامي في 1969م بتونس بعد سلسلة من الأحداث كان هدفها محو الشخصية الإسلامية لتونس، ومن أبرز شخصيات هذه الحركة:

    · الدكتور راشد الغنوشي:
    ـ مؤسس حركة الاتجاه الإسلامي.
    ـ ولد في مدينة الحامة بولاية قابس بالجنوب الشرقي لتونس سنة 1939م، ودرس في دمشق.
    ـ أتم دراسته العليا في الفلسفة والتربية في فرنسا، اعتقل مرات كثيرة في أواخر السبعينات وحوكم في صائفة سنة 1981م وحكم عليه بعشر سنوات سجناً، ثم أطلق سراحه سنة 1984م ثم اعتقل في 9مارس 1987م وعندما أفرج عنه خرج من البلاد ويعيش الآن في الخارج.

    · الشيخ عبد الفتاح مورو:
    ـ الأمين العام لحركة الاتجاه الإسلامي.
    ـ من مواليد سنة 1948م في تونس ـ حصل على إجازة الحقوق سنة 1970م وتولى مهنة القضاء حتى سنة 1977م ثم التحق بالمحاماة.
    ـ التقى مع راشد الغنوشي سنة 1969م وتعاهدا على العمل والدعوة للإسلام، وتأثر الاثنان بفكر سيد قطب ـ رحمه الله.
    ـ وخلال تعرض الحركة (*) للمحنة في عهد ابن علي (خليفة بورقيبة) في 1412هـ ـ 1992م انشق عن الحركة وشكل جماعة جديدة.

    أحداث وتطورات الحركة:
    · منذ أن أعلن بورقيبة سنة 1945م ـ قبل إعلان الاستقلال بسنتين أنه ينوي إقامة حكم لا ديني في البلد، قرر بورقيبة وحزبه ـ فعلاً ـ تجريد البلد من كل مقوماته الإسلامية.. ففي سنة 1957م أعلنت قوانين الأحوال الشخصية التي تقطع علاقتها بالشريعة الإسلامية (*) في مجال الأسرة. وفي سنة 1958م ألغيت الأوقاف العامة، و1959م منع التعليم الديني و1960م شن بورقيبة حرباً ضد الصيام و1962م ألغي التقويم الهجري، و1965م ـ فتح أول ناد للعراة، و1968م بدأت تعرية المرأة المسلمة من لباسها الإسلامي. و1969م بدأت حملة لغلق المساجد، و1974م بدأ بورقيبة بإلقاء محاضرات ضد القيم الإسلامية، وتهجم على القرآن الكريم والسنة النبوية، والآداب الشرعية والعادات الإسلامية.

    ـ وكان من نتيجة هذه الأحداث تحرك بعض الغيورين على الإسلام، ومنهم الشيخ راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو للوقوف ضد هذه الهجمة الشرسة وتأسيس حركة الاتجاه الإسلامي سنة 1969م.

    ـ وبارك الله في الدعوة الإسلامية فانضم إليها الشباب من الجنسين وطلاب الجامعات، وبرزت ملامح الإسلام عليهم، من إطلاق اللحى إلى الزي الشرعي وغير ذلك.

    · أهداف الاتجاه الإسلامي بتونس:
    · بعث الشخصية الإسلامية لتونس حتى تستعيد مهمتها كقاعدة كبرى للحضارة الإسلامية بأفريقيا، ووضع حد لحالة التبعية والاغتراب والضلال.

    · تجديد (*) الفكر الإسلامي على ضوء أصول الإسلام الثابتة ومقتضيات الحياة المتطورة وتنقيته من رواسب عصور الانحطاط وآثار التغريب.

    · استعادة الجماهير حقها المشروع في تقرير مصيرها بعيداً عن كل وصاية داخلية أو هيمنة خارجية.

    · إعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية وتوزيع الثروة بالبلاد توزيعاً عادلاً على ضوء المبدأ الإسلامي "الرجل وبلاؤه، والرجل وحاجته" أي "من حق كل فرد أن يتمتع بثمار جهده في حدود مصلحة الجماعة وأن يحصل على حاجته في كل الأحوال" حتى تتمكن الجماهير من حقها الشرعي المسلوب في العيش الكريم بعيدًا عن كل ضروب الاستغلال والدوران في فلك القوى الاقتصادية الدولية.

    · المساهمة في بعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام على المستوى المحلي والمغربي والعربي والعالمي وحتى يتم إنقاذ شعوبنا والبشرية جمعاء مما تردت فيه من ضياع نفسي وحيف اجتماعي وتسلط دولي.

    وتتخذ الحركة الوسائل التالية لتحقيق هذه المهام:
    · إعادة الحياة إلى المسجد كمركز لتعبد والتعبئة الجماهيرية الشاملة أسوة بالمسجد في العهد النبوي وامتداداً لما كان يقوم به الجامع الأعظم، جامع الزيتونة، من صيانة للشخصية الإسلامية ودعماً لمكانة البلاد كمركز عالمي للإشعاع الحضاري.

    · تنشيط الحركة الفكرية والثقافية، ومن ذلك: إقامة الندوات وتشجيع حركة التأليف والنشر، وتأصيل وبلورة المفاهيم والقيم الإسلامية في مجالات الأدب والثقافة عامة وتشجيع البحث العلمي ودعم الطلاب، واللباس الشرعي للفتيات.

    ـ هذا الوضع أثار صحيفة اللوموند الفرنسية فكتبت صفحة كاملة سنة 1974م تحذر بورقيبة من ظاهرة الصحوة الإسلامية، وخطرها على التقدم والمدنية في تونس.

    ـ في نفس السنة شنَّت جرائد الحزب الحاكم حملة شعواء على الإسلاميين وسخرت منهم. ثم انتقلت إلى التهديد والوعيد وما إن أعلن راشد الغنوشي عن تشكيل المكتب السياسي العلني الأول لحركة الاتجاه الإسلامي، وتقدم بطلب رسمي للترخيص القانوني بقيام الحزب حتى دخلت مجال العمل السياسي وبدأت الحرب ضدها.

    · سنة 1981م فتحت أبواب السجون لرجال الحركة (*) الإسلامية وصدرت أحكام بسجن ما يقرب من 200منهم بتهم ملفقة.

    · سنة 1984م أطلق سراح العاملين بحركة الاتجاه الإسلامي، وحرموا حقهم في الوظيفة ومنعت صحفهم الإسلامية ودروسهم المسجدية.

    · سنة 1986م أعلن بورقيبة أنه سيكرس العشر سنوات القادمة من حياته لمحاربة الاتجاه الإسلامي.

    · وفي سنة 1987م/ رجب 1407هـ أعيد رجال الحركة إلى السجون التونسية.

    ـ وفي نفس هذه السنة سقط بورقيبة ومات سياسياً على يد حركة الاتجاه الإسلامي.

    · وجاء ابن علي خليفة بورقيبة واستبشر المسلمون خيرًا، إلا أنه اتّبع سياسة بورقيبة بعد ذلك في محاربة حركة الاتجاه الإسلامي... ورجال الحركة حالياً 1417هـ بين سجين ومطارد.

    المبادئ والأفكار:
    · جاء في البيان التأسيسي لحركة الاتجاه الإسلامي أن الحركة تعمل على تحقيق المهام التالية:

    ـ الإعلام الملتزم حتى يكون بديلاً عن إعلام الميوعة والنفاق.

    ـ دعم التعريب في مجال التعليم والإدارة مع الاهتمام باللغات الأجنبية.

    ـ رفض العنف كأداة للتغيير وتركيز الصراع على أسس شورية تكون هي أسلوب الحسم في مجالات الفكر والثقافة والسياسة.

    ـ رفض مبدأ الانفراد بالسلطة الأحادية (Unipartisme) لما يتضمنه من إعدام لإرادة الإنسان وتعطيل لطاقات الشعب ودفع البلاد في طريق العنف، مع إقرار حق كل القوى الشعبية في ممارسة حرية التعبير والتجمع وسائر الحقوق الشرعية، والتعاون في ذلك مع كل القوى الوطنية.

    ـ بلورة مفاهيم الإسلام الاجتماعية في صيغ معاصرة وتحليل الواقع الاقتصادي التونسي حتى يتم تحديد مظاهر الحيف وأسبابه، والوصول إلى بلورة الحلول البديلة.

    ـ الانحياز إلى صفوف المستضعفين من العمال والفلاحين وسائر المحرومين في صراعهم مع المستكبرين والمترفين.

    ـ دعم العمل النقابي بما يضمن استقلاله وقدرته على تحقيق التحرر الوطني بجميع أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية.

    ـ اعتماد التصور الشمولي للإسلام، والتزام العمل السياسي بعيدًا عن اللادينية والانتهازية.

    ـ تحرير الضمير المسلم من الانهزام الحضاري إزاء الغرب.

    ـ بلورة وتجسيم الصورة المعاصرة لنظام الحكم الإسلامي بما يضمن طرح القضايا الوطنية في إطارها التاريخي والعقائدي والموضوعي مغربياً وعربياً وإسلامياً وضمن عالم المستضعفين عامة.

    ـ توثيق علاقات الأخوة والتعاون مع المسلمين كافة: في تونس وعلى صعيد المغرب والعالم الإسلامي كله.

    ـ دعم ومناصرة حركات التحرر في العالم.

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    ـ حركة (*) الاتجاه الإسلامي قامت على منهج (*) حركة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي.

    ( ولهذا فيلحقها ما يلحق أصلها من مؤاخذات ) .

    ـ كما تأثرت الحركة بمنهج المدرسة العقلية (المعتزلة ـ أهل الكلام) في التاريخ الإسلامي ؛ كما يظهر ذلك جليًا في كتابات مؤسسها .

    الانتشار ومواقع النفوذ:
    · انتشر فكر الحركة (*) في تونس بشكل خاص وأعلنت الحركة عام 1985م عن مكتبها التنفيذي الثالث برئاسة الأستاذ راشد الغنوشي والأستاذ عبد الفتاح مورو أميناً عاماً، وعضوية السادة حمادي الجبالي والحبيب اللور والحبيب السويسي واعتُرف بالحركة رسمياً عندما استقبلهم الوزير الأول محمد المزالي في قصر الحكومة، واعترفت كل الأطراف بالوجود السياسي الفعلي لحركة الاتجاه الإسلامي واضطرت للتعامل معها. وكانت جريدة الرأي وسيلة النشر لمؤلفات بعض مفكري الحركة مثل الدكتور عبد المجيد النجار ومحسن الميلي وعندما تولى ابن علي السلطة أفرج عن رموز الحركة في البداية واضطر قادتها في 8 فبراير 1989م أن يتقدموا بطلب تأشيرة للسماح للحركة بمزاولة نشاطها تحت اسم جديد هو "حزب النهضة" تمشياً مع قانون الأحزاب ولكن سرعان ما غيرت السلطة موقفها وقلبت لهم ظهر المجنَّ، وسارعت إلى القبض على الكثير من شباب الحزب وأودعتهم السجون واضطر الكثيرون من رموز الحركة إلى الفرار بدينهم إلى خارج البلاد بعد مصادرة نشاطها.

    ويتضح مما سبق:
    أن حركة الاتجاه الإسلامي بتونس هي حركة إسلامية تتبنى كثيراً من المفاهيم الفكرية لحركة الإخوان المسلمين، وهدفها القضاء على المد العلماني، وبعث الشخصية الإسلامية وتجديد (*) الفكر الإسلامي ، وإعادة بناء الحياة الاقتصادية على أسس إنسانية، وبعث الكيان السياسي والحضاري للإسلام داخل البلاد وخارجها في ظل إعلام إسلامي ملتزم، ورفض كامل للعنف كأداة للتغيير، وتكريس السلطة الإسلامية الشورية الجماعية والانحياز إلى صفوف المستضعفين من العمال والفلاحين. ويلحقها ما يلحق جماعة الإخوان من مؤاخذات ؛ إضافة إلى الانحراف بالجماعة نحو الفكر العصراني المتميع والمخالف للنصوص الشرعية استجابة للواقع المنحرف .

    ------------------------------
    مراجع للتوسع:
    ـ تدرجات راشد الغنوشي ، سليمان الخراشي ، بحث منشور في موقع ( صيد الفوائد ) .
    ـ معلومات عن حركة الاتجاه الإسلامي بتونس ـ (نشرة موسعة باللغة العربية عن الحركة).
    ـ تصريحات ومقابلات كل من الشيخ راشد الغنوشي والشيخ عبد الفتاح مورو ـ في كل من:
    ـ مجلة المجتمع الكويتية في 15/1/1985م ـ 4/10/1981م.
    ـ مجلة الإصلاح العدد 113 و114 في 1/6/1981م.
    ـ مجلة الغرباء رمضان 1407هـ آيار 1987م.
    ـ مجلة البلاغ في 12/9/1984 و23/8/1981م.
    ـ البيان التأسيسي للحركة في 6/6/1981م.
    ـ حركة الاتجاه الإسلامي في تونس ـ راشد الغنوشي ـ نشر دار القلم ـ الكويت 1409هـ/1989م.

  2. #17

    افتراضي


    حزب السلامة الوطني(الرفاه الإسلامي)

    التعريف:
    حزب السلامة حزب (*) إسلامي تركي يعمل على إعادة بناء الحياة وصياغتها من جديد على أساس مبادئ الإسلام، وقد اختار الطريق السياسي وسيلة لتحقيق أفكاره على أرض الواقع، واضعاً كل طاقاته للوقوف أمام التيار العلماني الذي سيطر على تركيا إثر زوال الدولة العثمانية. وقد غير اسم الحزب حديثاًًً إلى حزب الرفاه الإسلامي.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · المؤسس نجم الدين أربكان: المولود عام 1926م بمدينة سينوب على البحر الأسود، يرجع بنسبه إلى أسرة عريقة، تخرج من كلية الهندسة باستانبول عام 1948م وأوفد إلى ألمانيا لينال الدكتوراه عام 1953م من جامعة آخن في المحركات والترموديناميك.

    ـ كان متفوقًا على جميع أقرانه خلال مراحل الدراسة المختلفة.

    ـ يذكر ملف الجامعة التكنيكية بألمانيا عنه: "أنه كان أثناء دراسته يكثر من شيئين: الصلاة وعمل المشروعات".

    ـ احتل عدداً من المناصب الجامعية العليا في بلده، ونشر عدداً من الأبحاث العلمية المختلفة والتي تدور حول المحركات والآليات.

    ـ أول انعطاف سياسي له كان في عام 1968م عندما صار عضواً في مجلس إدارة اتحاد غرف التجارة والصناعة التركي.

    ـ في انتخابات عام 1969م رشح أربكان نفسه مستقلاً عن قونية، وقد فاز بمعظم أصواتها وذلك بمؤازرة عشرة آلاف شاب من خريجي المعاهد الدينية.

    ـ عقد نجم الدين عدة مشاورات مع الشخصيات الإسلامية البارزة، وبعدها شكَّل مع مجموعة من أصدقائه (حزب النظام الوطني) في 26 يناير 1971م الذي اتخذ رمزاً له قبضة يد منطلقة في الهواء وإصبع الشهادة موجهاً نحو الأمام.

    ـ في أبريل 1971م اصطنعت له بعض التهم حيث قدُِّم للمحكمة التي أصدرت أمراً بإلغاء حزبه الذي لم يستمر سوى (16) شهراً، مع مصادرة ممتلكاته ومنع شخصياته من العمل من خلال أي حزب سياسي آخر، ومنعهم من تأسيس أي حزب جديد كما أنه لا يجوز لهم ترشيح أنفسهم ولو كانوا مستقلين.

    ـ ازدادت موجة العنف والاضطراب في تركيا من أوائل 1971م وقد أيقنت الحكومة حينها أن عودة الإسلاميين إلى الساحة قد يوازن الأمور.

    ـ لم يكن بإمكان أربكان أن يتقدم للحصول على ترخيص للحزب الجديد حيث تقدم عنه كل من:
    1 ـ عبد الكريم دوغر: مدير شركة الآزوت، والذي صار فيما بعد وزيرًا للتكنولوجيا.
    2 ـ طورهان أكيول: وهو من رجال الاقتصاد.

    ـ تمَّ تأسيس حزب السلامة فعلاً وبترخيص حكومي في 11/10/1972م.

    ـ إثر انتخابات 14/10/1973م شكَّل حزب(*) السلامة مع حزب الشعب ائتلافاً وزاريًّا أحرز فيه أربكان منصب نائب رئيس الوزراء كما نال الحزب سبع وزارات هي وزارات الدولة والداخلية والعدل والتجارة والجمارك والزراعة والتموين والصناعة.

    ـ سقطت هذه الوزارة بعد تسعة أشهر ونصف.

    ـ انضم حزب السلامة إلى حزب الحركة وحزب العدالة لتشكيل الائتلاف الوزاري الجديد في 1/8/1977م.

    ـ في 5/12/1978م طالب المدعي العام التركي فصل أربكان عن حزبه بدعوى أنه يستغل الدين في السياسة وهو أمر مخالف لمبادئ أتاتورك العلمانية.

    ـ في 12/9/1980م قاد الجنرال كنعان ايفرين انقلاباً تسلم الجيش بموجبه زمام الأمور في البلاد.

    ـ اعتقل نجم الدين مع 33 من قادة حزبه ورجالاته البارزين، وحدد يوم 24/4/1981م موعداً لمحكمة عسكرية.

    ـ في الأشهر الأولى من عام 1985م خرج أربكان من السجن ووضع تحت الإقامة الجبرية التي استمرت حتى أواخر العام ذاته، وقد حضر إلى مكة معتمرًا مع بداية عام 1986م، وقد عاود نشاطه من جديد من خلال حزبه الجديد المسمى بحزب الرفاء.

    ـ في أوائل عام 1996م استطاع الحزب اكتساح منافسيه في الانتخابات التشريعية في البلاد وبذلك تولى البروفيسور نجم الدين أربكان رئاسة الوزارة للمرة الثانية.

    · حسن أقصاي: من كبار رجال حزب السلامة، وقد شغل منصب وزير الشؤون الدينية.

    الأفكار والمعتقدات:
    · لا يوجد ثمة خلاف بين أفكار حزب النظام الوطني وأفكار حزب السلامة ذلك لأن تغيير الاسم لم يكن غير أمر شكلي.

    · ترتكز أهداف حزب السلامة على خمسة مبادئ:
    ـ السلام والأمن في الداخل.
    ـ امتزاج الأمة بالدولة.
    ـ تركيا الكبيرة من جديد.
    ـ النهضة الأخلاقية.
    ـ النهضة المادية.

    · في 26/4/1980م ألقى نجم الدين أربكان خطاباً أمام البرلمان التركي دعا فيه إلى:
    ـ أمم متحدة للأقطار الإسلامية.
    ـ سوق إسلامية مشتركة.
    ـ إنشاء عملة إسلامية واحدة (الدينار الإسلامي).
    ـ إنشاء قوة عسكرية تدافع عن العالم الإسلامي.
    ـ إنشاء مؤسسات ثقافية تبني الوحدة الثقافية والفكرية على أساس المبادئ الإسلامية.

    · من آراء وأفكار الحزب الأخرى:
    ـ ضرورة عودة المؤسسات المهمة التي تكرس العقيدة الإسلامية.
    ـ العمل على إرجاع الناس إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
    ـ الحكم وسيلة لمرضاة الله وخدمة للأمة.
    ـ إصلاح التعليم ليكون أداة موجهة إلى الأخلاق الفاضلة.
    ـ افتتاح المصانع في الأناضول واستيعاب الشباب للعمل فيها بدلاً من هجرتهم للعمل في أوروبا مما يفقدهم دينهم وأخلاقهم.
    ـ ضرورة مقاطعة السوق الأوروبية المشتركة.
    ـ إصلاح جهاز الإعلام ليخدم مصالح الأمة وينمي ثقافتها.
    ـ لابد من قيام التصنيع الثقيل وكذلك التصنيع الحربي.

    · أثناء مشاركة الحزب في الحكم رفع شعار "مصنع لكل ولاية" وقد وضع هذا الشعار موضع التنفيذ لكنه لم يمهل ليتم إنجازه الذي بدأ به ومن تصوراته:
    ـ فتح عدد كبير من المدارس للأئمة والخطباء.
    ـ تدريس مادة الأخلاق (*) في المدارس واعتبارها مادة إجبارية.
    ـ السماح للأتراك بالسفر برًّا إلى الحج.
    ـ العفو السياسي والذي يشمل الإسلاميين.
    ـ الدعوة إلى إلغاء الربا بكل أشكاله.
    ـ الدعوة إلى عودة الكتابة بالحروف العربية وإقصاء الكتابة بالحرف اللاتيني.
    ـ بناء المساجد في المدن والقرى وتشكيل إدارة قوية للأوقاف الإسلامية.

    ـ مناصرة القضية الفلسطينية واعتبارها قضية إسلامية، وقد ظهر ذلك في:
    1 ـ الوقوف ضد التوجه الإسرائيلي في الحكومة التركية.
    2 ـ المطالبة بقطع علاقات تركيا مع إسرائيل إثر إطلاق دعوتها إلى نقل العاصمة إلى القدس.
    3 ـ الفوز بالاقتراع على حجب الثقة عن وزير الخارجية التركي خير الدين أركمان وإقالة هذا الوزير من منصبه بسبب ولائه الشديد للغرب ولإسرائيل.
    4 ـ مؤتمر قونية الإسلامي الذي خرج فيه مائة ألف مسلم يوم 6/9/1980م وهم يرددون شعارات إسلامية يطالبون فيها بتطهير القدس من اليهود ويطالبون بفتح باب الجهاد (*) من أجل تحريرها.
    5 ـ فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في تركيا.
    6 ـ الإشادة بالمواقف المشرفة التي وقفها السلطان عبد الحميد من القضية الفلسطينية.
    ـ تنمية شعور الاعتزاز بالانتماء إلى أمة الإسلام.
    ـ التأكيد على أن (اليمين واليسار والوسط) إنما هي أوجه مختلفة لعملة علمانية واحدة تقف على قدم واحدة أمام التيار الإسلامي، وترسيخ فكرة أن حزب (*) العدالة ليس بأقل شرًّا ولا أهون خطباً من حزب الشعب في موقفهما المعادي للإسلام.

    · قال أربكان مرة: "إنهم قد اتهمونا بالرجعية والتخلف، لكنهم يخجلون إذا علموا أن نواب حزب السلامة في البرلمان وهم خمسون نائباً يشكلون 95% من مثقفي المجلس".

    · تصدى الحزب للماسونية وطلب إعادة النظر في محافلها وعمل على الكشف عن حقيقتها المعادية للدين (*) والوطن.

    · في الفترة التي شارك فيها الحزب في السلطة تدخلت القوات التركية وأحرزت نصراً عسكريًّا مؤزراً في قبرص.

    · دعا الحزب إلى العمل من أجل تغيير الدستور التركي الكمالي.

    · في يناير 1975م استصدر الحزب من البرلمان قانوناً يجيز لبني عثمان العودة إلى ديارهم بعد أن طردوا منها منذ صدور قرار 3/3/1924م عقب استيلاء أتاتورك على الحكم.

    · هناك صحيفتان تعبران عن وجهة نظر الحزب (*) هما: مللي جازيت وبني دور.

    · يؤخذ على الحزب أنه يعنى بالتجميع والكثرة العددية على حساب الاهتمام بنشر التوحيد الخالص والعقيدة السلفية ، التربية والعمل الهادئ.

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    · أفكارهم ومعتقداتهم سنية في جوهرها ومستمدة في كثير منها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    · استفاد حزب السلامة من الشعور الديني المتنامي الذي هيأته جماعة النور وعملت على ترسيخه والمحافظة عليه في تركيا وذلك على الرغم من أن أنصار النور لم يلتحقوا جميعاً بالحزب الجديد.

    · يعد حزب السلامة امتداداً لحزب النظام الوطني، وحزب الرفاه الحالي امتداداً لهما جميعاً.

    · إن الأراضي التركية هي مسرح هذا الحزب(*) الإسلامي الذي يسعى إلى إيقاظ الروح الإسلامية والمحافظة على التراث الإسلامي فيها بعد أن كادت هذه الجذوة أن تنطفئ بسبب التغريب والعلمنة.

    · لقد زاد عدد المدارس الإسلامية بسبب حزب السلامة ليصل إلى 2800 مدرسة لتحفيظ القرآن، وبلغ عدد مدارس الأئمة والخطباء 172مدرسة، وأربعة معاهد عليا يدرس بها 24ألف طالب فضلاً عن 5000 مدرس لتدريس مادة الأخلاق (*) والتي هي في جوهرها مادة الدين (*) في تركيا.

    ويتضح مما سبق:
    أن حزب السلامة الوطني أو ما يعرف الآن بحزب الرفاه، رغم أنه لا يحمل لافتة أو تسمية إسلامية، بسبب أنظمة تركيا العلمانية، التي لا تسمح بالترخيص لأي حزب أو جماعة دينية، إلا أنه يتبنى أيديولوجية (*) إسلامية تقوم على الإيمان بالله والاهتمام بالأخلاق والاعتزاز بحضارة الإسلام والعودة بتركيا إلى تراثها الإسلامي. ( مع التنبه إلى المؤاخذات التي سبقت الإشارة لها ) .

    -------------------------------
    مراجع للتوسع:
    ـ العلمانية وآثارها على الأوضاع الإسلامية في تركيا، عبد الكريم مشهداني، منشورات المكتبة الدولية بالرياض، مكتب الخافقين بدمشق، ط1، 1403هـ/ 1983م.
    ـ الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا، مصطفى محمد، ألمانيا الغربية، ط1، 1404هـ/1984م.
    ـ الموسوعة الإسلامية "جزءان"، فتحي يكن، دار البشير، عمان، ط1، 1403هـ/1984م.
    ـ مجلة الشهاب البيروتية، العدد الخامس، السنة التاسعة، 1974م.
    ـ مجلة الشهاب البيروتية، العدد السادس، السنة التاسعة، 1975م.
    ـ مجلة المجتمع الكويتية، العدد 296، السنة السابعة، أبريل 1976م.
    ـ صحيفة الميثاق المغربية، العدد 291، ربيع الثاني، 1399هـ.
    ـ مجلة القبس الكويتية، 12 أبريل 1977م، وهي تنقل عن صحيفة انجلس تايمز.

  3. #18

    افتراضي


    الحزب الإسلامي الكردستاني

    التعريف:
    الحزب الإسلامي الكردستاني: حزب (*) سياسي إسلامي يهدف إلى تكوين دولة إسلامية في منطقة كردستان، ورفع الظلم والتمزق الواقع على الأكراد خاصة ومحاربة المخططات الاستعمارية تجاههم.

    نظرة جغرافية وتاريخية:
    · تقع كردستان (أرض الأكراد) في كل من تركيا وإيران والعراق وسورية والاتحاد السوفيتي السابق. وتبلغ مساحتها نصف مليون كيلومتر مربع تقريباً. وعدد سكانها 40 مليون نسمة يدين أكثرهم بالإسلام ـ وهم سنَّة ـ وتوجد أقليات كردية في كل من باكستان وأفغانستان والسودان.

    · تمتاز كردستان بثروتها النفطية والمعدينة والحيوانية والمائية، إذ يمر فيها أنهار دجلة والفرات وآراس والخابور.

    · يتكلم الأكراد اللغة الكردية التي تنتمي إلى مجموعة اللغات الإيرانية، التي تمثل فرعاً من أسرة اللغات الهندية وأوربية التي تضم: الكردية والفارسية والبشتو والطاجيكية. وتكتب اللغة الكردية في إيران والعراق بالحرف العربي، وفي تركيا وسورية بالحرف اللايتني، وفي الدولة التي تسلل إليها الاتحاد السوفيتي بالحرف الروسي.

    · تعد كردستان مهد البشرية (في الجودي، بعد الطوفان) وفي القرن السادس قبل الميلاد سقطت مملكة ميديا الكردية على أيدي الفرس الأحمينيين.

    · وفي عام 18 من الهجرة النبوية دخل الإسلام إلى كردستان على يد عياض بن غنم ـ رضي الله عنه ـ واستمر الأكراد منذ ذلك التاريخ حماة الإسلام وحملته، فكان منهم صلاح الدين الأيوبي هازم الصليبيين.. ومنهم العلماء والمصلحون أمثال ابن تيمية وابن حجر وابن الصلاح وغيرهم كثير.

    · قسمت كردستان بعد الحرب العالمية الأولى ووزعت على العراق وسورية وتركيا وإيران وروسيا.

    · اتبعت الدول المذكورة فيهم سياسة التتريك والتغريب والتفريس مع محاولة القضاء على إسلامهم وشجاعتهم، بإثارة النزعات القبلية ونشر الأفكار الماركسية والعلمانية فيهم.. ولم يخضع الأكراد لهم فقامت ثورات لم تنطفئ شعلتها حتى يومنا هذا وأهم هذه الثورات:

    ـ في تركيا:
    1 ـ ثورة الشيخ سعيد بيران سنة 1925م.
    2 ـ ثورة الجنرال إحسان نوري باشا سنة 1927 ـ 1930م.
    3 ـ ثورة وبرسم سنة 1937م.

    ـ وفي إيران:
    ـ ثورة قاضي محمد وجمهورية مهاباد الكردية سنة 1945م.

    ـ وفي العراق:
    1 ـ ثورة الشيخ محمود الحفيد سنة 1920 ـ 1930م.
    2 ـ ثورة الشيخ أحمد البرزاني سنة 1931م.
    3 ـ ثورة الملا مصطفى البرزاني سنة 1935 و 1943م.
    وانتهت ثورة البرزانيين سنة 1975م بعد اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    اجتمع بعض الإسلاميين الأكراد، في موسم الحج بتاريخ 11/12/1400هـ في مكة المكرمة، وتباحثوا في قضية شعبهم الكردي المسلم، وما أصابهم من تمزق ودمار وهلاك على يد السلطات في البلاد الموزعين فيها.. ومحاولة القضاء عليهم بكافة السبل وبمختلف الحجج الواهية.

    وتبع ذلك قيام حركات وطنية وقومية غلب على كثير منها طابع العلمانية الاشتراكية، فكانت في حال عداء للإسلام. وقد أدى هذا إلى تشويه سمعة الأكراد في النصف الثاني من هذا القرن، من خلال ما كانت تطرحه الأحزاب (*) من إلحاد (*) ومخالفات للدين (*) واستخفاف به أو إهمال له. وكان من المحزن أن يضطر كثير من المتدينين إلى الالتحاق بتلك الأحزاب بسبب عدم وجود البديل الإسلامي الكردي.

    وقد وجد المجتمعون الحاجة ماسة إلى إقامة حزب (*) إسلامي في كردستان يشعر بآلام الشعب الكردي المسلم، ويحل عقده ويحمل عنه بعض همومه ومشاكله، ويطلق طاقاته نحو بناء الدولة المسلمة التي تحمل شعار الإسلام ديناً ودولة، وتطبق الإسلام في جميع مجالات الحياة.. وقرر المجتمعون تأسيس هذا الحزب الذي أطلقوا عليه "بارتيا إسلامياً كردستاني" (الحزب الإسلامي الكردستاني).

    وعقب هذا الاجتماع عقد أربع مؤتمرات عامة للحزب خارج كردستان، وفي المؤتمر الأخير منها قررت المبادئ الأساسية لفكر الحزب وحركته، كما تقرَّر النظام الداخلي، الذي اعتمد فتح مكاتب للحزب في أوروبا وأمريكا الشمالية.

    وتم إصدار مجلة جودي الناطقة باسم الحزب باللغات العربية والتركية والكردية. و"جودي هو الجبل الذي رست عليه سفينة نوح ـ عليه السلام ـ وموطنه كردستان، وهو يعد مهد البشرية الثاني بعد الطوفان حيث انطلقت البشرية من سفوحه لتعمر شتى بقاع الأرض.

    · ومن أبرز شخصيات الحزب، كما وردت في كتب صدرت عن القضية الكردية عربية وأجنبية، هي:
    ـ الدكتور مظفر من العراق.
    ـ الدكتور صالح كابوري من سوريا.
    ـ أسروان من الولايات المتحدة الأمريكية.
    ـ م. الكردي من السودان.
    ـ م. كزب شوتي من تركيا.

    الأفكار والمعتقدات:
    · الشعب الكردي المسلم جزء من الأمة الإسلامية الواحدة، وكردستان المسلمة جزء من دار الإسلام الكبرى، وهي وطن الشعب الكردي تاريخيًّا وجغرافياً، وتشمل تلك الأرض التي يكوِّن الكرد غالبية سكانها.

    · الشعب بيده السلطات: الاجتهادية والتنفيذية والقضائية. ومصدر التشريع كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينوب عن الشعب في حمل سلطاته مجلس الشورى المنتخب من قبل الشعب.

    · الكليات التي تراها السلطات للمجتمع حفظاً وتكميلاً وتحسيناً هي: الدين (*) والعقل (*) والعرض والنفس والمال. والخصوصيات التي ترعاها للأفراد كل الحاجات المادية وبناء العلاقات بين أفراد المجتمع على الأخلاق الإسلامية الصحيحة.

    · الدعوة لنشر الإسلام لا تكون إلا بإقناع العقول وتأليف القلوب ولا إكراه في الدين، أما الجهاد (*) فهو القتال في سبيل الله لدفع الظالمين المتكبرين، والدفاع عن المظلومين المستضعفين مسلمين كانوا أو غير مسلمين.

    ( فالحزب يرى أن الجهاد للدفاع فقط ، وهذا غير صحيح ؛ بل الجهاد شُرع لنشر الإسلام وإزالة المعوقات التي تحول بينه وبين الناس ، ثم لا إكراه في الدين ) .

    · العلم حق عام، والعلم بأصول الدين فرض عين على المسلمين.

    · الحرية (*) حق عام. وهي مصونة في التفكير والتعبير والمعتقد، والتأليف والنشر وتأليف التجمعات النقابية والنسائية ما لم يتعارض شيء من ذلك مع الإسلام.

    · المرأة مثل الرجل تتساوى معه في الحقوق والواجبات وفي بناء المجتمع وتوجيهه. والتمييز القائم بينهما مفروض شرعاً بسبب التكوين الخلقي والوظيفة الاجتماعية.

    ( والصواب أن الإسلام لم يأت بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة ؛ بل لكل واحد طبيعته وما يصلح له ، فالإسلام دين العدل لا دين المساواة ؛ لأن مساواة المختلفين مما يُذم ولا يُمدح ) .

    · الأسرة الصالحة هي اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع السليم. وينبغي دعم الأسرة وتقوية الروابط بين أفرادها والتشجيع على النسل والزواج بتيسير أسبابه وتوفير مطالبه.

    · المسألة الاقتصادية تحل وفق تعاليم الإسلام.

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    · يرجح الحزب الإسلامي الكردستاني في أصوله الفكرية والعقائدية إلى الإسلام السني بوجه عام.

    · أما أصوله الحركية والدعوية فترجع إلى حركة الإخوان المسلمين. ( فيلحقه ما يلحقها من مؤاخذات ) .

    · وفي الفقه يتبع الحزب فقه الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ، الذي هو مذهب عامة الأكراد تقريباً.

    · والحزب الإسلامي الكردستاني ليس حزباً قوميًّا كما يوحي اسمه وإن كان هدفهم هو إنشاء دولة إسلامية كردية في منطقة كردستان، تحكِّم الإسلام في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    أماكن الانتشار:
    ينتشر الحزب الإسلامي الكردستاني في جميع مناطق كردستان في كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران.

    يتضح مما سبق:
    أن الحزب الإسلامي الكردستاني يدين بعقيدة سنية في مجملها، ويظهر هذا في مبادئ الحزب ونظامه الداخلي وتصريحات زعمائه في جميع المؤتمرات التي عقدها. وهو يهدف إلى إقامة دولةٍ إسلامية للجمع بين المسلمين في كردستان، ورفع الظلم عنهم، ومحاربة المخططات الاستعمارية تجاههم، والحزب جزء من الحركة الإسلامية العالمية التي تهدف إلى تحكيم شرع الله في شتى مجالات الحياة.

    ----------------------------
    مراجع للتوسع:
    ـ كردستان وطن وشعب بدون دولة: جواد الملا ـ لندن 1985م.
    ـ مجلة جودي الصادرة في أوروبا باللغتين العربية والتركية منذ عام 1400هـ والناطقة باسم الحزب الإسلامي الكردستاني.
    ـ مجلات وصحف تركية.
    ـ نشرات جمعية حقوق الإنسان الكردية ـ في لندن.
    ـ محاضر جلسات المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في كولونيا بألمانيا في 21/1/1990م لبحث القضية الكردية.
    ـ محاضر جلسات المؤتمر الإسلامي الأول الذي عقد في لندن عام 1989م، ومؤتمر بشاور عام 1411هـ.
    ـ نشرة: تعريف عام بالقضية الكردية وهي التي ألقاها الدكتور محمد صالح، أحد مؤسسي الحزب الإسلامي الكردستاني في المؤتمر السنوي الثالث عشر لرابطة الشباب المسلم العربي في 22/12/1990م في الولايات المتحدة الأمريكية.

    مراجع أجنبية:
    Lothar A. Heinrich Die Kurdische Nationalbewegung in der Turkei. 1989 Hambery.
    (وقد ألف هذا الكتاب وقدمهُ لإحدى الجمعيات الاستشراقية).

  4. #19

    افتراضي


    الجبهة الإسلامية القومية بالسودان

    التعريف:
    الجبهة (*) الإسلامية القومية: حركة إسلامية انبثقت من حركة (*) الإخوان المسلمين، واستقطبت بعض القوى الإسلامية في السودان لتكوين جبهة واحدة ضد الأحزاب (*) الأخرى، ثم بدأت تنحو منحاً بعيداً نسبيًّا عن منهج الإخوان المسلمين.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · مؤسس هذه الحركة هو الدكتور حسن عبد الله الترابي، من مواليد قرية ود الترابي بمقاطعة الجزيرة بالسودان 1932م. تلقى من والده علوم العربية والفقه، وأصول الأحكام وفقه المذاهب وعلوم القرآن والتفسير وقد حفظ القرآن ببضع قراءات.

    ـ عمل محاضراً ثم عميداً لكلية القانون بجامعة الخرطوم، ثم نائباً عاماً ثم وزيراً للعدل، وأخيراً رئيساً للبرلمان السوداني.

    ـ يتكلم ويكتب الإنجليزية والفرنسية ويقرأ الألمانية.

    ـ قاد الحركة الإسلامية في السودان منذ الستينات كمراقب عام للإخوان المسلمين.

    ـ اختير كأمين عام لجبهة الميثاق الإسلامي 1964م ـ 1969م والجبهة الإسلامية القومية 1985 ـ 1989م.

    ـ تعرض في مجال العالم الإسلامي للحبس التحفظي لفترات تجاوزت السبع سنوات.

    ـ نشرت له عدة مؤلفات في قضايا الدين والعبادة، والمرأة والمجتمع، والتجديد والدستور والحكم، وقضايا إسلامية وسياسية شتى.

    للدكتور الترابي عدد من الآراء والانحرافات التي خالف فيها أحكام الإسلام وكانت سبباً في كثير من النقد الموجه للدكتور الترابي خاصة، ولأفكار الجبهة بصفة عامة.

    تطور الحركة:
    يرى أنصار الجبهة أنها أخذت عدة مراحل أو عهود حتى ظهرت بالشكل التالي ويمكن تلخيص أهم هذه العهود كالتالي:

    · عهد التكوين: امتد هذا العهد منذ عام 1949م، وحتى عام 1955م، حيث تأسست رسميًّا بمؤتمر جامع عام 1954م، وكان كل اعتمادها على حركة الإخوان المسلمين بمصر في الثقافة والتنظيم والبناء الفردي والجماعي.

    · عهد الظهور الأول: ويمتد من عام 1956م حتى عام 1959م، وهو عهد ما بعد الاستقلال في السودان، وفي هذا العهد ظهرت الدعوة لأول مرة بالصحف والخطب، وبرز الدعاة، وكانت القضية الأولى التي شغلت الحركة في هذا العهد هي قضية الدستور الإسلامي.

    · عهد الكمون الأول: ويمتد من عام 1959م، وحتى 1964م. وهي فترة سلطة الفريق عبّود وزمرته العسكرية: وقد تخرجت في هذا العهد قيادات إسلامية كثيرة، ونشطت الحركة العمالية والنقابية.

    · عهد الخروج العام: 1964 ـ 1969م: وهو عهد ثورة أكتوبر وقد أصبحت فيه الحركة محوراً لولاء شعبي منظم لأول مرة، فأقامت جبهة الميثاق الإسلامي، مؤسَّسةً على منهاج مكتوب وضعته الجماعة، وجمعت حوله الجماعات الإسلامية والأفراد في حركة (*) سياسية موحدة، وجرت فيه أكبر الحملات السياسية، وهي حملة الدستور الإسلامي.

    وفي أواخر هذا العهد استفحلت الثنائية في الحركة الإسلامية بين التنظيم الأم الداخلي وبعض جبهاته الخارجية، إلا أن الحركة توحدت بعد ذلك وحسمت خلافاتها.

    · عهد المجاهدة والنمو: 1969 ـ 1977م: وهو عهد الشطر الأول من سلطة جعفر نميري ونظام مايو، الذي أجهض الديمقراطية، والقوى الوطنية والحركة الإسلامية بدافعٍ من الشيوعية والقوى القومية العربية، فتعرضت الحركة لابتلاءات شديدة واضطهادات واعتقالات وتصفيات وإعدامات. وفي ظروف الاعتقال أصَّلت الحركة عملها في مجال الاعتقاد ونشر الدعوة وقضية المرأة.

    · عهد المصالحة والتطور: 1977 ـ 1984م: وهو عهد مايو الأخير حيث بدأ نظام المصالحة الوطنية، وتصفية اتجاهات جعفر نميري اليسارية، وبدء الاتجاه إلى الإسلام. وفي هذا العهد بدأ الوعي بقضية الجنوب في السودان، وتوجهت عناصر من الحركة (*) لتأسيس (منظمة الدعوة الإسلامية) لتُعنى بنشر الإسلام في المناطق المسلمة في السودان من خلال الدعوة والخدمة الاجتماعية.

    وفي هذا العهد أيضاً نشط العمل النسوي، ودخلت المرأة بشكل كامل في الحركة الإسلامية.

    وفي آخر هذا العهد كان تطبيق الشريعة الإسلامية (*)، الذي أعلنه نميري وساعده الترابي فيه بقوة.

    · عهد النضج: 1984 ـ 1987م: وفي هذا العهد بلغت الحركة من الوعي بذاتها وبالواقع من حولها قدراً كبيراً، وتأسست في هذا العهد (الجبهة (*) الإسلامية القومية) بناء على القاعدة الشعبية التي تعبَّأت منذ بدء تطبيق الشريعة.

    الأفكار والمعتقدات:
    · حركة الجبهة الإسلامية القومية، حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات الأستاذ البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، ومالك بن نبي...إلخ.

    · من خصائص فكرة الدعوة في الجبهة نرى أنه:
    ـ فكر مرتبط بالهوية الإسلامية، والبعد عن الانتماء إلى الولاءات الأخرى.
    ـ فكر إحياء لمجد الإسلام، وذلك بإتمام الدين وإقامة جوانبه التي أُميتت أو ضعفت.

    · موقف الحركة من الحرية والسلطة كان موقفاً وسطاً، فقد رحبت بالنظام الديمقراطي التعددي على عِلاَّته.

    · وضعت استراتيجية استيعاب المجتمع، ومنافسة الأحزاب التقليدية ذات الولاء الجماهيري العريض. وفي هذا السبيل بدَّلت لوائح العضوية، فتجاوزت منهج الانتقاء الفردي، وأصبح متاحاً للناس أن يدخلوا في الجماعة أفواجاً لا أفراداً؛ فقد تدخل القبيلة والطائفة والفرقة كما يدخل الأفراد ولا يترتب عليهم في ذلك أدنى حرج، حتى لو دخلوا بما يحملون من ولاءات فرعية في الطرق الصوفية أو القبائل أو الأحزاب الفكرية والسياسية، إذا جعلوا الولاء الأعلى للجبهة الإسلامية.
    وبهذا تحاول الجبهة (*) الإحاطة بالمجتمع التقليدي في السودان وأن توحِّده كله في إطارها.

    ـ استفادت الجبهة الإسلامية القومية كثيراً من فكر التنظيم الأوروبي وتجاربه، فهو فكر إداري متقدم جدًّا ـ كما يقول الترابي ـ ولكنه ليس بديلاً للفكر الإسلامي.

    · سادت الحركة روحُ الاجتهاد (*) وعلت فيها الصيحة لتجديد الدين (*) مما أوقعها في عدد من الانحرافات .

    · تتجنب الحركة الجدال والمراء مع الاتجاهات الإسلامية الأخرى في المجتمع ، وذلك في سبيل تأليف الجبهة الإسلامية الواحدة.

    · المرأة لها دور فعال في الجبهة، وهي تقوم بأعمال كثيرة في مجال الدعوة والتنظيم والتعليم والجهاد، وعدد النساء يضاهي عدد الرجال في الحركة.

    · وضعت الجبهة برنامجاً ثقافيًّا لإعداد الداعية المسلم، ضم البرنامج تسع فقرات وهي:
    ـ علوم القرآن. ـ السنة النبوية. ـ السيرة النبوية.
    ـ العقيدة. ـ الفقه. ـ أصول الفقه.
    ـ التاريخ الإسلامي. ـ دراسات سودانية. ـ اللغة العربية.
    ووزعت البرنامج على ثلاث مستويات متدرجة في أخذ البرنامج والاستفادة منه.

    الانتشار ومواقع النفوذ:
    انتشرت الحركة (*) بشكل واسع في السودان، ولها اتصالات وثيقة بحركة الاتجاه الإسلامي بتونس بشكل خاص، وقد ساندت الحركة الانقلاب العسكري الذي أتى بحكومة الفريق البشير إلى السلطة وهي الآن ساعدُ النظام الأيمن.

    يتضح مما سبق:
    أن الجبهة الإسلامية القومية في السودان، هي جبهة واحدة انبثقت من حركة الإخوان المسلمين، ولكنها الآن تعتبر تنظيماً مستقلاً عنها. فهي جبهة واحدة ضد كل الأحزاب تعمل لخدمة الإسلام باجتهادها الخاص. ومما يُؤسَف له أنها وقفت إلى جانب العراق البعثي المعتدي في أزمة الخليج رغم مواقفه المعروفة ضد الإسلام ورغم تناقض اتجاهاته مع الاتجاه العقائدي للجبهة، لتناقض القومية العربية مع عالمية الإسلام. ويبدو أن فكر الجبهة قد اتجه أخيراً إلى اتخاذ الانقلاب العسكري وسيلةً لاستلام السلطة، وهذا التفكير يتعارض مع ما يذهب إليه بعض المفكرين الإسلاميين.

    --------------------------
    مراجع للتوسع:
    ـ انحرافات الترابي ، ( ملف منوع يحتوي على ردود العلماء والدعاة عليه ) ، إعداد : سليمان الخراشي ، منشور في موقع ( صيد الفوائد ) .
    ـ الحركة الإسلامية في السودان، د. حسن الترابي.
    ـ تجديد الفكر الإسلامي، د. حسن الترابي.
    ـ البرنامج الثقافي للجبهة الإسلامية القومية، إصدار الجبهة الإسلامية القومية.
    ـ الأصول الفكرية والعملية لوحدة العمل الإسلامي، إصدار الحركة الإسلامية بالسودان 1976م.
    ـ شرح نظام الأحكام القضائية الإسلامي السوداني، د. محمد شتا أبو سعد 1985م، مطبعة جامعة القاهرة.
    ـ حوار هادئ مع الترابي، الأمين الحاج.

  5. #20

    افتراضي


    حماس (حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين)

    التعريف:
    حماس حركة (*) إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في مدينة غزّة بفلسطين، ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض المحتلة. وكما جاء في ميثاق الحركة الذي أصدرته في 1 محرم 1409هـ 18/8/1988م، فإنها تعد جناحاً من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · أعلنت حماس في بيانها الأول الذي صدر يوم 14 كانون الأول ديسمبر 1987م بأنها الذراع الضارب لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المحتلة، وهددت العدو اليهودي بأنها ستقابله بعنف أشد كلما اشتد عنفه.. مؤكدة أن الإسلام هو الحل العملي لقضية فلسطين، وأنها ترفض إضاعة الجهد والوقت في الركض وراء الحلول السلمية والمؤتمرات الدولية الفارغة.

    · من أكبر ما قامت به حركة حماس، هو تفجيرها الانتفاضة الباسلة التي أطلق عليها ثورة الحجارة في 8 كانون الأول ديسمبر 1987م، وقدمت مئات الشهداء والسجناء ولا زالت تقدم...وتقول الحركة إنها لن توقف ثورتها حتى تحرر فلسطين من رجس اليهود.

    · ومن أبرز شخصياتها التي أعلنت حتى الآن:
    ـ الشيخ أحمد ياسين: وهو رجل مقعد ، ويعد المؤسس لحركة حماس وقائدها الأول، قبض عليه اليهود عام 1984م في غزة لوجود أسلحة في منزله كانت معدة للمواجهة العسكرية مع الصهاينة وحكم عليه بالسجن عدة سنوات. ثم اغتاله اليهود أخيرًا - رحمه الله - .

    ـ الأستاذ خليل القوقا. أحد قادة حماس، وقد أبعدته سلطات الاحتلال اليهودي بعد الانتفاضة إلى خارج فلسطين المحتلة.

    الأفكار والمعتقدات:
    · إن أفكار ومعتقدات حركة (*) حماس تتمثل في ميثاقها الأول الذي أعلنته يوم 1 محرم 1409هـ/ 15/8/ 1988م. ويمكن أن نجملها فيما يلي:
    ـ حركة المقاومة الإسلامية: الإسلام منهجها (*)، منه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان وإليه تحتكم في كل تصرفاتها ومنه تستلهم ترشيد خطاها (المادة الأولى).
    ـ حركة المقاومة الإسلامية: حركة إنسانية، تلتزم بسماحة الإسلام، وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً. آمنين على أنفسهم وأموالهم وحقوقهم.
    ـ إن أرض فلسطين وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية ولا يملك ذلك ملك أو رئيس أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية.
    ـ جهاد اليهود في فلسطين فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وتخرج المرأة للقتال بغير إذن زوجها.. ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد (*).
    ـ معارضة المبادرات وما يسمى بالحلول السلمية للقضية الفلسطينية فهي مضيعة للوقت، وعبث لا طائل منه.
    ـ للمرأة المسلمة دور في معركة التحرير لا يقل عن الرجل، فهي مصنع الرجال ومربية الأجيال على القيم والمفاهيم الأخلاقية المستمدة من الإسلام.
    ـ احترام الرأي الآخر في الحركات الإسلامية الأخرى ما دامت تصرفاتها في حدود الدائرة الإسلامية.

    · وهذا الميثاق يتكون من 36 مادة من أهمها اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية من أقرب المقربين إلى حركة المقاومة الإسلامية ولكنها لا توافقها في تبنيها للفكرة العلمانية.

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    أعلنت حماس في ميثاقها (المادة الثانية): أنها جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، فجذورها الفكرية والعقائدية تمتد ضمن التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة . ( ويلحقها ما يلحق جماعة الإخوان من مؤاخذات ) .

    ويتضح مما سبق:
    أن حركة حماس (*) إسلامية جهادية فلسطينية، نشأت في غزة بفلسطين ثم انتشرت في كافة أرجاء الأرض المحتلة، وقائدها الأول هو الشيخ أحمد ياسين ر رحمه الله - ، وتتخذ الحركة من الإسلام منهجاً لها. وهي حركة إنسانية تلتزم بسماحة الإسلام وترى أنه في ظل الإسلام يمكن أن يتعايش أتباع الديانات جميعاً. كما أن أرض فلسطين تعتبر أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة ولا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، فلا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، وجهاد (*) اليهود في فلسطين هو فرض علين على كل مسلم ومسلمة.

    ----------------------------
    مراجع للتوسع:
    ـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين. لأحمد عز الدين، دار التوزيع والنشر الإسلامية ـ القاهرة.
    ـ ميثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
    ـ بيانات الحركة التي تصدر تباعاً.
    ـ مجلة الدعوة السعودية (13/10/1409هـ).
    ـ مجلة المجتمع الكويتية التي نشرت عدة مقابلات مع قادة (حماس) المبعدين عن فلسطين المحتلة.
    ـ حماس حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، للدكتور عبد الله عزام ـ دار الهدى.

  6. #21

    افتراضي


    الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر

    التعريف:
    هذه الجبهة (*) حركة إسلامية سلفية (*) في جوهرها، تنادي بالعودة على الإسلام، باعتباره السبيل الوحيد للإصلاح والقادر على إنقاذ الجزائر مما تعانيه من أزمات اجتماعية، واقتصادية، واستعمار (*) فكري وثقافي، والمؤهل للحفاظ على شخصية الشعب الجزائري المسلم بعد احتلال دام 132 سنة وترك انعكاسات حضارية عميقة لفّت البلاد كلها بظاهرة التغريب والفَرْنَسة، الأمر الذي حفز ثلة من العلماء آلمهم تردِّي الأحوال إلى التحرك لإثارة الضمير الجزائري والاتجاه إلى الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · قبل إعلان تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر في عام 1989م كانت هناك أنشطة دعوية وأحداث وتجمعات إسلامية عُدَّتْ إرهاصات لقيام جبهة الإنقاذ:

    ـ في نهاية السبعينات بدأ الظهور العلني لشباب الإسلام في الجامعات الجزائرية وغيرها وتقاسم العمل الإسلامي المنظم في مدة ما قبل 1988م ثلاث جماعات وهي: جماعة الإخوان الدوليين بقيادة الشيخ محفوظ نحناح وجماعة الإخوان المحليين بقيادة الشيخ عبد الله جاب الله، وجماعة الطلبة أو جماعة مسجد الجامعة المركزي أو أتباع مالك بن نبي بقيادة الدكتور محمد بوجلخة ثم الشيخ محمد السعيد.

    ـ في 12 نوفمبر 1982م اجتمع مجموعة من العلماء منهم: الشيخ أحمد سحنون والشيخ عبد اللطيف سلطاني والدكتور عباسي مدني ووجهوا نداءً من 14 بنداً يطالب بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ويشجب تعيين نساء وعناصر مشبوهة في القضاء، ويدعو إلى اعتماد توجه إسلامي للاقتصاد، ويرفض الاختلاط في المؤسسات، ويدين الفساد، ويطالب بإطلاق سراح المعتقلين ويندد بوجود عملاء أعداء للدين في أجهزة الدولة.. إلخ (انظر فقرة الأفكار والمعتقدات).

    · الشيخ أحمد سحنون، أحد تلاميذ الإمام عبد الحميد بن باديس، وقد شارك في حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، ودعا بعد الاستقلال إلى تحكيم الإسلام؛ لأن الجزائر دولة إسلامية، وتولى تخريج مجموعات من الدعاة والعلماء. وبعد توقيعه على البيان الآنف الذكر. اعتقل ووضع رهن الإقامة الجبرية حتى عام 1984م.

    · ثم تم تأسيس (رابطة الدعوة) 1989م برئاسة الشيخ أحمد سحنون وذلك لأنه أكبر الأعضاء سناً حيث كان عمره 83 عاماً وكانت الرابطة مظلة للتيارات الإسلامية كلها، ومن بين أعضاء رابطة الدعوة: محفوظ نحناح، وعباسي مدني، وعبد الله جاب الله، وعلي بلحاج، ومحمد السعيد.

    ومن أبرز أهداف رابطة الدعوة ما يلي:
    ـ إصلاح العقيدة.
    ـ الدعوة إلى الأخلاق الإسلامية.
    ـ تحسين الاقتصاد المنهار في الجزائر.
    ـ النضال على مستوى الفكر.

    · دارت حوارات عديدة في (رابطة الدعوة) كان من نتيجتها بروز تيارات متعددة أهمها:
    ـ دعوة الشيخ الشاب علي بلحاج إلى تشكيل (الجبهة الإسلامية الموحدة) إلا أن الدكتور الشيخ عباسي مدني اقترح لها اسماً آخر هو (الجبهة الإسلامية للإنقاذ)، معللاً هذه التسمية: بأن الجبهة تعني المجابهة، والاتساع لآراء متعددة، وهذه الجبهة (إسلامية) لأنه هو السبيل الوحيد للإصلاح والتغيير (وإنقاذ) مأخوذ من الآية (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) [سورة آل عمران، الآية: 103).

    ـ بينما رفض الشيخ محمد السعيد تشكيل الجبهة ابتداء ثم التحق بها بعد الانتخابات البلدية.

    ـ ورفض محفوظ نحناح أيضاً فكرة الجبهة (الحزب) في البداية.. ثم أسس حركة المجتمع الإسلامي كما أسس عبد الله جاب الله حركة النهضة الإسلامية.

    · وتم الإعلان الرسمي عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مطلع عام 1989م، وذلك بمبادرة من عدد من الدعاة المستقلين من بينهم الدكتور عباسي مدني الذي أصبح رئيسًا للجبهة ونائبه الشيخ علي بلحاج.

    · الدكتور عباسي مدني: ولد سنة 1931م في سيدي عقبة جنوب شرقي الجزائر، ودرس في المدارس الفرنسية في صغره إبان الاستعمار الفرنسي، ثم في مدارس جمعية العلماء، وتخرج من كلية التربية، ثم انخرط في جهاد (*) المستعمر الفرنسي، واعتقل وقضى في السجن سبعة أعوام، وبعد الاستقلال وخروجه من السجن أرسلته الحكومة إلى لندن 1975 ـ 1978م ليحصل على الدكتوراه في التربية المقارنة. ثم عاد إلى الجزائر ليقوم بالتدريس في الجامعة، وقد شارك العلماء في النداء الذي وجهوه إلى الحكومة في 1982م، مطالبين بالإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلامية (*).. وشارك في الأحداث في العام نفسه فاعتقل وسجن.. وقد شكل مع بعض العلماء رابطة الدعوة، ثم الجبهة (*) الإسلامية للإنقاذ، بعد مظاهرات الخبز عام 1988م ـ كما أطلق عليها. وأخيراً اعتقل مرة أخرى هو وكثير من العلماء. ثم أطلق سراحه أخيرًا .

    · الشيخ علي بلحاج: ولد في تونس عام 1956م، ثم استشهد والداه في الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. درس العربية ودرَّسها، وشارك في الدعوة الإسلامية منذ السبعينات وسجن خمس سنوات 1983م/ 1987م بتهمة الاشتراك وتأييد حركة مصطفى بويعلي الجهادية. تأثر بعلماء من الجزائر ومنهم عبد اللطيف سلطاني وأحمد سحنون وكذلك درس كتابات الشيخ حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وغيرهم.

    ـ انتمى إلى التيار السلفي (*)، ولذلك لم يتحمس للثورة الإيرانية، وانتقد كتابات الخميني، واعتبر تشيع بعض الجزائريين خطراً على الدعوة الإسلامية يجب التصدي له. انتخب نائباً للرئيس في الجبهة الإسلامية للإنقاذ واعتقل بعد المظاهرات التي قامت في الجزائر سنة 1988م. ثم أطلق سراحه ثم اعتقل مرة أخرى بعد الإضراب العام الذي دعت إليه الجبهة (*).

    · خاضت الجبهة الانتخابات البلدية في عام 1990م، وحققت فوزراً كبيراً في 856 بلدية، وبعد هذا الفوز بدأ الحزب الحاكم في الجزائر وهو ـ جبهة التحرير ـ يشعر بخطر الجبهة على وجوده في الحكم. وبدأت حكومة الجزائر تضع العراقيل في طريق تقدم الجبهة وأصدرت نظاماً جديداً للانتخابات.

    · على إثر ذلك قامت مظاهرات كبيرة تطالب بالإصلاح، انتهت بمصادمات دامية بعد أن قابلتها بإطلاق النار، واعتقل على إثرها عباسي مدني ونائبه بلحاج بتهمة التآمر على أمن الدولة.

    · وعلى الرغم من اعتقال زعماء الجبهة، خاضت الجبهة الانتخابات التشريعية لاختيار مجلس الشعب في الجزائر في 26/12/1991م، وحصلت على 188 مقعداً من أصل 228 في المرحلة الأولى، بينما لم يحصل الحزب الحاكم إلا على 16 مقعداً فقط.

    ـ عد فوز الجبهة في الانتخابات التشريعية خطراً يهدد الغرب كله (انظر الصحف الفرنسية والإنجليزية في 1990م).

    ـ بدأت المؤامرات تحاك في الخفاء ضد الجبهة من قبل القوى الصليبية، وبدأت وسائل الإعلام حملة تشويه مركزة على جبهة الإنقاذ.. والمستقبل الأسود الذي ينتظر الجزائر إن حكم رجال الجبهة.

    ـ وكان أهم أهداف القوى المعادية للإسلام عدم إتمام المرحلة الثانية من الانتخابات.

    · اعتقل الشيخ عبد القادر حشاني الرئيس المؤقت للجبهة في 18 رجب 1412هـ (22/1/1992م) بتهمة تحريض الجيش على التمرد.

    ـ ثم بدأت اعتقالات عامة في الجبهة حيث تم اعتقال الآلاف، وهنا دخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في محنة وصراع مع القوى المعادية للإسلام في الجزائر وخارجه.

    · ومن رجال الجبهة أيضاً الذين برزوا خلال الأحداث:
    ـ رابح كبير رئيس اللجنة السياسية بالمكتب التنفيذي المؤقت لجبهة الإنقاذ.
    ـ الشيخ محمد السعيد وقد برز كخليفة لعباسي مدني وقد اعتقل أيضاً.
    ـ الشيخ زبدة بن عزوز عضو مجلس الشورى.
    ـ الشيخ يخلف شراطي وهو من خريجي جامعة أم القرى ، قتل رحمه الله في سجن سركاجي.

    الأفكار والمعتقدات:
    · تعتقد جبهة الإنقاذ أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ويشمل جميع مجالات الحياة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها... وتلتقي الجبهة مع حركة الإخوان المسلمين في بعض مبادئها.

    · تؤكد الجبهة أن إطار حركتها ودعوتها هو الكتاب والسنة، في مجال العقيدة والتشريع والحكم. لذا فإن نموذج فكرها هو التيار السلفي في التاريخ الإسلامي.

    · قدمت الجبهة مذكرة إلى رئيس الجزائر في 7 آذار مارس 1989م تتضمن مبادئها وبرنامجها السياسي والاجتماعي، وتحوي المذكرة ما يلي:

    ـ ضرورة التزام رئيس الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية طالما أنه يحكم شعباً مسلماً.
    ـ استقلال القضاء بغرض الحسبة.
    ـ إصلاح النظام التعليمي.
    ـ حماية كرامة المرأة الجزائرية وحقوقها في البيت ومراكز العمل.
    ـ تحديد مجالات للإصلاح، ووضع جدول زمني لذلك.
    ـ حل الجمعية الوطنية، والدعوة إلى انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.
    ـ تشكيل هيئة مستقلة لضمان نزاهة الانتخابات المحلية.
    ـ إعادة الاعتبار لهيئة الرقابة المالية.
    ـ إعادة النظر في سياسة الأمن.
    ـ إلغاء الاحتكار (*) الرسمي لوسائل الإعلام.
    ـ وقف عنف الدولة ضد المطالب الشعبية.
    ـ وضع حد لتضخم البطالة (*) وهجرة الكفاءات وانتشار المخدرات.
    ـ حماية المهاجرين الجزائريين وضمان التعليم الإسلامي لهم وتسهيل شروط عودتهم.
    ـ التدخل لدى الصين والهند والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وبلغاريا لوضع حد لاضطهاد المسلمين.
    ـ وضع خطة لدعم الانتفاضة الفلسطينية ونجدة المجاهدين الأفغان.

    · وتتضح أفكار الجبهة ومبادئها في النداء الذي وجهه بعض العلماء كالدكتور عباسي مدني قائد الجبهة (*)، وهو ما أطلق عليه (نداء 12 نوفمبر 1989م)، وكذلك من بيانات الجبهة الموجهة للحكومة وللشعب الجزائري، ويمكن إيجازها فيما يلي:
    ـ ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية (*) في جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والتربوية وغيرها.
    ـ توفير الحرية (*) للشعب ورفع الظلم والاستبداد.
    ـ اعتماد الاقتصاد الإسلامي ومنع التعامل بالحرام.
    ـ إعمال الشريعة في شأن الأسرة ورفض الأسلوب الفرنسي الداعي إلى التحلل.
    ـ المطالبة بالاستقلال الثقافي، والتنديد بتزوير مفهوم الثقافة.
    ـ إدانة إفراغ التربية والثقافة من المضمون الإسلامي.
    ـ شجب استخدام الإعلام من قبل الدولة في مواجهة الصحوة الإسلامية.
    ـ معاقبة المعتدين على العقيدة وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
    ـ النهوض بالشعب إلى النموذج الإسلامي القرآني السني.
    ـ الإشعاع على العقول بأنور الهداية وإنعاش الضمائر بالغذاء الروحي الذي يزخر به القرآن والسنة، وشحذ الإرادة بالطاقة الإيمانية الفعّالة.
    ـ العمل بالدين القويم لإنقاذ مكاسب الشعب التاريخية وثرواته البشرية والطبيعية دون إضاعة للوقت.
    ـ العمل على وحدة الصف الإسلامي، والمحافظة على وحدة الأمة. قال تعالى: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). [سورة الأنبياء: الآية: 92] وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".
    ـ تقديم بديل كامل شامل لجميع المعضلات الأيديولوجية (*) والسياسية والاقتصادية، والاجتماعية في نطاق الإسلام. قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام) [سورة آل عمران: الآية: 19) وقال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).[سورة الإسراء، الآية:9].
    ـ الإنقاذ الشامل، أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها). [سورة آل عمران: الآية: 103].
    ـ تشجيع روح المبادرة وتوظيف الذكاء والعبقرية وجميع الإرادات الخيرة في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحضاري.

    · وقفت الجبهة في وجه مصالح الغرب عامة وفرنسا خاصة وهذه المصالح تتمثل في:
    ـ إبعاد الإسلام عن السياسة تماماً.
    ـ فتح الأسواق للبضائع الأوروبية والأمريكية.
    ـ جر المجتمع الجزائري المسلم للتغريب والإبقاء على الثقافة الفرنسية بكل أشكالها.

    · من هنا كان فوز الجبهة في المجالس التشريعية خطراً حقيقيًّا من وجهة نظر الغرب على هذه المصالح، وصرح سيد أحمد غزالي عندما وصلته نتائج الاقتراع "إن الشعب صوّت ضد الديمقراطية (*)" فكان من نتيجة ذلك إلغاء الانتخابات لأنهم يريدون ديمقراطية بدون إسلام، وكذلك تدخل الجيش وفرض الارتداد عن نهج تسليم السلطة سلميًّا للطرف الفائز في الانتخابات وتشكيل جهاز جديد للحكم وتشكيل سلطة مدعومة عسكريًّا، وبدأ اعتقال عناصر الجبهة القيادية والشبابية وإيداعهم في سجون نائية في قلب الصحراء حتى يتوقف المد الإسلامي. وأصدرت المحكمة الإدارية قراراً بحل الجبهة (*) وسحب البساط من تحت أقدامها حتى يمكن اتخاذ كافة الإجراءات لمصادرة نشاطها، ولكن قادة الجبهة يعلنون أن الدولة الإسلامية في الجزائر قائمة لا محالة بهم أو بغيرهم اليوم أو غداً إن شاء الله، وقد استقال الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بعد الفوز الساحق للجبهة، وتولى الحكم الرئيس محمد بوضياف الذي اغتيل ولا زالت الأحداث تتوالى سراعاً ؛ حتى تولى الحكم أخيرًا عبدالعزيز بوتفليقة الذي هدأت الأمور في عهده .

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    تعد آراء جمعية العلماء في الجزائر منذ ابن باديس وحتى الإبراهيمي الجذور الفكرية لجبهة الإنقاذ من حيث الرجوع إلى الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح، وكذلك كتابات حسن البنا وسيد قطب وغيرهما من القواعد الفكرية للنهضة الإسلامية التي تعتمدها الجبهة.

    مما يؤخذ على الجبهة :
    أنها انشغلت بأمور السياسة على حساب التربية ، ونشر العقيدة الصحيحة والعلم النافع بين أفراد المجتمع ، إضافة إلى تبنيها فكر ( التهييج ) و ( الثورة ) المخالف لمنهج أهل السنة في الدعوة . ولعل مآل الأحداث في الجزائر يدفعها إلى إعادة النظر في هذا المسلك الخاطئ ، ويعيدها إلى التروي والحكمة والصبر ، مع الاستمرار في نشر الخير إلى أن يستريح بر أو يستراح من فاجر .

    ويتضح مما سبق:
    أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر حركة إصلاح إسلامية سلفية في مجملها، فيها بساطة الإسلام، دعت إلى تحكيم الإسلام في شتى مجالات الحياة، ورأت ضرورة التزام رئيس الدولة بتطبيق الشريعة الإسلامية طالما أنه يحكم شعباً مسلماً، مع إصلاح النظام التعليمي والأمني والإعلامي في ضوء عقيدة الإسلام السمحة. وقد وقفت الجبهة في وجه مصالح الغرب عامة وفرنسا خاصة، وهي المصالح التي تتمثل في إبعاد الإسلام عن السياسة تماماً وفتح الأسواق للبضائع الأوروبية والأمريكية وجرِّ المجتمع الجزائري المسلم صوب التغريب والإبقاء على الثقافة الفرنسية بكل أشكالها وهو ما يرفضه المجتمع الجزائري. ويأخذ عليها الاستعجال وتصعيد الخطاب وصرف المراحل.

    ----------------------------
    مراجع للتوسع:
    نظراً لانعدام المؤلفات عن جبهة الإنقاذ وذلك لجدَّتها على الساحة الإسلامية لذلك فإن المراجع الممكنة حاليًّا هي:
    ـ الصحوة الإسلامية والعودة إلى الذات. د. مصطفى حلمي.
    ـ تأثير السلفية في المجتمعات المعاصرة. د. محمد فتحي عثمان.
    ـ عبد الحميد بن باديس رائد الحركة الإسلامية المعاصرة بالجزائر. د. محمد فتحي عثمان.
    ـ نماذج من حركات الجهاد الإسلامية الحديثة للأستاذ صفوت منصور "السنوسية ـ الباديسية ـ القسامية".
    ـ مجلة البيان: الأعداد 23، 48 (وفيه ملف عن أحداث الجزائر).
    ـ مجلة المجتمع عدد 26/6/1990م.. مقابلة مع نائب رئيس الجبهة الشيخ علي بلحاج.
    ـ مجلة الإصلاح العدد 169 (2 رجب 1412هـ).
    ـ جريدة الحياة. الأعداد: 10588، 10589، 10590/ شباط 1992م، شعبان 1412هـ.
    ـ لقاء ـ علي بلحاج بالألباني (كاسيت).
    ـ أشرطة تسجيل وخطب جمعة للمشايخ: عبد الوهاب الطريري، سلمان العودة، بشر البشر.

  7. #22

    افتراضي


    حزب التحرير

    التعريف:
    حزب (*) التحرير حزب سياسي إسلامي يدعو إلى تبني مفاهيم الإسلام وأنظمته وتثقيف الناس به والدعوة إليه والسعي جديًّا لإقامة دولة الخلافة (*) الإسلامية معتمداً الفكر أداة رئيسية في التغيير. وقد صدرت عنه انحرافات كانت محل انتقاد جمهرة علماء المسلمين.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · أسسه الشيخ تقي الدين النبهاني 1326ـ 1397هـ، 1908ـ 1977م فلسطيني، من مواليد قرية إجزم قضاء حيفا بفلسطين. تلقى تعليمة الأولي في قريته ثم التحق بالأزهر ثم دار العلوم بالقاهرة، وعاد ليعمل مدرساً فقاضياً في عدد من مدن فلسطين.

    ـ إثر نكبة 1948م غادر وطنه مع أسرته إلى بيروت.

    ـ عُين بعد ذلك عضواً في محكمة الاستئناف الشرعية في بيت المقدس ثم مدرساً في الكلية الإسلامية في عَمَّان.

    ـ في عام 1952م أسس حزبه وتفرغ لرئاسته ولإصدار الكتب والنشرات التي تعد في مجموعها المنهل الثقافي الرئيسي للحزب. تنقل بين الأردن وسوريا ولبنان إلى أن كانت وفاته في بيروت وفيها دفن.

    · بعد وفاة النبهاني، ترأس الحزب عبد القديم زلوم وهو من مواليد مدينة الخليل بفلسطين، وهو عالم من خريجي الأزهر، وصاحب كتاب هكذا هُدِمَتْ الخلافة وكتاب الأموال في دولة الخلافة.
    · بناء على طلب تقدم به كل من: علي فخر الدين، طلال البساط، مصطفى صالح، مصطفى النحاس ومنصور حيدر، فقد تأسس فرع للحزب في لبنان بتاريخ 19/10/1978م.

    · الشيخ أحمد الداعور: من قلقيلية بفلسطين وهو عالم من خريجي الأزهر، وكان مسئولاً عن فرع الحزب (*) في الأردن، ألقي عليه القبض عام 1969م إثر محاولة الحزب الاستيلاء على الحكم، وحكم عليه بالإعدام ثم ألغي هذا الحكم.

    · الشيخ عبد العزيز البدري من علماء بغداد وداعية إسلامي مشهور قتله حزب البعث.

    · المحامي الأستاذ عبد الرحمن المالكي من دمشق وهو صاحب كتاب السياسة الاقتصادية المثلى وكتاب نظام العقوبات.

    · الأستاذ غانم عبده المقيم في عمَّان حالياً وصاحب كتاب نقض الاشتراكية الماركسية.

    · في شهر أغسطس 1984م أعلن عن تقديم 32 شخصاً من المنتمين إلى حزب التحرير إلى المحاكمة في مصر وذكر أن زعماء هؤلاء الذين وجهت إليهم تهمة العمل على قلب نظام الحكم هم: عبد الغني جابر سليمان (مهندس)، صلاح الدين محمد حسن (دكتوراه في الكيمياء) ويقيمان في النمسا، والفلسطيني كمال أبو لحية (دكتوراه في الالكترونيات) مقيم في ألمانيا الاتحادية آنذاك، وعلاء الدين عبد الوهاب حجاج (بجامعة القاهرة).

    الأفكار والمعتقدات:
    · تقوم غايتهم على استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الدولة الإسلامية في البلدان العربية أولاً ثم الخلافة (*) الإسلامية، ويتم حمل الدعوة بعد ذلك إلى البلدان غير الإسلامية عن طريق الأمة المسلمة.

    · الميزة الرئيسة التي يتصف بها الحزب هي التركيز الكبير على الناحية الثقافية والاعتماد عليها في إيجاد الشخصية الإسلامية أولاً والأمة الإسلامية أخراً، ويحرص الحزب أشد الحرص على تنمية هذه الناحية لدى المنتسبين إليه.

    · يركز الحزب على إعادة الثقة بالإسلام عن طريق العمل الثقافي من ناحية والعمل السياسي من ناحية أخرى:

    ـ العمل الثقافي:" ويكون بتثقيف الملايين من الناس تثقيفاً جماعيًّا، بالثقافة الإسلامية، وهذا يوجب على الحزب أن يتقدم أمام الجماهير ويتصدى لمناقشتهم وأسئلتهم وشكوكهم ليظفر بتأييدهم حتى يصهرهم بالإسلام ". (من كتاب مفاهيم أساسية ص87).

    ـ العمل السياسي:" ويكون برصد الحوادث والوقائع، وجعل هذه الحوادث والوقائع تنطق بصحة أفكار الإسلام وأحكامه وصدقها فتحصل الثقة لدى الجماهير بذلك ". (نداء حار ص 96).

    · يفلسف الحزب(*) طريقة وصوله إلى تحقيق أهدافه بما يراه من أن أي مجتمع إنما يعيش الناس فيه داخل جدارين سميكين: جدار العقيدة والفكر، وجدار الأنظمة التي تعالج علاقات الناس وطريقتهم في العيش، فإذا أريد قلب هذا المجتمع من قبل أهله أنفسهم فلا بد أن يركز هجومه على الجدار الخارجي (أي مهاجمة الأفكار) مما يؤدي إلى صراع فكري حيث يحصل الانقلاب الفكري ثم السياسي ويصر الحزب في دعوته على قاعدة " أصلح المجتمع يصلح الفرد ويستمر إصلاحه ".

    · يقسم الحزب مراحل عملية التغيير إلى ثلاث مراحل على النحو التالي:
    ـ المرحلة الأولي: الصراع الفكري، ويكون بالثقافة التي يطرحها الحزب.
    ـ المرحلة الثانية: الانقلاب الفكري، ويكون بالتفاعل مع المجتمع عن طريق العمل الثقافي والسياسي.
    ـ المرحلة الثالثة: تسلم زمام الحكم، ويكون عن طريق الأمة، تسلماً كاملاً.

    ـ ويرى أنه لا بد له في المرحلة الثالثة من طلب النصرة من رئيس الدولة، أو رئيس كتلة، أو قائد جماعة، أو زعيم قبيلة، أو من سفير، أو ما شاكل ذلك.

    · حدد الحزب أولاً مدة ثلاثة عشر عاماً من تاريخ تأسيسه للوصول إلى الحكم، ثم مددها ثانياً إلى ثلاثة عشر عاماً للوصول إلى الحكم، ثم مددها ثالثاً إلى ثلاثة عقود من الزمان (30 سنة) مراعاة للظروف والضغوط المختلفة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث على الرغم من مضي المدتين.

    · يغفل الحزب الأمور الروحية وينظر إليها نظرة فكرية إذ يقول: "ولا توجد في الإنسان أشواق روحية ونزعات جسدية، بل الإنسان فيه حاجات وغرائز لا بد من إشباعها ". " فإذا أُشبعت هذه الحاجات العضوية والغرائز بنظام من عند الله كانت مسيَّرة بالروح، وإذا أُشبعت بدون نظام أو بنظام من عند غير الله كان إشباعاً مادياً يؤدي إلى شقاء الإنسان ".

    · يرى الشيخ تقي الدين أن الصعوبات التي تعترض قيام الدولة الإسلامية هي:
    ـ وجود الأفكار غير الإسلامية وغزوها للعالم الإسلامي (الغزو الفكري).
    ـ قيام البرامج التعليمية على الأساس الذي وضعه المستعمر واستمرار تطبيقها.
    ـ وجود نوع من الإكبار لبعض المعارف الثقافية واعتبارها علوماً عالمية.
    ـ كون المجتمع في العالم الإسلامي يحيا حياة غير إسلامية.
    ـ بُعْد الشقة بين المسلمين وبين الحكم الإسلامي حيث لا تنفذه أي دولة تنفيذاً كاملاً لا سيما في سياسة الحكم وسياسة المال، حيث يؤثر هذا البعد فيجعل تصور المسلمين للحياة الإسلامية ضعيفاً.
    ـ وجود حكومات في البلاد الإسلامية تقوم على أساس ديمقراطي (*) وتطبق النظام الرأسمالي كله على الشعب وترتبط بالدولة الأجنبية وتقوم على الإقليمية.
    ـ وجود رأي عام منبثق عن الوطنية والاشتراكية بعيداً عن مفاهيم الإسلام.

    · يحرم الحزب (*) على أعضائه الاعتقاد بعذاب القبر وبظهور المسيح الدجال ومن يعتقد هذا في نظرهم يكون آثماً.

    · يرى زعماء الحزب عدم التعرض للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك لديهم من معوقات العمل المرحلي الآن، فضلاً عن أن الأمر والنهي إنما هما من مهمات الدولة الإسلامية عندما تقوم.

    · للحزب دستور مؤلف من 187 مادة معدٌّ للدولة الإسلامية المتوقعة، وقد شُرح هذا الدستور شرحاً مفصلاً، ورغم أن هذا الدستور لم يطبق تطبيقاً فعليًّا فقد وجه إليه النقد بأنه لا يفي بتصور واحتياجات دولة الإسلام المعاصرة.

    هذا ويأخذ الدارسون على الحزب عدة أمور منها:
    ـ تركيزهم على النواحي الفكرية والسياسية وإهمال النواحي العقدية و التربوية .
    ـ انشغال أفراد الحزب بالجدل (*) مع كافة الاتجاهات الإسلامية الأخرى.
    ـ إعطاء العقل (*) أهمية زائدة في بناء الشخصية وفي الجوانب العقائدية.
    ـ اعتماد الحزب على عوامل خارجية في الوصول إلى الحكم عن طريق طلب النصرة ، والتي قد يكون فيها تورط غير متوقع.
    ـ تخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حاليًّا حتى تقوم الدولة الإسلامية التي تنفذ الأحكام بقوة السلطان.
    ـ يتصور القارئ لفكر الحزب (*) أن همه الأول هو الوصول إلى الحكم.
    ـ المحدودية في الغايات والاقتصار على بعض غايات الإسلام دون بعضها الآخر.
    ـ تصوُّر أن مرحلة التثقيف ستنقلهم إلى مرحلة التفاعل فمرحلة استلام الحكم، وهذا مخالف لسنة الله في امتحان الدعوات، ومخالف للواقع المحفوف بآلاف المعوقات.
    ـ معاداة جميع الأنظمة التي يتحركون فوق أرضها مما ورطهم بحملات اعتقالات دائمة ومستمرة، ولعل السرية الشديدة وطموحهم للوصول إلى الحكم هو السبب في تخوف الأنظمة منهم وملاحقتهم دون هوادة. وإن كانت الملاحقة قد شملت كل التوجهات الإسلامية في معظم بلدان العالم الإسلامي.

    وفي القضايا الفقهية:
    ـ قام الحزب بإصدار فتاوى وإعطاء أحكام فقهية غريبة عن الفقه والحس الإسلاميَّيْنِ وألزم أتباعه بتبني هذه الأحكام والعمل على نشرها، ومن ذلك:
    ـ قوله بجواز عضوية غير المسلم، وعضوية المرأة في مجلس الشورى.
    ـ إباحة النظر إلى الصور العارية.
    ـ إباحة تقبيل المرأة الأجنبية بشهوة وبغير شهوة فضلاً عن مصافحتها.
    ـ قوله بجواز أن تلبس المرأة الباروكة والبنطلون وأنها لا تكون ناشزًا إذا لم تطع زوجها في التخلي عن ذلك.
    ـ قوله بجواز أن يكون القائد في الدولة المسلمة كافراً.
    ـ قوله بجواز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة.
    ـ قوله بجواز القتال تحت راية شخص عميل تنفيذاً لخطة دولة كافرة مادام القتال قتالاً للكفار.
    ـ قوله بسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم.
    ـ قوله بسقوط الصلاة والصوم عن سكان القطبين.
    ـ قوله بالسجن عشر سنوات لمن تزوج بإحدى محارمه حرمة مؤبدة.
    ـ قوله بأن الممرات المائية بما فيها قناة السويس ممرات عامة لا يجوز منع أية قافلة من المرور فيها.
    ـ قوله بجواز الركوب في وسائل المواصلات (البواخر والطائرات..) التي تملكها شركات أجنبية مع تحريم هذا الركوب إن كانت مملوكة لشركات أصحابها مسلمون لأن الأخيرة ليست أهلاً للتعاقد في نظره.
    ـ تفسيره ملكية الأرض بمعنى زراعتها والذي يهملها ولا يزرعها لمدة ثلاث سنوات تؤخذ منه وتعطى لغيره ولا يجوز تأخير الأرض للزراعة عندهم إطلاقاً.
    ـ يرون أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته.

    الجذور الفكرية والعقائدية:
    ـ كانت للمؤسس أفكار قومية إذ أصدر سنة 1950م كتاباً بعنوان رسالة العرب وانعكس هذا على ترتيب أولويات إقامة الدولة الإسلامية في البلدان العربية أولاً ثم الإسلامية.

    ـ كان النبهاني في بداية أمره على صلة بالإخوان المسلمين في الأردن، يلقي محاضراته في لقاءاتهم، ويثني على دعوتهم وعلى مؤسسها الشيخ حسن النبا، لكنه ما لبث أن أعلن عن قيام حزبه مستقلاً فيه تأسيساً وتنظيراً.

    ـ ناشده الكثيرون العدول عن هذه الدعوة ومن أولئك الأستاذ سيد قطب حين زيارته للقدس عام 1953م فقد ناقشه كثيراً ودعاه إلى توحيد الجهود لكنه أصر على موقفه.

    ـ وكانت حجته دائماً رداً على المطالبين بتوحيد الحركات (*) الإسلامية، أن الاختلاف هو الأصل في فهم النصوص الظنية الدلالة في الإسلام وأن الوحدة التي فرضها الإسلام هي الوحدة السياسية في كيان واحد وليست الوحدة في الرأي.

    الانتشار ومواقع النفوذ:
    ـ ركز الحزب نشاطه في البداية على الأردن وسوريا ولبنان ثم امتد نشاطه إلى مختلف البلدان الإسلامية، وأخيراً وصل نشاطه إلى أوروبا وخاصة النمسا وألمانيا.

    ـ كانت للحزب صحيفة أسبوعية تصدر في الأردن اسمها الراية، ثم صودرت وأعقبها صدور الحضارة في بيروت وقد توقفت أيضاً.

    ـ يسمي الحزب الأقطار التي يعمل فيها باسم الولايات ويقود التنظيم في كل ولاية لجنة خاصة به تسمى لجنة الولاية وتتشكل من 3ـ 10 أعضاء.

    ـ تخضع لجان الولايات لمجلس القيادة السري.

    ويتضح مما سبق:
    أن حزب التحرير حزب (*) سياسي إسلامي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة (*) الإسلامية، ويرى أنه لا يمكن تغيير المجتمع وقلبه إلا من خلال مهاجمة فكره حيث يحدث الانقلاب الفكري ثم السياسي. ويؤخذ على هذا الحزب مخالفة عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة (*) في تقديم العقل (*) على النصوص الشرعية موافقة لأهل الكلام من المعتزلة وغيرهم مما دفعه لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال، بالإضافة إلى إهماله الجوانب التربوية وتخليه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقوم الدولة الإسلامية، وإصداره فتاوى غريبة عن الفقه الإسلامي .

    ----------------------------------
    مراجع للتوسع:
    · من كتب الحزب:
    ـ الفكر الإسلامي، هكذا هدمت الخلافة، نظام الإسلام، النظام الاقتصادي في الإسلام، نظام الحكم في الإسلام، الدستور الإسلامي، نقطة الانطلاق، التكتل الحزبي، مفاهيم سياسية لحزب التحرير، كتاب التفكير، كتاب الخلافة، سريعة البديهة، نقد النظرية الاشتراكية، الشخصية الإسلامية، نداء حار إلى العالم الإسلامي.

    · كتب لغير الحزب:
    ـ حزب التحرير - الشيخ عبدالرحمن دمشقية .
    ـ الموسوعة الحركية جزءان، فتحي يكن ـ ط1 دار البشير ـ عمان ـ 1403هـ / 1983م.
    ـ الطريق إلى جماعة المسلمين، حسين بن محسن بن علي جابر ـ طـ 1 ـ دار الدعوة ـ الكويت 1405هـ / 1969م.
    ـ الموسوعة الفلسطينية، إصدار هيئة الموسوعة الفلسطينية ـ طبع في مطابع ميلانو ستامبا الإيطالية ـ ط 1 ـ دار الدعوة ـ 1389هـ / 1969م.
    ـ الفكر الإسلامي المعاصر، غازي التوبة، طـ 1 ـ 1389هـ / 1969م.
    ـ مشكلات الدعوة والداعية، فتحي يكن ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ط3 ـ 1394هـ / 1974م.
    ـ الدوسية، (وهي الأمور التي يتبناها الحزب).
    ـ نص نقد مشروع الدستور الإيراني المطروح للمناقشة في لجنة الخبراء ونص الدستور الإسلامي المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله اللذان قدمهما حزب التحرير إلى آية الله الخميني ولجنة الخبراء 7 شوال 1399هـ / 30 آب 1979م.

  8. #23

    افتراضي


    الجماعة الإسلامية بمصر

    التعريف:
    هي جماعة إسلامية نشأت في الجامعات المصرية تدعو إلى الجهاد (*): الفريضة الغائبة عن حياة المسلمين لإقامة الدولة الإسلامية وإعادة الإسلام إلى المسلمين، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة (*) الإسلامية من جديد. ويطلق عليها إعلاميًّا اسم "جماعة الجهاد"، إلا أنها تختلف عن جماعات الجهاد من حيث الهيكل التنظيمي وأسلوب الدعوة والعمل بالإضافة إلى بعض الأفكار والمعتقدات.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:
    · نشأت الجماعة الإسلامية في الجامعات المصرية في أوائل السبعينات على شكل جمعيات دينية إبان فترة ركود الحركة الإسلامية، لتقوم ببعض الأنشطة الثقافية والاجتماعية البسيطة في محيط الطلاب. ومع ذلك فإنها كانت قليلة العدد ضعيفة المجهود في هذا الوقت الذي كانت تسيطر فيه الاتجاهات الماركسية والقومية الناصرية على الحياة الجامعية وخصوصاً في جامعات القاهرة ـ عين شمس ـ الإسكندرية ـ أسيوط.

    · نمت هذه الجماعة الدينية داخل الكليات الجامعية، واتسعت قاعدتها، وتطور مفهومها ونظرتها للعمل الإسلامي، فاجتمع نفر من القائمين على هذا النشاط واتخذوا اسم: "الجماعة الإسلامية" ووضعوا لها بناءً تنظيميًّا يبدأ من داخل كل كلية من حيث وجود مجلس للشورى على رأسه أمير وينتهي بمجلس شورى الجامعات وعلى رأسه الأمير العام "أمير أمراء الجماعة الإسلامية".

    · في أعقاب حرب رمضان 1393هـ أكتوبر 1973م اتخذ العمل الإسلامي داخل الجامعات المصرية بُعداً أوسع واستطاعت الجماعة الإسلامية قيادة الحركة الطلابية، والفوز بثقة الأغلبية الصامتة من جماهير الطلاب في انتخابات الاتحادات الطلابية، وذلك في كل الجامعات المصرية تقريباً.

    · ومن هنا زادت وتعددت أنشطة الجماعة الإسلامية الثقافية والتربوية من اللقاءات والندوات والمعسكرات بل وزاد الاهتمام بحلول المشاكل الاجتماعية للطلاب وتعدى الأمر أسوار الجامعات فزاد الاهتمام بمشاكل المجتمع اليومية.

    · في عام 1977م انشق بعض قيادات الجماعة بعد انضمامهم لجماعة الإخوان المسلمين التي تعاود نشاطها في ذلك الوقت مما أدى إلى وجود تيار للجماعة الإسلامية يمثله الإخوان وذلك في بعض كليات جامعتي القاهرة والإسكندرية ولكنه قليل العدد محدود التأثير بينما التيار الآخر للجماعة الإسلامية والأكثر عدداً وتأثيراً يمثله التيار السلفي (*) وكان مستحوذاً على كل الجامعات تقريباً الذي استطاع تحجيم نفوذ العلمانيين والنصارى في الصعيد بوجه خاص.

    · كان للجماعة العديد من المواقف السياسية برزت في موقفها من معاهدة كامب ديفيد وزيارة الشاه وبعض وزراء الكيان الصهيوني لمصر فأقامت المؤتمرات والمسيرات ووزعت المنشورات خارج أسوار الجامعة للتنديد بذلك والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية (*) مما أدى إلى تدخل الحكومة في سياسات الاتحادات الطلابية، فأصدرت لائحة جديدة لاتحادات الطلاب تعرف بلائحة 1979م التي قيدت الحركة الطلابية. وازداد الضغط الإعلامي والأمني على قيادات الجماعة واشتدت مطاردتهم في جامعات الصعيد بوجه خاص، حيث تم اعتقال بعض قيادتهم وفصلهم من الجامعة.

    · في عام 1979م التقى كرم زهدي ـ عضو مجلس شورى الجماعة ـ بالمهندس محمد عبد السلام فرج العضو في أحد فصائل تنظيم الجهاد وعضو مجلس شورى الجماعة فيما بعد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة الذي عرض على كرم زهدي فكر الجهاد (*) وأن الحاكم قد كفر (*) وخرج عن الملة (*) فوجب الخروج عليه وخلعه وتغيير النظام وأن لتنظيمه تشكيلاته المتفرعة، ثم عرض عليه فكرة اشتراكهم مع التنظيم للتخطيط لإقامة الدولة الإسلامية.

    · عرض كرم زهدي الفكرة على مجلس شورى الجماعة في صعيد مصر الذي يرأسه الدكتور ناجح إبراهيم فوافق المجلس على أن يكون هناك مجلس شورى عام ومجلس شورى القاهرة، وعلى أن يتولى إمارة الجماعة أحد العلماء العاملين الذين لهم مواقفهم الصلبة ضد الطاغوت (*) (الدكتور / عمر عبد الرحمن). وقد تم إقرار تشكيل الجناح العسكري وجهاز الدعوة والبحث العلمي والتجنيد وتطبيق القوانين الإسلامية وكذلك جهاز الدعم اللازم للحركة (*) في مجالاته المتعددة. ومن هذه اللحظة انفصلت الجماعة عن توجهات التيار السلفي في الدعوة بشكل عام تحت مسمى الجماعة الإسلامية.

    · اختير الشيخ الدكتور/عمر عبد الرحمن أميراً للجماعة. وهو أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وقد سبق اعتقاله أثناء حكم جمال عبد الناصر واتهم في قضية قتل السادات بتهمة إمارة الجماعة "تنظيم (*) الجهاد" والإفتاء بحل دم السادات إلا أن المحكمة برأته مما نسب إليه وكذلك برأته من قضية الانتماء لتنظيم الجهاد، ومن ثم واصل نشاطه الدعوي متنقلاً بين المحافظات مشاركاً في المؤتمرات والندوات، عارضاً فكرة الجماعة محمسا الشباب للجهاد (*) والخروج على نظام الحكم مما أدى إلى اعتقاله العديد من المرات وتحديد إقامته بمنزله بالفيوم بعد أن اتهم بالتجمهر وتحريض المصلين على التجمهر بعد صلاة الجمعة، لكن محكمة أمن الدولة برأته أيضاً مما نسب إليه وحفظت القضية وأخيراً استطاع السفر إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيوجرسي حيث يكثر أتباعه، ومما ينسب إليه: الفتيا بقتل فرج فودة الكاتب العلماني، وضرب حركة السياحة في مصر وتفجير مركز التجارة العالمي، الذي حكم عليه بالسجن في أمريكا بسببه.

    · في 6 أكتوبر 1981م وبعد حادث اغتيال أنور السادات حاكم مصر ظهرت الجماعة على الساحة بقوة حيث قام الجناح العسكري للجماعة بقيادة الملازم أول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي وبصحبة زملائه عبد الحميد عبد السلام الضابط السابق بالجيش المصري والرقيب متطوع القناص حسين عباس محمد بطل الرماية وصاحب الرصاصة الأولى القاتلة والملازم أول احتياط عطا طايل حميده رحيل بقتل أنور السادات أثناء احتفالات انتصارات أكتوبر بمدينة نصر بالقاهرة، وقد نسب للجماعة الإعداد لخطة تستهدف إثارة القلاقل والاضطرابات وللاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون والمنشآت الحيوية بمحافظات مصر. وفي تلك الأثناء، وخلال هذه الأحداث قبض عليهم جميعاً، وقدموا للمحاكمة التي حكمت عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص كما تم تنفيذ الحكم في زميلهم المهندس محمد عبد السلام فرج صاحب كتاب الفريضة الغائبة بالإعدام شنقاً.

    · المقدم عبود عبد اللطيف الزمر: الضابط بسلاح المخابرات الحربية وعضو تنظيم الجهاد بالقاهرة الذي انضم مؤخراً إلى الجماعة الإسلامية بعد إزالة الخلافات في بعض وجهات النظر داخل سجن ليمان طرة بالقاهرة. ويذكر أنه اعترض أولاً على خطة قتل السادات لعدم مناسبة الوقت إلا أنه وافق أخيراً عليها لظروف خاصة، وقد حكم عليه فيما عرف بقضية تنظيم (*) الجهاد بأربعين سنة سجناً.

    · في 8 أكتوبر 1981م قام بعض أفراد الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بمهاجمة مديرية أمن أسيوط ومراكز الشرطة واحتلال المدينة ودارت بينهم وبين قوات الأمن المصرية معركة حامية قتل فيها العديد من كبار رجال الشرطة والقوات الخاصة وانتهت بالقبض عليهم وعلى رأسهم الدكتور ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة، والحكم عليهم فيما عرف في وقتها بقضية تنظيم الجهاد بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عاماً.

    · في بداية عام 1984م وبعد الإفراج عن الكثير من أعضاء الجماعة من غير المتهمين في قضايا التنظيم، أعيد تنظيم الجماعة برئاسة محمد شوقي الإسلامبولي ومن ثم زاد نشاطها في الدعوة إلى الله في المساجد ومن خلال اللقاءات والندوات والمعسكرات وبخاصة بين الشباب والطلبة في المدارس والجامعات في معظم محافظات مصر مستغلة الكَسب الإعلامي لأحداث 1981م، داعية إلى الخروج على الحاكم وقتال الطائفة الممتنعة عن إقامة شرائع الإسلام، وقد دفع ذلك كله قوات الأمن المصرية إلى الصدام الدائم معهم، وإلقاء القبض على الكثير منهم وتعرضهم للتعذيب والتضييق الشديد، بل وصل الأمر إلى استخدام سياسة التصفية الجسدية ضدهم، مما أوجد بين أفراد الجماعة ردود فعل عنيفة راح ضحيتها الكثير من ضباط وجنود الشرطة وغيرهم.

    · كان للجماعة دورها في الجهاد (*) الأفغاني حيث قدمت العديد من الشهداء على أرض أفغانستان، من أبرزهم الشيخ علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا سابقاً، ومن هناك أصدرت الجماعة مجلة المرابطون، وأقامت قواعد عسكرية لها.

    ـ تنسب إلى الجماعة محاولات اغتيال بعض الوزراء ومسؤولي الحكومة والشرطة ومن أبرزهم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري والدكتور فرج فودة الكاتب العلماني وذلك ردًّا على أسلوب الحكومة في التصفية الجسدية والعقاب الجماعي لأفراد الحركة (*) الإسلامية.

    الأفكار والمعتقدات:
    تبلورت معظم أفكار الجماعة الإسلامية في صورة كتب ورسائل داخل سجن ليمان طره ومن أهمها كتاب:

    · ميثاق العمل الإسلامي: وهو دستور الجماعة ويمكن تلخيص ما ورد فيه من الأفكار فيما يلي:
    ـ غايتنا:
    رضا الله تعالى بتجريد الإخلاص له سبحانه وتحقيق المتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم.
    ـ عقيدتنا:
    عقيدة السلف الصالح جملةً وتفصيلاً.
    ـ فهمنا:
    نفهم الإسلام بشموله كما فهمه علماء الأمة الثقات المتبعون لسنته صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم.
    ـ هدفنا:
    1 ـ تعبيد للناس لربهم.
    2 ـ إقامة خلافة (*) على نهج النبوة (*).
    ـ طريقنا:
    الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد (*) في سبيل الله خلال جماعة منضبطة حركتها بالشرع الحنيف تأبى المداهنة أو الركون وتستوعب ما سبقها من تجارب.
    ـ زادنا:
    تقوى وعلم، يقين وتوكل، شكر وصبر، زهد في الدنيا وإيثار للآخرة.
    ـ ولاؤنا (*):
    لله ورسوله وللمؤمنين.
    ـ عداؤنا:
    للظالمين، على أن الكفر (*) منه أكبر وأصغر وكذا الظلم منه أكبر وأصغر فيوالي من عنده ظلم أصغر على قدر ما عنده من خير، ويعادي على قدر ما عنده من ظلم.
    ـ اجتماعنا:
    لغاية واحدة، بعقيدة واحدة، تحت راية فكرية واحدة.

    · الفريضة الغائبة، حكم قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام حيث يعتقدون:
    ـ أن الجهاد (*) هو القتال أي المواجهة والدم، أما اقتصار الجهاد على الوسائل السلمية مثل الكتابة والخطابة والإعداد بتربية الأمة العلمية والفكرية أو بمزاحمة السياسيين في أحزابهم وأساليبهم السياسية، بل إن الاهتمام بالهجرة (*) يعد من الجبن والتخاذل ولن ينتصر المسلمون إلا بقوة السلاح وعلى المسلمين أن ينخرطوا في الجهاد مهما قل عددهم.

    ـ الطوائف المنتسبة للإسلام الممتنعة عن التزام بعض شرائعه تقاتل حتى تلتزم ما تركته من الشرائع وكذلك قتال من عاونهم من رجال الشرطة ونحوهم وإن خرجوا مجبرين يقتلوا ويبعثوا على نياتهم.

    ـ يرون أن القتال ليس فقط لمن داهمنا في ديارنا واستولى على جزء من أرض الإسلام ولكنه أيضاً لمن يقف بالسيف والسلطان في وجه دعوتنا رافضاً التخلية بيننا وبين الناس ندعوهم لدين الله ونحكمهم بشرع الله؛ لأن الاستعمار (*) هو العدو البعيد والحكام الكفرة هم العدو القريب فهم أولى من قتال العدو البعيد.

    ـ قتال أي طائفة على وجه الأرض تحكم الناس بغير شرع الله كافرة كانت أو منتسبة للإسلام.

    وعلى ذلك يرون حتمية المواجهة كما في رسالتهم حتمية المواجهة للأسباب الآتية:
    ـ خلع الحاكم الكافر المبدِّل لشرع الله.
    ـ قتال الطائفة الممتنعة عن شرائع الإسلام.
    ـ إقامة الخلافة (*) وتنصيب خليفة للمسلمين.
    ـ تحرير البلاد واستنقاذ الأسرى ونشر الدين (*).

    · يحكمون على الديار المصرية وما شابهها بأنها ليست بدار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام لكون أهلها مسلمين، ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار، بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحق، ويقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحق وعلى ذلك لا يكفرون الأمة إنما يكفرون الحكام الذين يبدلون ويعطلون شرائع الإسلام، وعليه لا يحرِّمون تولي الوظائف الحكومية مثل جماعة التكفير.

    · يوجبون الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لآحاد الرعية بمراحله الثلاث، ولكن يؤخذ عليهم في ذلك عدم مراعاة الضوابط الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وميلهم للاستعجال والقاعدة: "من تعجل الأمر قبل أوانه عوقب بحرمانه".

    · تعارض الجماعة مشاركة الاتجاه الإسلامي في الحكومات العلمانية المعادية للإسلام إذ أن هذه المشاركة تترك مفاسد كثيرة وتوقع الجماهير العريضة في الحيرة والتضليل والشك، إذ أنها تدلل على شرعية الحكومة التي تصدر وتطبق القوانين الوضعية (*).

    الجذور الفكرية:
    · تُعد الجماعة الإسلامية القرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدرا أفكارها، لذا فإنها تكثر من الاستشهاد بآيات الجهاد والأحاديث التي تحث على الجهاد.

    · وكذلك تلجأ الجماعة إلى فتاوى العلماء وأبرزهم شيخ الإسلام ابن تيمية (661 ـ 728هـ) الذي ملئت كتاباتهم بأقواله وفتاواه.

    · وكذلك تلجأ الجماعة الإسلامية إلى الوقائع التاريخية وأقوال العلماء أمثاله ابن القيم والقاضي عياض وابن كثير والنووي وسيد قطب لتدلل على أفكارها ومبادئها.

    · ويؤخذ على الجماعة انشغالها بقضية الخروج على الحكام ؛ دون تفريق بين مسلمهم وكافرهم ، ودون إعداد العدة لمن كفر منهم ؛ مما تسبب في قتل الأبرياء من المسلمين ، والتضييق على الدعوة الإسلامية ، وتبعثر الجهود الخيّرة . وقد تنبه قادة الجماعة أخيرًا إلى سوء عاقبة مسلكهم الأول . فلعلهم - بعد هذا - يُعنوا بالعلم الشرعي ، وبنشر العقيدة الصحيحة بين العامة ، وتبصيرهم بالبدع والشركيات والمخالفات ؛ لتستحق الأمة بعدها النصر والتمكين ؛ كما هي سنة الله .

    أماكن الانتشار:
    · تتركز القوة الرئيسة للجماعة الإسلامية في الصعيد المصري وخاصة في محافظة أسيوط، ولها أنصار في كل المدن والجامعات المصرية. كما انتشر كثير من أتباعها في الدول الأخرى نتيجة لمطاردتهم من قبل الحكومة المصرية.

    ويتضح مما سبق:
    أن الجماعة الإسلامية تعتبر الجهاد هو الدواء الناجح والعلاج الناجع لإعادة الخلافة (*) الإسلامية للمسلمين، وترى أن إقامة الدولة الإسلامية، ومن ثم الخلافة، فرض عين، وتقول: إن حكام المسلمين الذين يرفضون تطبيق شريعة الله كفار يجب الخروج عليهم. ولا تكفر هذه الجماعة الأمة مثل جماعة التكفير والهجرة، وتعتقد أن الجهاد هو القتال، وهو قمة العبادة في الإسلام، أما الجهاد بالوسائل السلمية فقط فهو جبن وغباء.

    ومن الجدير بالذكر أن هناك مجموعات أخرى عرفت باسم "تنظيم الجهاد" ودعت للخروج على الحاكم بالجهاد المسلح لتغيير نظام الحكم مثل "تنظيم الفنية العسكرية" عام 1974م بقيادة صالح سرية وكارم الأناضولي وكذلك تنظيم "جهاد الإسكندرية" عام 1976م، أو"تنظيم (*) سالم الرحال الأردني" وليس لهذه التنظيمات علاقة بالجماعة الإسلامية.

    وقد سبق التنبيه على أن قادة الجماعة قد عاد كثير منهم عن أفكارهم مؤخرًا .

    ----------------------------
    مراجع للتوسع:
    · مؤلفات ورسائل للجماعة:
    ـ كلمة حق د. عمر عبد الرحمن.
    ـ أصناف الحكام وأحكامهم د. عمر عبد الرحمن.
    ـ الفريضة الغائبة، محمد عبد السلام.
    ـ ميثاق العمل الإسلامي د.ناجح إبراهيم، عاصم عبد الماجد ـ عصام الدين دربالة.
    ـ الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام ـ عصام الدين دربالة.
    ـ حتمية المواجهة ـ لجنة الأبحاث بالجماعة.
    ـ العذر بالجهل ـ لجنة الأبحاث بالجماعة.
    ـ الذب عن الصحابة ـ طلعت فؤاد.
    ـ شحذ الهمة في جمع شمل الأمة ـ رفاعي طه.
    ـ الرد على فكر التكفير ـ لجنة الأبحاث.
    ـ الرد على شبهات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ عبد الآخر حماد.
    ـ من نحن وماذا نريد؟ لجنة الأبحاث.
    ـ أإله مع الله؟ إعلان الحرب على مجلس الشعب ـ لجنة الأبحاث.
    ـ سلسلة الطريق إلى الله ـ ناجح إبراهيم ـ كرم زهدي.
    ـ منهج جماعة الجهاد الإسلامي ـ عبود الزمر.

    · مجلات تصدرها الجماعة:
    ـ مجلة كلمة حق.
    ـ مجلة صوت الأزهر.
    ـ مجلة المسلمات.
    ـ مجلة المرابطون.
    ـ الجماعة الإسلامية ـ فكرة ومنهاجاً ـ طلعت فؤاد قاسم "أبو طلال الأنصاري" "شريط فيديو".

    · مؤلفات ورسائل لغير الجماعة:
    ـ العمدة في إعداد العدة عبد القادر عبد العزيز.
    ـ تحصيل الزاد في تحقيق الجهاد ـ د. سعيد عبد العظيم.
    ـ الشهادة ـ صلاح أبو إسماعيل.
    ـ الغلو في الدين ـ عبد الرحمن اللويحق المطيري.
    ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ ياسر برهامي.
    ـ من قتل السادات ـ حسين أبو اليزيد.

    · أشرطة كاسيت:
    ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ سيد سعد الدين الغباشي.
    ـ مراحل تشريع الجهاد ـ د. محمد بن أحمد إسماعيل المقدم.

    · مجلات:
    ـ مجلة المجاهد ـ أفغانستان.
    ـ مجلة صوت الدعوة ـ تصدرها دار الهدى السلفية الإسكندرية العدد السادس.

  9. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جميل جداااااا موضوعك استاذنا ...
    من زمان بحلم الاقى موضوع هيك فيه عن كل الفرق ..سواء الاسلامية او اليهودية او المسيحية او المذاهب الفلسفية والديانات الوضعية البشرية ..
    لانو كتير بقرأ اسماء فرق وما بيكون عندى معلومات كتيرة عنهن ..
    الموضوع فيه كم معلومات هائل ..حرجع ان شاء الله اقراه بالتفصيل ووحدة ووحدة ..
    ما عندى تعليق حاليا على فحوى الموضوع ..لانى بحتاج انى اقراه بالتفصيل..
    بس مبدئيا ..حابة اقول انه ..بالنسبة لليهود ..فيه يهود السامرة ايضا ..يؤمنوا بتوحيد الالوهية بس ما بيعترفوا غير بنبوة موسى عليه السلام ..وبيامنوا انه كليم الله ..
    والبعض منهم يسكن فلسطين ..وفاصلين حالهم نوعا ما عن اليهود ..
    بتمنى تضيف بند عن يهود السامرة ..
    برجع بتشكرك جدا استاذنا على الموضوع الرائع ..
    جزاك ربنا كل خير ..


  10. افتراضي

    بالنسبة لحديثك عن حزب التحرير ففيه من الافتراء و الباطل ما ستحاسب عليه أمام الله تعالى. ان كنت تريد الحق فعلا فعد للحزب ماذا يقول في مسألة كذا أو كذا و دليله فيها. لا ما يقول أعدائه الذين باعو أخرتهم بدنيا غيرهم. و حسبنا الله و نعم الوكيل

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمان السهيلي مشاهدة المشاركة
    بالنسبة لحديثك عن حزب التحرير ففيه من الافتراء و الباطل ما ستحاسب عليه أمام الله تعالى. ان كنت تريد الحق فعلا فعد للحزب ماذا يقول في مسألة كذا أو كذا و دليله فيها. لا ما يقول أعدائه الذين باعو أخرتهم بدنيا غيرهم. و حسبنا الله و نعم الوكيل
    حسبكم من الشر تسمية أنفسكم حزبا من دون المسلمين !!!!
    لا حول و لا قوة إلا بالله

  12. #27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حب الله مشاهدة المشاركة
    ...
    فكان منهم صلاح الدين الأيوبي هازم الصليبيين.. ومنهم العلماء والمصلحون أمثال ابن تيمية وابن حجر وابن الصلاح وغيرهم كثير.
    ..
    تصحيح فقط(من باب تحريم نسبة شخص ما الى غير أبيه)
    ابن تيمية عربي النسب من بني نُمير كما قال تلميذ تلامذة ابن تيمية ولا أعلم مصدرا واحد يقول بأنه كردي
    فلايعني أن ولادته بحران=أنه كردي
    وأما ابن حجر فعربي كذلك كما نسب نفسه إلا ان كنت تقصد شخصا آخر غير ابن حجر العسقلاني
    ومع هذا أقول إن هذا لاينقص من الأمة العظيمة الكردية في شيء فمنهم الكثير من العلماء .

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. انشروا ذلك للعالم كي يرى حقارة ونذالة الصهاينة
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-28-2011, 09:44 AM
  2. تعليقات: ثورة مصر ونذالة فناني مصر
    بواسطة أبو المسيطر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2011, 07:32 PM
  3. Arrow القرآن الكريم كامل للحاسوب(مصحف المدينة المنورة) وميزات رائعة وشرح بالصور
    بواسطة ***بنت التوحيد*** في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-12-2008, 02:57 PM
  4. مذاهب فكرية معاصرة
    بواسطة يحيى في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-27-2007, 06:19 PM
  5. سئمت معاشرة الجبناء
    بواسطة الفرصة الأخيرة في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-15-2006, 10:08 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء